الى

العتبة العباسية المقدّسة ترعى مؤتمراً عن الإبادة الجماعية لأتباع أهل البيت(عليهم السلام) في الموصل..

جانب من المؤتمر
احتضنت قاعةُ الإمام الحسن(عليه السلام) في العتبة العباسية المقدّسة صباح اليوم (6رجب 1436هـ) الموافق لـ(25نيسان 2015م) مؤتمراً عن الإبادة الجماعية التي طالت أتباعَ أهل البيت(عليهم السلام) في محافظة الموصل من الشبك والتركمان، ويأتي هذا المؤتمر الذي تُقيمه مؤسسةُ سهل نينوى للتنمية والتطوير من أجل تسليط الضوء على ما لحق بهذه الطائفة وما تعرّضت له من حملات استهدافٍ وتطهيرٍ منظّمة منذ سقوط اللانظام عام (2003م) ولغاية احتلال الموصل من قبل العصابات التكفيرية داعش.

واستُهِلّت فعالياتُ المؤتمر بتلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم وكلمةٍ للأمانة العامة للعتبة العباسية المقدّسة ألقاها بالإنابة الشيخ صلاح الكربلائي والتي بيّن فيها: "العلاقة مع أمير المؤمنين محفوفةٌ بالمخاطر، والارتباط مع الإمام علي(عليه السلام) مجازفةٌ في جميع دول العالم، ولعلّ الكثير بسبب الجبن تركوا الولاء لأمير المؤمنين مع اعتقادهم الكامل بأحقّيته، والذي يقرأ التاريخ تبرز له شخصياتٌ كثيرة ولكن شاء الله تبارك وتعالى أن يجتبي من خلقه أناساً مخصوصين، هؤلاء يعلم أمير المؤمنين بأسمائهم وكناهم، هذا الشعور يعطينا أوّلاً ثقةً بالنفس وشكر الله تبارك وتعالى وكلّ ما يُصيبنا هو دون ما نطمح اليه من الارتباط بأمير المؤمنين، لأنّ مشروعنا مشروعٌ ضخم".

وأضاف: "يعلم الله لم نكن نتوقّع ومنذ سقوط اللانظام بأكثر من عشر سنوات بأنّ المرجعية سوف تتصدّى لهذا الأمر بشكلٍ مباشر، ولكن شاء الله أن ينعم علينا بالعالم الربّاني وبقيّة العلماء سدّدهم الله تبارك وتعالى حتّى ناشدوا من أوّل لحظةٍ للدفاع عن وحدة العراق، وهذا من ثقافة أهل البيت(عليهم السلام) حيث أدّبنا أئمّتنا أن نتحدّث باسم العراق وباسم البلد وأن نحترم الأرض التي وُلِدنا عليها، وتعلمون الهجمة التي تعرّض لها البلد منذ عام واضطرّت المرجعية الى إصدار الفتوى التاريخية فعلينا أن ننتبه الى أنّ الذي يحصل هو مواجهة عالمية وتُدار من قبل أكبر الدول".

أعقبتها كلمةُ مدير مؤسسة سهل نينوى الأستاذ قصي عباس والتي بيّن فيها: "إنّ حملات الاستهداف والتطهير الطائفيّ المنظّم لأتباع أهل البيت(عليهم السلام) من الشبك والتركمان في محافظة نينوى يعتبر امتداداً لممارساتٍ وانتهاكاتٍ اتّبعها النظامُ البائد بحقّهم، وهذه الممارسات كانت مبنيّةً على الأساس القوميّ تارةً وعلى الأساس المذهبيّ تارةً أخرى، لقد كانت التهم جاهزةً لأتباع أهل البيت في الموصل وبعد سقوط النظام الدكتاتوريّ عانينا من الإهمال الحكوميّ وتعرّضنا لنفس الهجمة الشرسة وراح ضحيتها الكثير من الشهداء والجرحى والتهجير المنظّم ومصادرة الأموال والممتلكات ضمن حملات الإبادة الجماعية من قبل عصابات داعش الإجرامية، وأزالوا جميع الأضرحة والمقامات والمساجد والحسينيات ولم يبقَ أيّ أثرٍ لها".

عُرِضَ بعدها فلمٌ وثائقيّ عن حملات الإبادة الجماعية التي تعرّض لها الشبك والتركمان، بعدها جاءت كلمة الشيخ فجري الشبكي بالإنابة عن المتطوّعين في الحشد الشعبيّ من الشبك والتركمان، وجاء فيها: "مع كلّ هذا الظلم والهجرة التي تعرّض لها أتباع أهل البيت(عليهم السلام) أبى أبناء هذا المذهب على أنفسهم إلّا أن يلبّوا نداء المرجعية للدفاع عن حياض الوطن والمقدّسات، مع العلم أنّ الكثير منهم ساكنين في الحسينيات وبعضهم في الخيام، فلدينا أكثر من ألفي مجاهد من أبناء التركمان والشبك يُقاتلون في الجبهات وسطّروا بطولاتٍ تستحقّ أن نقف أمامها بإجلال، ولا زالوا الى اليوم مرابطين ويوجّهون رسالتهم للجهات المعنية بأنّ يسمحوا لهم بتحرير أراضيهم ومدنهم من الدواعش وهم جديرون بذلك".

ثم بعد ذلك ألقى الشيخ علاء الأغا كلمةً باسم العوائل النازحة بيّن فيها قائلاً: "يعيش النازحون اليوم وضعاً مأساوياً فأغلبهم يعيش في الحسينيات وهذا الظاهر أمامنا أمّا المخفيّ والذي لا يركّز عليه الإعلام فهناك مجموعةُ مخيّمات يُعاني فيها النازحون أشدّ المعاناة، هذا جانب ومن جانبٍ آخر شيعة الموصل النازحون غُبِنُوا ولم يسلَّط الضوءُ عليهم حيث غُيِّب النازحون الشيعة في الشمال لأنّ صوت النازحين من طوائف أخرى أعلى من صوتهم، ولذلك نطلب من الجهات المعنيّة أن تركّز على هذه الشريحة المظلومة".

هذا وقد خرج المؤتمر بجملةٍ من التوصيات وكانت كما يأتي:

      1. مطالبة الجهات الرسمية سواءً الحكومة المركزية أو الهيئات والمنظّمات الدولية بإدانة الجرائم التي ارتُكِبَت بحقّ أتباع أهل البيت(عليهم السلام) من الشبك والتركمان وبقيّة المكوّنات الأخرى.
      2. اعتبار الجرائم المرتكبة بحقّ أتباع أهل البيت(عليهم السلام) من الشبك والتركمان في الموصل ضمن جرائم الإبادة الجماعية.
      3. مطالبة البرلمان بسنّ تشريعٍ خاصّ يضمن كافة الحقوق والتعويضات المادية والمعنوية للمتضرّرين من جرائم الإبادة الجماعية.
      4. المطالبة بالإسراع في تطهير محافظة نينوى بشكلٍ عام ومناطق تواجد الأقلّيات بشكلٍ خاص من براثن داعش، مع مشاركة أبناء الأقلّيات في تحرير مناطقهم.
      5. ضمان توفير العيش الكريم والأمن لأبناء الأقلّيات في مناطق تواجدهم بعد تحريرها من خلال تشكيل قوّات من أبناء هذه المناطق وحسب النسب السكّانية تحت عنوان الحماية الذاتية.
      6. العمل على عودة المهجّرين الى مناطقهم الأصلية وتعويضهم عمّا أصابهم من أضرار مادّية ومعنوية من خلال لجانٍ متخصّصة تكون مرتبطة بالحكومة المركزية فقط.
      7. إعادة إعمار وتأهيل المناطق المحرّرة عن طريق تخصيص موازنةٍ خاصّة بذلك من قبل الحكومة المركزية وتحت إشرافها.


تعليقات القراء
1 | د ياسين شهاب | 26/04/2015 | العراق
الشكر والتقدير للعتبة العباسية المقدسة ولشبكة الكفيل على رعاية المؤتمر ونشر تفاصيله
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: