الأستاذ إدريس هاني
وأضاف: "هذا العنوان في الحقيقة يضعنا أمام إشكالياتٍ منها ما شكّل تحدّياً في أوّل تجربة وجودية للإنسان وأنّ الله سبحانه وتعالى علّم آدم الأسماء كلّها قبل أن ينخرط في تجربة الوجود وقبل أن يخضع الى خبرة الوجود في هذه الدنيا، فكان التحدي الأوّل هو تعلّم الأسماء كلّها، ذلك لأنّه في اعتقادنا أنّ المشكلة الفكرية والمعرفية والثقافية هي في أساسها مشكلة مصطلح وإدارة مصطلح وحكمة مصطلح، لأن المشكل الأخلاقي ها هنا يكمن، لأنّ المشكل في المنطق نفسه، لأنّه المعنيّ بالتعريفات والمعنيّ بالأسماء، حتى في التجارب الفقهية والأصولية لابدّ من مداخل مباحث الألفاظ".
مضيفاً: "ها هنا تتحدّد الأسامي وتتّحد الألفاظ وتتحدّد المصطلحات من منطلق أنّ اللغة في حدّ ذاتها التي نولد فيها، نحن أبناء اللغة لأنّ اللغة هي التي تختزل وتلخّص كلّ حكاية الفكر والتجربة الثقافية للإنسان، ولكن المشكلة في المنطق هو أنّهم أخرجوه عن مباحث القيم والأخلاق، هل يمكن أن نتحدّث عن أخلاق في المنطق أخلاق في التعريفات، يعني في مباحث المنطق أيضاً؟ نعم.. هذا ممكنٌ جداً لأنّ الإصرار على المغالطة والمفارقة بكلّ أشكالها كلّها يكمن خلفها، وفي العناد الذي يكمن خلفها موقف لا أخلاقي، وجال الأصوليون في هذا الموضوع وتسامحوا كثيراً حتى أنّهم جعلوا أن القطع حجة في ذاته أيّاً كانت مصادر هذا القطع".
واختتم: "نحن الآن في مورد استيراد المصطلحات أيضاً، نحن في المجال العربي نستورد المصطلحات وعندنا مشكلة مضاعفة، أوّلاً المصطلح وثانياً نقل المصطلح، وعملية نقل المصطلح من ثقافة الى أخرى هي عملية ليست سهلة أبداً إذا استحضرنا أنّ اللغة حتى من وجهة نظر المناهج الحديثة، لأنّ المصطلح يلخّص الثقافة عملية انتقال المصطلح من مجال تناولي الى مجال آخر يترك تصميمات ثقافية ويحدث اختلالاً في البنية الثقافية وهذا يجعلنا أمام حقيقة هو أنّ المصطلح حينما نتبنّاه يجب أن نحافظ على وزنه العربي، لأنّه يجب أن نفرّق بين اللغة الطبيعية واللغة المصطلحية".