اتجاهات الفرطوسي الشعرية |
هـذي بلاد العـرب وهـي مـراجـلٌ | * | للعـزم تغـلـي بــالــدم الفــوار |
وطـلائـع الوعـي المجلجل أنـذرت | * | جيش الغـزاة بـجـيشها الجـــرار |
عصفت بها ( مصر ) وثارت ( جلق ) | * | وتـدافـعت ( بـغداد ) كـالإعصـار |
ومشت بها ( عـدن ) إلـى أخـواتها | * | مشـي العفرنـى للعفرنـى الضـاري |
وطغت ( عمان ) مثل ( لبنان ) بـها | * | علقـاً يفــور علـى جحـيـم النـار |
وتفجـرت حمماً ( فـلسطينٌ ) لـهـا | * | مـن كـلّ بــركـان بهــا مـوار |
ومن ( الجزائر ) والجزائرُ مرجل | * | يغلي علـى لهب السعير الـواري |
ضجت قـرابينُ الجهـاد ونـددت | * | بـفضائـع الـمستعمـر الجـزار |
شعب يسيـر إلـى الحيـاة وأُمـة | * | تهــوى الممـات بعـزّة وفخار |
وبشعـب ( عمان ) ستلهب جمرة | * | منها العـزائم تصطلـي بشـرار |
ومتـى يصان حمـاية ثغرٌ بـلا | * | شعـبٍ وسلطانٌ بـلا أنصار (1) |
بالسيف اقسـم لا بالطـرس والقلـم | * | أنّ الأمانـي بحـد الصـارم الخذم |
والحـقّ يشهد أنّ السيـف صاحبـه | * | وصاحب السيف قدماً صاحب الهمم |
ولـيس تنهض بـالأمر الخطيـر يدٌ | * | وما لديهـا سوى القـرطاس والقلم |
ولا تسـود علـى أقـرانهـا أمـمٌ | * | بـدون رعد الظبـا أو خفقة العلـم |
يـانخوة العـرب ثوري ياحميَّتها | * | توقدي بسعيـر منك مضطـرم |
ماذا القعود وقـد ساد الهوان بنا | * | وشيمة الحر تأبى الجبن ان تضم |
وكيف قد طأطأت للضيم أرؤسها | * | وهـي الاُباةُ عـرانينٌ ذوو شمم |
وكيف لذّلها الـورد الهنيَ وقـد | * | أديـف ذلك مـن أبنائهـا بـدم |
هبـي فتلك فلسطين بـها سفكت | * | دماء يعرب حتـى سلن كـالديم |
جارت عليها يـد جبّارة حكمت | * | علـى فلسطين بالارهاق والعدم |
خانت ضمائرها فيها فما حفظت | * | ولا رعت لذمام العدل من حرم |
ما ضرّها خصمها لما به احتدمت | * | لكـن جـلَّ أذاهـا مـن يد الحكم |
صبراً فلسطين فـالأحرار شيمتها | * | ثباتُهـا واحتفـاظاً ربّـة الشيـم |
فعـن قريبٍ يبيـن الحقُّ متضحاً | * | وتنجلي عنه أستارٌ مـن الظلم (1) |
طـلائـعُ الفتـح ونـشوةُ الغَلــبْ | * | تـهتف بـالنصـر لأمـة العــربْ |
بـشائـر تُـوصَـل فـي بـشائـر | * | كـأنهـا سـلاسـل مـن الـذهـبْ |
قـد رقصـت لهــا البـلاد كـلها | * | وأصبحـت تهتـز بشـراً وطــربْ |
واحتفـل الشـرقُ بـها مـحتضنـاً | * | لمهـدهـا مـن الحنـو والحــدبْ |
أما ترى ( الأردن ) و( القدس ) معاً | * | تعـجّ بـالبشر ( كمصر ) و( حلبْ ) |
و( دجلة ) ( كالنيل ) حيث ( بردى ) | * | بموعـد الفتـح المبيـن المـرتـقبْ |
نحـن بنـي العـرب الكـرام بيننـا | * | ساد الـوئام وانـجلت عنـا الـريبْ |
عنـاصـر الـوحـدة فـي أوطـاننا | * | تــألّفـت وهـي شعـور ونـسبْ |
فنظمـت أوضـاعنـا وهـي سـدىً | * | ووحـدت شعـوبنـا وهـي شعـبْ |
حتى غدا الجدب إلـى الخصب أخـاً | * | وأصبـح السهـل يعـانـق الحـدبْ |
ولــيس ذا بــدعـاً فـإنّـا أُمّـةٌ | * | تربطنـا الـوحـدة في خيـر سببْ |
وانّنــا مــن عنصــر متّحــدٍ | * | ولا فــروق بيننـا سـوى الـلقبْ |
لنـا مـن الإسـلام خيـرُ جـامـع | * | وحسبُنـــا أنّــا بنــو أمّ وأبْ |
تحـرقي يـاعزمـاتِ يعـرب | * | وصيّـري الـواتر للنار حطب |
وأنـزلي الطاغوت مـن سمائه | * | إلى الحضيض جاثياً على الركب |
دعي قـرار الأمن فـي ناحية | * | وفنّـدي كـل اقتـراح وطلـب |
فقـد ملكت الأمـر أنت سطوة | * | فـي بَـدئهِ بعـد جهـود وتعب |
فقـرري أنـت المصيـرَ كلـه | * | وليكـن الحكـم لـدولة القضب |
لا تغلبي اليوم علـى الأمر يـداً | * | ( فإنّما الأمر غداً لـمن غلب ) |
أبناء صهيـون وتـلك نسبة | * | يقـرن بالخزي لها من انتسب |
قـد ضُرب الذلُّ عليكم مثلما | * | بؤتم مـن الله بسخط وغضب |
منّيتُم النفس عمـىً في أمل | * | مُنيتم بـالويل منـه والحرب |
فـخيبت آمـالكـم وآذنـت | * | أوضاعـكم لكم بسوء المنقلب |
ويـاعبيد العجـل لا أفلحتُم | * | وكيف يفلح امرؤ أغضب رب |
من علّم العبد بأن يسمو على | * | سيـده وهو بـأرفع الـرتب |
أيصبـح الرأس مسوداً بيننا | * | ويصبـح السيُد عندنـا الذنب |
مهازلٌ بهـا الحياة احتشدت | * | فاحتشدت من المآسي والكرب |
وقد غدا مـزمراً من سخف | * | لطبله الأجوف كل من ضرب |
روايـةٌ وهميـةٌ قـد مثّلت | * | في مسرح من الخيال مقتضب |
أمـة اسـرائيل فيها حملت | * | مـن بعد عقمها قروناً وحقب |
لكنّها من شؤمها قد وضعت | * | جنينها ما بين أحضان العطب |
صبـراً فلسطيـن وان طال العنا | * | وجلجلت بك الخطوب والنوب (1) |
قـد آن تحـريـرك مـن رقيّة | * | قـد جلبت لـك الشقـاء والنصب |
بفوهة المـدفع حيـن قصّـرت | * | أقلامنـا فمـا وفت بمـا وجـب |
بمنطـق القـوة حيـن ألـجمت | * | أفـواه مـن قـال بنا ومـن كتب |
فهلهلـي للبشـريـات والمنـى | * | واستقبلـي الشرق بها فالشرق هب |
وهـذه الصحراء منـه احتشدت | * | فيـالقـاً طـبقت الدنيـا لجب (2) |
فـالأرض وهي لجة مـن الدما | * | والأفق وهو مـرجل من اللهب (3) |
هـبّ لانقـاذك وهـو واهـب | * | بالنفس والفوز حليف من وهب (4) |
يـاأمـة الشـرف المـجيد | * | ذودي عـن الأوطان ذودي |
هبّـي إلـى استقـلالك الـ | * | ـغالي مـرفرفـة البنـود |
وخـذيه مخضـوب القـو | * | ادم من دم الشعب النجيد (3) |
تعلـــوه أصــوات الـيـ | * | ـتامى فـي أهازيـج النشيـد |
وتــرف تحــت ظـلالـه | * | مقـلُ الأيـامـى كـالـورود |
مخضلــــةً بمــدامــع | * | صُهرت على ذهب الخدود (1) |
فـي تـربـة ورث الجهــاد | * | بهـا البنـون مـن الجــدود |
تـأريـخ مجــدك نـاصـعٌ | * | عبـقٌ مـن الـذكـر الحميـد |
وجهــادك الجبّــار عـنـ | * | ـوانٌ لاسفــار الخلـــود |
تهـوي جبــاهُ الظــالميـن | * | لـه وتعنــو بــالسجــود |
وتطـول فيـه بطـولـة الـ | * | ـشهـداء فـي درج الصعـود |
ضــحيت فيــه بمـا غـلا | * | مـن طـارف لـك أو تــليد |
والمجـد غـرس التضحيـات | * | وصنـوها جيـداً لــجيد (2) |
والموت فـي سـوح الجهـاد | * | ألـذُّ مـن عــيش العبيــد |
يـاساسة الارهاق فـي الد | * | نيــا ويــابُقيـا ثمـود |
شـوهتـم التـاريخ فـي | * | صحف من الارهاب سود |
وأبدتـم الانصـاف فـي | * | نقـم مـن الظلـم المبيـد |
وقتلتـم نبـلُ الضمـائـر | * | بـالضغـائـن والـحقود |
وقبـرتـم الإنسـان فـي | * | أخـلاقـه بيـن اللحـود |
ومحـوتمُ رسـم الـفضيلة | * | مـن سجـلات الوجـود |
وذبحتمُ الرحمات فوق | * | مجازر العسف الشديد |
ونسختـمُ نُظمَ الحيـاة | * | وكـلَّ قانـون سديـد |
مـا أنتـم بفعـالكـم | * | بشرٌ فـردّوا للقـرود |
مـاذا جنــى بجهــاده | * | شعب يسيـر إلـى الخلـود |
شعــب لحــريّـاتــه | * | يسعـى بتحطـيـم القيـود |
شعـب جـريءٌ بـاسـل | * | يضرى على الخصم اللدود |
صلـب العقيـدة مـؤمـن | * | بـالحـق إيمـانَ الشهيـد |
ثبـت الجنــان مـن الـ | * | ـركـانة لا يروّعُ بالوعيد |
متمــاسـك الحلقــات | * | يهـزأ بالبـوارق والرعود |
لا النـار تخمد عزمه الـ | * | ـطاغـي ولا زجل الحديد |
يسطو بصـاعقـة القضاء | * | وفتـك ضـارية الاُسـود |
وإذا اصطلت نارُ الـوغى | * | نـادى بهـا هل من مزيد |
شعب الجزائر ياأبا الـ | * | ـسطوات والفتك العنيد |
رصعت إكليل المفاخر | * | من جهادك فـي عقود |
وكسوت أمجاد الكـرا | * | مة من دمائك في برود |
وفتحـت للأجيال مـدرسة | * | البطــولـة مـن جـديـد |
ونشـرت درسـاً خـالـداً | * | للتضحيــات وللجهـــود |
ورفعــت رايـة يعـربٍ | * | خفـاقـة فـوق البنـــود |
حُييـت يـاشعـبَ الجهـاد | * | وطـاب مهـدك مـن صعيد |
هــذي طـلائـع يعـربٍ | * | وافـتـك تـزخـر بالـجنود |
بفيـالــق ومعــا مــعٍ | * | هي كـالصواعـق والـرعود |
ومـراجـلٍ تغلــي دمـاً | * | بعـزائـم هـي كـالـوقـود |
فبكـــل أُفــقٍ رايــة | * | منشـورةُ الظـلِ المـديــد |
وبكــل ميــدان عـقيـ | * | ـدٌ يقتفــي إثــر العقيـد |
وبكـلُ قُطــر نهضــةٌ | * | كبرى مـن الـوعـي الجديد |
سطعـت بمصـر وسـوف | * | تسطـع مثلَ نيـران الـوعيد |
بصعيد « سوريا » و« عمـ | * | ـانٍ » وفـي « بلد الرشيد » |
وبـكل مهــد للعـروبـة | * | من شقيقات « الصعيد » (1) |