بعد ختامها، لسانُ حال زائري الأربعين: هل وفينا يا سيّدتي زينب؟

السيرُ مشياً للوصول الى كعبة أحرار العالم في كربلاء المقدسة بأيّ نحو، كبذل الغالي والنفيس، وتحمُّل أعباء ومشاقّ الطريق، ومقاساة تقلّبات المناخ وبرودة الطقس والأمطار، وتهديدات الإرهابيّين والصداميّين.. وغيرها، كلّها لا تساوي قطرةً من دمائك الطاهرة يا ابن بنت رسول الله. هذا هو لسان حال الموالين الذين طافت أرواحهم حول ضريح سيد شباب أهل الجنة وإخوته وأبنائه وصحبه بأرض الطفوف شيباً وشباباً، نساءً ورجالاً، صغاراً وكباراً، المهمّ أنّ كلّ ما قدّموه لا يرونه ثمناً لقطرة دمٍ طاهرةٍ أريقت من جسد المولى الشهيد على أيدي فئةٍ باغيةٍ، لليوم تقتل النفس المحترمة التي حرّم الله قتلها دون وجهِ حقّ، فهل وفينا سيدتي يا زينب؟؟
سؤالٌ تلهج به ألسنُ وضمائرُ نسوةٍ شاركن إخوتهنّ وأزواجهنّ وأبناءهنّ في مسيرة العشق الحسينيّ، حيث مثوى أقمار أهل بيت النبيّ(صلى الله عليه وآله)، وهنّ يعلمْن أنّ ذلك لا يصل الى عُشْرِ معشار ما قدّمه لنا الإمام الحسين(عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه من تضحيات، ولا يُقارن بنسبة.
كلّ هذا لا لشيء إلّا لتجديد الحزن العاشورائي الأبديّ الذي لن تنطفئ جمرته المتّقدة في نفوسٍ وضمائرَ نيّرة.