فقال سعيد : يا أمير المؤمنين وهي القائلة :
قدْ كنتُ آملُ (1) أنْ أموتَ ولا أرى * فَـوقَ المنـابِرِ مِـنْ اُميّـةِ خاطبا
فـالله أخّـرَ مُـدَّتـي فَتطـاولـتْ * حتـى رأيتُ مِـنَ الـزمانِ عَجائِبا
فـي كـلِّ يـومٍ لا يـزال خَطِيبَهم * وسـطَ الجموع لآل أحمد عائِبا (2)
ثم سكت القوم ، فقالت بكارة : نبحتني كلابكَ يا أمير المؤمنين ، واعتورتني محجني (3) ،
وكثر عجي (4) ، وعشى بصري ، وأنا والله قائلة ما قالوا ، لا أدفع ذلك بتكذيب ، فامض
لشأنك فلا خير في العيش بعد أمير المؤمنين .
فقال معاوية : إنّه لا يضعك شيء ، فاذكري حاجتك تُقضى ، فقضى حوائجها .
وروى ذلك ابن طيفور أيضاً من طريق آخر حيث قال : وحدّثني عيسى بن مروان ، قال :
حدّثني محمّد بن عبدالله الخزامي ، عن الشعبي ، قال : استأذنتْ بكارة الهلالية على معاوية
فأذن لها ، فدخلت وكانت امرأة قد أسنّت وعشى بصرها وضعفت قوتها ، فهي ترعش بين
خادمين لها ، فسلّمت ثم جلست .
فقال معاوية : كيف أنتِ يا خالة ؟
قالت : بخير يا أمير المؤمنين .
قال : غيّرك الدهر .
قالت : كذلك هو ذو غير ، من عاش كبر ، ومن مات قبر . . . . . (5)
وروى ذلك أيضاً ابن عبدربّه ـ في العقد الفريد ضمن الوافدات على معاوية ـ عن محمّد
____________
1 ـ في العقد الفريد : أطمع .
2 ـ في العقد الفريد :
في كلّ يومٍ للزمانِ خطيبهم * بين الجموع لآل أحمد عائبا
3 ـ الِمحجَن ، والمحجَنة : العصا المعوجَّة . لسان العرب 13 : 108 ( حجن ) .
4 ـ عَجَّ : رفع صوته بالدعاء والاستغاثة . لسان العرب 2 : 318 ( عج ) .
5 ـ بلاغات النساء : 34 .
(285)
ابن عبدالله الخُزاعي ، عن الشعبي ، مع اختلاف في الألفاظ (1) .
وذكرها أيضاً عمر رضا كحالة في أعلام النساء (2) ، والمحلاتي في رياحين الشريعة (3) .
135
بلقيس البلقيني
بلقيس بنت محمّد بن بدر الدين بن سراج الدين البلقيني ، وجدّها سراج الدين اُستاذ ابن
حجر العسقلاني ، وكانوا جميعاً من أهل العلم والفضل ، وكانت بلقيس نابغة في الفضل والعلم ،
وهي السبب في شهرة عشيرتها ، وقد ودّعت الحياة في شهر ذي القعدة من سنة 841
هجرية (4) .
136
بلقيس البهبهانيّة
بلقيس بنت محمّد علي البهبهاني ، وزوجة السيّد محمّد حسين الموسوي الشهرستاني .
عالمة ، فاضلة ، تُعدُّ من أفاضل النساء في القرن الثالث عشر الهجري (5) .
اختها رقيّة البهبهاني ، أيضاً عالمة فاضلة ، يأتي ذكرها في حرف الراء .
137
بليغة الشيرازيّة
أديبة ، فاضلة ، متكلّمة ، شاعرة .
توفَّيت حدود سنة 1260هـ .
من شاعرات النصف الثاني من القرن الثالث عشر الهجري ، معاصرة للسلطان فتح
____________
1 ـ العقد الفريد : 1 : 346 .
2 ـ أعلام النساء 1 : 137 .
3 ـ رياحين الشريعة 4 : 81 .
4 ـ رياحين الشريعة 4 : 83 .
5 ـ وحيد بهبهاني : 332 .
(286)
علي شاه القاجاري .
ذكرها محمّد مظفر حسين بن مولوي محمّد يوسف في كتابه ( روز روشن ) (1) والوزير
الايراني محمّد حسنخان اعتماد السلطنة في كتابه ( خيّران حسان ) (2) ، ومحمّد حسين آدميت
في كتابه ( دانشمندان وسنن سحرايان فارس ) (3) ، وصاحب كتاب ( پرده نشينان
سخنگوى ) (4) ، وغيرهم (5) .
138
بنّاية العوابد
بنّاية بنت أبي صفرة ، من عشيرة العوابد ، من أهالي كويسة .
مجاهدة ، شاعرة باللهجة العاميّة العراقيّة ، قالت تصف اخوتها عندما هجموا على جيوش
الاحتلال في منطقة ( الرارنجية ) ، وكانت معهم في ساحة الوغى ، فقالت :
لـو هـلهلت وبـويـد اجـوهـا * افـزوع العـوابـد تلگــوهـا
أفــواج كثــرة سـدّروهــا * او مسـاليح مـنجستر خـذوهـا
او ضبّـاطهـم كــل سلبـوهـا * فـاتـو عليهــا او عگبـوهـا
مچـاتيـف للحيـرة اوصلـوهـا * ابخـان الـمخضر نـزّلــوهـا
اومن زاد ( أبو نوري )(6) اطعموها * البـاب ديـوانـه اوگفـوهـا
او ( فـاير افـلاي ) الكسـورهـا * وبمـدفع ( السلبـه )(7) رموها
ابمجـدم الكـوفــة غططـوهـا * اوبعـد الـتغطط فـرهـدوهـا
____________
1 ـ روز روشن : 118 .
2 ـ خيّرات حسان 1 : 166 .
3 ـ دانشمندان وسخن سحرايان فارس : 460 .
4 ـ پرده نشينان سخنگوى : 86 .
5 ـ انظر مستدرك أعيان الشيعة 5 : 95 نقلاً عن الاُستاذ عبدالحسين الصالحي في كتابه المخطوط رياحين الشيعة .
6 ـ هو السيّد هادي زوين ، أحد أقطاب الثورة .
7 ـ أي الغنيمة ، وهو المدفع الذي غنمه الثوّار في الرارنجيّة .
(287)
اجموع ( ناصـر ) طشّروهـا * او بالماي لوحـات احـدروها
يم ( السماوة ) او شلهوهـا * اجوها بني احچيم احركوها (1)
139
بنت أبي الأسود الدؤلي
ذكر الشيخ منتجب الدين في كتاب الأربعين ، في أثناء الحكاية الرابعة من الحكايات التي
نقلها في آخره ، قال : أخبرنا أبو علي تيمان بن حيدر بن الحسن بن أبي عدّي البيع ، أخبرنا
الشيخ المفيد أبو محمّد عبدالرحمان بن أحمد بن الحسين الحافظ ، أخبرنا السيّد أبو الفتح
عبيدالله بن موسى بن أحمد بن الرضا عليه السلام : أنّ أبا محمّد جعفر بن أحمد حدّثهم :
أخبرنا أحمد بن عمران ، أخبرنا عبدالله بن جعفر النحوي ، عن الحارث بن محمّد التميمي ،
عن علي بن محمّد ، قال : رأيت ابنة أبي الأسود الدؤلي وبين يدي أبي ها خبيص ، فقالت : يا أبة
أطعمني .
فقال : افتحي فاك ، ففتحت فوضع فيه مثل اللوزة ، ثم قال لها : عليكِ بالتمر فهو أنفع
وأشبع .
فقالت : هذا أنفع وأنجع .
فقال : هذا الطعام بعث به إلينا معاوية يخدعنا به عن حبّ علي بن أبي طالب عليه السلام .
فقالت : قبّحه الله ، يخدعنا عن السيّد المطهّر بالشهد المزعفر ، تباً لمرسله وآكله ، ثم
عالجت نفسها وقاءت ما أكلت منه ، وأنشأت تقول باكية :
أبالشهدِ المُزعفر يا ابنَ هندٍ * نَبيـعُ عَليـكَ إسلامـاً ودينا
فلا والله ليسَ يكـونُ هـذا * ومـولانا أميرُ المؤمنينا (2)
وقال الشيخ أبو الفتوح الرازي في تفسيره كان عمرها خمس أو ست سنين (3) .
____________
1 ـ معلومات ومشاهدات في الثورة العراقيّة الكبرى ( شاعرات في ثورة العشرين ) : 363 ـ 364 .
2 ـ الأربعون حديثاً : 81 .
3 ـ تفسير أبو الفتوح الرازي .
(288)
وقال الشيـخ عباس القمّي في الكنى والألقـاب : وروي أنّ معاويـة أرسل إليه ـ أي إلى
أبي الأسود الدؤلي واسمه ظالم بن عمرو ـ هديّة ، منها حلواء ، يريد بذلك استمالته وصرفه عن
حبّ أمير المؤمنين عليه السلام ، فدخلتْ ابنة صغيرة له خماسية أو سداسية عليه ، فأخذت لقمة من
تلك الحلواء وجعلتها في فمها .
فقال لها أبو الأسود : يا بنتي ألقيه فإنّه سم ، هذه حلواء أرسلها إلينا معاوية ليخدعنا عن
أمير المؤمنين عليه السلام ويردّنا عن محبة أهل البيت عليهم السلام .
فقالت الصبية ، قبّحه الله ، يخدعنا عن السيّد المطهَّر بالشهد المزعفر ، تبّاً لمرسله وآكله
فعالجت نفسها حتى قاءت ما أكلت ، ثم قالت :
أبالشهدِ المزعفر يا ابنَ هندٍ * نَـبيعُ عَليـكَ أَحسـاباً ودينا
معـاذ الله كيـف يكون هذا * ومـولانا أميرُ المؤمنينا (1)
140
بنت أبي ذر الغفاري
أبوها أبو ذر الغفاري الصحابي الجليل ، الذي يقول عنه صلى الله عليه وآله وسلم : « ما أظلّت الخضراء ، ولا
أقلّت الغبراء أصدق لهجة من أبي ذر » .
و اُمها اُم ذر الغفاري ، شاعرة من شواعر العرب ، صحابية ، لها ذِكرٌ في كيفية إسلام أبي ذر ،
ولها ذِكرٌ أيضاً في وفاة أبي ذر رضوان الله تعالى عليه ، وقد مرّت ترجمتها (2) .
وبنت أبي ذر هذه من المؤمنات المواليات لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب سلام الله
عليه ، ومن المتمسّكات بحبّ سيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام .
وقيل : إنّ الزهراء سلام الله عليها أوصت عليّاً عليه السلام بهذه البنت ، وعندما مات أبو ذر غريباً
وحيداً في منفاه في الربذة كانت معه بنته فقط ، وقد أوصاها أبوها بأن تجلس على الطريق ،
____________
1 ـ الكنى والألقاب 1 : 8 . وانظر : سفينة البحار 1 : 669 ، أعيان الشيعة 2 : 275 ـ 3 : 607 ، رياحين الشريعة 4 : 222 .
2 ـ انظر : رياحين الشريعة 3 : 392 ، اُسد الغابة 5 : 581 .
(289)
وعندما ترى قوماً قد قدموا تخبرهم بموته .
وفعلاً حدث كما قال أبو ذر ، وقدم جماعة من المسلمين فغسّلوا أبو ذر وكفّنوه ثم دفنوه ،
وأخذوا بنت أبي ذر معهم ، وخيّروها في البقاء ببيت أي واحدٍ منهم ، إلاّ أنها فضّلت العيش في
بيت سيّدها ومولاها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب سلام الله عليه (1) .
141
بنت أبي يشكر
راثية ، موالية لأهل البيت عليهم السلام .
روى الشيخ الكليني في الكافي عن بعض أصحابنا ، عن محمّد بن حسان ، عن محمّد بن
رنجويه ، عن عبدالله بن الحكم الأرمنيّ ، عن عبدالله بن ابراهيم بن محمّد الجعفري ، قال :
أتينا خديجة بنت عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام نُعزّيهما بابن بنتها ،
فوجدنا عندها موسى بن عبدالله بن الحسن ، فإذا هو في ناحية قريباً من النساء ، فعزّيناها ، ثم
أقبلنا عليه ، فإذا هو يقول لابنة أبي يشكر الراثية : قولي ، فقالت :
اعْددْ رَسُولَ الله واعْـددْ بَعْـدَهُ * أسَـدَ الإلـهِ وثـالثاً عَبّاسـا
واعْددْ عليَّ الخير واعددْ جَعْفراً * واعـددْ عَـقِيلاً بَعْدهُ الرُوّاسا
فقال : أحسنتي ، زيديني ، فاندفعت تقول :
مِنّـا إمـام الـمُتقيـن محمّـد * وحمـزة مِنّـا والمُهَذّبُ جعفرُ
وَمِنّـا عـليّ صِهْرهُ وابنُ عَمّه * وفارسُـهُ ذاكَ الإمـام المُطَهّرُ
فأقمنا عندها حتى كاد الليل أن يجىء ، ثم قالت خديجة : سمعتُ محمّد بن علي صلوات الله
عليهما وهو يقول : « إنّما تحتاج المرأة في المأتم إلى النوح ، لتسيل دمعتها ، ولا ينبغي لها أن
تقول هجراً ، فإذا جاء الليل فلا تؤذي الملائكة بالنوح » (2) .
____________
1 ـ انظر : رياحين الشريعة 4 : 223 .
2 ـ الكافي 1 : 291 حديث 17 باب ما يفصل بين دعوى المحقّ والمبطل في أمر الإمامة .
(290)
142
بنت حسام سالار
عالمة ، فاضلة ، أديبة ، من شواعر الشيعة في مطلع القرن الحادي عشر للهجرة ، كانت
معاصرة للشاه عباس الكبير المتوفى سنة 1038هـ .
أخذت العلم وفنون الأدب من أفاضل علماء عصرها ، ونبغت في فنون الأدب والشعر ،
ذكرها الشيخ الطهراني في الذريعة نقلاً عن كتاب ( كلشن ) ص 68 (1) .
143
بنت الداغستاني
بنت حسين علي خان الداغستاني اللكزي .
عالمة ، فاضلة ، أديبة ، شاعرة ، من شاعرات أصفهان .
أخذت المقدّمات وفنون الأدب على أفاضل علماء أصفهان ، ثم نشأت على حُبّ الأدب
وطبعت نفسها على الشعر ، وكانت رقيقة النظم والنثر ، لها ديوان شعر صغير ، توفّيت حدود
سنة 1170هـ .
وهي من اُسرة اللكزي بداغستان التي نبغ منها شعراء أفذاذ وأمراء أجلاّء ، وقد نشأت
وترعرعت في بلاط الصفويين بأصفهان ، وهي بنت عمّ الميرزا علي قلي خان الداغستاني
اللكزي المولود في نسة 1124هـ والمتوفى سنة 1170هـ المتخلّص في شعر بـ ( واله ) ،
صاحب كتاب رياض الشعراء ، الذي كان والياً من قبل الشاه صفي الصفوي على ايروان .
ومن أبرز رجال هذه الأسرة فتح علي خان ابن الميرزا الداغستاني اللكزي وزير الشاه
سلطان حسين الصفوي ، وخديجة سلطان بنت علي خان بن مهر علي خان الداغستاني
اللكزي (2) .
____________
1 ـ الذريعة 9 | 1 : 142 ، مستدركات أعيان الشيعة 5 : 95 نقلاً عن الاُستاذ عبدالحسين الصالحي في كتابه
المخطوط رياحين الشيعة ، حديقة الشعراء 3 : 2136 ، زنان سخنورا : 84 .
2 ـ مستدركات أعيان الشيعة 6 : 74 ـ 75 نقلاً عن السيّد أحمد الحسيني .
(291)
144
بنت الشالجي
هي بنت عيسى بن محمّد أمين الشالجي .
كانت رحمها الله أديبة ، صالحة ، زاهدة . تخرّج بها ابن بنتها محمّد رضا الخالصي ، وقد
توفّيت في حدود سنة 1318هـ (1) .
145
بنت الشاه طهماسب الصفوي
عالمة ، فاضلة ، فقيهة .
ألّف جملة من العلماء لها عدّة رسائل في أصول الفقه وغيره .
ولدت في قزوين يوم الثلاثاء الخامس والعشرين من جمادى الثانية سنة 955هـ ، ويحتمل
أن يكون اسمها پريخان .
كان أبوها من معاصري المحقّق الكركي ووالد الشيخ البهائي ، وقد حكم مدّة أربع
وخمسين سنة ، وقد لاقى العلم والتأليف في عهده رواجاً كاملاً (2) .
146
بنت الصاحب بن عبّاد
فاضلة ، أديبة ، ذات عقل ووقار .
ولا ريب بمن نشأت وترعرعت في أحضان الصاحب أن تكون أديبة ، وقد كان أبوها بحراً
في الفصاحة والعلم والأدب ، ولقد ورثت الفضل من أبيها .
وكان الصاحب متعلّقاً بها يحبها حبّاً جمّاً ، ويرغب أن يزوجها من سيّداً علويّاً ، حتى
تحقّقت رغبته هذه وزوّجها لأبي الحسين علي بن الحسين ، المعروف بالمسمعي ، وقد أنجبت
منه ولداً اسمه عبّاد ، فعندما بُشّر الصاحب به أنشأ يقول :
____________
1 ـ أعلام النساء 3 : 382 عن حسين علي محفوظ .
2 ـ أعيان الشيعة 2 : 275 ، مستدركات أعيان الشيعة 6 : 75 ، رياحين الشريعة 4 : 72 .
(292)
أحمد الله لبشرى أقبلت عنـد الفتى * إذ حباني الله سبطاً هـو سبط للنبيّ
مرحباً ثمـة أهـلاً لغلام هـاشمي * نبـويّ علـويّ حسنـيّ صـاحبيّ
وقال أيضاً :
الحمـد لله حـمداً دائمـاً أبـداً * قَدْ صار سبط رسول الله لي ولدا (1)
147 بنت صدر الدين العاملي
بنت صدر الدين بن صالح بن محمّد الموسوي العاملي ، المتوفّى سنة 1264هـ .
كانت رحمها الله عالمة ، فقيهة ، لها تعليقة على شرح اللمعة في الفقه (2) .
148
بنت الشيخ الطوسي
للشيخ الطوسي بنتان عالمتان فاضلتان :
إحداهما اُم ابن ادريس ، وقد ذكرناها سابقاً ، وذكرنا ما ورد من اشكال واستبعاد في هذه
النسبة .
والاُخرى قيل : هي اُم السيّدين الجليلين أحمد وعلي ابني السيّد موسى ابن طاووس .
وقد أثنى الأصفهاني في الرياض عليهما بقوله : بنتا الشيخ الطوسي كانتا فاضلتين
عالمتين ، وقد أجازهما بعض العلماء ، ولعلّ المجير أخوهما الشيخ أبو علي ابن الشيخ
الطوسي ، أو والدهما الشيخ الطوسي (3) .
وفي موضع آخر قال : اُم السيّد ابن طاووس كانت من أجلّة العلماء ، وقال بعض تلامذة
الشيخ علي الكركي في رسالته المعمولة في ذكر أسامي المشايخ فقال : ومنهم اُم السيّد ابن
طاووس علي ، وهي بنت الشيخ الطوسي ، أجاز لها جميع مصنّفاته وروايته ، وكان يثني
____________
1 ـ رياحين الشريعة 4 : 229 .
2 ـ أعلام النساء 2 : 323 ، أعيان النساء : 396 .
3 ـ رياض العلماء 5 : 409 .
(293)
عليها (1) .
وقال السيّد محسن الأمين في الأعيان ، في ترجمة أم محمّد بن ادريس : وقد مرّ في ترجمة
السيّد أحمد بن موسى بن طاووس أنّ اُمه و اُم أخيه السيّد علي بن موسى هي بنت الشيخ
الطوسي المجازة هي واُختها اُم ابن ادريس من أبيهما الشيخ الطوسي برواية جميع مصنّفاته
ومصنّفات الأصحاب عنه (2) .
ومن هذا يتّضح أنّ الشيخ الطوسي جدّ السيّد ابن طاووس مباشرة ، وهذا خطأ محض ، إذ
أنّ وفاة الشيخ سنة 460هـ ، ووفاة السيّد ابن طاووس سنة 664هـ ، فبينهما 204 سنة .
نعم إنّ الشيخ الطوسي جد السيّد موسى ابن طاووس لاُمه ، والسيد موسى ـ كما هو
معلوم ـ والد السيّدين أحمد وعلي ، حيث يلقّب كل واحد منهما بابن طاووس . فيكون الشيخ
الطوسي جد والد السيّد ابن طاووس لاُمه ، ويكون الشيخ أبو علي ابن الشيخ الطوسي خال
والد السيّد ابن طاووس .
ومما يدلّ على هذا قول السيّد ابن طاووس في كتابه « الإقبال » : فمن ذلك ما رويته عن
والدي قدّس الله روحه ونوّر ضريحه ، فيما قرأته عليه من كتاب المقنعة بروايته عن شيخه
الفقيه حسين بن رطبة ، عن خال والدي السعيد أبي علي الحسن بن محمّد ، عن والده محمّد ابن
الحسن الطوسي جدّ والدي من قبل اُمّه ، عن الشيخ المفيد .
وفي نفس الوقت يكون المسعود الورّام جدّ السيّد ابن طاووس لاُمه ، ويدل على ذلك
قوله في « الأمان » : ورأيتُ بخط جدي المسعود ورّام بن أبي فراس قدّس الله جلّ جلاله
روحه ونوّر ضريحه في المعنى الذي ذكرناه ما لفظه . . . . . . (3)
وفي كشف المحّجة قال السيّد ابن طاووس : وكان لي عدّة كتب في الفقه من كتب جدي
ورّام بن أبي فراس قدّس الله سرّه وزاد من مراضيه ، انتقلت إليّ من والدتي رضي الله عنها
____________
1 ـ رياض العلماء 5 : 408 .
2 ـ أعيان الشيعة 3 : 487 .
3 ـ الأمان : 116 .
(294)
بأسباب شرعيّة في حياتها ، وهي بقايا ما تفضّل الله جلّ جلاله به منها (1) .
وقال الشيخ أغابزرك الطهراني في مقدّمة كتاب الأمان : أما الشيخ ورّام بن أبي فراس فهو
جدّه لاُمه ، كما صرّح به في تصانيفه . وكانت اُم والده سعد الدين موسى بنت ابنة الشيخ
الطوسي ، ولذا يعبّر في تصانيفه كثيراً عن الشيخ الطوسي بالجد ، أو جد والدي ، وعن الشيخ
أبي علي الحسن ابن الشيخ الطوسي بالخال ، أو خال والدي (2) .
وناقش في هذا الموضوع المحدّث النوري في المستدرك مناقشة وافية قائلاً : قال في
اللؤلؤة : و اُمهما ـ أي : السيّد رضي الدين علي ، وجمال الدين أحمد ـ على ما ذكره بعض علمائنا
بنت المسعود الورّام بن أبي الفوارس بن فارس بن حمدان ، و اُم اُمهما بنت الشيخ الطوسي ،
وأجاز لها ولاُختها اُم الشيخ محمّد بن ادريس جميع مصنّفاته ومصنّفات الأصحاب (3) .
ونقله صاحب الروضات أيضاً معتمداً عليه وزاد : ووقع النصّ على جدّتيهما من جهة الاُم
في مواضع كثيرة من مصنّفات نفسه ، فليلاحظ (4) .
ولا يخفى أنّ الذي يظهر من مؤلّفات السيّد أنّ اُمّه بنت الشيخ ورّام الزاهد ، وأنّه ينتهي
نسبه من طرف الأب إلى الشيخ أبي جعفر الطوسي رحمه الله ، ولذا يعبّر عنه بالجد .
وأمّا كيفية الإنتساب إليه فقال السيّد في الإقبال : فمِن ذلك ما رويته عن والدي قدّس الله
روحه ونوّر ضريحه فيما قرأته عليه من كتاب المقنعة عن شيخه الفقيه حسين بن رطبة ، عن
خال والدي السعيد أبي علي الحسن بن محمّد ، عن والده محمّد بن الحسن الطوسي جد والدي
من قبل اُمّه ، عن الشيخ المفيد .
فظهر أنّ انتساب السيّد إلى الشيخ من طرف والده أبي ابراهيم موسى ، الذي اُمّه بنت
الشيخ ، لا من طرف اُمّه بنت الشيخ ورّام ، وما ذكره من أنّ اُم اُم السيّد زوجة ورّام بنت الشيخ
____________
1 ـ كشف المحجة : 129 .
2 ـ مقدمة كتاب الأمان .
3 ـ لؤلؤلة البحرين : 236 .
4 ـ روضات الجنات 4 : 325 .
(295)
فباطل من وجوه :
أمّا أولاً : فلأنّ وفاة ورّام في سنة 606هـ ، ووفاة الشيخ سنة 460هـ ، فبين الوفاتين مائة
وخمسة وأربعون سنة ، فكيف يتصوّر كونه صهراً للشيخ على بنته وإن فرضت ولادة هذه بعد
وفاة الشيخ ، مع أنّهم ذكروا أنّ الشيخ أجازها و اُمها .
وأمّا ثانياً : فلأنّه لو كان كذلك لأشار السيّد في موضع من مؤلّفاته ؛ لشدّة حرصه على
ضبط هذه الاُمور .
وأمّا ثالثاً : فلعدم تعرّض أحد من أرباب الإجازات وأصحاب التراجم لذلك ، فإنّ
صهريّة الشيخ من المفاخر التي يشيرون إليها ، كما تعرّضوا في ترجمة ابن شهريار الخازن
وغيره .
ويتلو ما ذكروه هنا من الغرابة ما في اللؤلؤة وغيرها : أنّ اُم ابن ادريس بنت شيخ الطائفة ،
فإنّه في الغرابة بمكان يكاد يلحق بالمحال في العادة ، فإنّ وفاة الشيخ سنة 460هـ وولادة ابن
ادريس سنة 543هـ ، فبين الولادة 83 سنة ، ولو كانت اُم ابن ادريس في وقت إجازة والدها
لها في حدود سبعة عشر سنة مثلاً ، كانت بنت الشيخ ولدت ابن ادريس في سن مائة سنة
تقريباً ، وهذه من الخوارق التي لابدّ أن تكون في الاشتهار كالشمس في رابعة النهار .
ثم إنّ تعبيرهم عن الشيخ ورّام بالمسعود الورّام أو مسعود بن ورّام ، اشتباه آخر ، فإنّ
المسعود الورّام أو مسعود بن ورّام غير الشيخ ورّام الزاهد صاحب تنبيه الخاطر فلا
تغفل (1) .
وبعد عشر صفحات قال : كثيراً ما يعبّر ابن ادريس عن الشيخ أبي جعفر بالجد ، كالسيّد
علي بن طاووس ، ولم أتحقّق كيفية اتصاله إليه ، وما ذكره جملة من المتأخرين في ترجمته
مضافاً إلى كونه مجرّد الخرص والتخمين غير مستند إلى مأخذ ، معدود من المحالات العاديّة .
ففي الرياض في الفصل الأوّل من الخاتمة : بنت المسعود بن الورّام جدة ابن ادريس الحلّي
____________
1 ـ مستدرك الوسائل 3 : 471 .
(296)
من طرف اُمّه ، كانت فاضلة عالمة صالحة ، وقد مرّ في ترجمة ابن ادريس أنّ اُم ابن ادريس
بنت الشيخ الطوسي و اُمّها بنت المسعود ورّام ، وكانت اُم ابن ادريس فيها الفضل والصلاح ،
وقد أجازها واُختها بعض العلماء (1) .
وقال أيضاً : بنتا الشيخ الطوسي قد كانتا عالمتين فاضلتين ، وكانت اُم ابن ادريس ـ كما
سبق ـ قد أجازها بعض العلماء ، ولعلّ المجيز أخوها أبو علي ابن الشيخ الطوسي أو والدهما
الشيخ الطوسي (2) .
وفي اللؤلؤة في ترجمة السيّدين : أبي القاسم رضي الدين علي ، و أبي الفضائل جمال الدين
أحمد ابني طاووس ، وهما أخوان من أب و اُم ، و اُمّهما على ما ذكره بعض علمائنا بنت الشيخ
مسعود الورّام بن أبي الفوارس بن فراس بن حمدان ، و اُم ّ اُمّهما بنت الشيخ الطوسي ، وأجاز لها
ولاُختها الشيخ محمّد بن ادريس جميع مصنّفاته ومصنّفات الأصحاب . أقول ـ والقول للشيخ
البحراني ـ : ويؤيّده تصريح السيّد رضي الدين رضي الله عنه ذكر الشيخ الطوسي بلفظ جدي ، وكذا
عند ذكر الشيخ ورّام وهو كثير في كلامه (3) .
وزاد بعضهم نغمة اُخرى ، ففي الروضات نقلاً عن صاحب صحيفة الصفا في ترجمته :
يروي عن خاله الشيخ أبي علي الطوسي ، وعن جدّه لاُمّه الشيخ الطوسي ، عن اُم اُمّه بنت
الشيخ مسعود ورّام ، وعربي من مسافر العبادي ، و أبي المكارم حمزة الحسيني .
وفي الروضة البهية للسيّد العالم المعاصر طاب ثراه : ويروي عن خاله أبي علي ابن الشيخ
أبي جعفر الطوسي ، عن جدّه لاُمّه أبي جعفر الطوسي شيخ الطائفة ، و اُم ّ اُمّه زوجة الشيخ بنت
مسعود ورّام كانت فاضلة صالحة .
وهذه الكلمات كلّها منحرفة عن الطريقة ، صادرة من غير رؤية ، وقد أشرنا في ترجمة
السيّد علي بن طاووس إلى عدم إمكان ذلك ، وأنّ بين ولادة ابن ادريس ووفاة الشيخ 83
____________
1 ـ رياض العلماء 5 : 407 .
2 ـ رياض العلماء 5 : 409 .
3 ـ لؤلؤة البحرين : 236 .
(297)
سنة ، فكيف يمكن أن تكون اُمّه بنته ، ثم كيف يروي عنه أو يروي عن ولده أبي علي ولم يدركه
أحد من معاصريه ، بل المعهود روايته عنه بواسطة أو بواسطتين . وذكر أبو علي في أوّل
أماليه : إنّه سمع عن والده السند سنة خمس وخمسين وأربعمائة ، وبين هذا السماع وولادة ابن
ادريس قريب من تسعين سنة .
وبالجملة فاللوازم الباطلة على هذه الكلمات أزيد من أن تُحصى مع أنّه تضييع للوقت .
والمسعود الورّام ، أو مسعود بن ورّام الموجود فيها غير مذكور في كلمات أحد من
الأقدمين ، ولا يبعد أنّه وقع تحريف في النقل ، وأنّ الأصل المسعودي وهو علي بن الحسين
المسعودي صاحب المروج واثبات الوصية .
قال العالم النحرير أغا محمّد علي صاحب المقامع في حواشيه على نقد الرجال ، بعد نقل
كلام عن رياض العلماء من تعجّبه من عدم ذكر الشيخ في الفهرست والرجال المسعودي مع
أنّه جده من طرف اُمّه كما يقال . واعترض عليه بأن الشيخ ذكره في الفهرست إلى أن قال :
وإنّه ليس بجدّ للشيخ ، بل الذي رأيته في كلام غيره أنّه جدّ الشيخ أبي علي ولد الشيخ ، وأنّ
ابن ادريس سبط المسعودي ، إلى أن قال رحمه الله : وأمّا كونه جدّاً لابن الشيخ ورّام ابن
ادريس فالظاهر أنّه سهو واضح ، بل غلط فاضح ، ثم بسط القول بما لا عائدة في نقله ،
والمقصود استظهار ما ادّعيناه من الإشتباه ، فلاحظ (1) .
149 بنت عبدالله بن عفيف الأزدي
من المؤمنات المواليات لأهل البيت عليهم السلام ، وقفت إلى جنب أبيها حينما أحاط به الأعداء في
بيته ، بعد أن ردّ على ابن زياد حينما تناول الحسين عليه السلام وأهل بيته ، ونعتهم بنعوت كاذبة ،
وقالت لوالدها حينما رأته وحيداً يدافع عن نفسه وهو أعمى : يا أبت ليتني رجلاً اُخاصم بين
يديك اليوم هؤلاء الفجرة ، قاتلي العترة البررة .
____________
1 ـ مستدرك الوسائل 3 : 481 .