السيد الصافي
مضيفاً" العتبة العباسية المقدسة استُلمت بعد سقوط اللانظام، وهي في حالة معمارية وإنشائية تحتاج الى إنقاذ، ولم تطلها يد الإعمار لفترات طويلة، وان طالتها فكانت للمجاملة فقط، ولم تراعَ فيها أطر العمارة الإسلامية الصحيحة، مما أثر سلباً على كيانها وهيكلها المعماري ، وبحمد الله بدأنا بتشكيل اكثر من ورشة عمل، لأكثر من جهة، واعتمدنا عدداً من الخطوات مع مراعاة عاملي الزمن والدقة, لأجل الاستفادة من هذه العمارة والعمل على استثمار المساحة وتسخيرها لخدمة الزائرين، وهذا كله يحتاج لدراسة مناشئ العتبة المقدسة دراسة علمية دقيقة وخاصة مع عدم امتلاكنا لأي مخطط أو خرائط توضح ما تحت الأرض من معلومات عن الأسس وطبيعة الأرض وغيرها من الأمور إلا ما ندر، ومن هنا بدأنا ".
مبيناً" إن المبدأ الإداري هو أساس نجاح أي مشروع وكان هذا هو العامل الرئيسي الذي اعتمدنا عليه في تنفيذ أي مشروع، فإتبعنا أسلوباً إدارياً يصب جل اهتمامه وعنايته بالعقل العراقي، لأننا نعتقد أن العقلية العراقية مبدعة وتختلف عن باقي العقليات الأخرى، فقط تحتاج لمن يحفزها على الأبداع، وتوفير بيئة مناسبة لها، وارتأينا أن نبذل جهداً من أجل الاستفادة من هذه العقول، والعمل على إعطائها مساحة واسعة من التفكير بعيدة عن الضغوطات التي بقيت أسيرةً لها طيلة عقود من الزمن، وتم تحريرها من التردد الناتج من الخوف والاضطهاد الذي مورس ضدها، وهذا لا يعني عدم الاستفادة من الطاقات الأجنبية، فعندما نتعامل مع العقل العراقي فأننا نتحمل نتائج خطئه غير المقصود وإيجاد آلية لكيفية تجاوز هذا الأخطاء وهذا ما يجعله يستمر ويبدع، ويكون في مصاف الطاقات والعقليات الأخرى ".
واشار السيد الصافي " كانت كوادر العتبة المقدسة أمام خيارين إما أن ننجح أو ننجح، فكان هذا مبدؤنا الذي عملنا عليه مع إعطاء الثقة والدعم لهذا الكادر، مع الأخذ بنظر الاعتبار عامل الوقت ومعالجة حالة الاستعجال، فعمارة المراقد المقدسة قوتها مستمدة من شخوصها، وهي جزء من إحياء أمر أهل البيت عليهم السلام وهناك روايات تؤكد على هذا المنحى".