|
|||
(256)
اليمن فاختلفت علي آراؤهم ، فدخلت على العبد الصالح ( عليه السلام ) بعد النفر بيوم ونحن بمكة فأخبرته بما أشار به أصحابنا وقلت له : جعلت فداك فما ترى حتى أنتهي إلى ما تأمرني به ؟ فقال ( عليه السلام ) لي : ساهم بين مصر واليمن ، ثم فوض في ذلك أمرك إلى الله فأي بلد خرج سهمها من الاسهم فابعث متاعك إليها ، قلت : جعلت فداك كيف أساهم ؟ قال : اكتب في رقعة بسم الله الرحمن الرحيم ، اللهم أنت الله الذي لا إله إلا أنت عالم الغيب والشهادة ، أنت العالم وأنا المتعلم فانظر لي في أي الامرين خير لي حتى أتوكل عليك فيه وأعمل به ثم اكتب مصر إن شاء الله ، ثم اكتب رقعة اخرى مثل ما في الرقعة الاولى شيئا فشيئا ، ثم اكتب اليمن ، ثم اكتب رقعة اخرى مثل ما في الرقعتين شيئا شيئا ، ثم اكتب بحبس المتاع ولا يبعث إلى بلد منهما ، ثم اجمع الرقاع وادفعها إلى بعض أصحابك فليسترها عنك ، ثم أدخل يدك فخذ رقعة من الثلاث ، فأيها وقعت في يدك فتوكل على الله واعمل بما فيها إن شاء الله.
عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام قال : كان علي بن الحسين عليهما السلام إذا هم بحج أو عمرة أو عتق أو شراء أو بيع تطهر وصلى ركعتي الاستخارة وقرأ فيهما سورة الرحمن وسورة الحشر ، فإذا فرغ من الركعتين استخار الله مائتي مرة ، ثم قرأ قل هو الله أحد و المعوذتين ، ثم قال : اللهم إني هممت بأمر [ قد ] علمته ، فإن كنت تعلم أنه خير لي في ديني ودنياي وآخرتي فاقدروه لي وإن كنت تعلم أنه شر لي في ديني ودنياي وآخرتي فاصرفه عني ، رب هب لي رشدي وإن كرهت ذلك أو أحبت نفسي ، ببسم الله الرحمن الرحيم ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله حسبي الله ونعم الوكيل ثم يمضي ويعزم. ( في طلب الحاجة )
إذا أردت أن تغدو في حاجتك وقد طلعت الشمس وذهبت حمرتها فصل ركعتين بالحمد و قل هو الله أحد و قل يا أيها الكافرون ، فإذا سلمت فقل : اللهم إني غدوت ألتمس من فضلك كما أمرتني فارزقني من فضلك رزقا حسنا واسعا حلالا طيبا وأعطني فيما رزقتني العافية ، غدوت بحول الله وقوته ، غدوت بغير حول مني ولا قوة ولكن بحولك وقوتك وأبرأ إليك من الحول والقوة ، اللهم إني
(257)
أسألك بركة هذا اليوم فبارك لي في جميع اموري يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين. فإذا انتهيت إلى السوق فقل : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحيي ويميت ويميت ويحيي وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، اللهم إني أسألك خيرها وخير أهلها وأعوذ بك من شرها ومن شر أهلها ، اللهم إني أعوذ بك أن أبغي أو يبغى علي أو أن أظلم أو أظلم أو أعتدي او يعتدى علي ، وأعوذ بك من إبليس وجنوده وفسقة العرب والعجم ، حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم.
وإذا أردت أن تشتري شيئا فقل : يا حي يا قيوم يا دائم يا رؤوف يا رحيم أسألك بعونك وقدرتك وما أحاط به علمك أن تقسم لي من التجارة اليوم أعظمها رزقا وأوسعها فضلا وخيرها لي عاقبة. وإذا اشتريت دابة او رأسا فقل : اللهم ارزقني أطولها حياة وأكثرها منفعة وخيرها عاقبة ، عن الصادق ( عليه السلام ). وعنه ( عليه السلام ) أيضا : إذا اشتريت شيئا من متاع او غيره فكبره وقل : اللهم إني اشتريته ألتمس فيه من فضلك فاجعل لي فيه فضلا ، اللهم إني اشتريته ألمتس فيه من رزقك فاجعل لي فيه رزقا ، ثم أعد كل واحدة ثلاث مرات. عن الصادق ( عليه السلام ) قال : سيروا وانسلوا فإنه أخف عليكم. وروي أن قوما مشاة أدركهم النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فشكوا إليه شدة المشي ، فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لهم : استعينوا بالنسل. عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : سرعة المشيء تذهب ببهاء المؤمن. عنه ( عليه السلام ) أيضا قال : سرعة المشي نكس. وقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : سرعة المشي تذهب ببهاء المرء. ( مكارم الاخلاق ـ 17 ) (258)
سأل معاوية بن عمار أبا عبد الله ( عليه السلام ) : عن رجل عليه دين أعليه أن يحج ؟
فقال ( عليه السلام ) له : نعم ، إن حجة الاسلام واجبة على من أطاق المشي من المسلمين ، ولقد كان أكثر من حج مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مشاة. ولقد مر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بكراع الغميم (1) فشكوا إليه الجهد [ والطاقة ] والاعياء ، فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : شدوا أزركم (2) واستبطنوا ، ففعلوا فذهب عنهم ذلك. وفي رواية ، فدعا لهم وقال : خيرا. وقال : عليكم بالنسلان والبكور (3) وسرى من الدلج ، فإن الارض تطوي بالليل. عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قلت له : قول الله عزوجل : ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ) (4) ، قال : يخرج فيمشي إن لم يكن عنده شيء ، قلت : لا يقدر على المشي ، قال ( عليه السلام ) : يمشي ويركب قلت : لا يقدر على ذلك ، قال ( عليه السلام ) : يخدم القوم ويخرج معهم. عن الصادق ( عليه السلام ) قال : جاءت المشاة إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فشكوا إليه الاعياء ، فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : عليكم بالنسلان ، ففعلوا فذهب عنهم الاعياء (5). وعنه ( عليه السلام ) قال : راح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بكراع الغميم فصف له المشاة وقالوا : نتعرض لدعوته ، فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : اللهم أعطهم أجرهم وقوهم ، ثم قال : لو استعنتم بالنسلان لخفت أجسامكم وقطعتم الطريق ، ففعلوا فخفت أجسامهم. عنه ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : الراكب أحق بالجادة من الماشي. والحافي أحق من المنتعل. عن ( عليه السلام ) قال : ليس للمرأة أن تمشي وسط الطريق ولكن تمشي في جانبيه. 1 ـ كراع الارض ـ بالضم ـ : ناحيتها. ومنه كراع الغميم : طرفه وهو واد بين الحرمين على مرحلتين من مكة. 2 ـ الازر : الظهر يقال : شد به أزره أي ظهره. واستبطنوا أي دخلوا بطنكم. 3 ـ النسلان ـ بالتحريك ـ مصدر نسل في مشيه أي أسرع. والبكور فعل أو أتاه بكرة أي غدوة. السرى ـ بالضم ـ والسريان ـ بالتحريك ـ وسرية ـ كغرفة ـ : مصادر سرى فلان ـ كرمى ـ : سار ليلا. والدلج ـ بالتحريك ـ والدلجة ـ بالضم والفتح ـ : السير من أول الليل. 4 ـ سورة آل عمران : آية 91. 5 ـ الاعياء ـ بالكسر ـ : التعب والكل في المشي. (259)
وعنه ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ليس للنساء من سروات الطريق يعني من وسطه ، إنما لهن جوانبه (1).
( في كراهية الوحدة في السفر )
عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ألا أنبئكم بشر الناس ؟
قالوا : بلى ، يا رسول الله ، قال : من سافر وحده ومنع رفده وضرب عبده (2). وعنه ( عليه السلام ) قال : قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعلي ( عليه السلام ) : يا علي : لا تخرج في سفرك وحدك ، فإن الشيطان مع الواحد ومن الاثنين أبعد. عن الكاظم ( عليه السلام ) قال : لعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ثلاثة الاكل زاده وحده ، والنائم في بيت وحده ، والراكب في الفلاة وحده. عن إسماعيل بن جابر قال : كنت عند الصادق ( عليه السلام ) بمكة إذ جاؤه رجل من المدينة ، فقال ( عليه السلام ) له : من صحبك ؟ فقال ما صحبت أحدا ، فقال له الصادق ( عليه السلام ) : أما لو كنت تقدمت إليك لاحسنت أدبك ، ثم قال : واحد شيطان ، واثنان شيطانان وثلاثة صحب ، وأربعة رفقاء. عن موسى بن جعفر عليهما السلام قال : من خرج وحده في سفر فليقل : ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله ، اللهم آنس وحشتي وأعني على وحدتي ، وأد غيبتي. ( في دعاء الضال )
عن الصادق ( عليه السلام ) قال : إذا ضللت عن الطريق فناد يا صالح ـ أو يا أبا صالح ـ أرشدونا إلى الطريق يرحمكم الله وروي أن البر موكل به صالح. والبحر موكل به حمزة.
عنه ( عليه السلام ) قال : إذا تغولت لكم الغيلان (3) فأذنوا. عن أبي عبيدة الحذا (4) قال : كنت مع الباقر ( عليه السلام ) فضل بعيري ، فقال ( عليه السلام ) : 1 ـ السراة ـ بالفتح ـ : الظهر. ومن الطريق : متنه وأعلاه. ومن النهار : ارتفاعه. 2 ـ الرفد ـ بالفتح ـ : النصيب. ـ وبالكسر ـ : العطاء والمعونة. 3 ـ الغيلان ـ بالكسر ـ : جمع غول وهو نوع من الجن والشيطان ـ : وأيضا : الداهية والهلكة. 4 ـ هو زياد بن عيسى الكوفي المعروف بأبي عبيدة الحذاء من أصحاب أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام ومات في حياة أبي عبد الله ( عليه السلام ) بالمدينة ، ثقة وكان حسن المنزلة عند آل محمد عليهم السلام وكان زميل أبي جعفر ( عليه السلام ) إلى مكة. (260)
صل ركعتين ثم قل : كما أقول : اللهم راد الضالة ، هادئا من الضلالة رد علي ضالتي فإنها من فضلك وعطائك ثم قال ( عليه السلام ) : يا أبا عبيدة تعال فاركب ، فركبت مع أبي جعفر ( عليه السلام ) فلما سرنا إذا سواد على الطريق ، فقال ( عليه السلام ) : يا أبا عبيدة هذا بعيرك فإذا هو بعيري.
( في الدعاء عند نزول المنزل )
قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعلي ( عليه السلام ) : يا علي : إذا نزلت منزلا فقل : رب أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين. وفي رواية وأيدني بما أيدت به الصالحين وهب لي السلامة والعافية في كل وقت وحين ، أعوذ بكلمات الله التامات [ كلها ] من شر ما خلق وذرأ وبرأ ثم صل ركعتين وقل : اللهم ارزقنا خير هذه البقعة وأعذنا من شرها ، اللهم أطعمنا من جناها (1) وأعذنا من وبائها وحببنا إلى أهلها وحبب صالحي أهلها إلينا.
وإذا أردت الرحيل فصل ركعتين وادع الله بالحفظ والكلاءة وودع الموضع وأهله ، فإن لكل موضع أهلا من الملائكة وقل : السلام على ملائكة الله الحافظين ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين [ ورحمة الله وبركاته ]. ( في الدعاء عند الرجوع من السفر )
روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال ـ لما رجع من خيبر ـ : آئبون تائبون إن شاء الله عابدون راكعون ساجدون لربنا حامدون ، اللهم لك الحمد على حفظك إياي في سفري وحضري ، اللهم اجعل أوبتي هذه مباركة ميمونة مقرونة بتوبة نصوح توجب لي بها السعادة يا أرحم الراحمين.
( في الدعاء عند دخول مدينة أو قرية )
قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعلي ( عليه السلام ) : إذا أردت مدينة أو قرية فقل حين تعاينها : اللهم إني أسألك خيرها وأعوذ بك من شرها ، اللهم حببنا إلى أهلها وحبب صالحي أهلها إلينا.
1 ـ الجنى ـ كحصى ـ : ما يحنى من ثمر أو عسل أو ذهب ونحوها. (261)
( في الدعاء في المسير )
عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في سفره إذا هبط سبح وإذا صعد كبر.
قار رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : والذي نفس أبي القاسم بيده ما هلل ولا كبر مكبر على شرف من الاشراف إلا هلل ما خلفه وكبر ما بين يديه بتهليله وتكبيره حتى يبلغ مقطع التراب. ( في ركوب السفينة )
بسم الله الملك الحق ( وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون ) (1) ، بسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم.
( في الدعاء على الجسر )
إذا بلغت جسرا فقل حين تضع قدمك عليه : بسم الله ، اللهم ادحر عني الشيطان الرجيم.
عن الصادق ( عليه السلام ) قال : إن على ذروة كل جسر شيطانا فإذا انتهيت إليه فقل : بسم الله يرحل عنك. قال الصادق ( عليه السلام ) : إذا كنت في سفر أو مفازة فخفت جنيا أو آدميا فضع يمينك على أم رأسك واقرأ برفيع صوتك ( أفغير الله يبغون وله أسلم من في السماوات والارض طوعا وكرها وإليه ترجعون ). ( في القول للقادم من الحج وغيره )
قال الصادق ( عليه السلام ) : إن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان يقول للقادم من الحج. تقبل الله منك وأخلف عليك نفقتك وغفر ذنبك.
قال الصادق ( عليه السلام ) : من عانق حاجا بغباره كان كمن استلم الحجر الاسود. وإذا قدم الرجل من السفر ودخل منزله ينبغي أن لا يشتغل بشيء حتى يصب عليه نفسه 1 ـ سورة الزمر : آية 67. (262)
الماء ويصلي ركعتين ويسجد ويشكر الله مائة مرة. هكذا هو المري عنهم عليهم السلام. ولما رجع جعفر الطيار من الحبشة ضمه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى صدره وقبل ما بين عينيه وقال : ما أدري بأيهما أسر بقدوم جعفر أم بفتح خيبر. وكان أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يصافح بعضهم بعضا ، فإذا قدم الواحد منهم من سفره فلقي أخاه عانقه.
روي عن أبي ذر رضي الله عنه أنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : إن الدابة تقول : اللهم ارزقني مليك صدق يشبعني ويسقيني ولا يحملني ما لا أطيق. عن الصادق ( عليه السلام ) قال : ما اشترى أحد دابة إلا قالت : اللهم اجعله بي رحيما. وعنه ( عليه السلام ) قال : اتخذوا الدابة فإنها زين وتقضي عليها الحوائج ورزقها على الله عزوجل. روى السكوني بإسناده قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إن الله تبارك وتعالى يحب الرفق ويعين عليه ، فإذا ركبتم الدواب العجاف (1) فانزلوا منازلها ، فإن كانت الارض مجدبة فانجوا عليها وإن كانت مخصبة فانزلوا منازلها. قال علي ( عليه السلام ) : من سافر منكم بدابة فليبدأ حين نزل بعلفها وسقيها. قال أبوجعفر ( عليه السلام ) [ إذا سافرت في أرض خصبة فارفق بالسير. و ] إذا سرت في أرض مجدبة فعجل بالسير. عن الصادق ( عليه السلام ) قال : من اشترى دابة كان له ظهرها وعلى الله رزقها. وعن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : إن للدابة على صاحبها خصال : يبدأ بعلفها إذا نزل ، ويعرض عليها الماء إذا مر به ، ولا يضرب وجهها فإنها تسبح بحمد ربها ، ولا يقف على ظهرها إلا في سبيل الله ، ولا يحملها فوق طاقتها ولا يكلفها من المشي إلا ما تطيق. عن الصادق ( عليه السلام ) قال : من سعادة المرء دابة يركبها في حوائجه ويقضي عليها حوائج إخوانه. 1 ـ العجاف ـ بالكسر : جمع عجف ، ككتف وعجفاء : التي ضعفت وذهب سمنها أي المهزولة. (263)
وقال ( عليه السلام ) : السرج مركب ملعون للنساء.
وقال ( عليه السلام ) : من شقاء العيش مركب السوء. وقال ( عليه السلام ) : الركوب نشرة. سأل رجل عن الصادق ( عليه السلام ) : متى أضرب دابتي تحتي ؟ قال : إذا لم تمش تحتك كمشيها إلى مذودها (1). عنه ( عليه السلام ) قال : أضربوها على العثار ولا تضربوها على النفار ، فإنها ترى ما لا ترون (2). عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : إذا عثرت الدابة تحت الرجل فقال لها : تعست ، تقول : تعس إعصانا للرب (3). قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ما عثرت دابتي قط ، قيل : ولم ذلك ؟ قال : لاني لم أطأ بها زرعا قط. وعن علي ( عليه السلام ) في الدواب : ولا تضربوا الوجوه ولا تلعنوها ، فإن الله عز وجل لعن لاعنها. وقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إذا لعنت الدواب لزمتها اللعنة [ على صاحبها ]. وقال ( عليه السلام ) أيضا : لا تتوركوا على الدواب (4). ولا تتخذوا ظهورها مجالس. وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعلي ( عليه السلام ) : يا علي لا تردف ثلاثة فإن أحدهم ملعون وهو المقدم. وقال ( عليه السلام ) : لكل شيء حرمة وحرمة البهائم في وجوهها. عن السكوني بإسناده : أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أبصر ناقة معقولة وعليها جهازها ، فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أين صاحبها ، لا مروة له فليستعد غدا للخصومة. حج علي بن الحسين عليهما السلام على ناقة له أربعين حجة فما قرعها بسوط قط. 1 ـ المذود ـ كمنبر ـ معتلف الدابة. 2 ـ العثار ـ بالسكر ـ : السقطة والزلة ، يقال : عثرت الدابة ـ من بابي ضرب ونصر ـ : زلت وسقطت. ونفرت الدابة من كذا نفارا ـ من بابي ضرب ونصر ـ : جزعت وتباعدت. 3 ـ تعست الدابة ـ من بابي علم ومنع ـ : عثرت وأكبت على وجهها ـ وأيضا بمعنى هلكت. 4 ـ تورك : اعتمد على وركه. ـ الشيء : حمله على وركه. ـ الراكب. ـ : ثنى رجله ليركب أو يستريح. (264)
عن أم سلمة قالت : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : لا تصحب الملائكة رفقة فيها جرس.
( فيما جاء في الابل )
قال الصادق ( عليه السلام ) : إياكم والابل الحمر ، فإنها أقصر الابل أعمارا (1).
وقال ( عليه السلام ) أيضا : اشتروا السود القباح فإنها أطول الابل أعمارا (2). ونهى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أن يتخطى القطار ، قيل : يا رسول الله ولم ؟ قال : لانه ليس من قطار إلا وما بين البعير إلى البعير شيطان. ونهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن إبل الجلالة (3) أن تؤكل لحومها وأن يشرب لبنها ، ولا يحمل عليها الادم ، ولا يركبها الناس حتى تعلف أربعين ليلة. ( في الخيل وغيرها )
قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة ، والمنفق عليها في سبيل الله كالباسط يده بالصدقة لا يقبضها.
روي عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال : لا تجزوا نواصي الخيل ولا أعرافها ولا أذنابها ، فإن الخير في نواصيها وإن أعرافها دفؤها وإن أذنابها مذابها (4). وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : يمن الخيل في كل أحوى أحمر وفي كل أدهم أغر مطلق اليمين (5). عن الرضا ( عليه السلام ) قال : على كل منخر من الدواب شيطان ، فإذا أراد أحدكم أن يلجمها فليسم الله عزوجل. 1 ـ الحمر ـ بضم فسكون ـ : جمع أحمر. وحمر الفرس ـ من باب علم ـ : سنق واتخم أو فسدت رائحة فمه فهو حمر ككتف. والحمر ـ بالتحريك ـ : داء يعتري الدابة من أكل الشعير. 2 ـ والقباح ـ بالفتح ـ : طرف العضد مما يلي المرفق ، أو ملتقى الساق والفخذ. 3 ـ الجلالة : التي تكون غذاؤه عذرة وهي نجس فتحرم لحمها وشرب لبنها إلا أن تعلف أربعين يوما حتى تطهر ويحل لحمها ولبنها. والجلة ـ بالتثليث فالتشديد ـ : البعرة وتطلق على العذرة أيضا. 4 ـ العرف ـ بالضم ـ من الدابة : الشعر النابت في محدب رقبتها والجمع أعراف. الدف ء ـ بالكسر ـ : نقيض حدة البرد. وأيضا ما استدفأ به. 5 ـ أحوى : أسود ليس بشديد السواد أي الذي سواده إلى الخضرة أو جمرة إلى السواد. والادهم : الاسود ، والذي يشتد سواده. والاغر : الابيض ، والذي في جبهته بياض. (265)
وعن أبي عبيدة ، عن أحدهما عليهما السلام قال : أيما دابة استصعبت على صاحبها من لجام ونفار فليقرأ في أذنها أو عليها أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السموات والارض طوعا وكرها وإليه ترجعون وليقل : اللهم سخرها لي وبارك لي فيها بحق محمد وآل محمد. وليقرأ إنا أنزلناه.
عن الباقر ( عليه السلام ) قال : إن أحب المطايا إلي الحمر. وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يركب حمارا أسمه يعفور. قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعلي ( عليه السلام ) : يا علي ، إذا سافرت فلا تنزل الاودية ، فإنها مأوى السباع والحيات. من كتاب المحاسن ذكر عند النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) رجل ، فقيل له : خير ، قالوا : يا رسول الله خرج معنا حاجا ، فإذا نزلنا لم يزل يهلل حتى نرتحل ، فإذا ارتحلنا لم يزل يذكر الله حتى ننزل ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : فمن كان يكفيه علف ناقته وصنع طعامه ؟ قالوا : كلنا ، فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : كلكم خير منه. عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان في سفر يسير على ناقة إذ نزل فسجد خمس سجدات ، فلما ركب قالوا : يا رسول الله رأيناك صنعت شيئا لم تصنعه ؟ فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : نعم ، استقبلني جبريل ( عليه السلام ) فبشرني ببشارات من الله عزوجل فسجدت لله شكرا ، لكل بشرى سجدة. عن إسحاق بن عمار قال : خرجت مع أبي عبد الله ( عليه السلام ) وهو يحدث نفسه ، ثم إستقبل القبلة فسجد طويلا ، ثم ألزق خده الايمن بالتراب طويلا ، قال : ثم مسح وجهه ثم ركب ، فقلت له : بابي أنت وأمي لقد صنعت شيئا ما رأيته قط ، قال : يا إسحاق إني ذكرت نعمة من نعم الله عزوجل علي فأحببت أن أذلل نفسي ، ثم قال : يا إسحاق ما أنعم الله على عبده بنعمة فشكرها بسجدة يحمد الله فيها ففرغ منها حتى يؤمن له بالمزيد من الدارين. (266)
قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إذا خرج أحدكم إلى سفر ثم قدم على أهله فليهدهم وليطرفهم ولو حجارة.
وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إذا أعيا أحدكم فليهرول. عن الصادق ( عليه السلام ) قال : قال أبوجعفر ( عليه السلام ) : لا تماكس (1) في أربعة أشياء : في شراء الاضحية وفي الكفن وفي ثمن نسمه وفي الكري إلى مكة. وكان يقول علي بن الحسين عليهما السلام لقهرمانه (2) إذا أراد أن يشري حوائج الحج : اشتر ولا تماكس. عن جابر بن عبد الله قال : نهى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن يطرق الرجل أهله ليلا إذا جاء من الغيبة حتى يؤذنهم. وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : السفر قطعة من العذاب ، فإذا قضى أحدكم سفره فليسرع الاياب إله أهله. قال الصادق ( عليه السلام ) : سير المنازل ينفد الزاد ويسئ الاخلاق ويخلق الثياب (3). والسير ثمانية عشر [ فرسخا أقله ]. قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إذا ضللتم الطريق فتيامنوا. وقال الصادق ( عليه السلام ) : إن على ذروة كل جسر شيطانا ، فإذا انتهيت إليه فقل : بسم الله يرحل عنك. عن الرضا ( عليه السلام ) سئل عنه عن السرج واللجام وفيه الفضة ، أيركب به ؟ فقال ( عليه السلام ) : إن كان مموها (4) لا يقدر على نزعه فلا بأس وإلا فلا يركب به. قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من أعان مؤمنا مسافرا نفس الله عنه ثلاثا وسبعين كربة وأجاره من الغم والهم في الدنيا [ والاخرة ] ونفس عنه كربة العظيم يوم يعض الظالم على يديه. عن يعقوب بن سالم قال : قلت لابي عبد الله ( عليه السلام ) : تكون معي الدراهم فيها. 1 ـ المماكسة : استحطاط الثمن ، يقال : تماكس الرجلان في البيع أي تشاحا وأراد كل منهما أن يستأثر به. 2 ـ القهرمان : أمين الدخل والخرج أو الوكيل. 3 ـ اخلق الثوب : صيره باليا. 4 ـ المموه : الممزوج والمخلوط من موه الشيء ، بالتشديد : طلاه بماء الذهب والفضة ونحوهما. (267)
تماثيل وأنا محرم ، أفأجعلها في همياني وأشده في وسطي ؟ قال : لا بأس ، هي نفقتك وعليها اعتمادك بعد الله عزوجل.
وعنه ( عليه السلام ) قال : إذا سافرتم فاتخذوا سفرة وتنوقوا فيها (1). عن نصر الخادم قال : نظر العبد الصالح أبوالحسن موسى بن جعفر عليهما السلام إلى سفرة عليها حلق صفر (2) ، فقال : انزعوا هذه واجعلوا مكانها حديدا فإنه لا يقدم على شيء مما فيها من الهوام. عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : زاد المسافر الحداء والشعر ما كان منه ليس فيه خنى (3). من المحاسن ، عن الصادق ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إياكم والتعريس (4) على ظهر الطريق وبطون الاودية ، فإنها مدارج السباع ومأوى الحيات. وقال الصادق ( عليه السلام ) : إنك ستصحب أقواما فلا تقل : انزلوا ههنا ولا تنزلوا ههنا ، فإن فيهم من يكفيك. 1 ـ تنوق وتنيق في مطعمه أو ملبسه أو اموره ، من باب تصرف : تجود وبالغ فيها. 2 ـ الحلق ، بفتحتين : جمع حلقة. والصفر ، بالضم : الذهب ، والنحاس الاصفر. 3 ـ الخنى : الفحش من القول. وفي بعض السنخ خنا. 4 ـ التعريس : نزول المسافر في الليل للاستراحة والنوم ، يقال : عرس القوم : نزلوا من السفر في آخر الليل للاستراحة ثم ارتحلوا. (268)
الباب العاشر
إن لمولاي وولي نعمي أبي ـ طول الله عمره ومتع المسلمين بطول بقائه ـ مجموعات جامعة في الدعوات فأردت أن أنتزع منها بابا مختصرا لائقا بهذا الكتاب ، مستجمع لنفائس هذا الفن ، فاستخرت الله في جميع ذلك ، فخرج بعون الله بابا جامعا ، نسأل الله توفيق العمل بما فيه بفضله إنه سميع مجيب.
( في الادعية وما يتعلق بها وهو خمسة فصول ) قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ما من شيء أكرم على الله تعالى من الدعاء. عن حنان بن سدير ، عن أبيه قال : قلت للباقر ( عليه السلام ) أي العبادة أفضل ؟ فقال ما من شيء أحب إلى الله عزوجل من أن يسأل ويطلب مما عنده. وما أحد أبغض إلى الله عزوجل ممن يستكبر عن عبادته ولا يسأل مما عنده. عن الصادق عليه السلام : من لم يسأل الله من فضله افتقر. قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لا يرد القضاء إلا الدعاء. وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : الدعاء سلاح المؤمن وعمود الدين ونور السماوات والارض. وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ألا أدلكم على سلاح ينجيكم من أعدائكم ويدر أرزاقكم ؟ قالوا بلى : يا رسول الله ، قال : تدعون ربكم بالليل والنهار ، فإن سلاح المؤمن الدعاء. عن الحسين بن علي عليهما السلام قال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يرفع يديه إذا ابتهل ودعاء كما يستطعم المسكين. وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أعجز الناس من عجز عن الدعاء. وأبخل الناس من بخل بالسلام (269)
وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ما من مسلم دعا الله تعالى بدعوة ليس فيها قطعية رحم ولا استجلاب إثم إلا أعطاه الله تعالى بها إحدى خصال ثلاث : إما أن يعجل له الدعوة ، وإما أن يدخرها له في الاخرة ، وإما أن يرفع عنه مثلها من السوء.
وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : لا تستحقروا دعوة أحد ، فإنه قد يستجاب اليهودي فيكم ولا يستجاب له في نفسه. وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : أحب الاعمال إلى الله عزوجل في الارض الدعاء. وأفضل العبادة العفاف. عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : الدعاء يرد القضاء بعدما أبرم إبراما ، فأكثروا من الدعاء ، فإنه مفتاح كل رحمة ونجاح كل حاجة ، ولا ينال ما عندالله إلا بالدعاء ، وليس باب يكثر قرعه إلا يوشك أن يفتح لصاحبه. عبد الله بن ميمون القداح ، عنه عليه عليه السلام قال : الدعاء كهف الاجابة كما أن السحاب كهف المطر. وعنه عليه السلام قال : ما أبرز عبد يده إلى الله العزيز الجبار عزوجل إلا استحيا الله عز إسمه أن يردها صفرا حتى يجعل فيها من فضل رحمته ما يشاء ، فإذا دعا أحدكم فلا يرد يده حتى يمسح على رأسه ووجهه. عن هشام بن سالم قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : هل تعرفون طول البلاء من قصره ؟ قيل : لا ، قال : إذا ألهم أحدكم الدعاء عند البلاء فاعلموا أن البلاء قصير. وقال ( عليه السلام ) : إن الدعاء في الرخاء لينجز الحوائج في البلاء. وقال ( عليه السلام ) : أوحى الله تبارك وتعالى إلى داود ( عليه السلام ) : اذكرني في سرائك أستجب لك في ضرائك. وقال ( عليه السلام ) : من تخوف بلاء يصيبه فتقدم فيه بالدعاء لم يره الله عزوجل ذلك البلاء أبدا. عن أبي عبد الله وأبي جعفر عليهما السلام قالا : والله ما يلح عبد على الله إلا استجاب له. عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : من توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى ركعتين فأتم ركوعهما وسجودهما ثم سلم وأثنى على الله عزوجل وعلى رسوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ثم سأل حاجته (270)
فقد طلب الخير في مظانه ، ومن طلب الخير في مظانه لم يخب.
من الفردوس ، قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : البلاء يتعلق بين السماء والارض مثل القنديل ، فإذا سأل العبد ربه العافية صرف الله عنه البلاء. وقال : سلوا لله عزوجل ما بدا لكم من حوائجكم حتى شسع النعل ، فإنه إن لم ييسره لم يتيسر. وقال : ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها حتى يسأله شسع نعله إذا انقطع. قال الصادق ( عليه السلام ) : إن الله عزوجل جعل أرزاق المؤمنين من حيث لم يحتسبوا ، وذلك أن العبد إذا لم يعرف وجه رزقه كثر دعاؤه. وعنه ( عليه السلام ) قال : من سره أن يستجاب له في الشدة فليكثر الدعاء في الرخاء. عن الرضا ( عليه السلام ) قال : دعوة العبد سرا دعوة واحدة تعدل سبعين دعوة علانية. عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إن الله تعالى يعلم ما يريد العبد إذا دعا ولكن يحب أن يبث إليه الحوائج. عنه ( عليه السلام ) قال : إن الله عزوجل لا يستجب دعاءا يظهر من قلب ساه (1) ، فإذا دعوت فاقبل بقلبك ثم استيقن بالاجابة. وعنه ( عليه السلام ) قال : إن الله عزوجل كره إلحاح الناس بعضهم على بعض في المسألة وأحب ذلك لنفسه ، إن الله عزوجل يحب أن يسأل ويطلب ما عنده. وعن الرضا ( عليه السلام ) أنه كان يقول لاصحابه : عليكم بسلاح الانبياء ، فقيل : وما سلاح الانبياء ؟ قال ( عليه السلام ) : الدعاء. وعن الصادق ( عليه السلام ) قال : الدعاء أنفذ من السنان. وعن حماد بن عثمان قال : سمعته يقول ( عليه السلام ) : الدعاء يرد القضاء وينقضه كما ينقض السلك وقد أبرم إبراما (2). عن أبي الحسن موسى ( عليه السلام ) قال : عليكم بالدعاء ، فإن الدعاء والطلب إلى الله عزوجل يرد البلاء وقد قدر وقضى فلم يبق إلا إمضاؤه ، فإنه إذا دعا الله وسأله صرف البلاء صرفا. 1 ـ ساه : أي غافل ، اسم فاعل من سها يسهو. 2 ـ السلك ـ بالكسر ـ : الخيط المفتل والذي ينظم فيه الخرز ونحوه. |
|||
|