الحكمة تنقسم إلى علم وعمل.
فالعلم منها هو العلم بأعيان الموجوات ، أي تصوّر حقائقها والتصديق باحكامها وما يلحق بها على ما هي عليه في نفس الأمر بقدر الطاقة البشريّة.
والعمل منها ممارسة الحركات ومزاولة الصناعات لإخراج الكمال الاستعدادي عن القوّة إلى الفعل بقدر القوّة البشريّة.
والكلام في الأوّل موكول إلى الكتب المصنفة في الحكمة النظرية.
وأمّا العلم الذي نبحث عنهم وهو العلم بالحكمة العلملية فهو العلم بمصالح الحركات الإرادية والأفعال الصناعية التي بها تنتظم أمور المعاش والمعاد وهو على أقسام ثلاثة :
أوّلها : ما يرجع إلى كل شخص بالنفراده وهو تهذيب الأخلاق.
وثانيها : ما يرجع إلى جماعة متشاركين في المنزل وهو تدبير المنزل.
وثالثها : ما يرجع إلى كل جماعة متشاركين في المدينة أو المملكة أو الاقليم وهو العلم بسياسة المدن ،ولقد ضربنا عن الأخيرين صفحاً ، وصرفنا الهمّة نحو الأوّل ، فإنّه الأعم نفعاً.
ثم إنّ مبادىء المصالح المشار إليها إمّا طبعيّة ، أي مقتضىعقول أولي البصر وتجربيّات أرباب الفكر والنظر ، فلا نخنتلف باختلاف الأعصار وتقلّبات الأدوار ، وهي ما تقدّمت إليها الإشارة ، أو وضعيّة ، أي مقتضى اتفاق بعض الآراء ، وهي الآداب والرسوم.
فإن كانت مقتضى رأي من لا ينطق عن الهوى كالأنبياء وأئمة الهدى فهي النواميس الالهية والشرائع النبوية.
(23)
والعلم الكافل لشعب ما جاء به نبيّنا الصادع بالحق ووصيّه وأو لاده الأطهرون سلام الله عليهم علم الفقه ، ولكن جملتها مقصورة على الوضع تتقلّب بتقلّب الأيّام وتتبدّل بتبدّل أهل الملل والنحل والدول من الأنام.
ولذا خرجت تفاصيلها عن أقسام الحكمة العملية لتفحّصها عن القوانين الكليّة التي لا يتطرّق إليها التغيير ، كما لايخفى على الفطن البصير ، لكنّها إجمالاً من أقسامها كما تبيّنت في مقامها
لما كان موضوع هذا العلم نفس الإنسان من حيث يصدر عنها الجميل والقبيح بحسب الارادة ويستحقّ بها المدح والذمّ وإطلاق لفظ الشقاوة والسعادة ، فلابدّ من معرفة النفس وقواها إجمالاً من باب المبادىء وإن كان التفصيل فيه موكولاً إلى الطبيعي.
فنقول : النفس ما يعبّر عنه كل أحد بأنا وأنت وأمثالهما ، ولاشك في مغايرتها للبدن ، لأن الإنسان يغفل عن كل شيء حتى أجزاء بدنه الا عن نفسه ، ولأن البدن يتغيّر عما كان عليه من الكيف والكمّ ، ولا تغيّر لها من حين تمييزها للأشياء إلى أن يموت.
وحدّها : أنّها جوهر ملكوتي مجرد يدرك المعقولات وله تصرف في الهيكل المحسوس بتوسّط القوى والآلات.
والدليل على جوهريتها وتجردّها كونهامحلاً للمجردات كالمعانى الكلّية من المعقولات ومحلّية العرض لها محال ، وكذا الجسم لكونه ذا وضع يقبل الانقسام ،فيلزم أن يكون الحال كالمحل فلا يكون مجرّداً ، هذا خلف ، ولعدم زوال الصور الحالّة فيها بطريان غيرها عليها ، بل يعينها ، ولا كذلك الجسم لزوال كلّ شكل منه بطريان آخر ، ولمخالفتها للماديات في الآثار والخواص ، وهي وإن كانت حادثة بحدوث البدن ، لكنّها باقية بفنائه لعدم
(24)
قيامها به بمعنى كونه محلاً لها لما عرفت ، بل هو آلة لتصرّفها ، فلا يستلزم فساده فسادها ، وهي أيضاً بنفسها لا تقتضيه ، إذ طروّ العدم على الموجود يكون من ضدّه ، ولا ضدّ للمجرّدات لكون التضاد في عالم الكون والفساد وتحقّقها فيه بتوسّط البدن ، والا فهي بالذات من سنخ المجردات ، فغذا لم يقتض ذاتها الفساد ، ولا ارتباطها بالبدن ، فلا يكون له موجب آخر.
والآثار الدالّة على بقائها بعد فنائه كثيرة ، كقوله تعالى :
« ولا تحسبنّ الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربّهم يرزقون » (1).
« ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء » (2).
وفي الخبر : أرواح الشهداء تسرح في رياض الجنّة (3).
وما دلّ على أنّ أرواح المؤمنين تجتمع ويستأنس بعضها ببعض في وادي السلام ، وأرواح الكفّار في وادي برهوت (4).
وهذا ممّا رسخت في عقائد فرق المسلمين والكفّار جميعاً ، لابتناء سؤال المغفرة والصدقات والمنامات وغيرها عليه ، فلا تقبل العدم الا بالذات ، وعليه يحمل قوله تعالى :
« كلّ شيء هالك الا وجهه » (5).
نقل إنّ أبا يزيد لّما سمع قوله : « كان الله ولم يكن معه شيء » قال : والآن كما كان.
وقال المعلّم الأوّل : المجرّد حقيقة ، والحقيقة لاتبيد.
1 ـ آل عمران : 169.
2 ـ البقرة : 154.
3 ـ راجع مجمع البيان : ج1 ، ذيل الآية 169 من آل عمران.
4 ـ راجع البحار : 6/268 و287.
5 ـ القصص : 88.
(25)
فصل
من النفوس نفس نباتية وحيوانية وإنسانية ، وإن شئت أطلقت القوى عليها ، ولكل منها قوى متعدّدة ، كل منها مبدأ فعل خاص ، فقوى الأولى ثلاثة :
غاذية : يتم عملها بإعانة أرببع أخرى هي الجاذبة والماسكة والهاضمة والافعة.
ومنمية : يتم عملها بإعانة الغذية والمغيّرة.
ومولدة : يتم عملها بإعانتها والمصوّرة.
وللحيوانية قوتان :
قوّة على لإدراك بالآلات ، إمّا الظاهرة أي الباصرة والسامعة والذائقة والشامّة واللامسة ، أو الباطنة أعني الحسّ المشترك والخيال والوهم والحافظة والمتخيّلة.
وقوّة على التحريك الأرادي ، وهي إمّا باعثة وهي ما إذا ارتسم في الخيال أمر مطلوب الحصول حرّكت الفاعلة على الاتيان به ، فهى حينئذ قوّة شهويّة ، أو مطلوب الدفع و (1)حركاتها إليه ، فهي حينئذ قوّة غضبيّة ، أو فاعلة ، وهي تحرّك الآلات والعضلات الجسمانية بالقبض والبسط ، وجملة هذه القوى موجودة في جميع الحيوانات من الإنسان وغيره.
وأمّا النفس الانسانية فهي المختصّة بالانسان من بين الموجودات بها تميز عن غيره ، ولها قوّة النطق ، أعني إدراك الكلّيات بدون آلة جسمانية ، فإن توجّهت إلى معرفة حقائق الموجودات وقبول الفيض عن عالم المجرّدات سميّت عقلاً نظريّاً وقوّة نظريّة ، وإن تهيّأت لمزاولة الصناعات المؤدية غلى مصالح المعاش والمعاد والتأثير فيما تحت قدرته من القوى والآلات فهي عق ل عملي وقوّة عمليّة ، ولما كان تمييز النفس عن العقل بافتقارها إلى المادّة في
1 ـ كذا ، والظاهر زيادتها.
(26)
الفعل أي كلّ ما يصدر عنها من التأثير والتأثّر فهي في جميع إدراكاتها محتاجة إليها ، فقبل تعلّقها بالبدن واستعمال الآلات ليست فاعلة ولا قابلة ، وأمّا بعدهما فتحصل الصور الجزئيّة في الآلات ، الا أنّها خالية عن الصور الكلّية إلى أن تميّز به مابه تشرتك الجزئيّات عمّا به تختلف فهي قبل التمييز المذكور عقل هيولاني لمشابهتها للهيولى الأولى في خلوّها عن الصور بالفعل وقبولها لها بالقوّة ، وإذا ميزت فأوّل ما يرتسم فيها صور الكلّيات الضرورية الحاصلة من التمييز الحاصل من تكرير المشاهدات حكماً ومفهوماً ، كامتناع اجتماع النقييضين والحرارة الكلّية مثلاً ، وهي في هذه الحالة أي حصول الضروريات لها فعلاً واستعدادها لاكتساب النظريات منها عقل بالملكة ، وإذا اكتسبت النظريّات بالفعل وصارت لصيرورتها مخزونة فيها مستعدّة لا ستحضارها فهي عقل بالفعل ، وجميع ما يمكن إدراكها من المعقولات حاصلة لها بالفعل حينئذ ، الا أنها لاشتغالها بشواغل المادّة واحتجابها بحواجب البدن ليست حاضرة عندها مشاهدة لديها ، فإذا ارتفعت علاقتها بالبدن ولم يبق لها حجاب أصلاً وصار جميع إدراكاتها حاضرة عندها مشاهدة لها سميّت عقلاً مستفاداً ، وهذه غاية كمال القوّة النظريّة ، وكما أنّ مراتبها أربعة فكذا مراتب القوّة العمليّة.
أوّلها : استعمال النواميس الإلهيّة والشرائع النبويّة وامتثال الأوامر والنواهي الشرعيّة ، حيث إنها باب السلوك ومفتاح الوصول إلى المقصود ، فلا يمكن الا منه الورود.
وثانيها : التخلّي عن الرذائل والتحلّي بالفضائل وإزالة العلل الحاجبة عن التوجّه إلى عالم الملك والملكوت عن الخاطر ، حتّى يتمكّن من الوصول إليه.
وثالثها : ملكة الوصول إلى عالم القدس.
ورابعها : مرتبة الفناء والوحدة الصرفة وقصر الهمّة في النظر إلى
(27)
الأنوار السبحانية وتزكية السرّ عمّا سواه تعالى والاستغراق في بحر كبريائه ، وهذه غاية كمال القوّة العمليّة ، والكمال الأوّل بمنزلة الصورة ، والثاني بمنزلة المادة ، فإذا جمعتهما تمّت بهما دائرة الوجود منطوياً فيها عالم الغيب والشهود.
توضيح
لكلّ شيء من الموجودات خاصيّة لايشاركه غيره فيها ، فكلّما كان صدور تلك الخاصية المختصّة به منه أتم وفيه أظهر كان بالكمال أقرب ، وإلا فهو ناقص. ألا ترى أن الفرس تشارش كثيراً من الحيوانات في مطلق العدو ، الا أنّ لها خاصية تختصّ بها في مطاوعة راكبها وخفّتها حالة العدو بحيث لأتوجد في غيرها ، وكلّما كانت الخاصية المزبورة فيها اظهر كانت في مراتب الفرسيّة أكمل وأشهر ، وكذا الإنسان له خاصية ها يتميّز عن سائر ما في الاكوان ، وإن كان مشاركاً لغيرها في جملة من الخاصيات ، فإنّ بلوغه إلى أعلى المراتب فيها لايعدّ له كمالاً لوجود من هو أعلى ربتة منه في الحيوانات والنباتات مثلاً ، بل كماله في بلوغه إلى أعلىالمراتب في تلك الخاصية المختصّة به وهي ما ذكرناه من القوّتين ، فغن أو صلهما إلى أعلى مراتبهما الذي ذكرناه كان إنساناً كاملاً مستحقّاً لخلافة الله في البلاد ، مستعداً لقبول الفيض الابدي من بين العباد ، اتموذجاً لما في عالم الكون والفساد.
فصل
الأجسام الطبيعية متساوية في الجسمية ، فلا مزية لبعضها على بعض من هذه الحيثية ، بل ما كان قبوله للصور الشريفة وتأثره من المبادي العالية أظهر فهو أشرف ، أنواع الجمادات ما كانت له قوّة قبول النفس النباتيّة كالمرجان ، وهو متصّل بأخسّ أنواع النبات ، وبين أدناها إلى هذه المرتبة العليا مراتب غير محصورة من هذه الحيثية.
(28)
ثم من أخسّ مراتب النبات إلى أشرف أنواعه وهو النخل مثلاً المتّصل بأخسّ أنواع الحيوان ، والمتّصف باغلب صفاته المترتّبة على النفس الحيوانيّة كالضعيف من الدود وبعض أنواع الحشرات المتكونّة في بعض فصول السنة دون بعض ، مراتب كثيرة شرفاً ودوناً.
وكذا من أخسّ أنواع الحيوان إلى أشرفها كالصقر أو الفرس مثلاً ، المتّصل بادون أنواع الانسان مراتب موفورة شرفاً وخسّة ، لكن جميع المراتب المتقدّمة مع شدّة اختلافها مشتركة في كون حركاتها طبيعية.
ثم بعد هذه تناط الحركة بالارادة النفسانيّة ، ولها أيضاً مراتب غير محصورة ، فكلّما كان إدراكه أدون وأضعف كان أدون من حيث الشرف ، وكلّما كان وصوله من نقصان إلى كمال بتوسّط القوى والآلات أكثر وأظهر كان أعلى وأشرف ، إلى أن يصل إلى مقام الفناء والوحدة المحضة ، يكون أشرف الموجودات ، ويتصّل به دائرة الموجود كالخط المستدير إذا بدأت بنقطة منه ثم ختمته بها فتنتفي الوسائط والترتيب والتضاد ، ويتّحد المبدأ والمعاد « ويبقى وجه ربّك ذوالجلال والإكرام » (1).
فظهر ممّا ذكر أنّ المرتبة الإنسانية واقعة في بدو الفطرة في أوسط مراتب الموجودات ، وانّ للانسان طريقاً إلى الأعلى بإرادته ، وإلى الادنى بطبيعته ، فإن خلّى زمام أمره بيد طبيعته تنزل يوماً فيوماً ، وحفّ بالشهوات الرديّة ، وبقي في المرتبة الادنى من مراتب الموجودات ، بحيث لايوجد أدون منها في عالم الأكوان. وإن مال بإرادته إلى الطريق المستقيم والنهج القويم والعلوم الحقّة والمعارف الحقيقية والفضائل النفسانية وتوجّه إلى نيل الكمال المركوز في جبلّته واشتاق إلى السعادة الحاصل الستعدادها في فطرته ، وصل تدريجاً إلى المقام المحمود ، إعني مجاورة الملأ الأعلى والاستنارة بأنوار الحق تعالى.
هي النفس إن تهمل تلازم خساسة
وإن تنبعث نحو الفضائل تلهج
1 ـ الرحمن : 27.
(29)
آدمى زاده طرفه معجونى استكز فرشته سرشتته زو حيوان
گر كند ميل اين شود كم از اينور كند عزم آن شود به از آن
ولما كان الطريق الأول سهل الحصول لا حاجة فيه إلى نيل مشقّة وبذل مجهود ، بل يكفي فيه مجرّد السكون ، والطريق الثاني صعباً عسر الحصول مفتقراً إلى مزيد جهد وكلفة وبذل مجهود دعت العناية الأزليّة والرحمة الإلهيّة إرسال الأنبياء والأوصياء الكرام والعلماء الأعلام بالشرائع المستقيمة والنواميس القويمة إلى الأنام ، كي يمدّوهم في سلوك هذا الطريق رفقاً أو عنفاً ، ويعاونوهم بالتسديد والتقويم والتأديب والتعليم. وفّقنا الله لما يحبّ ويرضى ، وأعاننا على علاج هذه النفوس المرضى.
التخلّي عن رذائل الأخلاق من أهمّ المهامّ أوّلاً ، لأنّها الحجب المانعة عن المعارف الحقيقية والصداء للنفوس الحاجبة عن النفحات القدسيّة ، فإذا اشتغلت القلوب بغيره تعالى لم يدخلها معرفته وحبّه والأنس به ، كما أنّه لامجال للهواء في الاناء المملوّ من الماء.
قال النبي صلى الله عليه وآله : « لولا أنّ الشياطين يحومون على قلوب بني آدم لنظروا إلى ملكوت السماوات والأرض » (1).
فإذا خلتعنها استعدّت للفيوضات المتواترة ، كالمرآة مالم يذهب الصداء عنها لم تستعدّ لارتسام الصور فيها ، والبدن مالم تزل عنه العلّة لم يقبل الصحّة ، فلا تنفع طاعة الا بعد تطهيرها عن ذمائم الأخلاق ، والا فهو كقبر ظاهره زينة وباطنه جيفة ، أو كبيت مظلم وضع السراج على ظاهره فاستنار ظاهره وباطنه مظلم.
قال النبي صلى الله عليه وآله : « ألا إنّ لربّكم في أيّام دهركم نفحات ألا فتعرّضوا
1 ـ المحجّة البيضاء : 2/125 ، وفيه : « ملكوت السماء » بدون والأرض.
(30)
لها » (1).
فإنّ التعرّض لها تطهير القلب عن الأخلاق الرديّة ، فكلّ إقبال على طاعة وإدبار عن المعصية يثمر نوراً به يستعدّ القلب لإفاضة العلوم الحقّة.
قال الله تعالى : « والذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سبلنا » (2).
وقال صلى الله عليه وآله : « من عمل بما علم ورّثه الله علم ما لم يعلم » (3).
والرحمة الإلهيّة بحكم العناية الأزليّة عامّة للخلق غير مضنون بها على أحد ، لكنها تتوقّف على تصقيل مرآة القلب وتطهيرها عن أخباث الطبيعة ، فلا حجاب من بخل من المنعم تعالى شأنه.
وچه هست از قامت ناساز بى اندام ماست
ور نه تشريف تو بر بالاى كس كوتاه نيست
والنور الحاصل بعد صفاء القلب بعناية المنعم هو العلم الحق الذي لا مرية فيه لكونه من الأنوار الإلهيّة ، وهو الذي أشير إليه في قوله عليه السلام :
« ليس العلم بكثرة التعلّم ، بل هو نور يقذفه الله في قلب من يشاء ». (4)
وفي بعض الكتب السماويّة : « لا تقولوا : العلم في السماء من ينزل به ، ولا في تخوم الأرض من يصعد به ، ولا من وراء البحار من يعبر ويأتي به ، العلم مجعول في قلوبكم ، تأدّبوا بين يديّ بآداب الروحانيين ، وتخلّقوا إليّ بأخلاق الصدّيقين أظهر العلم من قلوبكم حتّى يغطّيكم ويعمّركم ». (5)
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله : « قال الله تعالى : لايزال العبد يتقرّب إليّ بالنوافل حتّى أحبّه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي
1 ـ البحار : 71/221 مرسلاً.
2 ـ العنكبوت : 69.
3 ـ البحار : 40/128 نقلاً عن الفصول المختارة ، وفيه « يعلم » بدل « علم ».
4 ـ البحار : 1/225مع اختلاف.
5 ـ المحجّة البيضاء : 1/148 ـ 149 ، وفيه : « يغمركم ».