350 ـ وعنه ، عن أبيه ، حدّثنا محمد بن يحيى العطّار ، حدّثنا محمد بن أحمد ، عن أحمد بن محمد ، عن يوسف بن حاتم ، عن رجل من ولد عمّار يقال له : أبو لؤلؤة سمّاه عن آبائه قال : قال عمّار رضي الله عنه : كنت أرعى غنيمة أهي ، وكان محمد صلّى الله عليه وآله يرعى أيضاً ، فقلت : يا محمد هل لك في فخ (1) ؟ فانّي تركتها روضة برق (2) ، قال : نعم فجئتها من الغد وقد سبقني محمد صلّى الله عليه وآله وهوقائم يذود غنمه عن الرّوضة ، قال : إنّي كنت واعدتك فكرهت أن أرعى قبلك (3) .
351 ـ وباسناده عن سعد بن عبدالله ، حدّثنا عليّ بن حمّاد البغدادي ، عن بشر بن عباد المريسي ، حدّثنا يوسف (4) بن يعقوب بن إبراهيم ، عن أبي حنيفة ، عن عبد الرّحمن السّلماني ، عن حبش (5) بن المعتمر ، عن علي عليه السلام قال : دعاني رسول الله صلّى الله عليه وآله فوجّهني إلى اليمن لأصلح بينهم ، فقلت : يا رسول الله إنّهم قوم كثير ولهم سنّ وأنا شابّ حدث ، فقال : يا عليّ إذا صرت باعلى عقبة أفيق ، فناد بأعلى صوتك : يا شجر يا مدر يا ثرى محمد رسول الله يقرئكم السلام ، قال : فذهبت فلمّا صرت بأعلى العقبة أشرفت على أهل اليمن فإذا هم بأسرهم يقبلون نحوي شاهرون سلاحهم مستوون أسنّتهم متنكّبون قسيّهم فناديت (6) بأعلى صوتي : يا شجر يا مدريا ثرى ، محمد رسول الله يقرئكم السلام قال : فلم يبق شجر ولا مدر ولا ثرى إلاّ ارتج بصوت واحد : وعلى محمد رسول الله السّلام ، فاضطربت قوائم القوم ، وارتعدت ركبهم ، ووقع السّلاح من أيديهم ، وأقبلوا إليّ مسرعين ،
352 ـ وعنه عن عليّ (2) بن أحمد بن موسى ، حدّثنا محمد بن أبي عبدالله الوفي ، حدّثنا موسى بن عمران النّخعي ، حدّثنا إبراهيم بن الحكم ، عن عمرو بن جبير ، عن أبيه ، عن الباقر عليه السلام قال : بعث النّبيّ صلّى الله عليه وآله عليّاً إلى اليمن ، فانفلت فرس لرجل من أهل اليمن فنفح رجلاً فقتله ، فأخذه أولياؤه ورفعوه إلى عليّ ، فأقام صاحب الفرس البيّنة أنّ الفرس انفلت من داره فنفح (3) الرجل برجله ، فأبطل عليّ عليه السلام دم الرّجل ، فجاء أولياء المقتول من اليمن إلى النّبيّ صلّآ الله عليه وآله يشكون علياً فيما حكم عليهم فقالوا : إن عليّاً ظلمنا وأبطل دم صاحبنا فقال : رسول الله صلّى الله عليه وآله إنّ عليّاً عليه السلام ليس بظلاّم ولم يخلق عليّ للظّلم ، وإنّ الولاية من بعدي لعليّ ، والحكم حكمه ، والقول قوله ، لا يرد حكمه وقوله وولايته إلاّ كافر ، ولا يرضى بحكمه وولايته إلا مؤمن ، فلمّا سمع الناس قول رسول الله صلّى الله عليه وآله قالوا : يا رسول الله رضينا بقول عليّ عليه السلام وحكمه ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله : هو توبتكم ممّا قلتم (4) .
353 ـ وعنه ، عن ابيه ، حدّثنا سعد بن عبدالله ، حدّثنا محمد بن عبد الجبار ، حدّثنا جعفر بن محمد الكوفي ، عن رجل من أصحابنا ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : لمّا أنتهى رسول الله صلّى الله عليه وآله إلى الرّكن الغربي فجازه فقال له الرّكن : يا رسول الله ألست قعيداً من قواعد بيت ربّك فما بالي لا اُستلم ؟ فدنا منه رسول الله صلّى الله عليه وآله فقال له : اسكن عليك السّلام غير مهجور ودخل حائطاً ، فنادته العراجين من كلّ جانب :
وقال صلّى الله عليه وآله : إنّي لأعرف حجراً بمكة كان يسلّم عليّ قبل أن أبعث ، إنّي لأعرفه الآن ، ولم يكن صلّى الله عليه وآله [ يمر ] (1) في طريق يتبعه أحد إلاّ عرف أنّه سلكه من طيب عرقه (2) ، ولم يكن يمرّ بحجر ولا شجر إلاّ سجد له (3) .
354 ـ وقال سعد (4) : حدّثنا الحسن بن الخشاب ، عن عليّ بن حسان بن عمّه عبد الرحمن بن كثير الهاشمي ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : كان رسول الله صلّى الله عليه وآله ذات يوم قاعداً إذ مرّ به بعير فبرك بين يديه ورغا ، فقال عمر : يا رسول الله أيسجد لك هذا الجمل ؟ فان سجد لك فنحن أحقّ أن نفعل فقال : لابل اسجدوا لله والله أنّ هذا الجمل يشكو اربابه ويزعم أنّهم أنتجوه صغيراً واعتملوه فلمّا كبر وصار أعون (5) كبيراً ضعيفاً ارادوا نحره ولو أمرت أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها .
ثم قال أبو عبدالله عليه السلام : ثلاثة من البهائم أنطقهنّ الله تعالى على عهد النبيّ صلّى الله عليه وآله : الجمل وكلامه الّذي سمعت .
والذّئب فجاء إلى النّبيّ فشكا إليه الجوع فدعا رسول الله صلّى الله عليه وآله أصحاب الغنم فقال : افرضوا للذّئب شيئاً ، فشحّوا فذهب ثمّ عاد إليه الثّانية ، فشكا الجوع فدعاهم ، فشحّوا ثمّ جاء الثّالثة فشكا الجوع فدعاهم ، فشحّوا فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله : اختلس ولو أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله فرض للذّئب شيئاً ما زاد الذّئب عليه شيئاً حتّى تقوم السّاعة .
وأمّا البقرة فانّها آذنت بالنّبي صلّى الله عليه وآله ودلّت عليه ، وكانت في نخل لبني
355 ـ وقال الصادق عليه السلام : إنّ الذّئاب جاءت إلى النّبيّ تطلب أرزاقها ، فقال لأصحاب الغنم : إن شئتم صالحتها على شيء تخرجوه إليها ، ولا ترزأ (2) من أموالكم شيئاً ، وإن شئتم تركتموها تعدو وعليكم حفظ أموالكم ، قالوا : بل نتركها كما هي تصيب منّا ما أصابت ونمنعها ما استطعنا (3) .
356 ـ وقال سعد : حدّثنا عليّ بن محمد الحجّال ، حدّثنا الحسن بن الحسين اللؤلؤي ، عن محمد بن سنان ن عن أبي الجارود ، عن ثابت ، عن جابر (4) قال : كنّا عند النّبيّ صلّى الله عليه وآله إذ اقبل بعير حتّى برك بين يديه ورغا وسالت دموعه ، فقال : لمن هذا البعير ؟ قالوا : لفلان ، قال : هاتوه ، فجاء فقال له : إنّ بعيركم هذا زعم أنّه ربّا صغيركم وكدّ على كبيرهم ، ثمّ أردتم أن تنحروه فقالوا : يا رسول الله لنا وليمة فأردنا أن ننحره ، قال : فدعوه لي فتركوه فأعتقه رسول الله صلّى الله عليه وآله وكان يأتي دور الأنصار مثل السائل يشرف على الحجر ، وكان العواتق يجبينّ له العطف حتّى يجيء عتيق رسول الله صلّى الله عليه وآله فسمن حتّى تضايق فامتلأ جلده (5) .
357 ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا محمد بن القاسم الاستر آبادي ، حدّثنا يوسف بن محمد بن زياد ، عن أبيه ، عن الحسن بن عليّ عليهما السلام في قوله تعالى جلّت عظمته : ( ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشدّ قسوة ) (6) قال : يقال الله يبست من
فقالوا : يا محمد : زعمت أنّ الحجارة ألين من قلوبنا وهذه الجبال بحضرتنا ، فاستشهدها على تصديقك فان نطقت بتصديقك فأنت المحق ، فخرجوا إلى أوعر جبل ، فقالوا : استشهده . فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله : أسألك بجاه محمد وآله الطّيّبين الّذين بذكر أسمائهم خفّف الله العرش على كواهل ثمانية من ملائكته بعد أن لم يقدروا على تحريكه ، فتحرّك الجبل وفاض الماء ، ونادى أشهد أنّك رسول ربّ العالمين ، وأنّ هؤلاء اليهود كما وصفت أقسى من الحجارة .
فقالت اليهود : أعلينا تلبّس ؟ أجلست أصحابك خلف هذا الجبل ينطقون بمثل هذا ، فإن كنت صادقاً فتنحّ من موضعك هذا إلى ذلك القرار ، ومر هذا الجبل يسير إليك ، ومره أن يتقطع نصفين ترتفع السّفلى وتنخفض العليا ، فأشار صلّى الله علهي وآله إلى حجر فتدحرج ، ثمّ قال لمخاطبه : خذه وقرّبه ، فسيعيد عليك ما سمعت ، فانّ هذا من ذلك الجبل ، فأخذه الرّجل فأدناه إلى اُذنه فنطق الحجر مثل مانطق به الجبل قال : فأتني بما اقترحت .
فتباعد رسول الله صلّى الله عليه وآله إلى فضاء واسع . ثم نادى أيّها الجبل بحق محمد وآله الطّيّبين لمّا اقتلعت من مكانك باذن الله تعالى وجئت إلى حضرتي ، فنزل الجبل وصار كالفرس الهملاج (1) ونادى ها أنا سامع ومطيع مرني ، فقال : هؤلاء اقترحوا عليّ أن آمرك أن تتقطع من أصلك فتصير نصفين ، ثمّ ينحط أعلاك ويرتفع أسفلك . فتقطع نصفين وارتفع
ثمّ نادى الجبل معاشر اليهود أهذا الّذي ترون دون معجزات موسى عليه السلام ؟ الّذي تزعمون أنّكم به تؤمنون ، فقال رجال منهم : هذا رجل مبخوت تتأتي له العجائب ، فنادى الجبل يا أعداء الله أبطلتم بما تقولون نبوّة موسى ، هلاّ قلتم لموسى : إنّ وقوف الجبل فوقهم كالظّلة ؟ لأنّ جدّك يأتيك بالعجائب . ولزمتهم الحجّة وما أسلموا (1) .
358 ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا أبو سعيد محمد بن الفضل ، حدّثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ، حدّثنا عليّ بن سلمة اللّيفي ، حدّثنا محمد بن إسماعيل يعني ابن فديك ، حدّثنا محمد بن موسى بن أبي عبدالله ، عن عون بن محمد بن عليّ بن أبي طالب ، عن اُمّه اُمّ جعفر ، عن جدّتها أسماء بنت عميس قالت : كنّا مع رسول الله صلّى الله عليه وآله في غزوة حنين ، فبعث عليّاً عليه السلام في حاجة ، فرجع وقد صلّى رسول الله العصر ولم يصلّ عليّ ، فوضع رأسه في حجر عليّ حتّى غربت الشّمس ، فلمّا استيقظ قال عليّ : إنّي لم أكن صلّيت العصر ، فقال النّبي صلّى الله عليه وآله : اللّهمّ إنّ عبدك عليّ حبس نفسه على نبيّك فردّ له الشّمس ، فطلعت الشّمس حتّى ارتفعت على الحيطان والأرض حتّى صلّى أمير المؤمنين عليه السلام ، ثمّ غربت الشّمس ، فقالت أسماء : وذلك بالصّهباء في غزوة حنين ، وأنّ عليّاً لعلّه صلّى إيماءاً قبل ذلك أيضاً (2) .
فقال حسان بن ثابت :
359 ـ وبإسناده عن سعد بن عبدالله ، حدّثنا موسى بن جعفر البغدادي ، عن عمرو
=
360 ـ وعن اسماء بنت عميس قالت : لمّا ردّت الشّمس على عليّ باصّهباء ، قال النبيّ صلّى الله عليه وآله : أما أنها سترّدُ لك بعدي حجة على أهل خلافك (2) .
نعم الحافظ سليمان بن إبراهيم القندوزي الحنفي المتوفي ( 1394 ) بعد ذكر الواقعة في ينابيع المودّة الباب ( 47 ) ص ( 138 ) من طبعة ( 1385 ) نسب إلى حسّان بيتين آخرين في نفس المعنى فانه قال : فأنشأ حسّان بن ثابت :
ولكن نسب ابن شهر آشوب المتوفيّ ( 588 ) البيتين مع فرق ما باضافة بيت آخر إلى صاحب بن عبّاد فذكر في مناقبه الجزء ( 2 | 317 ) بعد ذكر القضيّة : وسئل الصّاحب أن ينشد في ذلك فانشد :
361 ـ وقال سعد بن عبدالله : حدّثنا أحمد بن محمد عيسى ، حدّثنا الحسين بن سعيد ، عن أحمد بن عبدالله القزويني ، عن الحسين بن المختار القلانسي ، عن أبي بصير ، عن عبد الواحد بن المختار الأنصاري ، عن أمّ المقدام الثّقفيّة قالت : قال لي جويريّة بن مسهر : قطعنا مع أمير المؤمنين عليه السلام جسر الفرات في وقت العصر ، فقال : هذه أرض لا ينبغي لنبيّ ولا وصيّ نبيّ أن يصلّي فيها ، فمن أراد منكم أن يصلّي فليصلّ ، فتقرّق النّاس يمنة ويسرة يصلّون ، وقلت : أنا لا اُصلّي حتّى اُصلّي معه ، فسرنا وجعلت الشّمس تسفل ، وجعل يدخلني من ذلك أمر عظيم حتّى وجبت الشمس وقطعنا الأرض ، فقال : يا جويريّة أذّن ، فقلت : يقول : أذّن وقد غابت الشّمس ، قال : أذّن فأذّنت ، ثمّ قال لي : أقم فأقمت ، فلمّا قلت : قد قامت الصّلاة ، رأيت شفتيه يتحركان وسمعت كلاماً كأنّه كلام العبرانيّة ، فارتفعت الشّمس حتّى صارت في مثل وقتها في العصر فصلّى ، فلمّا انصرفنا هوت إلى مكانها ، قلت : أشهد أنّك وصيّ رسول الله صلّى الله عليه وآله (1) .
362 ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا أحمد بن علي بن موسى الدّقاق ، حدّثنا أحمد بن جعفر ابن نصر الجمّال ، حدّثنا عمر بن خلاّد ، عن الحسين بن علي ، عن أبي قتادة (2) الحرّاني ، حدّثنا جعفر بن برقان ، عن ميمون بن مهران ، عن زاذان ، عن ابن عباس رضي الله عنه قال : لمّا فتح رسول الله صلّى الله عليه وآله مكة رفع الهجرة وقال : لا هجرة بعد الفتح ، وقال لعليّ عليه السلام : إذا كان غداً فكلّم الشّمس في مطلعها حتى تعرف كرامتك على الله تعالى ، فلمّا اصبحنا قمنا فجاء عليّ إلى الشمس حين طلعت ، فقال : السّلام عليك أيّها العبد المطيع لربّه ، قالت الشمس : وعليك السّلام يا أخا رسول الله وصيّه إبشر فانّ ربّ العزّة يقرؤك السّلام ويقول : إبضر فإنّ ذلك ولمحبّيك وشيعتك مالا عين رأت ولا اُذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، فخرّ عليّ عليه السلام ساجداً لله ، فقال رسول الله صلّى الله عليه
363 ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا أبو محمد عبدالله بن حامد ، حدّثنا ابو محمد الحسن بن محمد بن إسحاق بن الأزهر ، حدّثنا الحسين بن إسحاق الدّقاق العسري ، حدّثنا عمر بن خالد ، حدّثنا عمر بن راشد ، عن عبدالرّحمن بن حرملة ، عن سعيد بن المسيّب ، عن أبي هريرة ، قال : كان رسول الله يوماً جالساً فاطّلع عليه عليّ عليه السلام مع جماعة ، فلمّا رآهم تبسّم ، قال : جئتموني تسألوني عن شيء إن شئتم أعلمتكم بما جئتم وإن شئتم فاسألوني ، فقالوا بل تخبرنا يا رسول الله قال : جئتم تسألونني عن الصّنايع (2) لمن تحقّ ، فلا ينبغي أن يصنع إلاّ لذي حسب أو دين ، وجئتم تسألونني عن جهاد المرأة فانّ جهاد المرأة حسن التّبعل لزوجها وجئتم تسألونني عن الأرزاق من أين ، أبى الله أن يرزق عبده إلاّ من حيث لا يعلم فانّ العبد إذا لم يعلم وجه رزقه كثر دعاؤه (3) .
364 ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا أبو محمد عبدالله بن حامد (4) ، حدّثنا أبوبكر محمد بن جعفر ، حدّثنا عبدالله بن أحمد بن إبراهيم العبدي ، حدّثنا عمر بن حصين الباهلي ، حدّثنا عمر بن مسلم العبدي ، حدّثنا عبد الرّحمن بن زياد ، عن مسلم بن يسار قال : قال أبو عقبة الأنصاري ، كنت في خدمة رسول الله صلّى الله عليه وآله فجاء نفر من اليهود ، فقالوا لي : استأذن لنا على محمّد . فأخبرته فدخلوا عليه ، فقالوا : أخبرنا عمّا جئنا نسالك عنه ، قال : جئتموني تسألوني عن ذي القرنين ، قالوا : نعم ، فقال : كان غلاماً من أهل الرّوم ناصحاً الله عزّ وجلّ فأحبّه الله ، وملك الارض فسار حتّى أتى مغرب الشّمس ، ثمّ سار إلى مطلعها ، ثم سار إلى جبل (5) يأجوج ومأجوج ، فبنى فيها السّد ، قالوا : نشهد أنّ هذا
365 ـ وباسناده عن ابن عباس رضي الله عنه قال : دخل أبو سفيان على النّبيّ صلّى الله عليه وآله يوماً ، فقال : يا رسول الله اريد أن أسألك عن شيء فقال صلّى الله عليه وآله : إن شئت أخبرتك قبل أن تسألني ؟ قال : افعل ، قال : أردت أن تسأل عن مبلغ عمري فقال : نعم يا رسول الله فقال : إنّي أعيش ثلاثاً وستّين سنّة ، فقال : أشهد أنّك صادق ، فقال صلّى الله عليه وآله : بلسانك دون قلبك (2) .
قال : ابن عبّاس والله ما كان إلاّ منافقاً ، قال : ولقد كنّا في محفل فيه أبو سفيان وقد كفّ بصره وفينا عليّ عليه السلام فأذّن المؤذن ، فلمّا قال : أشهد أنّ محمّداً رسول الله صلّى الله عليه وآله قال أبو سفيان : ها هنا من يحتشم ؟ قال واحد من القوم : لا فقال : لله درّ أخي بني هاشم انظروا أين وضع أسمه ، فقال عليّ عليه السلام أسخن (3) الله عينيك يا ابا سفيان ، الله فعل ذلك بقوله عزّ من قائل : ( ورفعنا لك ذكرك ) (4) فقال أبو سفيان : أسخن الله عين من قال لي : ليس ها هنا من يحتشم (5) .
366 ـ وباسناده عن ابن عباس رضي الله عنه أنّه سئل عن قوله تعالى : « اقتربت السّاعة وانشقّ القمر » قال : انشق القمر على عهد رسول الله صلّى الله عليه وآله حتّى صار
367 ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا أبو محمد بن حامد (3) ، حدّثنا أبو بكر محمد بن جعفر الطّبراني ، حدّثنا علي بن حرب الموصلي ، حدّثنا محمد بن حجر ، عن عمّه سعيد ، عن أبيه ، عن اُمّه ، عن وائل بن حجر ، قال : جاءنا ظهور النبيّ صلّى الله عليه وآله وأنا في ملك عظيم وطاعة من قومي ، فرفضت ذلك وآثرت الله ورسوله ، وقدمت على رسول الله صلّى الله عليه وآله ، فأخبرني أصحابه أنّه بشرهم قبل قدومي بثلاث ، فقال : هذا وائل بن حجر قد أتاكم من أرض بعيدة من حضرموت راغباً في الإسلام طائعاً بقيّة أبناء الملوك ، فقلت : يا رسول الله أتانا ظهورك وأنا في ملك ، فمنّ الله عليّ أن رفضت ذلك وآثرت الله ورسوله ودينه راغباً فيه ، فقال صلّى الله عليه وآله : صدقت اللّهم بارك في وائل وفي ولده وولد ولده (4) .
368 ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا الحسن بن محمد بن سعيد ، حدّثنا فرات بن إبراهيم ابن فرات الكوفي ، حدّثنا جعفر بن محمد بن سعيد الأحمسي ، حدّثنا نصر بن مزاحم ، عن قطرب بن عليف (5) ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن عبد الرّحمن بن سابط (6) ، عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال : كنت ذات يوم عن د النّبي صلّى الله عليه وآله إذ أقبل أعرابي على ناقة له فسلّم ، ثمّ قال : أيّكم محمّد ؟ فأومي إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله ، فقال : يا محمد أخبرني عمّا في بطن ناقتي حتّى أعلم أنّ الّذي جئت به حق واُؤمن بإلهك وأتّبعك ، فالتفت النّبيّ صلّى الله عليه وآله فقال : حبيبي عليّ يدلّك .
فأخذ علي بخطام النّاقة ، ثمّ مسح يده على نحرها ، ثم رفع طرفه إلى السماء وقال اللهمّ إنّي أسألك بحقّ محمّد وأهل بيت محمد ، وبأسمائك الحسنى ، وبكلماتك التّامات لمّا أنطقت هذه النّاقة حتّى تخبرنا بما في بطنها ، فإذا النّاقة قد التفت إلى عليّ عليه السلام وهي تقول : يا أمير المؤمنين أنّه ركبني يوماً وهو يريد زيارة ابن عم له ، وواقعني فانا حامل منه ، فقال الإعرابي : ويحكم النّبيّ هذا أم هذا ؟ فقيل : هذا النبيّ وهذا أخوه وابن عمّه فقال الإعرابي : أشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّك رسول الله وسأل النبيّ صلّى الله عليه وآله أن يسأل الله عزّ وجلّ أن يكفيه ما في بطن ناقته فكفاه ، وحسن إسلامه .
وقال : وليس (1) في العادة أن تحمل النّاقة من الإنسان ، ولكن الله جلّ ثناؤه قلب العادة في ذلك دلالة لنبيّه صلّى الله عليه وآله على أنّه يجوز أن يكون نطفة الرّجل على هيئتها في بطن النّاقة حينئذ ولم تصر علقة بعد ، وأنّما أنطقها الله تعالى ليعلم به صدق رسول الله صلّى الله عليه وآله (2) .
369 ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا أبو محمد عبدالله بن حامد ، حدثنا أبو نصر محمد بن حمدوية المطرعي ، حدثنا محمد بن عبد الكريم ، حدّثنا وهب بن أبي الحسين ، عن شهر بن حوشب قال : لمّا قدم رسول الله صلّى الله عليه وآله المدينة أتاه رهط من اليهود ، فقالوا : إنّا سائلوك عن أربع خصال ، فان أخبرتنا عنها صدقناك وآمنّا بك ، فقال : عليكم بذلك عهد الله وميثاقه ؟ قالوا : نعم ، قال : سلوا عمّا بدا لكم .
قالوا : عن الشّبه كيف يكون من المرأة وأنّما النّطفة للرّجل ؟ فقال : أنشدكم بالله أتعلمون أنّ نطفة الرّجل بيضاء غليظة ، وأنّ نطفة المرأة حمراء رقيقة ؟ فأيّتهما غلبت صاحبتها كانت لها الشّبه قالوا : اللّهمّ نعم .