الى

السيد الصافي: التمسّك بالقرآن الكريم والعترة الطاهرة هو سبيلٌ واضحٌ ولائح الى طريق الحقّ والمتمسّك بطريق الحقّ سينجو عند الوفود الى الله تعالى..

خلال حفل انطلاق المسابقة القرآنية الوطنية الأولى لخرّيجي دورات المشروع الوطني لإعداد القرّاء في العراق، والذي أقيم صباح اليوم الجمعة (23ربيع الثاني 1436هـ) الموافق لـ(13شباط 2015م) كانت هناك كلمةٌ للأمين العام للعتبة العباسية المقدّسة سماحة السيد أحمد الصافي بيّن فيها أنّ التمسك بالقرآن الكريم والعترة الطاهرة هو سبيلٌ واضحٌ ولائح الى طريق الحق والمتمسّك بطريق الحقّ سينجو عند الوفود الى الله تعالى.
وأضاف: "نحيّي جميع الإخوة الأعزّاء الذين حملوا هذا المشعل المبارك -مشعل القرآن الكريم- ولاشكّ أنّهم عندما يتمسّكون بالقرآن الكريم فإنّهم يمتثلون لقول النبيّ الأكرم(صلى الله عليه وآله) عندما يخاطب أمّته: (إنّي تارك فيكم الثقلين: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا) فالقرآن الكريم هو الثقل الأول والعترة الطاهرة هي الثقل الثاني، وإنّ التمسّك بالقرآن الكريم والعترة الطاهرة هو سبيلٌ واضحٌ ولائح الى طريق الحقّ والمتمسّك بطريق الحقّ سينجو عند الوفود الى الله تعالى".
وأضاف: "القرآن الكريم من الذين يشتكون الى الله تعالى يوم القيامة عندما يُغبن حقّه عند هجره أو الجهل به، إنّ قراءة القرآن عند الحافظ في المصحف أفضل من القراءة عن ظهر قلب، وهذا ما أكّدت عليه السنّة المطهرة ترغيباً في أنّ القرآن لا يُهجر".

وتابع السيد الصافي: "المفردات النكرة في اللغة العربية إنّما تأخذ أهميّتها من المضاف اليه أو وصفها فعندما نقول (هذا ماء) طبعاً يفرق عندما نقول (هذا ماء طاهر) ويختلف الحال عندما نقول (هذا ماء آسن) أو (هذا ماء نجس) مع العلم أنّ لفظة الماء واحدة، لكن عند وصفها بالطاهر سيكون لها معنى آخر، أو الآسن أو النجس أيضاً سيكون لها معنى مختلف، الإنسان عندما يقضي وقتاً يُمكن أن يُقال هذا من حَمَلَة المال، لكن تبقى هذه الخصوصية في هذا الجانب هذا حامل للشيء الفلاني وهذا حاملٌ للقرآن، ولاشكّ أنّ شرافة لفظة "حامل" عندما تُضاف للقرآن الكريم تكون لها شأنية كبيرة، الإخوة الأعزّاء الذين بذلوا في سبيل القرآن سواءً دارسةً تدريساً حفظاً فهماً تفسيراً هذا كلّه من شؤون القرآن الكريم، فهنيئاً للذي يقضي وقته مع القرآن الكريم".
مُضيفاً: "الإمام السجاد(عليه السلام) في بداية دعائه عندما يختم القرآن الكريم يتوجّه بدعاءٍ طويل ويبيّن فيه هذا المنحى (اللهمّ إنّك أعنتني على ختم كتابك الذي جعلته نورا، ومهيمناً على كلّ كتابٍ أنزلته، وفضّلته على كل حديثٍ قصصته، وفرقاناً فرقت به بين حلالك وحرامك) هذا الكتاب العزيز الذي جعله الله نوراً وفضّله على كلّ حديث وجعله مهيمناً على كلّ كتاب أنزله حين يأتي أحدٌ منكم ويوفّق لأن يشتغل بالقرآن وواقعاً هو يشتغل بكتابٍ مهمينٍ على جميع الكتب ويهتمّ بحديثٍ هو أفضل حديث خصّصه الله تعالى سواءً من الأحاديث القدسية أو الأحاديث الواردة في الكتب المقدّسة السابقة، الاهتمام بالقرآن هو شأنٌ مهم، والاهتمام الذي مارسته العترة الطاهرة في مسألة القرآن بل التعبير الأصدق أنّ الأئمة(عليهم السلام) هم القرآن الناطق وهذا التمسّك بهاذين الثقلين هو موجب للفوز بالدار الآخرة".
وأكّد السيد الصافي: "أنّ التدبّر في القرآن الكريم مطلبٌ مهم، فليس الحفظ وحده وإن كان الحفظ منقبة وهو حالة من حالات السير نحو الكمال أن الإنسان يحفظ كلام الله تعالى هذا واقعاً شيءٌ يتنافس فيه أهل الدين، فالتدبّر في القرآن الكريم والوقوف على المسائل المهمة في القرآن أيضاً مطلبٌ مهمّ، أن الإنسان يحتاج أن يتأمّل في الآيات، وهذا التأمّل يدفعه الى البحث والتفتيش، ولا يفهم القرآن إلّا من أُنزِلَ اليه أو خوطب به، هذا التأمّل وهذا البحث يستدعي الوقوف على نكات كثيرة من القرآن فإذا جمع الحافظ للقرآن جمع مع ذلك هذه النكات والبراهين المأخوذة من العين الصافية من أئمة الهدى، ومحاولة جعل هذه الآية مع الآية ومحاولة فهم هذه الآية مع الآية الأخرى، تكون هناك بذرة أخرى هي بذرة الاستئناس بكلام الله تعالى".
واختتم السيد الصافي كلمته: "عندنا قرآنٌ ودعاء، ففي القرآن الله يخاطبُنا وفي الدعاء نحن نخاطب الله تعالى، وقطعاً كما نريد من الله تبارك وتعالى أن يستجيب لنا هذا يتطلّب منّا أن نستجيب لله عندما يُخاطبنا بكتابه، وكلام الله أولى بأن يُسمع ويُستجاب، فعلى المشتغلين بالقرآن أن يتأمّلوا ويتدبّروا فيه وهناك لذّة سيعيشها المشتغل بالقرآن إذا تدبّر وتأمّل ولا يفهمها إلّا من يعيشها، وهذه نتائج معنوية تجعل من العقلاء والمتشرّعين يتنافسون فيها، فالبذرة المعنوية تزيد من مرتبة الإنسان على العكس من اللذائذ المادّية التي تختفي وتنتهي".
تعليقات القراء
1 | جواد العكيلي | 13/02/2015 | العراق
الحمد لله رب الذي رزقنا القرآن الكريم وعلومه وبارك الله في كل من ساهم في نشر الإسلام وربي يوفق السيد احمد الصافي
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: