صنع عمر وانه قد انصرف وانصرف المسلمون معه فصعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم المنبر فحمد الله [ تعالى . ر ] وأثنى عليه وأخبر [ هم . ب ] بما صنع عمر وما كان منه وانه قد انصرف بالمسلمين معه مخالفا لامري عاصيا لقولي فقام [ ق : فقدم ] إليه عمر .
وأخبره [ بمثل ما أخبره به صاحبه . ب ] فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم : يا عمر قد عصيت الله في عرشه وعصيتني وخالفت أمري وعملت ( 1 ) برأيك ألا قبح الله رأيك وإن جبرئيل عليه السلام أمرني عن الله أن ابعث علي بن أبي طالب عليه السلام في هؤلاء المسلمين وأخبرني ان الله تعالى يفتح عليه وعلى أصحابه . ثم نزل فدعا علي بن أبي طالب عليه السلام فأوصاه بما أوصى به أبا بكر وعمر وأصحابه أربعة آلاف فارس وأخبره أن الله سيفتح عليه وعلى أصحابه .
فخرج علي عليه السلام ومعه المهاجرون والانصار فسار بهم [ سيرا غير . ب ] سير أبي بكر وعمر وذلك أنه أعنف بهم في السير حتى خافوا أن يتقطعوا من التعب وتحفى دوابهم فقال لهم : لا تخافوا فان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمرني بأمر وأنا منته إلى أمره ، وأخبرني أن الله تبارك وتعالى سيفتح علي وعليكم ، ابشروا فانكم غادون إلى خير . فطابت أنفسهم وسكنت قلوبهم فساروا كل ذلك في السير والتعب الشديد حتى باتوا قريبا منهم حيث يراهم ويرونه وأمر أصحابه أن ينزلوا وسمع أهل الوادي اليابس بقدوم علي بن أبي طالب عليه السلام فخرج منهم إليه ماءتا فارس شاكين في السلاح فلما رآهم علي عليه السلام خرج [ ر ، أ : فخرج ] إليهم في نفر من أصحابه فقالوا لهم : من أنتم ومن أين أقبلتم وأين تريدون ؟ قال : أنا أمير المؤمنين ! علي بن أبي طالب ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأخوه ورسوله إليكم أن ندعوكم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وان محمدا ( عبده ورسوله ) [ ر : رسول الله ] ولكم ما للمسلمين وعليكم ما عليهم من الخير والشر .
فقالوا : إياك أردنا وأنت طلبتنا قد سمعنا مقالتك وما أردت [ خ ، ر : عرضت ] ، وهذا الامر [ خ ، ر : أمر ] لا يوافقنا وتبا لك ولاصحابك وخذ حذرك واستعد للحرب ولكنا قاتلوك وقاتلو أصحابك ، والموعد فيما بيننا وبينكم غدا سحرا [ ب : ضحوة ] وقد أعذرنا فيما بيننا وبينكم .
فقال لهم علي عليه السلام : ويلكم تهددوني بكثرتكم وجمعكم ؟ ! ! وأنا أستعين
____________
1 . كذا في ( ب ) وفي أ : وتجليت . ر : وتجلست .
( 602 )

بالله وملائكته وبالمسلمين عليكم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . فانصرفوا إلى مراكزهم [ ر : مراكزكم ] وانصرف علي إلى مركزه .
فلما جنه الليل أمر علي أصحابه أن يحسو دوابهم (1) ويقضمونها و [ ويحبسونها . أ ، ر ] ويسرجونها ، فلما أسفر عمود الصبح صلى بالناس بغلس فمر [ خ : ثم غار ] عليهم بأصحابه فلم يعلموا حتى توطأتهم (2) الخيل فما أدرك آخر أصحابه حتى قتل مقاتليهم وسبى ذراريهم واستباح أموالهم وأخرب ديارهم وأقبل بالاسارى والاموال معه .
ونزل جبرئيل عليه السلام فأخبر النبي [ ب : رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ] بما فتح الله على [ يدي . أ ] أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وجماعة المسلمين فصعد المنبر وحمد الله تعالى وأثنى عليه وأخبر الناس بما فتح الله تعالى على المسلمين وأعلمهم انه لم يصب منهم إلا رجلان .
فخرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم يستقبل عليا وجميع أهل المدينة من المسلمين حتى لقيه على [ ثلاثة . أ ، ب ] أميال من المدينة فلما رآه علي مقبلا نزل عن دابته ونزل النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى التزمه وقبل النبي [ صلى الله عليه وآله وسلم . ب ] بين عينيه ونزل جماعة المسلمين إلى علي حيث نزل النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأقبل بالغنيمة والاسارى وما رزقهم الله تعالى من أهل الوادي [ ب : وادى ] اليابس .
ثم قال جعفر بن محمد عليهما السلام : فما غنم المسلمون مثلها قط إلا أن يكون خيبر فانها مثل خيبر وأنزل الله تعالى في ذلك اليوم : ( والعاديات ضبحا ) يعني بالعاديات الخيل تعدو بالرجال والضبح ضبحا [ خ : ضبحتها . ق : صيحتها ] في أعنتها ولجمها ، ( فالموريات قدحا ) قال : قدحت الخيل ، ( فالمغيرات صبحا ) أخبرك انها أغارت عليها صبحا ، ( فأثرن به نقعا ) يعني بالخيل أثرن بالوادي نقعا ، ( فوسطن به جمعا ) : جمع القوم ، ( إن الانسان لربه لكنود ) قال : لكفور 3 ( وإنه على ذلك لشهيد ) قال : يعنيهما جميعا قد شهدا جمع وادي [ أ : الوادي ] اليابس وتمنيا الحياة ، ( وإنه لحب الخير لشديد ) يعني أمير المؤمنين عليه السلام ، ( أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور إن ربهم بهم يومئذ لخبير ) قال :
____________
1 . ب : يحسنوا . ر ، ب : إلى دوابهم .
2 . خ : وطأتهم . أ : توطأهم . ر : توطنهم .
3 . ر : أي هو الكفور . ا ، ب : وهو الكفور . والمثبت من خ .

( 603 )

نزلت هاتان الآيتان فيهما خاصة كانا يضمران ضمير السوء ويعملان به فأخبر الله تعالى خبرهما . فهذه قصة أهل وادي [ ر : الوادي ] اليابس وتفسير السورة .



( 604 )



( 605 )

( ومن سورة ألهاكم ) (1)

ثم لتسألن يومئذ عن النعيم ( 8 )

762 ـ قال [ حدثنا ] أبو القاسم العلوي قال : حدثنا فرات بن إبراهيم الكوفي [ قال : حدثني علي بن العباس قال : حدثنا الحسن بن محمد المزني قال : حدثنا الحسن بن الحسين . ش ] :
عن أبي حفص الصائغ قال : سمعت جعفر بن محمد عليهما السلام يقول : في قول الله تعالى : ( ثم لتسألن يومئذ عن النعيم ) قال : نحن من النعيم الذي ذكر الله ثم قال ( قرء ) جعفر : ( وإذ تقول للذي أنعم الله وأنعمت عليه ) [ 37 / أحزاب ] .
763 ـ فرات قال : حدثني محمد بن الحسن معنعنا :
عن حنان بن سدير قال : حدثني أبي قال : كنت عند جعفر بن محمد عليهما السلام .
____________
1 . ب : التكاثر .
762 . ورواه عنه الحسكاني في الشواهد بعد روايته مثله عن السبيعي عن علي بن العباس المقانعي عن جعفر بن محمد بن الحسين عن حسن بن حسين .
ورواه الشيخ الطوسي في أماليه بسنده إلى ابن عقدة عن جعفر بن علي بن نجيح عن حسن بن حسين .
ورواه محمد بن العباس عن احمد بن محمد الوراق عن جعفر بن علي .
وبهذا المعنى روايات عديدة .
في أ : عن ابي عبد الله جعفر الصادق قال سمعت جعفر يقول في قوله تعالى . وفي ب : قال سمعت أبا جعفر يقول في قوله تعالى . والمثبت من ر ، ش .
وفي المخطوطة اليمنية من الشواهد الحسن بن أحمد المزني .
أبو حفص عمر بن راشد عده الشيخ في رجاله من أصحاب الصادق عليه السلام . =

( 606 )

فقدم إلينا طعاما ما أكلت طعاما ( 1 ) مثله قط فقال لي : يا سدير كيف رأيت طعامنا هذا ؟ قلت : بأبي أنت وأمي يا ابن رسول الله ما أكلت مثله قط ولا أظن آكل أبدا مثله . ثم إن عيني تغرغرت فبكيت فقال : ياسدير ما يبكيك ؟ قلت : يا ابن رسول الله ذكرت آية في كتاب الله [ تعالى . أ ] قال : وما هي ؟ قلت : قول الله في كتابه : ( ثم لتسألن يومئذ عن النعيم ) فخفت أن يكون هذا الطعام [ من النعيم ] الذي يسألنا الله عنه . فضحك حتى بدت نواجذه ثم قال : يا سدير لا تسأل عن طعام طيب ولا ثوب لين ولا رائحة طيبة ، بل لنا خلق وله خلقنا ولنعمل فيه بالطاعة . قلت له : بأبي أنت وأمي يا ابن رسول الله فما النعيم ؟ قال : حب علي وعترته يسألهم الله يوم القيامة : كيف كان شكركم لي حين أنعمت عليكم بحب علي وعترته .
764 ـ فرات قال : حدثني علي بن محمد بن مخلد الجعفي [ قال : حدثنا إبراهيم بن سليمان قال : حدثنا عبيد بن عبد الرحمان التيمي ] :
عن أبي حفص الصائغ قال : قال عبد الله بن الحسن : يا أبا حفص ( ثم لتسألن يومئذ عن النعيم ) قال : [ عن ] ولايتنا والله يا أبا حفص .
____________
763 . الكافي : عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن أبي سعيد عن أبي حمزة عنه . . . نحوه في المعنى .
وروى الكليني أيضا نحوه عن الباقر عليه السلام .
1 . لعل هذا هو الصواب وفي أ ، ب ، ر : فأكلت طعاما ما أكلت مثله . وفي ر : ما أكلت طعاما مثله . والظاهر انه اشتبه على الناسخ .
764 . رواه عنه الحسكاني في الشواهد وما بين المعقوفين منه .

( 607 )

ومن سورة العصر

765 ـ قال : حدثنا أبو القاسم العلوي قال : حدثنا فرات معنعنا :
عن أبي عبد الله [ الصادق . أ ] عليه السلام في قوله ] ر : قول الله ] تعالى : ( إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ) قال : استثنى الله تعالى أهل صفوته من خلقه حيث قال : ( إن الانسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ) أدوا الفرائض ( وتواصوا بالحق ) الولاية وأوصوا ذراريهم ومن خلفوا بالولاية وبالصبر عليها .

____________
765 . ورواه محمد بن العباس عن محمد بن القاسم بن سلمة عن جعفر بن عبد الله المحمدي عن أبي صالح الحسن بن إسماعيل عن عمران بن عبد الله المشرقاني عن عبد الله بن عبيد عن محمد بن علي عن أبي عبد الله في قوله عزوجل ( إلا الذين . . . ) قال : استثنى الله سبحانه أهل صفوته من خلقه حيث قال : ( إن الانسان . . . آمنوا ) بولاية أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) ( وعملوا الصالحات ) أي ادوا الفرائض ( وتواصوا بالحق ) أي بالولاية ( وتواصوا بالصبر ) أي وصوا ذراريهم ومن خلفوا من بعدهم بها وبالصبر عليها .
ورواه القمي عن محمد بن جعفر عن يحيى بن زكريا عن علي بن حسان عن عبد الرحمان بن كثير عن ابي عبد الله . . . مثله تقريبا .
أ ، ب : صدق الله العظيم . لنهاية الحديث والسورة .

( 608 )



( 609 )

ومن سورة الكوثر

766 ـ قال : حدثنا أبو القاسم العلوي قال : حدثنا فرات قال : حدثني عبيد بن كثير معنعنا :
عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام قال : لما أنزل الله تعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم : ( إنا أعطيناك الكوثر ) قال له أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام : يا رسول الله لقد شرف الله هذا النهر وكرمه فانعته لنا ؟ قال : نعم يا علي الكوثر نهر يجري من تحت عرش الله ، ماؤه أبيض من اللبن وأحلى من العسل وألين من الزبد ، حصاه [ ر : حصباؤه ] الدر والياقوت والمرجان ، ترابه المسك الاذفر وحشيشه الزعفران ، سنخ قوائمه عرش رب العالمين ، ثمره كأمثال القلال من الزبرجد الاخضر والياقوت الاحمر والدر الابيض [ ر ، ا : ودر أبيض ] يستبين ظاهره من باطنه وباطنه من ظاهره . فبكى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه ثم ضرب بيده إلى علي بن أبي طالب [ 2 : على جنبي ] فقال : [ أما . 2 ] والله يا علي ما هو لي وحدي وإنما هو لي ولك ولمحبيك من بعدي .
767 ـ فرات قال : حدثني عبيد بن كثير معنعنا :
____________
766 . هذه الرواية تكررت في الكتاب وكانت الاولى في سورة البينة تحت الرقم 9 ورمزنا له ب‍ـ (1) وللثانية ب‍ـ (2) . وشيخ المصنف كان مذكورا في الاولى دون الثانية .
767 . وأخرجه ابن أبي شيبة وأحمد ومسلم وأبو داود والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في سننه عن أنس . . . ختمها قال : هل تدرون ما الكوثر ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : هو نهر أعطانيه ربي في الجنة عليه خير كثير ترده أمتي يوم القيامة آنيته عدد الكواكب يختلج العبد منهم فأقول : يا رب انه من أمتي ؟ ! فيقال : انك لا تدري ما أحدث بعدك .
وأخرج مسلم والبيهقي من وجه آخر بلفظه ثم رفع رأسه فقرأ إلى آخر السورة . الدر المنثور . =

( 610 )

عن المختار بن فلفل قال : سمعت عن أنس يقول : أغفا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اغفاءة فرفع رأسه متبسما فقال لهم وقالوا له : يا رسول الله لم ضحكت ؟ قال [ رسول الله . أ . صلى الله عليه وآله وسلم . أ ، ب ] أنزلت [ أ : أنزل . ب : نزلت ] علي آنفا سورة فقرأها ( بسم الله الرحمن الرحيم إنا أعطيناك . . . ) حتى ختمها .

____________
= المختار . . . المخزومي له ترجمة في التهذيب وثقه جماعة وضعفه بعض .
( 611 )

( ومن سورة الكافرون )

768 ـ قال : حدثنا أبو القاسم الحسني قال : حدثنا فرات بن إبراهيم الكوفي قال : حدثنا محمد بن الحسن بن إبراهيم قال : حدثنا علوان بن محمد قال : حدثنا داود بن أبي داود عن أبيه قال : حدثنا أبو حفص الصائغ :
عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال : لما نزلت على النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( ولولا ان ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا إذا لاذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ) [ 74 / اسراء ] قال : تفسيرها قال قومه تعال حتى نعبد إلهك سنة وتعبد إلهنا سنة . قال : فأنزل الله عليه : ( قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد ) إلى آخر السورة .

____________
768 . وفي القمي رواية نحوها . داود بن أبي داود روى في الكافي عن رجل عن الرضا وعنه أحمد بن أبي عبد الله . ر ، أ : قالوا قومه .
( 612 )



( 613 )

ومن سورة الفتح (1)

769 ـ قال [ حدثنا ] أبو القاسم العلوي قال : حدثنا فرات معنعنا :
عن أنس بن مالك قال : كنا إذا أردنا أن نسأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن شيء أمرنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام أو سلمان الفارسي أو ثابت بن معاذ الانصاري رضي الله عنهما فلما نزلت [ الآية . ر ] ( إذا جاء نصر الله والفتح ) وعلمنا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد نعيت إليه نفسه قلنا لسلمان : سل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من نسند إليه أمرنا و [ ر : أو ] يكون إليه مفزعنا ومن أحب الناس إليه فلقيه فسأله فأعرض عنه ثم سأله فأعرض عنه ـ ثلاث مرات ـ فخشي سلمان أن يكون النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد مقته ووجد في نفسه فلما كان بعد لقيه فقال : يا سلمان يا أبا عبد الله ألا أنبئك عما كنت سألتني ؟ قال : بلى يا رسول الله إني خشيت أن تكون قد مقتني و [ ر : أو ] وجدت في نفسك علي . قال : كلا [ ن : كان ] يا سلمان إن أخي ووزيري وخليفتي في أهلي وخير من أترك بعدي يقضي ديني وينجز موعدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام .
770 ـ فرات قال : حدثني جعفر بن محمد بن سعيد الاحمسي معنعنا :
عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى ( إذا جاء نصر الله والفتح ) يقول : على
____________
1 . ب : النصر .
769 . أخرجه الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق ح 155 من ترجمة أمير المؤمنين ، وأخرج الشطر الاخير الخطيب في المؤتلف وابن حبان في الضعفاء في ترجمة مطر بن ميمون وابن عساكر بأسانيد ح 156 وتواليه .

( 614 )

الاعداء من قريش وغيرهم والفتح فتح مكة ( ورأيت الناس ) يقول الاحياء ( يدخلون في دين الله أفواجا ) يقول : جماعات وقبل ذلك إنما كان يدخل الواحد بعد الواحد فقيل إذا رأيت الاحياء تدخل جماعات في الدين فانك ميت ، نعيت إليه نفسه ( فسبح بحمد ربك ) يقول : فصل بأمر بك ( واستغفره إنه كان توابا ) يقول : متجاوزا .
771 ـ فرات قال : حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين الدوسي الرقي معنعنا : عن ابن عباس رضي الله عنه قال : لما نزلت هذه السورة دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاطمة عليها السلام فقال : إنه قد نعيت إلى نفسي فبكت فقال : لا تبكين فانك أول أهلي لحاقا [ أ : لحوقا ] بي فضحكت .
772 ـ فرات قال : حدثني علي بن محمد بن إسماعيل الخزاز الهمداني معنعنا :
عن زيد ! ـ قال ـ رجل كان قد أدرك ستة أو سبعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم قالوا ! : لما نزل : ( إذا جاء نصرالله والفتح ) قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : يا علي يا فاطمة [ بنت محمد . أ ، ب ] ( قد جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا ) فسبحان ربي وبحمده واستغفر ربي ( إنه كان توابا ) .
يا علي إن الله قضى الجهاد على المؤمنين في الفتنة من بعدي فقال علي بن أبي
____________
771 . الدر المنثور : وأخرج أحمد والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال : لما نزلت ( إذا جاء . . ) دعا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فاطمة فقال : انه قد نعيت إلي نفسي .
أ : الدوبي . ر : البرقي ( ظ ) .
772 . ورواه الشيخ الطوسي والمفيد في الامالي بوجه أحسن وأكثر تفصيلا بسندهما إلى محمد بن عمر بن علي عن أبيه عن جده .
وأخرجه الطبراني عن ابن عباس مع بعض المغايرات وخاصة في الذيل .
وأخرجه أبو جعفر الكوفي في المناقب عن أبي أحمد عن عبد الله بن محمد عن عبد الله بن الصباح بن ضمرة عن مطرف بن مازن عن إبراهيم بن أبي يحيى عن عمرو بن عبيد عن حفص بن سالم البصري عن شيخ قد أدرك سبعة أو ستة من أصحاب النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : لما نزل رسول الله من حنين ( ظ ) نزلت عليه ( إذا . . . توابا ) قال : يا علي بن أبي طالب ويا فاطمة بنت محمد قد جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس . . . توابا . يا علي لك الله [ ظ ] قضى الجهاد على المؤمنين .
وأخرجه ابن مردويه عن ابن عباس مع الاقتصار على الشطر الاول كما في الدر المنثور .
ن : الفئة من بعدي . أ : البشرى قال علي أعد يوم القيامة خصومتك . ب ، ر : البشرى يوم القيامة قال علي أعد خصومتك .

( 615 )

طالب : يا رسول الله وكيف نجاهد المؤمنين الذين يقولون في فتنتهم آمنا ؟ قال : يجاهدون على الاحداث في الدين إذا عملوا بالرأي في الدين ولا رأي في الدين إنما الدين من الرب أمره ونهيه .
قال أمير المؤمنين عليه السلام : يا رسول الله أرأيت إذا نزل بنا أمر ليس فيه كتاب ولا سنة منك ما نعمل فيه ؟ قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : اجعلوه شورى بين المؤمنين ولا تقصرونه بأمر خاصة .
قال أمير المؤمنين : يا رسول الله انك قد قلت لي ـ حين خزلت عني الشهادة واستشهد من استشهد من المؤمنين يوم أحد ـ : الشهادة من ورائك ؟ قال [ ب : فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . أ ، ب ] : فكيف صبرك إذا خضبت هذه من هذا ؟ ووضع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يده على رأسه ولحيته [ ثم . ر ] قال علي : يا رسول الله ليس حينئذ هو من مواطن الصبر ولكن من مواطن البشرى قال علي ! أعد خصومتك فانك مخاصم قومك يوم القيامة .


( 616 )



( 617 )

( ومن سورة الاخلاص )

773 ـ قال [ حدثنا ] أبو القاسم قال : حدثنا فرات قال : حدثنا إبراهيم بن بنان قال : حدثنا أحمد بن زفر العنبري قال : حدثنا علي بن عبد المجيد [ ب : الحميد ] المفسر الواسطي قال : حدثنا حمزة بن بهرام عن حماد عن مقاتل عن الضحاك بن مزاحم .
عن ابن عباس رضي الله عنه قال : إن قريشا سألوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم منهم جبير بن مطعم وأبو جهل بن هشام ورؤوسا [ خ ل : ورؤساء ] من قريش : يا محمد أخبرنا عن ربك من أي شيء هو ؟ من خشب أم من نحاس أم من حديد ؟ !
وقالت اليهود : إنه قد انزل نعته في التوراة فأخبرنا عنه ؟ فأنزل الله [ تعالى إلى نبيه صلى الله عليه وآله وسلم . ر ] ( قل هو الله أحد الله الصمد ) يعني الصمد الذي لا جوف له . وقال بعضهم : الصمد السيد الذي يسند إليه الاشياء ( لم يلد ولم يولد ) قال : وذلك ان المشركين قالوا : الملائكة بنات الله وقالت اليهود : عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله فأنزل الله ( لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ) [ يعني . ر . ب : أي ] لا مثل له في الالهية ولا ضد له ولاند له ولا شبه له ولا شريك له لا إله إلا الله .
قال أبو جعفر ! عليه السلام : هي مكية كلها نزلت [ ر : فنزلت . ب : فنزل ] .
____________
773 . وفي تفسير القمي والدر المنثور شواهد لهذا الحديث .
حمزة بن بهرام البلخي العامري ذكره ابن حبان في الثقات وقال : يروي المقاطيع .
وفي ن : حماد بن مقاتل والتصويب منا وحماد هو ابن قيراط ظاهرا المترجم في التهذيب ومقاتل هو ابن سليمان مترجم في التهذيب ضعفه الكثير ووثقه آخرون .

( 618 )



( 619 )

( ومن سورة الفلق )

774 ـ قال أبو الخير [ مقداد بن علي ] حدثنا أبو القاسم عبد الرحمان بن محمد بن عبد الرحمان العلوي الحسني قال : حدثنا فرات بن إبراهيم الكوفي قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن عمرو [ ب : عمر ] الخراز ( الخزاز ) قال : حدثنا إبراهيم ـ يعني ابن محمد بن ميمون ـ عن عيسى يعني ابن محمد عن [ أبيه عن ] جده :
عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال : سحر لبيد بن أعصم اليهودي وأم عبد الله اليهودية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في عقد من قز أحمر وأخضر وأصفر فعقدوه له في إحدى عشر عقدة ثم جعلوه في جف من طلع ـ قال : يعني قشور اللوز [ ر : الكف ! ] ـ ثم أدخلوه في بئر بواد [ أ : وادى ] في المدينة [ أ : بالمدينة ] في مراقي البئر تحت راعوفة ـ يعني الحجر الخارج ـ فأقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثا لا يأكل ولا يشرب ولا يسمع ولا يبصر ولا يأتي النساء !!! فنزل عليه جبرئيل عليه السلام ونزل معه بالمعوذتين [ ن : بالمعوذات ] فقال له : يا محمد ما شأنك ؟ قال : ما أدري أنا بالحال الذي ترى ! فقال : إن [ ر : قال : فان ] أم عبد الله ولبيد بن أعصم سحراك ، وأخبره بالسحر [ و ] حيث هو . ثم قرء جبرئيل عليه السلام : ( بسم الله الرحمن الرحيم قل اعوذ برب الفلق ) فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذلك فانحلت عقدة ثم لم يزل يقرء آية ويقرء النبي
____________
774 . وللحديث شواهد كثيرة في الدر المنثور وقد قال أمين الاسلام الطبرسي بعد نقله القصة ما ملخصه : وهذا لا يجوز لانه من وصف بأنه مسحور فكأنه قد خبل عقله و ( قد ) أبى الله سبحانه ذلك .
ابراهيم بن محمد بن ميمون من أجلاد الشيعة كما في لسان الميزان .
وعيسى هو ابن عبد الله بن محمد العلوي العمري ظاهرا .

( 620 )

صلى الله عليه وآله وسلم وتنحل عقدة حتى أقرأها عليه إحدى عشر آية وانحلت إحدى عشر عقدة وجلس النبي ودخل أمير المؤمنين عليه السلام فأخبره بما جاء به [ ر : أخبره ] جبرئيل [ به . ر ] وقال [ له . ب ] : انطلق فأتني بالسحر فخرج علي فجاء به فأمر به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فنقض ثم تفل [ أ : ثقل ] عليه وأرسل إلى لبيد بن أعصم وأم عبد الله اليهودية فقال : ما دعاكم إلى ما صنعتم ؟ ! ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على لبيد وقال : لا أخرجك الله من الدنيا سالما قال : وكان موسرا كثير المال فمر به غلام يسعى في أذنه قرط قيمته دينار فجاذبه فخرم أذن الصبي فأخذ وقطعت يده فمات من وقته [ ب ، ر : وقتها ] .



( 621 )

( ومن سورة الناس )

775 ـ قال : حدثنا أبو الخير المقداد بن علي الحجازي المدني قال : حدثنا أبو القاسم عبد الرحمان بن محمد بن عبد الرحمان العلوي الحسني قال : حدثنا فرات بن إبراهيم الكوفي قال : حدثني [ ب : ثنا ] جعفر بن محمد بن سعيد الاحمسي قال : حدثنا محمد بن مروان ! عن الكلبي عن أبي صالح :
عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى ( قل أعوذ برب الناس ) يقول : يا محمد قل أعوذ برب الناس ( يعني بخالق ) [ ر ، أ : فخالق ] الناس ( ملك الناس إله الناس ) لا شريك له ومعه ( من شر الوسواس ) يعني الشيطان ( الخناس ) يقول : يوسوس على قلب ابن آدم فإذا ذكر [ أ : ركن ] ابن آدم الله [ أ : لله ] خنس من [ أ : في ] قلبه فذهب ثم قال ( الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس ) يدخلون في صور الجن فيوسوسون [ أ ، ر : فيوسوس ] على قلبه كما يوسوس على قلب ابن آدم ويدخل من الجني كما يدخل من الانسي وهاتان السورتان نزلتا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين سحر وأمر أن يتعوذ بهما .

* * *

____________
775 . وفي الدر المنثور وتفسير ابن عباس ما يقارب هذا المعنى وفي السند سقط بين .
وقد أكملت تبييض الكتاب بتوفيق الله ومنه في يوم الاحد 6 / ذي الحجة / 1407 ه‍ ق المصادف ل‍ 4 / 5 / 1366 ه‍ ش المقارن ليوم الحداد العام بمناسبة المذبحة الكبرى التي قام بها الحكام المجرمون في مكة المكرمة بحق ضيوف بيت الله الحرام والتي سقط إثرها آلاف القتلى والجرحى من الحجاج الايرانيين والافغانيين والباكستانيين واللبنانيين والحجازيين بأمر من امريكا الشيطان الاكبر ليتلافى بذلك هزيمته النكراء في مختلف الاصعدة أمام الثورة الاسلامية المباركة .

( 622 )

صدق الله العلي العظيم وصدق رسوله النبي الكريم ونحن على ذلك من الشاهدين ولالاء ربنا حامدين والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد خير خلقه

وآله وأهل بيته وعترته وذريته أجمعين