موكب العزاء
وكانت انطلاقته من صحن أبي الفضل العباس(عليه السلام) باتّجاه حرم أبي عبدالله الحسين(عليه السلام) وهم يردّدون الهتافات التي تجسّد عظم هذا المصاب الجلل على الأمّة الإسلامية، وحين وصولهم إلى حرم سيد الشهداء أبي عبدالله الحسين(عليه السلام) كان في استقبالهم خدّامُهُ، ليُعقد مجلسُ عزاءٍ موحّد في الحرم المقدّس وهم يواسونه بمصيبة هدم قبور أبنائه(سلام الله عليهم).
وناشد خَدَمةُ العتبتَيْن المقدّستَيْن الحسينية والعباسية من خلال هذا الموكب ومن خلال قصائدهم التي صدحت بها حناجرُهم الولائية بإعادة بناء مراقد أئمة البقيع(صلوات الله عليهم) باعتباره مطلباً إنسانياً والضغط على المنظّمات الدولية والإنسانية وحقوق الإنسان من أجل تنفيذها سريعاً وعدم السكوت عن جرائم الوهابيّين التكفيريّين بحقّ أهل البيت(عليهم السلام) ومحبّيهم في كلّ أنحاء العالم لأنّها تعتبر إرثاً تاريخياً إسلامياً كبيراً، وإنّ تهديم هذه القبور المطهّرة سيبقى وصمة عارٍ على جبين الوهابيّين التكفيريّين.
وكانت الجريمةُ التي لا تُنسى عند قيام العصبات التكفيرية بأوّل هدمٍ للبقيع وذلك عام (1220هـ) وعندما سقطت الدولة على يد العثمانيّين أعاد المسلمون بناءها على أحسن هيأة من تبرّعاتهم، فبُنيت القبب والمساجد بشكلٍ فنيّ رائع حيث عادت هذه القبور المقدّسة محطّ رحال المؤمنين بعد أن ولّى خطّ الوهابيّين لحينٍ من الوقت واستولوا على مكّة المكرّمة والمدينة المنوّرة وضواحيهما عام (1344هـ) وقاموا في اليوم الثامن من شوال بهدم قبور أئمّة البقيع(عليهم السلام) وهم: الإمام الحسن المجتبى بن أمير المؤمنين، الإمام علي بن الحسين زين العابدين، الإمام محمد بن علي الباقر، الإمام جعفر الصادق بن الإمام الباقر (عليهم أفضل الصلاة والسلام أجمعين).