واليوم إذ يعيش البلد ظروفاً غير طبيعية والشعبُ العراقيّ يواجه هجمةً بربرية شرسة، نهضت مرجعيّتُنا القائدة بمسؤوليّتها تجاه الأمّة وبدورها الرساليّ المُناط بها في فتوى الجهاد الكفائي التاريخية الحكيمة أوّلاً وفي تنظيم حيثيّات تطبيق هذه الفتوى المقدّسة ثانياً، فجاءت التوصيات الرشيدة والتوجيهات السديدة من لدن المرجعية العُليا، فكان ممّا أوصى به سماحةُ المرجع الدينيّ الأعلى السيد علي الحسينيّ السيستاني(دام ظلّه الوارف) هو مراعاة حدود وآداب الجهاد كما جاء في كتاب الله الكريم وأحاديث العترة الطاهرة والمحافظة على صورته وضوابطه التي بيّنها رسول الله(صلّى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين(عليه السلام) لتكون أحد أسباب حصول المجاهد على الدرجة التي وضعها الله تعالى له، وهذا ما بيّنه سماحته في النقطة الأولى من وصاياه الكريمة للمقاتلين والمجاهدين في ساحات الجهاد والوغى والتي أصدرها مكتبه، إذ قال:
((إنّ الله سبحانه وتعالى -كما ندب الى الجهاد ودعا إليه وجعله دعامةً من دعائم الدين وفضّل المجاهدين على القاعدين-، فإنّه "عزّ اسمُهُ" جعل له حدوداً وآداباً أوجبتها الحكمةُ واقتضتها الفطرة، يلزم تفقّهها ومراعاتها، فمن رعاها حقّ رعايتها أوجب له ما قدّره من فضله وسنّه من بركاته، ومن أخلّ بها أحبط من أجره ولم يبلغ به أمله)).