عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن الحكم بن مسكين الثقفي ، عن صالح بن عقبة ( 1 ) عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال : لما هلك أبو بكر واستخلف عمر رجع عمر إلى المسجد فقعد فدخل عليه رجل فقال له : يا أمير المؤمنين إني رجل من اليهود ، وأنا علامتهم وقد أردت أن أسألك عن مسائل إن أجبتني عنها أسلمت ، قال : وما هي ؟ فقال ثلاث : وثلاث وواحدة ، فإن شئت سألتك وإن كان في قومك أحد أعلم منك فأرشدني إليه ، فقال : عليك بذلك الشاب ( يعني علي بن أبي طالب عليه السلام ) فأتى عليا عليه السلام فقال له : لم قلت : ثلاث وثلاث وواحدة ، ألا قلت : سبعا ؟ قال : ( أنا إذا جاهل إنك ) إن لم تجبني في الثلاث اكتفيت ، قال : فإن أجبتك تسلم ؟ قال : نعم ، قال : سل ، فقال : أسألك عن أول حجر وضع على وجه الارض وأول عين نبعت على وجه الارض ، وأول شجرة نبتت على وجه الارض ، فقال عليه السلام : يا يهودي أنتم تقولون : ( إن ) أول حجر وضع على وجه الارض الحجر الذي في بيت المقدس وكذبتم بل هو الحجر الذي نزل به آدم عليه السلام من الجنة ، قال : صدقت والله إنه لبخط هارون وإملاء موسى عليهما السلام قال : وأنتم تقولون : إن أول عين نبعت على وجه الارض العين التي نبعت ببيت المقدس وكذبتم هي عين الحياة التي غسل فيها يوشع بن نون السمكة وهي التي شرب منها الخضر وليس يشرب منها أحد إلا حيي ، قال : صدقت والله إنه لبخط هارون وإملاء موسى عليهما السلام ، قال : وأنتم تقولون : إن أول شجرة نبتت على وجه الارض الزيتونة وكذبتم وهي العجوة نزل بها آدم عليه السلام من الجنة ، قال : صدقت والله إنه لبخط هارون وإملاء موسى عليهما السلام . قال : فالثلاث الاخرى ؟ قال : كم لهذه الامة من إمام هدى ، لا يضرهم من خالفهم ؟ قال : اثنا عشر إماما ، قال : صدقت والله إنه لبخط هارون وإملاء موسى عليهما السلام ، قال : وأين يسكن نبيكم من الجنة ، قال : في أعلاها درجة وأشرافها مكانا في جنات عدن ، قال : صدقت والله إنه لبخط هارون وإملاء موسى عليهما السلام قال : فمن ينزل معه في منزله ؟ قال : اثنا عشر إماما . قال : صدقت والله إنه لبخط هارون وإملاء موسى عليهما السلام .
____________
( 1 ) هو صالح بن عقبة بن قيس بن سمعان بن أبي ربيحة : قال العلامة في ( صه ) . كذاب غال لا يلتفت إليه .
( 302 )

قال : السابعة ؟ قال : فأسألك كم يعيش وصيه بعده ؟ قال : ثلاثين سنة ، قال : ثم يموت أو يقتل ؟ قال : يقتل فيضرب على قرنه فتخضب لحيته ، قال : صدقت والله إنه لبخط هارون وإملاء موسى عليهما السلام ( فأسلم اليهودي ) .
9 ـ حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال : حدثنا أحمد بن إدريس قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مالك الفزاري الكوفي قال : حدثني إسحاق بن محمد الصيرفي ، عن أبي هاشم ، عن فرات بن أحنف ، عن سعد بن طريف ، عن الاصبغ بن نباتة ، عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه ذكر القائم عليه السلام فقال : أما ليغيبن حتى يقول الجاهل : ما لله في آل محمد حاجة .
10 ـ حدثنا أبي ؛ ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، والهيثم بن أبي مسروق النهدي ، عن الحسن بن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن أبي إسحاق الهمداني قال : حدثني الثقة من أصحابنا أنه سمع أمير المؤمنين عليه السلام يقول : اللهم إنك لا تخلي الارض من حجة لك على خلقك ظاهر أو خاف مغمور لئلا تبطل حججك وبيناتك .
11 ـ حدثنا أبي رضي الله عنه قال : حدثنا سعد بن عبد الله قال : حدثنا هارون ابن مسلم ، عن سعدان ، عن مسعدة بن صدقة ، عن أبي عبد الله ، عن آبائه ، عن علي عليهم السلام أنه قال في خطبة له على منبر الكوفة : اللهم إنه لابد لارضك من حجة لك على خلقك ، يهديهم إلى دينك ويعلمهم علمك لئلا تبطل حجتك ولا يضل أتباع أوليائك بعد إذ هديتهم به ، إما ظاهر ليس بالمطاع أو مكتتم مترقب ، إن غاب عن الناس شخصه في حال هدايتهم ، فإن علمه ( 1 ) وآدابه في قلوب المؤمنين مثبتة ، فهم بها عاملون .
12 ـ حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي الله عنه قال : حدثنا أبي ، عن جعفر بن محمد بن مالك الفزاري ، عن عباد بن يعقوب ، عن الحسن بن حماد ( 2 ) ، عن
____________
( 1 ) في بعض النسخ « لم يغب مثبت علمه » .
( 2 ) في بعض النسخ « الحسين بن محمد » .

( 303 )

أبي الجارود ، عن يزيد الضخم ( 1 ) قال : سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول : كأني بكم تجولون جولان النعم ، تطلبون المرعى فلا تجدونه .
13 ـ حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن موسى بن عمران رضي الله عنه قال : حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن محمد بن عبد الحميد ، و عبد الصمد بن محمد ( 2 ) جميعا ، عن حنان بن سدير ، عن علي بن الحزور ، عن الاصبغ بن نباتة قال : سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول : صاحب هذا الامر الشريد الطريد الفريد الوحيد .
14 ـ حدثنا محمد بن أحمد الشيباني رضي الله عنه قال : حدثنا محمد بن جعفر الكوفي قال : حدثنا سهل بن زياد الادمي قال : حدثنا عبد العظيم بن عبد الله الحسني رضي الله عنه ، عن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين علهيم السلام قال : للقائم منا غيبة أمدها طويل كأني بالشيعة يجولون جولان النعم في غيبته ، يطلبون المرعى فلا يجدونه ، ألا فمن ثبت منهم على دينه ولم يقس قلبه لطول أمد غيبة إمامه فهو معي في درجتي يوم القيامة ثم قال عليه السلام : إن القائم منا إذا قام لم يكن لاحد في عنقه بيعة فلذلك تخفى ولادته و يغيب شخصه .
حدثنا علي بن أحمد بن موسى رضي الله عنه قال : حدثنا محمد بن جعفر الكوفي عن عبد الله بن موسى الروياني ( 3 ) ، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني ، عن محمد بن علي الرضا ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليهم السلام بهذا الحديث مثله سواء .
15 ـ حدثنا علي بن عبد الله الوراق قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن إبراهيم ابن هاشم ، عن إسحاق بن محمد الصيرفي ( عن هشام ) ، عن فرات بن أحنف ، عن الاصبغ ابن نباتة قال : ذكر عند أمير المؤمنين عليه السلام القائم عليه السلام فقال : أما ليغيبن حتى يقول
____________
( 1 ) كذا ، ولم اجده .
( 2 ) في بعض النسخ « عبد الله بن محمد » .
( 3 ) سيأتي الكلام فيه .

( 304 )

16 ـ حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال : حدثنا علي ابن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن علي بن معبد ، عن الحسين بن خالد ، عن علي بن موسى الرضا ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام : إنه قال : التاسع من ولدك يا حسين هو القائم بالحق ، المظهر للدين ، والباسط للعدل ، قال الحسين : فقلت له : يا أمير المؤمنين وإن ذلك لكائن ؟ فقال عليه السلام : إي والذي بعث محمدا صلى الله عليه وآله بالنبوة واصطفاه على جميع البرية ولكن بعد غيبة وحيرة فلا يثبت فيها على دينه إلا المخلصون المباشرون لروح اليقين ، الذين أخذ الله عزوجل ميثاقهم بولايتنا وكتب في قلوبهم الايمان وأيدهم بروح منه .
17 ـ حدثنا أبي رضي الله عنه قال : حدثنا علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمد ابن سنان ، عن زياد المكفوف ، عن عبد الله بن أبي عقبة الشاعر ( 1 ) قال : سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يقول : كأني بكم تجولون جولان الابل تبتغون المرعي فلا تجدونه يا معشر الشيعة .
18 ـ حدثنا أبي ، ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا : حدثنا سعد بن عبد الله عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن محمد بن سنان ، عن أبي الجارود زياد بن المنذر ، عن عبد الله بن أبي عقبة الشاعر ( 2 ) قال : سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول : كأني بكم تجولون جولان الابل تبتغون المرعى فلا تجدونه يا معشر الشيعة .
19 ـ حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار ، عن سهل بن زياد الادمي ، وأحمد بن محمد بن عيسى قالا : حدثنا الحسن بن العباس ابن الحريش الرازي ( 3 ) ، عن أبي جعفر محمد بن علي الثاني ، عن آبائه عليهم السلام
____________
( 1 ) و ( 2 ) كذا ولم أجده وفي بعض النسخ « عبد الله بن أبي عقب » وفي بعضها « عبد الله ابن عفيف » .
( 3 ) الرجل ضعيف جدا قال ابن الغضائري بعد عنوانه : ضيعف روى عن أبن جعفر الثاني فضل « انا أنزلناه في ليلة القدر » كتابا مصنفا ( أي موضوعا ) فاسد الالفاظ تشهد مخائله أنه موضوع وهذا الرجل لا يلتفت إليه ولا يكتب حديثه ( صه ) .

( 305 )

أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال لابن عباس : إن ليلة القدر في كل سنة وإنه ينزل في تلك الليلة أمر السنة ولذلك الامر ولاة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقال ابن عباس : من هم ؟ قال : أنا وأحد عشر من صلبي أئمة محدثون ( 1 ) .

27
( باب )
* ( ما روي عن سيدة نساء العالمين فاطمة ( الزهراء ) بنت رسول الله ) *
* ( صلى الله عليهما من حديث الصحيفة وما فيها من أسماء الائمة ) *
* ( وأسماء أمهاتهم وأن الثاني عشر منهم القائم صلوات الله عليهم ) *
1 ـ حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال : حدثنا الحسن بن إسماعيل قال : حدثنا أبو عمرو سعيد بن محمد بن نصر القطان قال : حدثنا عبد الله بن محمد السلمي قال : حدثنا محمد بن عبد الرحمن ( 2 ) قال : حدثنا محمد بن سعيد بن محمد قال : حدثنا العباس بن أبي عمرو ، عن صدقة بن أبي موسى ، عن أبي نضرة قال : لما احتضر أبو جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام عند الوفاة دعا بابنه الصادق عليه السلام ، فعهد إليه عهدا فقال له أخوه زيد بن علي بن الحسين : لو امتثلت في تمثال الحسن والحسين عليهما السلام لرجوت أن لا تكون أتيت منكرا ، فقال : يا أبا الحسن إن الامانات ليست بالتمثال ، ولا العهود بالرسوم ، وإنما هي أمور سابقة عن حجج الله تبارك وتعالى ، ثم دعا بجابر بن عبد الله ( 3 ) فقال له : يا جابر حدثنا
____________
( 1 ) هذا الخبر وان كان سنده ضعيفا لكن متنه صحيح موافق للحق .
( 2 ) في العيون « محمد بن عبد الرحيم » .
( 3 ) سند هذا الخبر ضعيف ومشتمل على مجاهيل ومتنه لا يلائم ما جاء في غيره من الاخبار ففي تفسير القمي بسند صحيح عن الباقر عليه السلام سئل عن جابر فقال عليه السلام : « رحم الله جابرا بلغ من فقهه أنه كان يعرف تأويل هذه الاية : ان الذي فرض عليك

( 306 )

بما عاينت في الصحيفة ؟ فقال له جابر : نعم يا أبا جعفر دخلت على مولاتي فاطمة عليهما السلام لاهنئها بمولود الحسن عليه السلام ( 1 ) فإذا هي بصحيفة بيدها من درة بيضاء ، فقلت : يا
____________
القرآن ـ الاية » وهو ظاهر في موته في حياة ابي جعفر عليه السلام وروى نحوه الكشي ، وقد أجمعت أرباب السير ومعاجم التراجم على أنه مات قبل سنه 80 قال ابن قتيبة : مات جابر بالمدينة نسة 78 وهو ممن تأخر موته من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله بالمدينة . وقال ابن سعد : مات سنة 73 . وفي المحكى عن عمرو بن علي ويحيى بن بكير وغيرهما أنه مات سنة 78 كما في تهذيب التهذيب . وقال ابن عبد البر في الاستيعاب : انه شهد العقبة الثانية مع أبيه وكف بصره في آخر عمره وتوفي سنة 74 وقيل 78 وقيل 77 بالمدينة وصلى عليه أميرها أبان بن عثمان ، وقيل توفى وهو ابن اربع وتسعين . وعلى أي كان وفاته قبل ميلاد أبي ـ عبد الله جعفر بن محمد ( ع ) بسنين لانه عليه السلام ولد سنة 83 ، وكانت وفاة الباقر عليه السلام سنة 114 وفي قول 116 فكيف يمكن حضور جابر عنده عليه السلام حين حضرته الوفاة ، مع أن الظاهر من قول النبي صلى الله عليه وآله له : « انك ستدرك رجلا من أهل بيتي ـ الخ » أنه أدرك محمد بن على الباقر عليهما السلام فحسب ولم يدرك بعده من الائمة عليهم السلام أحدا . والاخبار التي تتضمن حياته بعد على بن الحسين عليهما السلام كلها مخدوشة لانه ( ع ) توفى سنة 94 وأبو عبد الله حينذاك ابن أحد عشر سنة وتوفى جابر قبل ذلك نحوا من عشرين سنة ، وما قال المامقاني ( ره ) من أن الكشي روى أنه ( يعني جابر ) آخر من بقي من الصحابة من أن عامر بن واثلة مات سنة 110 فلازم ذلك بقاء جابر بعد سنة 110 . اشتباه محض لان عامر لم يكن صحابيا انما ذكروه في جملة الصحابة لتولده قبل وفاة النبي صلى الله عليه وآله . ولعل مراد الكشي أنه آخر من بقى من الصحابة بالمدينة ممن شهد العقبة كما قال الجزرى : حيث قال : جابر آخر من مات ممن شهد العقبة . ثم اعلم أني أظن أن العلاج بان نقول : سقطت جملة من لفظ الرواة أو قلم النساخ وصحف « يا أبا جعفر » والاصل « ثم قال دعا أبي يوما بجابر بن عبد الله . . . فقال له جابر نعم يا ابا محمد ـ الخ » فيرفع الاشكال ، وأمثال هذا السقط والتحريف كثيرة في الاحاديث .
ثم اعلم أيضا أن قولها « لكنه نهى أن يمسها الا نبي أو وصي نبي أو أهل بيت نبي » يخالف ما سيأتي في حديث اللوح لان فيه « فأعطتنيه امك فاطمة فقرأته وانتسخته » .
( 1 ) كذا .

( 307 )

سيدة النسوان ما هذه الصحيفة التي أراها معك ؟ قالت : فيها أسماء الائمة من ولدي فقلت لها : ناوليني لانظر فيها ، قالت : يا جابر لو لا النهي أفعل لكنه نهي أن يمسها إلا نبي أو وصي نبي ، أو أهل بيت نبي ، ولكنه مأذون لك أن تنظر إلى باطنها من ظاهرها .
قال جابر : فقرأت فإذا فهيا : « أبو القاسم محمد بن عبد الله المصطفى ، أمه آمنة بنت وهب . أبو الحسن علي بن أبي طالب المرتضى ، أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف . أبو محمد الحسن بن علي البر . أبو عبد الله الحسين بن علي التقي ، أمهما فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله ، أبو محمد علي بن الحسين العدل ، أمه شهربانويه ( 1 ) بنت يزدجرد ابن شاهنشاه ، أبو جعفر محمد بن علي الباقر ، أمه أم عبد الله بنت الحسن بن علي بن أبي طالب . أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق ، أمه أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر . أبو إبراهيم موسى بن جعفر الثقة ، أمه جارية اسمها حميدة . أبو الحسن علي بن موسى الرضا ، أمه جارية اسمها نجمة . أبو جعفر محمد بن علي الزكي ، أمه جارية اسمها خيزران . أبو الحسن علي بن محمد الامين ، أمه جارية اسمها سوسن ( 2 ) أبو محمد الحسن بن علي الرفيق ، أمه جارية اسمها سمانة ( 3 ) وتكنى بأم الحسن . أبو القاسم محمد بن الحسن ، هو حجة الله تعالى على خلقه القائم ( 4 ) ، أمه جارية اسمها نرجس صلوات الله عليهم أجمعين .
قال مصنف هذا الكتاب ـ رحمه الله ـ : جاء هذا الحديث هكذا بتسمية القائم عليه السلام ، والذي أذهب إليه ما روي في النهي من تسميته ، وسيأتي ذكر ما روينا ( 5 ) في ذلك من الاخبار في باب أضعه في هذا الكتاب لذلك إن شاء الله ( تعالى ذكره ) .
____________
( 1 ) في بعض النسخ « شاه بانويه » .
( 2 ) المشهور كما في اخبار اخر اسمها « سمانة » .
( 3 ) المشهور اسمها « حديث » مصغرا أو « سليل » .
( 4 ) في بعض النسخ « هو الحجة القائم » .
( 5 ) في بعض النسخ « رويت » .

( 308 )

28
( باب )
* ( ذكر النص على القائم عليه السلام في اللوح الذي أهداه الله عز ) *
* ( وجل إلى رسوله صلى الله عليه وآله ودفعه إلى فاطمة عليها ) *
* ( السلام فعرضته على جابر بن عبد الله الانصاري حتى قرأه ) *
* ( وانتسخه وأخبر به أبا جعفر محمد بن علي الباقر عليهما ) *
* ( السلام بعد ذلك ) *
( 1 )
1 ـ حدثنا أبي ؛ ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا : حدثنا سعد بن عبد الله ، وعبد الله بن جعفر الحميري جميعا ، عن أبي الحسن صالح بن أبي حماد ، والحسن بن طريف جميعا ، عن بكر بن صالح .
وحدثنا أبي ، ومحمد بن موسى بن المتوكل ، ومحمد بن علي ماجيلويه ، وأحمد ابن علي بن إبراهيم ، والحسن بن أبراهيم بن ناتانة ، ( 2 ) وأحمد بن زياد الهمداني رضي الله عنهم قالوا : حدثنا علي بن إبراهيم ، عن أبيه أبراهيم بن هشام ، عن بكر بن صالح ، عن عبد الرحمن بن سالم ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال أبي عليه السلام لجابر بن عبد الله الانصاري : إن لي إليك حاجة فمتى يخف عليك أن أخلو بك فأسألك عنها ، فقال له جابر : في أي الاوقات شئت ، فخلى به أبو جعفر عليه السلام ، قال له : يا جابر أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يد ( ي ) أمي فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وما أخبرتك به أنه في ذلك اللوح مكتوبا ، فقال جابر : أشهد بالله أني دخلت على
____________
( 1 ) دأب الصدوق رحمه الله اطناب العناوين بخلاف الكليني ( ره ) .
( 2 ) في بعض النسخ « الحسين بن ابراهيم » واحتمل الاستاد وحيد البهبهاني في هامش المنهج كونه أخا الحسن .

( 309 )

أمك فاطمة عليها السلام في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله أهنئها بولادة الحسين عليه السلام ( 1 ) فرأيت في يدها لوحا أخضر ظننت أنه من زمرد ، ورأيت فيه كتابة بيضاء شبيهة بنور الشمس ، فقلت لها : بأبي أنت وأمي يا بنت رسول الله ما هذا اللوح ؟ فقالت : هذا اللوح أهداه الله عزوجل إلى رسوله صلى الله عليه وآله فيه اسم أبي واسم بعلي واسم ابني وأسماء الاوصياء من ولدي ، فأعطانيه أبي ليسرني بذلك .
قال جابر : فأعطتنيه أمك ( 2 ) فاطمة عليهما السلام فقرأته وانتسخته فقال له أبي عليه السلام : فهل لك يا جابر أن تعرضه على ؟ فقال : نعم ، فمشى معه أبي عليه السلام حتى انتهى إلى منزل جابر فأخرج إلى أبي صحيفة من رق ، فقال : يا جابر انظر أنت في كتابك لاقرأه أنا عليك ، فنظر جابر في نسخته ( 3 ) فقرأه عليه أبي عليه السلام فوالله ما خالف حرف حرفا ، قال جابر : فاني أشهد بالله أني هكذا رأيته في اللوح مكتوبا :
بسم الله الرحمن الرحيم : هذا كتاب من الله العزيز الحكيم لمحمد نوره وسفيره وحجابه ودليله ، نزل به الروح الامين من عند رب العالمين ، عظم يا محمد أسمائي ، واشكر نعمائي ، ولا تجحد آلائي ، إني أنا الله لا إله إلا أنا قاصم الجبارين ( ومبير المتكبرين ) ومذل الظالمين وديان يوم الدين ، إني أنا الله لا إله إلا أنا فمن رجا
____________
( 1 ) كذا في النسخ المخطوطة عندي وفي نسخة منها « الحسن خ ل » .
( 2 ) يخالف ما مر أنفا في وفاة أبى جعفر محمد بن علي عليهما السلام .
( 3 ) انما كانت ملاقاة جابر مع أبي جعفر عليه السلام بعد زيارة الاربعين في المدينة قطعا وقد قيل انه في زيارة الاربعين مكفوف البصر فكيف يمكن معه قراءة النسخة ؟ ويمكن أن نقول : انما يكون عماه في آخر ايام حياته فاشتبه على بعض من ترجمه فتوهم عماه في الاربعين سنة 61 وهو خلاف ما نصوا عليه من أنه كف بصره آخر عمره . وما في بشارة المصطفى في خبر زيارته في الاربعين من قول عطية « قال : فالمسنيه فألمسته فخر على القبر » لا يدل على العمى ولعل من شدة الحزن وكثرة البكاء ابيضت عيناه ، أو غمرتهما العبرة في ذلك اليوم . ويؤيده ما في هذا الخبر « ثم جال ببصره حول القبر وقال : السلام عليكم ـ الخ » .

( 310 )

غير فضلي ، أو خاف غير عدلي عذبته عذابا لا اعذبه أحدا من العالمين ، فإياي فاعبد وعلي فتوكل ، إني لم أبعث نبيا فاكملت أيامه وانقضت مدته إلا جعلت له وصيا وإني فضلتك على الانبياء ، وفضلت وصيك على الاوصياء وأكرمتك بشبليك بعده وبسبطيك الحسن والحسين ، وجعلت حسنا معدن علمي بعد انقضاء مدة أبيه ، وجعلت حسينا خازن وحيي ، وأكرمته بالشهادة ، وختمت له بالسعادة ، فهو أفضل من استشهد وأرفع الشهداء درجة ، جعلت كلمتي التامة معه ، والحجة البالغة عنده ، بعترته اثيب واعاقب ، أولهم علي سيد العابدين ، وزين أوليائي الماضين ، وابنه سمي جده ( 1 ) المحمود ، محمد الباقر لعلمي والمعدن لحكمتي ، سيهلك المرتابون في جعفر الراد عليه كالراد علي ، حق القول مني لاكرمن مثوى جعفر ، ولاسرنه في أوليائه و أشياعه وأنصاره وانتحبت بعد موسى فتنة عمياء حندس ( 2 ) ، لان خيط فرضي لا ينقطع ( 3 ) وحجتي لا تخفى ، وأن أوليائي لا يشقون أبدا ، ألا ومن جحد واحدا منهم فقد جحد نعمتي ، ومن غير آية من كتابي فقد افترى علي ، وويل للمفترين الجاحدين عند انقضاء مدة عبدي موسى وحبيبي وخيرتي ، ( ألا ) إن المكذب بالثامن مكذب بكل أوليائي . وعلي وليي وناصري ، ومن أضع عليه أعباء النبوة وأمتحنه بالاضطلاع ، يقتله عفريت مستكبر ، يدفن بالمدينة التي بناها العبد الصالح ذو القرنين إلى جنب شر خلقي ، حق القول مني لاقرن عينه بمحمد ابنه ( 4 ) وخليفته من بعده ، فهو وارث علمي ومعدن حكمتي وموضع سري وحجتي على خلقي ، جعلت الجنة مثواه وشفعته في سبعين من أهل بيته كلهم قد استوجبوا النار ، وأختم بالسعادة لابنه علي وليي وناصري ، والشاهد في خلقي ، وأميني على وحيي ، أخرج منه الداعي إلي سبيلي والخازن لعلمي الحسن ، ثم أكمل ذلك بابنه رحمة للعالمين ، عليه كمال موسى وبهاء عيسى وصبر أيوب ، ستذل أوليائي في زمانه ويتهادون رؤوسهم كما تهادى
____________
( 1 ) في بعض النسخ « شبيه جده » .
( 2 ) انتحب أي تنفس شديدا .
( 3 ) في بعض النسخ « لان خيط وصيتي » .
( 4 ) في الكافي « بابنه م ح م د » .

( 311 )

رؤوس الترك والديلم فيقتلون ويحرقون ويكونون خائفين مرعوبين وجلين ، تصبغ الارض من دمائهم ، ويفشو الويل والرنين في نسائهم ( 1 ) أولئك أوليائي حقا ، بهم أدفع كل فتنة عمياء حندس ، وبهم أكشف الزلازل ، وأرفع عنهم الاصار ( 2 ) والاغلال ، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون .
قال عبد الرحمن بن سالم قال أبو بصير : لو لم تسمع في دهرك إلا هذا الحديث لكفاك فصنه إلا عن أهله .
2 ـ حدثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب ، وأحمد بن هارون القاضي رضي الله عنهما قالا : حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمد ابن مالك الفزاري الكوفي ، عن مالك السلولي ( 3 ) ، عن درست بن عبد الحميد ، عن عبد الله بن القاسم ، عن عبد الله بن جبلة ، عن أبي السفاتج ، عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام ، عن جابر بن عبد الله الانصاري قال : دخلت على مولاتي فاطمة عليها السلام وقد امها لوح يكاد ضوؤه يغشي الابصار ، فيه اثنا عشر اسما ثلاثة في ظاهره وثلاثة في باطنه ، وثلاثة أسماء في آخره ، وثلاثة أسماء في طرفه ، فعددتها فإذا هي اثنا عشر إسما ، فقلت : أسماء من هؤلاء ؟ قالت : هذه أسماء الاوصياء أولهم ابن عمي وأحد عشر من ولدي ، آخرهم القائم ( صلوات الله عليهم أجمعين ) ، قال جابر ، فرأيت فيها محمدا محمدا محمدا في ثلاثة مواضع ، وعليا وعليا وعليا وعليا في أربعة مواضع .
3 ـ وحدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه قال : حدثني أبي ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه السلام ، عن جابر بن عبد الله الانصاري قال : دخلت على فاطمة عليهما السلام وبين يديها
____________
( 1 ) كل ذلك في زمان الغيبة لا في أيام ظهوره عجل الله تعالى فرجه . لان المؤمنين في أيامه . في كمال العزة .
( 2 ) في بعض النسخ « القيود » .
( 3 ) كذا . والظاهر هو مالك بن حصين السلولي . وفزارة حي من غضفان . والفزار أبو قبيلة من تميم منهم جعفر بن محمد بن مالك الفزاري .

( 312 )

لوح ( مكتوب ) فيه أسماء الاوصياء فعددت اثني عشر آخرهم القائم ، ثلاثة منهم محمد وأربعة منهم علي عليهم السلام .
وحدثنا أبو محمد الحسن بن حمزة العلوي رضي الله عنه قال : حدثنا أبو جعفر محمد بن الحسين بن درست السروي ، عن جعفر بن محمد بن مالك قال : حدثنا محمد بن عمران الكوفي ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، وصفوان بن يحيى ، عن إسحاق بن عمار ، عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام أنه قال : يا إسحاق ألا ابشرك ، قلت : بلى جعلت فداك يا ابن رسول الله فقال : وجدنا صحيفة باملاء رسول الله صلى الله عليه وآله وخط أمير المؤمنين عليه السلام فيها :
بسم الله الرحمن الرحيم : هذا كتاب من الله العزيز الحكيم ، وذكر حديث اللوح كما ذكرته في هذا الباب مثله سواء إلا أنه قال في آخره ، « ثم قال الصادق عليه السلام : يا إسحاق هذا دين الملائكة والرسل فصنه عن غير أهله يصنك الله ويصلح بالك ، ثم قال عليه السلام : من دان بهذا أمن عقاب الله عزوجل .
وحدثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال : حدثنا الحسن بن إسماعيل قال : حدثنا سعيد بن محمد بن القطان قال : حدثنا عبد الله ابن موسى الروياني أبو تراب ( 1 ) ، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني ، عن علي بن الحسن ابن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، قال : حدثني عبد الله بن محمد بن جعفر ، عن أبيه عن جده أن محمد بن علي باقر العلم عليهما السلام جمع ولده وفيهم عمهم زيد بن علي ، ثم أخرج كتابا إليهم بخط علي عليه السلام وإملاء رسول الله صلى الله عليه وآله مكتوب فيه :
____________
( 1 ) في هامش بعض المخطوطة « عبيد الله » بالياء ابن موسى الروباني بالباء المنقطة تحتها نقطة قبل الالف والنون بعدها . والروبان قرية بالكوفة » انتهى . لكن لم أجده والرويان بالياء المثناة التحتية وضم الراء مدينة كبيرة من جبال طبرستان خرج منها جماعة من العلماء كما في اللباب لابن الاثير . وما « عبيد الله » كما في التوحيد وبعض النسخ أو « عبد الله » كما في المتن فلا أعلم الصواب منهما .
( 313 )

هذا كتاب من الله العزيز الحكيم العليم ـ [ وذكر ] حديث اللوح إلى موضع الذي يقول فيه « اولئك هم المهتدون » ـ .
ثم قال في آخره قال عبد العظيم : العجب كل العجب لمحمد بن جعفر وخروجه إذ سمع أباه عليه السلام يقول هكذا ويحكيه ، ثم قال : هذا سر الله ودينه ودين ملائكته فصنه إلا عن أهله وأوليائه .
4 ـ حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي الله عنه قال : حدثنا أبي ، عن أحمد ابن محمد بن عيسى ، وإبراهيم بن هاشم جميعا ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه السلام ، عن جابر بن عبد الله الانصاري قال : دخلت على فاطمة عليها السلام و بين يديها لوح فيه أسماء الاوصياء ، فعددت اثني عشر إسما آخرهم القائم ، ثلاثة منهم محمد ، وأربعة منهم علي صلوات الله عليهم ( أجمعين ) .

29
( باب )
* ( ما أخبر به الحسن بن على بن أبى طالب عليهما السلام من وقوع ) *
* ( الغيبة بالقائم عليه السلام وأنه الثاني عشر من الائمة عليهم السلام ) *
1 ـ حدثنا أبي ، ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا : حدثنا سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري ، ومحمد بن يحيى العطار ، وأحمد بن إدريس جميعا قالوا : حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال : حدثنا أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري ، عن أبي جعفر الثاني محمد بن علي عليهما السلام قال : أقبل أمير المؤمنين عليه السلام ذات يوم ومعه الحسن بن علي وسلمان الفارسي رضي الله عنه ، وأمير المؤمنين عليه السلام متكئ على يد سلمان فدخل المسجد الحرام فجلس إذ أقبل رجل حسن الهيئة واللباس ، فسلم على أمير المؤمنين عليه السلام فرد عليه السلام فجلس ، ثم قال : يا أمير المؤمنين أسألك عن ثلاث


( 314 )

مسائل إن أخبرتني بهن ( 1 ) علمت أن القوم ركبوا من أمرك ما أقضي عليهم أنهم ليسوا بمأمونين في دنياهم ولا في آخرتهم ، وإن تكن الاخرى علمت أنك وهم شرع سواء . فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : سلني عما بدا لك ؟ فقال : أخبرني عن الرجل إذا نام أين تذهب روحه ؟ وعن الرجل كيف يذكر وينسى ؟ وعن الرجل كيف يشبه ولده الاعمام والاخوال ؟ فالتفت أمير المؤمنين إلى أبي محمد الحسن فقال : يا أبا محمد أجبه ، فقال : أما ما سألت عنه من أمر الانسان إذا نام أين تذهب روحه ، فإن روحه متعلقة بالريح والريح متعلقة بالهواء ( 2 ) إلى وقت ما يتحرك صاحبها لليقظة ، فإن أذن الله عزوجل برد تلك الروح إلى صاحبها ( 3 ) جذبت تلك الروح الريح ، وجذبت تلك الريح الهواء ، فرجعت الروح فأسكنت في بدن صاحبها ، وإن لم يأذن الله عزوجل برد تلك الروح إلى صاحبها ( 3 ) جذب الهواء الريح ، وجذبت الريح الروح ، فلم ترد إلى صاحبها إلى وقت ما يبعث .
وأما ما ذكرت من أمر الذكر والنسيان : فإن قلب الرجل في حق ، وعلى الحق طبق فإن صلى الرجل عند ذلك على محمد وآل محمد صلاة تامة انكشف ذلك الطبق عن ذلك الحق فأضاء القلب ( 4 ) وذكر الرجل ما كان نسيه ، وإن هو لم يصل على محمد وآل محمد أو نقص من الصلاة عليهم انطبق ذلك الطبق على ذلك الحق فأظلم القلب ونسي الرجل ما كان ذكر .
وأما ما ذكرت من أمر المولود الذي يشبه أعمامه وأخواله ، فان الرجل إذا أتى أهله فجامعها بقلب ساكن وعروق هادئة وبدن غير مضطرب فأسكنت تلك النطفة في جوف الرحم ( 5 ) خرج الولد يشبه أباه وأمه ، وإن هو أتاها بقلب غير ساكن و
____________
( 1 ) في بعض النسخ « ان أجبتني فيهن » .
( 2 ) في بعض النسخ « معلقة في الهواء » .
( 3 ) في بعض النسخ « على صاحبها » .
( 4 ) في بعض النسخ « مما يلي القلب » مكان « فأضاء القلب » .
( 5 ) في بعض النسخ « وانسكبت تلك النطفة فوقعت في جوف الرحم » .

( 315 )

عروق غير هادئة وبدن مضطرب ، اضطربت تلك النطفة فوقعت في حال اضطرابها ( 1 ) على بعض العروق فإن وقعت على عرق من عروق الاعمام أشبه الولد أعمامه ، وإن وقعت على عرق من عروق الاخوال أشبه الرجل أخواله ، فقال الرجل : أشهد أن لا إله إلا الله ، ولم أزل أشهد بها ، وأشهد أن محمدا رسول الله ، ولم أزل أشهد بها ، وأشهد أنك وصيه والقائم بحجته ( بعده ) ـ وأشار ( بيده ) إلى أمير المؤمنين عليه السلام ـ ولم أزل أشهد بها ، وأشهد أنك وصيه والقائم بحجته ـ وأشار إلى الحسن عليه السلام ـ وأشهد أن الحسين ابن علي وصي أبيك والقائم بحجته بعدك ، وأشهد على علي بن الحسين أنه القائم بأمر الحسين بعده ، وأشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن الحسين ، وأشهد على جعفر بن محمد أنه القائم بأمر محمد بن علي ، وأشهد على موسى بن جعفر أنه القائم بأمر جعفر بن محمد ، وأشهد على علي بن موسى أنه القائم بأمر موسى بن جعفر ، و أشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن موسى ، وأشهد على علي بن محمد أنه القائم بأمر محمد بن علي ، وأشهد على الحسن بن علي أنه القائم بأمر علي بن محمد ، وأشهد على رجل من ولد الحسن بن علي لا يكنى ولا يسمى حتى يظهر أمره فيملأ الارض ( 2 ) عدلا كما ملئت جورا ، والسلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ، ثم قام فمضى .
فقال أمير المؤمنين : يا أبا محمد اتبعه فانظر أين يقصد ؟ فخرج الحسن عليه السلام في أثره قال : فما كان إلا أن وضع رجله خارج المسجد فما دريت أين أخذ من أرض الله ( 3 ) فرجعت إلى أمير المؤمنين عليه السلام فأعلمته فقال : يا أبا محمد أتعرفه ؟ فقلت : الله ورسوله و أمير المؤمنين أعلم ، فقال : هو الخضر عليه السلام .
2 ـ حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي رضي الله عنه قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود ، عن أبيه قال : حدثنا جبرئيل بن أحمد ، عن موسى
____________
( 1 ) في بعض النسخ « في وقت اضطرابها » .
( 2 ) في بعض النسخ « فيملأها » .
( 3 ) في بعض النسخ « من الارض » .

( 316 )

ابن جعفر البغدادي قال : حدثني الحسن بن محمد الصيرفي ، عن حنان بن سدرير ، عن أبيه سدير بن حكيم ، عن أبيه ، عن أبي سعيد عقيصا قال : لما صالح الحسن بن علي عليهما السلام معاوية بن أبي سفيان دخل عليه الناس ، فلامه بعضهم على بيعته ، فقال عليه السلام : ويحكم ما تدرون ما عملت والله الذي عملت خير لشيعتي مما طلعت عليه الشمس أو غربت ، ألا تعلمون أنني إمامكم مفترض الطاعة عليكم وأحد سيدي شباب أهل الجنة بنص من رسول الله صلى الله عليه وآله علي ؟ قالوا : بلى ، قال : أما علمتم أن الخضر عليه السلام لما خرق السفينة وأقام الجدار وقتل الغلام كان ذلك سخطا لموسى بن عمران إذ خفي عليه وجه الحكمة في ذلك ، وكان ذلك عند الله تعالى ذكره حكمة وصوابا ، أما علمتم أنه ما منا أحد إلا ويقع في عنقه بيعة لطاغية زمانه إلا القائم الذي يصلي روح الله عيسى بن مريم عليه السلام خلفه ، فإن الله عزوجل يخفي ولادته ، ويغيب شخصه لئلا يكون لاحد في عنقه بيعة إذا خرج ، ذلك التاسع من ولد أخي الحسين ابن سيدة الاماء ، يطيل الله عمره في غيبته ، ثم يظهره بقدرته في صورة شاب دون أربعين سنة ، ذلك ليعلم أن الله على كل شيء قدير .

30
( باب )
* ( ما أخبر به الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام من وقوع ) *
* ( الغيبة بالقائم ( ع ) وانه الثاني عشر من الائمة عليهم السلام ) *
1 ـ حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس العطار قال : حدثنا أبو عمرو الكشي ( 1 ) قال : حدثنا محمد بن مسعود قال : حدثنا علي بن محمد بن شجاع ، عن محمد
____________
( 1 ) في جميع النسخ « أبو عمرو الليثي » بتصحيف . والصحيح « الكشي » كما في المتن أخذا من هامش بعض النسخ المخطوطة المصححة . والكشي صاحب رجال المعروف وهو من غلمان محمد بن مسعود العياشي .
( 317 )

ابن عيسى ، عن محمد بن أبي عمير ، عن عبد الرحمن بن الحجاج ، عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين عليهم السلام قال : قال الحسين بن علي عليهما السلام : في التاسع من ولدي سنة من يوسف ، وسنة من موسى بن عمران عليهما السلام وهو قائمنا أهل البيت ، يصلح الله تبارك وتعالى أمره في ليلة واحدة .
2 ـ حدثنا أحمد بن محمد بن إسحاق المعاذي ( 1 ) رضي الله عنه قال : حدثنا أحمد ابن محمد الهمداني الكوفي قال : حدثنا أحمد بن موسى بن الفرات قال : حدثنا عبد الواحد بن محمد قال : حدثنا سفيان قال : حدثنا عبد الله بن الزبير ، عن عبد الله ابن شريك ، عن رجل من همدان قال : سمعت الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام يقول : قائم هذه الامة هو التاسع من ولدي وهو صاحب الغيبة وهو الذي يقسم ميراثه وهو حي .
3 ـ حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن ـ هاشم ، عن أبيه ، عن عبد السلام بن صالح الهروي قال : أخبرنا وكيع بن الجراح ، عن الربيع بن سعد ، عن عبد الرحمن بن سليط قال : قال الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام منا اثنا عشر مهديا أولهم أمير المؤمنين علي بن ابي طالب ، وآخرهم التاسع من ولدي ، وهو الامام القائم بالحق ، يحيي الله به الارض بعد موتها ، ويظهر به دين الحق على الدين كله ولو كره المشركون ، له غيبة يرتد فيها أقوام ويثبت فيها على الدين آخرون ، فيؤذون ويقال لهم : « متى هذا الوعد إن كنم صادقين » أما إن الصابر في غيبته على الاذى والتكذيب بمنزلة المجاهد بالسيف بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله .
4 ـ حدثنا علي بن محمد بن الحسن القزويني قال : حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال : حدثنا أحمد بن يحيى الاحول قال : حدثنا خلاد المقرئ ، عن قيس بن أبي حصين
____________
( 1 ) كذا في بعض النسخ وفي أكثرها « المعادي » بالدال المهملة . وفي اللباب : المعاذى نسبة إلى معاذ ينسب إليه جماعة ، منهم بيت كبير بخراسان .
( 318 )

عن يحيى بن وثاب ، عن عبد الله بن عمر قال : سمعت الحسين بن علي عليهما السلام يقول : لو لم يبق من الدينا إلا يوم واحد لطول الله عزوجل ذلك اليوم حتى يخرج رجل من ولدي ، فيملأها عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما ، كذلك سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول .
5 ـ حدثنا أبي رضي الله عنه قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مالك قال : حدثني حمدان بن منصور ، عن سعد بن محمد ، عن عيسى الخشاب قال : قلت للحسين بن علي عليهما السلام : أنت صاحب هذا الامر ؟ قال : لا ولكن صاحب الامر الطريد الشريد الموتور بأبيه ، المكني بعمه ( 1 ) ، يضع سيفه على عاتقه ثمانية أشهر ( 2 ) .

31
( باب )
* ( ما أخبر به سيد العابدين علي بن الحسين عليهما السلام ) *
* ( من وقوع الغيبة بالقائم عليه السلام وأنه الثاني عشر ) *
* ( من الائمة عليهم السلام ) *
1 ـ حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه قال : حدثنا أبي ، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الاشعري ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن محمد بن الحسن ، عن أبي سعيد العصفري ، عن عمرو بن ثابت ، عن أبي حمزة قال : سمعت علي بن الحسين عليهما السلام يقول : إن الله تبارك وتعالى خلق محمدا وعليا والائمة
____________
( 1 ) يمكن أن يقرء بشد النون على وزان « الثنى » ويكون المراد ان التعبير بالكنية دون الاسم لاجل عمه . أو يقرء على وزان « المهدى » بمعنى المخفي والمستتر فالمعنى الغائب بسبب عمه . والموتور : من قتل له قتيل ولم يدرك بثاره .
( 2 ) سيأتي في حديث محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام ما يوافقه .

( 319 )

الاحد عشر من نور عظمته أرواحا في ضياء نوره يعبدونه قبل خلق الخلق ، يسبحون الله عزوجل ويقدسونه ، وهم الائمة الهادية من آل محمد عليهم السلام .
قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه : قد روي هذا الخبر بغير هذا اللفظ إلا أن مسموعي ما قد ذكرته .
2 ـ حدثنا علي بن عبد الله الوراق قال : حدثنا محمد بن هارون الصوفي ، عن عبد الله ( 1 ) بن موسى ، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني رضي الله عنه قال : حدثني صفوان ابن يحيى ، عن إبراهيم بن أبي زياد ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي خالد الكابلي قال : دخلت على سيدي علي بن الحسين زين العابدين عليهما السلام فقلت له : يا ابن رسول الله أخبرني بالذين فرض الله عزوجل طاعتهم ومودتهم ، وأوجب على عباده الاقتداء بهم بعد رسول رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ فقال لي : يا كنكر ( 2 ) إن أولي الامر الذين جعلهم الله عزو جل أئمة للناس وأوجب عليهم طاعتهم : أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، ثم الحسن ، ثم الحسين ابنا علي بن أبي طالب ، ثم انتهى الامر إلينا . ثم سكت .
فقلت له : يا سيدي روي لنا عن أمير المؤمنين ( علي ) عليه السلام أن الارض لا تخلو من حجة لله عزوجل على عباده ، فمن الحجة والامام بعدك ؟ قال : ابني جعفر ، وإسمه في التوراة باقر ، يبقر العلم بقرا ، هو الحجة والامام بعدي ، ومن بعد محمد ابنه جعفر ، واسمه عند أهل السماء الصادق ، فقلت له : يا سيدي فكيف صار اسمه الصادق وكلكم صادقون ، قال : حدثني أبي ، عن أبيه عليهما السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : إذا ولد ابني جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام فسموه الصادق ، فإن للخامس من ولده ولدا اسمه جعفر يدعي الامامة اجتراء على الله وكذبا عليه فهو عند الله جعفر الكذاب المفتري على الله عزوجل ، والمدعي لما ليس له بأهل ، المخالف على أبيه والحاسد لاخيه ، ذلك الذي يروم كشف ستر الله عند غيبة ولي الله عزوجل ، ثم
____________
( 1 ) في بعض النسخ « عبيد الله » وهو الروياني الذى تقدم ص 312
( 2 ) كنكر لقب لابي خالد .

( 320 )

بكي علي بن الحسين عليهما السلام بكاء شديدا ، ثم قال : كأني بجعفر الكذاب وقد حمل طاغية زمانه على تفتيش أمر ولي الله ، والمغيب في حفظ الله والتوكيل بحرم أبيه جهلا منه بولادته ، وحرصا منه على قتله إن ظفر به ، ( و ) طمعا في ميراثه حتى يأخذه بغير حقه .
قال أبو خالد : فقلت له : يا ابن رسول الله وإن ذلك لكائن ، فقال : إي وربي إن ذلك لمكتوب عندنا في الصحيفة التي فيها ذكر المحن التي تجري علينا بعد رسول الله صلى الله عليه وآله . قال أبو خالد : فقلت : يا ابن رسول الله ثم يكون ماذا ، قال : ثم تمتد الغيبة ( 1 ) بولي الله عزوجل الثاني عشر من أوصياء رسول الله صلى الله عليه واله والائمة بعده .
يا أبا خالد إن أهل زمان غيبته القائلين بإمامته والمنتظرين لظهوره أفضل من أهل كل زمان ، لان الله تبارك وتعالى أعطاهم من العقول والافهام والمعرفة ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة ، وجعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله بالسيف ، اولئك المخلصون حقا وشيعتنا صدقا ، والدعاة إلى دين الله عزوجل سرا وجهرا . وقال علي بن الحسين عليهما السلام : إنتظار الفرج من أعظم الفرج .
وحدثنا بهذا الحديث علي بن أحمد بن موسى . ومحمد بن أحمد الشيباني ( 2 ) وعلي بن عبد الله الوراق ، عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن سهل بن زياد الادمي عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني رضي الله عنه ، عن صفوان ، عن إبراهيم أبي زياد عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي خالد الكابلي ، عن علي بن الحسين عليهما السلام .
قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه : ذكر زين العابدين عليه السلام ( ل‍ ) جعفر الكذاب دلالة في إخباره بما يقع منه .
وقد روي مثل ذلك عن أبي الحسن علي بن محمد العسكري عليهما السلام أنه لم يسر به لما ولد وأنه أخبرنا بأنه سيضل خلقا كثيرا كل ذلك دلالة له عليه السلام أيضا لانه لا دلالة على الامامة أعظم من الاخبار بما يكون قبل أن يكون كما كان ، مثل ذلك
____________
( 1 ) في بعض النسخ « تشتد الغيبة » .
( 2 ) كذا والظاهر هو السناني