( ومن سورة القدر )

746 ـ 1 ـ قال : [ حدثنا ] أبو القاسم العلوي قال : حدثنا فرات بن إبراهيم الكوفي معنعنا :
عن أبي عبد الله عليه السلام انه كان يقرأ هذه الآية [ أ ، ب : السورة ] : ( باذن ربهم من كل أمر سلام ) أي بكل أمر إلى محمد وعلي سلام .
747 ـ 2 ـ فرات قال : حدثنا محمد بن القاسم بن عبيد معنعنا :
عن أبي عبد الله عليه السلام انه قال : ( إنا أنزلناه في ليلة القدر ) الليلة فاطمة والقدر الله فمن عرف فاطمة حق معرفتها فقد أدرك ليلة القدر ، وإما سميت فاطمة لان الخلق فطموا عن معرفتها ـ أو من معرفتها الشك [ من أبي القاسم . أ ، ب ] ـ وقوله : ( وما أدراك ما ليلة القدر ؟ ! ليلة القدر خير من ألف شهر ) يعني خير من ألف مؤمن وهي أم المؤمنين ( تنزل الملائكة والروح فيها ) والملائكة المؤمنون الذين يملكون علم آل محمد صلى الله
____________
746 . وقريب منه ورد في روايات عديدة لاحظ البرهان . وفي ب : بكلام إلى محمد وعلى عليهما السلام ! . وأورده المجلسي في البحار 36 / 146 .
747 . وروى شرف الدين النجفي في كتابه تأويل الآيات عن محمد بن جمهور عن موسى بن بكر عن زرارة عن حمران عنه . . . وفيه : وأما قوله ( خير من ألف شهر ) يعني فاطمة في قوله تعالى ( تنزل الملائكة والروح فيها ) والملائكة في هذا الموضع المؤمنون الذين يملكون علم آل محمد ( عليه السلام ) والروح روح القدس وهي فاطمة ( عليها السلام ) ( من كل أمر سلام ) يقول : كل أمر سلمه ( حتى مطلع الفجر ) يعني حتى يقوم القائم ( عليه السلام ) .
وللاستاذ العلامة الشيخ حسن زاده الآملي أحد كبار اساتذة الحوزة العلمية بقم بحث لطيف ومفصل حول هذه الرواية نشرته مجلة ( پيام انقلاب رسالة الثورة ) .
( 582 )
عليه وآله وسلم والروح القدس هي فاطمة عليها السلام ( باذن ربهم من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر ) يعني حتى يخرج القائم عليه السلام .
( 583 )
( ومن سورة البينة )

748 ـ 1 ـ قال : حدثنا أبو القاسم العلوي [ قال : حدثنا فرات بن إبراهيم الكوفي ] معنعنا :
عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الخير لعلي بن أبي طالب عليه السلام ما لم يقله لاحد قال : ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية ) [ أنت وشيعتك يا علي خير البرية ] . فعلي والله خير البرية بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
749 ـ 3 ـ فرات قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم العطار [ وجعفر بن محمد الفزاري وأحمد بن الحسن بن صبيح قالوا : حدثنا محمد بن مروان عن عامر السراج قال : حدثني عمرو بن شمر عن جابر . ش ] :
عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم [ ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات . ش ] أولئك هم خير البرية ) أنت وشيعتك يا علي .
750 ـ 5 ـ فرات قال : حدثنا الحسين بن الحكم [ قال : حدثنا سعيد بن عثمان
____________
748 . وبهذا المضمون روايات عديدة قال الحسكاني بعد ذكره عدة أحاديث : ورواه أبو نعيم الفضل عن شداد عن جابر وعن عمرو بن شمر عن جابر جميعا عن أبي جعفر قال قال النبي . وإسرائيل وأبان بن تغلب عن جابر كذلك .
749 . رواه عنه الحاكم الحسكاني في الشواهد .
750 . لم ترد هذه الرواية في الموجود من تفسير الحبري ولم يرد كاملا الا في ( ب ) وفي ( أ ، ر ) جاء ما بعد الآية فقط وذلك ملحقا بحديث جابر الآتي . هذا ورواه عنه الحسكاني في الشواهد . وأخرجه أبو نعيم كما في الخصائص لابن بطريق مع إضافة : ويأتي عدوك غضابا مقمحين . إلا أن فيه عن محمد بن علي وتميم =
( 584 )
قال : حدثنا عمرو بن شمر عن جابر . ش ] .
عن أبي جعفر عليه السلام ان [ ش : عن ] النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : يا [ ش : هيا ] علي ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية ) أنت وشيعتك ترد علي أنت وشيعتك راضين مرضيين .
751 ـ 6 ـ فرات قال : حدثني جعفر بن محمد بن سعيد الاحمسي [ قال : حدثنا الحسن بن الحسين قال : حدثنا شداد الجعفي عن جابر . ش ] :
عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : يا علي الآية التي أنزلها الله [ تعالى . أ ] ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية ) هم أنت وشيعتك يا علي .
752 ـ 7 ـ فرات قال : حدثني جعفر [ بن محمد بن سعيد الاحمسي قال : حدثنا الحسن بن الحسين قال : حدثنا يحيى بن مساور عن إسرائيل عن جابر بن يزيد الجعفي . ش ] :
عن أبي جعفر [ محمد بن علي عليهما السلام . ش ] قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم [ لعلي من الخير ما لم يقله لاحد قال الله ( أ : النبي ) . ن ] [ ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات . ش ] أولئك هم خير البرية ) هم أنت وشيعتك يا علي .
753 ـ 2 ـ فرات بن إبراهيم قال : حدثني سعيد بن الحسن قال : حدثنا الحسن بن عبد الواحد قال : حدثنا يوسف عن خالد عن حفص بن عمر عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس :
____________
= بن حذلم عن ابن عباس . ومثله في شواهد التنزيل .
751 . ورواه عنه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل وفيه : جعفر الاحمسي وقد نقل التالي أولا ثم بعد ذكر حديثين من فرات وهما المتقدمان ذكر هذا الحديث .
752 . رواه الحافظ أبو القاسم الحذاء في الشواهد مع تلخيص ما نبهنا عليه .
753 . رواه عنه الحسكاني في الشواهد وقد اشتبه الامر على الناسخ في ( ب ) فقفز من متن الحديث الاول من هذه السورة إلى متن هذا الحديث بسبب تشابه الآية فلم يرد سند هذا الحديث في ( ب ) لهذا السبب ولم يرد في ( ر ) للتلخيص الذي يعتمده الكاتب وانحصرت ( أ ) والشواهد بنقل هذه الرواية بالكامل لكن في أ : قال : فرات حدثني الحسين بن سعيد معنعنا عن معاذ رض ( إن . . ) . . . وفي ر : قال معاذ بن جبل .
( 585 )
وعن ثور عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل رضي الله عنه ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية ) قالا [ ن : قال ] : أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ما يختلف فيها أحد .
754 ـ فرات قال : حدثني [ ش : ثنا ] أحمد بن عيسى بن هارون [ قال : حدثني علي بن أحمد بن عيسى بن سويد القرشي الباني ! قال : حدثنا سليمان بن محمد البصري ويعرف بابن أبي فاطمة قال : حدثنا جابر بن إسحاق البصري عن أحمد بن محمد بن ربيعة ويعرف بابن عجلان مولى علي بن أبي طالب عن ( عبد الله ) بن لهيعة عن أبي الزبير . ش ] :
عن جابر بن عبد الله الانصاري رضي الله عنه قال : كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذ أقبل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فلما نظر إليه النبي [ صلى الله عليه وآله وسلم . أ ، ب ] قال : قد أتاكم أخي . ثم التفت إلى الكعبة قال : ورب هذه البنية 1 إن هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة . ثم أقبل علينا بوجهه فقال : أما والله انه أولكم أيمانا بالله وأقومكم لامر [ ش : بأمر ] الله وأوفاكم بعهد الله وأقضاكم بحكم الله وأقسمكم بالسوية وأعدلكم في الرعية وأعظمكم عند الله مزية [ ن : منزلة ] .
قال جابر : فأنزل الله تعالى هذه الآية : ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية ) فكان ( 2 ) علي عليه السلام إذا أقبل قال أصحاب محمد [ ن أصحابه ] : قد أتاكم خير البرية بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
755 ـ 10 ـ فرات قال : حدثني عبيد بن كثير معنعنا :
____________
754 . رواه الحسكاني في الشواهد وأضاف : وحدثني أحمد بن عبيد بن سلام حدثنا الحسن بن عبد الواحد عن سليمان . . . به لفظا سواء أنا اختصرته .
وللحديث مصادر وشواهد جمة فقد رواه الطوسي وابن عساكر والحموئي والخوارزمي في الامالي وتاريخ دمشق ح 985 من ترجمة أمير المؤمنين وفرائد السمطين والمناقب . ورواه الحسكاني بأسانيد وبأشكال مختلفة وانظر الباب الثاني من المسترشد في الامامة ورواه عن الطوسى عماد الدين الطبري في بشارة المصطفى ط 1 ص 122 و 192 .
أبو الزبير هو محمد بن مسلم المكي الحافظ الشهير .
1 . كذا في ( ش ) وفي ( ر ) : هذه البيت . أ ، ب : هذا البيت .
2 . كذا في ش . وفي ن : قال جابر وكان علي . =
( 586 )
عن جابر بن عبد الله الانصاري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مرضه الذي قبض فيه لفاطمة [ عليها السلام . ب ، ر ] : بأبي أنت وأمي أرسلي إلى بعلك فادعيه لي . فقالت فاطمة للحسن [ عليه السلام . ب ] : انطلق إلى أبيك فقل يدعوك جدي . قال : فانطلق إليه الحسن فدعاه فأقبل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام حتى دخل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفاطمة عليها السلام عنده وهي تقول : واكرباه لكربك يا أبتاه . فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا كرب لابيك ( 1 ) بعد اليوم يا فاطمة إن النبي لا يشق عليه الجيب ولا يخمش عليه الوجه ولا يدعى عليه بالويل ، ولكن قولي كما قال أبوك على إبراهيم : تدمع العينان وقد يوجع القلب ولا نقول ما يسخط الرب وإنا بك يا إبراهيم لمحزنون ولو عاش إبراهيم لكان نبيا ! ! ! !
ثم قال : يا علي ادن مني فدنا منه فقال : ادخل أذنك في في . ففعل وقال : يا أخي ألم تسمع قول الله في كتابه : ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية ) ؟ قال : بلى يا رسول الله . قال : هو أنت وشيعتك غر محجلون ! شباع مرويين أولم ( 2 ) تسمع قول الله في كتابه : ( إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جنهم خالدين فيها أولئك هم شر البرية ) ؟ قال : بلى يا رسول الله . قال : هم عدوك [ ع : أعداؤك ] وشيعتهم يجيئون يوم القيامة [ مسودة وجوههم . ع ] ظماء مظمئين أشقياء معذبين كفار منافقين ، ذلك لك ولشيعتك ، وهذا لعدوك ولشيعتهم . هكذا روى جابر الانصاري رضي الله عنه !
756 ـ 8 ـ فرات قال : حدثني علي بن محمد الزهري معنعنا :
عن أبي أيوب الانصاري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : لما أسري بي إلى السماء وانتهيت إلى سدرة المنتهى سمعت وهبت منها ريح بقتها ( 1 ) فقلت لجبرئيل عليه السلام : ما هذا ؟ فقال : هذه سدرة المنتهى اشتاقت إلى ابن عمك حين نظرت إليك فسمعت مناديا ينادي من عند ربي : محمد خير الانبياء وأمير المؤمنين علي
____________
755 . وأخرجه محمد بن العباس عن أحمد بن محمد الوراق عن أحمد بن إبراهيم عن الحسن بن أبي عبد الله عن مصعب بن سلام عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام عن جابر بن عبد الله ( رض ) قال . . . ورمزنا له ب : ع .
1 . أ : لا كربك لابيك . ب : لا كرب على أبيك . ومن ( صلى الله ) إلى ( النبي ) سقط من ر .
2 . ب : أفلم . أ : فلم . ع : ألم . والمثبت من ر .
1 . كذا في ب وفي أ : يفقها . ر : تيقها . ر : مناد ينادي . و ( ثم طوبى لهم ) من ب . وفي ر ( ثم طوبى ) فقط .
( 587 )
خير الاولياء [ ب : الاوصياء ] وأهل ولايته خير البرية ( جزاؤهم عند ربهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها أبدا رضي الله ) عن علي وأهل ولايته [ أ : بيته ] هم المخصوصون برحمة الله الملبسون نور الله المقربون إلى الله طوبى لهم ثم طوبى لهم يغبطهم الخلائق يوم القيامة بمنزلتهم عند ربهم .
( 588 )
( 589 )
( ومن سورة الزلزلة )

757 ـ قال : حدثنا أبو القاسم عبد الرحمان بن محمد بن عبد الرحمان العلوي الحسني [ قال : حدثنا فرات بن إبراهيم الكوفي ] معنعنا :
عن عمرو ذي مرة قال : بينا عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام إذا [ ب : إذا ] تحركت الارض فجعل يضربها بيده ثم قال : مالك ؟ فلم تجبه . ثم قال : ما لك فلم تجبه ثم قال : أما والله لو كانت هيه ( 1 ) لحدثتني واني لانا الذي تحدث الارض أخبارها أو رجل مني .
____________
757 . وبهذا المعنى روايات عديدة وعمرو له ترجمة في التهذيب قال البخاري فيه نظر وقال ابن حبان : في حديثه مناكير وقال العجلي : كوفي تابعي ثقة .
1 . ـ أ ، ر : لو كان . ب : لو كانت تقية .
( 590 )
( 591 )
( ومن سورة العاديات )

758 ـ قال [ حدثنا ] أبو القاسم قال : حدثنا فرات بن إبراهيم الكوفي معنعنا :
عن ابن عباس رضي الله عنه قال : دعا النبي صلى الله عليه وآله وسلم أبا بكر إلى غزوة ( 1 ) ذات السلاسل فأعطاه الراية فردها ثم دعا عمر فأعطاه الراية فردها ثم دعا خالد بن الوليد فأعطاه الراية فرجع [ ب : فردها ] فدعا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فأمكنه من الراية فسيرهم معه وأمرهم أن يسمعوا له ويطيعوه .
قال : فانطلق أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام بالعسكر وهم معه حتى انتهى إلى القوم فلم يكن بينه وبينهم إلا جبل . قال : فأمرهم أن ينزلوا في أسفل الجبل فقال لهم : اركبوا دوابكم . فقال خالد بن الوليد : يا أبا بكر وأنت يا عمر ما ترون إلى هذا الغلام أين أنزلنا ؟ ! أنزلنا في واد كثير الحيات كثير الهام ( 2 ) كثير السباع ، نحن منه على احدى ثلاث خصال إما سبع ياكلنا ويأكل دوابنا وإما حيات تعقرنا وتعقر دوابنا وإما يعلم بنا عدونا فيقتلنا ، قوموا بنا إليه .
قال : فجاؤوا إلى علي وقالوا : يا على أنزلتنا في واد كثير السباع كثير الهام كثير الحيات نحن منه على احدى ثلاث خصال : إما سبع يأكلنا ويأكل دوابنا أو حيات تعقرنا وتعقر دوابنا أو يعلم عدونا فيلينا [ ب : فيأتينا ] فيقتلنا . قال : فقال لهم علي : أليس قد أمركم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن تسمعوا لي وتطيعوني ( 3 ) ؟ قالوا : بلى قال : فانزلوا .
____________
1 . ر : غزو .
2 . ب : الهوام . ومثله في المورد الثاني .
3 . ر : وتطيعوا . ومثله في المورد الثاني .
( 592 )
[ قال ] : فرجعوا فأبت [ ر : وأبت ] تحملهم الارض فاستفزهم خالد بن الوليد قال : قوموا بنا إليه . قال : فجاؤوا إليه فردوا عليه ذلك الكلام فقال : أليس قد أمركم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن تسمعوا لي وتطيعوني ؟ قالوا : بلى . قال : فارجعوا . [ قال : فرجعوا ] قال : فأبوا أن ينقادوا واستفزهم خالد [ بن الوليد . أ ] ثالثة فقالوا له مثل ذلك الكلام فقال لهم : أليس قد أمركم رسول الله صلى الله عليه وآله أن تسمعوا لي وتطيعوا [ أمري . ر ] ؟ قالوا : بلى . قال : فانزلوا بارك الله فيكم ليس عليكم بأس . قال : فنزلوا وهم مرعوبين . ( 1 )
قال : وما زال علي [ عليه السلام . ب ] ليلته قائما يصلي حتى إذا كان في السحر قال لهم : اركبوا بارك الله فيكم . قال : فركبوا واطلع الجبل حتى إذا انحدر على القوم وأشرف [ ر : فأشرف ] عليهم قال لهم : انزعوا أكمة دوابكم قال : فشمت الخيل ريح الاناث قال : فصهلت يسمع [ ب : فسمع ] الخيل صهيل خيلهم [ أ : خيولهم ] فولوا هاربين . قال : فقتل مقاتلهم [ ب . مقاتليهم ] وسبى ذراريهم .
قال : فهبط جبرئيل عليه السلام على رسول الله [ أ ، ب : النبي ] صلى الله عليه وآله وسلم فقال : يا محمد ( والعاديات ضبحا فالموريات قدحا فالمغيرات صبحا فأثرن به نقعا فوسطن به جمعا ) [ لآية . أ ، ب ] قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تخالط القوم ورب الكعبة . قال : وجاءه البشارة .
759 ـ فرات قال : حدثني الحسين بن سعيد وجعفر بن محمد الفزاري معنعنا :
عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه وغيره ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم أقرع بين أهل الصفة فبعث منهم ثمانين رجلا ومن غيرهم إلى بني سليم وولي عليهم وانهزموا مرة بعد مرة فلبث بذلك أياما يدعو عليهم . قال : ثم دعا بلالا فقال له : ائتني ببردي النجراني وقبائي الخطية فأتاه بهما فدعا عليا ( 2 ) وبعثه في جيش إليهم وقال : لقد وجهته كرارا غير فرار . قال : فسار علي ( 3 ) وخرج معه النبي صلى الله عليه وآله وسلم يشيعه فكأني أنظر إليه
____________
1 . أ : مرعوبون .
759 . وأخرج نحوه محمد بن العباس بسنده عن أبي جعفر عليه السلام . في أ ، ب : الغفاري وغيره ( أ : وغيرهم ) رضي الله عنهم .
2 . في ( ر ) زيادة : فقعد عليا .
3 . ر : فسرع عليا .
( 593 )
[ ر : إليهم ] عند مسجد الاحزاب وعلي على فرس أشقر وهو يوصيه ثم ودعه ( 1 ) النبي صلى الله عليه وآله وسلم وانصرف .
قال : وسار علي فيمن معه متوجها نحو العراق وظنوا أنه يريد بهم غير ذلك الوجه حتى أتاهم ( 2 ) الوادي ثم جعل يسير الليل ويكمن النهار فلما دنا من القوم أمر أصحابه فعلموا الخيل وأوقفهم ( 3 ) وقال [ أ ، ب : فقال ] : لا تبرحوا إذا نبذ ( 4 ) بامامهم فرام بعض أصحابه الخلاف وأبى بعض حتى إذا طلع الفجر أغار عليهم علي فمنحه الله أكتافهم وأظهره عليهم ، فأنزل الله على نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم الآية : ( والعاديات ضبحا ) .
[ قال . أ ] : فخرج النبي لصلاة الفجر وهو يقول : ضبح والله جمع القوم ثم صلى بالمسلمين فقرء : ( والعاديات ضبحا ) قال : فقتل منهم ماءة وعشرين رجلا وكان رئيس القوم الحارث بن بشر وسبى منهم ماءة وعشرين ناهدا . وعلى سيدي السلام ! .
760 ـ فرات قال : حدثني علي بن محمد بن علي بن عمر الزهري معنعنا :
عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال : بينما نحن أجمع ما كنا ( 5 ) حول النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما خلا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فانه كان في منبر في الحار [ خ : بالجار ] إذ أقبل أعرابي بدوي ( 6 ) يتخطا صفوف المهاجرين والانصار حتى جثى بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يقول : السلام عليك [ يا رسول الله . ر ] فداك أبي وأمي يا رسول الله . فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : وعليك السلام من أنت يا أعرابي ؟ قال : رجل من بني لجيم يا رسول الله . فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ماوراك يا أخالجيم ؟ قال : يا رسول الله خلفت خثعما وقد تهيؤا وعبؤا كتائبهم وخلفت الرايات تخفق فوق رؤوسهم يقدمهم الحارث بن مكيدة الخثعمي في خمسماءة من رجال خثعم يتألون باللات والعزى أن لا يرجعوا حتى يردوا المدينة فيقتلونك ومن معك يا رسول الله .
____________
1 . أ ، ب : روحه . خ ( خ ل ) : ودعه . ر : ورحه .
2 . ر : فم الوادي . ومثله في رواية محمد بن العباس .
3 . خ : فعكموا . ب : قفلوا . أ : فعلوا الجبل . ب ، ر : وأقفوهم .
4 . ر : اوانبذ . خ ( خ ل ) : وانتبذ .
5 . كذا في ( أ ) وفي ب : بينا . وفي أ ، ر : أجمع كنا .
6 . ر : يدري .
( 594 )
قال : فدمعت عينا النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى أبكى جميع أصحابه ثم قال : معاشر الناس سمعتم مقالة الاعرابي ؟ قالوا : كل قد سمعنا يا رسول الله . قال : فمن منكم يخرج إلى هاؤلاء القوم قبل أن يطؤنا في ديارنا وحريمنا لعل الله يفتح على يديه وأضمن له على الله الجنة ؟ قال : فوالله ما قال أحدنا [ ب : أنا ] يا رسول الله .
قال : فقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم على قدميه وهو يقول : معاشر أصحابي هل سمعتم مقالة الاعرابي ؟ قالوا : كل قد سمعنا يا رسول الله . قال : فمن منكم يخرج إليهم قبل أن يطؤنا في ديارنا وحريمنا لعل الله يفتح على يديه وأضمن له على الله اثنى عشر قصرا في الجنة ؟ قال : فوالله ما قال أحدنا [ ب : أنا ] يا رسول الله .
قال : فبينما النبي [ صلى الله عليه وآله وسلم . أ ] واقف إذ أقبل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فلما نظر إلى النبي [ وهو . أ ] واقف ودموعه تنحدر كأنها جمان انقطع سلكه ( 1 ) على خديه لم يتمالك أن رمى [ أ : يرمى ] بنفسه عن بعيره إلى الارض ثم أقبل يسعى نحو النبي صلى الله عليه وآله وسلم يمسح بردائه الدموع عن وجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يقول : ما الذي أبكاك لا أبكى الله عينيك يا حبيب الله هل نزل في أمتك شئ من السماء ؟ قال : يا علي ما نزل فيهم إلا خير ولكن هذا الاعرابي حدثني عن رجال خثعم بأنهم قد عبؤا كتائبهم وخفقت الرايات فوق رؤوسهم ، يكذبون قولي ويزعمون بأنهم لا يعرفون ربي يقدمهم الحارث بن مكيدة الخثعمي في خمسماءة من رجال خثعم يتألون باللات والعزى لا يرجعون حتى يردوا المدينة فيقتلوني ومن معي واني قلت لاصحابي : من منكم يخرج إلا هؤلاء القوم من قبل أن يطؤنا في ديارنا وحريمنا لعل الله أن يفتح على يديه وأضمن له على الله اثنى عشر قصرا في الجنة .
فقال علي عليه السلام : فداك أبي وأمي يا رسول الله صف لي هذه القصور ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : يا علي بناء هذه القصور لبنة من ذهب ولبنة من فضة ملاطها المسك الاذفر والعنبر ، حصباؤها [ ب : حصاها ] الدر والياقوت ترابها الزعفران وكثيبها الكافور ، في صحن كل قصر من هذه القصور أربعة أنهار نهر من عسل ونهر من خمر ونهر من لبن ونهر من ماء ، محفوف بالاشجار ، والمرجان على حافتي [ أ ، ب ، ر : حاوى ] كل
____________
1 . الجمان : اللؤلؤ . والسلك الخيط الذي ينظم فيه وفي ب : سالكه . أ : مسالكه . وفي أ : على غدته . ب : غلابه ر : غديه . والمثبت من خ .
( 595 )
نهر من هذه الانهار ، وخلق فيها خيمة من درة بيضاء لا قطع فيها ولا فصل قال لها كوني فكانت ، يرى باطنها من ظاهرها وظاهرها من باطنها ، في كل خيمة سرير مفضض بالياقوت الاحمر ، قوائمه من الزبرجد الاخضر ، على كل سرير حوراء من الحور العين ، على كل حوراء سبعون حلة خضراء وسبعون حلة صفراء ، يرى مخ ساقها خلف عظامها وجلدها وحليها وحللها كما ترى الخمرة ! الصافية في الزجاجة البيضاء ، مكللة بالجوهر ، لكل حوراء سبعون ذوابة كل ذوابة بيد وصيف ، وبيد كل وصيف مجمر [ خ : مجمرة ] تبخر تلك [ ر : بتلك ] الذوابة ، يفوح من ذلك المجمر بخار لا يفوح بنار ولكن بقدرة الجبار .
قال : فقال علي [ عليه السلام . ر ] : فداك أبي وأمي يا رسول الله أنا لهم . فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : يا علي هذا لك و أنت له ، انجد إلى القوم . فجهزه رسول الله [ أ : النبي ] صلى الله عليه وآله وسلم في خمسين وماءة ( 1 ) رجل من الانصار والمهاجرين فقام ابن عباس ! رضي الله عنه وقال : فداك أبي وأمي يا رسول الله تجهز ابن عمي في خمسين و ماءة رجل من العرب إلى خمسماءة رجل وفيهم الحارث بن مكيدة يعد بخمسماءة فارس ؟ ! فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : امط عني يا ابن عباس فوالذي بعثني بالحق لو كانوا على عدد الثرى وعلي وحده لاعطى الله عليا عليهم النصرة ( 2 ) حتى يأتينا بسبيهم أجمعين . فجهزه النبي وهو يقول : إذهب يا حبيبي حفظ الله من تحتك ومن فوقك وعن يمينك وعن شمالك والله خليفتي عليك .
فسار علي بمن معه حتى نزلوا بواد خلف المدينة بثلاثة أميال يقال له : وادي ذي خشب . قال : فوردوا الوادي ليلا فضلوا الطريق قال : فرفع علي رأسه إلى السماء وهو يقول : يا مهدي كل ضال ويا منقذ كل غريق ويا مفرج كل مغموم ، لا تقو علينا ظالما ولا تظفر بنا عدونا واهدنا إلى سبيل الرشاد .
قال : فإذا الخيل تقدح بحوافرها من الحجارة النار حتى عرفوا الطريق فسلكوه فأنزل الله [ تعالى . ر ] على نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم : ( والعاديات ضبحا ) يعني الخيل ( فالموريات قدحا ) قال : قدحت الخيل بحوافرها من الحجارة النار ( فالمغيرات صبحا ) قال :
____________
1 . كذا في ( خ ) وفي أ : خمس مائة . ر : خمسين ماءة . ب : خمسمائة . ومثله في الموارد الآتية . والمثبت أنسب .
2 . كذا في ب . وفي أ : لاعطى عليا عليهم النصر . ر : لاعطى الله عليهم النصر .
( 596 )
صبحهم علي مع طلوع الفجر وكان لا يسبقه أحد إلى الاذان فلما سمع المشركون الاذان قال بعضهم لبعض : ينبغي أن يكون راع في رؤوس هذه الجبال يذكر الله . فلما أن قال : أشهد أن محمدا رسول الله قال بعضهم لبعض : ينبغي أن يكون الراعي من أصحاب الساحر الكذاب وكان علي [ عليه السلام . ر ] لا يقاتل حتى تطلع الشمس وتنزل ملائكة النهار .
قال : فلما أن ترجل النهار التفت علي إلى صاحب راية النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال له : ارفعها . فلما ان رفعها ورآها المشركون عرفوها وقال بعضهم لبعض : هذا عدوكم الذي جئتم تطلبونه ، هذا محمد وأصحابه . قال : قال : فخرج غلام من المشركين من أشدهم بأسا واكثرهم كفرا فنادى أصحاب ( 1 ) النبي [ صلى الله عليه وآله وسلم . أ ، ب ] : يا أصحاب الساحر الكذاب أيكم محمد فليبرز إلي فخرج إليه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وهو يقول : ثكلتك أمك وأنت ( 2 ) الساحر الكذاب ، محمد جاء بالحق من عند الحق . قال له : من أنت ؟ قال : أنا علي بن أبي طالب أخو رسول الله وابن عمه وزوج ابنته . قال : لك هذه المنزلة من محمد ؟ قال له علي : نعم . قال : فأنت ومحمد شرع واحد ما كنت أبالي لقيتك أو لقيت محمدا [ قال . ب ] ثم شد على علي وهو يقول :
لاقيت ليثا يا علي ضيغمــا * قرما كريما في الوغى مشرما ( 3 )
ليثا شديدا من رجلا خثعمـا * ينصــر دينا معلما ومحكمـا
من يلقني يلق غلاما طال ما * كـــاد القروم فأتتـه سلمـا ( 4 )
فأجابه علي عليه السلام وهو يقول :
لاقيت قرما هاشميا ضيغما * ليثا شديدا في الوغى غشمشما
أنا علي سأبيـن خثعمــا * بكل خطي يرى النقع دمــا
وكل صارم ضروب قمما ( 5 )
[ قال . ب ] : ثم حمل كل واحد منهما على صاحبه فاختلف بينهما ضربتان فضربه
____________
1 . أ ، ب : يا أصحاب .
2 . ر : أنت .
3 . ر : مشمرا .
4 . ر : كاد القرن . ب : كاد لقرن . ن : وانتما مسلما . والقرن والقرم بمعنى والقروم بضم القاف جمع القرم .
5 . ر : قرنا . ن : خدشمي . بدل هاشمى . ر : سائر . ب : فسابتر . أ : قشعما . أ ، ب : تضرب فيقما . ر : صار من يتب ضرب فيغما .
( 597 )
علي [ عليه السلام . أ ] ضربة فقتله وعجل الله بروحه إلى النار ، ثم نادى علي : هل من مبارز ؟ فبرز أخ للمقتول وهو يقول :
أقسم باللات والعزى قسم * إنى لدى الحرب صبور ما ارم
من يلقني أذقه أنواع الالم ( 1 )
فأجابه علي عليه السلام وهو يقول :
بالله ربي انني لاقسم * قسم حق ليس فيه مأثم
انكم من شرنا لن تسلموا ( 2 )
وحمل كل واحد منهما على صاحبه فضربه علي ضربة فقتله وعجل الله بروحه إلى النار ، ثم نادى علي : هل من مبارز ؟ فبرز له الحارث بن مكيدة وكان صاحب الجمع وهو يعد بخمسماءة فارس وهو الذي أنزل الله تعالى فيه : ( إن الانسان لربه لكنود ) قال : كفور ( وإنه على ذلك لشهيد ) قال : شهيد عليه بالكفر ( وإنه لحب الخير لشديد ) قال : أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يعني باتباعه محمدا صلى الله عليه وآله وسلم . قال : فبرز الحارث وهو يحرض ( 3 ) على الله وعلى رسوله وهو يقول :
لانصرن اللات نصرا حقا * بكل عضب وازال الحلقا !
بكل صارم يرى منعقا ! ( 4 )
فأجابه علي عليه السلام وهو يقول :
أذودكم بالله عـن محمـــد * بقلب سيــف قاطع مهند
أرجو بذاك الفوز يوما ارد(5) * على إلهي والشفيع أحمد
ثم حمل كل واحد منهما على صاحبه فضربه علي ضربة قتله وعجل الله بروحه إلى النار ، ثم نادي علي : هل من مبارز ؟ فبرز إليه ابن عم له [ ر : ابن عمه ] يقال له : عمرو بن الفتاك وهو يقول :
____________
1 . ر : يصور ما ارم . أ ، ب : جل الالم . ر : جرا . والمثبت من ط النجف .
2 . أ : ألا أنا بالله أقسم . ر : انا بالله ربي اقسم . ب : عين حق . ب : من بأسنا .
3 . أ ، ر : يحرص .
4 . كذا في ب ، ر . وفي أ : لان اللات . . عضيب . . الخلقا . . ضعقا . وفي ط النجف : إن لنصراللات عندي حقا ، بكل صارم يريكم صعقا وكل خطي يزيل الحلقا .
5 . خ : يوم المورد . أ ، ر : يوم اردا .
( 598 )
إني عمرو ، وأبي الفتاك * ونصل سيف بيدي هتاك
يقطع رأسا لم يزل كذاك ! ( 1 )
فأجابه علي عليه السلام وهو يقول :
فهاكها مترعــة دهــاقـا * كاس دهــاق مزجت زعاقا
إني أنا المرء الذي إن لاقى * أقد هاما وأجذ ساقا ( 2 )
ثم حمل كل واحد منهما على صاحبه فضربه علي ضربة فقتله وعجل الله بروحه إلى النار ، ثم نادى علي : هل من مبارز ؟ فلم يبرز إليه أحد فشد أمير المؤمنين عليه السلام حتى توسط جمعهم فذلك قول الله : ( فوسطن به جمعا ) فقتل علي مقاتلهم [ أ : مقاتليهم ] وسبى ذراريهم وأخذ أموالهم وأقبل بسبيهم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فبلغ ذلك النبي فخرج وجميع أصحابه حتى استقبل عليا على ثلاثة أميال من المدينة وأقبل النبي [ صلى الله عليه وآله وسلم . أ ، ب ] يمسح الغبار عن وجه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام بردائه ويقبل بين عينيه ويبكي وهو يقول : الحمدلله يا علي الذي شد بك أزري وقوى بك ظهري يا علي انني [ أ : فإنني ] سألت الله فيك كما سأل أخي موسى بن عمران [ صلوات الله وسلامه عليه ] ( 3 ) أن يشرك هارون في أمره وقد سألت ربي أن يشد بك أزري .
ثم التفت إلى أصحابه وهو يقول : معاشر أصحابي لا تلوموني في حب [ أ : حبي ] علي بن أبي طالب فانما حبي عليا من أمر الله والله أمرني ان أحب عليا وأدنيه ، يا علي من أحبك فقد أحبني ومن أحبني فقد أحب الله ومن أحبه الله وكان حقيقا [ ب : حقا ] على الله أن يسكن محبيه الجنة ، يا علي من أبغضك فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله ومن أبغض الله أبغضه الله ولعنه ، وكان حقيقا [ ب : حقا ] على الله أن يوقفه يوم القيامة موقف البغضاء ولا يقبل منه صرف ولا عدل ولا إجارة ( 4 ) .
____________
1 . ب : أ : يقال له عمرو بن أبي الفتاك ب : إني عمرو بن أبي . أ ، ر : بيدى نصل سيف . وفي ط النجف : وفي يدي مخذم بتاك أطلب حقي إن أتى العراك . وفي أ ، ر : أقطع به الرؤوس لم أزل كذاك .
2 . ر ، ب : يفاكها . أ : كاش . ب ، أ ، ر : إني امرؤ إذا . أ ، ب : مال آقا . أ : أقد لهام . ر ، ب : اقد الهام . ب ، ر ، أ : وأجد . وفي ط النجف : دونكها . . كأسا سلافا . . يقد . . ويجد .
3 . من ( ر ) وفي أ ( ع ) .
4 . أجار إجارة : أنقذه وأغاثه من العذاب . وفي أ ، ر : ولاجارة . وفي ( ب ) جعله في أول الحديث التالي فصار هكذا : وفى اجازة عبد الله . . .
( 599 )
761 ـ [ فرات قال : حدثني ] عبد الله بن بحر بن طيفور معنعنا :
عن جعفر بن محمد عليهما السلام في قول الله [ تبارك و . أ ] تعالى : ( والعاديات ضبحا ) قال : هذه السورة في أهل وادي ( 1 ) اليابس . قيل : يا ابن رسول الله وما كان حالهم وقصتهم ؟ قال : إن أهل وادي اليابس اجتمعوا اثنى عشر ألف فارس وتعاهدوا وتعاقدوا أن لا يتخلف رجل عن رجل ولا يخذل أحد أحدا ولا يفر رجل عن صاحبه حتى يموتوا كلهم على خلق واحد ويقتلون محمدا وعليا ، فنزل جبرئيل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وآله وسلم فأخبره بقصتهم وما تعاهدوا عليه وتواثقوا [ ر ، ق : وتوافقوا ] وأمره أن يبعث أبا بكر إليهم [ ر : عليهم ] في أربعة آلاف فارس من المهاجرين والانصار فصعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المنبر فحمد الله [ تعالى . ر ] وأثنى عليه ثم قال :
يا معشر المهاجرين والانصار إن جبرئيل عليه السلام أخبرني ان أهل الوادي ! اليابس [ في . ب ] اثنى عشر ألف فارس قد استعدوا وتعاهدوا وتواثقوا [ ر : وتوافقوا ] أن لا يغدر رجل بصاحبه ولا يفر عنه ولا يخذله حتى يقتلوني أو ( 2 ) يقتلون أخي علي [ بن أبي طالب ] وأمرني أن أسير إليهم أبا بكر في أربعة آلاف فارس ، فخذوا في أمركم واستعدوا لعدوكم وانهضوا إليهم على اسم الله وبركته يوم الاثنين إن شاء الله .
فأخذ المسلمون عدتهم وتهيأوا وأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبا بكر بأمر وكان فيما أمره به : ان إذا رآهم أن يعرض عليهم الاسلام فان تابعوه وإلا واقعهم فقتل مقاتليهم وسبى ذراريهم واستباح أموالهم وأخرب ديارهم .
فمضى أبو بكر ومن معه من المهاجرين والانصار في أحسن عدة وأحسن هيئة يسير بهم ( 3 ) سيرا رفيقا حتى انتهوا إلى أهل الوادي اليابس فلما بلغ القوم نزول القوم عليهم ونزول أبي بكر وأصحابه قريبا منهم خرج ( 4 ) إليهم من وادي اليابس ماءتا رجل مدججين في السلاح فلما صاد فوهم قالوا لهم : من أين أقبلتم وأين تريدون ليخرج إلينا صاحبكم حتى نكلمه فخرج إليهم أبو بكر ونفر من المسلمين فقال لهم أبو بكر : انا صاحب رسول الله
____________
1 . ر : الوادي . ومثله في المورد الآتي .
2 . ب : و .
3 . ر : يسيرون ببدء . أ : يسير يبدء .
4 . أ ، ر : نزل القوم عليهم ونزل أبو . . . فخرج .
( 600 )
[ ص . ب ] فقالوا : ما أقدمك علينا ؟ قال : أمرني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن أعرض عليكم الاسلام [ و . ب ] أن تدخلوا فيما دخل فيه المسلمون ولكم مالهم وعليكم ما عليهم وإلا فالحرب بيننا وبينكم . قالوا له : أما واللات والعزى لولا رحم بيننا وبينك و قرابة قريبة لقتلناك وجميع أصحابك حتى يكون [ ب : تكون ] حديثا لمن يأتي بعدكم ارجع أنت [ وأصحابك . أ ، ب ] ومن معك وارغبوا في العافية فانا نريد صاحبكم [ بعينه . أ ، ب ] وأخاه علي بن أبي طالب .
فقال أبو بكر لاصحابه : يا قوم [ إن القوم . ب ] أكثر منا أضعافا وأعد منكم عدة وقد نأت داركم [ ر : دياركم ] عن إخوانكم من المسلمين فارجعوا نعلم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بحال القوم . فقالوا له جميعا : خالفت يا أبا بكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وما أمرت به فاتق الله وواقع القوم ولا تخالف قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . قال : إني أعلم مالا تعلمون والشاهد يرى مالا يرى [ ب : يراه ] الغائب . فانصرف الناس وانصرفوا أجمعين .
فأخبر جبرئيل عليه السلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم بما قال ( ب : بمقالة ) القوم ومارد عليهم أبو بكر فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : يا أبا بكر خالفت [ أمري . ب ] ولم تفعل ما أمرتك [ به . ب ] وكنت لي عاصيا فيما أمرتك . فقام النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) [ وصعد المنبر ] فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : يا معاشر [ ب : معشر ] المسلمين إني أمرت أبا بكر أن يسير إلى أهل وادي اليابس وأن يعرض عليهم الاسلام ويدعوهم إلى الله وإلي فان أجابوا وإلا واقعهم وانه سار إليهم فخرج إليه منهم ماءتا رجل فلما سمع كلامهم وما استقبلوه به انفتح سحره [ ب ، ق : انتفخ صدره ] ودخله الرعب منهم وترك قولي ولم يطع أمري وإن جبرئيل عليه السلام أمرني عن الله [ تبارك و . أ . تعالى . أ ، ب ] أن ابعث عمر مكانه في أصحابه في أربعة آلاف فارس فسر يا عمر باسم الله ولا تعمل ما عمل أبو بكر أخوك فانه قد عصى الله وعصاني . وأمره بما أمر به أبا بكر .
فخرج عمر والمهاجرون والانصار الذين كانوا مع أبي بكر يقصد بهم في مسيره [ ر : سيره ] حتى شارف القوم [ فكان قريبا . أ ، ر ] حيث يراهم ويرونه حتى خرج إليهم ماءتا رجل من [ أهل . ب ] وادى اليابس فقالوا له ولاصحابه مثل مقالتهم لابي بكر فانصرف عنهم وانصرف الناس معه وكاد أن يطير قلبه لما رأى من نجدة القوم وجمعهم ورجع .
فنزل جبرئيل عليه السلام [ على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأخبره . ب ] بما
