شبيب بن مزيد الشيباني (1) كان يكنى أبا الصحارى . واليه تنسب الشبيبية . وكان اتباعه يقولون ان غزالة ـ أم شبيب كانت هي الامام بعد شبيب الى ان قتلت .
شيبان بن سلمة ، كان من رؤسائهم . وهو الذي ساعد أبا مسلم الخراساني فهجره الخوارج ـ وأصحابه يقال لهم الشيبانية .
شعيب بن رباب الحنفي ، هو ابو بكار ، كان من خطبائهم .
شيبان بن عبد العزيز اليشكري ، كان من رؤسائهم وسموه . امير المؤمنين .
شعيب بن محمد كان من رؤسائهم .
صالح بن نوح الدهان . كان من ائمتهم بعمان .
صالح بن مجرح التميمي : كان من أعيانهم ، ودعاتهم بالموصل والجزيرة وكان من متقشفي الصفرية واليه تنسب الفرقة ـ الصالحية ـ قتله الحارث بن عمير أحد قواد الحجاج سنة 76 هجـ .
صبيح بن الأسعر المازني : كان من رؤساء الأزارقة . وقيل من الصفرية خرج على هشام فأسر وقتل .
____________
(1) هو رأس الصفرية . كان ممن يحمل العمد في الحرب ( الدبوس ) .
( 278 )

صحار بن العباس : كان من أئمتهم بعمان .
الصدى بن الخلق من بني صريم (1) وفد به الحجاج على عبد الملك . فقال له ممن أنت ؟ قال من بني صريم . قال : له ما اسمك ؟ قال الصدى بن الخلق قال : دعاً في عنقه خارجي خبيث .
صحار بن العباس : كان من ائمتهم بعمان .

صفرة بن حاتم من فرسانهم .
صلت بن عثمان : وقيل صلت ابن ابي صلت . ويذكره المقريزي عثمان ابي الصلت كان رأس الصلتية .
الصلت بن مرة : كان من شعرائهم .
الضحاك بن قيس : أحد بني عمرو بن محلم بن ذهال بن شيبان . يكنى أبا سعيد ملك العراق . وصلى خلفه عبدالله بن عمر . كان من رؤسائهم الضحاك بن قيس الفهري : كان من قوادهم .
ضمام بن السائب : كان من أئمتهم في عمان .
____________
(1) كانوا عامة بني صريم خوارج . وكان منهم برك الصريمي ، واسمه الحجاج ، الذي ضرب معاوية بالسيف ، قال الشاعر في بني صريم :

أصلي حيث تدركني صلاتي * وبئس الدين دين بني صريم
قيـامـا يطعنون علـى معد * وكلهم علـى ديـن الخطيـم

والخطيم هو عبدالله بن العزى ؛ من باهلة .

( 279 )

الطرماح بن حكيم الطائي : كان من شعرائهم له ديوان مطبوع نشره ( كرنكو ) مات 106 و112 هجـ وقد أفردنا له ترجمة ، انظر ص171 ، عبدالله بن اباض بن عمرو من بني مرة . كان من رؤسائهم . خرج أصحابه من سواد الكوفة . فقتلوا الناس وسبوا الذرية وقتلوا الأطفال وكفروا الأمة ، وكان من أئمتهم . واليه تنسب الأباضية حتى اليوم .
عبد ربه الكبير : كان من رؤساء الأزارقة . خالف قطرياً . وكان من أصحابه وخرج الى جيرفت كرمان في سبعة آلاف رجل . قتله الحجاج بطبرستان وبه انهارت شوكة الأزارقة .
عبد ربه الصغير : بايعه جمع من الخوارج الذين انشقوا من قطرى بن الفجأة وهو أول من قام ضد قطري . حتى أبادهم المهلب .
عبيدة بن هلال اليشكري : كان من رؤساء الأزارقة . وكان فتاكاً لا يبالي ما صنع ، أراد الخوارج أن يولوه عليهم فأبى . واشار عليهم باختيار قطري بن الفجأة . قتله سفيان بن الأبرد سنة 77 هجـ في « ثومس » .
عبدالله بن الكوا اليشكري كان من رؤسائهم الذي خرجوا الى حروراء ـ ولما حاججهم ـ علي (ع) وناظرهم . استأمن اليه ابن الكوا في ألف . واستمر الباقون


( 280 )

على ضلالهم .
عبدالله بن الوضين : كان من رؤساء الأزارقة هلك سنة 60 هجـ .
عبدالله بن وهب الراسبي الأزدي ، كان أحد رؤساء الحرورية . قتل بالنهروان .
عبدالله بن يحيى الكندي : كان من أئمة الخوارج باليمن الملقب ـ طالب الحق ـ .
عبدالله بن ابي قيس : كان من أئمتهم .
عبيدة بن سواد : كان من قوادهم . قتله ابن هبيرة قائد جيش مروان بواسط في حرب جرت بينهما .
عبد المقتدر بن الحكم : كان من ائمتهم .
عبد الملك بن بشر التغلبي : كان من قواج الضحاك بن قيس .
عتبان بن وصيلة الشباني : كان شعرائهم . ومن شعره . يتعرض بالحجاج قوله :

ولا صلح ما دامت منابر أرضنا * يقـوم عليها مـن ثقيف خطيب

عروة بن جدير : وقيل ابن أدية . وهي جدة جاهلية له . من رؤس الخوارج وأئمتهم وهو أول من نادى بصفين ـ لا حكم الا الله ـ حضر النهران . ثم نجا . وظفر به


( 281 )

بعدها عبيد الله بن زياد فسجنه عنده . حتى قتل أخاه ـ مرداساً ـ وجيىء اليه برأسه . فأمر آنذاك باخراج عروة من السجن وصلبه سنة 58 هجـ .
عطية بن الأسود الحنفي : كان من أصحاب . نجدة . وقد أرسله الى سجستان فأظهر مذهبه بمرو . منابذاً له . وعرفت اتباعه بالعطوية .
علي بن الحصين العبدي كان من أئمتهم .
علي بن عزرة ، كان من أئمتهم .
عمارة : الرجل الطويل كان من رجالاتهم .
عمران بن حطان الدوسي : كان من أخبث الخوارج . وكان من شعرائهم هلك سنة 84 هجـ وقد ترجمناه انظر ص 168 .
عمرو بن الحصين العبري : كان من شعرائهم ، وهو صاحب القصيدة التي مطلعها :

هبت قبيل تبلج الفجر * هند تقول ودمعها يجري

عيسى الحبطي : كان من رؤسائهم وشعرائهم .
عيسى بن قاتل : من بني تيم اللات ابن ثعلبة .
وكان من شعرائهم .
فروة بن لقيط : كان من فرسانهم .


( 282 )

فروة ابن نوفل الأشجعي : كان من ائمتهم .
فضل بن ابي يزيد : كان من رؤسائهم خرجح أيام المنصور بن القائم وقتل القاسم بن عبد الرحمن بن صديق من بني ضبة . كان من رجالاته .
قريب بن مرة الازدي : خرج في أيام معاوية ومعه زحاف الطائي . وكانا من ائمة الخوارج . قتله جمهور الناس بالبصرة .
قطري بن الفجأة : كان من امرائهم وشعرائهم . والفجأة اسم امه . كان أصحابه يسمونه ـ أمير الموت ـ ويلقب بسيد الكفار . لما كفره اصحابه وكان يلقب بأبي نعامة . وكان ممن يحمل العمد ـ الدبوس ـ قال فيه الشاعر :

سائل بنا عمرو القنا وجنوده * وأبي نعامـة سيـد الكفـار .

قال : أرباب التاريخ قتل بطبرستان سنة 79 هـ .
قطين : كان من فرسانهم .
قعنب بن سويد كان من فرسانهم .
كهمش بن طليق الصريمي : كان من شجعانهم .
المجلجل بن وائل : كان من أعيانهم .
محبوب بن الرحيل : كان من ائمتهم .
محمد بن محبوب : كان من أئمتهم .
محمد بن خرزاد : كان من أعيانهم .


( 283 )

محمد بن شعيب : رأس الشعبية .
محمد بن عبدالله بن يحيى الوارقي المعروف بالغلام . بايعه الشراة بعد قتل حيان الوارقي . قتله اصحاب محمد بن خرزاد وكان من رؤسائهم .
محمد بن هاشم بن غيلان : كان من أئمتهم .
مرداس بن جدير : كان من رؤسائهم قتله ابن زياد ، انظر ص 165 ، مساور الشاري كان من رؤساء الشراة .
المستورد : كان من رؤسائهم . خرج على علي (ع) يوم النخيلة . ونجا من سيفه . وخرج بعد ذلك على المغيرة بن شعبة . والي الكوفة . فبارزه معقل بن قيس الرياحي فاختلفا بضربتين فخر كل منهما ميتاً .
مسلم بن ابي كريمة ابو عبيدة : كان من ائمتهم .
مسلم بن كريز : كان من علماء الاباضية .
معدان الأيادي : كان إمام الصفرية . ثم خلعوه بعد ذلك لقوله :

سلام على مـن بايع الله شاريا * وليس على الحزب المقيم سلام

فبرأت منه الصفرية . وقالوا انك خالفت لأنك برأت من القعد . ثم خلعوه وبايعوا عبدالله بن وهب الراسبي من الأزد .


( 284 )

معمر بن المثنى : ابو عبيدة النحوي . مولى تيم بن مرة كان من علمائهم ، معبد بن ثعلبة رأس المعبدية .
مضاد أخو شبيب بن مزيد . كان من قواد عسكره حتى قتل .
المقعطل : كان من قضاة الأزارقة ايام قطري بن الفجأة .
مليل : من بني ثهلبة . كان من علماء الصفرية .
منير بن النير : كان من أئمتهم .
موسى بن ابي جابر : كان من أئمتهم .
موسى بن علي : كان من ائمتهم .
نافع بن الأزرق : ابو راشد . رأس الأزراقة . افردنا له ترجمة ص 170 .
نجدة بن عويمر الحنفي : كان رئيس النجدات ، ترجمناه في ص 165 .
نصر بن ملحان : كان من قضاتهم . وولاه الضحاك الصلاة .
هرون بن عبدالله البجلي : بويع له بعد قتل محمد بن عبدالله بن يحيى الوارقي كان من رؤسائهم .
هاشم بن عبدالله الخراساني : كان من أئمتهم .
هاشم بم غيلان : كان من أئمتهم .
هشام بن المهاجر : كان من أئمتهم .
هشام الدستواني ابن عبدالله سنير مولى بني سدوس .


( 285 )

كان من علمائهم مات سنة 154 هـ .
هصيم بن عامر : أبي بهيس رأس البهيسية .
الهيثم بن عدي : الأخباري : كان من العلماء . ومات سنة 209 هـ .
وداع بن حوثرة الأسدي : كان من أئمتهم .
الوضاح بن عقبة : كان من أئمتهم .
الوليد بن طريف : كان من شجعانهم ، قتله . دولب ، التركي .
يزيد بن جابر : يقال له الصموت . لشلل أصاب لسانه كان فاضياً للأزارقة ، يزيد بن قيس الأرحبي : كان من رؤساء الحرورية . قيل انه استماله علي (ع) بولاية اصبهان والري . فرجع من حرورآء . وتبعه جماعة .
وكانت تنادية الخوارج بالنهروان يا يزيد ـ لا حكم إلا لله ـ وان كرهت اصبهان .


( 286 )

( أعلام الخارجيات )


( البلجاء ) : هذه من النساء الخارجيات اللواتي اشتهرن بقوة الجنان والمجتهدات في نساء قومها ـ بني حرام بن يربوع ـ وقد عرفت البلجاء بصلابتها ونتمسكها الشديد بالعقيدة وحملت مشعل النكران والعداء لأمراء المسلمين حتى قتلت . ذكر المؤرخون . أن بلابل بن مرداس بن حدير . من رجالات الخوارج المشهورين . جاء اليها ، وقال لها : ان الله قد وسع على المؤمنين في التقية فاستتري . فان هذا المسرف على نفسه الجبار العنيد قد ذكرك . ـ يعني عبيد الله بن زياد ـ قالت أن يأخذني فهو اشقاني . فأما أنا فما احسب ان يعنت انسان بسببي . فوجه اليها ابن زياد فاتى بها فقطع يديها ورجليها ورمى بها في السوق بالبصرة فمر ابو بلال والناس مجتمعون فقال ما هذا ؟ فقالوا البلجاء فعرج اليها فنظر ثم عض على لحيته وقال لنفسه : لهذه أطيب نفساً عن بقية الدنيا منك يا


( 287 )

مرداس .
( حمادة الخارجية ) : كانت تعد من النساء اللاتي اشتهرن بالتمسك بالعقيدة . قال أرباب التاريخ أخرجت مع الخوارج في ولاية عامر على البصرة فعير الناس الخوارج من أجلها . وكانت في مرتبة البلجاء بصلابتها لمعتقدها .
( حمادة الصوفية ) : هذه كانت عابدة من عابدات الخوارج بالشام . وكانت ذات رياسة ونفوذ في قومها ، وفصاحة وبيان . قتلت صلباً .
( الشجاء الخارجية ) كانت من ربات العبادة ، والورع ، والزهد والرئاسة . جيىء بها الى زياد ، فقال لها ما تقولين في امير المؤمنين معاوية ؟ قالت ماذا أقول في رجل أنت خطيئة من خطاياه ، فقال بعض جلسائه : أيها الأمير : أحرقها بالنار ، وقال بعضهم : اقطع يديها ورجليها ، وقال بعضهم ، اسمل عينيها ، فضحكت حتى استلقت وقالت ، عليكم لعنة الله ، فقال لها زياد ، مم تضحكين ؟ قالت : كان جلساء فرعون خيراً من هؤلاء ، قال لها ولم ؟ قالت : استشارهم في موسى فقالوا ، أرجه وأخاه ، وهؤلاء يقولون ، اقطع يديها ورجليها واقتلها فضحك منها وخلى سبيلها .
( ام حكيم ) اخبارها بشجاعتها كثيرة . وكانت جميلة


( 288 )

للغاية ، وقد خطبها بعض الخوارج . فردته ، قال من شهدها كانت تحمل على الناس وهي ترتجز :

أحمل رأساً قد سئمت حمله * وقـد مللت دهنـه وغسلـه
الا فتى يحمل عني ثقله

( غزالة ) هي زوجة شبيب بن يزيد (1) كانت من ربات الفروسية والشجاعة والفصاحة والبلاغة ، خرجت مع زوجها شبيب على عبد الملك بن مروان وذلك في امارة الحجاج بن يوسف على العراق فجهز الحجاج اليه خمسة قواد الواحد بعد الواحد فقتلوا . ثم خرج شبيب من الموصل يريد الكوفة ، وخرج الحجاج من البصرة يريد الكوفة أيضاً . وطمع شبيب أن يلقاه قبل أن يصل الى الكوفة ، فأقحم الحجاج خيله فدخل قبله ، وذلك في عام 77 هجـ وقد تحصن الحجاج في قصر الامارة ، ودخل شبيب الكوفة ومعه امه جهيزة وزوجته غزالة عند الصباح ، وقد كانت غزالة نذرت أن تدخل مسجد الكوفة فتصلي فيه ركعتين تقرأ فيهما سورة البقرة وآل عمران ، فأتوا الجامع سبعين رجلاً
____________
(1) زعم ابن خلكان ؛ والبغدادي في الفرق بين الفرق ، ان غزالة هي ام شبيب ، وأما زوجته فهي جهيزة .
( 289 )

فصلت فيه الغداة وخرجت من نذرها ، وهي تتمتع بالموضع العظيم من الشجاعة والفروسية ، فقال بعضهم :

وفت الغزالة نذرها * يا رب لا تغفر لها

ولقد قاتلت غزالة في حروب عديدة مع الحجاب حتى هرب في بعض الوقائع فعيره بعضهم بقوله :

أسد علي وفـي الحروب نعـامة * فتخاء تنفر مـن صفيـر الصافر
هلا برزت الي غزالة في الوغى * بل كان قلبك فـي جناحـي طائر

قال ارباب التاريخ ، ولم يزل شيب يحارب الحجاج ، حتى هزم له عشرين جيشاً في مدة سنتين . منها جيش عتاب بن ورقاء ، وجيش الحارث بن معاوية الثقفي . وجيش ابي الورد البصري . وجيش طهمان مولى عثمان . ثم كبس شبيب الكوفة ليلاً ومعه ألف من الخوارج . ومعه غزالة وجهيزة في مائتين من نساء الخوارج قد اعتقلن الرماح وتقلدون السيوف . وقصد المسجد الجامع فقتل حراس المسجد والمعتكفين فيه ونصب غزالة على المنبر فخطبت . وقال خزيم بن فاتك الأسدي في ذلك :

أقامت غزالة سوق الضراب * لأهل العـراقين حـولا قميطاً



( 290 )

سمت للعراقين في جيشها * فلاقى العراقان منها أطيطا

قال : وبايع اصحاب شبيب في الجانب الآخر من الدجيل (1) غزالة . وعقد سفيان بن الأبرد الجسر وعبر مع جنده الى أولئك الخوارج وقتل اكثرهم وقتل غزالة وجهيزه واسر الباقين من أتباع شبيب ، ( قطام بنت الشجنة التيمية ) (2) .
كانت ممن يضرب بجمالها المثل . قتل أبوها واخوها يوم النهروان وقد عشقها عبد الرحمن بن ملجم المرادي وهام بها . ولما أن خطبها . قالت لا اتزوجك حتى تشفي لي صدري قال وما يشفيك ؟ قالت ثلاثة آلاف وعبد وقينة وقتل علي بن ابي طالب (ع) قال الشاعر :

فلا مهراً ساقـه ذو سمـاحة * كمهر قطام من فصيح وأعجم
ثلاثة آلاف وعبـد وقينـة * وقتـل علي بـالحسام المسمم

____________
(1) الدجيل نهر بالأهواز مخرجه من أرض اصبهان ومصبه في بحر فارس قرب عبادان .
(2) ذكر الطبري : والمبرد انها قطام بنت علقمة ، وذكر ابن ابي الحديد في شرح النهج قطام بنت الاخضر .

( 291 )

قال هو مهر لك . فأما قتل علي (ع) فلا أراك ذكرته لي وأنت تريديني قالت بلى التمس غرته . فان اصبت شفيت نفسك ونفسي ويهنئك العيش معي وان قتلت فما عند الله غير من الدنيا وزينتها وزينة أهلها . قال فوالله ما جاء بي الى هذا المصر الا قتل علي فانك ما سألت . قالت اني اطلب لك من يسند ظهرك ويساعدك على أمرك . فبعثت الي رجل من قومها من تيم الرباب يقال له وردان فكلمته فأجابها وأتى ابن ملجم رجلاً من اشجع يقال له شبيب ابن بجرة . فجاؤا الى قطام وهي في المسجد الأعظم معتكفة فقالوا لها : قد أجمع رأينا على قتل علي : قالت فاذا اردتم ذلك فأتوني . ثم عاد اليها ابن ملجم في ليلة الجمعة التي قتل في صبيحتها علي (ع) سنة اربعين للهجرة . فقال : هذه الليلة التي واعدت فيها صاحبي فعصبتهم وأخذوا أسيافهم ودخلوا المسجد فناموا حتى طلوع الفجر حتى اذا جاء علي (ع) ليؤدي فرض الصبح فأمهلوه حتى اذا سجد السجدة الأولى ورفع رأسه من السجدة ضربه عبد الرحمن بسيفه فشق رأسه الى موضع سجوده وقد ضربه شبيب فوقعت ضربته بالاسطوانة وهرب وردان حتى دخل منزله فدخل عليه رجل من بني أبيه وهو ينزع الحرير عن صدره فقال ما هذا الحرير والسيف : فأخبره بما كان وانصرف فجاء


( 292 )

بسيفه فعلاً به وردان حتى قتله . وخرج شبيب نحو أبواب كنده في الغلس وصاح الناس فلحقه رجل من حضرموت يقال له عويمر . وفي يد شبيب السيف فأخذه وصرعه وجثم الحضرمي على صدره . فلما رأى الناس قد أقبلوا في طلبه وسيف شبيب في يده حشى على نفسه فتركه ونجا شبيب في غمار الناس فشدوا على ابن ملجم فأخذوه الا ان رجلاً من همدان يكنى أبا دماء أخذ سيفه فضرب رجله فصرعه وجيىء به الى علي (ع) فأمر بسجنه ثم أمر باخراجه في اليوم الثاني فاخرج واحضر اليه . فقال له : اي عدو الله ألم احسن اليك ؟ قال : بلى . قال فما حملك على هذا فسكت الشقي . فأمر علي بحبسه . ثم قال ، علي (ع) لولده الحسن . ان أنا مت من ضربته هذه فاضربه ضربة بضربة ولا يمثل بالرجل فاني سمعت رسول الله (ص) يقول إياكم والمثلة ولو بالكلب العقور . ولما توفي امير المؤمنين ( ؛ ع ) اخرجه الحسن (ع) وضربه ضربة واحدة فقتله كما أوصاه أبوه ، غير أن الناس تعادوا على جيفته فأدرجوها في بواري وأحرقوه .
( كحيلة ) كانت من ربات الفصاحة والبيان . فكانت تخرج مع الخوراج هي وصاحبتها قطام ، وجعل أصحاب ابن عامر يعيرونهم ويصيحون بهم . يا اصحاب كحيلة


( 293 )

قطام . ويعرضون لهم بالفجور فتناديهم الخوارج بالدفع والردع .

( ليلى بنت طريف التغلبية )

شاعرة من شواعر العرب في الدولة العباسية . كان اخوها الوليد بن طريف الشيباني » رأى الخوارج واشدهم بأساً وصولة وأشجعهم فاشتدت شوكته وطالت أيامه فوجه اليه الرشيد يزيد بن مزيد الشيباني فجعل يخاتله ويماكره وكانت البرامكة منحرفة عن يزيد بن مزيد فأوغروا به امير المؤمنين وقالوا : انما يتجافى عنه للرحم والا فشوكة الوليد يسيرة . فوجه الرشيد كتاباً مغضباً الى يزيد وأقسم بالله لئن اخرت مناجزة الوليد ليوجهن اليك من يحمل رأسك الى امير المؤمنين . فسار يزيد الى الوليد بن طريف فلحق به بعد مسافة بعيدة . فخرج الوليد الى يزيد وهو يقول :

انا الوليد بن طريف الشاري * قسـورة لا يصطلى بنـاري
جوركم أخرجني من داري

فأوقع يزيد السيف في أصحاب الوليد وأخذ رأسه . فحملت على الناس اخته ليلى بنت طريف وعليها الدرع والجوشن . فلما رآها يزيد قال : دعوها . ثم خرج اليها فضرب بالرمح قطاة فرسها ثم قال : اغربي غرب الله عينيك


( 294 )

فقد فضحت العشيرة فاستحيت وانصرفت وهي تقول :

بتل ثباتاً رسم قبـر كأنـه * على جبل فوق الجبال منيف
تضمن جوداً حاتمياً ونائلاً * وسورة مقدام ورأي حصيف

وهي قصيدة عامرة في رثاء أخيها الوليد ذكرها البحتري في حماسته . وأبو الفرج الأصبهاني في الأغاني (1) وقال ابن خلكان : ان الفارعة (2) رثت أخاها الوليد بهذه القصيدة وأجادت . وهي قليلة الوجود ولم أجد في مجاميع الأدب الا بعضها . حتى أن أبا علي القالي لم يذكر منها في أماليه سوى أربعة أبيات فأتفق أن ظفرت بها كاملة فأثبتها لغرابتها مع حسنها ، اقول وهي ثمانية عشر بيت ولكن في الحماسة والأغاني أربعة وعشرون بيتاً ، ومن رثائها لأخيها أيضاً :

ذكـرت الوليـد وايامـه * اذا الارض من شخصه بلقع
فأقبلت اطلبه فـي السماء * كـما ينبغي أنفـه الأجـدع

____________
(1) لفت نظر . ذكر ليلى بنت طريف الاستاذ عمر رضا كحالة في كتابه ـ أعلام النساء ـ في الجزء الثالث منه ؛ وذكرها أيضاً في حرف الفاء باسم الفارعة بنت طريف بن الصلت الشيباني الخارجي . والظاهر اختلف عليه الاسم والترجمة واحدة والقصيدة نفسها . واظن ان الذي اوقعه بهذا الاشتباه هو ابن خلكان .
(2) أراد ليلى .

( 295 )

( الجديعاء )

هي مريم بنت الأعلم ، كانت تحارب مع زوجها ابي حمزة في حربه مع أهل مكة . وكانت ترتجز :

أنـا الجديعاء وبنت الأعلـم * من يأسلن اسمي فاسمي مريم
أن الجديعـاء وبنت الأعلـم * من يسألن اسمي فاسمي مريم

( عاشئة بنت يحيى بن يعمر )

كانت عائشة هذه من الخارجيات اللاتي اشتهرن بالجمال ومن ربات الرأي والعقل . خطبها محمد بن بشير لما قدم البصرة فابى أبوها وكلمة في ذلك يحيى بن يعمر فأبى . الا بعد أن يطلق زوجتيه واحداهن كانت ابنة عمه والأخرى من أشجع ، ثم رجع الى الحجاز ولم يوافق على ما طلبه منه أبوها (1) ، .
____________
(1) الأغاني لأبي الفرج الاصبهاني .
( 296 )

( عبدة بنت حسان المزنية )


كانت من ربات الفصاحة والبلاغة ، وكان محمد بن بشير الخارجي يتحدث الى عبدة بنت حسان المزنية ويقيل عندها أحياناً وربما بات عندها ضيفاً لاعجابه بحديثها . فنهاها قومها عنه وقالوا : ما مبيت رجل بامرأة أيم . فجاءها ذات يوم فلم تدخله خباءها وقالت له : قد نهاني قومي عنك . وكان قد أمسى فمنعته المبيت وقال : لا تبيت عندنا فيظن بي وبك شر . فانصرف وقال فيها :

ظللت لـدى أطنابها وكأننـي * أسير معنى فـي مخلخلة كبـل
أعبـدة امـا جلسة عنـد كاره * وأمـا مزاج لا قـريب ولا سهل
فانك لو اكرمت ضيفك لم يعب * عـليك الذي تأتين حمو ولا بعل
وقد كان ينميها الى ذروة العلا * أب لا تـخطاه المطيـة والرحل


( 297 )

فهل أنت الا شعبـة كـان أصلها * نضاراً فلم يفضحك فرع ولا أصل
صددت امرءاً عن ظل بيتك ماله * بواديك لولاكم صديق ولا أهل (1)

( أم علقمة الخارجية )

من ربات الفصاحة والبلاغة والشجاعة وقوة الحجة اتى بها الى الحجاج بن يوسف فقيل لها : وافقية في المذهب فقد يظهر الشرك بالمكر . فقالت : قد ظللت اذا وما أنا من المهتدين . فقال لها : قد خبطت الناس بسيفك يا عدوة الله خبط العشواء . فقالت : لقد خفت الله خوفاً صيرك في عيني أصغر من ذباب وكانت منكسة فقال : ارفعي رأسك وانظري إلي . فقالت : أكره أن أنظر الى من لا ينظر الله اليه . فقال : يا اهل الشام ما تقولون في دم هذه ؟ قالوا : حلالاً . فقالت : لقد كان جلساء اخيك فرعون أرحم من جلسائك حيث استشارهم في أمر موسى فقالوا : أرجه وأخاه فقتلها .
____________
(1) : الأغاني للاصبهاني .
(2) محاضرات الأدباء للراغب الاصبهاني .

( 298 )

( ام عمران بن الحارث الراسبي )

هي شاعرة من شواعر العرب . فمن شعرها ما قالته في عمران بن الحارث عندما التقى مع الحجاج بن باب وذلك بعدما اقتتلوا زهاء شهر فاختلفا بضربتين فسقطا ميتين فانشدت ام عمران .

الله أيــد عمـرانــاً وطهـره * وكان عمـران يدعو الله في السحر
يدعوه سـراً واعلانـاً ليـرزقـه * شهــادة بيــدي ملحـادة غـدر
ولـي صحابته عـن حـرّ ملحمة * وشد عمران كالضرغامة الهصر (1)

( امرأة عمران بن حطان )

كانت ذا فضل وعقل . قالت يوماً لعمران أما زعمت انك لم تكذب في شعر قط قال : أو فعلت ؟ قالت : انت القائل .

فهناك مجزأة بن نو * ركان أشجع من أسامة

____________
(1) شرح النهج لابن ابي الحديد .
( 299 )

أفيكون رجل أشجع من الاسد فقال : أنا رأيت مجزأة فتح مدينة والاسد لا يفتح مدينة (2) .

( عمرة بنت مرداس بن أبي عامر ) (3)

هي شاعرة مجيدة مخضرمة فمن رثائها لأخيها يزيد لما قتل وذلك أن يزيد كان قد قتل قيس بن الأسلت في بعض حروبهم فطلبه بثأره هرون بن النعمان بن الأسلت حتى تمكن من يزيد فقتله بقيس بن ابي قيس وهو ابن عمه فقالت :

أجـد ابـن امـي أن لا يؤوبـا * وكـان ابـن اميـر جليداً نجيباً

وهي من أحسن الرثاء (4) ومن رثائها أيضاً :

أعينـي لـم اختلكمـا بخيانـة * أبـي الدهر والأيام أن اتصبرا

ومن رثائها لأخيها عباس بن مرداس .

لتبك ابن مرداس على ما عراهم * عشيرتـه اذ حـم أمس زوالها

قيل انها توفيت نحو سنة 48 هـ .
____________
(2) الكامل للمبرد .
(3) امها الخنساء الشاعرة الشهيرة .
(4) في الحماسة لابي تمام وفي الأغاني ، وديوان الخنساء .

( 300 )

( عميرة امرأة مجاشع ) (5)

شاعرة من شواعر العرب كانت ترى رأي زوجها بالقعود عن الخوارج . ثم افسدها رجل حتى رأت رأي الخوارج . فدعت زوجها الى ذلك فأبى وأبت ان تخرج فخرجت فكتب اليها زوجها :

وجداً يصاحبني لعل صبابة * منهـا تـرد خليلـة لخليل
فـلئن قتلت ليقتلن قتيلكـم * فتيقني انـي قتيـل قتيـل

فقالت تجيبه :

أبلغ مجاشع ان رجـعت فـانني * بيـن الاسنة والسيـوف مقيلي
أرجـو السعادة لا احدث ساعـة * نفسي اذا أنـا اجبتهـا بقفـول
ووهبت خدري والفراش لكاعب * في الحي ذات دمالج وحجول (6)

____________
(5) من بكر بن وائل .
(6) بلاغات النساء .