وكذلك قد يكون سبب تأخير الإجابة ، من محبة الله تعالى وملائكته لصوته ، وتلذّذهم بمناجاته ، فتسأل الله تعالى تأخير اجابته (1) ، كذلك كما ورد في الأخبار ، فالمؤمن أبداً بين رجاء وخوف ، فإنّ بهما قوام الأعمال ، والإنزجار عن المعاصي ، والرغبة في الطاعات.
1 ـ في « ح » : حاجته.
إعلم أنّ البكاء بمجرّده غير مناف للصبر ولا للرضا بالقضاء ، وإنّما هو طبيعة بشرية ، وجبلة إنسانية ، ورحمة رحمية أو حبيبية فلا حرج في إبرازها ولا ضرر في إخراجها ، ما لم تشتمل على أحوال تؤذن بالسخط وتنبىء عن الجزع وتذهب بالأجر ، من شقّ الثوب ولطم الوجه وضرب الفخذ وغيرها. وقد ورد البكاء في المصائب عن النبيّ صلّى الله عليه وآله ، ومن قبله من لدن آدم عليه السلام ، وبعده من آله وأصحابه مع رضاهم وصبرهم وثباتهم. فأوّل من بكى آدم عليه السلام على ولده هابيل ، ورثاه بأبيات مشهورة ، وحزن عليه حزناً كثيراً ، وإن خفي شيء فلا يخفى حال يعقوب عليه السلام ، حيث بكى حتى ابيضّت عيناه من الحزن (1) على يوسف عليه السلام. ومن مشاهير الأخبار ما روي عن الصادق عليه السلام ، أنّه قال : « إنّ زين العابدين عليه السلام بكى على أبيه أربعين سنة صائماً نهاره ، قائماً ليله ، فإذا حضر الإفطار جاء غلامه بطعامه وشرابه ، فيضعه بين يديه ، ويقول : كل يا مولاي ، فيقول : قتل ابن رسول الله جائعاً ، قتل ابن رسول الله عطشاناً ، فلا يزال يكرر ذلك ، ويبكي حتى يبل طعامه من دموعه ، فلم يزل كذلك حتى لحق بالله عزّ وجلّ » (2). وروي عن بعض مواليه أنّه قال : برز يوماً إلى الصحراء فتبعته ، فوجدته قد سجد على حجارة خشنة ، فوقفت وأنا أسمع شهيقه وبكائه ، فأحصيت عليه ألف مرة ، وهو يقول : « لاإله إلا الله حقّاً حقاً ، لاإله إلاّ الله تعبّداً ورقاً ، لا إله إلاّ الله إيماناً وصدقاً » ثمّ رفع رأسه من سجوده وإنّ لحيته ووجهه قد غمر بالماء من دموع عينيه ، فقلت : يا سيدي ، ما آن لحزنك أن ينقضي ، ولبكائك أن يقل؟ فقال لي : ويحك ، إنّ يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام كان نبياً ابن نبي ابن نبي ، له إثنا عشرابناً ، فغيّب الله واحداً منهم ، فشاب رأسه من الحزن ، واحدودب ظهره من الغمّ ، وذهب بصره من البكاء ، وابنه حيّ في دارالدنيا ، وأنا رأيت أبي وأخي وسبعة عشر من أهل بيتي صرعى مقتولين فكيف ينقضي حزني ، ويقل
1 ـ في « ش » زيادة : فهو كظيم. 2 ـ اللهوف في قتلى الطفوف : 87.
بكائي؟! » (1). وعن أنس بن مالك قال : دخلت مع رسول الله صلّى الله عليه وآله على أبي سيف القين ، وكان ظئراً (2) لإبراهيم عليه السلام ، فأخذ رسول الله صلّى الله عليه وآله يقبله ، ويشمّه (3) ، ثمّ دخل عليه بعد ذلك وإبراهيم عليه السلام يجود بنفسه ، فجعلت عينا رسول الله صلّى الله عليه وآله تذرفان ، فقال له عبدالرحمن بن عوف : وأنت يا رسول الله (4)؟ فقال : « يا ابن عوف ، إنّها رحمة ـ ثمّ أتبعها بأخرى ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله ـ : العين تدمع ، والقلب يحزن ، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ، وإنّا لفراقك ـ يا إبراهيم ـ لمحزونون » (5). وعن أسماء ابنة زيد قالت : لمّا توفي ابن رسول الله صلّى الله عليه وآله ـ إبراهيم عليه السلام ـ بكى رسول الله صلّى الله عليه وآله. فقال له المعزي : أنت أحقّ من عظّم الله عزّ وجلّ حقّه ، فقال رسول الله صلّىالله عليه وآله : « تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول ما يسخط الرب ، لولا أنّه وعد حق وموعود جامع وأنّ الآخر تابع للأوّل ، لوجدنا عليك ـ يا إبراهيم ـ أفضل ممّا وجدناه ، وإنّا بك لمحزونون » (6). وعن جابر بن عبدالله الأنصاري رضي الله عنه قال : أخذ رسول الله صلّى الله عليه وآله بيد عبدالرحمن بن عوف فأتى إبراهيم وهو يجود بنفسه ، فوضعه في حجره ، فقال له : « يا بني ، إنّي لا أملك لك من الله تعالى شيئاً » وذرفت عيناه ، فقال له عبدالرحمن : يا رسول الله تبكي ، أولم تنه عن البكاء؟ فقال صلّى الله عليه وآله : « إنّما نهيت عن النوح ، عن صوتين أحمقين فاجرين : صوت عند نغمة لعب ولهو ومزامير شيطان ، وصوت عند مصيبة ، خمش وجوه وشق جيوب ورنّة شيطان ، إنّما هذه رحمة ، ومن لا يرحم لايرحم ، ولولا أنّه أمر حق ووعد صدق وسبيل نأتيه وأنّ آخرنا سيلحق أوّلنا ، لحزنّا عليك حزناً أشدّ من هذا ، وإنّا بك لمحزونون ، تبكي العين ويحزن القلب ، ولانقول
1 ـ اللهوف في قتلى الطفوف : 88. 2 ـ الظئر : زوج المرضعة. « لسان العرب 4 : 515 ». 3 ـ في « ح » : ويضمه الى صدره. 4 ـ في « ح » زيادة : تبكي. 5 ـ صحيح البخاري 2 : 105. 6 ـ سنن ابن ماجة 1 : 506/ 1589 ، ومنتخب كنز العمال 6 : 265.
(94)
ما يسخط الرب عزّ وجلّ » (1). وعن أبي امامة قال : جاء رجل إلى النبي صلّى الله عليه وآله حين توفي ابنه وعيناه تدمعان ، فقال : يا نبي الله ، تبكي على هذا السخل؟ والذي بعثك بالحق لقد دفنت اثني عشر ولداً في الجاهلية كلّهم أشب منه ، أدسّه في التراب ، فقال النبي صلّى الله عليه وآله : « فماذا ، إن كانت الرحمة ذهبت منك ، يحزن القلب وتدمع العين ولا نقول ما يسخط الرب وإنّا على إبراهيم لمحزونون ». وعن محمود بن لبيد قال : انكسفت الشمس يوم مات إبراهيم بن رسول الله صلّى الله عليه وآله ، فقال الناس : انكسفت الشمس لموت إبراهيم ، فخرج رسول الله صلّى الله عليه وآله حين سمع ذلك فحمدالله ، وأثنى عليه ، ثمّ قال : « أمّا بعد ـ أيّها الناس ـ أنّ الشمس والقمر آيتان من آيات الله عزّ وجلّ ، لا ينكسفان لموت أ حد ولا لحياته ، فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى المساجد » ودمعت عيناه ، فقالوا : يا رسول الله تبكي ، وأنت رسول الله؟ فقال : « إنّما أنا بشر ، تدمع العين ويفجع القلب ولا نقول مايسخط الرب ، والله ـ يا إبراهيم ـ إنّا بك لمحزونون » (2). وعن خالد بن معدان. قال لمّا مات إبراهيم بن النبي صلّى الله عليه وآله بكى ، فقيل : أتبكي يا رسول الله؟ فقال : « ريحانة وهبها الله لي ، وكنت أشمّها ». وقال صلّى الله عليه وآله يوم مات إبراهيم : « ما كان من حزن في القلب أو في العين فإنّما هو رحمة ، وما كان من حزن باللّسان وباليد فهو من الشيطان » (3). وروى الزبير بن بكار : أنّ النبي صلّى الله عليه وآله لمّا خرج بإبراهيم خرج يمشي ، ثمّ جلس على قبره ، ثم دلّي ، فلمّا رآه رسول الله صلّى الله عليه وآله قد وضع في القبر دمعت عيناه ، فلمّا رأى الصحابة ذلك بكوا حتى ارتفعت أصواتهم ، فأقبل عليه أبوبكر فقال : يا رسول الله ، تبكي وأنت تنهى عن البكاء؟ فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله : « تدمع العين ويوجع القلب ولا نقول ما يسخط الربّ عزّ وجلّ ».
1 ـ التعازي : 9/ 8 باختلاف يسير ، وروي باختلاف في ألفاظه في سنن الترمذي 2 : 237/ 1011 ، والجامع الكبير 1 : 290 ، وروي نحوه في منتخب كنز العمال 6 : 265 عن عبد بن حميد. 2 ـ روى نحوه الكليني في الكافي 3 : 208/ 7 عن علي بن عبدالله عن أبي الحسن موسى عليه السلام ، ورواه باختلاف في ألفاظه عن المغيرة بن شعبة البخاري في صحيحه 2 : 42 و 48 ، ومسلم في صحيحه 2 : 628 و 630. 3 ـ الجامع الكبير 1 : 709 باختلاف يسير.
(95)
وعن السائب بن يزيد ، أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله لمّا مات ابنه الطاهر ذرفت عيناه ، فقيل : يا رسول الله ، بكيت؟ فقال صلّى الله عليه وآله : « إنّ العين تذرف وإنّ الدمع يغلب ، وإنّ القلب يحزن ولا نعصي الله عزّوجلّ » (1). وروى مسلم في صحيحه : أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله زار قبر أمه ، فبكى وأبكى من حوله (2). وروي : أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله لمّا مات عثمان بن مظعون كشف الثوب عن وجهه ، ثمّ قبّل ما بين عينيه ، ثمّ بكى طويلأ ، فلمّا رفع السرير قال : « طوباك ـ يا عثمان ـ لم تلبسك الدنيا ، ولم تلبسها » (3). واشتكى سعد بن عبادة شكوى ، فأتاه رسول الله صلّى الله عليه وآله يعوده ، فلمّا دخل عليه وجده في غشيته ، فقال : « أو قد مات؟ » فقالوا : لا يا رسول الله ، فبكى رسول الله صلّى الله عليه وآله ، فلمّا رأى القوم بكاءه بكوا ، فقال : « ألا تسمعون؟ إنّ الله لا يعذّب بدمع العين ، ولا بحزن القلب ، ولكن يعذّب بهذا ـ وأشار إلى لسانه ـ أو يرحم » (4). وروي : أنّ ابنة لرسول الله صلّى الله عليه وآله بعثت إليه : إنّ ابنتي مغلوبة ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله : « إنّ لله ما أخذ ، ولله ما أعطى » وجاءها في ناس من أصحابه ، فأخرجت إليه الصبيّة ، ونفسها يتقعقع (5) في صدرها ، فرقّ عليها ، وذرفت عيناه ، فنظر إليه أصحابه ، فقال : « ما لكم تنظرون إليّ؟ رحمة يضعها الله حيث يشاء ، إنّما يرحم الله من عباده الرحماء » (6). وعن اسامة بن زيد قال : اتي النبي صلّى الله عليه وآله بامامة بنت زينب ، ونفسها يتقعقع في صدرها ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله : « لله ما أخذ ، ولله ما اعطى ، وكلّ إلى أجل مسمّى » وبكى ، فقال له سعد بن عبادة : تبكي ، وقد نهيت عن
1 ـ ورد الحديث في الجامع الكبير 1 : 207. 2 ـ صحيح مسلم 2 : 671 ، سنن النسائي 4 : 90 ، سنن أبي داود 3 : 218/ 3234. 3 ـ ورد الحديث في الجامع الكبير 1 : 568. 4 ـ صحيح البخاري 2 : 106 ، صحيح مسلم 2 : 636/ 924 باختلاف يسير. 5 ـ تقعقع : اضطرب وتحرك. « القاموس المحيط ـ قعقع ـ 3 : 72 ». 6 ـ صحيح البخاري 2 : 100 و 7 : 151و 8 : 166 و 9 : 141 و 164 ، صحيح مسلم 2 : 635/ 923 ، التعازي : 10 ، سنن ابن ماجة 1 : 506/ 1588 ، سنن أبي داود 3 : 193/ 3125 ، سنن النسائي 4 : 22 باختلاف في ألفاظه.
(96)
البكاء! فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله : « إنّما هي رحمة يجعلها الله في قلوب عباده ، وإنّما يرحم الله من عباده الرحماء » (1). ولما اصيب جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه أتى رسول الله صلّى الله عليه وآله أسماء رضي الله عنها ، فقال لها : « أخرجي إليّ ولد جعفر ، فخرجوا إليه : فضمّهم إليه وشمّهم ودمعت عيناه ، فقالت : يا رسول الله ، اصيب جعفر؟ قال : نعم ، اُصيب اليوم » (2). قال عبدالله بن جعفر : أحفظ حين دخل رسول الله على اُمي ، فنعى إليها أبي ، ونظرت إليه وهو يمسح على رأسي ورأس أخي ، وعيناه تهراقان (3) الدموع حتى تقطر لحيته ، ثم قال : « اللّهم إنّ جعفراً قد قدم إلى أحسن الثواب ، فأخلفه في ذريته بأحسن ماخلفت أحداً من عبادك في ذريته » ثمّ إنّه عليه السلام قال : « يا أسماء ، ألا اُبشرك؟ » قالت : بلى بأبي أنت وأمي ، فقال : « إنّ الله عزّ وجلّ جعل لجعفر جناحين ، يطيربهما في الجنة ». وعن أبي عبدالله عليه السلام ، عن أبيه ، عن النبيّ صلّى الله عليه وآله ، أنّه لمّا جاءته وفاة جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه وزيد بن حارثة كان اذا دخل بيته بكى عليهما جدّاً ، وقال : « كانا يحدّثاني ويؤنساني ، فجاء الموت فذهب بهما » (4). وعن خالد بن سلمة قال : لمّا جاء نعي زيد بن حارثة إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله أتى النبيّ صلّى الله عليه وآله منزل زيد ، فخرجت إليه بنية لزيد ، فلمّا رأت رسول الله صلّى الله عليه وآله خمشت في وجهها ، فبكى رسول الله صلّى الله عليه وآله وقال (5) : هاه هاه (6) ، فقيل : يا رسول الله ، ما هذا؟ قال : « شوق الحبيب إلى حبيبه » (7). ولمّا مات سعد بن معاذ رضي الله عنه بكى عليه رسول الله صلّى الله عليه وآله
1 ـ مسند أحمد 5 : 204 و 207 باختلاف يسير. 2 ـ المغازي للواقدي 2 : 766 باختلاف يسير. 3 ـ تهراقان : تجريان. « لسان العرب 10 : 367 ». 4 ـ الفقيه 1 : 113/ 527 باختلاف يسير. 5 ـ كذا ، ولعل المناسب : حتى قال. 6 ـ هاه هاه : حكاية صوت البكاء. 7 ـ مكارم الأخلاق : 22.
(97)
كثيراً. وقال صلى الله عليه وآله لاُمّ سعد بن معاذ يوماً : « ألا يرقأ (1) دمعك ويذهب حزنك فإن ابنك اهتز له العرش ». قيل : وكان رسول الله صلّى الله عليه وآله تذرف عيناه ، ويمسح وجهه ، ولا يسمع صوته (2). وعن البراء بن عازب قال : بينما نحن مع رسول الله صلّى الله عليه وآله إذ بصر بجماعة ، فقال : « على ما اجتمع هؤلاء؟ » فقيل : على قبر يحفرونه ، قال : فبدر رسول الله صلّى الله عليه وآله بين يدي أصحابه مسرعاً حتى انتهى إلى القبر فجثا عليه ، قال : فاستقبلته من بين يديه لأنظر ما يصنع ، فبكى حتى بلّ الثرى من دموعه ، ثمّ أقبل علينا فقال : « إخواني ، لمثل هذا فأعدّوا » (3). وعنه صلّى الله عليه وآله : « العبرة لا يملكها أحد ، صبابة المرء على أخيه » (4). ولما انصرف النبي صلّى الله عليه وآله من أٌحد راجعاً إلى المدينة لقيته حمنة بنت جحش ، فنعى لها الناس أخاها عبدالله بن جحش ، فاسترجعت واستغفرت له ، ثمّ نعي لها خالها حمزة ، فاسترجعت واستغفرت له ، ثمّ نعي لها زوجها مصعب بن عمير ، فصاحت وولولت ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله : « إنّ لزوج المرأة منها لمكان » لما رأى صبرها عن أخيها وخالها ، وصياحها على زوجها (5). ثمّ مرّ رسول الله صلّى الله عليه وآله على دار من دور الأنصار من بني عبدالأشهل فسمع البكاء والنوائح على قتلاهم فذرفت عيناه وبكى ، ثم قال : « لكن حمزة لا بواكي له » فلمّا رجع سعد بن معاذ وأٌسيد بن حضير (6) إلى دار بني عبدالأشهل ، أمرانساءهم أن يذهبن فيبكين على عمّ رسول الله صلّىالله عليه وآله ، فلمّا سمع
1 ـ يرقأ الدمع : يجف وينقطع. « لسان العرب 1 : 88 ». 2 ـ مسند أحمد 6 : 456 ، المستدرك على الصحيحين 3 : 206 ، الجامع الكبير 1 : 360. 3 ـ مسند أحمد 4 : 294 ، وروي نحوه في سنن ابن ماجة 2 : 1403/ 4195. 4 ـ الجامع الصغير 2 : 113/ 5135 ، وروي باختلاف يسير في الدرالمنثور 1 : 158. 5 ـ السيرة النبوية لابن هشام 3 : 104. 6 ـ في « ح » : أسيد بن حصين ، وفي « ش » : أسيد بن خضير ، والصواب ماأثبتناه ، وهو اُسيد بن حُضير ، أسلم قبل سعد بن معاذ على يد مصعب بن عمير بالمدينة توفي سنة 20 للهجرة ودفن بالبقيع ، راجع « اُسد الغابة : 1 : 92 ، تهذيب التهذيب 1 : 347 ».
(98)
رسول الله صلّى الله عليه وآله بكاءهن على حمزة خرج إليهن وهنّ على باب مسجده يبكين ، فقال لهن رسول الله صلّى الله عليه وآله : « ارجعن ـ يرحمكن الله ـ قد واسيتنّ بأنفسكن ». وروى الشيخ في (التهذيب) بإسناده إلى الصادق عليه السلام : « إنّ إبراهيم خليل الرحمن سأل ربه أن يرزقه ابنة تبكيه بعد موته » (1).
1 ـ التهذيب 1 : 465/ 1524.
عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : « ليس منّا من ضرب الخدود ، وشقّ الجيوب » (1). وعن أبي اُمامة : أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال : « لعن الله الخامشة وجهها ، والشاقة جيبها ، والداعية بالويل والثبور » (2). وعنه صلّى الله عليه وآله ، أنه نهى أن تتبع جنازة معها رانّة (3). وعن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ، قال : كبر مقتاً عندالله الأكل من غير جوع ، والنوم من غير سهر ، والضحك من غير عجب ، والرنّة عند المصيبة ، والمزمار عند النعمة (4). وعن يحيى بن خالد : أنّ رجلأ أتى النبيّ صلّى الله عليه وآله ، فقال : مايحبط الأجر عند المصيبة؟ قال : « تصفيق الرجل بيمينه على شماله ، والصبر عند الصدمة الأولى ، من رضي فله الرضا ، ومن سخط فله السخط » (5). وعن ام سلمة رضي الله عنها قالت : لمّا مات أبو سلمة رضي الله عنه قلت : غريب وفي أرض (غربة ، لأبكينّه) (6) بكاءً يتحدّث عنه ، فكنت قد تهيّأت للبكاء ، إذ أقبلت امرأة تريد أن تسعدني ، فاستقبلها رسول الله صلّى الله عليه وآله ، فقال لها : « أتريدين أن تدخلي الشيطان بيتاً أخرجه الله منه » فكففت عن البكاء (7). وعن الباقر عليه السلام : « أشدّ الجزع الصراخ بالويل والعويل ، ولطم الوجه والصدر ، وجزّ الشعر ، ومن أقام النواح فقد ترك الصبر ، ومن صبر واسترجع وحمدالله ـ جلّ ذكره ـ فقد رضي بما صنع الله ، ووقع أجره على الله عزّ وجلّ ، ومن لم يفعل ذلك
1 ـ مسند احمد 1 : 386 ، صحيح البخاري 2 : 104 ، صحيح مسلم 1 : 99/ 165 ، سنن ابن ماجة 1 : 504/ 1584 ، سنن النسائي 4 : 20 و21 ، والبحار 82 : 93/ 45. 2 ـ الجامع الصغير 2 : 405/ 7252 ، سنن ابن ماجة 1 : 505/ 1585 ، والبحار 83 : 93. 3 ـ سنن ابن ماجة 1 : 504/ 1583. 4 ـ الجامع الصغير 2 : 268/ 6216. 5 ـ البحار 82 : 93. 6 ـ في « ح » : غريبة لأبكين عليه. 7 ـ صحيح مسلم 2 : 635/ 922.
(100)
جرى عليه القضاء وهو ذميم ، وأحبط الله عزوجل أجره (1). وعن الصادق عليه السلام قال : « قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : ضرب الرجل يده على فخذه إحباط لأجره » (2).
1 ـ الكافي 3 : 222/ 1. 2 ـ الكافي 3 : 224/ 4 باختلاف يسير.