ومن أبغضهما فقد أبغضني
(37).
53ـ قال: أخبرنا محمد بن عبدالله الاسدي، قال: حدثنا شريك، عن جابر،
عن عبدالرحمن بن سابط، عن جابر، قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
من سره أن ينظر إلى سيد شباب أهل الجنة فلينظر إلى الحسن بن علي.
(38).
54ـ قال: أخبرنا الفضل بن دكين ومحمد بن عبدالله الاسدي، قالا: حدثنا
سفيان، عن يزيد بن أبي زياد، عن ابن أبي نعم، عن أبي سعيد الخدري، قال:
قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: حسن وحسين سيدا شباب أهل
الجنة
(39).
____________
(37) قال الدمشقي في سبل الهدى والرشاد ـ الورقة 546: وروى الامام أحمد وابن ماجة وابن سعد وأبو
يعلى [6251] والطبراني في الكبير والحاكم والبيهقي، عن أبي هريرة: « من أحب الحسن والحسين... ».
والحديث أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده برقم 2502 عن موسى بن مطير، عن أبيه، عن أبي
هريرة، بلفظ: « من أحبني فليحب هذين » وبرقم 2546 بإسناد آخر عنه، بلفظ: « اللهم أحبهما وأحب
من يحبهما ».
وأخرجه ابن ماجة في السنن برقم 143 بإسناده عن أبي هريرة.
وقال البوصيري في إتحاف السادة المهرة ج 3 الورقة 61 ب: وعن أبي هريرة أن النبي ـ صلى
الله عليه وسلم ـ قال في الحسن والحسين: « من أحبني فليحب هذين ». رواه أبو داود الطيالسي والبزار
بإسناد حسن، ورواه أبوبكر بن أبي شيبة والنسائي في الكبرى [8168] وابن ماجة بإسناد صحيح بلفظ: « من
أحب الحسن والحسين فقد أحبني، ومن أبغضهما فقد أبغضني».
(38) أخرجه الحافظ أبو يعلى 1874وفيه الحسين، والحافظ ابن حبان في صحيحه 6966 وفيه الحسين.
وأخرجه الحافظ ابن عساكر في ترجمة الحسن عليه السلام برقم 136 من طريق ابن سعد كما
أخرجه بطرق اخرى، وفي ترجمة الحسين عليه السلام بالأرقام 78ـ 81، وكذا ابن
كثير في تأريخه 8/ 35 حيث قال: وقال محمد بن سعد... وقد رواه وكيع عن الربيع بن سعد... وإسناده
لا بأس به ولم يخرجوه.
ويأتي في ترجمة الحسين عليه السلام برقم 199.
وأخرجه أحمد في الفضائل برقم 6372، فقال: حدثنا وكيع.. وفيه الحسين.
(39) أخرجه الحافظ ابن أبي شيبة في المصنف 12/ 96 و97 عن وكيع عن سفيان بلفظ: « الحسن
والحسين » وأخرجه أحمد فى الفضائل 1368و 1360 و 1384 والمسند 3/ 62 و82 عن أبي نعيم وهو الفضل بن دكين، و 3/ 3
عن محمد بن عبدالله، و3/ 64 عن عفان، عن خالد بن عبدالله، عن يزيد بن أبي زياد بالاسناد
واللفظ. واخرجه النسائي في السنن الكبرى 8525 عن عمرو بن منصور عن ابي نعيم و 8526
عن محمد بن اسماعيل عنه و8527.
وأخرجه الترمذي 5/ 656 عن محمود بن غيلان، عن أبي داود الحفري عن سفيان، وعن سفيان
ابن وكيع، عن جرير ومحمد بن فضيل، عن يزيد، نحوه وقال: هذا حديث حسن صحيح
وأورده الذهبي في تاريخ الإسلام 4/ 35 واكتفى بقوله: صححه الترمذي، وأخرجه أبو يعلى في
مسنده برقم 1169، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 3/ 29 برقم 2613 ورقم 2612.
=
(48)
55ـ قال: أخبرنا عبيدالله بن موسى والفضل بن دكين، قالا: حدثنا يزيد
ابن مردانبه، عن عبدالرحمن بن أبي نعم، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي ـ صلى
الله عليه وسلم،، قال: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة
(40).
56ـ قال: أخبرنا الفضل بن دكين، قال: حدثنا الحكم بن عبدالرحمن بن
أبي نعم، عن أبيه، عن أبي سعيد، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، قال: الحسن
____________
=
وأورده السيوطي في جمع الجوامع 1/ 406 عن ابن أبي شيبة والترمذي، وقال: حسن صحيح،
وأحمد وابن سعد وابن جرير في تهذيب الاثار والطبراني في المعجم الكبير وأبي نعيم، عن أبي سعيد.
وعن ابن أبي شيبة والطبراني في الكبير وابن جرير ـ وصححه ـ والخطيب عن علي، والطبراني
وأبو نعيم عن أبي هريرة، والطبراني عن جابر، وابن حبان وابن عدي وابن عساكر عن عمر وابن عدي
وابن عساكر عن ابن مسعود، وابن عساكر عن بريدة وأنس.
ويأتي برقم 211 في ترجمة الامام الحسين عليه السلام، وفي الباب عن جمع من الصحابة، تجد
هنا بعضهم، وذكر السيوطي بعضهم، وممن لم يذكرهم: مالك بن الحويرث والحسين ـ عليه السلام ـ
وقرة بن أياس واسامة بن زيد والبراء بن عازب، أخرج حديثهم الهيثمي في مجمع الزوائد 8/ 182 ـ 184.
(40) أخرجه أحمد في الفضائل 1384 والمسند 3 / 17 عن محمد بن عبدالله الزبيري عن يزيد بن مردانبه.
وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 3/ 29 رقم 2611 عن علي بن عبدالعزيز، عن أبي نعيم الفضل
ابن دكين.
وأخرجه الحافظ أبو نعيم في ذكر أخبار أصبهان 2/ 343 عن الحافظ الطبراني.
وأخرجه النسائي في خصائص علي ص 26 عن عمرو بن منصور، عن أبي نعيم، وأخرجه عن أحمد
ابن حرب، عن ابن فضيل، عن يزيد بن مردانبه.
وأخرجه الحافظ أبو نعيم في ترجمة الحسن عليه السلام من كتابه معرفة الصحابة ج 1 ق 144/ أ عن
القطيعي، عن إسحاق بن الحسن الحربي، عن أبي نعيم... ثم قال: رواه أبو نعيم، عن الحكم بن
عبدالرحمن بن أبي نعم، عن أبيه، عن أبي سعيد.
ورواه أبو نعيم عن يزيد بن مردانبه، عن عبدالرحمن بن أبي نعم، عن أبي سعيد.
ورواه يزيد بن أبي زياد ويزيد بن مردانبه، عن عبدالرحمن بن أبي نعم، عن أبي سعيد.
ورواه صفوان وسليم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري.
ورواه الاعمش، عن عطية عن أبي سعيد الخدري.
وأخرجه الحافظ أبو نعيم أيضاً في حلية الاولياء 5/ 71 عن القطيعي، عن الحربي.
وأخرجه الحافظ السلفي في الجزء الخامس من المشيخة البغدادية عن طريق القطيعي.
وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 166 بإسناده عن الحكم... ثم قال ص 167: هذا حديث قد
صح من أوجه كثيرة وأنا أتعجب أنهما لم يخرجاه!.
(49)
والحسين سيدا شباب أهل الجنة، إلا ابني الخالة عيسى بن مريم ويحيى بن
زكريا
(41).
57ـ قال: أخبرنا الفضل بن دكين، قال: حدثنا شريك، عن
عبدالرحمن بن زياد، عن مسلم بن يسار، قال: أقبل الحسن والحسين فقال
رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم: هذان سيدا شباب أهل الجنة، وأبوهما خير
منهما
(42).
____________
(41) والحديث أخرجه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ 2/ 644 عن الفضل بالاسناد
واللفظ.
وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 3/ 19 برقم 2610 عن علي بن عبدالعزيز، عن أبي نعيم
الفضل بن دكين.
وأخرجه الحافظ أبو نعيم في حلية الاولياء 5/ 71 عن الطبراني.
وعن أبي بكر بن خلاد، عن الحارث بن أبي اسامة بإسناده عن الحكم بن عبدالرحمن.
وأخرجه الحافظ ابن منيع عن مروان بن معاوية عن الحكم.
وأخرجه شيرويه الديلمي في مسند الفردوس الورقة 76 من طريقه.
وأخرجه النسائي في السنن الكبرى 8169 و 8528 وفي خصائص علي ص 26 عن يعقوب بن
إبراهيم ومحمد بن آدم، عن مروان بن معاوية...
وأخرجه الطحاوي في مشكل الاثار 2/ 393 عن فهد بن سليمان، عن أبي نعيم الفضل بن دكين.
وأخرجه الحافظ ابن حبان في صحيحه 6959 عن محمد بن إسحاق، عن زياد بن أيوب،
عن الفضل بن دكين. [ موارد الظمآن رقم 2228 ].
وأخرجه الخطيب البغدادي فى تاريخ بغداد 4/ 204 بإسناده عن الفضل بن دكين.
وأورده السيوطي في جمع الجوامع 1/ 406 عن أحمد وأبي يعلى وابن حبان والحاكم، والضياء
المقدسي وابن سعد والطبراني وأبي نعيم في فضائل الصحابة وابن جرير وابن عساكر.
(42) مسلم بن يسار هذا هو أبو عثمان المصري، تابعي روى عن أبي هريرة وابن عمر، وهو من رجال
مسلم وأبي داود والترمذي وابن ماجة والبخاري في الادب المفرد.
وهذا الحديث بهذا اللفظ وفيه: «وأبوهما خير منهما» قد رواه جماعة من الصحابة منهم: أمير المؤمنين
عليه السلام وابن عمر وأبوسعيد الخدري وبريدة وحذيفة وقرة بن أياس ومالك بن الحويرث وأنس.
وأخرجه عنهم جمع من الحفاظ وأئمة الحديث، منهم ابن ماجة في السنن برقم 118، والحافظ
البغوي في معجم الصحابة الجزء 22 الورقة 42ب، وأبو سعيد ابن الاعرابي في معجمه الورقة 183 ب، وابن عدي في الكامل 6/ 381
والطبراني في المعجم الكبير 2608، والحاكم في المستدرك 3/ 167، والسهمي في تاريخ جرجان ص 448، والخطيب في تاريخ
بغداد 1/ 140، والخطيب الخوارزمي، وابن عساكر الدمشقي في تأريخ مدينة دمشق في ترجمة الحسن عليه السلام ص 77 و78
=
(50)
58ـ قال: أخبرنا الفضل بن دكين، قال: حدثنا اسرائيل، عن ابن أبي
السفر، عن الشعبي، عن حذيفة، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: أتاني
جبريل فبشرني أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة
(43).
59ـ قال: أخبرنا عبدالله بن نمير، عن حجاج بن دينار، عن جعفر بن أياس،
عن عبدالرحمن بن مسعود، عن أبي هريرة، قال: خرج علينا رسول الله ـ صلى الله
____________
=
من وجوه، وفي ترجمة الحسين عليه السلام بالأرقام 62ـ 77 بعدة طرق، عن عدة من الصحابة، والمحب الطبري
في ذخائر العقبى ص 129 وقال: أخرجه أبو علي بن شاذان.
والذهبي في تلخيص المستدرك 3/ 167 عن ابن مسعود، و قال: صحيح، والمزي في تهذيب الكمال 6/ 229، وابن كثير في تاريخه
8/ 35، ونور الدين الهيثمي 9/ 183، وابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب 2/ 297 والاصابة، وابن
حجر الهيثمي في الصواعق، والسيوطي في جمع الجوامع 1/ 406، و المتقي الهندي في كنز العمال 13/ 665.
(43) أخرجه أحمد في المسند 5/ 392 عن أسود بن عامر، عن إسرائيل بلفظ أطول، و 5/ 391 عن حسين
ابن محمد، عن إسرائيل بأطول منه، وفي فضائل الصحابة 1406 من رواية القطيعي وقال المحقق:
اسناده صحيح. واخرجه النسائي في السنن الكبرى 8365 باسناده عن اسرائيل.
وأخرجه الترمذي في السنن 3781 وابن ابي شيبة في المصنف 12/ 96.
وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 3 / 27 بطرق اخرى عن حذيفة بالارقام 2606 - 2609 و فيه:
» و أبوهما خير منهما»، كما أخرجه أيضاً بطرق كثيرة عن أمير المؤمنين عليه السلام و أبي هريرة و أبي سعيد
وعمر واسامة وجابر وقرة بن أياس.
وأخرجه ابن الاعرابي في المعجم رقم 387.
وأخرجه الحافظ ابن حبان في صحيحه 6960 وابن خزيمة في صحيحه 2/ 206.
وأخرجه ابن عساكر في ترجمة الحسن عليه السلام بالارقام 129ـ 132 وفي ترجمة الحسين عليه
السلام برقم 73ـ 74 وفي ترجمة حذيفة وترجمة عبد الرحمن بن عامر.
والخطيب في تاريخ بغداد 10/ 230 و6/ 372.
وأورده السيوطي في جمع الجوامع 1/ 10 وتلميذه شمس الدين الدمشقي في سبل الهدى والرشاد
عن ابن سعد و الحاكم.
وفي كنز العمال 12/ 120 بلفظ: «جاءني جبريل بشرني...» البخاري والضياء المقدسي عن
حذيفة، و في 12/ 113 بلفظ: « أتاني جبريل فبشرني...» ابن سعد و الحاكم عن حذيفة.
وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 12226 من وجه آخر عن حذيفة ولفظه: « ملك عرض لي
استأذن ربه أن يسلم علي يبشرني...».
(51)
عليه وسلم ـ ومعه حسن وحسين، هذا على عاتقه، وهذا على عاتقه، وهو يلثم هذا
مرة، وهذا مرة، حتى انتهى إلينا فقال له رجل: إنك لتحبهما! فقال: من أحبهما
فقد أحبني، ومن أبغضهما فقد أبغضني
(44).
60ـ قال: أخبرنا عفان بن مسلم، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن
زيد، ان فتية من قريش خطبوا ابنة سهيل بن عمرو، وخطبها الحسن، فشاورت
أبا هريرة ـ وكان لها صديقاً! ـ فقال: إني رأيت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
يقبل فاه، فإن استطعت أن تقبلي حيث قبل فقبلي!
(45).
61ـ قال: أخبرنا خلاد بن يحيى، قال: حدثنا معرف بن واصل، قال:
حدثتني امرأة من الحي يقال لها: حفصة ابنة طلق، قالت: حدثنا أبو عميرة رشيد
ابن مالك، قال: كنا عند رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ جلوساً فأتاه
رجل بطبق عليه تمر، فقال: ما هذا، أهدية أم صدقة؟ فقال الرجل: صدقة، قال:
فقدمها إلى القوم، قال: وحسن بين يديه يتعفر، قال: فأخذ الصبي تمرة فجعلها في
فيه، قال: ففطن له رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأدخل إصبعه في في الصبي
____________
(44) أخرجه أحمد في فضائل الصحابة 1376 والمسند 2/ 440 عن ابن نمير بالاسناد واللفظ
وفي المسند 2/ 531 وفي فضائل الصحابة 1378 باسناد آخر ولفظ اوجز.
وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 171، وصحّحه هو والذهبي.
وأخرجه البيهقي في السنن 4/ 28 وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير بالأرقام 2645ـ 2648
وأخرجه ابن ماجة في السنن 1/ 51، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 166 عن القطيعي، عن عبدالله
بن أحمد، عن أبيه باللفظ الأول عن ابن نمير، وقال: هذا حديث صحيح على
شرط الشيخين ولم يخرجاه، وأورده الذهبي في تلخيصه ورمز له خ م، أي على شرط البخاري و مسلم.
وحيث لم يجد مطعنا في سنده أعله بأنه منكر، وقال: هذا حديث منكر، وإنما رواه بقي بن مخلد
بإسناد آخر رواه عن زاذان عن سلمان.
ولا أدري إذا كان الحديث روي بإسناد صحيح على شرط الشيخين فما معنى قوله: وإنما رواه...
والنكارة فيه عند الذهبي حيث أن فيه: « ومن أبغضهما فقد أبغضني » وهو يهوى جماعة ويقول بعدالتهم على
علمه بأنهم يبغضون الحسن والحسين! واخرجه المزي في تهذيب الكمال 6/ 228.
(45) رواه أحمد في العلل 1/ 258 رقم 1669 عن عفان، وفي الفضائل رقم 1393من رواية القطيعي عن
الكجي عن حجاج عن حماد.
(52)
فانتزع التمرة ثم قذف بها، وقال: إنا آل محمد لا نأكل الصدقة
(46).
62ـ قال: أخبرنا وكيع بن الجراح، قال: حدثنا شعبة، عن محمد بن زياد،
عن أبي هريرة، قال: أخذ الحسن بن علي تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه،
فقال له رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: كخ كخ، ثم أخذها من فيه فألقاها،
وقال: إنا أهل بيت لا نأكل الصدقة
(47).
63ـ قال: أخبرنا عفان بن مسلم، قال: حدثنا حماد بن سلمة، قال: أخبرنا
محمد بن زياد قال: سمعت أبا هريرة يقول: إن رسول الله ـ صلى الله عليه
وسلم ـ اتي بتمر من تمر الصدقة، فأمر فيه بأمره، فجعل الحسن أو الحسين على
عاتقه وجعل لعابه يسيل عليه ففطن إليه فاذا هو يلوك تمرة، فحرك خده وقال:
ألقها يا بني، ألقها أما سمعت أن آل محمد لا يأكلون الصدقة.
____________
(46) في الاصل أبو عمرة، والصحيح أبو عميرة بفتح العين، ذكره ابن ماكولا في الاكمال 6/ 278،
وذكره البخاري في التاريخ الكبير ج 2 ق 1 ص 334 قال: رشيد بن مالك أبو عميرة الكوفي، قال
أبو نعيم: حدثنا معرف بن واصل السعدي، حدثتني حفصة بنت طلق ـ امرأة من الحي سنة تسعين،
عن جدي أبي عميرة رشيد بن مالك، قال: كنت عند النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فجاء رجل بطبق
تمر...
وأورده الحافظ ابن حجر في الاصابة في ترجمة رشيد بن مالك هذا فقال: روى البخاري في
التاريخ وابن السكن والباوردي والطبراني وأبو أحمد الحاكم كلهم من طريق معرف بن واصل حدثتني
امرأة من الحي..
وأخرجه البغوي في معجم الصحابة من طريق أسباط بن محمد، عن معرف كما في الاصابة في
ترجمة عمير 3/ 181 رقم 6888.
(47) وأخرجه البخاري في صحيحه في كتاب الجهاد والسير، باب من تكلم بالفارسية، عن محمد بن
بشار، عن غندر، عن شعبة.
(53)
ذكر ما علم النبي صلى الله عليه وسلم
الحسن رحمه الله من الدعاء
64ـ قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا شريك بن عبدالله، عن أبي
إسحاق، عن بريد بن أبي مريم، عن أبي الحوراء، عن الحسن بن علي، قال: علمني
جدي ـ أو علمني النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كلمات أقولهن في الوتر:
اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت،
وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك،
فإنه لا يذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت
(48)
65ـ قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: حدثنا الحسن بن عمارة، قال: حدثنا
بريد بن أبي مريم، عن أبي الحوراء، قال: قلت للحسن بن علي، مثل من كنت
على عهد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ؟
قال: سمعته يقول لرجل: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإن الشر
ريبة، وإن الخير طمأنينة.
وعقلت منه أني بينما أنا أمشي معه إلى جنب جرين الصدقة، تناولت
تمرة فألقيتها في في فأدخل إصبعه في في فاستخرجها بلعابها وبزاقها فألقاها فيه،
وقال: إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة.
وعقلت عنه الصلوات الخمس فعلمني كلمات أقولهن عند انقضائهن:
____________
(48) في التقريب 246/1 وفي القاموس وتاج العروس 3/ 161 (حور)، والمشتبه 1/ 258، والتبصير
1/ 470: أبو الحوراء ـ راوي حديث القنوت عن الحسن بن علي، روى عنه بريد بن أبي مريم.
أبو الحوراء بالحاء والراء المهملتين ـ ربيعة بن شيبان السعدي البصري، من رجال السنن الاربعة،
كلهم رووا عنه حديثه هذا عن الحسن ـ عليه السلام ـ في القنوت.
وبريد بن أبي مريم، قال الامير ابن ماكولا في الاكمال 1/ 227: وأما بريد ـ بضم الباء وفتح
الراء ـ فهو... وبريد بن أبي مريم السلولي بصري، قاله الدارقطني وقاله قبله البخاري، وهو كوفي ثقة.
(54)
اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا
فيما أعطيت، وقنا شر ما قضيت، إنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من
واليت، تباركت ربنا وتعاليت.
قال أبو الحوراء: فذكرت ذلك لمحمد بن علي ـ يعني ابن الحنفية ـ ونحن في
الشعب، فقال:إنهن لكلمات علمناهن وامرنا أن نقولهن في الوتر.
66ـ قال: أخبرنا عبيدالله بن موسى، قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبي إسحاق
عن بريد بن أبي مريم، عن أبي الحوراء، عن الحسن بن علي، قال: علمني رسول
الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كلمات أقولهن في القنوت:
اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت،
وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، إنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه
لا يذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت
(49).
67ـ قال: أخبرنا الحسن بن موسى،قال: حدثنا زهير، عن أبي إسحاق، عن
بريد بن أبي مريم، عن أبي الحوراء، عن الحسن بن علي، قال: علمني رسول الله
ـ صلى الله عليه وسلم::
اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت،
وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك،
فإنه لا يذل من واليت، تباركت وتعاليت، هذا يقوله في القنوت في الوتر.
68ـ قال: أخبرنا عمرو بن الهيثم، قال: حدثنا شعبة، عن بريد بن أبي مريم،
عن أبي الحوراء، قال: قلت للحسن: ما تحفظ أو تذكر من رسول الله ـ صلى الله
عليه وسلم ـ؟ قال: أخذت تمرة من تمر الصدقة، أظنه قال: فألقيتها في فيّ،
____________
(49) رواه الدولابي في الذرية الطاهرة برقم 130 عن محمد بن إسحاق البكائي عن عبيدالله بن موسى،
والذهبي في سير أعلام النبلاء 3/ 165 عن ابن سعد.
(55)
فأخذها فألقاها بلعابها.
قال: وكان يقول: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإن الصدق طمأنينة
وإن الكذب ريبة
(50).
69ـ قال: أخبرنا الفضل بن دكين ومحمد بن عبدالله الاسدي، قالا: حدثنا
يونس بن أبي إسحاق، قال: سمعت بريد بن أبي مريم، قال: حدثني أبو الحوراء،
قال: علم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الحسن كلمات، قال: إذا قمت في
القنوت في الوتر فقل:
اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت،
وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، إنه تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا
يذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت.
70ـ قال: أخبرنا الضحاك بن مخلد أبو عاصم النبيل، عن ثابت بن عمارة،
قال: حدثنا ربيعة بن شيبان، قال: قلت للحسن بن علي: ما تحفظ من رسول الله
ـ صلى الله عليه وسلم ـ؟ قال: أدخلني غرفة الصدقة فأخذت تمرة فألقيتها في فيّ،
____________
(50) رواه البلاذري في أنساب الاشراف ص 143 برقم 3 بإسناد آخر عن شعبة، وفيه: قلت لحسين بن
علي... ولذلك أورده في ترجمة الحسين ـ عليه السلام، ولكن الصحيح ما هنا فإن الروايات ـ هنا ـ
كلها متفقة على أنه الحسن عليه السلام.
وقد رواه الدولابي في الكنى والاسماء 1/ 161 وفي الذرية الطاهرة برقم 128 بطريقين عن
شعبة، وبرقم 129 و130 بسندين آخرين.
وأخرجه الحافظ الطبراني في المعجم الكبير ج 3 من رقم 2700 إلى 2714 من وجوه كثيرة كلها
عن الحسن عليه السلام.
كما أخرجه أحمد في المسند 1/ 199 و200 عنه عليه السلام.
وخرّجه معلق المعجم عن عبدالرزاق وأبي داود والنسائي والدارمي والبيهقي وابن مندة وأبي
يعلى والترمذي وابن حبان فراجع المعجم الكبير 3/ 72 ـ 78.
(56)
فقال: ألقها فإنها لا تحل لمحمد ولا لاهل بيته.
71ـ قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثني ابن أبي سبرة، عن داود
بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: خرجنا مع علي إلى الجمل ـ ستمائة
رجل ـ فسلكنا على الربذة فنزلناها، فقام إليه ابنه الحسن بن علي فبكى بين يديه
وقال: إئذن لي فأتكلم، فقال علي: تكلم ودع عنك أن تخن خنين الجارية!
فقال الحسن:إني كنت أشرت عليك بالمقام وأنا اشير به عليك الان!
إن للعرب جولة، ولو قد رجعت إليها عوازب أحلامها قد ضربوا إليك آباط
الابل حتى يستخرجوك ولو كنت في مثل جحر الضب. فقال علي: أتراني ـ لا أبا
لك! ـ كنت منتظراً كما تنتظر الضبع اللدم
(51).
____________
(51) الخنين ـ بالخاء المعجمة ـ قال في النهاية: ضرب من البكاء دون الانتحاب، وأصل الخنين خروج
الصوت من الانف..
وهذا الاثر لا يصح فإنهما عليهما السلام كانا أتقى لله من أن يجابه أحدهما الاخر بمثل هذا الكلام،
وعلى خلاف ما ثبت من سيرتهما وأدبهما، قال ابن كثير في تاريخه 8/ 37: وكان علي يكرم الحسن إكراماً
زائداً ويعظمه ويبجله، وقد قال له يوماً: يا بني ألا تخطب حتى أسمعك؟ فقال: إني أستحيي أن أخطب
وأنا أراك..
أقول: ويأتي هذا هنا بعد حديثين فراجع، فهذا الذي يجل أباه ويهابه أن يخطب بمشهد منه فكيف
يواجهه بهذا الكلام القاسي واللحن الشديد! وهو الذي لم يسمع أحد منه كلمة فحش طيلة حياته، راجع
ما يأتي في صفحة 151، هذا بالنسبة إلى الاباعد والاعداء فكيف به مع أبيه الطاهر، والحسن
ـ عليه السلام ـ هو أعرف الناس بمقام أبيه وقدسيته وطهارته وعصمته، وهو الذي أبنه عند مقتله بقوله:
والله ما سبقه أحد كان قبله، ولا يدركه أحد يكون بعده...».
وهو عليه السلام يعلم أن أباه مع الحق والحق مع أبيه، يدور الحق مع أبيه حيثما دار. فالقصة
مختلقة جزما وخاصة أن رجال سندها بين ضعيف وخارجي ناصب العداوة لهما.
فأما ابن أبي سبرة وهو أبوبكر بن عبدالله بن أبي سبرة، فهو ضعيف بالاتفاق بل وضاع، قال
أحمد: كان يضع الحديث... وليس حديثه بشيء، كان يكذب ويضع الحديث.
الكنى للبخاري ص 9، العلل ومعرفة الرجال لاحمد بن حنبل ص 178 رقم 1111، المعرفة
والتاريخ 3/ 40، ميزان الاعتدال 4/ 503، تهذيب التهذيب 12/ 27.
وأما داود بن الحصين فهو خارجي كان يذهب مذهب الشراة وكان ولاؤه لآل عثمان، قال
أبو داود: أحاديثه عن شيوخه مستقيمة، وأحاديثه عن عكرمة مناكير. وقال ابن المديني: ما روى عن
عكرمة فمنكر. وقال ابن حبان: تجب مجانبة روايته.
المجروحين لابن حبان 1/ 290، ميزان الاعتدال 2/ 5، المغني في الضعفاء 1/ 217.
=
(57)
72ـ قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثني معمر بن راشد، عن سالم بن أبي
الجعد، قال: لما نزل علي بذي قار بعث عمار بن ياسر والحسن بن علي إلى الكوفة
فاستنفراهم إلى البصرة
(52).
73ـ قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، قال:
بعث علي عماراً والحسن بن علي إلى الكوفة ونزل علي بذي قار، قال: فاستنفراهم
فخرج منهم ثمانية ألف على كل صعب وذلول
(53).
74ـ قال: أخبرنا الفضل بن دكين، قال: حدثنا معمر بن يحيى بن سام،
قال: سمعت جعفراً، قال: سمعت أبا جعفر، قال: قال علي: قم فاخطب الناس يا
حسن، قال: إني أهابك أن أخطب وأنا أراك، فتغيب عنه حيث يسمع كلامه
ولا يراه.
فقام الحسن فحمد الله وأثنى عليه وتكلم ثم نزل، فقال علي: « ذرية
بعضها من بعض والله سميع عليم »
(54).
75ـ قال: أخبرنا محمد بن عبدالله الاسدي، قال: حدثنا إسرائيل، عن أبي
____________
=
وأما عكرمة فاتفقت المصادر الرجالية والتاريخية على أنه كان من الخوارج ويرى رأي الخوارج،
وكان داعية إلى بدعته وخرج إلى المغرب، فالخوارج الذين بالمغرب عنه أخذوا.
وقد كذبه مجاهد وابن سيرين ومالك ـ كما في المغني للذهبي،، وقد كذبه قبلهم سعيد بن
المسيب، قال مصعب الزبيري: كان يرى رأي الخوارج فطلبه بعض ولاة المدينة فتغيب عند داود بن
الحصين ـ الموافق له في النزعة كما تقدم ـ حتى مات. وقال أحمد: كان يرى رأي الصفرية.
الطبقات 5/ 293، المعرفة والتأريخ 2/ 7، ميزان الاعتدال 3/ 95 ـ 96 المغني في الضعفاء
2/ 493، تهذيب التهذيب 7/ 267.
(52 و53) أليس في هذين الحديثين ما يشهد باختلاق الحديث السابق؟ فإنه لو كان الحسن
ـ عليه السلام ـ مخالفاً بتلك الصلابة للحرب معارضاً لابيه في خروجه، فكيف اختاره أبوه عليه السلام
لاستنفار أهل الكوفة، وهو يعلم شدة مخالفته له؟!!
(54) أخرجه الحافظ ابن عساكر برقم 243 بإسناده عن ابن سعد.
وقال ابن كثير في البداية والنهاية 8/ 37: وقد قال [ علي عليه السلام ] له ويوماً: يا بني ألا تخطب
حتى أسمعك؟ فقال: إني أستحي أن أخطب وأنا أراك، فذهب علي فجلس حيث لا يراه الحسن، ثم
قام الحسن في الناس خطيباً وعلي يسمع، فأدى خطبة بليغة فصيحة، فلما انصرف جعل علي يقول:
«ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم».
(58)
إسحاق، عن هبيرة بن يريم، قال: قيل لعلي: هذا الحسن بن علي في المسجد يحدث
الناس، فقال: طحن إبل لم تعلم طحنا، قال: وما طحن إبل يومئذ
(55).
76ـ قال: أخبرنا وهب بن جرير بن حازم، قال: أخبرنا شعبة، عن أبي
إسحاق، [عن] معدي كرب
(56): ان علياً مرعلى قوم قد اجتمعوا على رجل،
فقال: من هذا؟ قالوا: الحسن، قال: طحن إبل لم تعود طحناً! إن لكل قوم صداداً
وإن صدادنا الحسن.
77ـ قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، قال: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق،
عن حارثة، عن علي، أنه خطب الناس ثم قال: إن ابن أخيكم الحسن بن علي قد
جمع مالاً وهو يريد أن يقسمه بينكم، فحضر الناس فقام الحسن، فقال: إنما جمعته
للفقراء، فقام نصف الناس، ثم كان أول من أخذ منه الاشعث بن قيس!
(57).
78ـ قال: أخبرنا الفضل بن دكين، قال: حدثنا شريك، عن عاصم، عن
أبي رزين، قال: خطبنا الحسن بن علي يوم جمعة فقرأ [ سورة ] إبراهيم على المنبر
حتى ختمها
(58).
____________
(55) هذا باطل موضوع وكذا الحديث الذي بعده، يرده ما تقدم في الحديث السابق، وقد روى الحافظ
أبو نعيم في الحلية 2/ 35 وابن كثير في تاريخه 8/ 39 والمزي في تهذيب الكمال 238/6 والطبراني في
المعجم الكبير 2688 كلهم في ترجمة الحسن عليه السلام: ان علياً سأل ابنه
الحسن عن أشياء من أمر المروءة فقال: يا بني، ما السداد؟...
فأمير المؤمنين عليه السلام كان هو الذي يأمره أن يخطب في الناس وتعجبه خطبته ويسأله عن
أشياء ليرغب الناس في سؤاله والالتفات حوله.
ويأتي في صفحة 59 قول عمير بن إسحاق: ما تكلم عندي أحد كان أحب إليّ إذا تكلم أن لا
يسكت من الحسن بن علي.
أقول: ولعل الذي كان يحدث الناس هو الحسن البصري.
(56) كان في الاصل: أبي إسحاق بن معدي كرب، فصححناه، قال البخاري في التاريخ الكبير 8/ 41
رقم 2081: معدي كرب الهمداني ـ ويقال: العبدي ـ كوفي سمع ابن مسعود وخباب بن الارت،
روى عنه أبو إسحاق الهمداني.
(57) رواه ابن عساكر برقم 248 بإسناده عن ابن سعد، وأورده الذهبي في سير أعلام النبلاء 3/ 173.
(58) رواه ابن عساكر برقم 264 بإسناده عن ابن سعد.
وأبو رزين هو مسعود بن مالك الاسدي، مولى أبي وائل، شقيق ابن سلمة، صلى خلف علي
ـ عليه السلام ـ وشهد مشاهده، روى عنه عاصم والاعمش وغيرهما، ترجم له الدولابي في الكنى والاسماء
1/ 176 وروى بإسناده عنه، قال: إن أفضل ثوب رأيته على علي ـ رضي الله عنه ـ لقميص من قهز
=
(59)
79ـ قال: أخبرنا سفيان بن عيينة، عن عمرو، عن أبي جعفر محمد بن علي،
قال: كان الحسن والحسين لا يريان امهات المؤمنين، فقال ابن عباس: إن
رؤيتهن لهما لحلال.
80 ـ قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الاسدي، عن ابن عون، عن عمير بن
إسحاق، قال: ما تكلم عندي أحد كان أحب إليّ إذا تكلم أن لا يسكت من
الحسن بن علي، وما سمعت منه كلمة فحش قط إلاّ مرة،فإنه بين حسين بن علي
وعمرو بن عثمان بن عفان خصومة في أرض فعرض حسين أمراً لم يرضه عمرو،
فقال الحسن: فليس له عندنا إلاّ ما رغم أنفه.
قال: فهذا أشد كلمة فحش سمعتها منه قط
(59).
81 ـ قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم، عن ابن عون، عن ابن سيرين، قال:
قال الحسن: الطعام أدق من أن يقسم عليه.
82 ـ قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا قرة، قال أكلت في بيت
محمد طعاماً فلما شبعت أخذت المنديل ورفعت يدي، فقال لي محمد: كان الحسن
ابن علي يقول: إن الطعام أهون من أن يقسم عليه
(60).
83 ـ قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أشعث بن سوار، عن رجل، قال:
جلس رجل إلى الحسن بن علي، فقال: إنك جلست إلينا على حين قيام منا،
أفتأذن؟
(61).
84 ـ قال: أخبرنا أبوبكر بن عبدالله بن أبي اويس المدني، عن سليمان بن
____________
=
وبردتين قطريتين.
(59) رواه البلاذري في أنساب الاشراف ص 23 برقم 28 عن مصعب الزبيري بأوجز مما هنا ورواه المزّي
في تهذيب الكمال 6/ 235 ورواه ابن عساكر برقم 269 بإسناده عن ابن سعد.
وكان في الاصل: أبي عون، والصحيح: ابن عون وهو عبدالله بن عون، قال ابن حجر في تهذيب
التهذيب 8/ 143: عمير بن إسحاق القرشي أبو محمد مولى بني هاشم، روى عن المقداد بن الاسود...
والحسن بن علي... وعنه عبدالله بن عون، قال أبو حاتم والنسائي: لا نعلم روى عنه غيره.
(60) رواه البلاذري في أنساب الاشراف 3/ 25 برقم 37 عن قرة بغير هذا الاسناد واللفظ، ومحمد هذا
هو ابن سيرين في الحديث المتقدم.
(61) أورده السيوطي في تاريخ الخلفاء ص 190 في ترجمة الحسن ـ عليه السلام ـ عن ابن سعد.
(60)
بلال، عن جعفر بن محمد، عن أبيه: ان الحسن والحسين كانا يقبلان جوائز
معاوية
(62).
85 ـ قال: أخبرنا شبابة بن سوار، قال: أخبرني إسرائيل بن يونس، عن ثوير
ابن أبي فاختة، عن أبيه، قال: وفدت مع الحسن والحسين إلى معاوية فأجازهما
فقبلا
(63).
86 ـ قال: أخبرنا عبيدالله بن موسى، قال: أخبرنا شداد الجعفي، عن جدته
أرجوانة، قالت: أقبل الحسن بن علي وبنوهاشم خلفه، وجليس لبني امية من أهل
الشام، فقال: من هؤلاء المقبلون؟ ما أحسن هيئتهم! فاستقبل الحسن، فقال: أنت
الحسن بن علي؟ قال: نعم، قال: أتحب أن يدخلك الله مدخل أبيك؟ فقال:
ويحك ومن أين وقد كانت له من السوابق ما قد سبق؟، قال الرجل: أدخلك
الله مدخله فإنه كافر وأنت!!
فتناوله محمد بن علي من خلف الحسن فلطمه لطمة لزم بالارض فنشر
الحسن عليه رداءه، وقال: عزمة مني عليكم يا بني هاشم لتدخلن المسجد
ولتصلن، وأخذ بيد الرجل فانطلق إلى منزله فكساه حلة وخلى عنه
(64).
____________
(62) هذه أموال قد جعلها الله لنبيه والائمة الهادية من عترته الطاهرة قد استولى عليه الجبابرة بغير حق
فما خلوا منها بينهم وبينه استنقذوه منهم.
ولِمَ لا يقبلان جوائزه والمال مالهما وهما أولى به، فما دفعه إليهما فهما أحق به، يستنقذونه من
مغتصبه وينفقونه في الفقراء وأهل الحاجة، ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة.
(63) رواه ابن عساكر في تاريخه في ترجمة الحسين ـ عليه السلام ـ برقم 4 بإسناده عن ابن سعد. ولاحظ
التعليقة السابقة.
(64) قاتل الله الدعايات الكافرة الاموية ضد الاسلام ومبادئه، كيف قلبوا الحقائق وغيروا المفاهيم وبثوا
الدعاية ضد أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ وحاربوه إعلامياً كما قاتلوه بسيوفهم، فحاربوا الله ورسوله
وخليفته فأعلنوا سبه على المنابر، وما قامت منابر الاسلام ومنائره إلا بجهوده وجهاده وتضحياته،
فأظهروا له الاحقاد البدرية وقنتوا بلعنه وأمروا بسبه، وسباب المسلم فسق وقتاله كفر، فضلاً عن
سب صحابي، فضلاً عن سب خليفة، وكان من بنود معاهدة الامام الحسن ـ عليه السلام ـ أن لا يسب
أبوه، ولكن معاوية لم يف بشيء من بنود المعاهدة وجعلها تحت قدميه، ومن علامات المنافق أنه إذا
وعد أخلف، وكان من جراء ذلك أن أصبح الشاميون يرون أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ كافراً! وهو
أول من آمن وصلى، ولو كشف الغطاء ما ازداد يقيناً.
وهذه كلها أحقاد بدرية ضد الاسلام ونبيه وآل بيته، وضغائن اموية جاهلية ضد بني هاشم،
=
(61)
87 ـ قال: أخبرنا عبيدالله بن موسى، قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبي إسحاق،
عن مسلم بن أبي مسلم، قال: سمعت الحسن بن علي يزيد في التلبية: لبيك يا ذا
النعماء والفضل الحسن
(65).
88 ـ قال: أخبرنا الفضل بن دكين، قال: أخبرنا مسافر الجصاص، عن رزيق
ابن سوار، قال: كان بين الحسن بن علي وبين مروان كلام، فأقبل عليه مروان
فجعل يغلظ له وحسن ساكت فامتخط مروان بيمينه، فقال له الحسن: ويحك،
أما علمت أن اليمين للوجه والشمال للفرج؟! اف لك، فسكت مروان
(66).
89 ـ قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم بن
الحارث التيمي، عن أبيه: ان عمر بن الخطاب لما دون الديوان وفرض العطاء
ألحق الحسن والحسين بفريضة أبيهما مع أهل بدر لقرابتهما من رسول الله ـ صلى الله
عليه وسلم ـ ففرض لكل واحد منهما خمسة الاف درهم
(67).
____________
=
وحيث لم تسمح لهم الظروف أن يتجاهروا بسب النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ عمدوا إلى صنوه ووصيه
أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ الذي هو نفسه ـ صلى الله عليه وآله ـ وسبه ـ عليه السلام ـ سبه ـ صلى الله عليه
وآله..
قال أبو عبدالله الجدلي: دخلت على ام سلمة فقالت لي، أيسب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
فيكم؟! فقلت: معاذ الله ـ أو: سبحان الله!! أو كلمة نحوها، قالت: سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه
وسلم ـ يقول: من سب عليا فقد سبني.
أخرجه أحمد في المسند 6/ 323، وفي فضائل علي ـ عليه السلام ـ رقم 132، والنسائي في خصائص
علي ص 24، والحاكم في المستدرك 3/ 121 والذهبي في تلخيصه وصححاه.
(65) رواه ابن عساكر برقم 239 بإسناده عن ابن سعد.
(66) رواه ابن عساكر في تأريخه برقم 270 بإسناده عن ابن سعد، وكذا السيوطي في تأريخ الخلفاء
ص 190 عن ابن سعد.
ورزيق ـ مصغراً بتقديم الراء المهملة ـ روى عن الحسن بن علي، وروى عنه مسافر الجصاص.
التأريخ الكبير للبخاري 3/ 319، الاكمال 4/ 47، المشتبه 1/ 312.
(67) رواه أبو عبيد في كتاب الاموال ص 320 برقم 550، قال: وحدثت عن عبدالوهاب بن عبد المجيد الثقفي، عن جعفر بن محمد...
وبرقم 551: وحدثني نعيم بن حماد، عن عبدالعزيز بن محمد، عن جعفر بن محمد...
ورواه الحافظ ابن عساكر في تاريخه في ترجمة الحسن ـ عليه السلام ـ برقم 224، وفي ترجمة الحسين
ـ عليه السلام ـ برقم 182 بإسناده عن ابن سعد.
ويأتي هنا أيضاً في ترجمة الامام الحسين عليه السلام برقم 216.
(62)
90ـ قال: أخبرنا علي بن محمد، عن حماد بن سلمة، عن عمار بن أبي عمار،
عن ابن عباس، قال: اتخذ الحسن والحسين عند رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
فجعل يقول: هي يا حسن، خذ يا حسن، فقالت عائشة ـ رضي الله عنهاـ: تعين
الكبير على الصغير! فقال: إن جبريل يقول: خذ يا حسين
(68).
91ـ قال: أخبرنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا أبو عوانة، عن المغيرة، عن
ثابت بن هريمز، قال: لما أتى الحسن بن علي قصر المدائن قال المختار لعمه: هل
لك في أمر تسود به العرب؟ قال: وما هو؟ قال: تدعني أضرب عنق هذا
وأذهب برأسه إلى معاوية! قال: ما ذاك بلاهم عندنا أهل البيت.
92ـ قال: أخبرنا عبيدالله بن موسى، قال: أخبرنا شيبان، عن أبي إسحاق،
عن خالد بن مضرب
(69)، قال: سمعت الحسن بن علي يقول: والله لا ابايعكم
____________
(68) رواه ابن عساكر برقم 181، والخطيب الخوارزمي في مقتل الحسين 1/ 104 بإسنادهما عن ابن
سعد، وكذا الذهبي في سير أعلام النبلاء 266/3 عن ابن سعد، وفي الاولين: انتجد والصحيح:
اتخذ، ففي لسان العرب (أ خ ذ): وائتخذ القوم يأتخذون ائتخاذاً، وذلك إذا تصارعوا فأخذ كل منهم
مصارعه أخذة يعتقله بها. وفي سير أعلام النبلاء 3/ 266 عن ابن سعد بلفظ اتّحد!
ويؤيده أنه روي بلفظ المصارعة، فقد أخرجه الحافظ ابن مندة في أسماء الصحابة، الورقة 3ب،
وابن ابي شيبة 12242 باسناد آخر بلفظ: اصطرع الحسن والحسين..، وابن حجر في
الاصابة 1/ 331، وابن الاثير في اسد الغابة 1/ 20 في ترجمة الحسين عليه السلام، كلهم رووه
من طريق الحافظ أبي يعلى: أخبرنا سلمة بن حيان، حدثنا عمر بن خليفة العبدي، عن محمد بن زياد،
عن أبي هريرة، كان الحسن والحسين يصطرعان...
وفي سبل الهدى والرشاد ج2 الورقة 544 روى ابن السني في معجمه عن أبي هريرة، قال: كان
الحسن والحسين يصطرعان.
وروى أبو القاسم البغوي والحارث ابن أبي اسامة، عن جعفر بن محمد ـ رضي الله تعالى عنه ـ
عن آبائه، قال: إن الحسن والحسين ـ رضي الله تعالى عنهما ـ كانا يصطرعان...
وفي المطالب العالية (المسندة) الورقة 155 ب: وقال الحارث: حدثنا الحسن بن قتيبة، حدثنا
حسن المعلم، عن محمد بن علي، قال: اصطرع الحسن والحسين. [ المطالب العالية المطبوعة 4/ 71 ].
وفي ذخائر العقبى ص 134 عن ابن المثنى [ أظنه ابن السني ] وابن بنت منيع (وهو الحافظ
البغوي).
وفي كنز العمال 13/ 661 عن ابن شاهين، ولفظه: فاعتركا.
(69) خالد بن مضرّب العبدي الكوفي اخو حارثة بن مضرب، روى عنه ابو اسحاق الهمداني، راجع
ترجمته في التاريخ الكبير للبخاري 3/ 173 رقم 590 والجرح والتعديل 3/ 352 رقم 1587.
أخرجه في المستدرك 3/ 173 بإسناده إلى حارثة بن مضرب.
(63)
إلاّ على ما اقول لكم، قالوا: وما هو؟ قال: تسالمون من سالمت، وتحاربون من حاربت.
93ـ قال: أخبرنا الفضل بن دكين، قال: حدثنا المغيرة بن زيد الجعفي، قال:
حدثتني جدتي: ان الحسن بن علي دخل على جدتي عائشة بنت خليفة في يوم
حار، فقالت لجاريتها: خوضي له لبناً، فأخذه فشربه فقالت: تجرّعه، فقال: إنما
يتجرّع أهل النار
(70).
94ـ قال: أخبرنا الفضل بن دكين، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن محمد
ابن جحادة، عن قتادة، عن أبي السوار الضبعي، عن الحسن بن علي، قال: رفع
الكتاب وجف القلم، وامور تقضى في كتاب قد خلا
(71).
95ـ قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم، عن القاسم بن الفضل، قال: حدثنا أبو
هارون، قال: انطلقنا حجاجاً فدخلنا المدينة، فقلنا: لو دخلنا على ابن رسول الله
ـ صلى الله عليه وسلم ـ الحسن فسلمنا عليه، فدخلنا عليه فحدثناه بمسيرنا وحالنا،
فلما خرجنا من عنده بعث إلى كل رجل منا بأربعمائة أربعمائة، فقلنا: إنا أغنياء
وليس بنا حاجة، فقال: لا تردوا عليه معروفة، فرجعنا إليه فأخبرناه بيسارنا
وحالنا، فقال: لا تردوا عليّ معروفي فلو كنت على غير هذه الحال كان هذا لكم
يسيراً، أما إني مزودكم أن الله تبارك وتعالى يباهي ملائكته بعباده يوم عرفة
يقول: عبادي جاؤوني شعثاً، يتعرضون لرحمتي فاشهدكم أني قد غفرت لمحسنهم،
وشفعت محسنهم في مسيئهم، وإذا كان يوم الجمعة فمثل ذلك
(72).
96ـ قال: أخبرنا عفان بن مسلم، قال: حدثنا حماد بن سلمة، قال: أخبرنا
____________
(70) كان في الاصل مغيرة بن يزيد، والصحيح ما أثبتناه كما في ترجمته من التأريخ الكبير للبخاري
7/ 325 والجرح والتعديل لابن أبي حاتم 8/ 221، فقد ذكراه في باب الزاي في آباء من يسمى
مغيرة، وقالا: مغيرة بن زيد الجعفي، عن جدته.
(71) جحادة ـ بتقديم الجيم على الحاء ـ.
وأبو السوار الضبعي، كذا في الاصل، وهو في جميع المصادر الرجالية عدوي، وهو من رجال
الصحيحين، قال في تهذيب التهذيب 12/ 123: أبو السوار العدوي البصري قيل: اسمه حسان بن
حريث... روى عن علي بن أبي طالب والحسن بن علي... وعنه قتادة...
(72) رواه ابن عساكر برقم 254 بالاسناد عن ابن سعد، وأورده الذهبي في سير أعلام النبلاء 3/ 261،
الى قوله يوم عرفة.
(64)
هشام بن عروة، عن عروة: ان الحسن بن علي بن أبي طالب كان يقول إذا طلعت
الشمس: سمع سامع بحمد الله الاعظم، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء
قدير، سمع سامع بحمد الله الامجد لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل
شيء قدير.
97ـ قال: أخبرنا عبدالله بن جعفر الرقي، قال: حدثنا عبيدالله بن عمرو،
عن إسماعيل بن أبي خالد، عن شعيب بن يسار: ان الحسن بن علي أتى ابناً لطلحة
ابن عبيدالله، فقال: قد أتيتك بحاجة وليس لي مرد، قال: وما هي؟ قال:
تزوجني اختك، قال: إن معاوية كتب إليّ يخطبها على يزيد، قال، ما لي مرد إذ
أتيتك، فزوجها إياه، ثم قال: ادخل بأهلك فبعث إليها بحلة ثم دخل بها، فبلغ
ذلك معاوية فكتب إلى مروان أن خيرها، فخيرها فاختارت حسناً فأقرها، ثم
خلف عليها بعده حسين.
98ـ قال: أخبرنا مالك بن إسماعيل أبو غسان النهدي، قال: حدثنا مسعود
ابن سعد، قال: حدثنا يونس بن عبدالله بن أبي فروة، عن شرحبيل أبي سعيد
(73)،
قال: دعا الحسن بن علي بنيه وبني أخيه، فقال: يا بني وبني أخي، إنكم صغار
قوم يوشك أن تكونوا كبار آخرين، فتعلموا العلم، فمن لم يستطع منكم أن يرويه
أو يحفظه فليكتبه وليضعه في بيته.
____________
(73) كان في الاصل هنا: أبي سعيد، وفي الحديث الاتي: أبو سعد وهو الصحيح، كما في الطبقات
5/ 310، قال: شرحبيل بن سعد، مولى الانصار، ويكنى أبا سعد... وفي الجرح والتعديل 4/ 338:
شرحبيل بن سعد أبو سعد الخطمي الانصاري مولاهم، وكان عالماً بالمغازي... ولم يكن أحد بالمدينة
أعلم بالمغازي والبدريين منه فاحتاج، فكأنهم اتهموه وكانوا يخافون إذا جاء إلى الرجل يطلب منه
شيئاً فلم يعطه أن يقول: لم يشهد أبوك بدراً!
أقول: هكذا لعبوا بالتاريخ منذ البداية وقلبوا الحقائق حسب حاجاتهم المادية والسياسية وإلى الله
المشتكى.
والحديث رواه البخاري في التاريخ الكبير 8 / 407 عن ابن أبي فروة أن الحسن بن علي جمع بنيه
وبني أخيه...
ورواه المزي في تهذيب الكمال في ترجمة الحسن عليه السلام.
وأخرجه الحافظ ابن عساكر في تاريخه برقم 283 من طريق الخطيب ، وبرقم 284 من طريق
البيهقي عن الحاكم بإسناد آخر.
(65)
99 ـ قال: أخبرنا الفضل بن دكين، قال: حدثنا عبدالرحمن بن عبد ربه،
قال: حدثني شرحبيل أبو سعد، قال: رأيت الحسن والحسين يصليان المكتوبة
خلف مروان
(74).
100ـ قال: أخبرنا الفضل بن دكين، قال: حدثنا عبيد أبو الوسيم الجمال، عن
سلمان أبي شداد
(75)، قال: كنت الاعب الحسن والحسين بالمداحي، فكنت إذا
أصبت مدحاته فكان يقول لي: يحل لك أن تركب بضعة من رسول الله ـ صلى الله
عليه وسلم ـ ؟! وإذا أصاب مدحاتي قال: أما تحمد ربك أن يركبك بضعة من
رسول الله.
101ـ قال: أخبرنا أبو معاوية وعبدالله بن نمير، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن
حكيم بن جابر، قال: حدثتني مولاة لنا: ان أبي أرسلها إلى الحسن بن علي فكانت
لها رقعة تمسح بها وجهه إذا توضأ، قالت: فكأني مقته على ذلك فرأيت في المنام
كأني أقيء كبدي، فقلت: ما هذا إلا مما جعلت في نفسي للحسن بن علي
(76).
102ـ قال: أخبرنا علي بن محمد، عن أبي معشر، عن محمد الضمري، عن زيد
ابن أرقم، قال: خرج الحسن بن علي وعليه بردة ورسول الله ـ صلى الله عليه
وسلم ـ يخطب، فعثر الحسن فسقط، فنزل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من
المنبر وابتدره الناس فحملوه، وتلقاه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فحمله
ووضعه في حجره، وقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: إن للولد لفتنة، ولقد
____________
(74) راجع ترجمة شرحبيل في تعليق الحديث السابق، وعلى تقدير صدق القضية فإنما كانا يأتمان بمروان
وهو أمير المدينة اتقاء شره وأذاه، ومع ذلك لم يسلما من غوائله حتى بعد الموت.
وهذه هي التقية التي تقول بها الشيعة تبعاً لتعاليم أئمة العترة الطاهرة ـ عليهم السلام ـ وأما إخواننا
السنيون فيرون الصلاة خلف كل بر وفاجر.
(75) كان في الاصل: سليمان، فصححناه على التاريخ الكبير للبخاري 4/ 138، قال: سلمان أبو شداد
رجل من أهل المدينة، سمع ام سلمة وأبا رافع والحسين بن علي، روى عنه عبيد أبو الوسيم، ونحوه في
الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 2/ 298 و 3/ 7.
وهذا الاثر رواه ابن عساكر في ترجمة الامام الحسن ـ عليه السلام ـ ص 136 عن ابن سعد،
وأخرجه الحافظ الطبراني في المعجم الكبير 3/ 14 برقم 2565 بطرق عن عبيد.
(76) أخرجه ابن عساكر برقم 232 بغير هذا الاسناد واللفظ.
(66)
نزلت إليه وما أدري اين هو ؟!
(77).
103ـ قال: أخبرنا علي بن محمد
(78)، عن أبي عبدالرحمن العجلاني، عن سعيد
ابن عبد الرحمن، عن أبيه، قال: قال: تفاخر قوم من قريش فذكر كل رجل ما
فيهم، فقال معاوية للحسن: يابامحمد ما يمنعك من القول، فما أنت بكليل اللسان،
قال: يا أمير المؤمنين! ما ذكروا مكرمة ولا فضيلة إلا ولي محضها ولبابها، ثم قال:
فيم الكلام وقد سبقت مبرزاً * سبق الجياد من المدا المتنفسِ
104ـ قال: أخبرنا علي بن محمد، عن محمد بن عمر العبدي، عن أبي سعيد:
ان معاوية قال لرجل من أهل المدينة من قريش: أخبرني عن الحسن بن علي،
قال: يا أمير المؤمنين، إذا صلى الغداة جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس، ثم
يساند ظهره فلا يبقى في مسجد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ رجل له شرف
وإلا أتاه فيتحدثون، حتى إذا ارتفع النهار صلى ركعتين ثم نهض فيأتي امهات
المؤمنين فيسلم عليهن فربما أتحفنه، ثم ينصرف إلى منزله ثم يروح فيصنع مثل
ذلك، فقال: ما نحن معه في شيء
(79).
____________
(77) علي بن محمد هو أبو الحسن المدائني.
وأبو معشر هو نجيح بن عبدالرحمن السندي المدني، من رجال السنن الاربعة [ الطبقات 5 / 418،
تهذيب التهذيب 10/ 419 ].
والضمري ـ بفتح فسكون ـ نسبة إلى بني ضمرة.
والحديث رواه البلاذري في أنساب الاشراف برقم 4 عن المدائني بالاسناد، والحافظ ابن عساكر
في تأريخه برقم 152 من طريق ابن سعد.
وأخرجه الحافظان ابن خزيمة وأبو يعلى بطرقهما في الحسن والحسين عليهما السلام، كما ذكره ابن
كثير في تأريخه 8/ 35، ثم قال: وقد رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة من حديث الحسين بن واقد،
وقال الترمذي: حسن غريب لا نعرفه إلا من حديثه، وقد رواه محمد الضمري عن زيد بن أرقم فذكر
القصة للحسن وحده.إهـ.
وأخرجه الحافظ ابن عساكر برقم 152 بإسناده عن ابن سعد.
وأخرجه قبله من طريق الحافظ ابن خزيمة.
(78) علي بن محمد هو المدائني، ولكن اللذين بعده لم أعرفهما رغم الفحص عنهما.
والحديث رواه البلاذري في أنساب الاشراف ص 15 برقم 17 عن المدائني بالاسناد واللفظ.
كما أخرجه الحافظ ابن عساكر في ترجمة الحسن عليه السلام من تأريخ مدينة دمشق بإسناده عن
ابن سعد برقم 244.
(79) علي بن محمد هو المدائني، وكان بعده في الاصل: «عن محمد» مكرر زائد فحذفناه، وقد رواه
=
(67)
105ـ قال: أخبرنا يحيى بن حماد، قال: حدثنا أبو عوانة، عن سليمان، عن
حبيب بن أبي ثابت، عن أبي إدريس، عن المسيب بن نجبة، قال: سمعت [علياً]
يقول: ألا احدثكم عني وعن أهل بيتي ؟ أما عبدالله بن جعفر فصاحب لهو، وأما
الحسن بن علي فصاحب جفنة وخوان، فتى من فتيان قريش لو قد التقت حلقتا
البطان لم يغن في الحرب عنكم شيئاً! وأما أنا وحسين فنحن منكم وأنتم
منا
(80).
106ـ قال: أخبرنا علي بن محمد، عن سليمان بن أيوب، عن الاسود بن قيس
العبدي، قال: لقي الحسن بن علي يوماً حبيب بن مسلمة فقال له: يا حبيب، رب
مسير لك في غير طاعة الله، فقال: أما مسيري إلى أبيك فليس من ذلك قال:
بلى، ولكنك أطعت معاوية على دنيا قليلة زائلة، فلئن كان قام بك في دنياك
لقد قعد بك في دينك، ولو كنت إذ فعلت شراً قلت خيراً كان ذاك كما قال
الله تبارك وتعالى «خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً» ولكنك كما قال جل
ثناؤه: «كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون»
(81).
107ـ قال: أخبرنا علي بن محمد، عن خلاد بن عبيدة،عن علي بن زيد بن
جدعان، قال: حج الحسن بن علي خمس عشرة حجة ماشياً وأن النجائب لتقاد
معه، وخرّج من ماله لله مرتين، وقاسم الله ماله ثلاث مرات، حتى إن كان
____________
=
البلاذري في أنساب الاشراف برقم 27 عن المدائني عن العبدي دون واسطة بينهما، وأخرجه ابن
عساكر في تاريخه برقم 231 من طريق ابن سعد عن المدائني عن العبدي من غير واسطة بينهما.
(80) كيف يصح الحديث وعلي ـ عليه السلام ـ هو الذي كان يجد صولة الحسن والحسين عليهما السلام ـ
في صفين وعدم مبالاتهما بالموت وعدم تهيبهما الجموع المحتشدة التي زلزلت محمد بن الحنفية وهو ذلك
الشجاع المقدام، حتى انتهره علي ـ عليه السلام ـ بقوله: «أدركك عرق من امك؟!».
أما هما فلم يظهر عليهما غير الجلد والاقدام والمخاطرة بالنفس، حتى قال علي عليه السلام ـ كما في
النهج ـ مخاطبًا أصحابه: «املكوا عني هذين الغلامين فإني أنفس بهما أن ينقطع نسل رسول الله».
(81) رواه الحافظ ابن عساكر في ترجمة الحسن ـ عليه السلام ـ من تاريخ دمشق رقم 238 من طريق ابن
سعد.
وأورده سبط ابن الجوزي في تذكرة خواص الامة ص 196 عن ابن سعد في الطبقات، ثم قال:
ورواه جدي في الصفوة.
(68)
ليعطي نعلاً ويمسك نعلاً ويعطي خفاً ويمسك خفاً
(82).
108ـ قال: أخبرنا علي بن محمد، عن حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة،
عن عروة: ان أبابكر ـ رضي الله عنه ـ خطب يوماً فجاء الحسن فصعد إليه المنبر،
فقال: انزل عن منبر أبي، فقال علي: إن هذا لشيء عن غير ملأٍ منا
(83).
109ـ قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثنا عبدالرحمن بن أبي الموالي، قال:
سمعت عبدالله بن حسن يقول: كان حسن بن علي قلما تفارقه أربع حرائر فكان
صاحب ضرائر، فكانت عنده ابنة منظور بن سيار الفزاري، وعنده امرأة من بني
أسد من آل خزيم، فطلقهما وبعث إلى كل واحدة بعشرة آلاف درهم وزقاق من
عسل متعة، وقال لرسوله يسار بن سعيد بن يسار ـ وهو مولاه ـ: احفظ ما تقولان
لك، فقالت الفزارية: بارك الله فيه وجزاه خيراً، وقالت الاسدية: متاع قليل
من حبيب مفارق، فرجع فأخبره، فراجع الاسدية وترك الفزارية
(84).
110ـ قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن جعفر
ابن محمد، عن أبيه، قال: قال علي: ما زال الحسن بن علي يتزوج ويطلق حتى
خشيت أن يكون يورثنا عداوة في القبائل
(85).
____________
(82) رواه البلاذري في أنساب الاشراف برقم 6 عن المدائني بالاسناد واللفظ، وأخرجه ابن عساكر في
تاريخه برقم 238 من طريق ابن سعد كما أخرجه من عدة وجوه.
وأورده الحافظ المزي في تهذيب الكمال في ترجمة الحسن ـ عليه السلام، وسبط ابن الجوزة في
تذكرة خواص الامة ص 196، والسيوطي في تاريخ الخلفاء ص 190، كلهم عن ابن سعد في الطبقات،
وقال السبط، رواه جدي في الصفوة.
وفي تهذيب الكمال: «خلاد بن عبيد»، والصحيح ما في الطبقات وغيره، وقال ابن ماكولا في
الاكمال 6/ 47 في باب عبيدة، بالتاء وضم العين: خلاد بن عبيدة، روى عن علي بن زيد، روى عنه
المدائني. وكان في الاصل: علي بن زيد، عن جدعان، وهو خطأ واضح.
(83) رواه البلاذري في أنساب الاشراف ج 3 ص 26 برقم 41 عن عبدالله بن صالح، عن حماد، ويأتي
في صفحة 219، أن الحسين ـ عليه السلام ـ صعد إلى عمر فقال له: إنزل عن منبر أبي.
(84) رواه ابن عساكر في تاريخه ص 152 عن ابن سعد.
وراجع تعليق الحديث الثالث التالي.
(85 و 86) إشارة واحدة من أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ كانت تكفي في أن يمتنع الحسن ـ عليه السلام ـ عما
لا يرتضيه له أبوه وولي أمره وأمير المسلمين جميعاً، وما حاجته إلى أن ينهى الجماهير عن أن يزوجوه ؟!
فلو نهى ابنه سراً لاطاعه ولما احتاج إلى أن ينهى الناس علانية فيعصونه، ولكنها أساطير الاولين
=
(69)
111ـ قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثني حاتم بن إسماعيل، عن جعفر
ابن محمد، عن أبيه، قال: قال علي: يا أهل الكوفة، لا تزوجوا الحسن بن علي فإنه
رجل مطلاق فقال رجل من همدان: والله لنزوجنه، فما رضي أمسك وما كره
طلق
(86).
112ـ قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني علي بن عمر، عن أبيه، عن علي
ابن حسين، قال: كان الحسن بن علي مطلاقاً للنساء، وكان لا يفارق امرأة إلا
وهي تحبه
(87).
____________
=
اكتتبها.
وأمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ أعرف الناس بطواعية ابنه البار له، وإنه المعصوم المطهر بنص الكتاب
والسنة الثابتة الصحيحة، وقد نص هو أيضاً على عصمته فيما أخرجه الحافظ أبو سعيد بن الاعرابي في
معجمه الورقة 157/ أ: أخبرنا داود [ ابن يحيى الدهقان ]، أخبرنا بكار بن أحمد، أخبرنا إسحاق ـ يعني
ابن يزيدـ، عن عمرو بن أبي المقدام، عن العلاء بن صالح، عن طارق بن شهاب، قال: سمعت عليا
يقول:
المعصوم منا أهل البيت خمسة: رسول الله وأنا وفاطمة والحسن والحسين.
وراجع تعليق الحديث الآتي.
(87) محمد بن عمر هو الواقدي، وعلي بن عمر ـ في هذه الطبقة ـ نكرة، هو وأبوه مجهولان، قال الذهبي في
ميزان الاعتدال 3/ 148: علي بن عمر الدمشقي، عن أبيه، وعنه بقية، لا يدرى من هو؟!
ولقد تعددت القصص عن زوجات الحسن ـ عليه السلام ـ وطلاقه! والذي يبدو أنها حيكت بعده
بفترة، وإلا فطيلة حياته ـ عليه السلام ـ لم نر معاوية ولا واحداً من زبانيته عاب الحسن ـ عليه السلام ـ
بذلك ولا بكته بشيء من هذا القبيل وهو الذي كان يتسقط عثرات الحسن ـ عليه السلام ـ فلم يجد فيه
ما يشينه وهو ممن أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.
ولو كان هناك بعض الشيء لزمر له معاوية وطبل هو وكل أجهزة إعلامه، أضف إلى ذلك
كله أن المراجع التاريخية وكتب الانساب والرجال بين أيدينا لا تعد له من النساء والاولاد أكثر من
المعتاد في ذلك العصر، فلا نساؤه أكثر من نساء أبيه ـ مثلاً ـ ولا أولاده أكثر من أولاده، فلو كان أحصن
سبعين امرأة أو تسعين لكان أولاده يعدون بالمئات.
وهذا ابن سعد إقرأ صدر هذه الترجمة لا تجده سمى للحسن ـ عليه السلام ـ أكثر من ست نساء
وأربع امهات أولاد.
والمدائني كذلك لم يعد للحسن ـ عليه السلام ـ أكثر من عشر نساء كما في شرح نهج البلاغة لابن
أبي الحديد 16/ 21.
وقد بسط علماؤنا القول في ذلك ودفعوا كل الشبه والتمويهات فاقرأ مثلاً: حياة الامام الحسن
ـ عليه السلام ـ للعلامة النقاد الشيخ باقر شريف القرشي، راجع ج2 ص451ـ472.