ثم إنّ بنات أميرالمؤمنين علي عليه السلام اللواتي اسمهن أو كنيتهن اُم كلثوم هنّ ثلاث أو أربع ؛
اُم كلثوم وهي زوجة مسلم ولعلّها الوسطى ، و اُم كلثوم الصغرى الآتية ، و اُم كلثوم الكبرى
زوجة عمر بن الخطاب ـ على قول ـ التي تزوّجها بعده عون بن جعفر ، ثم أخوه محمّد ، ثم
أخوهما عبدالله بن جعفر ، والتي تقدّمت ترجمتها .
وهناك زينب الصغرى المكنّاة باُم كلثوم ، المنسوب إليها القبر الذي في قرية راوية شرقي
دمشق ، كما نذكره في ترجمتها . فيمكن أن تكون هي زينب الصغرى ، وتكون هي و اُم كلثوم
الصغرى واحدة ، ويكون المكنّيات باُم كلثوم ثلاثاً ، ويمكن أن تكون غيرها فيكُنَّ أربعاً :
زينب الكبرى ، وزينب الصغرى المكناة باُم كلثوم ، و اُم كلثوم الكبرى ، و اُم كلثوم الصغرى ،
والأخيرة اسمها كنيتها ، و اُم كلثوم زوجة مسلم بن عقيل ، والله أعلم .
ثم إنّ اُم كلثوم بنت أميرالمؤمنين عليه السلام التي كانت مع أخيها الحسين عليه السلام بكربلاء لا يُدرى
أيّهن هي ، فيمكن أن تكون هي زوجة مسلم بن عقيل ، فتكون خرجت مع أخيها الحسين عليه السلام
كما خرجت معه اُخته زينب ، وزوجها عبدالله بن جعفر حيّ بالمدينة ، فخرجت معه هي
وولداها عون وجعفر . وقد خرج زوجها مسلم إلى الكوفة وخرج أولاده مع الحسين عليه السلام .
ويمكن أن يكون فيهم مَن هو من أولادها ، فهي أحقّ بالخروج مع أخيها الحسين عليه السلام من
كلّ امرأة .
ويمكن أن تكون هي الصغرى ، ويمكن أن تكون هي الكبرى جاءت مع أخيها مع وجود
زوجها .
وقد خطبت اُم كلثوم هذه ـ التي حضرت في كربلاء ـ خطبة بليغة ، مذكورة في كُتب السِير
والتأريخ ، ونحن ذكرناها بكاملها في ترجمة اُم كلثوم الكبرى .
ومن أخبار اُم كلثوم : أنّ الحسين عليه السلام لما أوصى النساء يوم عاشوراء بدأ باُم كلثوم فقال :
« يا اُختاه يا اُم كلثوم ، وأنت يا زينب ، وأنت يا فاطمة ، وأنت يا رباب انظرن إذا أنا قتلت فلا
تشقّن عليّ جيباً ولا تخمشنّ عليّ وجهاً ، ولا تقلن هجراً » .
ولما جلس الحسين عليه السلام يوم الطف وجون مولى أبي ذر يصلح سيفه ، والحسين يقول : « يا
(238)
دهرُ اُفّ لك من خليل . . . . . » جعلت اُكلثوم تنادي : وامحمداه ، واعلياه ، وا اُماه ، واأخاه ،
واحسيناه ، واضيعتاه بعدك يا أباعبدالله ، فعزّاها الحسين عليه السلام وقال لها : « يا اُختاه تعزّي بعزاء
الله فإنّ سكان السموات يفنون ، وأهل الأرض كلّهم يموتون ، وجميع البرية يهلكون » .
وروي أنّه لما قرب الذين معهم السبايا والرؤوس من دمشق دنت اُم كلثوم من شمر وكان
في جملتهم فقالت له : لي إليك حاجة .
فقال : وما هي حاجتك .
قالت : إذا دخلت بنا البلد فاحملنا في درب قليل النظارة ، وتقول لهم أن يخرجوا هذه
الرؤوس من بين المحامل وينحّونا عنها .
فلم يلتفت إلى كلامها ، وجعل الرؤوس على الرماح في أواسط المحامل بغياً منه وكفراً ،
وسلك بهم بين النظارة على تلك الصفة حتى انتهى بهم إلى باب دمشق ، فوقفوا على درج باب
الجامع حيث يقام السبي .
ولها خبر أيضاً في وفاة اُمها الزهراء عليها السلام ، فقد روي أنّ الزهراء عليها السلام لمّا توفّيت خرجت
اُم كلثوم وعليها برقعها تجر ذيلها متجلّلة برداء وهي تقول : يا أبتاه يا رسول الله ، الآن فقدناك
فقداً لا لقاء بعده أبداً .
وانّ الإمام علي عليه السلام لما غسّل الزهراءسلام الله عليها لم يحضرها غيره وغير الحسنين
وزينب و اُم كلثوم وفضة جاريتها ، وأسماء بنت عميس .
وقد حضرت وفاة أبي ها أميرالمؤمنين علي عليه السلام ، فلمّا ضربه ابن ملجم ، حملوه وأدخلوه
داره ، فقعدت لبابة عند رأسه ، و اُم كلثوم عند رجليه ، ففتحَ عينيه فنظر إليهما فقال : « الرفيق
الأعلى خير مستقراً وأحسن مقيلاً » .
ونادت اُم كلثوم عبدالرحمن بن ملجم : يا عدو الله قتلت أميرالمؤمنين ؟ !
قال : إنّما قتلت أباك .
قالت : يا عدو الله إني لأرجو أن لا يكون عليه بأس .
قال لها : فأراك إنّما تبكين عليّ ، والله لقد ضربته ضربة لو قُسّمت بين أهل الأرض
(239)
لأهلكتهم (1) .
97
اُم كلثوم الصغرى
بنت أميرالمؤمنين الإمام علي بن أبي طالب سلام الله عليه .
قال السيّد محسن الأمين في أعيان الشيعة : اُم كلثوم الصغرى زوجة عبدالله الأصغر بن
عقيل .
وعقيل هذا إن اُريد به عقيل بن أبي طالب ، فليس له ولد يسمّى عبدالله ، بل له مسلم قتيل
الكوفة منقرض ، ومحمّد بن عقيل ، قاله في عمدة الطالب .
وإن اُريد به عقيل بن محمّد بن عبدالله الأكبر ابن محمّد بن عقيل بن أبي طالب ، فإبنه
عبدالله الأصغر بينه وبين عقيل بن أبي طالب خمسة آباء ، فكيف يتزوّج باُم كلثوم التي ليست
بينها وبين علي أخي عقيل أحد ، فلذلك ظننتُ أنّ الصواب زوجة عبدالله الأكبر بن محمّد بن
عقيل بن أبي طالب (2) .
وقد مرّ الكلام سابقاً أنّ لعلي بن أبي طالب ثلاث بنات بهذه الكنية : اُم كلثوم الكبرى
زوجة عمر ، و اُم كلثوم الوسطى زوجة مسلم بن عقيل ، و اُم كلثوم الصغرى التي كانت
متزوّجة بأحد أعقاب عقيل .
98
اُم كلثوم العمري
اُم كلثوم بنت أبي جعفر محمّد بن عثمان بن سعيد العُمري .
كان أبوها أحد السفراء الأربعة في الغَيبة الصغرى ، وهي جدّة أبي نصر هبة الله محمّد
الكاتب اُم اُمّه .
كانت فاضلة ، جليلة ، راوية للحديث .
____________
1 ـ أعيان الشيعة 3 : 484 .
2 ـ أعيان الشيعة 3 : 485 .
(240)
روت عن أبيها أبي جعفر ، وروت عنها ابنتها اُم أبي نصر ـ والتي تقدّمت ترجمتها ـ وروى
أبونصر المذكور عن اُمّه عن جدّته اُم كلثوم ، وأورد الشيخ الطوسي رحمه الله في كتاب الغَيبة كثيراً
من الأخبار عنها ، نذكر بعضها :
قال : وبهذا الإسناد عن أبي نصر هبة الله بن محمّد ابن بنت اُم كلثوم بنت أبي جعفر العُمري
قال : حدّثني جماعة من بني نوبخت منهم : أبوالحسن بن كثير النوبختي رحمه الله ، وحدّثتني به
اُم كلثوم بنت أبي جعفر محمّد بن عثمان العُمري رضي الله عنه : أنّه حُمل إلى أبي رضي الله عنه في وقت من الأوقات
ما ينفذه إلى صاحب الأمر ـ عجّل الله تعالى فرجه الشريف ـ من قم ونواحيها ، فلمّا وصل
الرسول إلى بغداد ودخل على أبي جعفر وأوصل إليه ما دفع إليه وودّعه وجاء لينصرف ، قال
له أبوجعفر : قد بقي شيء مما استودعته فأين هو ؟
فقال له الرجل : لم يبق شيء يا سيّدي في يدي إلاّ وقد سلمته .
فقال له أبوجعفر : بلى قد بقي شيء ، فارجع إلى ما معك وفتشه وتذكّر ما دفع إليك .
فمضى الرجل فبقى أياماً يتذكّر ويبحث ويفكّر فلم يذكر شيئاً ، ولا أخبره مَن كان في
جملته ، فرجع إلى أبي جعفر فقال له : لم يبق شيء في يدي مما سُلّم إليّ وقد حملته إلى حضرتك .
فقال له أبوجعفر : فإنّه يقال لك : الثوبات السردانيان اللذان دفعمها إليك فلان بن فلان ما
فعلا ؟
فقال له الرجل : إي والله يا سيّدي لقد نسيتهما حتى ذهبا عن قلبي ، ولست أدري الآن أين
وضعتهما ، فمضى الرجل فلم يبق شيء معه إلاّ فتّشه وحلّه وسأل مَن حمل إليه شيئاً من المتاع
أن يُفتش ذلك ، فلم يقف لهما على خبر ، فرجع إلى أبي جعفر فأخبره .
فقال له أبوجعفر : يقال لك : امضِ إلى فلان بن فلان القطّان ، الذي حملت إليه عدلين
القطن في دار القطن فافتق أحدهما ، وهو الذي عليه مكتوب كذا وكذا فإنّهما في جانبه .
فتحيّر الرجل ممّا أخبره به أبوجعفر ، ومضى لوجهه فأخذهما وجاء بهما إلى أبي جعفر
فسلّمهما إليه وقال له : لقد نسيتهما ؛ لأنّي لما شددت المتاع بقيا فجعلتهما في جانب العدل ليكون
(241)
ذلك أحفظ لهما .
وتحدّث الرجل بما رآه ، وأخبر به أبوجعفر عن عجيب الأمر الذي لا يقف عليه إلاّ نبي أو
إمام من قبل الله الذي يعلم السرائر وما تخفي الصدور ، ولم يكن هذا الرجل يعرف أباجعفر
وإنّما أنفذ على يده كما ينفذ التجّار إلى أصحابهم على يد مَن يثقون به ، ولا كان معه تذكرة
سلمها إلى أبي جعفر ولا كتاب ؛ لأنّ الأمر كان حادّاً جداً في زمن المعتضد ، والسيف يقطر دماً
كما يقال . وكان سرّاً بين الخاصّ من أهل هذا الشأن ، وكان ما يحمل به إلى أبي جعفر لا يقف ما
يحمله على خبره ولا حاله ، وإنّما يقال : امضِ إلى موضع كذا وكذا فسلّم ما معك من غير أن
يشعر بشيء ، ولا يدفع إليه كتاب لئلا يقف على ما يحمله منه (1) .
وقال أيضاً : قال أبوالعباس ، وأخبرني هبة الله بن محمّد ابن بنت اُم كلثوم بنت أبي جعفر
العُمري رضي الله عنه ، عن شيوخه : لم تزل الشيعة مقيمة على عدالة عثمان بن سعيد ومحمّد بن عثمان »
إلى أن توفّي أبوعمرو عثمان بن سعيد رحمه الله ، وغسّله ابنه أبوجعفر محمّد بن عثمان وتولّى القيام به ،
وجعل الأمر كلّه مردوداً إليه ، والشيعة مجتمعة على عدالته وثقته وأمانته ، كما تقدّم له من
النصّ عليه بالأمانة والعدالة ، والأمر بالرجوع إليه في حياة الحسن عليه السلام ، وبعد موته في حياة
أبيه عثمان بن سعيد ، لا يختلف في عدالته ولا يرتاب بأمانته ، والتوقيعات تخرج على يده إلى
الشيعة من المهمات طول حياته بالخط الذي كانت تخرج في حياة أبيه عثمان ، ولا يعرف الشيعة
في هذا الأمر غيره ، ولا يرجع إلى أحد سواه ، وقد نقلت عنه دلائل كثيرة ، ومعجزات الإمام
ظهرت على يده ، و اُمور أخبرهم بها عنه زادتهم في هذا الأمر بصيرة ، وهي مشهورة عند
الشيعة (2) .
وقال أيضاً : قال ابن نوح : أخبرني أبونصر هبة الله ابن بنت اُم كلثوم بنت أبي جعفر قال :
كان لأبي جعفر العمري محمّد بن عثمان العمري كتب مصنّفه في الفقه ممّا سمعه من أبي محمّد
الحسن عليه السلام ومن الصاحب عليه السلام ، ومن أبيه عثمان بن سعيد عن أبي محمّد وعن أبيه علي بن
____________
1 ـ الغَيبة : 178 ، أعيان الشيعة 3 : 487 .
2 ـ الغَيبة : 220 .
(242)
محمّد عليهما السلام في كتب ترجمتها كتب الأشربة ، ذكرت الكبيرة اُم كلثوم بنت أبي جعفر رضي الله عنه أنّها
وصلت إلى أبي القاسم الحسين بن روح رضي الله عنه عند الوصية إليه وكانت في يده ، قال أبونصر :
وأظنّها قالت : وصلت بعد ذلك إلى أبي الحسن السمّري رضي الله عنه وأرضاه (1) .
وقال أيضاً : قال ابن نوح : أخبرني أبونصر هبة الله بن محمّد ، قال : حدّثني علي بن
أبي جيد القمي رحمه الله ، قال : حدّثنا أبوالحسن علي بن أحمد الدلاّل القمي ، قال : دخلتُ على
أبي جعفر محمّد بن عثمان رضي الله عنه يوماً لاُسلّم عليه فوجدت ساجة ونقّاش ينقش عليها ، ويكتب
آياً من القرآن وأسماء الأئمة عليهم السلام على حواشيها ، فقلت له : يا سيّدي ما هذه الساجة ؟
فقال لي : هذه لقبري تكون فيه اُوضع عليها ، أو قال : اُسند إليها ، وقد عرفت حينه ، وأنا
في كلّ يوم أنزل فيه فأقرأ جزءاً من القرآن فيه فأصعد ، وأظنّه قال : فأخذ بيدي وأرانيه ، فإذا
كان يوم كذا وكذا من شهر كذا وكذا من سنة كذا وكذا صرت إلى الله عزّ وجلّ ودفنت فيه
وهذه الساجة معي .
فلمّا خرجت من عنده أثبتُ ما ذكره ، ولم أزل مترقّباً به ذلك ، فما تأخر الأمر حتى اعتل
أبوجعفر فمات في اليوم الذي ذكره من الشهر الذي قاله من السنة التي ذكرها ودفن فيه .
قال أبونصر هبة الله : وقد سمعت هذا الحديث من غير علي ، وحدثتني به أيضاً اُم كلثوم
بنت أبي جعفررضي الله تعالى عنهما (2) .
وقال أيضاً : عن هبة الله بن محمّد ابن بنت اُم كلثوم بنت أبي جعفر العُمري قال : حدّثتني
اُم كلثوم بنت أبي جعفر رضي الله عنه قالت : كان أبوالقاسم الحسين بن روح رضي الله عنه وكيلاً
لأبي جعفر رضي الله عنه سنين كثيرة ، ينظر له في أملاكه ويلقى بأسراره الرؤساء الشيعة ، وكان خصيصاً
به حتى أنّه كان يحدّثه بما يجري بينه وبين جواريه ، لقربه منه واُنسه .
قالت : وكان يدفع إليه في كلّ شهر ثلاثين ديناراً رزقاً له ، غير ما يصل إليه من الوزراء
والرؤساء من الشيعة مثل آل الفرات وغيرهم ؛ لجاهه ولموضعه وجلالة محلّه عندهم ،
____________
1 ـ الغَيبة : 221 .
2 ـ الغَيبة : 223 .
(243)
فحصل في أنفس الشيعة محصلاً جليلاً ؛ لمعرفتهم باختصاص أبي إياه وتوثيقه عندهم ، ونشر
فضله ودينه ، وما كان يحتمله من هذا الأمر ، فمهّدت له الحال في طول حياة أبي إلى أن انتهت
الوصية إليه بالنصّ عليه ، فلم يختلف في أمره ولم يشكّ فيه أحد إلاّ جاهل بأمر أبي أوّلاً ، مع ما
لست أعلم أنّ أحداً من الشيعة شكّ فيه ، وقد سمعتُ هذا من غير واحد من بني نوبخت رحمهم الله مثل
أبي الحسن بن زكريا وغيره (1) .
99
اُم كلثوم الروغنيّة القزوينيّة
اُم كلثوم بنت الشيخ كريم الروغني القرويني .
عالمة ، فاضلة ، فقيهية ، مُحدّثة ، من ربّات التُقى والصلاح .
ولدت حدود سنة 1243هـ في مدينة كربلاء المقدّسة ، وتوفّيت حدود سنة 1320هـ .
أخذت العلم على جملة من العلماء في القسم النسائي من المدرسة الصالحيّة بقزوين ،
وحَضَرَتْ الفقه والاُصول على الشيخ محمّد صالح البرغاني ، وشقيقه الشهيد الثالث الشيخ
محمّدتقي المستشهد عام 1263هـ ، و أبيها الشيخ كريم الروغني .
هاجرت إلى مدينة كربلاء المقدسة ، ثم إلى مدينة النجف الأشرف ، وحَضَرَتْ فيهما على
أكابر علمائها ، ولمّا بلغت سنّ الرشد تزوّجت الشيخ ابراهيم بن إسحاق الزنجاني ، فرُزقت منه
أربعة أولاد ، كلّهم من أهل العلم والفضل وهم : الشيخ يوسف ، والشيخ إسحاق ، والشيخ
مصطفى ، والشيخ عبدالكريم (2) .
100
اُم كلثوم بنت النبيّ محمّد صلى الله عليه وآله وسلم
قال ابن سعد في الطبقات : اُم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، و اُمها خديجة بنت خويلد بن
____________
1 ـ الغَيبة : 227 .
2 ـ مستدركات أعيان الشيعة 3 : 43 نقلاً عن الاُستاذ عبدالحسين الصالحي في كتابه المخطوط رياحين الشيعة ،
تأريخ زنجان : 358 ، دائرة المعارف تشيّع 2 : 508 .
(244)
أسد بن عبدالعزى بن قصي .
تزوّجها عتبة بن أبي لهب بن عبدالمطلب قبل النبوة ، فلمّا بُعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنزل الله :
( تَبَّت يَدا أبي لهب ) (1) قال له أبوه أبولهب : رأسي من رأسك حرام إن لم تطلّق ابنته ، ففارقها
ولم يكن دخل بها (2) ، فلم تزل بمكة مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وأسلمت حين أسلمت اُمّها ، وبايعت
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مع أخواتها حين بايعه النساء ، وهاجرت إلى المدينة حين هاجر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ،
وخرجت مع عيال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة ، فلم تزل بها .
فلما توفّيت رقيّة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خلّف عثمان بن عفان على اُم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
وكانت بكراً ، وذلك في شهر ربيع الأوّل سنة ثلاث من الهجرة ، واُدخلت عليه في هذه السنة
من جمادى الآخرة ، فلم تزل عنده إلى أن ماتت ، ولم تلد له شيئاً ، وماتت في شعبان سنة 9 من
الهجرة .
وروى ابن سعد أيضاً : أنّه نزل في حفرتها أبوطلحة ، وأنّه صلى الله عليه وآله وسلم قال : « فيكم أحد لم يقارب
الليلة » ، فقال أبوطلحة : أنا يا رسول الله ، قال : « انزل » .
وروى أيضاً : أنّه نزل في حفرتها علي بن أبي طالب سلام الله عليه ، والفضل بن عباس ،
واُسامة (3) .
وقال السيّد محسن الأمين في الأعيان : ولم ينزل بعلها في حفرتها مع أنّه أولى بدفنها من
الأجانب ؛ لأنّه كان قد قارب في تلك الليلة ، كما ورد في روايات من أهل السنّة ، وفي قوله صلى الله عليه وآله وسلم :
« فيكم أحد لم يقارب الليلة » إيماء إلى مضمونها ، وفي شرحها تأويلات وتفصيلات لهم ،
وذكر جميع ما ورد في ذلك لا تسمح به الأحوال (4) .
ثم انّ الروايات من الفريقين متّفقة على أنّ عثمان تزوّج اُم كلثوم بعد رقيّة ، إلاّ أن الموجود
____________
1 ـ المسد : 1 .
2 ـ وقد مرّ في ترجمة اُم كلثوم بنت أميرالمؤمنين عليه السلام أنّ الذي فرّق بينهما هو النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم .
3 ـ الطبقات الكبرى 8 : 37 .
4 ـ أعيان الشيعة 3 : 486 .
(245)
في تكملة الرجال نقلاً عن قرب الإسناد عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة قال :
حدّثني جعفر بن محمّد عن أبيه قال : ولد لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من خديجة : القاسم ، والطاهر ،
و اُم كلثوم ، ورقيّة ، وفاطمة ، وزينب . فتزوّج علياً فاطمة ، وتزوّج أبوالعاص بن الربيع ـ وهو
من بني اُميّة ـ زينب ، وتزوّج عثمان بن عفان اُم كلثوم ولم يدخل بها حتى هلكت وزوّجه
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مكانها رقية ، ثم ولد لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من اُم ابراهيم ، وهي مارية القبطية أهداها
إليه صاحب الاسكندرية مع البغلة الشهباء وأشياء معها (1) .
وفي بعض أدعية شهر رمضان عن أئمة أهل البيت سلام الله عليهم : اللهمّ صلِّ على رقيّه
و اُم كلثوم بنتي نبيّك . . . . . (2) .
وفي بعض المصادر أنّ التي تزوّجها عتبة بن أبي لهب هي رقية بنت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وليست
اُم كلثوم ، وسيأتي تفصيل ذلك وما ورد عليه من اشكالات في ترجمة رقية بنت النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
101
اُم كلثوم الصدرائيّة
اُم كلثوم بنت الفيلسوف الشهير صدر المتألّهين محمّد بن ابراهيم بن يحيى المعروف
بملاّصدرا المتوفّى سنة 1050هـ ، وزوجة العلاّمة الفيلسوف المتألّه المولى عبدالرزّاق بن عليّ
اللاّهيجي القمي المشتهر بالفيّاض المتوفى سنة 1051هـ ، و اُم العلاّمة الزاهد الحاج الميرزا
حسن المعروف بالكاشفي المتوفى سنة 1121هـ .
ولدت في ليلة الأحد الثامن عشر من شهر رمضان سنة 1019 ، وتوفّيت حدود سنة
1090هـ .
عالمة ، فاضلة ، فقيهة ، أديبة ، زاهدة . أخذت العلم والفلسفة على أبيها ، وقرأت الكثير
على زوجها ، حتى برعت في كثير من العلوم الإسلاميّة . ويحكى عنها أنّها كانت تجالس
____________
1 ـ تكملة الرجال 2 : 733 ، قرب الإسناد : 6 .
2 ـ أعيان الشيعة 3 : 486 .
(246)
العلماء ، وتتباحث معهم بفصاحة كاملة وبلاغة بارعة .
ذكرها وأثنى عليها كثيراً العلاّمة الكبير سماحة آية الله العظمى السيّد المرعشي النجفي
رضوان الله تعالى عليه في مقدّمة كتاب معادن الحكمة (1) .
102
اُم كلثوم القزوينيّة
اُم كلثوم بنت الشهيد السعيد الشيخ محمّد تقي القزويني البرغاني المستشهد عام 1263هـ .
عالمة ، فاضلة ، مؤلّفة ، مدرّسة للعلوم الإسلامية .
ولدت حدود سنة 1224هـ ، وتزوّجت من ابن عمّها الشيخ عبدالوهاب القزويني حدود
سنة 1239هـ ، وتوفّيت بعد سنة 1268هـ .
قرأت المقدّمات والعلوم العربيّة والأدب على عمّة والدها العالمة الفاضلة ماه شرف ، ثم
أخذت الفقه والاُصول عن والدها وعمّها الشيخ محمّد صالح البرغاني ، وحَضَرَتْ في الحكمة
والفلسفة على الشيخ الملا الحكميّ القزويني .
قامت ولفترة طويلة بتدريس النساء العلوم الإسلامية العالية في قزوين وطهران
وكربلاء ، وأوقفت مكتبتها سنة 1268هـ على كافة طلاّب العلوم الدينيّة ، وجعلت التولية بيد
زوجها ، ثم بعد وفاته بيد شقيق زوجها الشيخ حسن .
من مؤلّفاتها : تفسير سورة الفاتحة (2) .
____________
1 ـ مستدركات أعيان الشيعة 3 : 43 نقلاً عن الأستاذ عبد الحسين الصالحي في كتابه المخطوط رياحين الشيعة ، مقدّمة كتاب معادن الحكمة 1 : 151 ـ 16 .
2 ـ مستدركات أعيان الشيعة 2 : 68 نقلاً عن الأستاذ عبد الحسين الصالحي في كتابه المخطوط رياحين الشيعة دائرة المعارف تشيّع 2 : 508 .
(247)
103
اُم لقمان العقيليّة
اُم لقمان بنت عقيل بن أبي طالب .
قال السيّد محسن الأمين في أعيان الشيعة : لمّا جاء نعي الحسين عليه السلام إلى المدينة ، خرجت
اُم لقمان بنت عقيل بن أبي طالب حين سمعت نعي الحسين عليه السلام ، حاسرة ومعها أخواتها :
اُم هاني ، وأسماء ، ورملة ، وزينب بنات عقيل بن أبي طالب ـ والظاهر أنّ رملة كانت أكبرهنّ ـ
تبكي قتلاها بالطف وهي تقول :
ماذا تَقولونَ إنْ قالَ النبيُّ لَكُم * مـاذا فَعلتُم وأنتـم آخِـرَ الاُم مِ
بِعِتْرتي وبأهلي بعـدَ مُفتقدي * منهُم اُسارى ومنهم ضُرّجوا بدمِ
وقال الصادق عليه السلام :
« ما اكتحلت هاشمية ، ولا اختضبت ، ولا رُئي في دار هاشمي دخان خمس
سنين حتى قُتل عبيدالله بن زياد » .
وقالت فاطمة بنت أميرالمؤمنين عليه السلام : ما تحنّأت اُمرأة منّا ، ولا أجالت في عينها مِرْوداً ، ولا
امتشطت حتى بعث المختار برأس عبيدالله بن زياد (1) .
وقد نسبت هذه الأبيات الشعريّة أو مشابهة لها لأسماء ولزينب و اُم لقمان بنات عقيل بن
أبي طالب ، وقد ذكرنا ذلك في محلّه (2) .
104
اُم مبشر الأنصاريّة
اُم مبشر بنت البرّاء بن معرور ، امرأة زيد بن حارثة صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . كانت من
____________
1 ـ أعيان الشيعة 7 : 36 .
2 ـ انظر : الكامل في التأريخ 4 : 88 ، تأريخ الطبري 5 : 466 ، البداية والنهاية 8 : 198 ، مناقب آل أبي طالب 4 : 116 ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي 2 : 76 ، مقتل الحسين عليه السلام للسيّد ابن طاووس : 71 ، أعيان الشيعة 3 : 305 ، رياحين الشريعة 3 : 346 .
(248)
كبار الصحابة . عدّها الشيخ الطوسي رحمه الله في رجاله من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وكذا ابن مندة وأبونعيم .
روى عنها جابر بن عبدالله الأنصاري عدّة أحاديث ، وقال المامقاني في تنقيح المقال : وفي
رواية جابر عنها نوع وثوق بها (1) .
105
اُم محمّد رضا الخالصي
أديبة ، صالحة ، زاهدة .
تخرّج بها ولدها محمّد رضا المتوفّى سنة 1370هـ (2) .
106
اُم محمّد بنت محمّد بن جعفر
راوية من راويات الحديث ، روت عن أسماء بنت عميس ، وروى عنها عمارة بن مهاجر .
ذكرها الصدوق في المشيخة في طريقه إلى أسماء بنت عميس .
واُختها اُم جعفر أيضاًمثلها راوية من راويات الحديث ، وقد مرّ ذكرها (3) .
107
اُم مسطح القرشيّة
اُم مسطح بنت أبي رهم أنيس بن عبدالمطلب بن عبدمناف القرشية المطلبيّة .
أنيس : في اُسد الغابة والإصابة بفتح الهمزة وكسر النون .
قال ابن سعد في الطبقات الكبرى : اُم مسطح بنت أبي رهم بن عبدالمطلب بن مناف بن
____________
1 ـ انظر : رجال الشيخ الطوسي : 34 ، نقد الرجال : 412 ، مجمع الرجال 7 : 182 ، جامع الرواة 2 : 456 ، أعيان الشيعة 3 : 487 ، رياحين الشريعة 3 : 466 ، معجم رجال الحديث 23 : 180 .
2 ـ أعلام النساء 5 : 28 عن حسين علي محفوظ .
3 ـ انظر : من لا يحضره الفقيه ( المشيخة ) 4 : 28 ، تكملة الرجال 2 : 702 ، تنقيح القمال 3 : 71 ، أعيان الشيعة 3 : 475 ، رياحين الشريعة 3 : 371 ، معجم رجال الحديث 23 : 174 .
(249)
قصي ، و اُمّها ريطة بنت صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تميم بن مرة .
تزوّجها أثاثة بن عباد بن المطلب بن مناف ، فولدت له مسطحاً ـ من أهل بدر ـ وهند .
وأسلمت اُم مسطح فحسن اسلامها ، وكانت من أشدّ الناس على مسطح حيث تكلّم مع
أهل الافك (1) .
وقال ابن الأثير في اُسد الغابة : هي ابنة خالة أبي بكر ، اُمها بنت صخر بن عامر ، يقال :
اسمها سلمى بنت صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تميم بن مرّة ، لها ذِكرٌ في حديث الافك (2) .
وقال ابن حجر في الاصابة : اُم مسطح القرشية التيميّة ، ويقال : المطلبيّة ، هي بنت
أبي رهم أنيس بن المطلب بن عبدمناف ، ويقال : بنت صخر بن عامر بن كعب بن تميم بن مرّة .
هكذا حكى أبوموسى وهو غلط ، فإنّ هذا نسب سلمى اُم الخير والدة أبي بكر ، هي بنت
صخر . . . . . .
ثبت ذكرها في الصحيحين في قصة الأفك حيث خرجت مع عائشة لقضاء الحاجة
فعثرت ، فقالت : تعس مسطح .
فقالت عائشة : أتسبين رجلاً شهد بدراً ؟ !
فقالت : أولم تعلمي ما قال ، فذكرت قصة الأفك ، وكان مسطح ممن تكلّم في ذلك (3) .
وفي شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، عن أبي بكر أحمد بن عبدالعزيز الجوهري في
كتاب السقيفة : أخبرنا أبوزيد ، حدّثنا محمّد بن يحيى ، حدّثنا غسان بن عبدالحميد ، قال : لمّا
تخلّف علي عن البيعة واشتد أبوبكر وعمر في ذلك ، خرجت اُم مسطح بن أثاثة فوقفت عند
قبر النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ونادته يا رسول الله :
قَـد كانَ بَعْدَك أنباءُ وهـنبثةٌ * لَو كنتَ شاهِدَها لمْ تكثرْ الخطَبِ
____________
1 ـ الطبقات الكبرى 8 : 228 .
2 ـ اُسد الغابة 5 : 618 .
3 ـ الإصابة 4 : 496 رقم 1497 .
(250)
إنّـا فَقَدْناكَ فَقـدَ الأرضِ وابِـلَهـا * واختلَّ قَوْمُكَ فاشهدهم ولا تَغبِ (1)
والمعروف أنّ هذين البيتين للزهراء سلام الله عليها .
108
اُم مسلم بن عبدالله
شاعرة عربيّة موالية لأميرالمؤمنين الإمام علي عليه السلام ، حضرت معه يوم الجمل .
روى الطبري في تأريخه عن عمر بن شبة ، قال : حدّثنا أبوالحسن ، قال : حدّثنا بشر بن
عاصم ، عن الحجّاج بن أرطأة ، عن عمّار بن معاوية الدهني ، قال : أخذ عليّ مصحفاً يوم
الجمل فطاف به في أصحابه وقال : « مَن يأخذ هذا المصحف يدعوهم إلىما فيه وهو
مقتول » ؟
فقام إليه فتى من أهل الكوفة عليه قباء أبي ض محشو ، فقال : أنا ، فأعرض عنه . ثم كرر
كلامه سلام الله عليه ثانياً وثالثاً ، فكان الفتى يقوم له قائلاً : أنا ، فدفعه إليه ، فدعاهم ، فقطعوا
يده اليمنى ، فأخذه بيده اليسرى فدعاهم ، فقطعوا يده اليسرى ، فأخذه بصدره والدماء تسيل
على قبائه ، فقتل رضي الله عنه .
فقال عليّ : « الآن حلّ قتالهم » .
فقالت اُم الفتى في ذلك فيما ترثي :
لا هُمَّ إنّ مُسْلِماً دَعاهُمُ * يَتْلو كتابَ اللهِ لا يَخْشاهُمُ
و اُمُّهُم قـائمةٌ تـراهُمُ * يأتمرونَ الغَيَّ لا تَنْهاهُمُ
فقد خُضِبَتْ منه عَلق لحاهم (2)
وفي موضع آخر قال الطبري أيضاً : كتبَ إليّ السريّ ، عن شعيب ، عن سيف ، عن مخلّد بن
كثير ، عن أبيه ، قال : أرسلنا مسلم بن عبدالله يدعو بني أبينا فرشقوه ـ كما صنع القلب
بكعب ـ رشقاً واحداً فقتلوه ، فكان أوّل مَن قُتل بين يدي عائشة .
____________
1 ـ شرح نهج البلاغة 6 : 43 ، أعيان الشيعة 3 : 487 .
2 ـ تأريخ الطبري : 4 : 511 .