الملاحقالملحق رقم (1) شجرة آل الفرطوسيمن صور الفرطوسيشاعر أهل البيت الشيخ عبد المنعم الفرطوسي من اليمين : الشيخ محمد علي اليعقوبي ـ الشيخ الفرطوسي مصافحاً اللأمير عبدالله ـ الملك فيصل الثاني ـ نوري السعيد الشيخ الفرطوسي مع نجله الشيخ حسين من اليمين : الخطيب الشيخ قاسم الحائري ـ الشيخ الفرطوسي ـ الخطيب الشيخ جعفر الهلالي ـ السيد عبدالله الغريفي الشيخ الفرطوسي ـ الشيخ الهلالي الفرطوسي في الشعر |
يـرف إليـك قلـب مستهـام | * | كما رفت علـى الأيك الحمـام |
وتلتفت العواطف وهي حسرى | * | لعهـد قـد نمـا فيـه الغـرام |
ويندفـع النشيـد إليـه شوقـاً | * | فـللأنغــام حشـد وازدحـام |
تحن إلـى ليـال قـد تـوالت | * | علينـا ، والخطـوب بهـا نيام |
تـدور بها العـواطف جائشات | * | كما دارت علـى الشرب المدام |
بهـا نعـم الشباب بمـا اشتهاه | * | وحاشـا لـم يـدنسـه الحرام |
إلـى أن شاخ عمـر الدهر فينا | * | ولفـت عـن مـرابعنا الخيام |
هرمنـا وانزوت عنا الأمانـي | * | وجفّ الحقـل وانطفـأ الهيـام |
وأمـست تعبث الأحـداث فينا | * | وعـدنـا لا نسيـم ولا نسـام |
قنعنـا بـالحيـاد نلـوذ فيـه | * | فليس لنـا اصطراع واصطدام |
ولكـن الزمـان أبـى علينـا | * | هـدوء يستكـن بـه السـلام |
فشق علـى بقايا العزم حـرباً | * | مـن الأعصاب ليس لهـا نظام |
فاقعدنـي ، وأطفأ منك فجـراً | * | بـه قـد كـان ينجـاب الظلام |
وسرت إلى « السويس » وان قلبي | * | علـى بلـد حـواك لـه حيــام |
اخَيَّ أثـرت احسـاسي بشعر | * | يفوح هـوى كما فـاح البشام |
عواطف منك قد دمعت فادمت | * | كلومـي فهي مـن ألم كـلام |
وقد يبري الـكلام بشفرتيـه | * | أسى مـا ليس يبريـه الحسام |
ندبت به « أبا المهدي » كهفاً | * | به للدين حرز واعتصـام (1) |
إمـام المؤمنين هـدىً وعلماً | * | وللإسـلام حصـن لا يـرام |
أبو الغـرر العظـام تزل عنه | * | إذا اصطدمت به النوب الجسام |
بــراه الله لـلإيمـان ظـلاً | * | تلـوذ به المجـاهدة الكـرام |
ودام علـى الهدى منه لـواء | * | بـه للنصـر سعـي واقتحام |
فزعت إلى أبي الحسنين حـبّاً | * | به ينجـو المحـبّ المستظـام |
وصي المصطفى من فيه قامت | * | شريعتـه وطـال لهـا مقـام |
يجلّ عن القياس بمـن سـواه | * | ويعظم أن يقـاس بـه الأنـام |
إذا ذكـر اسمـه رفـت عليه | * | مـن الله التحيــة والسـلام |
به تقضى الحوائج حين تعصي | * | علـى أحـد وتنكشـف العظام |
ولايتـه لنـا حـرز وأرجـو | * | بهـا لك أن يفـارقـك السقام |
تبلغك التحـايا الغر صحب | * | على ما عاهـدوك به أقاموا |
إليك هفت عـواطفهم ظماء | * | وفـي النجوى يبل لهم أوام |
فطب نفساً فـانّك في سماء | * | من الذكرى يجللها احتشام (2) |
قفا واغمـر الحفل آلامـاً واشجانا | * | وثُر على الوضع طـوفاناً وبركانا |
وخاطب المـربع المهجـور أنّ به | * | روحـاً تقمّصها التـاريخ جثمـانا |
فـي ذمـة الفـن آيـات يـرددها | * | فـم الزمان علـى الأجيـال قرآنا |
كانت بها حفلات الـروح عامـرة | * | بالسحر ما يهتز منها الدهر نشوانا |
من أخرس الوتر المـرنان فانبعث | * | تمنـه الأغـاريد أعوالاً وارنـانا |
أيـن الاُولى رفعـوا للشعر أخبية | * | يرتاح فـي ظلها الوجـدان جذلانا |
صـانت بـه لغـة القـرآن رافعة | * | لـها كياناً يهـز الـدهر عنـوانا |
وأرهفت قـابليات جـرت فشـأت | * | مواهبـاً خطت التـاريخ ميـدانـا |
كم فـي الغري رعـاه الله محتفـلاً | * | في ذمـة الـذوق نرعـاه ويرعانا |
مـدارس الوحـي كم ربّت عباقرة | * | يعنو لها الفن اخـلاصاً وإيمـانـا |
عـجّت بها حلبـات الشعر بـاكية | * | حينـاً وبـاسمة بـالشدو أحيـانا |
فـان هـوى علـم للمجـد ترفعه | * | شعـراً يـرفرف تأبينـاً وتحنـانا |
تكـرم الشعـر فـي تكريم رفعته | * | وترفع الشعر فـي تـرفيعه شـانا |
حتى نما الوحي افناناً وذاق بـه | * | وادي الغري مـن الامتاع افنانا |
أواه صوح ذاك الحقل وانتثرت | * | أزهاره وذوى حسنـاً واحسانـا |
اُخَيَّ منعم هاك الكأس فاض بها | * | قلبي كمـا تشتهي حبّاً ووجدانا |
وقد يسوؤك أن أغفى النديم ولم | * | يستقبل السمر السكران سكرانا |
فقد تغيّر لـون الحبّ واختلفت | * | قيثارة الـروح أوتـاراً والحانا |
لـم يبق للحب كِنٌّ نستظل بـه | * | فقـد تبعثـر أكنـاناً وأوكـانا |
منـي السلام على عهد ومجتمع | * | عشنا به في ظلال الحب اخوانا |
وللقلـوب صفـاء لا يكــدره | * | تفـاوت الجنس اقداراً واثمـانا |
المجـد ما شادت التقوى قواعده | * | والنصر ما حازه الإيمان اذعانا |
علـى الفقيد سقى الغفـران تـربته | * | نثـرت دمعـي مقاطيعـاً وأوزانـا |
شيخ أناف على السبعين ما انحرفت | * | أيامـه الغـر عـن نهج الهدى آنـا |
جارى الحوادث حتـى فاتها فهوت | * | ترجوه لو تـرتجى الأحداث غفرانـا |
لم يشك مـن نوب الدنيا ولو عثرت | * | بالبحـر يوماً لهاج البحـر طـوفانا |
انّ الرضـا بقضـاء الله منـزلـة | * | يسمو لها من سمـا بـالله عـرفانا |
يقضي النهـار وذكـر الله يعمـره | * | وبالمنـاجاة يقضـي الليل سهـرانا |
يهنيه عمـر مضى والخير يصحبه | * | والخلـد سجلـه للمجـد بـرهانـا |
كالفجـر زال وأبقى اللطف يعرضه | * | للذوق مـا شـاء أوصـافاً وألوانـا |
عمر كمـا شاءه الإيمان مـا تركت | * | بـه الحوادث أو ضـاراً وأدرانـا |
في ذمـة الفضل والإيمـان سيرته | * | تبقـى لترشـد أجيـالاً وأزمـانا |
صبراً ذويه على مـا نابكم فبكـم | * | قد أنزل الصبر قبل اليوم فرقانا (1) |
ضـاربَ العود أنت في كل نفس | * | وتـرٌ غـارقٌ بـأحلام عُـرس |
قـد تعاليت فـي طباعك حتـى | * | قيل بعض الطباع من غير جنس |
عبـرٌ قـد عبـرتهـا لاهثـات | * | وتقحمـت نـارهـا فـي دمقس |
نشوة العمر ـ والشباب طريٌ ـ | * | أنـت غنيتهـا بـآيـات قـدس |
وتعـرفت ـ والمعارف شتى ـ | * | ( بـالخليلين من يراع وطرس ) |
أنـت فـي مطلع السعـادة نجم | * | كيـف تشقى ومـا أغيم بنحس |
ألـف درس من الحـوادث يُتلى | * | أنـت أوجـزت محتواها بدرس |
شعلـةُ الفكـر مـا تـزال تغـذي | * | فحمة الليـل بين يومـي وأمسـي |
تتحدى الأبعـاد ـ والنجم غاف ـ | * | بسنـاها فـي كـل تيـه ولبـس |
لسـت فـي ناظريـك أنت مُـدلٌ | * | إنّمـا أنـت بـانـطلاقـة حـسّ |
لست يافارس الحمى ـ والكفاح الـ | * | ـمر يضري تجول من غير ترس |
( فسلاح الإيمـان أمضى سلاح ) | * | أنـت فيـه علـى سلامـة نفس |
حلمــك العبقـري يمتـار فـينا | * | عـاطفات مـا بين عـود وكأس |
شاعـر أنـت أي بستـان حـب | * | ليس فيـه لديـك أجمل غـرس |
بضّعـت قـلبك التجاربُ حتـى | * | أنهلت منـه كـل رطـب ويبس |
لا تقل ـ والضحـى وليد أمانيـ | * | ـك ودنيـاك فـي مطالع اُنس : |
( ان ليلي البهيـم مـن غير نجم | * | ونهاري المغيم مـن غير شمس ) |
لـك يا فـارس الحمـى وثبـاتٌ | * | وثبـاتٌ ما بيـن عـرب وفرس |
أنت الف الضمير عـن كـل الف | * | وطليق الشعور مـن غيـر حبس |
وكتـاب الحيـاة أنـت معـانيه | * | النشـاوى وأنــت أبلـغ درس |
أنـت بالفكر ـ لا بعينيـك ـ فذٌ | * | تسبـر الحادثـات طـرداً لعكس |
كـم علـى الدرب عبقري طموحٌ | * | يتحـدى الـدُنـا بقـوة حـدس |
وعلى أيكـة الهـوى كـم تغنّـى | * | عنـدليب بـألسن لـك خـرس |
ان تعـريت مـن يراع وطـرس | * | لا عدمت الشعـاع مـن امّ رأس |
مـكتب النفس مـا يضـمّ فـؤادٌ | * | مـن علوم ـ لا ما يُضم بطرس |
قيم الورد بالعطور ـ ومعنى اللفظ | * | لا اللفظ ـ مـن بحوثي ودرسي |
أنــا أنكــر الحقيقــة فيمـا | * | تدعيه ان كنت أعـرفُ نفسـي |
انّ للعيـن فـي الحيـاة مجـالاً | * | غيـر مـا للسماع في كل جنس |
فهما ـ ان صدقتُ ـ نبعـا شعور | * | وجناحـاه فـي مجـالات حـس |
غيـر انّ القضـاءَ وهـو حـكيمٌ | * | عـادلٌ ، منصفٌ ، بـكل مجسِّ |
لستَ فـي محنـةِ الظـلامِ وحيداً | * | يا مديرَ الكؤوس من غيـر كأس |
ألف نـفس لـم تدرِ أيـنَ هداها | * | وعلـى الأُفق ألفُ شمس وشمس |
ضارب العـود أنت فـي كل دورٍ | * | مرهفُ الحس حيثُ تغدو وتمسي |
القـوافـي اللطـافُ منبت طهـر | * | لا اُصيبَ الرجـاءُ منهـا بيأس |
لحظـةٌ تـوقـظ المشـاعر فيهـا | * | هـي دنيـاك عنـد شيـخ وقس |
واعتـدادٌ فـي النفـس أبلـغ زادٍ | * | فـي طريـق الحيـاة للمتـأسي |
انّ أضـلاع كـوخـك المتـداعي | * | دونه القصر مـن حديد وكـلس |
خـل عنـك العتاب فهـو شجون | * | كل فـرد منـا مصـاب بـمس |
وقلـيلٌ مـا هـم أخـلاء صـدق | * | جُبل الناس مـن صخور وجبس |
وضحـايا الـوفاء تُـرمى بعشـرٍ | * | حين ترمى ان كنت تُرمى بخمس |
زرعوا صبـرهم وخـاطوا ثيـاباً | * | مـن حنانٍ وعـاشرونـا بأنـس |
ياعريشاً قـد اعتصرنـا زمـانـا | * | مـن عنـاقيـده حُميّـا التـأسي |
تحـت أغصــانـه تفيـأ قـلبٌ | * | حائـرٌ ينشـدُ الـرجاء بـهمس |
لغـة الـروح كـم تحـدّر عنهـا | * | ( كلُ معنىً من العواطف سلس ) |
في سمـاء الخيـال لـحظةُ فـكرٍ | * | يبحث السـر بيـن سعد ونحس |
وكمـا قلتَ ـ فـالسعادة وهـمٌ ـ | * | طالعته العيون مـن غيـر لمس |
كيـف تُـرجـى سعـادة لأُنـاس | * | بين نـابٍ مـن الشقاء وضرس |
وإذا كنـت فـي خصوبـة ذهـن | * | ( وجَنان صلد القوى غير نكس ) |
وإذا قـلت فـي لسـان القـوافي | * | ( ان يومي بالأجر يفضل أمسي ) |
فــعلامَ البكــاء والليــل زاهٍ | * | وعـلامَ الـرثاء من غيـر تعس |
انّ قلبـاً يـعيش غـرّ المعـانـي | * | كيـف تطـوي علاهُ ظلمةُ رمس |
عش مـع الفجر في جناح الأماني | * | ومـع الشهب بـابتسامـة عرس |
وإذا اظــلم الفضــاءُ بعيــن | * | لك فـالقلبُ مُستهـلٌ بشمس (1) |
صائـغَ اللفظ انّ حبسـك حبسي | * | أنتَ مـا بيننـا ولست بـمنسي |
أنت فينـا فكرٌ يُنيـر الديـاجي | * | ويراعٌ يجـري على كل طرس |
أنـت فينا شعـر يفيض حمـاساً | * | هو خلوٌ مـن كـل عيب ولبس |
كنت في أحلك الظـروف جريئاً | * | لم تكـن خائفاً ولـست بنكـس |
يـا سجيناً في المحبسين وقاك الله | * | مـن كـلِّ مـا يجـرُ ليــأس |
مـا عهدناك في الخطوب جزوعاً | * | أنتَ في الحادثات صاحب بـأس |
فتفـاءل ولا تقـولن : ( عنـدي | * | ألف بابٍ قد دقّ بالشؤم جرسي ) |
وغـريبٌ منـكَ التشـاؤم حتى | * | لـو تنقلت بين حـزنٍ وبـؤس |
و لست الـذي تسلحت بالإيمان ؛ | * | والصبـر قلت درعـي وترسي |
أين هـذا مـن ذاك يا من تغنّى | * | بالقوافي تـزهو على كلِّ غرس |
فاجتمـاع الضديـن ذاك محـالٌ | * | أثبتته الأحداث مـن غير درس |
أفتنسـى بـأن دنيـاك كـانـت | * | وستبقى مـا بين سعدٍ ونـحس |
كـن شكوراً إذا أصـابك سعـدٌ | * | وصبـوراً إذا ابـتليت بـتعس |
إنْ ليـل الأحزان يفضـي لصبحٍ | * | وسفيـن الهمـوم لابُـدّ تـرسي |
إنّ هـذا الـذي تـراهُ غـريباً | * | وجـديداً مـن صابر متـأسي |
سلبتـك الأيـام أثمـن شـيءٍ | * | ثـم أبقت لـديك أرهـف حسِّ |
كـم بصير تراه أعمى ، وأعمى | * | هو هادي سواه يضحي ويُمسي |
ربمـا عـاش مـبصرٌ بشقاءٍ | * | ويبيت الأعمـى بـراحة نفس |
أو مـا تسمع المنـادي يناديك | * | بصـوتٍ شقّ الدجى لا بهمس |
( أنـت بالفكـر لا بعينيـك فذٌ | * | تسبر الحادثات طـرداً لعكس ) |
إنّمـا هـذه الحيـاة استقامـت | * | لأنـاس لا يشتـرون بــفلس |
أنت مـن معـدنٍ ثمين كـريم | * | وسـواك الـذي يبـاع ببخس |
فعقيــق هــذا وذاك رخـامٌ | * | ولجينٌ هـذا وذا مـحض كلس |
كثـر الزيف ( والـوفاء قليـل | * | في زمانٍ خالٍ من النبل جبس ) |
وحـديث الوفـاء فيه شـؤون | * | ان تخضها فقد تصـاب بـمسّ |
ان تحـدث عنـه يجبك حـكيم | * | ( أنا جربت مـا تقول بنفسي ) |
منذ عشر هـذا مـصاب بهجر | * | ويعـاني منـه وذا منـذ خمس |
صـائغ اللفظ أنـت تسكن بيتـاً | * | قد تسامى فخراً على كـل رجس |
( فوق مهدٍ مـن الخشونة بـالٍ | * | وتـراه أريكـة مـن دمقس ) |
هـذه منتهـى السعـادة عنـدي | * | لا تقـل اننـي أعـيش ببـؤس |
راهـب الدار أنـت فوق حصير | * | هو عندي أجلّ مـن ألف كرسي |
وأعـد قـولك الجميـل علينـا | * | فله فـي نفـوسنا خيـر جـرس |
إن ذهنـي خصبٌ وذوقـي سليمٌ | * | وجناني صلد القوى غير نكس (1) |
نعـت الفضيلة للـورى انسانَها | * | وغدت تقرِّح بـالأَسى أجفـانها |
وتجاوبت دنيـا الصلاح بصولةٍ | * | مذ غادرت كفُّ الردى عنوانَها |
ومرابـع التقوى تكـدّر صفوها | * | لمـا تغيّبَ من يـزين مكـانها |
ومعاهد العلم اكتست حلل الأسى | * | وعـرى المصاب بهوله سكانها |
خطبٌ تصـدَّعت القلوب لوقعه | * | ألمـاً فأبـدت عنـده أشجـانها |
فـي كلِّ آونـةٍ نـؤبنُ مـاجداً | * | حُـرّاً أشاد مـن العلى أركانها |
وكـذاك شـأن الحـادثات فإنها | * | حـربٌ تُصوِّب للكمـي طعانها |
( أأبا الحسين ) لنا بذكرك لوعة | * | تبقى توجِّج فـي الحشى نيرانها |
مـا زلت حيّاً فـي علاك مخلّداً | * | ستعيد فيك لنـا الحيـاة جُمانها |
والمـرءُ تحييه الخصالُ حميدةً | * | وتشيـد في العقبى لـه بنيانهـا |
قـد كنت فيمـا بيننا حسنَ اللقا | * | سهـل الخليقة قد كسبت رهانها |
عشت الطهـارة والعفاف سجية | * | مـا غيّرت مـدد لهـا ألـوانها |
متواضع وهي الحصيلة للأُولى | * | علمـوا ولـم يتطلبوا عنـوانها |
ومهذب فـي القول تألف صدقه | * | والنفس يظهـر صِدقُهـا إيمانها |
فختمت عمرك والصـلاح قرينه | * | وهنـاك في الاُخرى تحـلّ جنانها |
يـا شاعراً مـحضَ الولاء لأحمدٍ | * | ولآلـه يرجـو بـه رضـوانَـها |
كم قـد نظمت فريـدة يحدو بهـا | * | حـبٌّ لآل المصطفـى قـد زانها |
غـرر تقطّعُ مـن فؤادك صغتها | * | درراً تعيـد علـى الورى ألحانها |
وخلاصة الأعمال ( ملحمة ) أتت | * | فـي عدِّهـا نشأت بـه أقرانـها |
ضمنتهـا سيـراً لهـم ومنـاقباً | * | ومآثـراً فيهـا جلـوت بيـانهـا |
ولتلك منـك ( الباقيات ) ذخيـرةً | * | أعددتهـا توفـي بهـا ميـزانها |
لله دَرُّك بـاسمهـا أحــرزتـه | * | فخراً يطاول فـي العلى كيـوانها |
والشعـر يسمـو عنـدما يسمـو بـه | * | قصـد يحقّـق للنفـوس ضمـانهــا |
وأراه ان فقــــد الــولاء فـإنّـه | * | زبـد البحـار رمـت بـه شطـآنهـا |
ما الشعر إلاّ فـي الألى سبقوا الـورى | * | بفضـائـل ألفـت لهـا اذعـانهــا |
( آل الرسول ) وخير من وطأ الثـرى | * | مـن صاغهـا ربُّ العبـاد وصانهـا |
تمضـي السنـون وذكـرهـا متشعشع | * | كـالنيـرات استـوعبـت أزمـانهـا |
هتفـت بفضلهـم السمـاء وكبّــرت | * | عِظمـاً وفيهـم أنـزلــت قـرآنهـا |
سعد ( الكميت ) و ( دعبل ) في مدحهم | * | فحبتهمـا الاُخـرى بهـا رضـوانهـا |
يـا ربِّ زدنــا فـي الـولاء محبّـة | * | فيهـا تـرينـا عِـزَّهـا وأمـانهــا |
والساسـة العملاء كنت عليهـم | * | سـوطاً تـزيد عذابها وهوانها |
ألمستهم مـن حرِّ قولك جمـره | * | مـثل الصواعق أرسلت نيرانها |
أنكرت مـا قـد أحدثوا من منكرٍ | * | بفعالهم فـي كلِّ مـا قـد شانها |
وبذاك قـد جاهدت شـرّ عصابة | * | ورميت بـالسهم المصيب جنانها |
مـا أقعدتك لضعفهـا شيخوخـة | * | عن وقفة فرضَ الاله مكانها (1) |
علـى رؤاك خيـالٌ صـادقٌ عذبُ | * | وفـي خطاك لهـاثٌ نـازفٌ تعِبُ |
وبين جنبيك صـوتٌ رحت تحبسه | * | ما استوعبته السطور الحمر والكتبُ |
وفـي ضلوعـك أشياءً تضيق بها | * | أرضٌ وأنت عليهـا الحملُ والطلبُ |
فبيـن دنيـاً تراهـا وهـي كاشفةٌ | * | أمـام عينيك مـا يخفـى ويحتجب |
وبين مـا كنت تصبو نحـو وافره | * | مـن الحيـاة بمـا تعطي وما تهبُ |
لألف دُنيـاً تراهـا وهـي عامرةٌ | * | لفيض روحـك ، تدعوها فتنجذبُ |
حتـى تلّمستَ وجه الحق ترسم من | * | خُطـاهُ وَثْبَتَهُ الكبـرى وتحتـرب |
ياشاغل الناس والـدنيا تضيق بـه | * | بحـراً من الأدب الفوّار يضطرب |
أنّـى تلفّتُّ ألقـى منـك بـارقـة | * | تخافُهـا الظُلمُ الخـرقاءُ والحجبُ |
وما تجلجل فـي سمعي صدى أدبٍ | * | حـرٍّ تـردده الأجيـال والحِقَـبُ |
إلاّ وكنـت علـى أوتـاره نغمـاً | * | عذباً ومنـك علـى أكوابـه حَبَبُ |
ياملتقى الـرافدين الخصب منبتُهُ | * | لـه علـى جـدب مطلعٌ خصبُ |
نظمت عقد عيون الشعر فانطفأت | * | عيناك إذ رفّ من إيحائها الهُدُبُ |
وعـدت أبصرَ ممّا كنت يقدحُ فـي | * | عيونـك الشـرر الأخّـاذُ والشهُـبُ |
حتـى أذبْتَ مـن الأوزان معـدنها | * | وصغتهـا حليةً مـا مسّهـا عـطبُ |
وخضعتَ قعرَ بحـار الشعر لا حذرٌ | * | أودى بمـا كـنت تـأتيـه ولا تَعَبُ |
لتصطفي مـن عيونِ الدُّرِّ أروعهـا | * | حتـى تُصاغ عليها الحليـةُ العَجبُ |
لئـن فقدتَ بـريق الدرِّ فـي بصرٍ | * | وأُسـدلتْ دونَ مـا تختـارُهُ حُجُبُ |
ففي يـراعك قـد أوقدتهـا شُعـلاً | * | مـن كلّ حرف يفيض النور واللهبُ |
أغاضك الدهرُ فاستشرى بك الغضب | * | أم ضاقَ ذرعـاً بما تُعطي له الأدبُ |
أم الـزمان الـذي مـا كـنت تأمُنهُ | * | سمّاً تقطّـر منـه الـرأس والذَنَـبُ |
إنـي عهدتُك لا تلوي علـى مضَضٍ | * | جيـداً وإن نَفَحَـتْ أوداجُهـا النَوبُ |
ولا تلـوذُ بظلّ العمـر تحـرص أنْ | * | تـرى سنينـك لا يغتالُها النصـبُ |
وبعد ما ضاقَ وجه الأرض واختنقت | * | صدور قومٍ غـزا أحشاءهـا النهبُ |
ولم تعد أنت مـن قيسٍ وقد بـرئتْ | * | منه الذمـام وحُـلّ العقـد والنسـب |
أبيت يغرف من شطيك مـا قصرت | * | عنـه الجـداول سقياً حـين تُحتَلبُ |
مـا للغريب أراه ضاع فـي زمن | * | فجّ يصول بـه مَـنْ لونُـه الوشب |
غامت بعينيـه آفاق ففـاض بهـا | * | روحاً يلاحقها الاعصـار والسُحُبُ |
نأى عـن الوطن المأسـور تمسكه | * | يـدُ الحنيـن فتـدنيـه ويقتـرب |
وان ترحّل عـن أرضٍ يرفّ بهـا | * | جُنحاه مُذ بان فـي أطرافه الزَغَبُ |
أو غاب عن أرضه فـي غربة بدناً | * | فروحـه كجـذور النخل تنجـذب |
إلى العراق إلى الأرض التي ولدت | * | من بعد عسر مخاضٍ كلَّ من وهبوا |
ما كنت أعجبُ من كفٍّ تجود بها | * | ودونهـا البحر إذ يُدعـى ويُنتَدب |
ومـا أثار شجـوني أنّ غـائمـةً | * | مرّت بعينيك قد حلّت بهـا الكرَبُ |
لكنّ أغـرب مـا دوّنت مـن ألـمٍ | * | على القلوب وما غصّت به النُدُبُ |
بأنّ ما صغت مـن وحيٍ ومن أدبٍ | * | جـمٍّ تضجّ بـه مـن حُرقةٍ كتب |
ما عـاد يكفيك مـن أوصالـه كفناً | * | إذ لامستك صفاحُ القبر والتـرُبُ |
ولا نعتك حروف الشعر أو صرخت | * | لك القوافي ولا غنّـى لك القصبُ |
فمتَّ وحدك لا الأرض التي وسعت | * | خطاك ضمك منها صدرها الرحبُ |
ولا الـذين وهبـت النـور أعينهم | * | سعـوا إليك ولا أندى لهـم هدب |
يالوعـة الأدب المفجوع فـي زمن | * | أرقُّ مـا فـي رؤاه أنهـا خشبُ |
إنـي تيقّنت لمـا عـدتَ مغتـرباً | * | أن كلُّ فـادٍ بهذا العصر مغتـربُ |
يـا واهباً لعصـارات الندى ألقـاً | * | يفيض مـن دمه القانـي وينسكبُ |
ويا منيـراً دروبـاً شُـحَّ سالكهـا | * | وقد تـردّم فيهـا الحـاذق الأربُ |
ويـا خدين غبـار الحـرب تحسبه | * | ليل الهوى حينما تزهو بـه شهب |
أرِح ركابـك أنّى شئت مـن تعب | * | أما يـريحيك إلاّ الحـزن والتعب |
ولا تـروّيك إلاّ الكـاس متـرعـةً | * | من الأسى واللظى المهراق والنوبُ |
وما وجدت إلـى جمـر الهوى سبباً | * | إلاّ وجـرحك فـي اطفائـه سببُ |
لمن بسطت يـداً تكتال عـن جـدةٍ | * | ومـا يـزيد ففيه الكيـل ينقلـبُ |
الشُحُّ أكـرم إذ يُعطى لمـن جحدوا | * | والترب أولى لمن لم يغنـه الذهب |
والنخـل إن عميتْ عيـنْ لمنبتـه | * | فكيف يقطف منه العذق والـرطبُ |
ما قيمة الأدب الهدّار يـرفل في | * | ثوبٍ حريرٍ زهت ألوانه القُشُبُ |
تُثيره مـن قيانِ الدلِّ راقصـةٌ | * | وفوق شدقيه كأس للهوى عذبُ |
أو قيمــة الأدب الأخّــاذ تُلقمــه | * | يـد السـلاطين لا يـدنو لـه سغبُ |
يُلقي عصا السحر كي تعشى بصائرها | * | قـوم فتصنع مـن أشكالهـا لعـبُ |
بـل قيمـة الأدب المعطـاء تلفظـه | * | أسنـةٌ فـي الوغـى كالجمر تلتهبُ |
وقيمـــة الأدب الهــدار يحبسـه | * | ثقل القيـود تثنّـت تحتهـا الـرُكَبُ |
وقيمـة الأدب الـفادي يـلاحقـــه | * | سوط الحكومات وهو الجمر والغضبُ |
عيـونـه كعيـون الليث سـاهـرةٌ | * | حتى وإن نـام لا يغفـو لـه هـدب |
وقيمــة الأدب الأخّــاذ ملبســه | * | دمـاؤه كخضـاب السيـف تختضب |
وحيـثُ تنهـالُ أصـواتٌ مـزورةٌ | * | يشرّع الزيـف مـن أصدائها صخبُ |
نضـا كـرفةِ سيف بـارق رعـدتْ | * | بـه قوائمـه فـانجابـت الـحجبُ |
يأتي كمـا الوحـي يُعطي من نبوئته | * | نــوراً فتنثـر أضـواء وتـنسكبُ |
وإن تــردد وحـيٌ فــي مهمتـه | * | فمـا هنالك لا وحـيٌ ولا أدب (1) |
الاستاذ فرات الاسدي (1) ( ضياء الدين فرج الله ) |
حلبـةَ الشعرِ والمـدى مستثيرُ | * | كيف يكبـو بكِ الجـوادُ المُغيرُ |
كيف يُدمي خطـاه شوطٌ ويهوي | * | فـإذا المجـدُ والحفـاظُ عفيـرُ |
قـابساً من يـد الضحى عنفواناً | * | شدَّ جنحيـهِ مشـرقٌ مسحـورُ |
ولقـد أعجَـبَ الميـادينَ منـهُ | * | مطمـحٌ ثائـرُ العنـان جسـورُ |
فاتَ كلَّ الجيادِ فـي السبق حتى | * | ملأ الأمـسَ رَهْجُـهُ المستطيرُ |
ومضـى ينهـبُ السنينَ أصيلاً | * | والقـوافي جنـاحُـهُ المنشـورُ |
والمروءاتُ بعضُ مـا حملتْها | * | غـايـةٌ حـرّةٌ وروحٌ كبيـرُ |
خطرتْ في فم المغيبِ وسالتْ | * | فتنـدّى ضـوءٌ وشـعَّ عبيرُ |
طافَ في كلّ خاطرٍ منك لحنٌ | * | عبقريٌّ واختالَ حرفٌ نضيرُ |
نازحَ الدارِ.. هل تلَمَّستَ حزناً | * | وجهَها.. إنَّ وجهَـها مذعـورُ |
والحمـى المستباحُ أودعتَ فيه | * | جمـرةَ الشوق أم لظاهـا نثيرُ |
أمطرتْـهُ على الفـراتين كفٌّ | * | لـكَ شاءتْ ان تستقيها البحورُ |
وعلـى كـل نخلـةٍ بَوْحُ لُقيا | * | وطيوفٌ وسنـى وهمسٌ كثيرُ |
والصدى خلف غابةِ الدمع ينأى | * | وهو في القلب منك نبضٌ جهيرُ |
كـم وعتْه الأسماع ذكرى حداءٍ | * | بدويٍّ.. وكـم رعتْه الصدورُ |
وفدتْهُ لـو انَّ بالعمـرِ يُفـدى | * | اُمّـةٌ مـن نـشيـدهِ تستنيـرُ |
فـإذا إلفُـهُ يعــود إليــهِ | * | ذاتَ يومٍ.. وتصطفيه القبـورُ |
وترشَّفْ.. فكـوثرُ الحبّ أدنى | * | لك أقداحَـهُ الـولاءُ الطهـورُ |
الغريبُ.. الذي أرابَتْـهُ أرضٌ | * | أنكرتْ نبتَهـا.. وطال النكيرُ! |
فبها كـل مرتـعٍ عـادَ جدباً | * | بعد ان غاله اللظـى والهجيرُ |
أشجـى القلـوب بحـرقـةٍ وتـألّم | * | وأسـال دمع العين ( عبـدالمنعـمِ ) |
جبل هـوى فأثـار عـاصفة الشجا | * | لله مـن قـلب ثـوى فـي أعظُـمِ |
لله مـن نبــع تـدفّـق سـاقيـاً | * | جيلَ النهوض بسلسل بْـردِ الظمـي |
لله إيمـــان يعــانقــه العـلا | * | قــد شيّعــوه بحسـرة وتضـرّمِ |
حمـل المصائب وهـي جدُّ عظيمة | * | في خيـر خـافقة وصبـر أعظـمِ |
إيمـانـه الـوضـاء كـان دليلـه | * | نحـو الصـراط المنقـذِ المتقــدمِ |
قـد سار فـي درب الهدى متبصّراً | * | لـم يلتفـت يومـاً لنهــزَة مغنـمِ |
ومقدِّمـاً بيـن اليـدين ذخــائـراً | * | للـحشر يـوم الامتحــان المعلـمِ |
ولقـد أبـى إلاّ الوقـوف مـع الإبا | * | والحــقِّ وقفــةَ مستنيـر مُقـدمِ |
وأنــار إيمــان التقــاة بهمّـةٍ | * | متجـاوزاً درب القتــاد المـؤلـمِ |
وشــدا لآلِ المصطفــى متقلّـداً | * | آتــي الـولاء مُطـوِّفـاً كمتيـمِ |
ان قـال شعـراً فـالقلوب خـواشعٌ | * | نشـوى لهـذا المنشـد المتـرنّـم |
أو قـال نثـراً فـالنفـوس بـواسم | * | تهفــو لهـذا المـؤمـن المتكلّـمِ |
وأطـار فيهـم نيّـراتِ نجـومـه | * | سحراً ومـا كـلّ النجـوم بـأنجـمِ |
آيــاتـه فيهـم بملحمـة الهـدى | * | مفتــاح جنّــات النعيـم المُلهـمِ |
هي من عيون الشعر ، صيغَ نسيجُها | * | مـن مـاء قلـب بـالمحبّة مُفعَـمِ |
كـم قـد حـوت علمـاً وجاء دواؤها | * | كـرداء تقــواه ، بعــزم مصمِّـمِ |
وجـنت بـلا شـكٍّ رضـاءَ محمّـدٍ | * | والآلِ إذ هـي للأطـايـب تنتمــي |
يـاعيـنُ جـودي بـالبكـاء لفقـده | * | جـوداً ينهنـه عـن عظيـم تـألمي |
فلقـد أُصبنـا فـي الصميـم بيـومه | * | والحزن واصـل مأتـماً فـي مأتـم |
لـم لا نصبّ الدمـع حـزنـاً بعـده | * | لـم لا يفيض القلب مـن طفح الـدمِ |
و ( أبو الحسين ) حبيب أطياب الورى | * | فـي صمتـه ومقـالــه المتفهّــمِ |
لم يبتعـد عنـه التـواضـع لحظـةً | * | كـلاّ ولـم يعـرف خصـال تبـرّمِ |
خُلُـق الكـريـم سلـوكـه ومبـادئ | * | للعلــم والأدب النــديِّ الأقَــومِ |
قـد جـاءني نعـي علـى بعد المدى | * | مــا خلتـه إلاّ التبــاس تـوهّـمِ |
قـد حزّ فـي نفسي رحيلك واغتـدى | * | كالطـود ظل فـي الخواطر يرتمـي |
وتبـادرت صـور حفـرت جـذورها | * | في القلب ، تعثـر بالخيـال المؤلـمِ |
ولأنـت أكبـر مـن رثـائـي إنّمـا | * | حمل الرثـاءُ تصدّعـي وتضـرّمي |
مـاضيـك أحلـى ان ألـم بـوصفه | * | فـي طهـره وجـلالـه المتسنّــمِ |
ولئـن تنقّص جـاهل مـن قـدركـم | * | فـالشمس لـيست فـي يـدي متهجّمِ |
أو إن تجــاهلكـم طغـاة زمـانكـم | * | فـالحقد يـودي بـالحقـود المجـرمِ |
أنتـم علـى رغـم البغـاة مكـانكـم | * | شــرف القلـوب وقَبْسَـةُ المتعلّـمِ |
من عطركـم فـاضت محـافـل عزّة | * | هـي فـي الضمائر كالضحى المتبسّمِ |
تلـك العهـود مـع الزمان مسيـرها | * | ضـوءٌ بأحنـاءِ الطـريـق المُعتـمِ |
تـــرنيمــة بفــم التقـاة لأنهـا | * | مــن صُنـع قـومٍ قـائمين وصُوَّمِ |
لا الـدهـر يسلينـا مواجـع فقدكـم | * | كــلاّ ولا آسٍ بــرقيـة بَلْسَــمِ |
فاذهب إلى عـزّ الجنـان وسحـرهـا | * | حيـث الخـلود ويـالعظـم المغنـمِ |
يلقـاك بــالبشــر النبــيّ وآلُـهُ | * | فيهــا ، جـزاء ولائــك المتقـدّمِ |
وتقـرّ عينـاك اللتـان تقـرّحا | * | فيهـم ، بـكل تلـذّذ وتـنعّـمِ |
وتـرود فيهـا مجلسـاً لمحمّـدٍ | * | والمـرتضى والآل نعـم الأنجمِ |
وتكون فيهـا فـي جـوار أحبّةٍ | * | كـانوا أمـاناً للمحـبّ المُغـرمِ |
هـذا جـزاء الصالحين ففز بـه | * | ما فزت إلاّ بالنعيم الأعظـمِ (1) |