راياتُ الطفِّ تعلو حتى أخذ الثأر وتنادي: الثأر الثأر يا صاحب الزمان..

للراية لدى جميع الشعوب مداليل تعكس إرهاصات مراحلها أو ما تودّ أن تعبّر عنه من متغيّرات وثوابت، فمنذ نشوء التاريخ البشري والراية لدى بني الإنس تعبيرٌ عن الحزن والفرح والنصر والحرب وردِّ الدَّيْن والاعتذار والندم وغيرها من الأمور، الموروث الإسلامي أيضاً أعطى هذا الجانب حيّزاً لا بأس به لدى سلوكيات شعوبه وشخوصه ومناسباته.
فإذا كانت ولا زالت الراية تعني لشعوب الأرض كلّ هذا الشيء وتحظى بهذه المنزلة أليس الأجدر بأحباب الحسين(عليه السلام) أن يرفعوا رايات الولاء الحسيني عاليةً خفاقةً بألوان وعبارات الحزن على أكبر مظلومٍ عرفته الإنسانية، وأيضاً يرفعونها فرحاً وابتهاجاً بالنصر الذي حقّقه دمُ الأولياء على سيف الأدعياء؟؟ الجواب: هو أنّ الراية الحسينية ستبقى بإذن ربّها عاليةً ولن يمسّها سوءٌ مهما ادلهّمت الخطوب ولو كره الكافرون، وستبقى رايتُك سيّدي يا حسين ترفرف في سماء كربلاء عاليةً خفّاقة تنادي: الثأر الثأر يا صاحب الزمان.
وهذا الأمرُ هو مصداقٌ لقول عقيلة الطالبيّين السيّدة الحوراء زينب الكبرى(عليها السلام) في حديثها مع الإمام زين العابدين(عليه السلام) حيث قالت: (وينصبون علماً لقبر أبيك سيد الشهداء(عليه السلام)، لا يدرس أثره ولا يعفو رسمه على كرور الليالي والأيام، وليجتهدنّ أئمة الكفر وأشياع الضلالة في محوه وتطميسه، فلا يزداد أثره إلّا ظهوراً وأمره إلّا علوّاً).
عدسةُ مصوّري شبكة الكفيل العالمية التي كانت متواجدة على طريق الزائرين رصدت عدداً من المشاهد لهذه الرايات التي تنوّعت فيها العبارات والشعارات التي كُتِبَت عليها.