وهو مصرع الصادق عليه السلام ما لي أرى أرباب الإيمان في غفلة ساهين ، وأصحاب الأديان عما يراد بهم غافلين ، وبزهوة دني الدنيا لاهين ، وعلى نمارق غرورها متّكئين ، وفي سرر بهجتها راقدين ، ولمعانقة خودها (1) طالبين ، وعن سلوك مناهج الآخرة قاعدين ، وفي السعي لتحصيلها متوانين ، وعن نعيمها الدائم عمين ؟! ما هذا شأن العاقلين ، ولا من عادة العارفين ، ويحهم أما كانوا بالنصوص سامعين ، أم سمعوا وما كانوا موقنين ، فأقسم بديّان الدين وبارئ الخلائق أجمعين ، إنهم عن ذلك لمسؤولون ، وعلى القطمير والقنطار لمحاسبون ، وإنهم إلى الآخرة لصائرون ، وبالعبور على جسر جهنم لمكلّفون . فتزوّدوا أيها المسافر ، فالطريق بعيد ، وتفقّه أيها المتاجر لئلا ترتطم في بحار التفنيد ، وانظر بعين بصيرتك تكن بصيرا ، وصفّ مورد سريرتك تكن محبورا ، واكتم أيها العاشق فمحبوبك كتوم ، ومت بهواك أيها الوامق فالرقيب نموم ، وخذ قول النبي المجيد ، واقتد بالعاشق الوحيد ، فقد أوضح لك الطريق ، وأوقفك على جادة التحقيق ، بقوله في كلامه المرويّ في صحيح الأسانيد : « من عشق فكتم فمات فهو شهيد » (2) . ____________ (1) الخود : الشابة الناعمة الحسنة الخَلق ، جمعه خود وخَودات . (2) تاريخ بغداد : 11 : 297 عن ابن عباس ، وفيه : « وعفّ فمات » . كنز العمال : 3 : 372 | 6999 عن عائشة ، وح 7000 خطيب عن ابن عباس ، و 4 : 420 |11203 خطيب عن ابن عباس . ويك ، أتدّعي المحبة وتسلك غير طريق المحبوب ؟ وتزيّن قامتك بخلع الرغبة وأنت بعيد عن المطلوب ، جاف جنبك عن فراش الهناء إن كنت طامعا في اللقاء ، وأنزح بقلبك عن مواطن القلى إن رمت الوصال في الحمى ، أترى المحبوب زائرك وأنت مرقوب ؟ وتتمنى الإستراحة بقربه وقلبك بهوى غيره متعوب ؟ ألم يرفع لك أعلام الهداية الواضحة ، ويوقفك على نجوم الدراية اللائحة ؟ فما حجتك في التواني ؟ وما وسائلك في ترك القرب والتداني ؟ ألم يبلّغك على لسان النبي الأواه : ( قل [ إن كنتم تحبون الله فـ ] اتبعوني يحببكم الله ) (1) ؟ ألم يعرّفك شأن العشاق بلا اشتباه بقوله : ( الذين آمنوا أشدّ حبا لله ) (2) ؟ فدونك الرفيق فقد أمن الطريق ، وقد وقفت على التحقيق ، فإياك والتعويق ، الطريق محمد وآله ، ومتابعة دين الحق ورجاله ، فهم سرّ الله المخزون ، وأولياؤه المقربون ، وهم الكاف والنون ، إلى الله يدعون ، وعنه يقولون ، وبأمره يعملون ، وفي ذلك سر مصون ، ومن أنكر ذلك فهو شقيّ ملعون ، فكلما في الذكر الحكيم ، والكلام القديم ، من آية تذكر فيها العين والوجه واليد والجنب والحقّ والصراط ، فهم هم ، لأنّ ظاهرهم باطن الصفات ، وهم السرّ المستودع في الكلمات ، أما سمعت قول النبي الهادي صلى الله عليه وآله : « إن لله أعينا وأيادي » . فهم الجنب العليّ ، والوجه الرضي ، والمثل الرويّ ، والصراط السويّ ، والوسيلة إلى الله ، والوصلة إلى عفوه ورضاه ، فهم عين الأحد ، فلا يقاس بهم من الخلق أحد ، وهم خاصة الله وخالصته ، وسرّ الديان وكلمته . ____________ = البداية والنهاية : 11 : 125 ، الجامع الصغير للسيوطي : 2 : 263 |8853 ، سبل الرشاد والهدى للصالحي الشامي : 12 : 93 باب 39 ، فيض القدير : 6 : 232 | 8852 ، شرح النهج لابن أبي الحديد : 20 : 233 . (1) سورة آل عمران : 3 : 31 . (2) سورة البقرة : 2 : 165 .
عد يا قلب إلى هواك الراسخ ، ودع عنك لمع البرق اللائح ، وانفرد فليس الجمع من حزبك ، ( يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك ) (1) ، أنّى للمعدم واللذات ، وأنّى للعليل وعناق الغانيات ؟ كيف يستر قلب من أصيب بهداته ، وحطم الدهر نواجم لذّاته ؟ أبعد مصاب الإمام الناطق للقلب سرور ؟ وبعد قتل الحجة الصادق يتهنّى المحب بحبور ؟ هيهات ما ذلك شأن الموالين ، بل هو فعل القالين . فحسبــي إذ شطّت بكم غربة النـوى * عـلاج نحــول لا يكــاد يحــول أروم بمعتــلّ الصبــائر غلتــي * وأعجــب ما يشفى الغليــل عليـل لعل الصبــا إن شطّت الدار أو نـأى * مثالكـم أو عــزّ منــك مثـيــل أحيّي الحيا إن صاب من صوب أرضكم * يباريه مـن مــرّ النسيــم رميــل تمرّ بنا في الليل وهنـاً عســى بهـا * يداوى علـيــل أو يـبـلّ غليــل سرى وبريق الثغـر وهنــاً كأنّمــا * لديّ بريــق الثغــر منــك يذيـل وأنشــأ شمــال الغور لي منك نشأة * غشــاه بمعتـلّ الشمــال شمــول أمتهمة قلبـي مـع البيــن سلــوة * ومتهمـة فـي الركــب ليس تــؤل روي في كتاب الراوندي عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال : « علمنا غابر ومزبور ، ونكت في القلوب ، ونقر في الأسماع ، وعندنا الجفر الأبيض والجفر الأحمر ، أما الجفر الأبيض فهو التوراة ، وأما الجفر الأحمر فهو سلاح رسول ____________ (1) سورة الفجر 89 : 28 . الله صلى الله عليه وآله ، وعندنا مصحف فاطمة وهو علم ما يكون من الحوادث واسم من يملّك منّا إلى يوم القيامة ، وعندنا الجامعة وهي ما يحتاج الناس إليه من أمور دينهم ، وعندنا الصحيفة وفيها اسم مَن وُلد ومن يولد إلى يوم القيامة ، ذلك فضل الله علينا وعلى الناس ولكنّ أكثر الناس لا يشكرون » (1) . وروي في كتاب المجالس أنّ مولد الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام كان يوم الاثنين سابع [ عشر ] ربيع الأول سنة ثلاث وثمانين من الهجرة (2) . ____________ (1) رواه الراوندي في الخرائج : 2 : 894 قال : وكان عليه السلام يقول : « علمنا غابر ومزبور ونكت في القلوب ونقر في الأسماع ، وإن عندنا الجفر الأحمر والجفر الأبيض ومصحف فاطمة عليها السلام ، وإن عندنا الجامعة التي فيها جميع ما يحتاج الناس إليه » . فسئل عن تفسيرها فقال : « أما الغابر فالعلم بما يكون ، وأما المزبور فالعلم بما كان ، وأما النكت في القوب فالإلهام ، والنقر في الأسماع حديث الملائكة نسمع كلامهم ولانرى أشخاصهم ، وأما الجفر الأحمر فوعاء فيه سلاح رسول الله صلى الله عليه وآله ولن يخرج حتى يقوم قائمنا أهل البيت ، وأما الجفر الأبيض فوعاء فيه توراة موسى وإنجيل عيسى وزبور داود ، وفيها كتب الله الأولى ، وأما مصحف فاطمة ففيه ما يكون من حادث واسماء كلّ من يملك إلى أن تقوم الساعة ، وأما الجامعة فهي كتاب طوله سبعون ذراعا إملاء رسول الله صلى الله عليه وآله من فلق فيه وخطّ علي بن أبي طالب بيده ، فيه والله جميع ما يحتاج الناس إليه إلى يوم القيامة ، حتى أرش الخدش والجلدة ونصف الجلدة » . وقال : « ألواح موسى عندنا ، وعصا موسى عندنا ، ونحن ورثة النبيين ، حديثي حديث أبي ، وحديث أبي حديث جدّي ، وحديث جدّي حديث علي بن أبي طالب ، وحديث علي حديث رسول الله ، وحديث الله قول الله عزوجل » . ورواه الكليني في الكافي : 1 : 264 ح 3 وص 239 ح 1 من باب فيه ذكر الصحيفة والجفر والجامعة ومصحف فاطمة عليها السلام من كتاب الحجة ، والصفار في بصائر الدرجات : ص 151 ح 3 من الباب 14 وأحاديث قبله وبعده ، والمفيد في الإرشاد : 2 : 186 ، والطبرسي في الاحتجاج : 2 : 294 برقم 246 ، والإربلي في كشف الغمة : 2 : 381 ، وابن شهر آشوب في المناقب : 4 : 298 في معالي أموره عليه السلام . (2) ورواه ـ مقتصرا على سنة الولادة ـ الكليني في الكافي : 1 : 472 ، وابن الخشاب في مواليد وروي أيضا في كتاب النوادر يرفعه إلى عبدالعظيم [ بن عبدالله ] الحسني قال : دخل عمر [ و ] بن عبيد البصري على أبي عبدالله عليه السلام ، فلما سلم وجلس تلا هذه الآية : ( الذين يجتنبون كبائر الإثم ) (1) ، ثم سأل عن الكبائر ، فأجابه عليه السلام فخرج أبو عبيد وله صراخ وبكاء وهو يقول : هلك والله من عمل برأيه ونازعكم في الفضل (2) . وروي في كتاب ثواب الأعمال عن المعلّى بن خنيس قال : خرج أبو عبدالله الصادق عليه السلام في ليلة قد رشت السماء وهو يريد ظلّة بني ساعدة ، فاتبعته فإذا [ هو ] قد سقط منه شيء فقال : « بسم الله ، اللهم ردّه (3) علينا » . [ قال : ] فأتيته فسلمت عليه ، [ فـ ] قال : « أنت معلى » ؟ قلت : نعم ، جعلت فداك . فقال لي : « التمس بيدك ، فما وجدت من شيء فادفعه إليّ » . قال : فإذا بخبز متنشّر ، فجعلت أدفع إليه ما أجد (4) ، فإذا أنا بجراب مملوء ____________ = الأئمة : ( مجموعة نفيسة : ص 185 ) ، والمفيد في الإرشاد : 179 . وقال الطبرسي في إعلام الورى : ص 266 : ولد بالمدينة لثلاث عشر ليلة بقيت من شهر ربيع الأول سنة ثلاث وثمانين من الهجرة . قال : المجلسي في البحار : 47 : 1 : 2 : قال الشهيد في الدروس : ولد عليه السلام بالمدينة يوم الاثنين سابع عشر ربيع الأول سنة وثلاث وثمانين . ومثله في تاريخ الغفاري وفي الجدول من مصباح الكفعمي : [ ص 523 ] . ومثله في المناقب لابن شهر آشوب : 4 : 301 في تواريخ وأحواله عليه السلام ، والحلي في العدد القويّة : ص 147 . وفي تاريخ ولادته قول آخر ، راجع البحار : 47 : 1 . (1) سورة الشورى : 42 : 37 ، والنجم : 53 : 32 . (2) ورواه ابن شهر آشوب في المناقب : 4 : 273 مع إضافات . (3) في المصدر : « ردّ » . (4) في المصدر : « ما وجدت » . خبزا (1) ، فقلت له : جعلت فداك ، ( دعني ) (2) أحمله عنك . فقال : « لا ، أنا أولى منك بحمله (3) ، ولكن امض معي » . فانطلقت معه وأتينا (4) ظلّة بني ساعدة ، وإذا بأناس نيام (5) ، فجعل يدسّ الرغيف والرغيفين تحت ثوب كلّ واحد منهم حتى أتى على آخرهم وانصرفنا ، فقلت له : جعلت فداك ، هل يعرف هؤلاء الحق ؟ (6) فقال : « لو عرفوا ( الحق ) (7) لواسيناهم بالدقة والملح » ! (8) فوا لهف نفسي على الإمام ، وربيع الأرامل والأيتام ، والمطعم لوجه الله الطعام ، وفاروق الحلال والحرام ، الصادق في الفعل والكلام ، والمنزّه عن الخطايا واللآثام ، وعماد الدين والقوام ، والعروة الوثقى التي ليس لها انفصام ، ولله درّ من قال من الأنام : ____________ (1) في المصدر : « ما وجدت » . (2) ليس في المصدر . (3) في المصدر : « أولى به منك » . (4) في المصدر : « ... امض معي . قال : فأتينا » . (5) في المصدر : « فإذا نحن بقوم نيام » . (6) في المصدر : « ثم انصرفنا ، قلت : جعلت فداك ، يعرف هؤلاء الحق » . (7) ليس في المصدر . (8) رواه الصدوق في ثواب الأعمال : ص 144 وجميع ما بين المعقوفات منه ، وفيه : « بالدقة » ـ والدقة هي الملح ـ إن الله لم يخلق شيئا إلا وله خازن يخزنه إلا الصدقة فإن الربّ تبارك وتعالى يليهما بنفسه ، وكان أبي إذا تصدّق بشيء وضعه في يد السائل ثم ارتدّه منه وقبّله وشمّه ثمّ ردّه في يد السائل ، وذلك إنها تقع في يد الله قبل أن تقع في يد السائل ، فأحببت أن أناول ما ولاها الله تعالى ، إنّ صدقة الليل تطفئ غضب الربّ وتمحق الذنب العظيم وتهوّن الحساب ، وصدقة النهار تثمر المال وتزيد في العمر ، إن عيسى بن مريم عليهما السلام لما مر على البحر ألقى بقرص من قوته في الماء ، فقال له بعض الحواريين : يا روح الله وكلمته ، لِمَ فعلتَ هذا ؟ هو من قوتك ؟ قال : فعلت هذا لتأكله دابة من دوابّ الماء وثوابه عند الله العظيم » . شهدت بها الأعراف معرفــة * والنحـل والأنفــال والزمر وبــراءة شهـدت بفضلـكـم * والنـور والفرقــان والحشر وتعظــم التــوراة قدركــم * فـإذا انتهــى سفر حكى سفر ولكم مناقب قد أحــاط بهــا * الإنجيــل حار بوصفها الفكر ولكم علـوم الغائبــات فمنهـا * الجامـع المخــزون والجفـر هذا ولو شجـر البسيطــة أقلا * م وسبعــة أبحــر حبــر وفسيــح هذي الأرض مجملـة * طــرس فمنها السهل والوعر والإنــس والأمـلاك كاتبــة * والجــنّ حتى ينقضـي العمر ليعــددوا مـا فيـه خصّكــم * ذو العــرش حتـى ينفد الدهر لم يدركوا عُشـر العشيـر وهل * يُحصى الحصى أو يُحصر الذرّ وروي في كتاب الاحتجاج أنه دخل أبو شاكر الديصاني ـ وهو زنديق ـ على أبي عبدالله الصادق عليه السلام ، فقال له : يا جعفر ، دلّني على معبودي . فقال [ له أبو عبدالله ] عليه السلام : « اجلس » . فإذا غلام صغير في كفّه بيضة يلعب بها ، فقال [ أبو عبدالله ] عليه السلام : « ناولني يا غلام هذه البيضة » . فناوله إياها ، فقال أبو عبدالله عليه السلام : « يا ديصاني ، هذا حصن مكنون ، له جلد غليظ ، وتحت الجلد الغليظ جلد رقيق ، وتحت الجلد الرقيق ذهبية مائعة وفضة ذائبة ، فلا الذهبية المائعة تختلط بالفضة الذائبة ولا الفضة الذائبة تختلط بالذهبية المائعة ، فهي على حالها لم يخرج منها خارج مصلح [ فـ ] يخبر عن إصلاحها ، ولم يدخل فيها داخل مفسد فخبّر عن فسادها ، لا ندري للذكر خلقت أم للأنثى ؟ تنفلق عن مثل ألوان الطواويس ، أترى لذلك مدبّرا أم لا » ؟ فأطرق مليّا وقال : (1) أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنّ ____________ (1) في المصدر : « ثم قال » . محمدا عبده ورسوله ، وأنك إمام وحجة الله على خلقه ، وأنا تائب إلى الله تعالى مما كنت عليه (1) . وروي في الكتاب المذكور عن أبان بن تغلب قال : كنت عند أبي عبدالله الصادق عليه السلام إذ دخل عليه رجل من أهل اليمن فسلّم ، فردّ أبو عبدالله عليه السلام فقال : « مرحبا بك يا سعد » (2) . فقال له الرجل : هذا اسم ما سماّني به أحد إلا أمي ، وما أقلّ من يعرفني بهذا الاسم (3) . فقال له أبو عبدالله عليه السلام : « صدقت يا سعد المولى » . فقال الرجل : جعلت فداك ، بهذا كنت ألقّب . فقال أبو عبدالله عليه السلام : « لا خير في اللقب ، إن الله تعالى يقول : ( ولا تنابزوا بالألقاب (4) بئس الأسم الفسوق بعد الايمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون ) ، ما صناعتك يا سعد » ؟ قال : جعلت فداك ، إنا أهل بيت ننظر في النجوم ، لا يوجد أحد في اليمن أعلم به منّا (5) . فقال أبو عبدالله عليه السلام : « [ فكم يزيد ضوء الشمس على ضوء القمر درجة » ؟ فقال اليماني : لا أدري . فقال أبو عبدالله عليه السلام : « صدقت » . قال : « فكم ضوء القمر يزيد على ضوء المشتري درجة » ؟ ____________ (1) الاحتجاج : 2 : 201 برقم 215 وما بين المعقوفات منه ، وفيه : « مما كنت فيه » . ورواه ـ مع إضافات في أوله ـ الكليني في الكافي : 1 : 79 ح 4 كتاب التوحيد ، والصدوق في كتاب التوحيد : ص 122 باب 9 ح 1 . (2) المثبت من المصدر ، وفي النسخة : « يا سعد المولى » . (3) في المصدر : « بهذا الإسم سمّتني أمّي ، وما أقلّ من يعرفني به » . (4) سورة : الحجرات : 49 : 11 . (5) في المصدر : « لا يقال إن باليمن أحد أعلم بالنجوم منّا » . قال اليماني : لا أدري . قال أبو عبدالله عليه السلام : « صدقت » ، ] كم [ يزيد ] ضوء المشتري على ضوء القمر درجة » ؟ قال اليماني : لا أدري . فقال له أبو عبدالله عليه السلام : « [ فـ ] كم [ يزيد ] ضوء المشتري على ضوء عطارد درجة » ؟ قال [ اليماني ] : لا أدري . فقال أبو عبدالله عليه السلام : « صدقت ، فما اسم النجم الذي إذا طلعت هاجت الإبل » ؟ فقال اليماني : لا أدري . قال الصادق عليه السلام : « صدقت » . [ قال : « فكم ضوء عطارد يزيد درجة على الزهرة » ؟ قال : اليماني : لا أدري . قال أبو عبدالله عليه السلام : « صدقت » . قال : ] فما اسم النجم الذي إذا طلع هاجت البقر » ؟ قال اليماني : لا أدري . قال أبو عبدالله عليه السلام : « صدقت ، فما اسم النجم الذي إذا طلع هاجت الكلاب » ؟ قال اليماني : لا أدري . قال ابو عبدالله عليه السلام : « صدقت ، فما زحل عندكم في النجوم » ؟ قال اليماني : نجم نحس . فقال أبو عبدالله عليه السلام : « لا تقل نجم نحس ، فإنه (1) نجم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه وعلى ذريته الأكرمين ، [ وهو ] نجم الأوصياء ، [ وهو ] النجم الثاقب الذي ذكره الله في كتابه العزيز » . ____________ (1) في المصدر : « لا تقل هذا ، فإنه » . قال (1) له اليماني : فما معنى الثاقب ؟ قال : « لأن مطلعه في السماء السابعة ، فضوؤه تثقبت السماوات الأربع ، فمن ذلك سمّي النجم الثاقب » (2) . ثم قال عليه السلام له : « يا أخا العرب ، هل عندكم عالم » ؟ قال (3) اليماني : نعم ، جعلت فداك ، إن اليمن ليسوا كغيرهم (4)من الناس في علمهم . فقال أبو عبدالله : « فما تبلغ من علم عالمهم » ؟ قال اليماني : إن عالمهم ليزجر الطير فيقف ، ويقفوا أتر الراكب (5) في مسيرة في ساعة واحدة . فقال أبو عبدالله عليه السلام : « فعالم المدينة أعلم من عالم اليمن » . فقال اليماني : وما يبلغ من [ علم ] عالم المدينة ؟ قال أبو عبدالله عليه السلام : « [ علم عالم المدينة ينتهي إلى ] أن (6) لا يقفو الأثر ولا يزجر الطير ويعلم [ ما ] في اللحظة الواحدة مسيرة الشمس تقطع اثني عشر برجا واثني عشر بحرا (7) واثني عشر عالما » . فقال [ له ] اليماني : ما ظننت أنّ أحدا يعلم هذا و [ ما يدري ما كنهه ! قال : ] وقام [ اليماني ] ( من عنده ) (8) [ فخرج ] (9) . ____________ (1) في المصدر : « قال الله تعالى في كتابه . فقال » . (2) في المصدر : « لأنّ مطلعه في السماء السابعة ، فإنه ثقب بضوئه حتى أضاء في السماء الدنيا ، فمن ثم سمّي النجم الثاقب » . (3) في المصدر : « ثم قال : يا أخا العرب أعندكم عالم ؟ فقال » . (4) في المصدر : « ليسوا كأحد » . (5) في المصدر : « ليزجر الطير ، ويقفوا الأثر في ساعة واحدة مسيرة شهر للراكب المحث » . (6) المثبت من المصدر ، وفي النسخة : « أنه » . (7) في المصدر : « برّا » . (8) ليس في المصدر . ولله درّ من قال : صيغ للذكر وحـده والإلهيّــون * كانت ! في الذكــر عنه شفاها ســل ذوات التمييز تخبرك عنه * إنّ حــال التوحيد منه ابتداهـا حاز قدسيّـة العلــوم وإن لــم * يؤتهــا جعفــر فمن يؤتاهـا علم اقسمت جميــع المعالــي * إنــه ربّهــا الـذي ربّاهــا مقدم الأمـر عـن عزائـم قدس * ليست السبعـة السـواري سواها إنما عاشت السمـاوات والأرض * ومن فيهمــا علـى نعمـاهـا لا تضع في سوى أياديــه سؤلا * ربمــا أفسد المــدام إناهــا وهو سرّ السجود في الملأ الأعلى * ولولاه لــم تعفّــر جباهــا وهو الآية المحيطـة بالكــون * ففــي عيــن كلّ شيء تراها فالعجب العجاب ، من الكفرة النصّاب ، كيف أغفلوا دخول هذا الباب ، ولم يرقبوا فيه ربّ الأرباب ، في ظلم هذا الإمام الأوّاب ، فالويل لهم يوم فصل الخطاب ، حين يدعون للمناقشة والجواب ، وأنّى لهم الجواب ؟ فسوف يذوقون أشدّ العذاب ، ( وما الله بغافل عما تعملون ) (10) . وروي في كتاب عيون أخبار الرضا بالإسناد عن الحسن بن الفضل (11) [ أبو محمد مولى الهاشميين بالمدينة ] ، عن علي بن موسى ، عن أبيه عليهم السلام قال : « أرسل أبو جعفر الدوانيقي إلى جعفر بن محمد عليه السلام وأحضره ليقتله وأحضر له سيفا ونطعا ، ثم قال للربيع : إني دعوت جعفرا ، فإذا دخل عليّ فسوف أكلّمه فإذا كلّمته ____________ (9) الاحتجاج للطبرسي : 2 : 250 رقم 224 . ورواه الصدوق في الخصال : 2 : 489 ح 68 من أبواب الأثني عشر ، وابن شهر آشوب في المناقب : 4 : 277 . (10) سورة البقرة : 2 :74 و85 و 140 و 149 ، وسورة آل عمران : 3 : 99 . (11) المثبت من المصدر ، وفي النسخة : « الحسن بن المفضّل » . أضرب يدي على الأخرى ، فإذا رأيتني فعلت ذلك فاضرب عنقه . فدخل جعفر بن محمد عليهما السلام المجلس ، فلما نظر إليه أبو جعفر الدوانيقي من بعيد تحرّك من مكانه وقال : مرحبا وأهلا بك يا أبا عبدالله ، إنما أرسلنا إليك لرجاء قضاء دينك ، ونقضي ذمامك . ثم سأله مساءلة لطيفة عن أهل بيته ، ثم قال له : يا أبا عبدالله ، قد قضى الله دينك وأجزل جائزتك . ثم قال : يا ربيع ، امض مع جعفر حتى توصله إلى أهله . قال الربيع : فخرجت معه فسألته في الطريق عن حاله وقلت له : يا أبا عبدالله ، أرأيت النطع والسيف ؟ إنما وضعا لك ، فأيّ شيء قلت عند دخولك ؟ قال عليه السلام : نعم يا ربيع ، إني لما دخلت على هذا الطاغية رأيت الشرّ في وجهه يلوح ، فقلت : حسبي الربّ من المربوبين ، حسبي الخالق من المخلوقين ، حسبي الرازق من المرزوقين ، حسبي من لم يزل حسبي ، لا إله إلا الله ، عليه توكّلت ، وهو ربّ العرش العظيم » (1) . ____________ (1) عيون أخبار الرضا عليه السلام : 1 : 273 ح 64 وفي ط المحقق : ص 563 ح 286 قال : حدثنا أبوالحسن أحمد بن محمد بن صقر الصائغ وأبوالحسن علي بن محمد بن مهرويه قالا : حدثنا عبدالرحمان بن أبي حاتم قال : حدثنا أبي قال : حدثنا الحسن بن الفضل أبو محمد مولى الهاشميين بالمدينة ، قال : حدثنا علي بن موسى بن جعفر بن محمد ، عن أبيه عليهم السلام قال : « أرسل أبو جعفر الدوانيقي إلى جعفر بن محمد عليهما السلام ليقتله وطرح له سيفا ونطعا ، وقال : يا ربيع إذا أنا كلمته ثم ضربت بإحدى يدي على الأخرى ، فاضرب عنقه . فلما دخل جعفر بن محمد عليه السلام ونظر إليه من بعيد تحرك أبو جعفر على فراشه وقال : مرحبا وأهل بك يا أبا عبدالله ، ما أرسلنا إليك إلا أن نقضي دينك ، ونقضي ذمامك . ثم ساءله مساءلة لطيفة عن أهل بيته ، وقال : قد قضى الله حاجتك ودينك وأخرج جائزتك . [ ثم قال : ] يا ربيع ، لا تمضين ثلاثة حتى يرجع جعفر إلى أهله . فلما خرج قال له الربيع : يا با عبدالله ، رأيت السيف ؟ إنما كان وضع لك والنطع ، فأيّ شيء رأيتك تحرّك به شفتيك ؟ قال جعفر بن محمد عليه السلام : نعم يا ربيع ، لما رأيت الشرّ في وجهه قلت : حسبي الربّ من وروى عن عبدالله بن سنان أنه قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن عظم حوض النبي صلى الله عليه وآله ، فقال لي : « يا ابن سنان ، حوض ما بين بُصرى إلى صنعاء ، أتحبّ أن تراه يا ابن سنان » ؟ قلت : نعم فداك أبي وأمي . قال : فأخذ بيدي وأخرجني إلى ظاهر المدينة ، ثم ضرب رجله على الأرض ، فانشقّت وظهر نهر يجري لا تدرك حافتاه إلا أنه شبيه بالجزيرة ، فكنت أنا وهو واقفين ، فنظرت إلى نهر آخر بجانبنا يجري كأنه الثلج ومن جانبنا الآخر نهر من لبن أبيض من الثلج ، وفي وسطه نهر من خمر أحسن من الياقوت نورا ، فما رأيت أبهج للنظر من ذلك الخمر بين اللبن والماء ، فقلت له : جعلت فداك ، من أين يخرج هذا ، ومن أين يجري ذاك ؟ فقال عليه السلام : « هذه العيون التي ذكرها الله تعالى في كتابه بقوله تعالى ، عين من ماء وعين من لبن وعين من خمر (1) ، وكلها تجري في هذا النهر » . ورأيت على حافة النهر شجرا فيهنّ الحور معلقات برؤوسهنّ ما رأيت أحسن منهنّ وجها ، وبأيديهنّ أواني ليست بمثل أواني الدنيا ، فدنا عليه السلام من إحداهنّ وأومأ بيده فنظرت إلى تلك الحورية فمالت من الشجرة إلى النهر فغرفت في تلك الآنية وناولته فشرب ، ثم ناولها وأومأ إليها بيده فمالت لتغرف ثانية فمالت تلك الشجرة معها ، ثم غرفت وناولته فناولنيه فشربت ، فما رأيت شرابا مثله كان ____________ = المربوبين ، وحسبي الخالق من المخلوقين ، وحسبي الرازق من المرزوقين ، وحسبي الله ربّ العالمين ، حسبي من هو حسبي ، حسبي من لم يزل حسبي ، حسبي الله لا إله إلا هو ، عليه توكلت وهو رب العرش العظيم » . ورواه عنه في البحار : 47 : 162 ح 2 باب ما جرى بينه وبين المنصور وولاته . (1) في الآية 15 من سورة محمد : 47 : ( مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى ) . وفي رواية الإختصاص كما سيأتي : هذه العيون التي ذكرها الله في كتابه أنهار في الجنة عين من ماء وعين من لبن وعين من خمر ، يجري في هذا النهر . ألين ولا ألذّ ولا أذكى رائحة منه . ثم إني نظرت في الكأس فإذا فيه ثلاثة ألوان من الشراب لم تختلط ، فقلت له : جعلت فداك ، ما رأيت كاليوم قطّ ، ولا ظننت أنّ الأمر يبلغ هكذا ! فقال عليه السلام لي : « هذا أقلّ ما أعدّه الله لشيعتنا ، إن المؤمن إذا توفي صارت روحه إلى هذا النهر ، فرعت في رياضه ، وشربت من شرابه ، وإن عدونا إذا مات صارت روحه إلى برهوت فأخلدت في عذابه ، وأطعمت من زقّومه ، وأسقيت من حميمه ، فاستعذ بالله من ذلك الوادي » (1) . ____________ (1) رواه المفيد في الاختصاص : ص 321 عن الحسن بن أحمد بن سلمة اللؤلؤي ، عن الحسن بن علي بن بقّاح ، عن عبدالله بن جبلة ، عن عبدالله بن سنان قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن الحوض ؟ فقال لي : « هو حوض ما بين بصرى إلى صنعاء ، أتحبّ أن تراه » ؟ فقلت له : نعم . قال : فأخذ بيدي وأخرجني إلى ظهر المدينة ، ثم ضرب برجله فنظرت إلى نهر يجري من جانبه ، هذا ماء أبيض من الثلج ومن جانبه هذا لبن أبيض من الثلج ، وفي وسطه خمر أحسن من الياقوت ، فما رأيت شيئا أحسن من تلك الخمر بين اللبن والماء ، فقلت له : جعلت فداك ، من أين يخرج هذا ، ومن أين مجراه ؟ فقال : « هذه العيون التي ذكرها الله في كتابه أنهار في الجنة ، عين من ماء وعين من لبن وعين من خمر ، يجري في هذا النهر » . ورأيت حافتيه عليهما شجر فيهنّ جوار معلقات برؤوسهنّ ما رأيت أحسن منهنّ ، وبأيديهنّ آنية ما رأيت أحسن منها ، ليست من آنية الدنيا ، فدنا من إحداهنّ فأومأ إليها بيده لتسقيه ، فنظرت إليها وقد مالت لتغرف من النهر ، فمال الشدر فاغترفت ثم ناولته فشربت ، ثم ناولها وأومأ إليها ، فمالت الشجرة معها فاغترفت ، ثم ناولته فناولني فشربت ، فما رأيت شرابا كان ألين منه ولا ألذّ ، وكانت رائحته رائحة المسك . ونظر في الكأس فإذا فيه ثلاثة ألوان من الشراب ، فقلت له : جعلت فداك ، ما رأيت كاليوم قطّ ، وما كنت أرى الأمر هكذا ! فقال : « هذا من أقلّ ما أعدّه الله تعالى لشيعتنا ، إنّ المؤمن إذا توفّي صارت روحه إلى هذا النهر ، ورعت في رياضه وشربت من شرابه ، وإن عدونا إذا توفي صارت روحه إلى وادي برهوت فأخلدت في عذابه وأطعمت من زقّومه وسقيت من حميمه ، فاستعيذو بالله من ذلك ولله در من قال من الرجال الأبدال ، ولقد أجاد في المقال : وهـو الجوهــر الم،جرّد منه * كلّ نفس مليكهـا زكّاهــا لـم تكـن هـذه العناصـر إلا * من هيولاه حيث كان أباهـا من يلج في جنـان جدوى يديه * يجـد الحـور من أقل إماها ما حبــاه الشفاعــة الله إلا * لكنــوز من جاهـه زكّاها ثق بمعروفه تجـده زعيمــا * بنجاة العصــاة يـوم لقاها كيف تظما حشى المحبين منـه * وهو من كوثـر الوداد سقاها شربـة أعقبتهــم نشــوات * رقّ نشوانها وراق انتشاهـا ما رأت وجهـه الغمـامـة إلا * وأراقت منه حياءا حياهــا روي في الكافي عن ظريف بن ناصح قال : لما بعث أبو جعفر الدوانيقي إلى ابي عبدالله ليشخصه إليه ، رفع يده إلى السماء وقال : « اللهم إنك حفظت الغلامين لصلاح أبويهما ، فاحفظني لصلاح آبائي محمد وعلي والحسن والحسين وعلي [ بن الحسين ومحمد بن علي ] عليهم السلام ، اللهم إني أدرأ بك في نحره ، وأعوذ بك من شرّه » . ثم قال عليه السلام للجمّال : « سر ( بنا حيث أمرت ) (1) » . قال : فلما ورد الحضرة استقبله الربيع وقال له : يا أبا عبدالله ، لقد تركت باطن هذا الطاغية يتلظّى عليك ويقول : والله لا أترك لأهل هذا البيت نخلا إلا عقرته ولا مالا إلا نهبته ، ولا ذرية إلا سبيتها ! قال : فهمس بشيء خفي وحرّك شفتيه ودخل وسلم وقعد ، فردّ عليه السلام وقال له : أما والله لقد هممت أن لا أترك لك نخلا إلاّ عقرته ، ولا مالا إلاّ أخذته . ____________ = الوادي » . ورواه عنه في البحار : 47 : 88 . ورواه الصفار في بصائر الدرجات : ص 403 ج 10 ب 13 . (1) ما بين القوسين ليس في المصدر . فقال أبو عبدالله عليه السلام : « يا أميرالمؤمنين ، إن الله ابتلى أيوب فصبر ، وأعطى داود فشكر ، وقدر يوسف فغفر ، وأنت من ذاك (1) النسل ، ولا يأتى ذلك النسل إلا بما يشبهه » . فقال : صدقت ، قد عفونا عنك . فقال عليه السلام : « والله يا أميرالمؤمنين ، إنه لم ينل منا [ أهل البيت ] أحد [ دما ] إلا سلبه الله ملكه » . فغضب لذلك واستشاط ، فقال عليه السلام له : « على رسلك يا أميرالمؤمنين ، إن هذا الملك كان في آل أبي سفيان ، فلما قتل يزيد حسينا سلبه الله ملكه فورثه آل مروان ، فلما قتل هشام زيدا سلبه الله ملكه ، [ فورثه مروان بن محمد ، فلما قتل مروان إبراهيم سلبه الله ملكه ] » . فأعطاكموه » . فقال له : صدقت ، هات ارفع حوائجك . فقال عليه السلام : « ( حاجتي ) (2) الإذن » . فقال : هو بيدك . فخرج . فقال الربيع : قد أمر لك بعشر آلاف درهم . فقال عليه السلام : « لا حاجة لي فيها » . فقال له الربيع : إذا تغضبه ، خذها فتصدّق بها على الفقراء والمساكين (3) . ____________ (1) في المصدر : « ذلك » . (2) ما بين القوسين ليس في المصدر . (3) الكافي : 2 : 562 كتاب الدعاء : ح 22 من باب الدعاء للكرب والهم والحزن والخوف ، وجميع ما بين المعقوفات منه . ورواه عنه في البحار : 47 : 208 ح 51 من باب ما جرى بينه وبين المنصور . والخبر ونحوه رواه يحيى بن الحسين الشجري في أماليه : 1 : 227 ـ 228 ، والتنوخي في الفرج بعد الشدة : ص 70 ـ 71 ، والكنجي في كفاية الطالب : ص 455 ـ 456 ، وابن عبد ربّه في العقد الفريد : 2 : 130 ـ 131 وج 3 ص 222 ـ 223 ، وابن شهر آشوب في وروي في كتاب كشف الغمّة مرسلا عن بعض أصحاب الصادق عليه السلام قال : دخلت على سيدي جعفر بن محمد وعنده ابنه موسى عليه السلام وهو يوصيه بهذه الوصية ، فكان مما حفظت منها أن قال : « يا بنيّ ، اقبل وصيتي واحفظ مقالتي ، فإنك إن حفظتها تعش سعيدا وتمت حميدا . يا بني ، من قنع بما قسم له استغنى ، ومن مَدّ عينه إلى ما في يد غيره مات فقيرا ، ومن لم يرض بما قسم [ الله ] له اتهم الله في قضائه ، ومن استصغر زلّة غيره استعظم زلّة نفسه ، ومن استصغر زلّة نفسه استعظم زلّة غيره . يا بني ، من كشف [ عن ] حجاب غيره انكشفت(1) عورات بيته ، ومن سل سيف البغي قتِل به ، من احتفر بئرا لأخيه وقع فيه (2) ، ومن داخل السفهاء حُقّر ، ومن خالط العلماء وُقّر ، ومن دخل في مداخل السوء اتُّهم . إياك أن تزري بالرجال فيزرى بك ، وإياك والدخول فيما لا يعنيك فتذلّ . يا بنيّ ، قل الحقّ لك وعليك ، تستشار من بين أقرانك . يا بُنيّ ، كن لكتاب الله تاليا ، وللسلام (3) فاشيا ، وبالمعروف آمرا ، وعن المنكر ناهيا ، ولمن قطعك واصلا ، ولمن سكت عنك مبتدئا ، ولمن سألك معطيا . ____________ = المناقب : 4 : 252 نقلا عن كتاب الترهيب والترغيب لأبي القاسم الإصفهاني والعقد الفريد لابن عبد ربّه ، وسبط ابن الجوزي في التذكرة : ص 344 ، وابن طاوس في مهج الدعوات : ص 189 ـ 196 ، وابن طلحة في مطالب السؤول : 2 : 58 ـ 59 ، والذهبي في السير : 6 : 266 ـ 267 ، والإربلي في ترجمة الإمام الصادق عليه السلام من كشف الغمة مع زيادات واختلافات ، وعنه في البحار : 47 : 182 . ورواه الجزري في أسنى المطالب : ص 96 ـ 98 بطريقين ثم قال : هذا حديث غريب عزيز ، رواه من الأئمة المعتمد عليهم الحافظ الكبير إسماعيل التيمي في كتابه الترغيب والترهيب من الطريق الأولى كما رويناه ، والحافظ أبوبكر بن أبي الدنيا من الطريق الثانية كما أخرجناه ، وهو مجرّب في الشدائد . (1) في المصدر : « تكشّفت » . (2) في المصدر : « ومن احتفر لأخيه بئرا سقط فيه » . (3) في المصدر : « للإسلام » . وإياك والنميمة فإنها تزرع الشحناء في قلوب الرجال ، وإياك والتعرض في عيوب الناس ، فمنزلة المتعرض لعيوب الناس بمنزلة (1) الهدف . يا بني ، إذا طلبت الجود فعليك بمعادنه ، فإن للجود معادنا وللمعادن أصولا وللأصول فروعا [ وللفروع ثمرا ] ، ولا يطيب ثمر إلا بفرع ، ولا فرع إلا بأصل ، ولا أصل ثابت إلا بمعدن طيّب . يا بني ، إذا زرت فزر الأخيار ، ولا تزر الفجار فإنهم صخرة لا ينفجر (2) ماؤها وشجرة لا يخضرّ ورقها وأرض لا يظهر عشبها » . [ قال علي بن موسى عليهما السلام : « فما ترك أبي هذه الوصية إلى أن توفي » ] (3) . وما زال صلوات الله عليه يذكر ربه حتى مات شهيدا ، سمه المنصور لعنه الله . وكانت وفاته يوم الاثنين خامس عشر شهر رجب سنة ثمان وأربعين ومئة من الهجرة (4) . فوا لهف نفسي على تلك المناقب الفاضلة ، والصفات الكاملة ، والمنن الشاملة والغرر التي لم تزل على جباء الأيام سايلة . وواحزناه على صاحب الأمرة والدعامة ، وعلى مركز دائرة الرسالة والإمامة ، كيف كوّرت شمس حياته أكفّ الجور والعدوان ، وخسفت قمر صفاته أيدي الفجور والطغيان ، ( فإنا لله وإنا إليه راجعون ) (5) ، ( وسيعلم الذين ظلموا ____________ (1) في المصدر : « كمنزلة » . (2) في المصدر : « لا يتفجّر » . (3) كشف الغمّة للإربلي : 2 : 396 ، ومختصرا في ص 369 في فضائل الإمام الصادق عليه السلام . ورواه أبو نعيم في حلية الأولياء : 3 : 195 ، وابن طلحة في مطالب السؤول : 2 : 57 ، وابن الجوزي في المنتظم : 8 : 111 ، والذهبي في السير : 6 : 263 . (4) قال بهذا التاريخ الطبرسي في كتاب تاج المواليد : ( مجموعة نفيسة : ص 125 ) ، وفي إعلام الورى : ص 266 ، ولكنّ المعروف أنه عليه السلام توفّي في الخامس والعشرين من شوال المكرم كما رواه أيضا الطبرسي في تاج المواليد وإعلام الورى . (5) سورة البقرة : 2 : 156 . أي منقلب ينقلبون ) (1) . ولله در من قال من الرجال الأبدال : قسما بمثواك الشريف ومـا * ضمّت منى والخيف والحجر فهم سواء في الحقيقــة إذ * بهم التمـام يحلّ والقصــر تعنو له الألبـاب تـلبيــة * ويطوف ظاهره حجر الحجر ما طائر فقد الفــراخ فلا * يأويـه بعد فراخـه وكــر بأشدّ من حزني عليـك ولا * الخنساء جدّد حزنها صخر (2) ولقد وددت بأن أراك وقـد * قلّ النصيــر وفاتك النصـر حتى أكون لك الفداء كمـا * كرمــا أبـاك فدالـه الحـرّ فتبوّءوا رفيع المراتب بإسالة المدامع ، وزاحموا أئمّتكم الأطائب في سمّي المقاصر والمجامع ، ونوحوا نوح الحمام النواعب ، ونادوا بالويل والفجائع ، وتصوروا خلّو تلك المضارب ، وخويّ هاتيك المرابع ، من أرباب النوافل والرواتب ، فلا دافع ولا مانع ، أولا تكونون يا إخواني كمن أورده رزؤهم الراتب موارد البلاء والفضائح (3) ، وأحرمه لذيذ المطاعم والمشارب ، ونفى عن ____________ (1) سورة البقرة : 2 : 156 . (2) الخنساء هي بنت عمرو بن الشريد بن ثعلبة بن عُصية بن خفاف بن امرئ القيس ؛ الشاعرة المشهورة ، قدمت على النبي صلى الله عليه وآله مع قومها من بني سليم فأسلمت معهم ، فذكروا أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله كان يستنشدها ويعجبه شعرها ، وكانت تنشده وهو يقول : « هيه يا خُناس » ، ويؤمي بيده . قالوا : وكانت الخنساء تقول في أول أمرها البيتين أو الثلاثة ، حتى قتل أخوها شقيقها معاوية بن عمرو وقتل أخوها لأبيها صخر ؛ وكان أحبهما إليها ؛ لأنه كان حليما جوادا محبوبا في العشيرة ، كان غزا بني أسد فطعنه أبو ثور الأسدي طعنة مرض منها حولا ثم مات ، فلما قتل أخواها أكثرت من الشعر . ( الإصابة : 7 : 613 رقم 11106 ، وأسد الغابة : 5 : 441 ) . (3) الفضيحة : الشهرة بما يُعاب ، والعيب ، والجمع : فضائح . ( المعجم الوسيط ) . جفنه لذة النائم الهاجع ، فأقام العزاء والنوادب ، على خمود تلك الأنوار اللوامع ، ولله درّه من راث ونادب . |