الى

قطوفٌ نضرةٌ عطرة، من سيرة عاشر الحجج البررة..

في الثاني من شهر رجب وفي المدينةِ المنورةِ بقرية (صريا) التي تبعد ثلاثة أميال عنها، لاحت بشائر متلألئة تهبط إلى الأرض من عوالم الغيب، لتمنّ على أهل الأرض بولادة نورٍ مقدّس من أنوار الإمامة الإلهية الساطعة، حيثُ عمَّ الفرحُ والسرورُ بيتَ الإمامِ الجواد(عليه السلام) وابتَهَجَ المُوالونَ لهذا البيتِ الشامخِ الرفيع الذي أذِنَ الله أن يُرفَعَ ويُذكَرُ فيهِ اسمُه، وأشرقتِ الأرضُ وازدانتِ السماءُ بولادةِ خيرِ أهلِ الأرضِ الإمام علي بن محمّد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب(عليهم السلام)، ووسط أجواء البهجة والسرور في تلك اللحظة ضمّه الإمام الجواد(عليه السلام) إلى صدره وقبّله وأذّن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى، بعدها عيّن له اسمه المتعيّن له من السماء (علي) وكنّاه بـ(أبي الحسن) تيمّناً بجدّه أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب(عليه السلام) ومن أجل التمييز بينه وبين أبي الحسن الرضا وأبي الحسن أمير المؤمنين أضيف إلى كنيته (الثالث) فهو عليّ الهادي أبو الحسن الثالث وهو الإمام العاشر من أئمّة الشيعة الإثني عشرية، ذو المكارم والأيادي والمعجزات والفضائل المشهورة بين الخاصّ والعام والحاضر والبادي، المعصوم العاشر والنور الباهر.

أُمّه السيّدة سُمانة المغربية، وزوجته السيّدة سَوسَن، من ألقابه(عليه السلام): الهادي، المتوكّل، الفتّاح، النقيّ، المرتضى، النجيب، العالم... وأشهرها الهادي، وعمرُهُ الشريف (42سنة)، وإمامتُهُ (33سنة)، ونقش خاتمه: (حِفْظُ العُهُودِ مِن أخلاق المَعبُود)، وقيل غير ذلك. ومن حكّام عصره: المعتصم، الواثق، المتوكّل.

وبزغ نجم الإمام علي بن محمد الهادي(عليهما السلام) وهو في الثامنة من عمره بعد استشهاد أبيه الإمام الجواد، وكان محبّو أهل البيت(عليهم السلام) يعلمون -عبر النصوص المكرّرة من الإمام الجواد(عليه السلام)- إمامة هذا الفتى قبل أن يتمّ جلب أبيه إلى بغداد قسراً.

وقد أجمع أربابُ التاريخ والسير على أنّ الإمام(عليه السلام) كان عَلَماً لا يُجارى من بين أعلام عصره، وقد ذكر الشيخُ الطوسي في كتابه (رجال الطوسي) مائة وخمسة وثمانين تلميذاً وراوياً تتلمذوا عنده ورووا عنه، وكان مرجع أهل العلم والفقه والشريعة، وحفلت كتب الرواية والحديث والمناظرة والفقه والتفسير وأمثالها بما أُثر عنه واستُلهِمَ من علومه ومعارفه.

من وصاياه(عليه السلام)

1ـ قال(عليه السلام): (من جمع لك ودّه ورأيه، فاجمع له طاعتك).

2ـ قال(عليه السلام): (من هانت عليه نفسه فلا تأمن شرّه).

3ـ قال(عليه السلام): (الدنيا سوق، ربح فيها قومٌ وخسر فيها آخرون).

4ـ قال(عليه السلام): (من رضي عن نفسه كثر الساخطون عليه).

5ـ قال(عليه السلام): (الهزل فكاهة السفهاء وصناعة الجهّال).

وأنشد في مدحه أحد العلماء قائلاً:

أرتّلُ المجدَ للعلياء من مضر الهاديِ الطهرِ في آياته الغرر

تحني له الهامَ إجلالاً وتكرمةً كلُّ البرية من بادٍ ومحتضر

من جدّه الهاديِ المختار ثمّ له أبٌ عليُّ العلى ذو الصارم البتر

له من الفضل ما لم يحوِهِ أحدٌ أخلاقه كنسيم الفجر في السَحَر

جمُّ المناقب، شهمٌ لا مثيلَ لهُ آياتُهُ كدراري الشهب والدرر

في الخافقين معانيه قد انتشرت له الكراماتُ عدّ الحصوِ والمدر
تعليقات القراء
2 | زينب الدلفي | 21/04/2015 | العراق
بارك الله بالجهود الطيبه ومبارك عليكم الشهر
1 | ام علي الرضا | 20/04/2015 | العراق
اللهم صل على محمد وال محمد بعدد خلقك وبارك لنا
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: