جانب من زيارة الوفد
الوفد كان برئاسة السيد عدنان الموسوي من قسم الشؤون الدينية في العتبة المقدسة والمشرف على فرقة العباس(عليه السلام) القتالية الأستاذ ميثم الزيدي ووفداً ممثِّلاً عن العتبة الحسينية المقدسة برئاسة الحاج فاضل عوز، وضمّ كذلك بعض قادة وآمري ألويتها فضلاً عن عددٍ من مسؤولي العتبة العباسية المقدسة، حيث قام الوفد بزيارة مجالس الفاتحة التي أقامها ذوو الشهداء وعشائرهم ترحّماً على أرواحهم الطاهرة ووفاءً لهم لما ضحّوا بدمائهم في مواجهة هذه الهجمة البربرية من أحفاد يزيد، ونقل الوفدُ تعازي الأمين العام للعتبة المقدسة ومنتسبيها بصورة خاصة وتعازي أهالي محافظة كربلاء المقدسة بصورة عامة، داعين الباري عزّوجلّ أن يُسكن شهداءهم جنان الخلد ويلهمهم الصبر والسلوان، وأشاد الوفدُ الزائرُ بالبطولات والشجاعة والاندفاع والتضحيات التي سطّرها أبناؤهم الشهداء في مقاتلة الجماعات الإرهابية والتكفيرية من أعداء الدين والإنسانية.
أهالي وذوو الشهداء استقبلوا الوفد بحفاوةٍ وحرارة عالية استقبال المهنّئين وليس المعزّين، وكانوا يزهون بالفخر والعزّ ويقولون: إنّ الله رزقنا شرفاً لعشائرنا بهذه الشهادة، فكان أبو الشهيد يقول عن ابنه: "إنّه شرّفنا بشرفٍ لا شرَفَ أعلى منه"، وابنُ الشهيد كان رافعاً رأسه ويقول: "لقد رفع أبي رأسي عالياً بين أقراني وهو ذاهبٌ الى الجنّة، وسأكون التالي بعده وأوصي ابني بالدفاع عن أرض العراق"، أمّا شيخُ العشيرة فيقول: "لم تنل عشيرتُنا مثل هكذا فخر، وأيّ فخرٍ بعد فخر الشهادة تحت لواء المرجعية الدينية الرشيدة".
من الجدير بالذكر أنّ العتبة العباسية المقدّسة قد أجرت تشييعاً مهيباً لهذه الثلّة من الشهداء وقامت بنعيهم، وأُذيع لمرّات عديدة داخل الصحن العباسي المطهّر، ويُذكرُ أنّ فرقة العباس(عليه السلام) القتالية قد شاركت في معارك بلد والدجيل وكُلّفت بواجباتٍ قتالية أثبتت فيها جدارتها وقدرتها الميدانية، والتي اكتسبتها من خلال التدريبات العسكرية فضلاً عن تسلّحها بالعزيمة والإيمان المستمَدّة من قائد جيش الإمام الحسين أبي الفضل العباس(عليهما السلام)، وقدّمت خلال هذه المعارك كوكبةً من شهدائها.