الى

ضمن مشروع فتية الكفيل الوطنيّ وللسنة الرابعة على التوالي طلبة الجامعات والمعاهد العراقية يُعزّون الإمام الحسين وأخاه أبا الفضل(عليهما السلام) بشهادة الزهراء(عليها السلام)..

جانب من مجلس العزاء
وسط أجواءٍ من الحزن والمواساة لنبيّ الأمّة محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) والإمام المنتظر صاحب العصر والزمان(عجّل الله تعالى فرجه الشريف) وكعادتهم في كلّ عام مثل هذه الأيام، وضمن نشاطات مشروع فتية الكفيل الوطني الذي تبنّته العتبة العباسية المقدسة أحيى عددٌ غفير من طلبة الجامعات والمعاهد والمدارس العراقية من داخل وخارج محافظة كربلاء المقدسة ذكرى شهادة بضعة الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) وسيّدة نساء العالمين من الأوّلين والآخرين فاطمة الزهراء(سلام الله عليها) عند مرقدَيْ سيّد الشهداء وأخيه حامل اللواء(عليهما السلام) وذلك يوم الجمعة (6جمادى الآخرة) الموافق لـ(27آذار 2015م) .
وابتدأ هذا البرنامج العزائي بفقرتين، الأولى: في مجمّع العلقميّ الخدميّ التابع للعتبة العباسية المقدّسة، واستُهِلّ بتلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم وكلمة للأمانة العامة للعتبة المقدّسة ألقاها بالإنابة نائب الأمين العام المهندس بشير محمد جاسم، والتي بيّن فيها بعد تقديم التعازي للطلبة بهذه الذكرى الأليمة أنّه: "على الطلبة أن يستلهموا من هذه الذكرى الحزينة ومن صاحبتها وهي ابنةُ أعظم رجلٍ عرفه التاريخ على مرّ العصور وأحبّ الناس إليه، وقد اندمجت بأفكار الإسلام وتعاليمه ومبادئه روحيًّا وفكريًّا، عليهم أن يستلهموا معاني الصبر والقوة في مواجهة الأعداء وعاديات الزمن من خلال الجدّ والاجتهاد في الدراسة والتعلّم، والذي يسير بخطٍّ متوازي مع الجوانب الأخلاقية والتربوية، لأنّهم بهذين السلاحين مضافاً الى الوحدة فيما بينهم وعدم الانجرار وراء من يريد زرع التفرقة بين أبناء هذا الوطن، يستطيعون أن يخدموا بلدهم ويرفعوا شأنه وهو يمرّ بظرفٍ عصيب وقد تكالبت عليه قوى الشر والضلالة من الإرهابيّين والدواعش وغيرهم".
وشمل المنهاجُ كذلك محاضرةً دينيةً للشيخ جاسم السيلاوي والتي تطرّق ‏فيها لجوانب عديدة من حياتها(صلوات الله عليها), مستعرضاً الدور الهام الذي مثّلته(‏صلوات الله عليها) بعد استشهاد أبيها(صلى الله عليه وآله)، واستعراض مظلــومـيّتها وما وقع عليها من جورٍ وحيف، موصياً الحاضرين بالاستفادة من حياتها وتطبيقها واقعياً في حياتهم اليومية، وضرورة الاقتداء بفكر السيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام) والالتزام بنهجها المبارك، فهي التي أكرمها الله سبحانه وتعالى وجعلها قدوةً وسيّدةً لنساء العالمين، داعياً الطلبة الى ضرورة تقوى الله والإخلاص في العبادة له، فقد كانت الزهراء بحقّ أغلى وأثمن هدية وهبها الخالق العظيم لرسوله الكريم، وأصبحت من أهمّ الحلقات في حياته صلوات الله عليه، حيث قال: (فاطمة بضعةٌ منّي من أرضاها فقد أرضاني ومن أغضبها فقد أغضبني).
لتُختَتَمَ هذه الفقرة بقصائد شعرية وحماسية جسّدت مصيبة الزهراء(سلام الله عليها) وما واجهته على أيدي الخوارج السابقين وما ألحقوه بها من أذىً وكيف جابهته بالصبر والدعاء، مارّين بما يجري على العراق بلد الأنبياء والمقدّسات وما يتعرّض له من أسلافهم وكيف سطّر أبناؤه من القوّات الأمنية والحشد الشعبي أروع الملاحم والانتصارات.
أمّا الفقرة الثانية من هذا البرنامج العزائي فكانت بعد صلاة العشاءين، حيث اصطفّت الجموعُ المعزّية على شكل كراديس وحسب كلّ جامعةٍ ومعهدٍ ومدرسةٍ يتقدّمهم حملةُ الأعلام، وكانت انطلاقتهم من صحن العقيلة زينب(عليها السلام) متّجهين صوب حرم أبي الفضل العباس(عليه السلام) تتوسّطهم مجموعة من الطلبة حاملين علماً عراقياً كبيراً على الأكتاف وأعينهم تذرف الدموع وقلوبهم تعتصر الأسى وحناجرهم تصدح بهتافات الولاء والعزاء لإمامهم صاحب العصر والزمان(عليه السلام) بهذه الفاجعة الأليمة، لتُختَتَمَ هذه الفقرة وبها ينتهي البرنامج بمجلسٍ عزائيّ (لطم) عُقِدَ في صحن المولى أبي الفضل العباس(عليه السلام) حيث ارتقى فيه المنبر الرادود حسين العقيلي.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: