صحن أبي الفضل العباس
واكتظّ الصحنان المقدّسان وساحة ما بين الحرمين الشريفين بالمهنّئين في هذه المناسبة ومن أغلب المحافظات العراقية وحتّى من خارج العراق، وكثّف أبناءُ العتبات المقدّسة من جهودهم لاستقبال الزائرين المهنّئين واستقبلوهم بعبارات الترحيب والتهنئة من بداية القطوعات الخارجية للمدينة حيث يتمّ نقلهم بعجلات النقل الخاصّ بالزائرين وصولاً للحرَمَيْن الطاهرين.
يُذكر أنّه عند ولادتها الشريفة قدّمتها أمّها فاطمة(عليها السلام) إلى رسول الله(صلّى الله عليه وآله) فأخذها وقبّلها وبكى، فقالت له فاطمة الزهراء(عليها السلام): (لِمَ بكاؤكَ لا أبكى اللهُ عينيكَ يا أبتاه؟) فقال: (يا فاطمة إنّ هذه ستُبلى ببلايا وترد عليها مصائب شتى ورزايا أدهى، يا بضعتي وقرّة عيني يا فاطمة إنّ مَنْ بكى عليها وعلى مصائبها يكون ثوابه كثواب من بكى على أخوَيْها الحسن والحسين(عليهما السلام)). ثمّ سمّاها رسول الله(صلّى الله عليه وآله) بـ"زينب"، وهو اسم شجرةٍ أو وردةٍ حسنة المنظر طيّبة الرائحة، وكنيتُها "أمّ كلثوم، وأمّ الحسن، والعقيلة -أي الكريمة-". وقد تربّت في بيت الرسالة المحمّدية، ورضعت من ثدي الطهارة والعفّة، وغُذّيت بغذاء الكرامة من أبيها الإمام علي(عليه السلام)، فنشأت نشأةً قدسية ورُبّيت تربيةً روحانية مرتدية رداء العفاف والحشمة؛ لأنّ الخمسة أصحاب الكساء(عليهم السلام) هم الذين قاموا بتربيتها ورعايتها وتهذيبها، وإنّ "زينب" اسمٌ اختاره الله سبحانه وتعالى لها، فكانت الكمالات النفسية والعقلية والروحية التي شكّلت هذه الشخصية لم تُزَلْزِلْها تلك الأعمال الوحشية بإبادة آل البيت(عليهم السلام) قتلاً وتشريداً في كربلاء، وواصلت إعلامياً فضح كلّ الدسائس والفتن والمحن لتنصر الثورة الحسينية وليخلّدها التاريخُ بأحرفٍ من نور.