|
أحنُّ لتربة بحمـى ( علي ) | * | يفوح بطيب نفحتهـا الرغام |
وأشتاق المـرابع مـن ثراها | * | يطيب بهـا لمشتاق مقام (1) |
مدينـة النجـف الغـرّاء يـا أُفقـا | * | يوحى ويا تربـة تحيـي بما خصبـا |
كـم احتضنت وكـم خرّجت نابغـة | * | فـذاً وشيخـاً علـى أسفـاره حدِبـا |
فـأنت مـدرسـة للعلـم جـامعـة | * | تقري العقول وترويهـا بما عذباً (2) |
رَمَتـكَ فأردتكَ كـالأجدلِ | * | سهام المَنيَّـةِ فـي المقتـلِ |
وما كنت أحسب أنّ الكميَّ | * | يروَّع من سطـوة الأعزل |
وأن الرصينَ من الشاهقات | * | يـزلزل من نسمـة الشمأل |
وأنّ الخضم من الزاخرات | * | يجفف مـن لفحة تصطلي |
ولكنــه القـدر المستبـدّ | * | وصاعقة الأجل المنزل (1) |
تشـاطر الحزن وجداً فيك والألما | * | قلبـي وطرفي ففاضا لوعة ودما |
وعبَّـرت أدمعي مذ خانني قلمي | * | عـن الأسى فأبانت بعض ما كتما |
وربمـا فُلَّ من عظـم المصـاب | * | فعـاد منطقة بالحـزن ملتجمـا |
وأفصحت بجليـل الخطب معربة | * | عن الأسى أدمـع انسانها كُلما (2) |
جريح ليس يصلحـه ضماد | * | وكيف به وقد رحل الفؤاد (2) |
شفتاك فـي عـلٍ وفي نهـل | * | أشهى الى نفسي من العسـل (3) |
يـاقوتتـان علـى فم عـذب | * | يفترُّ عن سمطين من خضل (4) |
قـد ذابتا صهـرا على كبدي | * | وانبتَّ عقدهمـا مـن الغلل (5) |
عطّـرتُ باسمك هـذه الالحانا | * | ونشرتُ ذكرك مـن فمي قرآنا |
وبعثت من شفتـي حين لثمتـه | * | قبساً ينيـر العقل والـوجدانـا |
ورأيته في النفس حيـن طويته | * | بيـن الجـوانـح جنة وأمانـا |
كحّلت جفنـي بالمنى في مولد | * | بالنـور كحل هذه الأجفانا (1) |
تفجّـر أيّها الطـرفُ القـريحُ | * | بما يوحي لك القلـب الجـريحُ |
وصغ من دمعك القانـي وقلبي | * | نشيـداً كـلُّ مـافيـه ينـوح |
فما هـذا الجمود وكـل شيءٍ | * | أراه لـلعـواطـف فيـه روح |
فهـذا مشهدٌ قـد كنت شجـواً | * | علـى ذكراه بـالنجوى تبـوح |
وهذي القبةُ الحمـراءُ تكسـو | * | بروعتها العـواطفَ اذ تلـوح |
وهذا مهبط الأمـلاك فاخشـع | * | على أعتابه ـ وهـو الضريح |
وهـذي تربـةٌ في كـلّ حِينٍ | * | بطيب أبي الجواد لنا تفوح (1) |
أبـا المهدي أنـت لنا إمام | * | ومجد العلم مجـدك لا يُرام |
أتتك طلائع الأحكام تسعى | * | لقائـدها وفي يـدك الزمام |
فقدها حلقة من بعد اخرى | * | بغيـرك لا يتم لهـا انتظام |
اذا ماروضة العرفان جفت | * | منابعهـا فانـت لها غمـام |
وان رفعت أكاليل المعالي | * | فأنت لكلّ اكليـل وسام (3) |
أصـاب ناعيك قلب المجد فانصدعا | * | وأدرك الغـرض المقصود حين نعى |
وأنفـذ السهم فـي قلبـي وحكمـه | * | في أضلعي فاستحالت أضلعـي قطعا |
فصـرت أجمع هـاتي في يـد ويد | * | مسكـت فيها فـؤادي خوف أن يقعا |
وعدت كالطائر المـذبوح قد علقت | * | في حبل نفسي مدى الآلام فانقطعا (4) |
ايهاً حماة الشـرع لاربع العلى | * | ربعٌ ولا النجـوى يرتلهـا فـم |
خمدت مصابيح الدراية منكـم | * | شعـلاً وغارت للهـداية أنجـم |
خلت الكنـانة من بنيهـا بعدما | * | غبتـم وأنتـم للكنـانـة أسهـم |
واريقت الصهباء من قدح العلى | * | فهوى وهـاهو هيكـل متحطـم |
واُميتت الانغـام فاستولى على | * | أوتارها خـرس وصمت ملجـم |
مـا قيمة الشبـح المجرد انّـه | * | عرض بغيـر الروح لا يتقـوم |
فالعود بالنفحـات يعرف طيبه | * | والعود بالنغمـات اذ يترنم (2) |