( 218 )
اختلافهم في الآراء والمقالات فكانوا أربعة آلاف رجل »
(1) .
ويعدد الطوسي 3040 رجلاً من أصحاب الصادق الذين رووا عنه
(2) .
ويروي الأصبهاني أن من حدث عن جعفر الصادق من الأئمة الأعلام : مالك بن أنس وشعبة بن الحجاج وسفيان الثوري وابن جريج وعبد الله بن عمرو وروح بن القاسم وسفيان بن عيينة وسليمان بن بلال وإسماعيل بن جعفر كما روى عنه الشافعي وأحمد بن حنبل وعمرو بن دينار ..
(3) كما ان ابن شهرآشوب ذكر أن أبا حنيفة كان من تلامذة الصادق
(4) .
ويذكر ابن خلكان أن الصادق من سادات أهل البيت ولقب بالصادق لصدقه في مقالته وفضله أشهر من أن يذكر وله كلام في صنعة الكيمياء والزجر والفأل . وقد تتلمذ عليه أبو موسى جابر بن حيان الكوفي ، وقد ألف كتاباً يشمل على ألف ورقة تتضمن رسائل جعفر الصادق وهي خمسمائة رسالة
(5) .
وهكذا عاش الصادق في فترة حفلت بالتطورات الفكرية المختلفة وامتازت بظهور المذاهب الفقهية فقام بدوره بوضع أسس الفقه عند الشيعة الإمامية حتى نسب إليه الفقه الجعفري
(6) .
كما كانت أراؤه الفقهية قد كونت مدرسة خاصة عرفت بمدرسة الإمام الصادق سار فيها على الأسس التي وضعها والده الباقر فطورها ثم قام تلاميذه بنشر هذه المبادىء حتى أصبحت مذهباً خاصاً بالشيعة
____________
(1) المفيد : الإرشاد ص 270 .
(2) الطوسي : الرجال ص 142 ـ 342 .
(3) الأصبهاني : حلية الأولياء ج 3 ص 198 ـ 199 .
(4) ابن شهراشوب ج 4 ص 428 .
(5) ابن خلكان : وفيات الأعيان ج 1 ص 291 .
(6) انظر أسد حيدر : الإمام الصادق والمذاهب الأربعة ، النجف 1963 ، هاشم معروف الحسني : المبادىء العامة للفقه الجعفري ، بغداد .
( 219 )
الإمامية
(1) . كما كان لأرائه الكلامية أيضاً أثرها فقد قام تلاميذه بنشرها حتى كونت مدارس كلامية خاصة ومن اشهر هؤلاء هشام بن الحكم
(2) .
إلا أن الفقه الجعفري لم يكتب له الانتشار كما انتشرت المذاهب الفقهية الأخرى وذلك لأن السلطة الحاكمة آنئذ قد حدت من انتشاره وفضلت عليه المذاهب الفقهية الأخرى حتى لا تفسح السبيل لظهوره .
كما حفل عصر الصادق بظهور حركات غلو مختلفة بين شعيته واختلافهم في الإمامة فوضح السبيل لشيعته وأبانه كما حارب الغلو وتبرأ منه وسيأتي بيان ذلك في فصل الإمامة . وكان هذا السبيل الذي سلكه الصادق قد سار عليه بقية الأئمة بعده وهكذا نجد أن الأثر الذي تركه جعفر الصادق على النواحي الفكرية أهم وأعظم من أثره على النواحي السياسية فقد كان الصادق كما يقول الشهرستاني : «وهو ذو علم غزير في الدين وأدب كامل في الحكمة وزهد في الدنيا وورع تام عن الشهوات وقد أقام بالمدينة مدة يفيد الشيعة المنتمين إليه ، ويفيض على الموالين له أسرار العلوم ، ثم دخل العراق وأقام بها مدة ما تعرض للأمامة قط ولا نازع أحداً في الخلافة ومن غرق في بحر المعرفة لم يطمع في شط ... »
(3) .
وعاش الصادق هكذا حتى توفي في سنة 148 هـ بالمدينة وقد اختلف في وفاته فاليعقوبي يذكر أنه توفي زمن المنصور وأن المنصور حزن عليه . وكان يقول : « فإن سيدهم وعالمهم وبقية الأخبار منهم توفي ... » كما وصف جعفراً بأنه ممن قال الله فيه : (
ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ) » فكان جعفر بن محمد ممن اصطفى الله وكان من السابقين
____________
(1) انظر رسالة للصادق « جهات معائش العباد ووجوه إخراج الأموال » ورسالة في « الغنائم ووجوب الخمس » وغيرها من الرسائل نقلها الحراني : تحف العقول ص 245 ـ 253 وانظر أيضاً كتاب الكافي للكليني ومن لا يحضره الفقيه للصدوق والاستبصار للطوسي حيث أن أكثر الآراء الفقهية فيها ترد عن الصادق .
(2) الكشي : الرجال ص 220 .
(3) الشهرستاني : الملل والنحل ج 1 ص 272 .
( 220 )
بالخيرات »
(1) .
المسعودي يذكر أن الصادق مات مسموماً في زمن المنصور
(2) . والظاهر أن قضية سم الصادق لا تعدو من شبهة لأنها لو كانت صحيحة لما أهملتها المصادر الإمامية التي أجمعت على أن الصادق توفي سنة 148 هـ في حياة المنصور
(3) ما عدا ابن رستم الطبري حيث يذكر أن المنصور سم الصادق فقتله
(4) .
ولما توفي الإمام جعفر بن محمد الصادق انتقلت الإمامة إلى ابنه موسى بن جعفر ، وقد عاصر موسى بن جعفر المهدي والهادي والرشيد .
ونظراً لسياسة المهدي المتسامحة مع العلويين لم يتعرض لموسى بن جعفر إلا أنه استقدمه من المدينة إلى العراق ولما طلب منه الاذن بالرجوع إلى المدينة أذن له بعد أن قضى حوائجه
(5) .
وبالرغم من شدة الهادي مع العلويين إلا أن المصادر التاريخية لا تذكر شيئاً عن علاقة موسى بن جعفر بالهادي .
أما المصادر الإمامية غتذكر أن موسى بن جعفر قد حبس في أيام الهادي فتذكر ابن عنبه أن موسى بن جعفر حبس في زمن الهادي إلا أنه أطلقه بعد أن رأى علي بن أبي طالب في نومه يقول له : يا موسى (
هل عسيتم ان توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم ) فعرف أنه المراد بذلك فأمر بإطلاقه ثم يقول : « ثم تنكر له بعد ذلك فهلك قبل أن يوصل إلى الكاظم أذى »
(6) .
____________
(1) اليعقوبي : التاريخ ج 3 ص 117 .
(2) المسعودي : مروج الذهب ج 3 ص 297 .
(3) انظر المفيد : الارشاد ص 271 ابن شهراشوب : مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 280 ، الطبرسي : أعلام الورى بأعلام الهدى ص 266 ، الأربلي : كشف الغمة في معرفة الأئمة ج 2 ص 373 .
(4) ابن رستم الطبري : دلائل الإمامة ص 111 .
(5) المسعودي (منسوب ) : إثبات الوصية ص 159 ـ 160 .
(6) ابن عنبه : عمدة الطالب ص 169 .
( 221 )
أما في زمن الرشيد فقد تعرض موسى بن جعفر لمراقبة من الرشيد لخوف الرشيد منه ولوصول الأخبار إليه بأن له جماعة تقول بإمامته وقد كثرت الوشايات في موسى بن جعفر حتى حبسه .
ويذكر الأصفهاني السبب الذي من أجله حبس موسى بن جعفر ويجعل للبرامكة يداً في ذلك ، فيذكر أن يحيى بن خالد بن برمك استطاع أن يغري علي بن إسماعيل بن جعفر بن محمد بالأموال وكان إسماعيل هذل على صلة بموسى بن جعفر وعلى علم بأخباره فلم يزل حتى سعى بموسى عند الرشيد وأخبره أن الأموال تحمل إليه من المشرق والمغرب وأن له بيوت أموال وأنه اشترى ضيعة بثلاثين ألف دينار وسماها اليسيرة فسمع منه الرشيد ذلك ووصله
(1) .
ولما حج الرشيد في تلك السنة ( 183هـ ) بدأ بقبر النبي فقال : « يا رسول الله إني أعتذر إليك من شيء أريد أن أفعله ، أريد أن أحبس موسى ابن جعفر فانه يريد التشتيت بين أمتك وسفك دمائها »
(2) .
ويذكر ابن طباطبا أن سبب حبس الرشيد لموسى بن جعفر أن بعض حساده من أقاربه قد وشوا به إلى الرشيد وذكروا أن الناس يحملون إلى موسى خمس أموالهم ويعتقدون إمامته وأنه عازم على الخروج فأقلق ذلك الرشيد فسجنه
(3) .
وهكذا عملت الوشايات عملها حتى حبس الرشيد موسى بن جعفر عند عيسى بن جعفر بن المنصور وكان على البصرة ولما لم يجد هذا حجة عليه كتب إلى الرشيد يطلب منه إخلاء سبيله
(4) .
أما المصادر الإمامية فتذكر أن السبب في حبس موسى بن جعفر زمن الرشيد أن الرشيد لما حج اجتمع إليه بنو هاشم وبقايا الهاجرين والأنصار
____________
(1) الأصفهاني : مقاتل الطالبيين ص 501 ـ 502 .
(2) الأصفهاني : مقاتل الطالبيين ص 502 .
(3) ابن طباطبا : الفخري ص 196 .
(4) الأصفهاني : مقاتل الطالبيين ص 502 .
( 222 )
ومعهم موسى بن جعفر فلما انتهوا إلى قبر رسول الله وقف الرشيد وقال : السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا بن عم « افتخاراً على قبائل العرب ـ واستطالة عليهم بالنسب » ثم تقدم موسى بن جعفر فقال : السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا أبة « فتغير لون الرشيد وقال : يا أبا الحسن ان هذا لهو الفخر الجسيم »
(1) .
ولعل غضب الرشيد من موسى بن جعفر هنا لأنه يذكره بأنه ابن رسول الله وهو أولى به .
أما ابن عنبة فيذكر أن من أسباب غضب الرشيد على موسى بن جعفر إن محمد بن إسماعيل بن الصادق كان مع عمه موسى الكاظم يكتب له السر إلى شيعته في الأفاق وأن إسماعيل هذا سعي بعمه موسى عند الرشيد وقال للرشيد : « إن في الأرض خليفتين يجبي إليها الخراج فقال : الرشيد ويلك أنا ومن ؟ قال : موسى بن جعفر وأظهر أسراره فقبض الرشيد على موسى الكاظم وحبسه وكان سبب هلاكه »
(2) .
ويعطي ابن شهر آشوب سبباً آخر لحبس موسى بن جعفر فيذكر أن الرشيد كان يريد إرجاع فدك إلى موسى بن جعفر وكان موسى يأبي ذلك ولما ألح عليه الرشيد طلب موسى أن يأخذها بحدودها ولما سأله الرشيد عن حدودها قال : الحد الأول عدن والحد الثاني سمرقند والحد الثالث إفريقية والحد الرابع سيف البحر مما يلي الخزر وأرمينية ، فغضب الرشيد وقال له : « فلم يبق لنا شيء فتحول إلى مجلسي ... فعند ذلك عزم الرشيد على قتله »
(3) .
فقول موسى هذا يعني أنه صاحب الحق لأن ذكر أمصار الخلافة العباسية . ويبدو مما يرويه الصدوق أن العباسيين كانوا يضيقون على آل
____________
(1) المفيد : الفصول المختارة من العيون والمحاسن ج 1 ص 15 ، الإرشاد ص 298 الطبرسي : أعلام الورى بأعلام الهدى ص 297 .
(2) ابن عنبة : عمدة الطالب ص 233 ـ 234 .
(3) ابن شهراشوب : مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 320 ـ 321 وانظر أيضاً سبط ابن الجوزي تذكرة الخواص ص 359 ـ 360 .
( 323 )
البيت ويقللون أعطياتهم لئلا يلتف حولهم أنصار يحاربونهم بهم ، ذكر أن الرشيد اعطى موسى بن جعفر مائتي دينار بينما أعطى غيره 5 آلاف دينار ولما سأله الفضل بن الربيع عن سبب ذلك قال الرشيد : « لو أعطيت هذا ما كنت أمنته أن يضرب وجهي غداً بمائة ألف سيف من شيعة هذا ومواليه ، وفقر هذا وأهل بيته أسلم لي ولكم من بسط أيديهم وأعينهم »
(1) .
وبالرغم من شدة الرشيد مع موسى بن جعفر إلا أنه كان عارفاً قدره ومنزلته فقد كان يقول عن موسى بن جعفر : « أما أن هذا من رهبان بني هاشم » ولما سئل لم ضيق عليه في الحبس قال : هيهات لا بد من ذلك
(2) .
فيبدو أن موسى بن جعفر كان مصدر قلق وخوف للرشيد بالرغم من أنه لم يشهر سيفاً بوجهه .
وقد أطلق الرشيد موسى بن جعفر حينما حبسه أول مرة بعد أن رأى في نومه من يقول له : « إن لم تخل عن موسى بن جعفر الساعة وإلا نحرتك بهذه الحربة » فأطلقه وخيره بين البقاء في العراق أو الذهاب إلى المدينة ودفع إليه ثلاثين ألف درهم
(3) .
ولكن هذا لم يمنع الرشيد من حبسه مرة أخرى كانت فيها نهايته فيذكر اليعقوبي ، إن موسى بن جعفر توفي 183 هـ في حبس الرشيد قتله السندي بن شاهك ثم إن الرشيد دعا القواد والكتاب الهاشميين والقضاة والطالبيين ثم كشف عن وجه موسى وسألهم أتعرفون هذا قالوا : « نعرفه حق معرفته هذا موسى بن جعفر ، فقال هارون : أترون أن به أثراً وما يدل على اغتيال ؟ قالوا : لا ، ثم غسل وكفن ودفن بمقابر قريش في الجانب الغربي »
(4) .
ويبدو أن الرشيد بعد أن حبس موسى بن جعفر وقتله أراد أن يبرىء
____________
(1) الصدوق : عيون أخبار الرضا ج 1 ص 75 ـ 76 .
(2) عيون أخبار الرضا ج 1 ص 79 .
(3) المسعودي : مروج الذهب ج 3 ص 356 ـ 357 .
(4) اليعقوبي : التاريخ ج 3 ص 145 .
( 224 )
نفسه من الشكوك فكان يحاول أن يفهم الناس أنه لايد له في موته .
ويرى الدوري « أن هذا السؤال في ذاته يؤكد الشكوك في قتل الإمام »
(1) .
المسعودي يذكر أن موسى بن جعفر مات مسموماً
(2) . أما الأصفهاني فيروي أنه بعد موت موسى بن جعفر نودي عليه « هذا موسى بن جعفر الذي تزعم الرافضة أنه لا يموت فانظروا إليه »
(3) .
وقد نودي بهذا النداء لأن جماعة من الشيعة اعتقدت بأن موسى بن جعفر لا يموت وأنه حي وهؤلاء هم الواقفة وسيأتي بيان ذلك في فصل الإمامة .
وتجمع المصادر الإمامية أن موسى بن جعفر توفي مسموماً في حبس الرشيد على يد السندي بن شاهك وأن الرشيد كان يحاول ان يتخلص من مسؤولية قتله فيذكر الصدوق ان الرشيد أدخل على موسى بن جعفر في سجنه ثمانين رجلاً من الوجوه وطلب اليهم أن ينظروا إليه إن كان حدث به مكروه وهذا « منزله وفرشه موسع عليه غير مضيق فوجدوه على ما ذكر الرشيد إلا أن موسى أخبرهم أنه سقي السم »
(4) .
المفيد يذكر أن موسى بن جعفر قتل مسموماً في طعام قدم إليه وأن الرشيد أدخل إليه الفقهاء ووجوه بغداد وفيهم الهيثم بن عدي وأشهدهم أنه مات حتف أنفه فشهدوا على ذلك
(5) .
ويقول ابن عنبة أنه لف في بساط حتى مات ثم أخرج للناس وعمل محضراً أنه مات حتف أنفه وترك ثلاثة أيام على الطريق يأتي من يأتي فينظر إليه ثم يكتب في المحضر
(6) .
____________
(1) الدوري : العصر العباسي الأول ص 142 .
(2) المسعودي : مروج الذهب ج 3 ص 365 .
(3) الأصفهاني : مقاتل الطالبيين : ص 550 ، وانظر ابن الشحنة : روضة المناظر في أخبار الأوائل والأواخر ج 8 ص 53 . ( طبع الكتاب على هامش كتاب الكامل لابن الأثير ) .
(4) الصدوق : الأمالي ص 149 ـ 150 .
(5) المفيد : الإرشاد ص 301 ـ 302 .
(6) ابن عنبة : عمدة الطالب ص 169 وانظر أيضاً ابن زهرة : غاية الاختصار ص 91 .
( 225 )
ويبدو من الأساليب التي اتخذها الرشيد في قضية قتل موسى بن جعفر أنها سبيل آخر من سياسة المخادعة التي اتبعها مع العلويين .
ولما مات موسى بن جعفر سنة 183 هـ
(1) ، انتقلت الإمامة إلى ابنه علي بن موسى الرضا ، وكانت إمامته أيام المأمون المتسامحة مع العلويين.
ولقد قام المأمون بعمل انفرد به وهو تقديم علي بن أبي طالب على العباس بن عبد المطلب وهذا شيء غريب بالنسبة للعباسيين فقد ذكر طيفور أن السندي بن شاهك دخل على الفضل بن سهل متعجباً بعد أن سمع أن المأمون قدم علي بن أبي طلب على العباس وكان يقول : « ما ظننت أني أعيش حتى أسمع عباسياً يقول هذا فقال له الفضل : تعجب من هذا ؟ هذا والله ما كان قول أبيه قبله »
(2) ولكن لم نجد أحداً من الخلفاء العباسيين صرح بتفضيل علي سوى المأمون . وقد قام المأمون بالبيعة لعلي بن موسى الرضا وجعله ولي عهده وتروي المصادر التاريخية قصة بيعة المأمون للرضا .
فاليعقوبي يذكر أن المأمون استقدم علي الرضا من المدينة إلى طوس سنة 201هـ وبايع له وألبس الناس الخضرة مكان السواد ودعا للرضا على المنابر وضرب الدنانير والدراهم باسمه
(3) .
واليعقوبي يكتفي بهذا ولا يوضح سبب البيعة للرضا .
أما الطبري فيذكر أن السبب الذي دعا المأمون لمبايعة الرضا لأنه لم يجد أحداً أفضل ولا أورع ولا أعلم منه في بني العباس وبني علي وسماه الرضا من آل محمد
(4) .
أما ابن طباطبا فيقول عن المأمون : « ومن اختراعاته نقل الدولة من
____________
(1) الخطيب : تاريخ بغداد ج 13 ص 32 .
(2) طيفور : بغداد ص 17 .
(3) اليعقوبي : التاريخ ج 3 ص 176 .
(4) الطبري : تاريخ الرسل والملوك ج 10 ص 243 ، ابن الثير : الكامل ج 5 ص 183 .
( 226 )
بني العباس إلى بني علي » ويذكر السبب الذي دعا المأمون لذلك « كان المأمون فكر في حال الخلافة بعده وأورد أن يجعلها في رجل يصلح لها لتبرأ ذمته كذا زعم »
(1) كما أنه وجد الرضا أفضل أعيان البيتين العلوي والعباسي
(2) .
أما السيوطي فيرى أن السبب الذي دفع المأمون إلى توليه الرضا العهد إفراطه في التشيع حتى أنه هم بخلع نفسه وتفويض الأمر إليه
(3) .
وتبين المصادر التاريخية دور الفضل بن سهل وتأثيره على المأمون في إسناد ولاية العهد إلى الرضا فاليعقوبي يذكر أن رجاء بن أبي الضحاك قريب الفضل بن سهل كان رسول المأمون إلى الرضا وهو الذي أتى به من المدينة
(4) .
أما الطبري فيبين رد الفعل عند البغداديين بعد سماعهم ببيعة الرضا فقالوت : « إنما هذا دسيس من الفضل بن سهل »
(5) .
ويبدو أن الفضل بن سهل لم يفعل هذا حباً لعلي الرضا ويؤيد هذا مارواه الجهشياري من أن كلاماً دار بينه وبين نعيم بن أبي خازم بحضرة المأمون فقال له نعيم : « إنك تريد ان تزيل الملك عن بني العباس إلى ولد علي ثم تحتال لتجعل الملك كسروياً ولولا أنك أردت ذلك لما عدلت عن لبسة علي وولده وهي البياض إلى الخضرة وهي لباس كسرى والمجوس »
(6) .
وهذا يصح إذا نظرنا إلى الخلاف الذي حصل بين الرضا وابن سهل بعد البيعة ويؤكد ذلك أيضاً ابن طباطبا فيذكر « وكان الفضل بن سهل وزير المأمون هو القائم بهذا الأمر والمحسن له »
(7) .
ويعتقد الدوري « أن تاثير الفضل بن سهل ووجود المأمون في
____________
(1) ابن طباطبا : الفخري ص 216 .
(2) ن. م ص 217 .
(3) السيوطي : تاريخ الخلفاء ص 307 .
(4) اليعقوبي : التاريخ ج 3 ص 176 .
(5) الطبري : تاريخ الرسل والملوك ج 10 ص 243 .
(6) الجهشياري : الوزراء والكتاب ص 312 ـ 313 .
(7) ابن طباطبا : الفخري ص 217.
( 227 )
خراسان هما اضطراه لاتخاذ هذه الخطة »
(1) .
ويرى جبريالي أن سبب ذلك لأن المأمون كان له ميل عاطفي ديني سابق للعلويين ، إلا أن هذا الميل ظهر بصورة فجائية ولأول مرة في الحقل السياسي في البيعة للرضا
(2) .
ويبدو مما ترويه بعض المصادر التاريخية أن علي بن موسى الرضا لم يقبل البيعة في أول الأمر وإنما تردد في قبولها فيذكر المسعودي « ثم كتب إليه وسأله القدوم ليعقد له الأمر فامتنع عليه ثم كاتبه في الخروج وأقسم عليه »
(3) .
ويذكر الأصفهاني أن المأمون هدد الرضا بقبول البيعة قائلاً : « لا بد من قبولك ما أريد فإني لا اجد محيطاً عنه ، ان عمر بن الخطاب جعل الشورى في ستة أحدهم جدك ... وشرط فيمن خالف أن تضرب عنقه »
(4) .
ويروي الدوري أن إجبار المأمون الرضا على البيعة لأنه كان مرغماً على مجاراة الخراسانيين كما أنه أراد أن يسير خطوة جديدة في إحياء حكم العدل الذي وعد به الخراسانيين فلذلك قال : إنه اختار للخلافة خير مايصلح لها من بني هاشم
(5) .
ويبدو أن المأمون تساهل مع العلويين رغبة في كسب ودهم واراد تصفية الجو المتوتر الذي خلقته سياسة أبيه مع العلويين كما أنه أراد القضاء على تذمر العلويين وثوراتهم فبايع للرضا .
أما المصادر الإمامية فتعطي أسباباً أخرى دفعت المأمون لمبايعة
____________
(1) الدوري : العصر العباسي الأول ص 208 .
(2) جبريالي : المأمون والعلويون (عن العصر العباسي الأول ص 207 ) .
(3) المسعودي : إثبات الوصية ص 172 .
(4) الأصفهاني ك مقاتل الطالبيين ص 563 .
(5) الدوري : العصر العباسي الأول ص 209 وانظر :
Hamid; The pro-Alid policy of M’mun, Bullein of the College of Arte and Sciences, Baghdad, Vol. I, June, 1956
( 228 )
الرضا بالإضافة إلى ما ورد من أسباب في المصادر التاريخية وأحسن مرجع في هذا الباب من المصادر الامامية كتاب عيون أخبار الرضا للصدوق .
فقد ذكر الصدوق أن السبب الذي دفع المأمون للبيعة للرضا وذلك لأنه كان يعتقد أن الرضا يدعو إلى نفسه في السر فأراد أن يجعله ولي عهده ليتعرف بالخلافة والملك له « وليعتقد فيه المفتونون به أنه ليس مما ادعى في قليل ولا كثير وأن هذا الأمر لهم دونه ( العباسيين ) »
(1) .
وهكذا كان الخلفاء العباسيون يعتقدون أن الأئمة يدعون إلى أنفسهم ويطلبون الخلافة ولو لم يخرج منهم أحد لا تخاذهم الجانب السلبي تجاه الأحداث السياسة بعد أن راوا أن لا جدوى من خروجهم . إلا أن الظاهر أن خوف الخلفاء العباسيين كان من أتباع الأئمة الذين اعتقدوا إمامتهم ولم يعترفوا بشرعية الحكم للعباسي .
كما أن منزلة الأئمة وما يتمتعون به من احترام قد أثار خوف العباسيين يدل على ذلك ما رواه الكليني عن الرضا بعد قبوله ولاية العهد ، فكان يقول : « والله ما زادني هذا الأمر الذي دخلت فيه من النعمة عندي شيئاً ولقد كنت بالمدينة وكتابي ينفذ في المشرق والمغرب ولقد كنت أركب حماري وأمر في سكك المدينة وما بها أعز مني وما كان بها أحد منهم يسألني حاجة يمكنني قضاؤها إلا قضيتها له »
(2) .
فلذلك كما يعتقد الصدوق أن المأمون « جعل له ولاية العهد من بعده ليرى الناس أنه راغب في الدنيا فيسقط محله من نفوسهم »
(3) .
كما يذكر الصدوق أن المأمون إنما فعل ذلك إشارة بما أملاه الفضل ابن سهل على المأمون « أن يتقرب إلى ألله عزَّ وجلّ وإلى رسوله بصلة رحمه بالبيعة بالعهد لعلي بن موسى الرضا ليمحمو بذلك ما كان من أمر
____________
(1) الصدوق : عيون أخبار الرضا ج 2 ص 170 .
(2) الكليني : الكافي ج 8 ص 151 .
(3) الصدوق : عيون أخبار الرضا ج 2 ص 239 .
( 229 )
الرشيد وما كان يقدر على خلافه في شيء »
(1) .
وتجمع المصادر الإمامية على أن الرضا لم يقبل ولاية العهد إلا كارهاً لها وخوفاً من تهديد المأمون فيذكر الصدوق عدة روايات تدل على أن الرضا كان كارهاً للبيعة وكانت من غير رضاه « وذلك بعد أن هدده بالقتل وألح عليه مرة بعد أخرى وفي كلها يأبي عليه حتى أشرف من تأبيه على الهلاك »
(2) .
كما ترى الإمامية أن الرضا قبل العهد وشرط على المأمون أن لا يولي ولا يعزل أحداً ولا يغير رسماً ولا سنة
(3) .
وتكثر الإمامية من الروايات من هذا الباب محاولة تبرير قبول الرضا لولاية العهد لأن الإمامية ليس من رأيها الخروج أو الاشتراك مع السلطة الظالمة لأنهم في تقية حتى يقوم قائمهم يؤيد هذا ما رواه الطبرسي عن أيوب بن نوح قال « قلت للرضا : إناّ نرجو أن تكون صاحب هذا الأمر وأن يسديه الله إليك من غير سيف فقد بويع لك وضربت الدارهم باسمك فقال : ما منا أحد اختلف إليه الكتب وسئل عن المسائل وأشارت غليه الأصابع وحملت إليه الأموال إلا اغتيل أو مات على فراشه حتى يبعث الله عزَّوجلّ بهذا الأمر رجلاً خفي المولد والمنشأ غير خفي في نسبه »
(4) .
وقد استاء أهل بغداد حينما وصلهم خبر البيعة للرضا وخافوا خروج الأمر من أيديهم إلى بني علي أو بالأحرى إلى الخراسانيين فيقول الطبري : إنهم « أنفوا من غلبة الفضل بن سهل »
(5) .
وقد بلغ استياء أهل بغداد من البيعة مبلغاً كبيراً حتى أن أهل محلة الحربية ثاروا ضد الحسن بن سهل وأخرجوه من بغداد وأرادوا أن يبايعوا
____________
(1) الصدوق : عيون اخبار الرضا ج 2 ص 170 .
(2) ن . ط م ج 1 ص 19 .
(3) ن. م ج 1 ص 20 وانظر المفيد : الإرشاد ص 310 ، الطبرسي : أعلام الورى ص 320 .
(4) الطبرسي : أعلام الورى ص 407 .
(5) الطبري : تاريخ الرسل والملوك ج 10 ص 227 .
( 230 )
محمد بن صالح بن المنصور خوفاً من خروج الأمر من آل العباس
(1) .
كما يذكر الطبري أيضاً أن أهل بغداد امتنعوا عن البيعة ولبس الخضرة ورفضوا أن يخرجوا هذا الأمر عن ولد العباس وقالوا : « إنما هذا دسيس من الفضل بن سهل »
(2) .
وقد استمر استياء أهل بغداد فبايعوا لإبراهيم بن المهدي ( بعد أن رفض محمد بن صالح بن المنصور ) سنة 201 هـ
(3) .
وكان الفضل بن سهل يخفي هذه الأخبار عن المأمون ولكن الرضا أخبره « بما فيه الناس من الفتنة والقتال منذ قتل أخوه وبما كان الفضل بن سهل يستر عنه من الأخبار وأن أهل بيته والناس نقموا عليه استياء »
(4) ، كالبيعة له بولاية العهد وتغير لباس السواد
(5) .
فلما اطلع المأمون على ذلك وعرف نوايا ابن سهل ووضعه الخطر سار إلى بغداد وكان أن قام بمحاولة للتخلص من الرضا فسمه بالعنب أو بعصير الرمان سنة 203 هـ في قرية نوقان قرب طوس
(6) .
الطبري لا يذكر ذلك وإنما يقول : « إنه أكل عنباً فأكثر منه فمات »
(7) .
وتجمع المصادر الإمامية على أن المأمون سم الرضا لأسباب فالصدوق يرى أن المأمون حسد الرضا لما رأى من علو منزلته وعظمها في نفوس الناس
(8) .
أما الطبرسي فيرى أن سبب قتله مسموماً لأن الرضا كان لا يحابي
____________
(1) اليعقوبي : التاريخ ج 3 ص 179 .
(2) الطبري : تاريخ الرسل والملوك ج 10 ص 243 .
(3) اليعقوبي : التاريخ ج 3 ص 179 .
(4) الطبري : تاريخ الرسل والملوك ج 10 ص 250 .
(5) ابن طباطبا : الفخري ص 167 وانظر ابن الشحنة : روضة المناظر في أخبار الأوائل والأواخر ج 8 ص 57 ( على هامش كتاب الكامل لابن الأثير ) .
(6) اليعقوبي : التاريخ ج 3 ص 180 وانظر أيضاً الأصفهاني : مقاتل الطالبيين ص 577 .
(7) الطبري : تاريخ الرسل والملوك ج 10 ص 251 ، المسعودي : مروج الذهب
ج 4 ص 28 ، إثبات الوصية ص 175 ـ 176 ، أبو الفدا : المختصر في أخبار البشر ج 3 ص 32 .
(8) الصدوق : عيون أخبار الرضا ج 2 ص 239 .
( 231 )
المأمون في حق ويجبهه في أكثر الأحوال
(1) .
وهكذا انتهت هذه المحاولة التي قام بها المأمون ويرى الدوري « إن البيعة ذاتها لم تقرب جميع العلويين من المأمون ولكنها أرضت قسماً منهم فقط »
(2) فلم يؤيد المأمون أحد من العلويين إلا إبراهيم بن موسى بن جعفر وكان متغلباً على الحجاز فإنه بايع للمأمون حالما سمع بالتولية
(3) .
واستمر المأمون على علاقته الحسنه بالعلويين وفي زمانه انتقلت إمامة الشيعة والإمامية إلى محمد الجواد الرضا .
وقد عاصر محمد الجواد كلاّ من المأمون والمعتصم ولا تذكر المصادر التاريخية أخباره إلا أخباره أيام المأمون وتبين حسن معاملة المأمون له وتزويجه ابنته
(4) .
وتروي المصادر الإمامية أخبار محمد الجواد مع المأمون والمعتصم فيذكر ابن رستم الطبري أنه بلغ عمره ست سنين قتل المأمون أباه وبقيت الشيعة في حيرة واختلفت الكلمة بين الناس واستصغر سن أبي جعفر محمد الجواد
(5) .
أما أخباره في زمن المعتصم فلا يذكر عنها شيء وقد توفي محمد الجواد سنة 220 هـ .
وانتقلت إمامة الشيعة إلى أبي الحسن علي بن محمد ( الهادي ) وقد عاصر الهادي من الخلفاء المعتصم الواثق والمتوكل والمنتصر والمستعين والمعتز
(6) .
وقد بينا سياسة الواثق تجاه العلويين فلم يلاقوا شدة زمانه ولكن
____________
(1) الطبرسي : أعلام الورى ص 325 .
(2) الدوري : العصر العباسي الأول ص 210 .
(3) اليعقوبي : التاريخ ج 3 ص 173 .
(4) طيفور : بغداد ص 142 ـ 143 .
(5) ابن رستم الطبري : دلائل الإمامة ص 204 .
(6) الكليني : الكافي ج 1 ص 497 .
(7) ابن رستم الطبري : دلائل الإمامة ص 216 .
( 232 )
الحال اختلف أيام المتوكل فقد اشتد في معاملة العلويين وقد بينا الأساليب التي اتخذها المتوكل في معاملة العلويين ونتيجة لذلك فقد تعرض علي الهادي للسعايات التي وجدت أذاناً صاغية من المتوكل فيذكر اليعقوبي أنه استقدم علي الهادي من المدينة إلى سر من رأي بعد أن وصلته الأخبار « بأن هناك قوماً يقولون » أنه الإمام « فلما وصل إلى الياسرية تلقاه إسحاق بن إبراهيم فرأى تشوق الناس إليه واجتماعهم لرؤيته دخل به في الليل فأقام ببغداد ثم ذهب إلى سامراء ، ثم لا يذكر بعد ذلك عنه شيئاً
(1) .
أما المسعودي فيذكر أنه قد قيل للمتوكل « إن في منزله ( علي الهادي ) سلاحاً وكتباً من شيعته » فلما ذهب الرسول لم يجد من ذلك شيئاً ووجد أبو الحسن متوجهاً إلى ربه يترنم بآيات من القرآن في الوعد والوعيد فجيء به إلى المتوكل وهو في مجلس الشراب فأعظمه وأجلسه إلى جنبه ورده إلى منزله سالماً
(2) .
وقد تبدلت سياسة العباسيين تجاه الشيعة أيام المنتصر فلم يسىء للعويين ثم ملك المستعين ولا تذكر المصادر شيئاً عن العلاقة بين الإمامية والمستعين ، وقد توفي علي الهادي أيام المعتز سنة 254 هـ
(3) .
وقد انتقلت إمامة الشيعة الإمامية بعد علي الهادي إلى ابنه الحسن بن علي العسكري وقد عاصر المعتز والمعتمد .
ولا ترد أخبار الحسن العسكري في المصادر التاريخية سوى إشارات قليلة ولكن أخباره مع العباسيين ترد في المصادر الإمامية .
ويبدو أن الفترة التي عاشها الحسن العسكري قد امتازت بالشدة معاملة العلويين بما فيهم الزيدية والإمامية
(4) ، لذلك تجمع المصادر الإمامية أن الحسن العسكري قد حبس في زمن المعتمد واشتد في
____________
(1) اليعقوبي : التاريخ ج 3 ص 209 .
(2) المسعودي : مروج الذهب ج 4 ص 93 ـ 94 .
(3) اليعقوبي : التاريخ ج 3 ص 225 .
(4) انظر الأصفهاني : مقاتل الطالبيين عن الثورات في هذه الفترة ص 685 وما بعدها .
( 233 )
معاملته
(1) .
وتوفي الحسن العسكري سنة 260هـ في خلافة المعتمد وقد تنازع الشيعة بعد وفاة الحسن العسكري واختلفوا فيمن يخلفه فيذكر المسعودي أن الحسن العسكري هو والد المهدي المنتظر والإمام الثاني عشر عند القطعية من الإمامية وهم جمهور الشيعة وقد تنازع هؤلاء في المنتظر من آل محمد صلّى الله عليه وآله وسلم وافترقوا عشرين فرقة
(2) .
أما المصادر الإمامية فتذكر لما توفي الحسن العسكري ، خلفه ابنه المنتظر لدولة الحق ، وكان قد أخفي مولده وستر أمره لصعوبة الوقت وشدة طلب سلطان الزمان له واجتهاده في البحث عن أمره ولما شاع من مذهب الإمامية وعرف من انتصارهم له فلم يظهر ولده في حياته ولا عرفه الجمهور بعد وفاته »
(3) . لذلك لم يره « إلا الخواص من شيعته »
(4) .
وسيأتي الكلام عن المهدي المنتظر في الفصل الخامس لأن هذا يدخل في باب العقائد .
وهكذا نجد أن الشيعة الإمامية التزمت الجانب السلبي في الصراع مع العباسيين واتقت السلطان فلم يدُع أحد منهم إلى الخروج عليه فكانت إمامتهم إمامة روحية وقد كثر أتباعهم ومن بأمرهم ولعل هذا كان مصدر قلق وخوف للعباسيين فكان ما كان في معاملة الأئمة وأتباعهم .
____________
(1) الكليني : ج 1 ص 513 وانظر أيضاً ابن شهرآشوب : المناقب ج 4 ص 429 ، الطبرسي : أعلام الورى ص 360 ، المفيد : الإرشاد ص 344 .
(2) المسعودي : مروج الذهب ج 4 ص 199 . ويجعلهم سعد القمي 15 فرقة ، ص 102 .
(3) المفيد : الإرشاد ص 345 .
(4) الطبرسي : أعلام الورى ص 360 .