كتاب نظرة عابرة الى الصحاح الستة ص 463 ـ ص 492
المقصد السادس
حول أحاديث سنن ابن ماجة

( 464 )

( 465 )
نقل عن ابن خلكان انه قال: أبو عبدالله محمّد بن ماجة القزويني، الحافظ المشهور، مصنّف كتاب السنن في الحديث، وكانت ولادته سنة 209، وتوفّي سنة 273.
وقيل: ولد سنة 207 وتوفّي سنة 275.
وعن أبي الحسن صاحب ابن ماجة: في السنن (1500) باب، وجملة ما فيه (4000) حديث.
وقيل: انّ عدد كتبه (37) كتاباً عدا المقدمة، وعدد أبوابه (1515) باباً، وعدد أحاديثه (4341) حديثاً.
والنسخة التي أنقل منها في هذا الكتاب هي ما حقّق نصوصها ورقّم كتبها وأبوابها وأحاديثها وعلّق عليها الفاضل محمّد فؤاد عبد الباقي، وطبعت في مجلدين كبيرين بمطبعة دار الكتب العربية.
ويقول في آخر الكتاب:
ولقد وقعت جملة أحاديث السنن في 4341 حديثاً(1).
من هذه الاَحاديث (3002) حديث أخرجها أصحاب الكتب الخمسة كلّهم أو بعضهم.
وباقي الاَحاديث وعددها (1339) هي الزوائد على ما جاء بالكتب الخمسة.
وبيان الزوائد:
____________
(1) أقول : في الكتاب أحاديث مكرّره ، ولم أقف على من بيّن تعداد المكرّرات .

( 466 )
(428) حديثاً رجالها ثقات، صحيحة الاسناد.
(199) حديثاً حسنة الاسناد.
(613) حديثاً ضعيفة الاسناد.
(99) حديثاً واهية الاسناد أو منكرة أو مكذوبة.
وأعلم انّي لا أذكر رقم الصفحة عند نقل الحديث منها، بل أذكر رقم الحديث، وربّما أذكر اسم الكتاب، فليتنبه.

القدريَّة والمرجئة
(978) عن ابن عباس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صنفان من هذه الاُمّة ليس لهما في الاسلام نصيب: المرجئة والقدريَّة(1).
أقول: القدرية قد يطلق على المجبرة الغالين في قدرته تعالى، وقد يطلق على خلاف ظاهر اللفظ على المعتزلة النافين لقدرة الله تعالى، وكلاهما ضالاّن، والمرجئة يؤخّرون العمل عن مقامه ويقولون: انّه لا يضر مع الاسلام معصية.
ولكن نقل بعض من علّق على سنن ابن ماجة من أهل الهند عن أكثر أصحاب الملل والنحل تفسير المرجئة بالجبرية. وعليه، فالحديث يدل على بطلان الجبر والتفويض، كما انّهما باطلان عقلاً أيضاً.

معاوية منكر أو جاهل
(979) عن اسحاق بن قبيصة، عن أبيه: انّ عبادة بن الصامت... صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا مع معاوية أرض الروم، فنظر إلى الناس وهم يتبايعون كسر الذهب بالدنانير، وكسر الفضة بالدراهم، فقال: أيّها الناس،
____________
(1) سنن ابن ماجة : 62 المقدمة .

( 467 )
انّكم تأكلون الربا، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تبتاعوا الذهب بالذهب إلاّ مثلاً بمثل، لا زيادة بينهما ولا نظرة».
فقال له معاوية: يا أبا الوليد، لا أرى الربا في هذا إلاّ ما كان من نظرة.
فقال عبادة: أحدّثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحدّثني عن رأيك! لئن أخرجني الله لا اُساكنك بارض لك عليَّ فيها إمرة...(1)

حال صاحب البدعة
(980) عن حذيفة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يقبل الله لصاحب بدعة صوماً ولا صلاة، ولا صدقة، ولا حجّاً ولا عمرة، ولا جهاداً، ولا صرفاً ولا عدلاً، يخرج من الاسلام كما تخرج الشعرة من العجين»(2).

بطلان الاجتهاد بالرأي
(981) عن معاذ بن جبل: لمّا بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن قال: «لا تقضينَّ ولا تفصلنَّ إلاّ بما تعلم، وإن اشكل عليك أمر فقف حتّى تبيّنه أو تكتب اليَّ فيه(3).
أقول: فلا مجوّز للاعتماد على ما نقل عنه من تجويزه صلى الله عليه وسلم له الاجتهاد بالرأي، فانّه معارض بهذا.

سيّدا كهول أهل الجنة
(982) عن علي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أبو بكر وعمر سيّدا كهول أهل الجنة من الاَوَلين والآخرين إلاّ النبيين والمرسلين، لا تخبرهما يا علي ما
____________
(1) سنن ابن ماجة : 18 : مقدمة .
(2) سنن ابن ماجة : 49 : المقدمة .
(3) سنن ابن ماجة : 55 : المقدمة .

( 468 )
داما حيّين»(1)، أقول: الكهل من خالطه الشيب، لكن لا كهل في الجنة، فالحديث مع قطع النظر عن ضعف سنده مخالف للواقع، وضع في مقابل ما ورد عنه صلى الله عليه وسلم: «الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما»(2)، وحديث: «فاطمة سيدة نساء أهل الجنة» ولم ينه النبي صلى الله عليه وسلم الراوي بمنع اخبارهم به!

صدق أبي ذر
(983) عن ابن عمرو قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما أقلَّت الغبراء ولا أظلّت الخضراء من رجل أصدق لهجة من أبي ذر»(3).

الخوارج
انظر ما ورد في حقّهم برقم 167 ـ 176 من المقدمة.

اوعال فوق السموات
(984) عن العباس، عنه صلى الله عليه وسلم: «... ثم فوق السماء السابعة بحر... ثم فوق ذلك ثمانية أوْعال بين أظلافهنَّ وركبهنَّ كما بين سماء إلى سماء، ثم على ظهورهنَّ العرش... ثم الله فوق ذلك»(4). أقول: الاَوْعال: جمع وعل، وهو تيس الجبل، وهو الحامل للعرش الحامل لله تعالى.
والحديث يفسّر الثمانية الحاملين للعرش الواردة في القرآن بتيس الجبل! سبحان ربّك ربّ العزّة عمّا يصفون. ويقول المتأوّلون المراد بها الملائكة على شكل الاَوعال: (إن هم إلاّ يخرصون)(5).
____________
(1) سنن ابن ماجة : 95 المقدمة .
(2) سنن ابن ماجة : 118 المقدمة .
(3) سنن ابن ماجة : 156 المقدمة .
(4) سنن ابن ماجة : 193 المقدمة .
(5) الزخرف 43 : 20 .

( 469 )
طلب العلم
(985) عن انس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «طلب العلم فريضة على كلّ مسلم...»(1).
قيل: انّ سنده ضعيف، ولكن نقل عن السيوطي انّه قال: فانّي رأيت له خمسين طريقاً وقد جمعتها في جزء.
أقول: والعجيب انّ بعض المحدّثين من الشيعة أيضاً قال: انّ سند الحديث ضعيف، لكن كثرة أسانيده توجب الاطمينان بصدوره عن النبي الاكرم صلى الله عليه وسلم.

البول قائماً
(986) عن عمر: رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبول قائماً فقال: «يا عمر لا تبل قائماً» فما بلت قائماً بعد(2).
(987) عن جابر: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبول قائماً(3).

استقبال القبلة بالغائط والبول
ذكر ابن ماجة أحاديث في النهي عنه، ثم ينقل عن عائشة: انّه ذكر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قوم يكرهون أن يستقبلوا بفروجهم القبلة، فقال: «أراهم قد فعلوها، استقبلوا بمقعدتي القبلة»(4).
أي حوّلوا موضع قضاء الحاجة إلى جهة القبلة. سبحان الله من هذا التناقض والتهافت والاختلاق.
____________
(1) سنن ابن ماجة : 224 .
(2) سنن ابن ماجة : 308 الطهارة .
(3) سنن ابن ماجة : 309 .
(4) سنن ابن ماجة : 324 الطهارة .

( 470 )
تحليل الميتة
(988) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هو ـ أي البحر ـ الطهور ماؤه، الحلّ ميتته»(1).

الغسل والمسح
(989) عن الربيع:... فقال ابن عباس: إنّ الناس أبوا إلاّ الغسل، ولا أجد في كتاب الله إلاّ المسح(2).
(990) عن رفاعة بن رافع: انّه كان جالساً عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «انّها لا تتم صلاة لاَحد حتّى يسبغ الوضوء كما أمره الله تعالى: يغسل وجهه ويديه إلى المرفقين، ويمسح برأسه ورجليه إلى الكعبين»(3).
أقول: نقل بعض المعلّقين على الكتاب من أهل الهند عن الطبراني، عن عباد بن تميم، عن أبيه: انّه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم توضّأ ومسح على رجليه.
ويقول: انّ عليّاً وابن عباس وأنساً كانوا يقولون بالمسح ثم رجعوا. ونقل عن بعضهم: نسخ وجوب المسح، ونقل عن الحسن البصري ومحمّد ابن جرير الطبري القول: بالتخيير بين المسح والغسل، وعن بعض الظاهرية: وجوب كليهما!

هل مس الذكر يوجب الوضوء
الروايات فيه مختلفة(4).
____________
(1) سنن ابن ماجة : 386 الطهارة .
(2) سنن ابن ماجة : 458 .
(3) سنن ابن ماجة : 460 .
(4) انظر سنن ابن ماجة : 479 ـ 484 كتاب الطهارة .

( 471 )
المسح
(991) عن المغيرة: انّ رسول الله توضّأ ومسح على الجوربين والنعلين(1).
(992) عن بلال: انّ رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح على الخفّين والخمار(2).
(993) وعن سلمان: امسح على خفّيك وعلى خمارك وبناصيتك! فانّي رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح على الخفّين والخمار!(3).

سقوط الصلاة
(994) عن أبزيّ: انّ رجلاً اتى عمر بن الخطاب فقال: انّي أجنبت فلم أجد الماء، فقال عمر: لا تصلّ(4).

تعارض
هل رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أجنب ينام مع الوضوء أو بدونه؟ الروايات فيه متضاربة حتّى من راوٍ واحد كعائشة(5) فكيف يعتمد على أقوالها.

كذبة اخرى
(995) عن انس: انّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يطوف على نسائه في غسل واحد(6).
(996) وعنه: وضعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم غسلاً، فاغتسل من جميع نسائه في ليلة(7).
____________
(1) سنن ابن ماجة : 559 .
(2) سنن ابن ماجة : 561 .
(3) سنن ابن ماجة : 563 .
(4) سنن ابن ماجة : 569 .
(5) سنن ابن ماجة : 581 ـ 586 .
(6) سنن ابن ماجة : 588 .
(7) سنن ابن ماجة : 589 .

( 472 )
(997) عن أبي رافع: انّ النبي طاف على نسائه في ليلة، وكان يغتسل عند كلّ واحدة منهنَّ، فقيل: يا رسول الله، إلاّ تجعله غسلاً واحداً؟ فقال: «هو أزكى وأطيب وأطهر»(1).
أقول: أولاً: لا يلزم من كون النبي صلى الله عليه وسلم أفضل الناس علماً وعقلاً وديناً أن يكون أقوى جسماً، وهذا من حسبان غفلة العوام.
وثانياً: انّ النبي تتناوب لياليه بين نسائه، ونساؤه أيضاً لا يرضين بذهابه إلى ضراتهنَّ ولا سيّما السيدة عائشة، فانّها لا ترضى بمد يده إلى غيرها كما سبق.
تقول عائشة: ما علمت حتّى دخلت على زينب بغير اذن، وهي غضبى، ثم قالت: يا رسول الله، احسبك إذا قلبت بُنيَّة أبي بكر ذريعتيها(2)، ثم أقبلت عليَّ... فاقلبت عليها حتّى رأيتها وقد يبس ريقها في فيها(3).
وثالثاً: لا يرضى الرسول الوقور الحكيم بأن يفهم أنس وغيره جماعه، وأن يذهب بأنس إلى بيت كلّ واحد من نسائه.
ورابعاً: من أين علم أبو رافع ذلك؟ لعمرك كلّ ذلك موضوع ومجعول واهانة لمقام النبوة، لعن الله الوضّاعين.

الرد على الوهابية
(998) عن جابر بن عبدالله: كان رسول الله يعلّمنا التشهّد كما يعلّمنا السورة من القرآن: «... السلام عليك يا أيّها النبي ورحمة الله وبركاته»(4).
يقول وحيد الزمان في تعليقه على المقام: انّ عقيدة أهل السنة على
____________
(1) سنن ابن ماجة : 590 .
(2) الذريعة : تصغير الذراع : النهاية لابن الاثير 2 : 158 .
(3) سنن ابن ماجة : 1981 كتاب النكاح .
(4) سنن ابن ماجة : 902 كتاب اقامة الصلاة .

( 473 )
انّه صلى الله عليه وسلم حي في قبره، فان سلّم عليه أحد عند قبره يسمع، وان سلّم عليه من بعيد يبلغه الله إليه بتوسّط ملك.

الصلاة خير من النوم
لم يذكره ابن ماجة في روايات الاَذان حتّى في رواية ابن محذورة، فالظاهر انّها زيادة من بعض الرواة، نعم يدّعي الزهري: وزاد بلال في نداء صلاة الصبح: (الصلاة خير من النوم) فأقرّها رسول الله صلى الله عليه وسلم. لكن قول الزهري لا دليل عليه، بل نقل بعض المعلّقين انّه جاء في بعض الروايات: انّ مؤذناً جاء يخبر عمر بصلاة الصبح، فقال: الصلاة خير من النوم، فأقرّه عمر! ولعلّه الصحيح.

تسليمة واحدة تجاه وجهه
(999) عن سلمة: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صلّى فسلّم مرة واحدة(1).
(1000) عن عائشة: انّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسلّم تسليمة واحدة تلقاء وجهه(2).
(1001) عن سعد: انّ رسول الله سلّم تسليمة واحدة تلقاء وجهه(3).

محل السجدة
(1002) عن ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلّي على الخمرة(4).
أقول: عن النهاية: الخمرة: هي مقدار ما يضع الرجل عليه وجهه في
____________
(1) سنن ابن ماجة : 920 كتاب اقامة الصلاة.
(2) سنن ابن ماجة : 919 .
(3) سنن ابن ماجة : 918 .
(4) سنن ابن ماجة : 1028 .

( 474 )
سجوده من حصير أو نسيجة خوص ونحوه من النبات(1).
(1003) وعن أبي سعيد قال: صلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصير(2).

تضارب حول النافلة في السفر وصلاة الميت في المسجد
لاحظ ما نقل ابن عمر وابن عباس في ذلك متناقضين متعارضين!(3). ولاحظ الاختلاف في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم بين أبي هريرة وعائشة حول صلاة الميت في المسجد(4).

حول التقية
(1004) عن جابر: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «... فمن تركها ـ أي صلاة الجمعة ـ في حياتي أو بعدي وله امام عادل أو جائر... ألا لا تؤمَّنَّ امرأة رجلاً، ولا يؤمَّ أعرابي مهاجراً ولا يؤمَّ فاجر مؤمناً، إلاّ أن يقهره بسلطان يخاف سيفه وسوطه»(5).
أقول: ذيله يدلّ على جواز التقية وصحة العمل بها.

الردّ على الوهابية
(1005) عن عثمان بن حنيف: انّ رجلاً ضريراً أتى النبي صلى الله عليه وسلم... فأمره أن يتوضّأ... ويدعو بهذا الدعاء: «اللّهمّ انّي اسألك وأتوجّه اليك بمحمّد نبي الرحمة، يا محمّد انّي قد توجّهت بك إلى ربي في حاجتي لتُقضى، اللّهمّ فشفَّعه فيَّ»(6).
____________
(1) النهاية لابن الاثير 2 : 77 .
(2) سنن ابن ماجة : 1209 .
(3) سنن ابن ماجة : 1071 ـ 1072 .
(4) سنن ابن ماجة : 1517 : 1518 .
(5) سنن ابن ماجة : 1081 .
(6) سنن ابن ماجة : 1385 كتاب اقامة الصلاة .

( 475 )
وقد نقل الطبراني في الكبير الحديث، وانّ الله قد قضى حاجته، كما قيل.
(1006) عن بريدة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر كان قائلهم يقول: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنّا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية(1).
(1007) عن عبدالله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «انّ لله ملائكة سيّاحين في الاَرض يبلغوني من اُمّتي السلام»(2).

إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم
(1008) عن ابن عباس: لمّا مات إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: «انّ له مرضعاً في الجنة، ولو عاش لكان صدّيقاً نبيّاً...»(3).
أقول: نبيّنا صلى الله عليه وسلم خاتم الانبياء لا نبيّ بعده، عاش إبراهيم أو لم يعش لم يكن نبيّاً.

التناقض بين القرآن وحديث النبي صلى الله عليه وسلم
(1009) عن أسيد بن أبي أسيد، عن موسى بن أبي موسى الاشعري، عن أبيه: انّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الميت يعذّب ببكاء الحي، إذا قالوا: واعضُداه، واكاسياه، واناصراه، واجبلاه، ونحو هذا...».
قال أسيد: فقلت: سبحان الله، انّ الله يقول: (ولا تزِرُ وازِرةٌ وزْرَ أُخرى).
____________
(1) سنن ابن ماجة : 1547 كتاب الجنائز .
(2) سنن النسائي 3 : 43 .
(3) سنن ابن ماجة : 1511 كتاب الجنائز .

( 476 )
قال: ويحك أُحدثك أنّ أبا موسى حدّثني عن رسول الله، فترى انّ أبا موسى كذب على النبي صلى الله عليه وسلم، أو ترى أنّي كذبت على أبي موسى(1)?

قول عمر
(1010) عن عائشة:... وعمر في ناحية المسجد يقول: والله ما مات رسول الله ولا يموت حتّى يقطع أيدي أُناس من المنافقين كثير وأرجلهم(2).
أقول الحديث يدلّ على أنّ المنافقين بقوا ـ على كثرة ـ بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم لكنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن ليقطع أيديهم وأرجلهم، فهذا اشتباه ثان من عمر.
(1011) عن عمر بن الخطّاب: إنَّ آخر ما نزلت آية الربا، وإنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض ولم يفسِّرها لنا، فدعوا الرِّبا والرِّيبة(3).

أبو عبيدة حفّار غير موفق
(1012) عن ابن عباس: لمّا أرادوا أن يحفروا لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعثوا إلى أبي عبيدة الجراح ـ وكان يضرح كضريح أهل مكّة ـ وبعثوا إلى أبي طلحة ـ وكان هو الذي يحفر لاَهل المدينة، وكان يلحد ـ فبعثوا اليهما رسولين فقالوا: اللّهمّ خِر لرسولك(4) فوجدوا أبا طلحة، فجيء به ـ ولم يُوجَد أبو عبيدة ـ فلحد لرسول الله صلى الله عليه وسلم...
ونزل في حفرته علي بن أبي طالب، والفضل ابن عباس، وقثم أخوه، وشقران مولى رسول الله، وقال أوس بن خولي... لعلي بن أبي طالب أنشدك الله وحظّنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال له علي: انزل...(5)
____________
(1) سنن ابن ماجة : 1594 .
(2) سنن ابن ماجة : 1627كتاب الجنائز .
(3) سنن ابن ماجة: 2276 كتاب التجارات.
(4) أي اختر له ما فيه الخير ، كما قيل .
(5) سنن ابن ماجة : 1628 .

( 477 )
من يصبح جنباً وهو يريد الصوم
(1013) عن أبي هريرة: لا، وربّ الكعبة ما أنا قلت: من أصبح وهو جنب فليفطر، محمّد صلى الله عليه وسلم قاله(1).
وعن الصحيحين انّ أبا هريرة سمعه من الفضل.

نسيان ليلة القدر!
(1014) عن أبي سعيد الخدري قال: اعتكفنا مع رسول الله العشر الاوسط من رمضان، فقال: «انّي رأيت ليلة القدر فاُنسيتها، فالتمسوها في العشر الاَواخر في الوتر»(2).
أقول: الرواية مكذوبة موضوعة، فانّ الملائكة والروح تتنزّل في ليلة القدر من كلّ أمر، ولا يمكن أن يكون المنزّل عليه سوى الرسول صلى الله عليه وسلم، فهو من أول بعثته تنزل الملائكة عليه في ليلة القدر، فتأمّل فيه.

النبي صلى الله عليه وسلم يحب المغنيات
(1015) عن أنس: انّ النبي صلى الله عليه وسلم مرّ ببعض المدينة، فإذا هو بجوار يَضرِبنَ بدُفِّهنَّ ويتغنَّينَ ويقلن:

نحن جوار من بني النجار * يا حبذا محمّد من جار

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: الله يعلم انّي لاَُحبُّكُنَّ(3).
(1016) عن ابن عباس قال: انكحت عائشة ذات قرابة لها من الاَنصار، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «أهديتم الفتاة؟»(4).
قالوا: نعم.
____________
(1) سنن ابن ماجة : 1702 كتاب الصيام .
(2) سنن ابن ماجة : 1766 كتاب الصيام .
(3) سنن ابن ماجة : 1899 كتاب النكاح .
(4) أي ارسلتموها إلى بيت زوجها .

( 478 )
قال: ارسلتم معها من يغني؟
قالت: لا.
فقال: ان الانصار قوم فيهم غزل(1). فلو بعثتم من يقول: أتيناكم أتيناكم، فحيّانا وحيّاكم»(2).
(1017) عن مجاهد: كنت مع ابن عمر، فسمع صوت طبل، فأدخل اصبعيه في اُذنيه، ثم تنحى ـ حتى فعل ذلك ثلاث مرات ـ ثم قال: هكذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم(3).

الغناء وضرب الدف
(1018) عن أبي الحسين (اسمه خالد المدني) قال كنّا بالمدينة يوم عاشوراء والجواري يضربن بالدّف ويتغنّين، فدخلنا على الربيع... فقالت: دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم صبيحة عرسي وعندي جاريتان يتغنّيان وتندبان آبائي الذين قتلوا يوم بدر وتقولان فيما تقولان: وفينا نبيّ يعلم ما في غد.
فقال: «أمّا هذا فلا تقولوه، ما يعلم ما في غد إلاّ الله»(4).
أقول: ولا يبعد كون الدف يوم عاشوراء من وضع الامويين فرحاً بنصرتهم.

العزل
(1019) عن عمر: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعزل عن الحرّة إلاّ بإذنها(5).

هل ينكح المحرم
انظر الروايات المتعارضة بسنن ابن ماجة: 1964 و1965 و1966.
____________
(1) الغزل : اسم من المغازلة بمعنى محادثة النساء!
(2) سنن ابن ماجة : 1900 .
(3) سنن ابن ماجة : 1901 .
(4) سنن ابن ماجة : 1897 كتاب النكاح .
(5) سنن ابن ماجة : 1928 كتاب النكاح .

( 479 )
الشؤم واليُمن
(1020) عن مخمر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا شؤم، وقد يكون اليُمن في ثلاثة: في المرأة والفرس والدار»(1).
(1021) عن سالم، عن أبيه: انّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الشؤم في ثلاث: في الفرس والمرأة والدار»(2).
أقول: تفكّر واحكم!!!

بنكاح أول أو جديد؟
(1022) عن ابن عباس: انّ رسول الله ردّ ابنته على أبي العاص بن الربيع بعد سنتين بنكاحها الاَول(3).
(1023) عن عمر بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه: انّ رسول الله ردّ ابنته زينب على أبي العاص بن الربيع بنكاح جديد(4).
ومثل هذه التناقضات فضيحة للشريعة الاسلامية عند الناس، فلابدّ من تمحيص الاَحاديث على اساس جديد مخالف للنظام الرائج.

بناء التشريع الاسلامي
(1024) عن جُدامة بنت وهب قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «قد أردت أن انهي عن الغيال، فإذا فارس والروم يغيلون فلا يقتلون أولادهم»(5).
أقول: الغيل أن يجامع الرجل زوجته وهي ترضع. وخلاصة المعنى، انّه صلى الله عليه وسلم أراد تحريم الغيال بحسبان قتل الاَولاد، ثم توجّه إلى اشتباهه وخطئه فانصرف عنه، وهذا هو بناء التشريع عند هؤلاء الرواة والمحدّثين فيبطل
____________
(1) سنن ابن ماجة : 1993 كتاب النكاح .
(2) سنن ابن ماجة : 1995 .
(3) سنن ابن ماجة : 2009 .
(4) سنن ابن ماجة : 2010 .
(5) سنن ابن ماجة : 2011 أواخر كتاب النكاح .

( 480 )
الدين من اساسه نعوذ بالله منه، مع أنّ امرأة اُخرى روت عنه صلى الله عليه وسلم: «لا تقتلوا أولادكم سرّاً، فوالذي نفسي بيده انّ الغيل ليدرك الفارس على ظهر فرسه حتّى يصرعه»!(1).
غير مفهوم
(1025) عن كعب، عنه صلى الله عليه وسلم: «ومن قال: أنا خير من يونس بن متي فقد كذب».

فائدة لغوية
الولاية ـ بفتح الواو ـ: مصدر الولاء، وهي الربوبية، وبكسرها: الاِمارة (عن البخاري).

لا ضرر
(1026) عن عبادة بن الصامت: انّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى أن : «لا ضرر ولا ضرار»(2).
(1027) وعن ابن عباس: قال رسول الله: صلى الله عليه وسلم لا ضرر ولا ضرار»(3).

خصاصة وايثار
(1028) عن ابن عباس قال: أصاب نبي الله صلى الله عليه وسلم خصاصة، فبلغ ذلك عليّاً، فخرج يلتمس عملاً يصيب فيه شيئاً ليقيت به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتى بستاناً لرجل من اليهود، فاستقى له سبعة عشر دلواً، كلّ دلو بتمرة، فخيّره اليهودي من تمره سبع عشرة عجوة، فجاء بها إلى نبي الله(4).
____________
(1) سنن ابن ماجة : 2012 .
(2) سنن ابن ماجة : 2340 كتاب الاحكام.
(3) سنن ابن ماجة : 2341 .
(4) سنن ابن ماجة : 2446 كتاب الرهون .

( 481 )
(1029) عن أنس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لقد أُوذيت في الله وما يؤذى أحد، ولقد أُخفت في الله وما يخاف أحد، ولقد أتت عليَّ ثالثة وما لي ولبلال طعام يأكله ذو كبد، إلاّ ما وارى إبط بلال»(1).
قيل: أي أُذيت وأخفت ما أُوذي ويخاف أحد مثله، والاستثناء يدلّ على قلّة الطعام، بحيث يواريه بلال تحت ابطه.

ارث المرأة من الدية
(1030) عن سعيد بن المسيب: انّ عمر كان يقول: الدّية للعاقلة، ولا ترث المرأة من ديّة زوجها شيئاً، حتّى كتب إليه الضحّاك بن سفيان: انّ النبي صلى الله عليه وسلم ورَّث امرأة أشيم الضبابي من ديّة زوجها(2).

هل يقتل الحر بالعبد
فيه حديثان مختلفان(3).

حول الوصية
(1031) عن عائشة: ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم ديناراً ولا درهماً، ولا شاة ولا بعيراً، ولا أوصى بشيء(4).
أقول: إن أرادت نفي الايصاء في وقت خاص، فهو لا ينفى الايصاء في غير ذاك الوقت، وإن أرادت نفيه مطلقاً، فهو غير مقبول منها، لاَنّها لم تكن معه صلى الله عليه وسلم خارج البيت، ولا في البيت إلاّ ليلة من تسع، لكن عائشة اعتادت أن تتكلّم عن النبي صلى الله عليه وسلم كأنّها لم تفترق عنه ساعة أو تعلم الغيب،
____________
(1) سنن ابن ماجة : 151 المقدمة .
(2) سنن ابن ماجة : 2642 كتاب الديات.
(3) سنن ابن ماجة : 2663 ـ 2664 كتاب الديات .
(4) سنن ابن ماجة : 2695 .

( 482 )
وعلى كلّ قد ثبت ايصائه على ما مرّ.
(1032) عن أنس بن مالك قال: كانت عامّة وصيّة رسول الله حين حضرته الوفاة ـ وهو يغرغر بنفسه ـ: الصلاة، وما ملكت ايمانكم»(1).
والغرغرة: تردد الروح في الحلق.
(1033) عن طلحة قلت لعبدالله بن أوفى: أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء؟
قال: لا.
قلت: فكيف أمر المسلمين بالوصية؟
قال: أوصى بكتاب الله(2).
قال مالك:... قال الهزيل: أبو بكر كان يتأمّر علي وصيَّ رسول الله، ودّ أبو بكر انّه وجد من رسول الله عهداً، فخزم أنفه بخزام(3).
قيل في تفسيره: هل هو يتأمّر ويتكلّف بالامارة على علي إن كان هو وصيّاً.
(1034) عن علي: نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ ولا أقول: نهاكم ـ: عن لبس المعصفر(4).
(1035) عن عمرو بن الحرث: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ترك إلاّ بغلته الشهباء، وسلاحه، وأرضاً تركها صدقة(5).
____________
(1) سنن ابن ماجة : 2697 كتاب الوصايا.
(2) قلت : اشرنا فيما مضى انّ جواب ابن أوفى غلط لا يرتبط بالسؤال.
(3) سنن ابن ماجة : 2699 .
(4) سنن ابن ماجة : 3602 .
(5) سنن النسائي 6 : 229 .

( 483 )
أقول: وترك درعه مرهوناً عند يهودي كما ورد(1).
(1036) وعن عائشة قالت: توفّي رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس عنده أحد غيري، قالت: ودعا بطست(2).
أقول: سبحان الله من هذه الجرأة، هل يمكن أن لا يكون عنده أحد من زوجاته وأهل بيته لا سيّما فاطمة؟
يقول السندي في شرحه: ولا يخفى انّ هذا ـ الانخناث(3) لا يمنع الوصية قبل ذلك ولا يقتضي انّه مات فجأة بحيث لا تمكن منه الوصية ولا تتصور، فكيف وقد علم انّه صلى الله عليه وسلم علم بقرب أجله قبل المرض ثم مرض أياماً، نعم هو يوصي إلى علي بما إذا كان الكتاب والسنة، فالوصية بهما لا تختصّ بعلي، بل يعم المسلمين كلّهم(4).

المهدي
(1037) عن أبي هريرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم لطوّله الله عزّ وجلّ حتّى يملك رجل من أهل بيتي، يملك جبل الديلم والقسطنطنية»(5).

طاعة الامام
(1038) عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاع الامام فقد أطاعني، ومن عصى الامام
____________
(1) سنن النسائي 7: 303.
(2) سنن النسائي 6: 241.
(3) الانخناث: الانكسار والانثناء لاسترخاء الاَعضاء عند الموت. «انظر النهاية لابن الاثير 2: 82».
(4) سنن النسائي 6: 241.
(5) سنن ابن ماجة: 2779 كتاب الجهاد.

( 484 )
فقد عصاني»(1).

نظر عمر وابن عباس في استلام الحجر
(1039) عن عبدالله بن سرجس: رأيت الاَُصيلع عمر بن الخطاب يقبّل الحجر ويقول: انّي لاَقبّلك وانّي لاَعلم انّك حجر لا تضرّ ولا تنفع، ولولا انّي رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبّلك ما قبّلتك(2).
(1040) عن ابن عباس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليأتين هذا الحجر يوم القيامة وله عينان يبصر بهما ولسان ينطق به، يشهد على من يستلمه بحقّ»(3).
ورواه في سنن الترمذي بلفظ: «والله ليبعثه الله...»(4).

نظر النبي صلى الله عليه وسلم ونظر عمر في متعة الحج
انظر أحاديثه من رقم 2976 إلى 2982 من كتاب المناسك، وفي الحديث الاَخير: قال صلى الله عليه وسلم: «وما لي لا أغضب وأنا آمر أمراً فلا اُتبع»!

هل يجوز للمحرم أكل لحم حمار وحش
الاَحاديث فيه متضاربة متعارضة(5).

في حق عائشة
(1041) عن أبي موسى الاَشعري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلاّ مريم بنت عمران، وآسية امرأة فرعون، وإن
____________
(1) سنن ابن ماجة: 2859 كتاب الجهاد.
(2) سنن ابن ماجة: 2943.
(3) سنن ابن ماجة: 2944 كتاب المناسك.
(4) سنن الترمذي 1: 284.
(5) انظر سنن ابن ماجة: 3090 ـ 3093 كتاب المناسك.

( 485 )
فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام»(1).
أقول: يدلّ الحديث على انّ عائشة من الناقصات غير الكاملات، بل ربّما تشعر بعدم فضلها أيضاً إذ لا فضل للثريد على سائر الاطعمة شرعاً وطبّاً وطبعاً.
(1042) وعن أبي الدرداء: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سيد طعام أهل الدنيا وأهل الجنة اللحم»(2).
(1043) عن عائشة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الحلواء والعسل»(3).

زهده صلى الله عليه وسلم
(1044) عن ابن عباس: كان رسول الله يبيت الليالي المتتابعة طاوياً وأهله لا يجدون العشاء، وكان عامة خبزهم خبز الشعير(4).

التنفس في الاناء
(1045) عن ابن عباس: نهى رسول الله عن التنفّس في الاناء(5).
(1046) وعنه: انّ النبي شرب فتنفّس فيه مرّتين(6).
(1047) وعن انس: انّه كان يتنفّس في الاناء ثلاثاً. وزعم أنس أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتنفّس في الاناء ثلاثاً(7).
وربّما يدفع التناقض بما هو مخالف لنص الاَخيرين.
____________
(1) سنن ابن ماجة: 3280 كتاب الاطعمة.
(2) سنن ابن ماجة: 3303.
(3) سنن ابن ماجة: 3323.
(4) سنن ابن ماجة: 3347، ونقله الترمذي أيضاً 2: 276.
(5) سنن ابن ماجة: 3428 كتاب الاشربة.
(6) سنن ابن ماجة: 3417.
(7) سنن ابن ماجة: 3416.

( 486 )
اسماء الله
(1048) عن أبي هريرة: انّ لله تسعة وتسعين اسماً، مائة إلاّ واحداً، انّه وتر يحب الوتر، من حفظها دخل الجنة، وهي...(1) ثم ذكرها.
وقيل: لم يخرج أحد من الاَئمّة الستة عدد اسماء الله الحسنى من هذا الوجه ولا من غيره غير ابن ماجة والترمذي واسناد ابن ماجة ضعيف، لضعف عبدالملك بن محمّد.

عدم اجتماع الاُمّة على ضلالة
(1049) عن انس: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «انّ اُمّتي لا تجتمع على ضلالة، فإذا رأيتم اختلافاً فعليكم بالسواد الاعظم»(2).
أقول: مقتضى الاعتبار العقلي الرجوع إلى المحقّقين الاَفاضل منهم عند الاختلاف، وقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم: «ولن تزال طائفة من أُمتّي على الحق منصورين، لا يضرهم من خالفهم حتّى يأتي أمر الله عزّ وجلّ»(3).
قيل: نشأ هذا الاصطلاح (السواد الاعظم) في زمان معاوية!
ثم ان السواد الاَعظم غير العلماء، فالرواية لا تدلّ على حجّيّة اجماعهم.

اصل فساد الاَُمّة
(1050) عن ثوبان: انّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:... وإنّ ممّا أتخّوف على أُمّتي ائمّة مضلّين...»(4).
____________
(1) سنن ابن ماجة: 3861.
(2) سنن ابن ماجة: 3950 كتاب الفتن.
(3) سنن ابن ماجة: 3952.
(4) سنن ابن ماجة: 3952.

( 487 )
أقول: وصدقه محسوس من الصدر إلى يومنا هذا، وعمدة المانع من اتحاد المسلمين ونبذ الاستعمار والاستغلال وتطبيق الشريعة في البلاد الاسلامية هي الحكومات الظالمة الفاسقة الخائنة.

الاستلام للقاتل
(1051) عن أبي ذر ـ في حديث طويل ـ:... قلت: يا رسول الله، فان دخل بيتي؟ قال: «ان خشيت أن يبهرك شعاع السيف فألق طرف ردائك على وجهك، فيبوء باثمه واثمك...»(1).
أقول: التسليم للقاتل الباغي بلا وجه وتغطية الوجه حتّى يقتله ينافي وجوب الدفاع وموافق لبعض تعاليم النصارى، وعمل أبي ذر أيضاً ينافي هذا الحديث، فهو وضع اموي.
(1052) عن أبي سعيد الخدري: انّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قام خطيباً، فكان فيما قال: «ألا لا يمنعنَّ رجلاً هيبة الناس أن يقول بحقٍّ إذا علمه».
قال: فبكى أبو سعيد وقال: قد والله رأينا أشياء فهبنا(2).
فالحديث الاول موضوع على أبي ذر، ويدلّ على وضعه ما مرّ من شهادة من قتل دون ماله...

الفتنة بين المسلمين
(1053) عن عديسة بنت اهبان: لمّا جاء علي بن أبي طالب ههنا ـ البصرة ـ دخل على أبي، فقال: يا أبا مسلم ألا تعينني على هؤلاء القوم؟
قال: بلى... يا جارية أخرجي سيفي فأخرجت، فسلّ منه قدر شبر، فإذا هو خشب، فقال: انّ خليلي وابن عمّك صلى الله عليه وسلم عهد اليَّ إذا كانت
____________
(1) سنن ابن ماجة: 3958 كتاب الفتن.
(2) سنن ابن ماجة: 4007.

( 488 )
الفتنة بين المسلمين فأتّخذ سيفاً من خشب، فإن شئت خرجت معك.
قال: لا حاجة لي فيك ولا في سيفك(1).
أقول: انّ صحّت الرواية فقد أخطأ اهبان خطأً بيّناً، فان الطرفين المتحاربين قد يكونان كلاهما على باطل، وقد يكون أحدهما على باطل والآخر على حق. والاَوّل هو مورد الحديث الذي ادّعاه عن النبي الاكرم صلى الله عليه وسلم وهو مورد قوله صلى الله عليه وسلم: «القاتل والمقتول كلاهما في النار».
وأمّا الثاني، فيجب على المسلمين أعانة المحقّ على الباطل، لدلائل كثيرة كقوله تعالى: (فقاتلوا التي تبغي حتّى تفيء إلى أمر الله)(2)، ولوجوب اطاعة الامام ـ كما مرّ ـ ولخصوص ما ورد في حقّ علي ـ كما سبق ـ بل ولووجوب الاَمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

شك إبراهيم عليه السلام
(1054) عن أبي هريرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نحن أحقّ بالشكّ من إبراهيم إذ قال: (ربّ أرني كيف تحيي الموتى...)...»(3) .
أقول: لم يكن إبراهيم شاكاً ولا تدلّ عليه الآية الكريمة، والنبي صلى الله عليه وسلم أفضل وأكمل منه، فليس هو بأحقّ منه على فرض كونه شاكاً، فحديث ابي هريرة مردود إليه.

المهدي
(1055) عن عبدالله: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أقبل فتية من بني هاشم، فلمّا رآهم النبي صلى الله عليه وسلم اغرورقت عيناه وتغيّر لونه، فقلت: ما نزال
____________
(1) سنن ابن ماجة: 3960.
(2) الحجرات 49: 9.
(3) سنن ابن ماجة: 4026.

( 489 )
نرى في وجهك شيئاً نكرهه؟
فقال: «إنّا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا، وإنّ أهل بيتي سيلقون بعدي بلاءً وتشريداً وتطريداً، حتّى يأتي قوم من قبل المشرق معهم رايات سود... حتّى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي فيملؤها قسطاً كما ملؤوها جوراً، فمن أدرك ذلك منكم فلياتهم ولو حبواً على الثلج»(1).
الحبو: المشي على اليدين والركبتين.
(1056) عن أبي سعيد الخدري: انّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يكون في أمّتي المهدي، ان قصر فسبع، وإلاّ فتسع، فتنعم فيه أمّتي نعمة لم ينعموا مثلها قط تؤتى أكلّها ولا تدّخر منهم شيئاً، والمال يؤمئذ كدوس، فيقوم الرجل فيقول: يا مهدي أعطني، فيقول: خذ»(2).
كدوس: أي مجموع كثير.
(1057) عن ثوبان: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يقتل عند كنزكم ثلاثة، كلّهم ابن خليفة... فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبواً على الثلج، فانّه خليفة الله المهدي»(3).
(1058) عن علي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المهدي منّا أهل البيت، يصلحه الله في ليلة»(4).
(1059) عن سعيد بن المسيب قال: كنّا عند أُم سلمة فتذاكرنا المهدي، فقالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «المهدي من ولد فاطمة»(5).
____________
(1) سنن ابن ماجة : 4082 كتاب الفتن .
(2) سنن ابن ماجة : 4093 .
(3) سنن ابن ماجة : 4084 .
(4) سنن ابن ماجة : 4085 .
(5) سنن ابن ماجة : 4086 .

( 490 )
(1060) عن انس: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «نحن ولد عبدالمطلب سادة أهل الجنة، أنا وحمزة وعلي وجعفر والحسن والحسين والمهدي»(1).
(1061) عن عبدالله بن الحارث: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يخرج ناس من المشرق فيوطِّئون للمهدي» يعني سلطانه(2).
أقول: وإليك ما نقله الترمذي في جامعه في ذلك:
(1062) عن عبدالله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تذهب الدنيا حتّى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطىء اسمه اسمي»(3).
(1063) وعنه أيضاً: «يلي رجل من أهل بيتي يواطىء اسمه اسمي. المصدر.
(1064) عن أبي هريرة: لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوماً لطوّل الله ذلك اليوم حتّى يلي.
(1065) عن أبي سعيد الخدري:... فقال صلى الله عليه وسلم: «انّ في أُمّتي المهدي، يخرج يعيش خمساً أو سبعاً أو تسعاً» زيد الشاك.
قال: قلنا: وما ذاك؟
قال: «سنين».
قال: «فيجيء إليه الرجل فيقول: يا مهدي أعطني أعطني» قال: «فيحثي له في ثوبه ما استطاع أن يحمله» المصدر.

بيت علي وفاطمة
(1066) عن علي: انّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى عليّاً وفاطمة وهما في خميل
____________
(1) سنن ابن ماجة : 4087 .
(2) سنن ابن ماجة : 4088.
(3) سنن الترمذي 2 : 247 .

( 491 )
لهما (والخميل: القطيفة البيضاء من الصوف) ـ قد كان رسول الله جهّزهما بها ووسادة محشوة اذخراً وقربة(1).
(1067) عن الحارث، عن علي قال: اُهديت ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم اليَّ، فما كان في فراشنا ليلة أُهديت إلاّ مسك كبش(2).

ضجاع الرسول الاَكرم صلى الله عليه وسلم وأكله
(1068) عن عائشة: كان ضجاع رسول الله أدّماً حشوه ليف(3).
قيل: الضجاع كالفراش لفظاً ومعنىً. وأدَماً ـ بفتحتين ـ: جمع أديم، بمعنى الجلد المدبوغ. والليف: قشر النخل.
(1069) عن عتبة:... لقد رأيتني سابع سبعة مع رسول الله ما لنا طعام نأكله إلاّ ورق الشجر، حتّى قرحت اشداقنا(4).

التقوى شرط قبول العمل
(1070) عن ثوبان، عن النبي، انّه قال: «لاَعلمنَّ أقواماً من أمّتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة، بيضاء، فيجعلها الله عزّ وجلّ هباء منثوراً».
قال ثوبان: يا رسول الله، صفهم لنا، جلِّهم لنا، أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم.
قال: «أما إنّهم إخوانكم ومن جلدتكم، ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنّهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها»(5).
اللّهمّ وفّقنا لاجتناب محارمك، واجعلنا من المتّقين.
____________
(1) سنن ابن ماجة : 4152 كتاب الزهد .
(2) سنن ابن ماجة : 4154 .
(3) سنن ابن ماجة : 4151 .
(4) سنن ابن ماجة : 4156 .
(5) سنن ابن ماجة : 4245 .

( 492 )
نسمة المؤمن
(1071) عن أبي سفيان، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا دخل الميت القبر، مثِّلت الشمس عند غروبها، فيجلس يمسح عينيه ويقول: دعوني أُصلِّي»(1).

العاطفة والعقاب
(1072) عن ابن عمر: كنّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض غزواته... وامرأة تحصب تنورها ومعها ابن لها، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت أنت رسول الله؟
قال: «نعم».
قالت: بأبي أنت وأُمّي، أليس الله بأرحم الراحمين؟
قال: «بلى».
قالت: أوَليس الله بأرحم بعباده من الاَُمِّ بولدها؟
قال: «بلى».
قالت: فانّ الاُمّ لا تُلقي ولدها في النار.
فأكبَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يبكي، ثم رفع رأسه فقال: «انّ الله لا يعذّب من عباده إلاّ المارد المتمرّد، الذي يتمرّد على الله وأبى أن يقول: لا إله إلاّ الله»(2).
أقول: رحمته تعالى ليست كرحمتنا من رقة القلب. والظاهر انّ بكاءه صلى الله عليه وسلم لاقناعها، وان كان السبب هو عذاب الله للعصاة.

التوالد في الجنة
(1073) عن أبي سعيد الخدري: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المؤمن إذا اشتهى الولد في الجنة كان حمله ووضعه في ساعة واحدة كما يشتهي»(3).
أقول: الحديث غريب ليس في الكتاب والسنّة ذكر عن هذه المسألة، وهو شيء مجهول.
____________
(1) سنن ابن ماجة: 4272 كتاب الزهد.
(2) سنن ابن ماجة : 4297.
(3) سنن ابن ماجة: 4338.