الى

اختتام فعاليات مسابقة الجود العالمية الخامسة للقصيدة العمودية في حقّ أبي الفضل العباس(عليه السلام)..

جانب من حفل الختام
اختُتمت مساء اليوم الأحد (13جمادى الآخرة 1435هـ) الموافق لـ(13نيسان 2014م) فعاليات مسابقة الجود العالمية الخامسة للقصيدة العمودية في حقّ أبي الفضل العباس(عليه السلام)، وتحت شعار: (من بحر جودك يزن الشعراء بحورَ قصائدهم)، والتي تُقام بالتزامن مع ذكرى وفاة السيدة الطاهرة أمّ البنين(عليها السلام).
واستهلّ حفل الختام بتلاوة آيات من الذكر الحكيم لتأتي بعدها كلمة الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة والتي ألقاها السيد الأمين العام سماحة السيد أحمد الصافي و بيّن فيها: "هناك عناوين تكون كبيرة، وكبرها لا يكون جزافاً وإنما نشأ من معانٍ سامية تضمنّتها هذه العناوين، ولعلّ الذي يسير ويبحر في التاريخ يقف عند مقاطع عدة، تجرّنا الى التأمّل والوقوف عندها، ومن تلكم المواقف التاريخية واقعة الطف الخالدة ونهضة الإمام الحسين(عليه السلام) التي احتوت على عناوين ضخمة، وفي مقدمة تلك العناوين التي يقف عندها المتأمل عنوانٌ كبير اسمُهُ أبو الفضل العباس(عليه السلام)، وهذا العنوان لم تحدَّه حدود ولم يقف عند مساحة محدّدة اختُصِرت على كربلاء أو نهر العلقمي فقط، وإنّما توسّعت وانتشرت منه مفاهيم كبرى، فإذا أخذت الشجاعة أو الإخاء أو التضحية أو الإباء أو غيرها من المفاهيم فإنّها تُختَزَل وتُجمَعُ في شخص أبي الفضل العباس(عليه السلام)، وهذه الصفات لم تكن ارتجالية لديه، وإنّما هي نابعة من بصيرة يعود للتربية التي ربّتها وأنشأتها وغرستها فيه أمُّهُ وهي أمّ البنين(عليها السلام)، إضافة لوالده أمير المؤمنين وأخوته الحسن والحسين(سلام الله عليهم جميعاً)".
وأضاف: "وهذه التربية ليست تربية مادية وإنّما تربية أنشئت من موقف عاشورائي أصبح عنواناً لكلّ الفضائل، وأصبحت هذه الفضائل والصفات التي امتاز بها أبو الفضل العباس(عليه السلام) عناوين لقصائد شعرية، فشاعرٌ يبرز صفة الشجاعة وآخر الوفاء وغيرها وآخر يحوم ولا يصل والبقية يتسابقون".
مُبيّناً: "ومسابقة الجود العالمية للقصيدة العمودية بحقّ أبي الفضل العباس(عليه السلام)، والتي كان من أهدافها هو إبراز تلك الخصائص شعريّاً، وبشعرٍ رصين وهادف نبراسه وقافيته أبو الفضل العباس(سلام الله عليه) فكانت مجمل القصائد التي اشتركت في هذه السنوات الخمس هو (632) نصّاً شعريّاً من داخل وخارج العراق، وهذا إنْ دلّ على شيء فإنّما يدلّ على عمق استثارة الشعر والعاطفة ولا أعتقد أن هناك موطناً لتلك الاستثارة الشعرية وعاطفيتها مثل واقعة الطف، فهي معين لا ينضب للشعر والشعراء وأغنت المكتبة الأدبية بالشعر الهادف والبنّاء فكانت ساحة للتباري الشعري".
موضّحاً: "هناك قصائد في الأدب العربي على الإنسان أن يراجعها ويتمعّن فيها فهي تُحاكي مبادئ ومواقف مشرقة لأئمة أهل البيت(عليهم السلام)، إضافة لما تعرّضوا إليه من ظلمٍ وحيفٍ، ومن هؤلاء الشعراء دعبل والكميت وغيرهم فهم أعطوا للشعر والأدب قيمة حقيقة، وكتبت بعض قوافيهم بالذهب لأهميتها ومكانتها".
وقدّم الصافي في ختام كلمته شكره لكلّ من ساهم في إنجاح هذا المهرجان، سواءً من الشعراء الذين شاركوا بقصائدهم، أو من اللجان التحضيرية والتحكيمية، ومَنْ ساهم من أقسام العتبة المقدسة.
مذكّراً بأنّ اللجنة التحكمية تعاملت مع النصوص من دون أن تقترن بأسماء كتّابها، وكان الاختيار وفق موازين ثابتة ومحدّدة، اتفقت اللجنة التحكيمية عليها من ناحية اللغة والوزن وغيرها من أركان القصيدة العمودية..
واختُتِمت فعاليات هذا المهرجان بتوزيع الدروع والجوائز التقديرية على الفائزين واللجان، وبعض وسائل الإعلام، وبعض الشهادات التقديرية للمشاركين في هذه المسابقة.
ومن الجدير بالذكر فقد وصل عدد النصوص المشاركة في المسابقة (142) نصّاً من داخل العراق وخارجه، وتمّ تسليمها الى اللجنة المختصّة (لجنة تحكيم النصوص) المتكوّنة من عدد من الأساتذة المختصّين بالجانب الأدبي، لاختيار أفضل عشر قصائد موضوعاً ولغةً وبلاغةً، مع مراعاة أنّ كلّ النصوص المشاركة سواء الفائزة أو تلك التي لم يحالفها الحظّ لا تُعاد لأصحابها، ويحقّ للّجنة التحضيرية الاحتفاظ بها للنشر أو الأرشيف وفيما ترتئيه، مع استبعاد القصائد المشاركة للفائزين بالمرتبة الأولى للمسابقات الأربع الماضية وهذا حسب شروط المسابقة، وقد حقّقت هذه الدورة طفرةً من حيث عدد المشاركين إضافة لقوّة ورصانة القصائد المشاركة من ناحية نوعية النصوص الشعرية وحداثتها وأسلوبها الرصين واستخدام التركيبة الشعرية العميقة التي تصلح أن تكون همزة الوصل بين الشعر القديم والشعر الآني، وربّما اختلفت الأذواق بين أكثر من ناقد وحكم، إلّا أنّ المزاج العام اشترك في اختيار هذه القصائد، لتكون القصائد العشرة الفائزة، نأمل ونطمح أن تكون هذه المسابقة مناسبةً لتكريس وتجذير مفهوم الثقافة العربية الرصينة.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: