الى

وفدٌ من العتبة العباسية المقدسة يحضر فعاليات افتتاح مهرجان الغدير العالمي الثالث الذي تقيمه العتبة العلوية المقدسة..

منصة حفل الافتتاح
انطلقت مساء يوم أمس الأحد (24ذو الحجة 1435هـ) الموافق لـ(19تشرين الأول 2014م) وفي رحاب الصحن العلوي الطاهر فعاليات مهرجان الغدير العالمي الثالث، والذي تقيمه العتبة العلوية المقدسة برعاية ديوان الوقف الشيعي وسط حضورٍ لافتٍ ملأ أرجاء الصحن الحيدري الشريف.
وافتُتِح الحفل بتلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم بصوت الشيخ جاسم، بعدها جاءت كلمة الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة الشيخ ضياء الدين زين الدين، والتي أكّد فيها على: "إنّ مهرجان الغدير العالمي الثالث يُقام في هذه السنة وهو يحمل رسائل مهمة تُقدّم للعالم، وخصوصاً إلى أبناء أمّتنا الإسلامية وعراقنا الحبيب في هذه الفترة الحرجة من حياتنا، ونرجو أن تستلمها العقول النيرة، وخاصة المعنية بهذا بوضوح".
مُبيّناً: "الرسالة الأولى للمهرجان معنية باستلام علي(عليه السلام) زمام حكومة الحقّ والعدل الإلهي في ظرفٍ لم يجد المسلمون منجى سواه، وضاقت بهم الحيل إلّا من حيث يستلم علي(عليه السلام) زمام سفنهم، الرسالة الثانية للمهرجان تشير الى أنّ علياً(عليه السلام) وعلى الرغم من عظم ما تحمله من آلام الأيام معه إلا أنّها لم تُثنِهِ عن أن يشرّع للبشرية سبل الهدى في حكومة الحقّ والعدل، أمّا الرسالة الثالثة فإنّها تشير الى أنّ الحكم في هذه الحكومة الربانية، ومواقع الحكم ومهمات الحكام فيها، كلها ليست درجات تكريمية لأيّ شخص يتسنّم موقعاً فيها، ليستأثر بها مستأثر، أو يتسلط بها متسلّط، وإنّما هي جميعها مسؤوليات إلهية، تبدأ من حيث تبدأ علاقة العبد بالله مولاه الحق، لتتعاظم تلك المسؤوليات في تبعاتها ومحاسباتها مع كلّ درجةٍ تتصاعد إليها المواقع والمهمات والوظائف في حكومة العدل العلوي دون استثناء".
بعدها جاءت كلمة رئيس ديوان الوقف الشيعي السيد صالح الحيدري، والتي جاء فيها: "نحن نقف اليوم هنا في محطّة عظيمة من محطات ديننا وإرثنا وتاريخنا الحضاري، وعياً منّا بقيمة أطيافها ومنعكساتها لنتنسّم فيها عبير الرسالة وهدي الإمامة، وكان فيها تمام كلمة الله ونعمته وإكمال الدين، والانتقال به من مرحلة النشوء والتكامل الى مرحلة البقاء والديمومة، ولم يذكر التاريخ أحداً نزل أقرب الى قلب النبيّ(صلّى الله عليه وآله) من أمير المؤمنين(عليه السلام) وجلّ ما نطمح أن نقف ونعتبر ونتذكر، عسى أن تنفع الذكرى ففي ذكرانا بشير وفيها أيضا نذير عالي الصوت، حريّ به أن يقرع أسماع كلّ غيور على دينه، ويدوي في آذانهم في كلّ لحظة وليعلن لهم، أنّ الولاء الحقّ لله تعالى وحده، ولمن يأمر الله بولائه، وهذا الولاء الأخير يأتي في امتداد الولاء لله تعالى".
بعد ذلك كانت الكلمة لممثّل دولة الفاتيكان لؤي سامي، التي أكّد فيها: "أنّ آيات التسامح والمحبة والرحمة هي التي جمعت وستجمع المؤمنين المسيحيين والمسلمين ماضياً وحاضراً ومستقبلاً في العراق الحبيب، وفي الدول العربية المتألّمة والمجروحة من وطأة الإرهاب والعنف الذي يرفض ما جاء في الكتب السماوية، ليأخذ من الدين مبرّرا للقتل والتشريد".
وأضاف: "نحن نرفض الصراع بين الأديان والحضارات، وإنّ لا خلاص لنا ولعالمنا إلّا بالحوار المسؤول والخلقي والتفاهم والتراحم، وما وجودنا اليوم هنا قادمين من روما وحاضرة الفاتيكان إلّا للتأكيد على مبادئ التسامح والمحبة التي بشرت بها أدياننا التوحيدية ورفع رايتها الأئمةُ ورجالُ الدين".
بعد ذلك تقدّم الراهب المونسنيور ايمليانو ممثل الرهبنة في البرنابرتية في روما، قائلاً: "السلام عليكم جميعاً أيها السادة الحضور الكرام.. تحية مودّة وتقدير لكم جميعاً أنتم المجتمعون في هذه المناسبة الغرّاء.
في البدء أودّ أن أوجّه شكري وتقديري لمنظّمي هذا الحفل الكريم، وأثمّن لهم دعوتهم الكريمة التي أعطتنا هذه الفرصة الفريدة للتواجد في أرض العراق الغالي أرض الأنبياء والرسل، لمشاركة إخواننا المسلمين في إحياء ذكرى عيد الغدير الأغرّ، كما لا ننسى حفاوة الاستقبال وحسن الضيافة في هذا المكان المقدس، الذي يتشرّف بوجود ضريح الإمام علي(عليه السلام).
كما وأؤكّد أنّ هذه الأرض عُرفت منذ مئات السنين بالتعايش السلمي والتعاون الأخوي بين المؤمنين على اختلاف أديانهم وانتماءاتهم الطائفية، كما جاء في قوله تعالى من سورة المائدة الآية82: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ).
نحن مسيحيون وأشقّاء لكم، وقد جئناكم من روما وحاضرة الفاتيكان بكلّ فرحٍ لنكون معكم ولنحقّق حلمنا في زيارة أرضكم الغالية، أرض أنبيائنا المشتركين(عليهم السلام) النبي آدم، النبي نوح، والنبي إبراهيم وغيرهم.
أما فيما يخصّ العلاقات التي تربطنا كمسلمين ومسيحيين، فموقف الكنيسة الكاثوليكية واضح ويعبّر عنه ما جاء في وثيقة (المجمع الفاتيكاني الثاني) وعنوانها: (في عصرنا) وهذه ترجمته: (الكنيسة تقدّر المسلمين الذين يعبدون الإله الواحد القيوم الرحيم الضابط الكلّ خالق السماء والأرض المكلّم البشر، ويجتهدون في أن يخضعوا بكلّيتهم حتى لأوامر الله الخفية، كما خضع له إبراهيم الذي يسند إليه بطيبة الخاطر الإيمان الإسلامي، وإنّهم يجلّون يسوع كنبيّ وإن لم يعترفوا به كإله، ويُكرمون مريم العذراء كما أنّهم يدعونها بتقوى، علاوة على ذلك أنّهم ينتظرون يوم الدين عندما يثيب الله كلّ البشر القائمين من الموت، ويحترمون أيضاً الحياة الأخلاقية ويؤدّون العبادة لله لا سيما بالصلاة والزكاة والصوم.
وإذا كانت قد نشأت، على مرّ القرون، اختلافات وعداوات بين المسيحيين والمسلمين، فالمجتمع المقدّس يدعو الجميع لتناسي الماضي والعمل بإخلاص للتفاهم المتبادل، وصون وتعزيز العدالة الاجتماعية والقيم الأخلاقية والسلام والحرية لفائدة جميع المؤمنين).
وهذا بالفعل ما قام به الإمام علي(عليه السلام) ويبقى لنا مثلاً صالحاً في هذه الأيام عندما قبل الهدنة المؤقتة والتي كلّفته حياته ليتخطّى الانقسامات ويتعالى عن النزاعات بين المؤمنين بالرغم من أنّه كان على وشك كسب الحرب، معبّراً لذلك عن شجاعته وطاعته المخلصة، والخضوع لله، والاتّكال عليه، وهذا ما أعطاه شرف الشهادة كما جاء في سورة الشورى (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَٰئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ) الى قوله تعالى: (وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَٰلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ).
لسوء الحظّ نعيش في هذه الأيام أوقاتاً يغلب عليها العنف والتطرّف الأكثر شراسة في تاريخ بلاد ما بين النهرين ضدّ المسيحيّين، والإيزديّين، والشبك والتركمان الشيعة في مدينة الموصل وفي سهل نينوى، وهذا العنف على اختلاف أشكاله.. موت، استعباد للنساء والبنات، تشريد، إكراه في الدين.. لم يترك لمئات الآلاف من العراقيين إلا خيار الهجرة لضمان الحياة وكرامة العيش، وفي هذا المجال غنى عن التأكيد أنّ هذه الجرائم لا تنتمي إلى الدين، لا بل هي إهانة لله وخيانة لكلامه في سورة المائدة (فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ) وكما أكّد البابا (فرنسيس) مراراً أنّ العنف لا يولّد إلّا العنف.. ومن العار أن نقتل باسم الله.
وفي هذا المجال نثمّن أعمال آية الله العظمى علي السيستاني(أطال الله عمره) السلطة الدينية والأخلاقية العليا وفخر الشعب العراقي، ذي الحكمة والتقوى اللتين يَعتَرِف بهما العالم بأسره، وإذ هو يحمل بشرف اسم الإمام علي(عليه السلام)، نطلب من الله الرحيم أن يساعده في تحقيق مقاصده وجهوده لإعادة الوحدة للشعب العراقي العريق والمتعدد الإثنيات والأديان".
ثم تقدّم مسؤول عام الرهبنة الكرملية في روما الأب ايرنستو بكلمة له أطلق عليها اسم: ( شهادة حياة)، قال فيها: "أنا سعيد أن أكون بينكم في هذه المناسبة التي تجمعنا بها ذكرى أمير المؤمنين علي(عليه السلام)، وأشير الى أنّ التعايش السلمي والتناغم والاحترام بين المسيحيّين والمسلمين في العراق الحبيب كلّه بفضل ما نادى به أمير المؤمنين علي(عليه السلام)، واليوم هنا وفي هذا المكان المبارك نشكر الله على التعاون بين أبناء العراق على اختلاف انتماءاتهم الدينية طالبين منه عزّوجلّ أن يحفظ العراق شعباً وأرضاً في وحدته وتعايشه".
بعد ذلك تقدّم رئيس المجمع العلمي في إيران الدكتور حداد عادل في كلمة له أكّد فيها بقوله: "يشرّفني أن أقف أمامكم بجوار هذه البقعة الطاهرة مثوى أمير المؤمنين وإمام المتقين وسيّد الوصيين، حيث تفوح من جنباتها عطر النبوّة والولاية والإمامة وشذى الإيمان والشجاعة والوفاء".
وأضاف السيد حداد: "إنّ الحكومة الإسلامية في زمن الإمام علي(عليه السلام) تعرّضت لأمور لم تتعرّض لمثلها الحكومات التي سبقتها، حيث تعرّضت الأمة في زمانه الى الحروب الأهلية، تلك الحروب التي خاضها المسلمون فيما بينهم والتي اعتبرها الإمام علي(عليه السلام) ظاهرةً مشؤومة وخطراً كبيراً".
وشدّد بقوله: "إنّ الإمام عليّاً(عليه السلام) أفضل من تربّى في مدرسة النبي(صلى الله عليه وآله)، والمثل الأعلى والنموذج الأمثل لهم في الإسلام، ويمكن تعلّم درس الوحدة منه(عليه السلام) بطريقتين، الأولى دراسة السيرة العلوية العطرة، والأخرى من خلال مطالعة تعاليمه الحكيمة، حيث كان(عليه السلام) طيلة فترة السنوات الخمس من حكمه يفضّل ويقيم مصلحة الإسلام على إحقاق حقه".
ثم تقدّم مسؤول دار الإفتاء في الجمهورية اللبنانية، مدير كلية الشريعة وأزهر لبنان الشيخ عبدالرحمن الرفاعي بكلمته التي أطلق عليها عنوان: (مفهوم الحكم عند الإمام علي(عليه السلام))، أكّد فيها بقوله: "إنّ حديث الغدير (من كنت مولاه فهذا عليٌ مولاه) حديثٌ وعبارةٌ معروفةٌ لدى المسلمين باختلاف مذاهبهم، وممّا لاشكّ فيه أنّ الإمام عليّاً(عليه السلام) قد فهم منطوق هذا الحديث النبوي الشريف بشكلٍ واضح، لا يمكن أن يلتبس فهمه عليه، وهو باب العلم، خاصة وأنّ الأمر يتعلّق به شخصياً".
وأضاف بقوله: "إنّ سُنّة الإمام علي(عليه السلام) في الحكم هو حفظ وحماية الدين، وهو لم يطلب الحكم للجاه أو السلطة أو ليكون ملكاً بل كان جلُّ همّه إحقاق الحق وإقامة العدل، وكان مضرب المثل في الشعور بالمسؤولية سواء كان هو نفسه في السلطة أو كان يعيش في إطارها".
ثم كانت الكلمة للوفد الأفغاني، وقد ألقاها عنهم الدكتور آجر الدين إقبال معاون وزير الثقافة الأفغانية، عبّر فيها عن سروره في متابعة الكتاب والعترة النبوية الطاهرة، وأنا ممتنّ لاشتراكي في هذه الجلسة المباركة في يوم الغدير.
وبيّن: "لقد جاء الإمام للحكم وهو إمامٌ مفترض الطاعة حكم أم لم يحكم، تحمّل في سبيل الأمة الضيم والابتعاد وبعد أن جاء إلى الحكم نظر إلى بيت المال فقسّمه على المسلمين بالتساوي ولم يضع حجراً على حجر ولم يسكن دار الإمارة، إذ قال عنها (إنها دار الزوال)، وكان يقتات القوت أسوة بالآخرين بل يأخذ قوت أضعفهم وهو القائل: (أيكفي أن يُقال لي أمير المؤمنين ولا أشارككم جشوبة العيش)، جاءه طلحة والزبير وقالوا له وهو في بيت المال: (لنا عندك حاجة)، فأطفأ السراج وقال: (لأنّ هذا السراج للمسلمين عامة)، وهو القائل: (أعينوني بورعٍ واجتهاد وعفة وسداد).
بعد ذلك حثّ الدكتور في كلمته المسلمين على اتّخاذ مبادئ أمير المؤمنين(عليه السلام) شعاراً ومساراً لهم حتى يصلوا إلى أهدافهم الحقيقية المرجوّة من إنسانيتهم ودينهم.
فما هذه الدماء المسفوكة؟ مِنْ أجل مَنْ؟ ولأجل مَنْ؟ ولأيّ مَنْ؟ فإراقة الدماء تذهب هدراً في ليبيا ومصر وسوريا والعراق وغيرها من البلدان الإسلامية الأخرى، فأيّ مبدأ يقرّ بقطع الرؤوس وإراقة الدماء؟ فأيّ إسلامٍ هذا؟ فالإسلام قام بأخلاق محمّد(صلى الله عليه وآله)، ولم يقم على القتل وإزهاق الأرواح وإراقة الدماء فالإسلام قام بالقرآن وبأخلاق محمد الذي قال عنه تعالى: (وإنّك لعلى خلقٍ عظيم).
ثم كانت خاتمة الكلمات للسيد علي مكي العاملي المفتي في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان، وأكّد فيها بقوله: "نَفِدُ اليكم من عروس العالم العربي لبنان ومن تاج هامتها البقاع وجبل عامل ومن درّة تاجها المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ومن عنفوان كرامتها المقاومة، نفدُ الى بلدٍ يتحرّك في التاريخ في قداسة أرضه وأنين ترابه بدماء الأولياء، الى البلد المركز في ظاهر الإشعاع الإصلاحي الموعود، الى البلد الدافئ بمياه دجلة والفرات، الى البلد الذي لم يعرف واديه إلّا السلام، ولا ألفت صفحاته سوى اللمع والروض والشرائع ومن استمسك بالمنهاج النافع وبالحلقات الكافية للعروة الوثقى، ولم ينحنِ يوماً لظالم وما قبَّل إلّا جباه القدّيسين، الى البلد الذي عشق الشمس فغاب عنه ليلُ الجهل والتعرّب وصاغت نجومه فيه العنفوان والشرف وطرزت أقمار عباقرته سور العلم والفقه فكان فيه النجف الأشرف".
ثم قدّم السيد العاملي باقةً عبقةً من الأحاديث النبوية الشريفة في حقّ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) تلك الأحاديث المنقولة من جميع الرواة ومن مختلف الطوائف، والتي أشارت بشكلٍ واضحٍ وجليّ الى حديث الغدير ويومه، مشيراً الى: "أنّها نصوص وشهادات ساطعة كشمس الربيع تتسلّل الى العقول من قلوب الفطرة ونقاء السريرة لا يعمى عنها إلّا مرتابٌ ضلّيل منكوس القلب، ألبسه الشيطان لبوس الضلال، تهدر شقاشقه بالريب والشك والفتنة".
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: