فإن كنتَ لا تدرين ما الموت فانظري | * | إلى هانــىء في السوقَ وابن عقيلَ |
إلى بطـل قــد هشّم السيـف أنفهُ | * | وآخر يهـوي من طمــار قتيــل |
أصابهما أمر الأميــر فأصبحــا | * | أحاديث من يســري بكل سبيــل |
ترى جســدا قد غيّـر الموت لونه | * | ونضح دم قـد ســال كــل مسيل |
فتــى هـو أحيــا من فتاة حييّة | * | وأقطـع من ذي شفرتيــن قتيــل |
أيركب أسمـاء الهماليــج آمنــا | * | وقـد طلبـتــه مذحـج بذحــول |
تطوف حوالـيــه مــراد وكلهم | * | على رقبــة من سائــل ومسـولِ |
فإن أنتــم لم تثــأروا بأخيكــم | * | فكونوا بغايـا أرضيــت بقليــل |
اليك عبيدالله تهـوى ركابنـــا | * | تعسّف مجهــول الفلاة وتدأب |
وقد ضمرت حتى كــأن عيونها | * | نطاف فـلاة ماؤهــا متصبّب |
فقلت لهــا لا تشتكي الأين أنه | * | أمامك قرم من أميــة مصعب |
إذا ذكروا فضل امرئ كان قبلـه | * | ففضل عبيدالله أثــرى وأطيب |
وإنك لو نشفي بك القـرح لم يعد | * | وأنت على الأعداء ناب ومخلب |
تصافى عبيدالله والمجـد صفـوة | * | الحليفين ما أرسى ثبيـر ويثرب |
وأنت إلى الخيـرات أول سابـق | * | فأبشر فقد أدركت ما كنت تطلب |
فمن مثل أسماء بن حصن اذا عدتْ | * | شآبيبه أم أي شـــيء يعادلــه |
وكنـت إذا لاقيت منهم حطيطــة | * | لقيت ابا حســان تنـدى أصائله |
تضيّفه غسـان يرجــون سيبـه | * | وذو يـمــن اجيوشـهُ ومقاولـه |
فتى لا يزال الدهر ما عاش مخضبا | * | ولو كان بالموتــان يجدي رواحله |
فأصبح ما في الأرضِ خلـق علمتِه | * | من الناسِ إلا باعُ أسمــاء طائُلـه |
تــراهُ اذا ماجئتَــه متـهــلّلاً | * | كأنّك تعطيهِ الــذي أنتَ نائلُــه |
ولوْ لمْ يكنْ في كفّهِ غيــرُ روحهِ | * | لجادَ بهــا فَلْيتّقِ الله سـائـلــه |
ترى الجندَ والأعـرابَ يغشونَ بابَهُ | * | كما وردتْ مـاء الكلاب نواهلــهُ |
اذا ما أتوا أبوابَــهُ قالَ مرحبــاً | * | لجوا البابَ حتّى يقتلَ الجوعَ قاتلُـه |
ترىَ البازلَ البختى فوقَ خوانِــه | * | مقطّعــةً أعضـاؤهُ ومفاصلُــه |
إذا ما أتوا أسمــاءَ كـان هوَ الذي | * | تحلّبُ كفــاهُ الندَى وأناملُــه (6) |