|
|||
(121)
عن يزيد بن خليفة قال : رآنى أبو عبد الله ( عليه السلام ) أطوف حول الكعبة وعلي برطلة ، فقال ( عليه السلام ) : لا تلبسها حول الكعبة فإنها من زي اليهود.
عن الحسن بن مختار قال : قال لي أبوالحسن الاول ( عليه السلام ) : اعمل لي قلنسوة لا تكون مصنعة فإن السيد مثلي لا يلبس المصنع ( والمصنع : المكسر بالظفر ). عن ياسر الخادم ، عنه ( عليه السلام ) من قال : كان ( عليه السلام ) يدخل المتوضأ (1) في خف صغير. عن أبي الصباح ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إن عليا ( عليه السلام ) كان في سفر وكان إذا سافر أدلج فبينا هو قد أخذ في الدلجة (2) فلبس ثيابه وتناول أحد خفيه فلبسه ، ثم أهوى إلى الخف الاخر ليلبسه إذ انحط طير من السماء فضرب خفه فأخذه ، فانطلق علي ( عليه السلام ) فاتبعه ليأخذ الخف منه ، فسبقه وارتفع إلى السماء ، فما زال يدور حتى أصبح فألقى الخف فخرج من الخف حنش وهو حية. من مسموعات ناصح الدين أبي البركات ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : لبس الخف يزيد في قوة البصر. عن الصادق ( عليه السلام ) قال : إدمان لبس الخف أمان من الجذام ، فقيل له : في الشتاء أم في الصيف ؟ قال : شتاء كان أم صيفا. عن أبي الجارود (3) قال : دخلت على أبي عبد الله ( عليه السلام ) لابسا خفا أحمر ، فقال لي : أو ما علمت أن الخف الاحمر لبس الجبابرة ، فالابيض المقشور لبس الاكاسرة ، والاسود سنتنا وسنة بني هاشم ؟ قال أبوالجارود : فصحبت أبا عبد الله ( عليه السلام ) في طريق مكة وعليه خف أحمر ، فقلت له : يا ابن رسول الله كنت حدثتني منه في الاحمر 1 ـ المتوضأ : موضع يتوضأ فيه أي يستنجى ويكنى به عن الكنيف والمستراح. 2 ـ الدلجة ـ من أدلج الرجل ـ : سار الليل كله. 3 ـ الظاهر هو زياد بن المنذر الهمداني من أصحاب الباقر والصادق عليهما السلام ، له أصل وكتاب زيدي المذهب وإليه ينسب الجارودية. (122)
أنه لبس الجبابرة ، قال : أما في السفر فلا بأس به فإنه أحمل للماء والطين ، وأما في الحضر فلا.
عن أبي عبد الله ، عن أبيه عليهما السلام : أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : من اتخذ نعلا فليستجدها. عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : انتعل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فقام رجل فناوله النعل ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : اللهم إن عبدك تقرب إليك فقربه ولا أظنه إلا قال : وأدبه. قال : وتمضمض رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ثم مجه (1) ، فوثب إليه رجل فأخذه فشربه ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : اللهم إن عبدك تحبب اليك فأحبه. وعنه ، عن علي عليهما السلام قال : استجادة الحذاء وقاية للبدن وعون على الصلاة والطهور. عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) في قوله تعالى : ( فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى ) (2) قال : كانتا من جلد حمار. ( في استحباب الانتعال بالنعل المخصرة المعقبة )
عن صباح الحذاء قال : أتاني الحلبي بنعل ، فقال لي : إحذ لي على هذه ، فإن هذا حذاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فقلت : ومن أين صارت اليك ؟ قال : قال لي أبو عبد الله ( عليه السلام ) : ألا أريك حذاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟ فقلت : بلى. فأخرج إلي هذا النعل ، فقلت : هبها لي ، قال : هي لك. قال صباح : فحذوت عليها نعله وكنت أحذو لاصحابنا عليها ، فقال ابوأحمد : وقد رأيتها وهي مخصرة معقبة (3).
عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : إني لامقت الرجل الذي لا أراه معقب النعلين. عن صباح الحذاء قال : حذوت نعلا لابي عبد الله ( عليه السلام ) على نعل وجه به إلي فكانت مخصرة من نصف النعل. 1 ـ مج الماء من فيه : رماه. 2 ـ سورة طه : آية 12. 3 ـ المخصرة : الدقيق الخصر ، وهي النعل التي قطع خصراها حتى صارا مستدقين أي مستدقة الوسط. (123)
عن منهال قال : كنت عند أبي عبد الله ( عليه السلام ) وعلي نعل ممسوحة ، فقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : هذا حذاء اليهود ، قال : فانصرف ، فأخذ سكينا فخصرها به.
عن علي السابري قال : رآني أبوالحسن ( عليه السلام ) وعلي نعل غير مخصرة ، فقال : يا علي متى تهودت ؟ ( في كراهية عقد الشراك )
روي أن أبا عبد الله ( عليه السلام ) كره عقد شراك النعل. قال : وأخذ نعل بعضهم فحل شراكها (1).
وعنه ( عليه السلام ) قال : أول من عقد شراك نعله إبليس. ( في كيفية الانتعال )
عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : من السنة لبس نعل اليمين قبل اليسار وخلع اليسار قبل اليمين.
من كتاب النجاة ، الدعا المروي عند لبس الخف والنعل يلبسهما جالسا ويقول : بسم الله وبالله اللهم صل على محمد وآل محمد ووطئ قدمي في الدنيا والاخرة وثبتهما على الصراط يوم تزل فيه الاقدام ، فإذا خلعهما فمن قيام ويقول : بسم الله الحمد لله الذي رزقني ما أوقي به قدمي من الاذي ، اللهم ثبتهما على صراطك ولا تزلهما عن صراطك السوي. قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في قوله تعالى : ( خذوا زينتكم عند كل مسجد ) (2) : النعل والخاتم. وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : تعاهدوا نعالكم عند أبواب المسجد. ( في الشسع إذا انقطع )
عن يعقوب السراج قال : خرجنا مع أبي عبد الله ( عليه السلام ) وهو يريد أن يعزي
1 ـ الشراك ـ بالكسر ـ سير النعل على ظهر القدم ، أي حبلها. 2 ـ سورة الاعراف آية 30. (124)
عبد الله بن الحسن بابنة له أو ابن ، فانقطع شسع نعله فنزع بعض القوم نعله وحل شسعها وناوله إياه ، فقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) صاحب المصيبة أولى بالصبر عليها (1)
وعنه ( عليه السلام ) قال : من رقع جبته وخصف نعله وحمل سلعته فقد برئ من الكبر (2). ( في المشي في نعل واحدة وخف واحد )
عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إن عليا ( عليه السلام ) كان يمشي في نعل واحدة ويصلح الاخرى.
عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من شرب ماء وهو قائم أو تخلي على قبر ، أو بات على غمر (3) ، أو مشى في حذاء واحد فعرض له الشيطان لم يفارقه إلا أن يشاء الله. ( في خلع النعال والخفاف إذا جلس )
عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إخلعوا نعالكم فإنها سنة حسنة جميلة وهو أروح للقدمين. وفي رواية إذا أكلتم فاخلعوا نعالكم فإنه أروح لاقدامكم وإنها سنة جميلة.
من كتاب طب الائمة في الخف والنعل ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : من لبس نعلا صفراء لم يبلها حتى يستفيد مالا ، ثم تلى هذه الاية « صفراء فاقع لونها تسر الناظرين ) (4). وعنه ( عليه السلام ) قال : من لبس نعلا صفراء كان في سرور حتى يبليها. عن حنان بن سدير ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : دخلت عليه لابسا نعلا سوداء فقال : مالك ولبس النعل السوداء ؟ أما علمت أن فيها ثلاث خصال ؟ قلت ؟ وما هي 1 ـ الشسع ـ بالكسر ـ : زمام النعل بين الاصبع الوسطى والتي تليها. 2 ـ السلعة ـ بالكسر ـ : المتاع وما يشتري للمنزل. 3 ـ الغمر : الحقد ، العطش. 4 ـ سورة البقرة : آية 64. (125)
قال ( عليه السلام ) : تضعف البصر وترخي الذكر وتورث الهم وهي مع ذلك من لبس الجبابرة عليك بلبس النعل الصفراء فإن فيها ثلاث خصال ، قلت : وما هي ؟ قال : تحد البصر وتشد الذكر وتنفي الهم وهي مع ذلك من لبس الانبياء عليهم السلام.
وعنه ( عليه السلام ) قال : من السنة الخف الاسود والنعل الصفراء. وعنه ( عليه السلام ) قال : لبس الخف يريد في قوة البصر. عن أبي الحسن العسكري ( عليه السلام ) فيمن أصابه عقر الخف والنعل قال : تأخذ طينا من حائط بلبن ، ثم تحكه بريقك على صخرة أو على حجر ، ثم تضعه على العقر فيذهب إن شاء الله (1). عن هشام بن الحكم ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : من السعادة سعة المنزل. وعنه ( عليه السلام ) قال : للمؤمن راحة في سعة المنزل. وسئل أبوالحسن ( عليه السلام ) عن أفضل عيش في الدنيا ؟ قال : سعة المنزل وكثرة المحبين. وعنه ( عليه السلام ) أيضا قال : العيش بالسعة في المنازل والفضل في الخدم. عن معمر بن خلاد قال : إن أباالحسن اشترى دارا وأمر مولى له أن يتحول إليها وقال له : إنه منزلك ، فقال له المولى : قد أجرت هذه الدار لي ؟ فقال أبوالحسن ( عليه السلام ) : إن كان أبوك أحمق فينبغي أن تكون مثله. عن السكوني ، عن جعفر ، عن أبيه عليهما السلام قال : قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من سعادة المرء المرأة الصالحة والمسكن الواسع والمركب البهي والولد الصالح. عن أبي عبد الله ، عن آبائه ، عن علي عليهم السلام قال : إن للدار شرفا وشرفها 1 ـ عقر النعل : الجراحة الحاصلة منها. (126)
الساحة الواسعة والخلطاء الصالحون (1) وإن لها بركة وبركتها جودة موضعها وسعة ساحتها وحسن جوار جيرانها.
قال الصادق ( عليه السلام ) : من سعادة المرء حسن مجلسه وسعة فنائه ونظافة متوضاه (2). قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أربع من السعادة وأربع من الشقاوة ، فالاربع التي من السعادة : المرأة الصالحة والمسكن الواسع والجار الصالح والمركب البهي. والاربع التي من الشقاوة : الجار السوء ، والمرأة السوء ، والمسكن الضيق ، والمركب السوء. وقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لا يؤمن عبد حتى يأمن جاره بوائقه. وقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : حرمة الجار على الانسان كحرمة أمه. ( في مقدار سمك البيت )
عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) أنه قال : يا محمد ابن بيتك سبعة أذرع فما كان فوق ذلك سكنة الشياطين. إن الشياطين ليست في السماء ولا في الارض ، إنما يسكنون الهواء.
عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : سمك البيت سبعة أذرع أو ثمان أذرع فما فوق ذلك فمحضر للشياطين. وعنه ( عليه السلام ) أيضا قال : كل شيء يرفع من سمك البيوت على تسعة أذرع فهو مسكن الشياطين. عن الصادق ( عليه السلام ) قال : إذا كان سمك البيت فوق ثمانية أذرع فاكتب فيه آية الكرسي. عن عبد الله بن سنان قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : كل شيء فوق التسع 1 ـ الساحة : الفضاء. والخلطاء ـ جمع ـ خليط ـ : المخالطون الذين أمرهم واحد من الزوج والزوجة والولد والجار والاهل. 2 ـ الفناء ـ بالكسر ـ : الساحة ، أمام البيت ، ما امتد من جوانبه. والمتوضأ : المستراح. (127)
يعني سمك البيت فما زاد على التسع فهو مسكون ، يعني البيوت ، أو ما كان سمكها فوق التسع فما كان فوق التسع مسكون.
وعنه ، عن آبائه عليهم السلام أن رجلا من الانصار شكا إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أن الدور قد اكتنفته ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ارفع ما استطعت واسأل الله أن يوسع عليك. عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) : ما من إنسان يبني فوق ثمانية أذرع إلا ويأوي الشيطان فيما فوق ثمانية أذرع والواجب أن يكتب له فيه آية الكرسي حتى لا يأوي فيه الشيطان. وعنه ( عليه السلام ) قال : كل بناء فوق الكفاية يكون وبالا على صاحبه يوم القيامة. وعنه ( عليه السلام ) أنه قال : ما يبني إنسان فوق ثمانية أذرع إلا وينادي مناد من السماء : إلى أين تريد يا فاسق ؟ من جوامع الجامع ، قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : كل بناء يبنى وبال على صاحبه يوم القيامة إلا ما لابد منه. ( فيما يستحب عند البناء )
عن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من بنى منزلا فليذبح كبشا وليطعم لحمه المساكين وليقل : اللهم ادحر عني وعن أهلي وولدي مردة الجن والشياطين وبارك لي فيه بنزولي فإنه يعطي ما سأل إن شاء الله.
( في الاسراف في البناء )
عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : كل بناء ليس بكفاف فهو وبال على صاحبه.
وعنه ( عليه السلام ) قال : من كسب مالا من غير حله سلط على الماء والطين. ( في كنس المنازل )
عنه ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : اكنسوا أفنيتكم ولا تشبهوا باليهود.
وقال الصادق ( عليه السلام ) : غسل الاناء وكسح الفناء مجلبة للرزق. (128)
( في وقت في البيت والخروج عنه )
عنه ( عليه السلام ) قال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إذا خرج من البيت في الصيف خرج يوم الخميس ، وإذا أراد أن يدخل في الشتاء من البرد دخل يوم الجمعة.
وفي رواية ، عن ابن عباس قال : إن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان يخرج إذا دخل الصيف ليلة الجمعة ، وإذا دخل الشتاء دخل ليلة الجمعة. ( في اغلاق الابواب وغيرها )
عن سماعة بن مهران ، عن أبي عبد الله أو أبي الحسن عليهما السلام ، سئل عن إغلاق الابواب وإكفاء الاناء (1) وإطفاء السراج ؟ قال : اغلق بابك فإن الشيطان لا يفتح بابا مغلقا. وأطفئ سراجك من الفويسقة وهي الفأرة لا تحرق بيتك. وأكفئ إناءك فإن الشيطان لا يرفع إناء مكفأ.
قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لا تتركوا النار في بيوتكم حين تنامون. عن الرضا ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أطفؤا المصابيح ، لا تجرها الفويسقة فتحرق البيت وما فيه. ( فيما يتعلق بالمسكن )
عن أبي جعفر ( عليه السلام ) أنه أتاه رجل [ فشكا إليه ] فقال : أخرجتنا الجن من منازلنا يعني عمار منازلهم ، فقال : إجعلوا سقوف بيوتكم سبعة أذرع واجعلوا الحمام في أكناف الدار. قال الرجل : ففعلنا فما رأينا شيئا نكرهه.
عن داود الرقي ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : رأيت حماما خرج من تحت سريرة فقلت له : جعلت فداك أهدي لك طيورا عندنا بلقا تقرقر (2) ؟ فقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : تلك مسوخ من الطير ، إذا كنت متخذا فاتخذ مثل هذه فإنها بقية حمام إسماعيل ( عليه السلام ). 1 ـ إكفاء الاناء : قلبه. ويأتي أيضا بمعني الاستتار ومنه الكفاء ، ككتاب. 2 ـ البلق : الابلق وهو الذي كان في لونه سواد وبياض. وتقرقر الطير : تصوت وتردد صوته. (129)
من كتاب من لا يحضره الفقيه ، شكا رجل إلى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من الوحشة ، فأمره باتخاذ زوج من الحمام.
وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : إن خفيف أجنحة الحمام ليطرد الشياطين. وقال ( عليه السلام ) أيضا : إتقوا الله فيما خولكم (1) وفي العجم من أموالكم ، فقيل له : ما العجم من أموالنا ؟ قال : الشاة والهر والحمام وأشباه ذلك. من الفردوس ، عن أنس قال : قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : الشاة في البيت ترد سبعين بابا من الفقر. وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : الشاة في الدار بركة. والسنور في الدار بركة. والرحا في الدار بركة. والشاة بركة. والشاتان بركتان. والثلاثة بركات كثيرة. وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : الشاة من دواب الجنة. عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : ما من مؤمن يكون في منزله عنز حلوب إلا قدس أهل ذلك المنزل وبورك عليهم ، فإن كانتا اثنتين قدسوا كل يوم مرتين ، فقال رجل كيف يقدسون ؟ قال : يقال لهم : بورك عليكم وطبتم ما طاب إدامكم. وعنه ( عليه السلام ) قال : إن امرأة عذبت في هرة ربطتها حتى ماتت عطشا. وقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لا تمنعوا الخطاطيف أن تسكن في بيوتكم (2). وقال : لا تطرقوا الطير في أوكارها فإن الليل أمان لها وذلك لما جعله الله عليه من الرحمة. من كتاب طب الائمة ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : اتخذوا في بيوتكم الدواجن يتشاغل بها الشيطان عن صبيانكم. عن أبي جعفر ( عليه السلام ) : من أحبنا ـ أهل البيت ـ أحب الحمام. 1 ـ فيما خولكم أي ملككم وأعطاكم. والخول : الخدام والحشم وغيرهم من الحاشية. 2 ـ الخطاطيف جمع الخطاف : طائر يشبه السنونو ، طويل الجناحين ، قصير الرجلين ، أسود اللون ، وقيل : هو الخفاش. ( مكارم الاخلاق ـ 9 ) (130)
وقال أبوالحسن ( عليه السلام ) : لا ينبغي أن يخلو بيت أحدكم من ثلاثة وهن عمار البيت : الهرة والحمام والديك ، فإن كان مع الديك أنيسة فلا بأس بذلك لمن لا يقدرها.
قال الرضا : في الديك خمس خصال من خصال الانبياء : معرفته بأوقات الصلوات والغيرة والشجاعة والسخاوة وكثرة الطروقة (1). وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إذا سمعتم أصوات الديكة فإنها رأت ملكا فاسألوا الله وارغبوا إليه. وإذا سمعتم نهيق الحمير فتعوذوا بالله من الشيطان فإنها رأت شيطانا. عن أنس قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : الديك الابيض صديقي وعدوه عدو الله ، يحرس صاحبه وسبع دور. وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يبيته معه في البيت. وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : الدجاج غنم فقراء أمتي. وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لا تسبوا الديك فإنه يدل على مواقيت الصلاة. وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لا تسبوا الديك فإنه صديقي وأنا صديقه وعدوه عدوي والذي بعثني بالحق لو يعلم بنو آدم ما في قترته لاشتروا ريشه ولحمه بالذهب والفضة. وإنه يطرد مذمومة من الجن. وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من اتخذ ديكا أبيض في منزله يحفظ من شر ثلاثة : من الكافر والكاهن والساحر. من كتاب روضة الواعظين ، عن الباقر ( عليه السلام ) قال : إن الله تعالى خلق ديكا أبيض عنقه تحت العرش ورجلاه في تخوم الارض السابعة ، له جناح بالمشرق وجناح بالمغرب لا يصيح ديك في الارض حتى يصيح ، فإذا صاح خفق بجناحيه ، ثم قال : سبحان الله العظيم الذي ليس كمثله شيء فيجيبه الله فيقول : ما آمن بما تقول من يحلف بي كاذبا (2). روى الجعفري قال : رأيت أبا الحسن ( عليه السلام ) في بيته زوج حمام : أما الذكر فأخضر وأما الانثى فسوداء. ورأيته ( عليه السلام ) يفت لهما الخبز ويقول : يتحركان من الليل فيؤنسان وما من انتفاضة ينتفضانها من الليل إلا اتقى من دخل البيت من عرمة الارض (3). 1 ـ الطروقة : الجماع. 2 ـ تخوم الارض : حدها ومنتهاها. وخفق الطائر أي طار. 3 ـ الفت : الدق والكسر بالاصابع. الانتفاض : مطاوع نفض وهو حركة الشيء ليزول عنه الغبار. (131)
عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : ليس من بيت نبي إلا وفيه حمام ، لان سفهاء الجن يعبثون بصبيان البيت ، فإذا كانه فيه حمام عبثوا بالحمام وتركوا الناس.
عن عبد الله بن عطا قال : دخلت على أبي جعفر ( عليه السلام ) فرأيت في منزله نضدا ووسائد وأنماطا ومرافق (1) ، فقلت له : ما هذا ؟ قال ( عليه السلام ) : متاع المرأة. عن جابر بن عبد الله ، عن الباقر ( عليه السلام ) قال : دخل قوم على الحسين بن علي ( عليه السلام ) فقالوا : يا ابن رسول الله نرى في منزلك أشياء مكروهة ـ وقد رأوا في منزله بساطا ونمارق ـ فقال : إنما نتزوج النساء فنعطيهن مهورهن فيشترين بها ما شيءن ليس لنا منه شيء. عن جابر ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : لما تزوج علي فاطمة عليها السلام بسط البيت كثيبا وكان فراشهما إهاب كبش ومرفقتهما محشوة ليفا ونصبوا عودا يوضع عليه السقاء فستره بكساء (2). عن الحسين بن نعيم ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : سمعته يقول : أدخل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فاطمة على علي عليهما السلام وسترها عباء وفرشها إهاب كبش ووسادتها أدم محشوة بمسد. وعنه ( عليه السلام ) قال : إن فراش علي وفاطمة عليهما السلام كان سلخ كبش يقلبه فينام على صوفه. وفي كتاب مواليد الصادقين عليهما السلام ، قال محمد بن إبراهيم الطالقاني روى أنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) اعتزل نسائه في مشربة له شهرين ـ والمشربة العلية ـ فدخل عليه عمرو في 1 ـ النضد ـ بالتحريك ـ : ما نضد من متاع البيت وضم بعضه إلى بعض متسقا أو مركوما. والانماط ـ جمع نمط ـ كسبب وأسباب : ما يفرش من مفارش الصوف الملونة. والمرافق : جمع مرفق ـ بالكسر فالسكون ـ : التي تجعل تحت المرفق من المخدة والمتكأ. والنمارق : جمع نمرق ونمرقة : الوسادة يتكأ عليها. 2 ـ بسط البيت : سعته. والكثيب : الرمل. إهاب ـ ككتاب ـ : الجلد ، أو ما لم يدبغ. (132)
البيت أهب عطنة وقرظ والنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) نائم على حصير قد أثر في جنبه ووجد عمر ريح الاهب ، فقال : يا رسول الله ما هذه الاهب ؟ قال : يا عمر هذا متاع الحي (1) فلما جلس النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وكان قد أثر الحصير في جنبه. فقال عمر : أما أنا فأشهد أنك رسول الله ولانت أكرم على الله من قيصر وكسرى وهما فيما هما فيه من الدنيا وأنت على الحصير قد أثر في جنبك. فقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الاخرة.
عن الفضل قال : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن السرير يكون فيه الذهب أيصلح إمساكه في البيت ؟ قال ( عليه السلام ) : إن كان ذهبا فلا وإن كان ماء الذهب فلا بأس. عن الحلبي ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : ربما قمت أصلي وبين يدي وسادة فيها تماثيل طائر ، فجعلت عليها ثوبا. وقد أهديت إلي طنفسة من الشام (2) فيها تماثيل طير فأمرت به فغير رأسه فجعل كهيئة الشجر. وقال : إن الشيطان أشد ما يهم بالانسان إذا كان وحده. عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال : دخل قوم على أبي جعفر ( عليه السلام ) وهو على بساط فيه تماثيل ، فسألوه ؟ فقال : أردت أن أهبه. عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : لا بأس أن يكون التماثيل في البيوت إذا غيرت الصورة. عن محمد بن مسلم قال : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن تماثيل الشجر والشمس والقمر ؟ قال : لا بأس به ، ما لم يكن فيه شيء من الحيوان. عن أبي العباس ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : سألته عن قول الله عزوجل : « يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل ) (3) ما التماثيل الذي كانوا يعملون ؟ قال : أما والله ما هي التماثيل التي تشبه الناس ولكن تماثيل الشجر ونحوه. عن أبي بصير قال : قلت لابي عبد الله ( عليه السلام ) : إنما نبسط عندنا الوسائل فيها 1 ـ العلية ـ بالكسر وقد تضم ـ : الغرفة. وأهب ـ كعمد ـ : جمع إهاب ـ كعماد ـ : الجلد ما لم يدبغ. وعطنة : المنتنة ، والقرظ ـ بالتحريك ـ : ورق السلم يدبغ به الاديم. 2 ـ الطنفسة : البساط الذي له خمل رقيق. وأيضا : القالي. وقيل : والذي يجعل على ظهر الدابة. 3 ـ سورة سبأ : آية 12. (133)
التماثيل ونفرشها ، قال : لا بأس بما يبسط منها ويفرش ويوطأ ، إنما نكره منها ما نصب على الحائط والسرير.
من كتاب زهد أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، عن عقيل بن عبد الرحمن الخولاني قال : كانت عمتي تحت عقيل بن أبي طالب فدخلت على علي ( عليه السلام ) بالكوفة وهو جالس على برذعة حمار مبتلة (1) قالت : فدخلت على علي ( عليه السلام ) امرأة له من بني تميم ، فقلت لها : ويحك إن بيتك ممتلئ متاعا وأمير المؤمنين ( عليه السلام ) جالس على برذعة حمار مبتلة ، فقالت : لا تلوميني فوالله ما يرى شيئا ينكره إلا أخذه فطرحه في بيت المال. عن شريك بن عبد الله ، عن شيخ ، عن أمه قالت : رأيت خبز علي ( عليه السلام ) تحت فراشه أو في فراشه. 1 ـ بتله بتلا من باب قتل : قطعه وأبانه. وبتل وتبتل : انقطع. والمبتلة على بناء المفعول : القطعة. (134)
الباب السابع
من كتاب من لا يحضره الفقيه ، قال الله سبحانه تعالى : ( وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين ) (1) وقد مدح الله عزوجل [ في ذلك ] صاحب القليل فقال في كتابه [ العزيز ] : ( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون) (2).
( في الاكل والشرب وما يتعلق بهما وهو ثلاثة عشر فصلا ) الفصل الاول ( في فضل اطعام الطعام واصطناع المعروف وصوم التطوع ) وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ما آمن بالله من شبع وأخوه جائع. ولا آمن بالله من اكتسى وأخوه عريان ، ثم قرأ ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة. وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من أيقن بالخلف سخت نفسه بالنفقة. وسمع أمير المؤمنين ( عليه السلام ) رجلا يقول : الشحيح أعذر من الظالم. فقال ( عليه السلام ) : كذبت ، إن الظالم قد يتوب ويستغفر ويرد الظلامة على أهلها والشحيح إذا شح منع الزكاة والصدقة وصلة الرحم وقرى الضيف والنفقة في سبيل الله وأبواب البر وحرام على الجنة أن يدخلها شحيح. عن الصادق ( عليه السلام ) قال : المنجيات ثلاث : إطعام الطعام وإفشاء السلام والصلاة بالليل والناس نيام. وعنه ( عليه السلام ) قال : لو أن رجلا أنفق على طعام ألف درهم وأكل منه مؤمن واحد لم يعد سرفا. 1 ـ سورة سبأ : آية 38. 2 ـ سورة الحشر : آية 9. (135)
وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه. ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا أو ليسكت. و [ كان ] يقول : لا تلزم ضيفك بما يشق عليه.
روي عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنه قال : أول ما يبدأ به في الاخرة صدقة الماء يعني في الاجر. عن الباقر ( عليه السلام ) قال : إن الله تبارك وتعالى يحب إيراد الكبد الحراء ومن سقى كبدا حراء من بهيمة وغيرها أظله الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله. عن الصادق ( عليه السلام ) قال : من سقى الماء في موضع يوجد فيه الماء كان كمن أعتق رقبة. ومن سقى الماء في موضع لايوجد فيه الماء كان كمن أحيا نفسا. ( ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ) (1). وعنه ( عليه السلام ) قال : من أحب الاعمال إلى الله عزوجل إشباع جوعة المؤمن وتنفيس كربته وقضاء دينه. عن أبي الحسن موسى بن جعفر ( عليه السلام ) قال : من لم يستطع أن يصلنا فليصل فقير شيعتنا. ومن لم يستطع أن يزور قبورنا فليزور قبور صلحاء إخواننا. عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : الصدقة بعشرة. والقرض بثمانية عشر. وصلة الاخوان بعشرين. وصلة الرحم بأربعة وعشرين. وعنه ( عليه السلام ) قال : إن الله تعالى يقول : ما من شيء إلا وقد تكفلت به من يقبضه غيري إلا الصدقة فإني اتلقفها بيدي تلقفا (2) حتى أن الرجل ليتصدق بالتمرة أو بشق التمرة فأربيها كما يربي الرجل فلوه وفصيله ، فيلقاني يوم القيامة وهو مثل أحد وأعظم من أحد. وعنه ( عليه السلام ) قال : إن الله عزوجل يحب الاطعام في الله ويحب الذي يطعم الطعام في الله. والبركة في بيته أسرع من الشفرة (3) في سنام البعير. 1 ـ سورة المائدة : آية 35. 2 ـ التلقف : التناول بسرعة : والفلو ـ بضم اللام وتشديد الواو ـ الجحش والمهر يفصل عن أمه. 3 ـ الشفرة ـ بفتح فسكون ـ : المدية وهي السكين العظيمة العريضة. وأيضا : حد السيف. |
|||
|