(71)
الغزليين ، وكان يذهب مذهب عمر بن أبي ربيعة لا يتجاوز الغزل إلى المديح ولا الهجاء ، وكان يهوى عائشة بنت طلحة بن عبيدالله ويشبب بها (1) .
     7 ـ حج الحارث بن خالد المخزومي بالناس ، وحجت عائشة بنت طلحة عامئذٍ ، وكان يهواها ، فأرسلت إليه أخر الصلاة حتى أفرغ من طوافي ، فأمر المؤذنين فأخّروا الصلاة حتى فرغت من طوافها ، ثم أقيمت الصلاة فصلى بالناس ، وأنكر أهل الموسم ذلك من فعله وأعظموه (2) .
     8 ـ لما أن قدمت عائشة بنت طلحة أرسل إليها الحارث بن خالد ـ وهو أمير على مكة ـ أني أريد السلام عليك ، فإذا خف عليك أذنت ، وكان الرسول الغريض ، فقالت له : أنا حرم فإذا أحللنا إذناك . فلما أحلت سرت على بغلاتها ، ولحقها الغريض بعسفان أو قريب منه ، ومعه كتاب الحارث إليها : ما ضركم لو قلتم سددا ... .
     فلما قرأت الكتاب قالت: ما يدع الحارث باطله ، ثم قالت للغريض: هل أحدثت شيئا ؟ قال : نعم فاستمعي ، ثم اندفع يغني في هذا الشعر ، فقالت عائشة : والله ما قلنا إلا سددا ، ولا أردنا إلا أن نشتري لسانه ، وأتى على الشعر كله ، فاستحسنته عائشة وأمرت له بخمسة آلاف درهم وأثواب ، وقالت: زدني ، فغناها في قول الحارث بن خالد أيضا ... (3) .
     9 ـ نظر ابن أبي ذئب إلى عائشة بنت طلحة تطوف بالبيت ، فقال لها : من أنت ؟ فقالت:
من اللاءِ لم يحجبن يبغين حسبة ولكـن ليقتلن البريء المغفـلا

(1) الأغاني 3 : 309 .
(2) المصدر السابق : 315 .
(3) المصدر السابق : 317 .

(72)
     فقال لها : صان الله ذلك الوجه عن النار ، فقيل له : أفتتنتك أبا عبدالله ؟
     قال : لا ، ولكن الحسن مرحوم (1) .
     ولا نريد التعليق على هذه الرواية ، بل نترك الأمر إلى القارىء ليحكم بنفسه .
فاطمة بنت عبدالملك بن مروان
     قال عمر بن أبي ربيعة فيها :
كـدت يوم الرحيل أقضي حياتي لا أطيق الكلام من شـدة الخـو ذرفت عينها وفـاضـت عيوني ليـتني مت قبـل يـوم الرحـيل ف ودمعي يسـيل كـل مسـيل وكـلانا يـلفي بلب أصـيل (2)
     وفي قصة طويلة ذكرها أبوالفرج الأصفهاني ، أنها كانت ترسل جاريتها إليه ليأتي عندها ، فيغازلها ، ويتشبب بها ، ويبادلها الحديث وتبادله ، حتى شغف بها ، وطلب ملابسها التي تلي جسدها ، فأعطته ما أراد ، فزاده ذلك شغفا ، وظل يتابعها ليل نهار ، حتى قال فيها :
ضاق الغداة بحاجتي صدري ذكرت فـاطمة التـي عـلقتها ويئست بـعد تـقارب الأمر عرضا فيا لـحوادث الدهر (3)
الثريا بنت علي بن عبدالله بن الحارث
     قال فيها عمر بن أبي ربيعة حين تزوجت رجلا اسمه سهيل :
أيـها المنكح الثـريا سـهيلا عـمرك الله كيف يـجتمعان

(1) العقد الفريد 7 : 102 .
(2) تاريخ آداب اللغة العربية 1 : 282 .
(3) الأغاني 1 : 199 .

(73)
هي شامية إذا مـا اسـتقلت وسهيل إذا استقل يماني (1)
رملة بنت عبدالله بن خلف أخت طلحة الطلحات
     وقد شبب بها عمر بن أبي ربيعة في شعر مذكور في الأغاني فليراجع (2) .
عاتكة بنت معاوية بن أبي سفيان
     وقد شبب بها أبو دهبل الجمحي ، حيث جاءت للحج فنزلت بذي طوى من مكة ، وقد اشتد الحر فأمرت جواريها فرفعن الستر ، فمر أبو دهبل فرأها وهي لا تعلم ، فما رأته ينظر إليها غضبت وشتمته وأمرت بارخاء الستر ، فقال أبو دهبل في ذلك:
إنــي دعاني الحين فاقتادني يا حسـنه إذ سـبني مـدبرا حتى رأيت الـظـبي بالباب مسـتتـرا عـني بـجلباب
     وأنشد أبو دهبل هذه الأبيات لبعض إخوانه ، فشاعت وغنى بها المغنون ، فبلغت عاتكة ، فبعثت إليه بكسوة وجرت الرسل بينهما ، فلما صدرت عن مكة خرج معها إلى الشام ، فلما دخلت دمشق « جيرون » انقطعت عن لقائه في دمشق ، فنظم في ذلك قصيدة مطلعها :
طال ليلي وبت كالمحزون ومللت الثواء في جيرون (3)
رملة بنت معاوية بن أبي سفيان
     شبب عبد الرحمن بن حسان برملة بنت معاوية ، فقال :
(1) تاريخ آداب اللغة العربية 1 : 282 .
(2) الأغاني 1 : 218 و 221 .
(3) تاريخ آداب اللغة العربية 1 : 284 .

(74)
رمل هل تذكرين يـوم غـزال إذ تقولين عمـرك الله هل شي أم هل أطـمعت منكم بابن حسا إذ قـطعنا مسـيرنا بـالتمني ء وإن جل سوف يسليك عني ن كما قد أراك أطمعت مني (1)
عاتكة بنت عبدالله بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان
     قال الاصفهاني :
     عاتكة التي يشبب بها الأحوص ، عاتكة بنت عبدالله بن يزيد بن معاوية (2) .
زينب بنت عكرمة بن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام
     كان ابن رهيمة يشبب بها ، ويغني يونس بشعره فافتضحت بذلك ، فاستعدى عليه أخوها هشام بن عبدالملك فأمر بضربه خمسمئة سوط ، وأن يباح دمه إن وجد قد عاد لذكرها ، وأن يفعل ذلك بكل من غنى في شيء من شعره ، فهرب هو ويونس (3) .
زينب بنت يوسف بن الحكم أخت الحجاج بن يوسف الثقفي
     شبب ابن نمير الثقفي بزينب بنت يوسف بن الحكم ، فكان الحجاج يتهدده ويقول : لولا أن يقول قائل صدق لقطعت لسانه ، فهرب إلى اليمن (4) .
سعدى بنت عبدالرحمن بن عوف
     شبب بها عمر بن أبي ربيعة فقال :
(1) الأغاني 15 : 103 .
(2) الأغاني 21 : 112 .
(3) الأغاني 4 : 397 .
(4) الأغاني 6 : 209 .

(75)
قـالـت سعيدة والدموع ذوارف ليت المـغـيري الذي لم أجزه كانت تـرد لنا المـنى أيـامنا أسعـيد ما ماء الفـرات وطيبه بألذ مـنك وإن نـأيت وقلـما منها علـى الخدين والجـلباب فيما أطـال تصيدي وطـلابي إذ لا نـلام على هوى وتصابي مني على ظـمأ وحـب شراب يرعـى النساء أمانـة الغياب (1)

هند بنت كنانة بن عبدالرحمن بن نضلة بن صفوان بن أمية
     كان ابن محرز أحسن الناس غناء ، فمر بهند بنت كنانة ، فسألته أن يجلس لها ولصواحب لها ، ففعل وقال : أغنيكن صوتا أمرني الحارث بن خالد بن العاص أن أغنيه ... (2) .
سعدى بنت سعيد بن عمرو بن عثمان
     كان الوليد بن يزيد بن عبدالملك يتعشق سعدى بنت سعيد بن عمرو ابن عثمان فقال فيها :
أسـعدى مـا إليك لنـا سـبيل بـلى ولعـل دهـرا أن يؤاتـي ولا حـتى القـيامة مـن تـلاق بموت مـن حلـيلك أو فـراق (3)

     كما أن الوليد بن يزيد كان يتعشق سلمى بنت سعيد بن عمرو بن عثمان كذلك ، فقال فيها :
شـاع شعري في سليمى وظهر وتــهادته الغـوانـي بـينها ورواه كــل بـدو وحـضـر وتــغنين بـه حـتى انـتشر

(1) الأغاني 17 : 161 و 162 .
(2) الأغاني 1 : 366 ، وراجع أيضا 3 : 372 .
(3) العقد الفريد لا بن عبد ربه 7 : 186 .

(76)
لو رأيـنا من سـليمى أثـرا واتـخذناها إمـاما مـرتضى إنــما بـنت سـعيد قـمـر ولكـانت حـجنا والمـعتمر هل حرجنا أن سجدنا للقمر (1)
أم البنين زوج الوليد بن عبدالملك
     دخلت عزة صاحبة كثير على أم البنين زوج عبدالملك بن مروان (2) ، فقالت لها : أخبريني عن قول كثير :
قضى كل ذي دين فوفى غـريمه وعزة ممطول مـعنى غـريمها
     ما هذا الدين الذي طلبك به ؟ قالت: وعدته بقبلة فتحرجت منها ، قالت: أنجزيها وعلي إثمها (3) .
     وروى أبوالفرج الإصفهاني أن وضاحا كان يهوى امرأة من كندة يقال لها : روضة ، فلما اشتهر أمره معها ، خطبها فلم يزوجها ، وزوجت غيره ، فمكثت مدة طويلة .. ثم شبب بأم البنين بنت عبدالعزيز بن مروان زوجة الوليد بن عبد الملك ، فقتله الوليد لذلك (4) .
زينب بنت سليمان بن علي
     ذكر ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان أن حماد عجرد كان يتغزل في زينب بنت سليمان بن علي ، على لسان محمد بن أبي العباس السفاح ، وكان عشقها ، ثم خطبها فمنعت منه ، فصار يتغزل فيها ، وحماد ينظم له
(1) العقد الفريد 7 : 186 .
(2) كذا في المصدر . والصواب زوج الوليد بن عبدالملك .
(3) العقد الفريد 7 : 134 .
(4) الأغاني 6 : 225 .

(77)
الشعر على لسانه ، فبلغ ذلك أخاها محمد بن سليمان فغصب . واتفقت وفاة محمد ، فطلب ابن سليمان حمادا فتغيب منه ، ثم بلغه أنه هجاه بأبيات منها :
جداك جـدان لم تعب بـهما وإنما العيب منك في البدن (1)
عائشة بنت المهدي العباسي
     قال ابن عبد ربه الأندلسي : خرج رسول عائشة بنت المهدي ـ وكانت شاعرة ـ إلى الشعراء ، فيهم صريع الغواني فقال : تقرؤكم سيدتي السلام ، وتقول لكم : من أجاز هذا البيت فله مئة دينار ، فقالوا : هاته ، فأنشدهم:
أنيلي نوالا وجـودي لنـا فـقد بلغت نفسي الترقوه
فقال صريع:
وإنـي كـالدلـو في حـبكـم هويت إذ انقطعت عرقوه (2)
ولادة بنت المستكفي الخليفة الأموي في الأندلس
     كتبت على تاجها :
أنــا ولله أصـلـح للـمعالي وأمكن عاشـقي من لثم ثـغري وأمشي مشيتي وأتيـه تيهـا وأعطي قبلتي من يشتهيها (3)
     ولا نريد أن نسرد أكثر من هذه الشواهد ، فقد أعرضنا عن كثير مراعاة لحرمة قرائنا الكرام من أن نشين أسماعهم بعبث نساء هؤلاء ، ومجون شعرائهم ، وهذا فيما كتب ، وما خفي كان أعظم ، وقد توخينا في عرضنا هذا إلى الأسباب والدوافع التي دفعت هؤلاء المؤرخين من بني مروان ، كأبي
(1) لسان الميزان 2 : 426 رقم 2942 في ترجمة حماد عجرد .
(2) العقد الفريد 6 : 197 .
(3) شرح رسالة ابن زيدون بهامش شرح لامية العجم 1 : 11 ، عنه « سكينة بنت الحسين » للمقرم : 60 .

(78)
الفرج الإصفهاني صاحب الأغاني ، الذي استعرض أقاصيص وموضوعات حياة سكينة بنت الحسين عليهما السلام ، وما أخذه من آل الزبير من اختلاق هذه الأكاذيب ، كالزبير بن بكار ، ومصعب الزبيري وأمثالهم ، الذين ما فتؤوا من التحري عما يشين البيت العلوي ، دفعا لما ابتلي به أسلافهم من النساء كسكينة بنت خالد الزبيرية ، وعائشة بنت طلحة بن عبيدالله زوج مصعب بن الزبير ، وغيرهن من اللواتي ملئت صحائف تاريخهن بفضائح العبث ، ومجالس الغزل والغناء ، وما اشتهر عن عاتكة بنت معاوية ، وأم البنين بنت عبدالعزيز زوجة الوليد بن عبدالملك ، وسعدى بنت عبدالرحمن بن عوف ، وأمثالهن من اللواتي آثرن حياة اللهو والغناء .
     ومقابل هذا يرفل آل علي بقداسة الوحي ، وطهارة النبوة ، وهم المنافسون الأقوياء لأولئك الأمويين الذين سفكوا الدماء من أجل الإبقاء على دست الحكم ، والزبيريين الذين هتكوا الحرمات من أجل المنصب كذلك ، فمتى يستقيم لهؤلاء أمر ولا تزال الأمة تنظر إلى العلويين بكل إجلال وقداسة ؟ من هنا أمكننا معرفة الدوافع السياسية لاختلاق قصة سكينة بنت الحسين ، وإقحامها ملاحم اللهو الأموي والترف الزبيري .
سكينة وابن سريج
     روى أبو الفرج الإصفهاني قال : أخبرني الحسين بن يحيى ، عن حماد ، عن أبيه ، عن مصعب الزبيري قال : حدثني شيخ من المكيين قال :
     كان ابن سريج قد أصابته الريح الخبيثة وآلى يمينا ألا يغني ، ونسك ولزم المسجد الحرام حتى عوفي ، ثم خرج وفيه بقية من العلة فأتى قبر النبي وموضع الصلاة ، فلما قدم المدينة نزل على بعض إخوانه من أهل النسك


(79)
والقراءة ، فكان أهل الغناء يأتونه مسلمين عليه فلا يأذن لهم بالجلوس والمحادثة ، فأقام بالمدينة حولا حتى لم يحس علته بشيء وأراد الشخوص إلى مكة ، وبلغ ذلك سكينة بنت الحسين فاغتمت اغتماما شديدا وضاقت به ذرعا ، وكان أشعب يخدمها ، وكانت تأنس بمضاحكته ونوادره وقالت لأشعب : ويلك أن ابن سريج شاخص! وقد دخل المدينة منذ حول ولم أسمع غناءه قليلا ولا كثيرا ، ويعز ذلك علي ، فكيف الحيلة في الاستماع منه ولو صوتا واحدا ؟
     فقال لها أشعب : جعلت فداك وأنى لك بذلك والرجل اليوم زاهد ولا حيلة فيه ، فارفعي طمعك والحسي تورك تنفعك حلاوة فمك . فأمرت بعض جواريها فوطئن بطنه حتى كادت تخرج أمعاؤه ، وخنقته حتى كادت نفسه أن تتلف ، ثم أمرت به فسحب على وجهه حتى أخرج من الدار إخراجا عنيفا ، فخرج على أسوأ الحالات ، واغتم أشعب غما شديدا وندم على ممازحتها في وقت لم ينبغ له ذلك ، فأتى منزل ابن سريج ليلا فطرقه فقيل : من هذا ؟ فقال : أشعب ، ففتحوا له فرأى على وجهه ولحيته التراب والدم سائلا من أنفه وجبهته على لحيته, وثيابه ممزقة وبطنه وصدره وحلقه قد عصرها الدوس والخنق ومات الدم فيها ، فنظر ابن سريج إلى منظر فظيع هاله وراعه فقال له : ما هذا ويحك ؟! فقص عليه القصة ، فقال ابن سريج : إنا لله وإنا إليه راجعون ، ماذا نزل بك والحمدلله الذي سلم نفسك لا تعودن إلى هذه أبدا .
     قال أشعب : فديتك هي مولاتي ولا بد لي منها ، ولكن هل لك حيلة في أن تصير إليها وتغنيها فيكون ذلك سببا لرضاها عني ؟ قال ابن سريج : كلا


(80)
والله لا يكون ذلك أبدا بعد أن تركته .
     قال أشعب : قطعت أملي ورفعت رزقي وتركتني حيران بالمدينة لا يقبلني أحد ، وهي ساخطة علي فالله الله في ، أنا أنشدك الله ألا تحملت هذا الإثم فيّ .
     فأبى عليه ، فلما رأى أشعب أن عزم ابن سريج قد تم على الامتناع ، قال في نفسه : لا حيلة لي وهذا خارج وإن خرج هلكت ، فصرخ صرخة أذن أهل المدينة لها ، ونبه الجيران من رقادهم ، وأقام الناس من فرشهم ، ثم سكت فلم يدر الناس ما القصة عند خفوت الصوت بعد أن قد راعهم ، فقال له ابن سريج : ويلك ما هذا ؟ قال : لئن لم تصر معي إليها لأصرخن صرخة أخرى لا يبقى إلا صار بالباب ، ثم لأفتحنه ولأريهم ما بي ، ولأعلمنهم كذا وكذا ...
     فلما رأى ابن سريج الجد منه قال لصاحبه : ويحك أما ترى ما وقعنا فيه ـ وكان صاحبه الذي نزل عنده ناسكا ـ فقال : لا أدري ما أقول ... نزل بنا من هذا الخبيث ... إلى أن قال : فوقع ابن سريج فيما لا حيلة له فيه .
     فقال : امضي لا بارك الله فيك ، فمضى معه فلما صار إلى باب سكينة قرع الباب فقيل : من هذا ؟ فقال : أشعب ... إلى أن قال : ثم أندفع يغني :
أستعين الذي يكفيه نفعي ورجائي على التي قتلتني
     فقالت له سكينة : فهل عندك يا عبيد من صبر ، ثم أخرجت دملجا من ذهب كان في عضدها وزنه أربعون مثقالا فرمت به إليه (1) ... إلى آخر القصة ، وهي طويلة الذيل اقتصرنا على مورد الحاجة .
(1) الأغاني 17 : 45 ـ 51 .