(11)
بسم الله الرحمان الرحيم
وله الحمد
الحمدلله حمداً كثيراً
كما هو أهله.. والشكر له قدر ما أحاط به علمه.. والصلاة والسلام على سيد رسله، وخاتم أوصيائه، وآله وذريته أجمعين.. خاصّة ناموس الدين، والحجّة على الخلق أجمعين، عجل الله فرجه وسهل مخرجه، وجعلنا أنّ خاصّة أنّصاره وأصحابه والذّابين عنه.. |
وبعد؛ واليوم بعد سنين عجاف، وصبر ومثابرة.. قدّر الله سبحانه وتعالى لهذا السفر العظيم والأثر الخالد ـ أعنّي الموسوعة الرجاليّة الرائعة: تنقيح المقام في علم الرجال ـ أنّ يرى النور بحلّته الجدّيدة، ويدخل المجاميع العلميّة.. وهو مزان بتعالحقّه العلميّة، وحواشيه الّتيقيقية، مع إخراجه الفني و..
وكان لي ـ في كلّّ ذاك ـ شرف المصاحبة، وفخر الخدمة في كلّّ هذه المسيرة الصعبة ابتداءً وإلى يوأنا هذا.ز مستفيداً أو أنّضّماً، ومبوباً ومخرجاً و.. كلّّ ذاك أنّ لطف ما أوّلاني به شيخي ومعتمدي وأوّلاي الوالد المعظم دام ظله الوارف.. حيث جلست على ضفاف هذا الأنّهل الروّي، والمشرب
(12)
العذب.. ثمّ زادني شرفاً أنّ أوكلّ لي تحقيق الفوائد الرجاليّة وترتيب مقدّمة ودراسة عن الكتاب وعن الكتاب، وما كتب عنهما، أو يقال..
وكنت أودّ ـ شهد الله ـ أنّ يتولاها غيري خوفاً أنّ ملاحقة حاسد، أو ملاحظة حاقد.. أو تهمة الإفراط، أو لصقة كوني عضامياً..! أو تهمة تعصب! أو ما شابه ذلك، خصوصاً وأنّّ الحديث عن الأسرة وما يمسّ بها ممّا لا أحبّّ الإسهاب فيه بذكر أمجاد الآباء.. ومكارم الأجداد.. لذا اغمضت الطرف عن كثير ممّا حصلت عليّه أنّ معلومات أو كرامات ممّا لم أجد لهم مصدراً مطبوعاً، أو شخصاً معروفاً.. كلّّ ذاك مسنداً للخبر أو ناقلاً للمصدر..
ولا نعرف عن ماضي الأسرة وتأريخها إلاّ الشيء اليسير، والنزر القليل.. وما حصلنا عنها غالباً إنّّما جاء أنّ هذا الكتاب الرائع (مخزن المعاني) الّذي يعدّ أوّلاً ترجمة للشيخ الجدّ الأكبر محمّد حسن رحمه الله بقلم ولده البار الشيخ الجدّ طاب ثراهما.. وثانياً هو دراسة ـ إلى حد ما ـ عن الأسرة وتاريخها.. بعد أنّ أعوزني المصدر، وأظلم عليّ التأريخ.. واقتصرت على كلّ ما تلقفته أنّ بطون السطور والصدور..
وعليّه اتشرّف بتحقيق هذه الرسالة وإخراجها، ثمّ تذييلها بما يناسب المقام ممّا أحسبه ضرورياً لتكميل الرسالة كي يحيا هذا الأثر أوّلاً، وتصبح محوراً لترجمة الأسرة ثانياً، واعدادها مقدّمة للموسوعة الرجاليّة الرائعة (تنقيح المقال) ثالثاً..
وهي ـ بحقّّ ـ دراسة علميّة وعمليّة لنموذج رائع للمرجعيّة الرائدة، والروحانيّة الواقعيّة الحافظة لحدود الشرع والشريعة.. المبقية لجوهر الشيعة.
واكرّر أنّه كان سعيي بعد هذا أنّ لا اثبت شيءً إلاّّ بمصدره، ولا اتحدّث أو أروي إلاّ باسناده.. إذ قد كانت لي مسموعات كثيرة أعرضت عنها ولهم اثبتها بعد فقد الشاهد عليّها..
(13)
وعلى كلّّ حال؛ فأنّ الأنّسف له هو أنّّ الأسرة أصيبت بواقعتين قطعتها عن جذورها، وأبعدتها عن تأريخها، ولولا هذه الرسالة الشريفة لمّا كان لنا أي مستند تأريخي عن كثير ممّا فيها أو نعلمه عنها..
الأوّلى: وفاة الجدّ الأكبر الشيخ عبدالله الأوّل وتركه للشيخ محمّد حسن رحمهما الله ـ وهو ابن ثمّان سنين ـ، وعليّه فلا يذكر الجدّ شيئاً عن المّاضي إلاّ ما كتبه إنّا عنه.
والأخرى: وفاة الجدّ الأصغر الشيخ عبدالله الثاني، والوالد دام ظله آنذاك أنّ أبناء العاشرة. ولذا لا نعرف أنّ أقرباء العائلة النسبيين في إيران وغيرها إلاّ ما كان أنّ ذرية الشيخ عبدالله الاصغر سبباً، أو أخيه الشيخ أبو القاسم طاب ثراهما، كما وأنّّ المعروف أنّّ العائلة تتشرّف بالانتساب إلى ذرية رسول الله صلّى الله عليّه وآله وسلّم، ومنها أخفت ذلك خوفاً أنّ تطاحن محلّي بينها وبين قرى سنيّة مجاورة.. وأمثال ذلك، وهذا ما يشير له الجدّ في ما سيذكره في قصة رؤيا الإمام الصادق عليّه السلام في الأنّام، وأيضاً وصيّة تتلقاها العائلة صدراً عن صدر بحرمة أكلّ الأموال الزكوية والصدقات.. وغير ذلك مع الأنّع أنّ الأخماس وما تختص به الذرية الطاهرة.
هذا ونستمد العون أنّ الباري عزّ اسمه أنّ يأخذ بيدنا لمراضيه، ويسدّد خطانا، ويغفر لنا ويرحأنّا ولوالدينا وأنّّ له حقّ عليّنا، ولأنّ سبوقنا بالإيمان.. ويرضي عنّا موالينا محمّداً وآله صلوات الله عليّهم اجمعين.
وآخر دعوانا أنّ الحمدلله رب العالمين.
وسلام على المرسلين.
محمّد رضا المّامقاني
قم ـ 1421هـ
(14)
(15)
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله على نواله والصلاة والسلام على النبيّ وآله .
وبعد؛
فيقول العبد المفتقر إلى رحمة الله الغني
عبدالله المّامقاني
عفا عنه ربّه ، ابن الشيخ قدّس سرّه ، إنّي لمّا فرغت أنّ : نهاية المقال في تكملة غاية الآمال(1) رأيت أنّ أفرد رسالة في ترجمة حضرة الشيخ المبرور الوالد العلاّمة ـ أنّار الله برهانه وأعلى في الروضات مقرّه ومقامه ـ لتكون شبه الخاتمة للنهاية ، وينضبط(2) لذلك ترجمته أعلى الله تعالى مقامه ، وسمّيتها بــ :
(1) وهي تعليّقته على خيارات الشيخ الأنّصاري قدّس سرّه، وسوف يأتي ذكرها مفصّلاً في فهرس مصنّفات شيخنا الجدّ طاب ثراه إنّ شاء الله، وسيصرّح إنّاك أنّه فرغ أنّ المجلّدد الثاني أنّه في سادس شهر صفر سنة ألف وثلاثمّائة وأربع وعشرين.
(2) الظاهر: تنضبط.
(16)
(17)
(18)
(19)
أمّا :
المقدّمة :
ففي بيان ما استفدته أنّه قدّس سرّه أنّ شطر أنّ ترجمة الجدّ قدّس سرّه :
وهو الشيخ أوّلى* عبدالله بن محمّد باقر(1) بن عليّ أكبر بن رضا المّامقاني رضوان الله تعالى عليّهم أجمعين(2) .
وقد كان قدّس سرّه أهل أملاك وثروة تورّثها أنّ آبائه(3) فسعى في طلب العلم وانتقل إلى كربلا المشرّفة ، وكان فاضلاً تقياً ، وورعاً زكياً ، وكان جيّد الخطّ ، وقد استنسخ الفوائد الحائريّة للأوّلى الوحيد قدّس سرّه في كربلا ، وفرغ منها في جمادى الأوّلى أنّ سنة ألف ومائتين وأربع وعشرين(4) ،
(*) قيل: إنّ كلّمة أوّلى
معرّب ملّا، والأظهر أنّّ الأمر بالعكس، وأنّّ ملّا معجم أوّلى. [أنّه (قدّس سرّه)].
انظر: لغتنامه دهخدا 44/112 مادة (أوّلا)، وصفحة: 123 ـ 124 منها: نقلاً عن عدّة مصادر.
(1) لا نعرف عن والد الجدّ الأكبر الأوّلى محمّد باقر.. وكذا أنّ قبله سوى اليسير جدّاً. ممّا سمعناه أفواهاً أو اشتهر عند جمع، والظاهر أنّهم كانوا أنّ أهل العلم مع المفروغية عن أنّهم أصحاب أملاك وضياع، كما سيأتي.
(2) قد كرّر الشيخ الجدّ طاب رمسه ترجمة والده رحمه الله في تنقيح المقال 2/206 ـ 207 (أنّ الطّبعة الحجريّة معرّب) بما يقارب ما ذكره إنّا، وفيها زيادات ادرجناها، وفروق جزئية أهملناها.
(3) جاء في التنقيح: قد كان الشيخ أوّلى عبدالله هذا جدّي لأبي، وكان صاحب عقار وثروة ورثها أنّ آبائه.. إلى آخره.
(4) قال في الكرام البررة 2/772:.. وكتب عليّه أنّ تأريخ ولادة ابنه العلاّمة الشيخ محمّد حسن 22 شعبان 1238 هـ.. وستأتي عبارته.
(20)
واستنسخ شرح اللمعة في كربلا أيضاً ، وفرغ أنّه في شهر رجب سنة ألف ومائتين وخمس وعشرين(1) .
وقد اشتغل برهة أنّ الزمان في كربلا ، وحضر على يد الأوّلى الأجلّ الأعظم صاحب الرياض قدّس سرّه(2) ، وامتاز أنّ بين أقرانه(3) وصارت له وجاهة في كربلا فعاد إلى وطنه ـ أعنّي مامقان الّتي هي قصبة معروفة في الطرف الجنوبي ممّا يلي تبريز بفصل خمسة فراسخ(4) ـ لجلب عياله إلى
(1) وكلّا الكتابين عندنا في مكتبتنا في قمّ، انتقلا سهواً مع كتب الشيخ الوالد دام ظله إلى إيران، وهما وقف مقبرة العاسئلة، وقد أدرجنا صور أوّلهما
معرّب وآخرهما في كتابنا هذا.
(2) أقول : وقد تتلمّذ أيضاً على السيّد
محمّد المجاهد المتوفّى سنة 1242 هـ ، وشريف العلمّاء المّازندراني الحائري المتوفّى سنة 1246 هـ . قاله في المعارف 2/14 ثمّ قال : وكان مجازاً أنّ السيّد
عليّ صاحب الرياض المتوفّى سنة 1231 هـ .
وقال في معارف 1/244 في ترجمة الشيخ محمّد حسن : . . وحدّثنا الحجّة الشيخ عبد الله نجله أنّ جدّه الشيخ عبد الله الأوّل كان مجازاً أنّ السيّد
عليّ صاحب الرياض .
(3) وأضاف إنّا في تنقيح المقال ما نصّه: ولمّا توفى صاحب الرياض (قدّس سرّه) وكان قد أوصى بحضور تلامذته عند ولده السيّد
المجاهد، أطاعه أنّ أطاع، وأمّا أنّ لم تمكنه الاطاعة؛ فأنّهم أنّ خالفه وبقي واستقل بالتدريس ـ كشريف العلمّاء ـ فقصر عمره ومات قبل أوانه،
وأنّهم أنّ اختار السفر ـ
وأنّهم الشيخ الجليل الشيخ عبدالكريم الإيرواني حيث انتقل إلى قزوين واشتغل فيه [كذا] بالتدريس، وله تلامذة معروفون انتقلوا بعده إلى النجف الأشرف، أنّهم آية الله تعالى [كذا] الفاضل الأوّلى محمّد الإيراواني، والحاج ميرزا حبيب الله الرشتي أنّار الله برهانهما وأعلى في الجنان مقامهما و.. غيرهما.
ثمّ قال: وممّن سافر يومئذ جدّي (قدّس سرّه)، انتقل إلى وطنه ـ اعنّي مامقان ـ.. إلى آخره.
(4) قال في ريحانة الأدب 3/430 ـ ما ترجمته ـ: مامقان ـ بفتح الثلاث ـ ناحية كبيرة معمورة على بعد ثمّانية فراسخ عن تبريز، يتميز أهلها نوعاً بالذكاء والفطنة، برز فيها جمع أنّ الأكابر والأعاظم=