الى

كخطوةٍ تُجسّد إصرارَ النازحين على تحدّي الإرهاب ومواصلة الحياة لجنة إغاثة المهجّرين في العتبة العباسية المقدسة ترعى وتدعم مراسيم زواجهم..

ضمن برنامجها الداعم للعوائل النازحة والمهجّرة والمسجلة لديها، والتي فاقت (25 ألف) نازح، والذي امتاز بالتنوّع شكلاً ومضموناً ومن أجل المساهمة بالتخفيف عن كاهل هذه العوائل والتقليل من معاناتهم وخلق فرحةٍ من داخل الألم والمعاناة وزرع بسمة على شفاههم، قامت اللجنة المذكورة برعاية ودعم مراسيم الزواج لشبابٍ نازحين حاول الإرهاب التكفيري أن يسرقها منهم ويبدّدها.
رئيس لجنة إغاثة المهجّرين في العتبة العباسية المقدسة السيد نافع نعمة الموسوي بيّن لشبكة الكفيل: "إنّ لجنتنا سعت ومنذ الأيام الأولى الى استقبال العوائل المهجّرة وبذل ما في وسعها لأجل أن تستمرّ حياتهم بصورةٍ طبيعية، فبعد أن هُيّئوا نفسياً واستقرّوا ذهنياً وبنسبة معقولة بدأوا بممارسة حياتهم الطبيعية والتي يعتبر الزواج جزءً منها، واستطاعت اللجنة بمساعدة الخيّرين توفير مستلزمات الزواج للشباب المتزوّجين من أثاثٍ وملابس وحجز فندقي وغيرها من الأمور، واستطاعوا أن يبعثوا رسالة مفادها أنّه لا شيء أقوى منهم ومن إرادتهم ومهما كانت ظروفهم ومأساتهم، وإنّ مسيرة حياتهم مستمرة".
وأضاف: "عُقِدَ قران الأزواج في صحن أبي الفضل العباس(عليه السلام) وشاركهم في هذه الفرحة ذووهم وجمعٌ من معارفهم وأصدقائهم، وإنّ إقدام المهجّرين على الزواج بالرغم من قسوة الأوضاع الحالية والمعاناة التي يعيشونها يُعدّ أمراً إيجابياً، يدلّ على قوّة العزيمة وإرادة الحياة التي امتاز بها العراقيّون، وعدم رضوخهم للإرهابيّين ونهجهم الظلامي وتؤكّد الإصرار على تحدّيهم من خلال مواصلة الحياة والبناء والفرح".
أولياء أمور الشباب المتزوجين شكروا لجنة إغاثة المهجّرين على هذه الخطوة، والتي بعثت فيهم روح الأمل والثقة على مواصلة الحياة، وأنّه لا يوجد شيء يمكن أن يوقف الحياة، وهم فرحون جداً وأكثر ممّا لو كان زواجهم في أرقى الفنادق والقاعات، فبالرغم من بساطة احتفالهم بهذا اليوم الذي هو من أغلى أيام الحياة لدى جميع الشباب إلّا أنّهم احتفلوا ببساطة وكانت فرحتهم لا توصف وهم يبدؤون صفحة جديدة في حياتهم، ومن جوار الحياض الطاهرة للإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس(عليهما السلام).
ومن الجدير بالذكر أنّ وزارة الهجرة والمهجّرين العراقية وعلى لسان وكيلها الأقدم الأستاذ أصغر الموسوي رئيس اللجنة التنفيذية لإغاثة وإيواء النازحين قد أكّدت في وقتٍ سابق أنّ البرنامج الذي اتّبعته العتبةُ العباسية المقدسة برنامجٌ مُحْكَم، وتعاملها مع النازحين ومن خلال لجنة إغاثة النازحين فيها كان تعاملاً أبوياً وأنموذجاً إنسانياً، بكلّ ما تحمل الإنسانية من معاني، واستطاعت وبجهودها الذاتية وبمساعدة بعض الخيّرين من وضع برنامجٍ إنساني منظّم لإغاثة ورعاية النازحين الذين اضطرّتهم الجرائم الإرهابية والأمنية في مناطقهم الى ترك مناطق سكناهم واللجوء الى محافظات الوسط والجنوب وفي مقدّمتها محافظة كربلاء المقدسة، وكان لخدمات العتبة العباسية المقدسة أثرٌ واضح وبصمةٌ متميّزة منذ الأيام الأولى للأزمة التي شهدت حركة النزوح.
يُذكر أنّ العتبة العباسية المقدّسة وانطلاقاً من واجبها الأخلاقي المُراعي لتوجيهات المرجعية الدينية العُليا بالوقوف مع العوائل النازحة موقفاً إنسانياً، قد شكّلت لجنةً مختصّةً بالإشراف على استقبال النازحين من المناطق الساخنة التي شهدت أعمال قتلٍ وتهجير، والعمل على تهيئة مستلزماتهم المكانية والمعيشية وضمن إمكانياتها المتاحة التي سخّرتها لهذا الغرض.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: