الى

رسالةٌ هامّة يبعثها بابا الفاتيكان الى العتبة العباسيّة المقدّسة..

الدكتور علي فرج العامري
في خطوةٍ جديدة من بابا الفاتيكان فرانسيسكو، يبدو أنّها تأتي ردّاً متناغماً مع دعوات المرجعية الدينية العُليا في النجف الأشرف المتكرّرة على احترام الأديان الأخرى، والتعايش معها في ظلّ وطنٍ واحد، والتي طالما حثّت عليها في بياناتها وخطب الجمعة، خاصةً في العراق والبلدان التي تواجه عنفاً من الإرهاب الأعمى الذي يدّعي انتماءه للإسلام كالقاعدة وداعش الذي ضرب المسلمين قبل غيرهم في بلدان الإسلام وحواضره، وعلى رأسها العراق.
حيث أرسل البابا رسالةً شفويةً إلى الأمانة العامة للعتبة العباسيّة المقدّسة أُلقيت من قبل مستشار قاضي محكمة ميلان وخبير اللّغات القديمة والمخطوطات العربية والعبرية والسريانية والمندائية الدكتور علي فرج العامري في المؤتمر السنويّ الدوليّ لحفظ التراث المخطوط وإحيائه بنسخته الثانية بيّن فيها ضرورة (نشر روح التسامح والتقارب بين الدين المسيحيّ والإسلامي)، وقد حصلت شبكةُ الكفيل على نسخةٍ من هذه الرسالة وهذا نصّها:
(دعماً لنشر روح التسامح والتقارب بين الدين المسيحيّ والإسلامي نهديكم أطيب تحيّاتنا وتقديرنا، ونأمل للعراق الأمن والسلام والتقدّم، كما نهدي بصورةٍ خاصّة مكتبة العتبة العباسية المقدّسة شكرنا وتقديرنا العاليين لما قدّمته من فهارس نفيسه لنا آملين تقوية العلاقات والأواصر الأخوية والعلمية بيننا).
يُذكر أنّ المرجعية الدينية العُليا في النجف الأشرف قد أصدرت العديد من البيانات الداعية لحماية المسيحيّين في العراق خصوصاً وبلدان العالم الإسلامي عموماً، وصرّحت عدّة مرات بذلك، وقد بيّن الأمينُ العام للأمم المتّحدة السيد بان كي مون ذلك في لقاءٍ سابق حيث قال: (إنّني أؤكّد دائماً على اﻻبتعاد عن الطائفية خطاباً وممارسةً وبالرغم من أنّ معظم السيارات المفخّخة والعبوات الناسفة تستهدف المناطق الشيعيّة إلّا إنّني أكّدت دائماً على أنّ السنّة العراقيّين براءٌ من ذلك، وإنّما يقوم بها في الأساس عناصر أجنبية كما رأينا قبل أيام أنّ تونسياً فجّر نفسه في الكاظمية فوقع العشرات من الضحايا بين قتيلٍ وجريح، علماً أنّ دعواتي باﻻبتعاد عن الطائفية إنّما تجد لها صدىً عند الشيعة العراقيّين، وأمّا سائر المكوّنات فاللّازم أن يقوم علماؤهم وزعماؤهم بدعوتهم إلى ذلك، وإنّ ما قام به الإرهابيّون من تهجير الأقلّيات من التركمان الشيعة والمسيحيّين والشبك مدانٌ ومستنكر، وقد عملنا ما في وسعنا لمساعدة النازحين والمهجّرين وكذلك عملت العتباتُ المقدّسة بكلّ طاقاتها في هذا المجال).
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: