سياسة مثلى في حسن التأتي ، وقيادة عليا في المجابهة والتحدي ، وزعامة متأصلة في الأخذ والرّد سلباً و إيجاباً ، في كل ذالك سيل من الوعيد تازة ، وصدام في الاحتجاج تازة أخرى ، تطيّيب للخواطر حيناً ، وإغراء بالوعود حيناً اخر ، يرخى الحبل فيجذب جذباً رفقياً تارة وعنيفاً تارة ، ويتراخى الامر فيشدّ إحكماماً؛ وإبراماً ، حتى انتهى ذلك إلى بيعة أبي بكر فلتةً وقى الله المسلمين شرهاعلى حد تعبيرعمر.
ولم يمنع حزن أمهات المؤمنين ـ والنبي بعد لمّا يقبرـ من إلانضمام لهذا الفريق ، فقد عملت له عائشه جهاراً ، وقد باركته حفضة إعلاناً و إسراراً ، ولاذ من لاذ بالصمت .
ولم يكن الانصار بمناى عن هذا التخطيط ، ولا بغفلة عن هذا الترّبص ،وذالك أبان حدوثه و قبل ان ينتهي إلى نتيجة ، بل تناهى إلى سمعهم نية القوم بإبعاد الأمر عن أهل البيت ، وأدركوا أن الأمر لمن غلب أذن ، فاذا لم يكن عليٌّ له فلا باس أن يكون لزعيم من زعماء الانصار ، وهم الذين آووا وحاموا ونصروا...... فاجتمعوا الي رئيسهم سعد بن عبادة من الخزرج في سقيفة بني ساعدة للتداول في أمر الخلافة ، وكان سعد مرشح الأنصار لها ، أو هكذا أريد له أن يكون مع مرضه ، ولم يكن الأفق ناصعاً ، ولا الموقف متسقاً ، وعليهما ضباب من الشبهات ، واتصل الخبر بالمهاجرين ، فطفق الزعماء الثلاثة إلى السقيفة : عمر يهدر ويزمجر ،وأبو بكر يتلاين ويخطط ، وأبو عبيدة يحلل ويراقب .فجأ الزعماء الأنصار في عقر دارهم ، وهمّ عمر بالثورة عليهم والعصف بهم ،فسبقه أبو بكر بالخطاب الهادى ء ، يجرد به الأنصار من إهابهم الفضفاض شيئاً فشيئاً ،حتى يجردّهم منه ، ويطوّح باحلامهم طيفاً فطيفاً حتى جعله غصة في حلوقهم ، ويخفف من
92
غلوائهم جزءاً فجزءاً حتى أعادهم من سواء الناس ، ويهدم بناءهم لبنة فلبنة حتى ساوى به الأرض ، وكان ذلك على مراحل دقيقة الحساب.
في المرحلة الأولى أبان اسبقية المهاجرين فقال :
« ايها الناس؛ لقد خصّ الله المهاجرين الأولين من قوم رسول الله بتصديقه ، والايمان به ، والصبر معه على شدة أذى قومهم وتكذيبهم ، وكل الناس لهم مخالف ، وعليهم زار ، ولكنهم لم يستو حشوا لقلّه ، وكانوا اول من عبدالله في الارض ، وآمن بالرسول ، هم أولياؤه وعشيرته ، وهم أحق الناس بالامر بعده«
وقاطعه خطيب الأنصار « أما بعد : فنحن أنصار الله وكتيبة الإسلام ،وأنتم يا معشر المهاجرين رهط منا »
فبادره أبو بكر هينّاً لينّاً في مرحلة ثانية « أنتم من لا ينكر فضلهم في الدين ، ولا سابقتهم في الإسلام ، رضيكم الله أنصاراً لدينه ورسوله ، وجعل إليكم هجرته ، وفيكم جلّة أزواجه وأصحابه ، فليس بعد المهاجرين الأولين عندنا بمنزلتكم ، لاتفتاتون بمشورة ، ولاتقضى دونكم الأمور »
اثنى على الانصار إذن ، وأخرّهم عن المهاجرين ، وجعلهم بمثابة المستشارين ، وبمنزلة الثانويين من الأمر ، ولكن سعداً ردّ عليه :
» يامعشر الانصار ، لما أراد لكم ربكم الفضلية ساق إليك الكرامة ، وخصّكم بالنعمة ، فرزقكم إلايمان به وبرسوله ، والمنع له ولأصحابه ، والإعزاز له ولدينه ...... يامعشر الأنصار ، فأستبدوا بهذا الامر دون الناس ، فإنه لكم دون الناس »
93
ولم يتركه أبو بكر ـ في مرحلة ثالثة ـ مسترسلاً بهذا ، وانما عاوده القول ، وجبهه بالرّد ، وألزمه الحجة :
« أيها الناس : ما ذكرتم فيكم من خير فأنتم له أهل ، ولكننا : أول الناس إسلاماً ، وأكرمهم أحساباً ، وأوسطهم داراً ، وإحسنهم وجوهاً ، وأكثرهم ولادة في العرب ، وأمسهم رحماً برسول الله ..... ولن تعرف العرب هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش »
وكأن ابابكر في هذا الردّ يمثل بني هاشم وزعيمهم علياً ، إذ عدّد ما يحتج به الإمام على الأنصار وعلى قريش والمهاجرين معاً ، فقد احتجوا بلغة عليٍّ ، وقد انتصروا بمنطق علي ، لأنه أول الناس إسلاماً ، وأكرمهم أحساباً ، وأعلاهم داراً ، وأصبحهم وجهاً ، وأمسهم برسول الله رحماً .
و مهما يكن من أمر ، فلم يترك الحباب بن المنذر ابا بكر في استرساله ، وإنما بدره متعصباً لقومه :
« يامعشر الانصار إملكو عليكم أمركم ، فإنما الناس في فيئكم وظلالكم ولن يجير مجير على خلافكم، و لن يصدر الناس إلاعن رأيكم ... أنتم أهل العزّ والثروة ، وأولو المنعة والنجدة ، وإنما ينظر الناس ما تصنعون ، فلا تختلفوا فيفسدعليكم رأيكم ، وينتقض أمركم ، أنتم أهل إلايواء واليكم كانت الهجرة ...... وأنتم أصحاب الدار والايمان .... وانتم أعظمم الناس نصيباً في هذا الامر.
وان أبى القوم فمنّا أمير ، ومنهم امير ».
وكان هذا أول الوهن والتنازل كما قال سعد بن عبادة .
.وقطعه عمر : هيهات لا يجتمع سيفان في غمد واحد ، إنه لا
94
ترضى العرب أن تؤمركم ونبيها من غيركم ، و لكن العرب لا تولي هذا الأمر إلا قريشاً ، من ينازعنا سلطان محمد وميراثه ، ونحن أولياؤه وعشيرته إلا مدّلٌ بباطل ، أو متورّط في هلكة .
وكان عمر ـ كأبي بكر من ذي قبل ـ في ردّه هذا يرد أن يشرح بني هاشم للأمر ، فهو يحتج على الأنصار بما يصح أن يحتج به بنو هاشم على قريش .
ولا يدع أبو بكر الفرصة تضيع ، فيعلن في مرحلة أخيرة :
« منا الأمراء ومنكم الوزراء « .
فثار الحباب بن المنذر مرة أخرى وقال : « لا تسمعوا مقالة هذا وأصحابه ، فيذهبوا بنصيبكم من الأمر ، فإن أبوا فأجلوهم عن بلادكم ، وولوا عليكم وعليهم من أردتم ، أما والله إن شئتم لنعيدنها جذعة؛ أنا جذيلها المحكك وغديقها المرجّب ».
فقال عمر: إذن يقتلك الله. قال الحباب: بل ايّاك يقتل. فتفاقم الأمر، و تداركه أبو عبيدة قائلاً:
« يا معشر الأنصار : كنتم أول من نصر و آزار ، فلاتكونوا أول من بدّل وغيّر ».
وكأن النفوس قد هدأت بهذا الخطاب السمح ، فبادرها بشير بن سعد الأنصاري ، وهو من الخزرج ، وكان ينفس على ابن عمه الأمارة : فقال :
ألا أن محمداً من قريش ، وأن قومه أحقُّ به وأولى ، وأيم الله لا يراني الله أنازعهم في هذا الأمر أبداً ».
95
وكان هذا أول النصر للمهاجرين من أنصاري خزرجي يدفعها عن قومه ويضعها في غيره ، وأيده على هذا سيد الأوس أسيد بن خضير ،لعصبية جاهلية حذر معها أن يتم الأمر لسعد فقال : « يا معشر أوس لئن وليتموها سعداً عليكم مرة ،فو الله لا زالت للخزرج بذالك عليكم الفضيلة ».
وهكذا انشعب الأنصار فيما بينهم ، نتيجة الحقد في الصدور ، والجاهلية في تقدير الأمور ، فكان الفوز بالصفقة للاتجاه القائد ،فانتصر الزعماء الثلاثة فيما قدّروا ،فليبرموا الأمر إذن سريعاً ، ونهض أبو بكر يمسك عمر بيد وأبا عبيدة بيد وهو يقول : « أيها الناس ..... هذا عمر ، وهذا أبو عبيدة ، فأيهما شئتم فبايعوا ».
ولكن هذا للمجاملة فقط ، ولئلا يقال إنه راغب في الأمر ، وهو خلاف الإتفاق السري فيما بينهم ، لأن أبا بكر مرحشهم سراً ، فكيف يمكن التخلف عنه علناً ، فبدره عمر بالقول ، « بل ابسط يدك يا أبا بكر .... ».
وسبقه أبو عبيدة : « إنك لأفضل المهاجرين ، وثاني اثنين إذ هما في الغار » . فبايعاه بعد الترشيح الدقيق ، واسرع قبلهما أو بعدهما بالبيعة بشير بن سعد ممثلاً أتباعه الخزرج ، ويدعو أسيد بن خضير أشياعه من الأوس :
« قوموا فبايعوا أبا بكر ... » ويبايع فريق من الأوس .
وأذهلت السرعة الفائقة أذهان معارضة الأنصار ، فقام الحباب بن المنذر الى سيفه ليكون حائلا عن البيعة بالقوة ، فينتزع منه السيف ، وجعل يضرب بثوبه وجوههم وقد فرغوا من البيعة ، فقال: فعلتموها يا
96
معشر الأنصار ، أما والله لكأني بأبنائكم على باب أبنائهم يسألونهم بأكفهم ، ولا يسقون الماء .
وكان الأمر كما قال ، فقد حرم الأنصار حرماناً عجيباً ، فلم يكونوا وزراء كما وعدوا ، ولا مستشارين كما أملّوا ، بل انخرطوا في سواد العرب ، وأسدل الستار على جهادهم وجهودهم .
وامتنع سعد عن البيعة في فريق من قومه ، وطولب بها فقال :
« لا ولله حتى أرميكم بكل سهم في كنانتي ، وأخضب منكم سنان رمحي ، وأضربكم بسيفي ما ملكته يدي ، وأقاتلكم بمن معي من أهلي وعشيرتي » .
فألح عمر على بيعته ، ونصحه بشير بن سعد : أنه قد أبى ولج ، وليس يبايعك حتى يقتل ، وليس بمقتول حتى يقتل ولده وعشيرته، والأوس والخزرج ، فلا تفسدوا على أنفسكم الأمر ، إنما هو رجل واحد ، فتركه عمر الى حين .
وخرج الجمع المبايع من السقيفة ـ وهم في طريقهم الى المسجد النبوي ـ يهتفون لأبي بكر ، لا يمرّون على أحد إلا أخذوا بيده وأمرّوها بيد أبي بكر ، وكان المستجيبون لذلك قلة ، وكان الممتنعون قلّة أيضا ، ومن أبى تناوله عمر بالدّرة ، أو قرّعه أبو عبيدة بالتعنيف ، أو زجره هذا وذاك بالنصيحة ، وكانت الأغلبية العظمى على الحياد بين رهبة ورغبة ، أو سخط ورضا ، وكان الإنكار الصامت حيناً ، والتأييد الصامت حيناً آخر ، وهكذا كان الناس بعد السقيفة بقليل بين مؤيّد ومفند ومحايد ، مؤيّد يهّلل ويكبّر ، ومفنّد ينكر ويستنكر ، ومحايد بين بين لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ، وعامة الناس غيات دون حضور ، أو حضور كالغيّاب .
وكانت طبيعة هذا المناخ أن تفرز مضاعفات عديدة في الأفق السياسي ، فليس الدرب معبداً بالورود كما يقال ، ولا الصفقة هينة لينة ، فهناك بعض الأنصار يهتفون : لا نبايع إلا علياً ، وهناك بعض المهاجرين يمتنعون عن البيعة ، وهناك العباس عم النبي يرشح علياً ، وأبو سفيان يريدها في بني عبد مناف مكيدة أو حمية ، وعليٌّ في نفر من المهاجرين والأنصار لا يبايع ، وهو بعد في شغل عن ذلك بتجهيز الرسول الأغظم ؛ وماذا عسى أن يكون موقفه إذا فرغ من ذلك .
هذه عقبات في الطريق ، وأشواك في مسيرة البيعة المرتجلة ؛ وهي
98
أمور دقيقة الملحظ لم تعزب عن ذهن أبي بكر ، ولم تغرب عن فكر عمر ، ولم تتعد حصافة أبي عبيدة ، ولم يهمهم هذا وذاك ، ولكن هذا الشاخص الماثل علياً ، يشار إليه بالبنان ، فهو وحده العقبة الكأداء ليس غير . ثم هؤلاء جميعاً ما السبيل إلى إقناعهم ، وقد رأوا في البيعة مخالفة للعهد ومجانبة للعقد ، وفي القوم علي عليه السلام ولا يعدل به إلى سواه دون ريب .
وكان العباس أول المتنبهين لخطر هذا الموضوع ، وأول المبادرين الى علي ، فقد لفته بقوله :
« يا ابن أخي ، أمدد يدك أبايعك ، فيقول الناس عمّ رسول الله بايع ابن عم رسول الله ، فلا يختلف عليك اثنان ... »
هذا وجثمان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مسجى بين أهله ، فقال علي عليه السلام :
« لنا برسول الله يا عم شغل » .
وهذا هو الأمثل من علي في تلك اللحظات .
وقيل : إن عليا قال :
« يا عم : وهل يطمع فيها طامع غيري ، قال ستعلم ، فقال : إني لا أحب هذا الأمر من وراء رتاج » .
ولم يكن علي ليغفل عما يجري من مؤامرات ومؤتمرات ، حتى يجيب عمه بهذا ، وإن صح فإنه كان يريد الأمر على ملأ من الناس علنا لا سراً ، جهاراً لا إسراراً ، وبينما هما كذلك وإذا بالناس يزّفون أبا بكر إلى المسجد كما تزّف العروس كما يقول الرواة وتناهت الأنباء إلى أبي سفيان فجاء يشتد إلى بيت الرسول وهو ينادي بملء فيه :
99
بني هاشم لا تطمعوا الناس فيكم فما الأمر إلا فيكم وإليكم
ولا سيّما تيم بن مرة أو عدي وليس لها إلا أبو حسن عليّ
ثم نادى صارخاً : يا بني هاشم ، ويا بني عبد مناف : أرضيتم أن يلي عليكم أبو فصيل ..... أما والله لو شئتم لأملأنها عليهم خليلاً ورجلاً ، فناداه أمير المؤمنين علي : « ارجع يا أبا سفيان فو الله ما تريد الله بما تقول ، وما زلت تكيد الإسلام وأهله ، ونحن مشاغيل برسول الله ، وعلى كل أمرىء ما اكتسب ، وهو ولي ما احتقب ».
و كان هذا الرّد خليقاً بعلي عليه السلام ، فلم يغب عن ذاكرته كيد أبي سيفان للاسلام ، و لم ينس حقده على جماعة المسلمين ، وإنه ما إراد وجه الله بذلك ، وإنما أرادها جاهلية محضة ، ولم يكن علي ليخدع بهذا الطراز الخاص من الناس ، من اصحاب الكيد والمطامع ، وزعماء العصبية والانتهازية ، فجبهه بهذا ، ولكن أبا سفيان يستعيد قواه ، ويلتقط أنفاسه ليقول :
« يا أبا الحسن : هذا محمد قد مضى إلى ربه ، وهذا تراثه لم يخرج عنكم ، فابسط يديك أبايعك فإنك لها أهلٌ ».
ويستعجله العباس لقبول الأمر ، ويراها فرصته ، فيتوجه إلى علي :
« يا ابن أخي ..... هذا شيخ قريش قد أقبل فامدد يدك أبايعك ويبايعك معي ، فإنّا إن با بايعناك لم يختلف عليك أحد من بني عبد مناف ، و إذا بايعك عبد مناف لم تختلف عليك قريش ، واذا بايعتك قريش لم يختلف عليك بعدها أحد في العرب ».
ويصّرعلي عيله السلام على موقفه « لا والله يا عم ..... فاني أحب أن أصحر بها ، وأكره أن أبايع من وراء رتاج ».
100
وتصل الأخبار لأبي بكر وعمر وأبي عبيدة ، فهم يجيلون النظر في ذالك ، فوجدوا العباس لا يعصي لعلي أمراً ، وعلي يمتنع عن البيعة ، فليتركا أذن ، و عهدا الي يزيد بن ابي سفيان بولاية دمشق ، وأخبر بذلك أبو سفيان فرضي كل الرضا ، وقال : وصلته رحم ، وبايعت بنو أمية ، وأنتهي هذا الجزء اليسير من المعارضة الآنية ، عقل العباس وكياسته ، وانتهازية أبي سفيان ووصوليته ، وكان أبو سفيان قد بعثه النبي ساعياً ، وجبى الأموال ، فقال عمر لأبي بكر : إنا لانأمن شر ابي سفيان فترك له ما في يده من الصدقات فسكت ورضي بذلك ، وأعلن التأييد المطلق . أ ُغلق هذا الباب إذن ، وبقيت جبهة من المعارضة لم تبايع ، وترى الحق فى علي عليه السلام ليس غير .
فهذا خالد بن سعيد بن العاص من المهاجرين يخاطب أبا بكر وهو على المنبر بكل جراءة وصراحة و موضوعية فيقول : « اتق الله يا أبا بكر ...... فقد علمت أن رسول الله صل الله عليه واله و سلم قال ونحن محتوشوه يوم بني قريظة حين فتح الله ، وقد قتل علي يومئذٍ من صناديدهم ورجالهم .......
« يا معشر المهاجرين والانصار إني موصيكم بوصية فاحفظوها ، ومودعكم أمراً فاحفظوه ، ألا إن علي بن أبي طالب أميركم بعدي ، وخليفتي فيكم ، بذلك أوصاني ربي ...... ».
فأسكته عمر.
وينطلق سلمان مجاهراً : « يا أبكر : إلى من تسند أمرك إذا نزل بك ما لا تعرفه ، وإلى من تفزع إذا سئلت عما لا تعلمه ، وما عذرك في تقدم من هوا أعلم منك ، وأقرب إلى رسول الله ، وأعلم بتأويل كتاب الله عزّ وجلّ ، وسنّه نبيه ، و من قدّمه النبي في حياته ، وأوصاكم به عند وفاته ، وقد أعذر من أنذر »