وقد ركّز أعداء المذهب الإمامي الاثني عشري على مغالطة الحقائق والدسّ فيها من جهة، ومن جهةٍ أخرى التحريف في تأويل بعض ما قد يشتهر ويُعرف عن الأئمّة الطاهرين(سلام الله تعالى عليهم)، وكمثالٍ على ذلك وتبرّكاً بذكرى الإمام الرضا(عليه السلام) وولادته نذكر هذه القضية ونجملها في ثلاثة أسئلة، ونتناول الإجابة عنها بشكل مختصر:
من الذي سمّى الإمام الرضا(عليه السلام) بـ"الرضا"؟ ولماذا؟ وما معنى ذلك؟
حتى نجيب عن هذه الأسئلة نقرأ هذه الرواية وسنجد الإجابة الشافية:
يروي ابن بابويه بسندٍ حسنٍ عن البزنطي قال: قلت لأبي جعفر الإمام محمد الجواد(عليه السلام): إنّ قوماً من مخالفيكم يزعمون أنّ أباك إنّما سمّاه المأمون "الرضا" لما رضيه لولاية عهده، فقال(عليه السلام): كذبوا والله وفجروا، بل الله تبارك وتعالى سمّاه "الرضا" لأنّه كان رضى لله عزّوجلّ في سمائه، ورضى لرسوله والأئمّة من بعده(عليهم السلام) في أرضه.
قال: فقلت له: ألم يكن كلّ واحدٍ من آبائك الماضين(عليهم السلام) رضى لله عزّوجلّ ولرسوله والأئمّة من بعده؟ فقال: بلى. قلت: فلم سُمّي أبوك(عليه السلام) من بينهم بـ"الرضا"؟ قال: لأنّه رضي به المخالفون من أعدائه كما رضي به الموافقون من أوليائه، ولم يكن ذلك لأحدٍ من آبائه(عليهم السلام)، فلذلك سمّي من بينهم بـ"الرضا".