اليوم الخامس :
اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ في اللَيلِ إذ أدبرَ ، ولَكَ الحَمدُ في الليلِ إذا
أسفَرَ ، ولَكَ الحَمدُ حَمداً يبلُغُ أوّلهُ شُكركَ ، وعاقِبتهُ رِضوانكَ ، ولَكَ الحَمدُ
في السّماواتِ مَحموداً ، وفي عِبادِكَ مَعبوداً .
اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ في القضاءِ ، ولَكَ الحَمدُ في الرخاءِ ، ولَكَ الحَمدُ في
النِعَمِ الظاهِرةِ ، ولَكَ الحَمدُ في النِعَمِ الباطِنَةَ ، ولَكَ الحَمدُ في النِعَمِ
المُتظاهِرَةِ ، ولَكَ الحَمدُ ربَّ العالمين ، اهل الحمدِ ، وولي الحَمدِ ، مِنهُ بَدَأ
الحَمدُ ، واليهِ يَنتهي الحَمدُ .
الحَمدُ لله أوَّل الليلِ ، وآخِرِ النّهارِ ، وأوّلِ النّهار وآخِرِ الليلِ ،
والحَمدُ لله في الأوّلينَ ، والحَمدُ لله مِلء السّماوات والأرضينَ ، وما يشاءُ بَعدَ
ذلَكَ حَتى يَرضى ، الحَمدُ لله عَدَدَ خَلقِهِ وأفضلَ من ذلَكَ ما يشاءُ ، فإنّهُ
أحصى كُلّ شيء عَدَدَاً ، ووَسِع كُلّ شيءٍ رَحَمةً .
الحَمدُ لله الّذي خَلقَ السّماوات والأرضَ وما بَينهُما في سِتّةِ أيّامٍ
ثُمّ استوى على العرشِ ، الحَمدُ لله الّذي رَفَعَ السّماوات بغيرٍ عَمدٍ يرُى ،
الحَمدُ لله الّذي جَعلَ في السّماءِ رِزقنا وما وعَدنا ربّنا ، الحَمدُ لله الّذي زَيّن
السّماءَ الدُّنيا بمصَابيحَ وَجَعَلها رُجوماً لِلشياطينِ ، الحَمدُ لله الّذي جَعلَ
الأرضَ قراراً فَأنْبتَ لَنا من الشّجَر والزّرعِ والفواكهِ والنخل ألواناً ،
الحَمدُ للهِ الّذي جَعلَ في الأرضِ جَنّاتٍ وأعناباً وفَجّرَ فيها عُيوناً وَجعلَ
(182)
فيها أنهاراً ، الحَمدُ لله الّذي جَعلَ في الأرضِ رَواسيَ أن تميدَ بنا فجعلها
لِلأرضِ أوتاداً ، الحَمدُ لله الّذي سَخّرَ لَنا البحر لتجريَ الفُلَكَ فيهِ بأِمرهِ
وَلنَبتغي من فَضلِه وَجعَلَ لَنا مِنهُ حليةً نَلَبسها ولَحماً طَرياً ، الحَمدُ لله
الّذي سَخّرَ لنَا الأنعامَ لِنَأكُلَ مِنها وَجعلَ (لنا)
(1) مِنها رُكُوباً وجَعلَ لَنا من
جُلُودِ الأنعامِ بُيوتأً ولِباساً وفِراشاً ومتاعاً إلى حينٍ .
الحَمدُ لله الَكَريمِ في مُلَكهِ ، القاهرِ لَمِن فيه ، القادِرِ على أمرهِ ،
المحمود في صنعِهِ ، اللطيف بعلمِهِ ، الرؤوف بعبادِهِ ، المستأثرِ في جَبَروتِهِ
في عزّ جَلالِهِ وهَيبتِهِ .
الحَمدُ لله الفاشِي في خَلقهِ حَمدُهُ ، الظّاهرِ (بالَكَبرياءِ)
(2) مجدُهُ ،
الباسِطِ بالخَير يَده . الحَمدُ لله الّذي تَردّى بالحَمدِ ، وَتعَطّفَ بالفَخرِ ،
وَتَكبّرَ بالمهابَةِ ، واستشعَرَ بالجَبروتِ ، (واحتَجبَ بشعاعِ نورهِ عن
نواظرِ خَلقِهِ)
(3) .
الحَمدُ لله الّذي لا مُضادَ لهُ في مُلَكَه ، ولا مُنازِعَ لهُ في أمرهِ ، ولا شبِهَ
لهُ في خَلقِهِ ، لا إله إلاّ هُوَ لا راد لأِمرهِ ، ولا دافِعَ لِقضائِهِ ، لَيس لَه ضِدّ
ولا نِدٌّ ولا عِدلٌ ولا شِبهٌ ولا مِثلٌ ، ولا يُعجزُهُ من طَلَبه ، ولا يسبقُهُ مَن هَرَبَ ،
ولا يَمَتنِعُ مِنهُ أحَدٌ ، خَلقَ الخلقَ على غَيرِ أصلٍ ، وابتَدَأهم على غَيرِ
____________
(1) اثبتناها من نسخة «ن» .
(2) في نسخة «ك» : بالَكَبر في ، وما اثبتناه من نسخة «ن» .
(3) في نسخة «ك» : اتخذ الأبد حجاباً ، واثبتنا ما في نسخة المجلسي .
(183)
مثالٍ ، وقهرَ العِبادَ بِغيرِ أعوانٍ ، ورَفع السّماء بِغَيرِ عَمَدٍ وبَسطَ الأرضَ
على الهواءِ بِغيرِ أركانٍ .
الحَمدُ لله على ما مَضى وعلى ما بَقي ، ولهُ الحَمدُ على ما يُبدي
وَعلَى ما يُخفي ، وله الحَمدُ على ما يَكونُ . اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ على حِلمكَ بَعدَ
عِلمكَ ، ولَكَ الحَمدُ على عَفوكَ بَعدَ قدرتِكَ ، ولَكَ الحَمدُ على صَفحِكَ بَعدَ
اعذارِكَ ، ولَكَ الحَمدُ على ما تاخذ وعلى ما تعطي ، ولَكَ الحَمدُ على ما
تُبلي وتبتَلي ، ولَكَ الحَمدُ على أمرِكَ حَمداً لا يَعجِزُ عَنكَ ، ولا يَقصِر دُون
أفضَل رِضاكَ يا أرحَمَ الرّاحمينَ
(1) .
اليوم السادس :
اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ حمداً أبلٌغٌ به رِضاكَ ، واُؤدي به شكركَ ،
وأستوجِبِ بِه المزيد مِن عِندِكَ . اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ على حلمِكَ بَعدَ عِلمِكَ ،
ولَكَ الحَمدُ على عفوِكَ بعدَ قٌدرتِكَ . اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ كما أنعمتَ
عَلينا نَعِماً بعدَ نعمٍ ، اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ بالإسلام ، ولَكَ
الحَمدُ بالقُرآنِ ، ولَكَ الحَمدُ بالأهلِ والمالِ ، ولَكَ الحَمدُ بالمُعافاةِ ، ولَكَ
الحَمدُ في السّرّاءِ والضّرّاءِ ، ولَكَ الحَمدُ في الشِدّةِ والرّخاءِ ، ولَكَ الحَمدُ
على كُلّ حالٍ .
اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ كما أنت أهلُهُ ، وكما يَنبَغي لوجهِكَ الَكَريمِ ،
اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ عَددَ الشّعرِ والوبرِ ، ولَكَ الحَمدُ عَددَ الشّجرِ والوَرَقِ ،
____________
(1) نقله المجلسي في البحار 97 : 191 .
(184)
ولَكَ الحَمدُ عَددَ الحَصى والمَدَر ، ولَكَ الحَمدُ عَددَ رَملِ عالجٍ
(1) ، ولَكَ
الحَمدُ عَدَدَ أيام الدُّنيا والآخِرَةِ ، ولَكَ الحَمدُ عَدَدَ نُجوُمِ السّماء .
اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ إنَّما أمرٌك إذا أردتَ شيئاً أن تَقُولَ لهُ كُن
فَيكوُنُ ، اصطَنَعتَ عِندنا أن نَشكُركَ . الحَمدُ لله الّذي لا ينسى من ذَكَرَهُ ،
الحَمدُ لله الّذي لا يُخيّبُ من رَجاه ، الحَمدُ لله الّذي مَن تَوَكّلَ عَليهِ كَفاهُ ،
والحَمدُ لله الّذي مَن وَثقَ بِهِ لم يَكِلُه إلى غَيرِهِ ، والحَمدُ لله الّذي يجزي
بالصّبرَ نجاةً ، وبالاحسانِ إحساناً ، والحَمدُ للهِ الّذي يَكشِفُ عَنّا الضرَّ
والَكَربَ ، والحَمدُ لله الّذي هو ثقتنا حين تَنقَطِعُ الحيلِ مِنّا ، والحَمدُ للهِ
الّذي هو رَجاؤنا حين تسُوءُ ظُنونُنا بأعمالِنا .
الحَمدُ لله الّذي أُسائِلُهُ العافِيةَ فَيُعافيني وان كنت مُتعرِّضاً لما
يؤذيني ، الحَمدُ لله الّذي أستغيثُهُ فَيُغيثُني ، الحَمدُ لله الّذي أستعينهُ فَيُعينني ،
الحَمدُ لله الّذي أدعُوهُ فَيُجيبني ، الحَمدُ للهِ الّذي أسَتنصرهُ فينتصر لي ،
الحَمدُ لله الّذي أسألهُ فَيعُطيني وإن كُنتُ بَخيلاً حينَ يَستَقرضُني ، الحَمدُ
لله الّذي أُناجيهِ كما شِئتُ بما أريدُ من حاجَتي ، الحَمدُ للهِ الّذي يَحلمُ عَنّي
كأني لا ذَنبَ لي ، الحَمدُ لله الّذي يَتَحبّبُ إليّ وهو غَنيّ عَني ، والحَمدُ لله
الّذي لم يَكلني إلى النّاس فَيهينُوني .
____________
(1) عالج (باللام المكسورة والجيم) : رمال بين فيد والقريات وهي متصلة بالثعلبية على طريق مكة ، لا ماء
بها . انظر معجم البلدان 4 : 69 .
(185)
الحَمدُ لله الّذي مَنَّ عَلَينا بَنَبِيِّنا مُحمّدٍ صلى اللهُ عليه وآلهِ وسَلّم .
الحَمدُ لله الّذي حَمَلَنا في البرّ والبحرِ وَرزَقَنا من الطَيباتِ وفَضَّلَنا على
كثيرٍ ممَّن خَلَقَ تَفَضيلاً ، والحَمدُ لله الّذي آمَنَ رَوعَنا ، والحمدُ للهِ الَّذي
سَتَرَ عَورَتَنا ، والحمدُ للهِ الَّذي أشبع جَوعَتَنا ، والحَمدُ لله الّذي أقالنا عَثَرتَنا .
الحَمدُ لله الّذي رَزَقنا ، الحَمدُ لله الّذي آمَنَنا ، الحَمدُ للهِ الّذي كَبتَ
عَدُوَنا ، الحَمدُ لله الّذي ألّفَ بَينَ قُلُوبِنا، الحَمدُ للهِ مالِكِ الحَمدُ ، مُجرِي
الفُلَكَ ، الحَمدُ للهِ ناشِرِ الرّياح ، فالِقِ الإصباحِ .
الحَمدُ لله الّذي عَلا فَقَهَرَ، الحَمدُ للهِ الّذي بَطَنَ فَخَبَرَ ، الحَمدُ للهِ
الّذي أحصى كُلّ شيءٍ عَدَداً ، الحَمدُ للهِ الّذي نَفذَ (في)
(1) كُلّ شيءٍ
بَصَرهُ ، الحَمدُ للهِ الّذي لَطفَ بِكُلّ شيءٍ خبره ، الحَمدُ للهِ الّذي لَهُ
الشّرفُ الأعلى ، والأسماءُ الحُسنى .
الحَمدُ لله الّذي (ليس)
(2) مِن أمِرهِ مَنجا ، الحَمدُ للهِ الّذي لَيسَ عَنهُ
مَحيدٌ ، ولا عَنهُ مُنصرفٌ ، بل إليهِ المَرجع والمُزدَلف . الحَمدُ لله (الّذي)
(3) لا
يَغفلُ عَن شيءٍ ، ولا يُلهيهِ شيءٌ عن شيءٍ .
الحَمدُ للهِ الّذي لا تَستُرُ مِنهُ القصوُرُ ، ولا تُكِنّ مِنهُ السُّتُورُ
(4) ، ولا
____________
(1) اثبتناها من نسخة «ن» .
(2) اثبتناها من نسخة «ن» .
(3) اثبتناها من نسخة «ن» .
(4) في هامش نسخة «ك» : الصدور (ظ) .
(186)
تواري مِنهُ البُحورُ ، وكُلّ شيءٍ إليهِ يصيرُ، الحَمدُ لله الّذي صَدقَ وَعدهُ ،
ونَصرَ عَبدَهُ ، وهَزمَ الأحزابَ وحدَهُ ، الحَمدُ للهِ الّذي يُحيي الموتى ، ويُميتُ
الأحياءَ ، وهو على كُلّ شيءٍ قديرٌ .
الحَمدُ للهِ جزيلِ العطاءِ ، فصلِ القضاءِ ، سابِغِ النَّعماءِ ، لَهٌ
الأرضٌ والسّماءُ ، والحَمدُ للهِ الّذي هُو أولى المحمودينَ بالحَمدِ ، وأولى
المَمدوحين بالثّناءِ والمَجدِ . الحَمدُ لله الّذي لا يَزوُلُ مُلَكُهُ ولا يَتَضَعضَعٌ رُكْنُهُ ،
الحَمدُ لله الّذي لا ترامُ قوتهُ .
اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ في اللَيلِ إذا يَغشى ، ولَكَ الحَمدُ في النّهارِ إذا
تَجَلى ، ولَكَ الحَمدُ في الآخِرةِ والأُولى ، ولَكَ الحَمدُ في السّماوات العُلى ،
ولَكَ الحَمدُ في الأرَضينَ وما تَحتَ الثّرى . اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ حَمداً يزَيدُ
ولا يَبيدُ ، ولَكَ الحَمدُ حَمداً يَصعَدُ ولا ينفَذٌ ، اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ حمداً يَبقى
ولا يَفنى ، ولَكَ الحَمدُ حَمداً تَضَعُ لهُ السّماواتُ كَنفيها ، ولَكَ الحَمدُ حَمداً
دائِماً أبَداً ، فَأنتَ الّذي تُسبَّحُ لَكَ الأرضُ وَمَن عَليها
(1) .
اليوم السابع :
اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ حَمداً لا يَنفَذُ أوّلُهُ ، ولا يَنقَطِعُ آخِرُهُ ، ولا يقصرُ دون
عَرشِك (مُنتهاهُ)
(2) ، ولَكَ الحَمدُ حَمداً لا يَحجُبُ عَنكَ ، ولا يَتناهى دونَكَ ،
____________
(1) نقله المجلسي في البحار 97 : 192.
(2) في نسخة «ك» : منتهى واثبتنا ما في نسخة «ن» .
(187)
ولا يَقصِرُ عن أفضلِ رِضاكَ .الحَمدُ لله الّذي لا يُطاعُ إلاّ بإذنِهِ ، والحَمدُ
لله الّذي لا يُعصى إلاّ بِعلمه ، والحَمدُ لله الّذي لا يُخافُ إلاّ عَدلُهُ ، والحَمدُ
لله الّذي لا يُرجى إلاّ فَضلهُ .
الحَمدُ لله الّذي لَهُ الفضلُ على مَن أطاعَهُ ، والحَمدُ للهِ الّذي لَهُ
الحُجّةُ على مَن عَصاهُ ، والحَمدُ لله الّذي من رَحِمَ من جَميع خَلقِهِ كان
فَضَلاً مِنُه ، والحَمدُ لله الّذي مَن عَذبَ من خَلقِهِ كان عَدلاً مِنهُ .
الحَمدُ لله الّذي لا يَفُوتُهُ القَريبُ ، ولا يَبعُدُ عَليهِ البَعيدُ ، الحَمدُ
لله الّذي حَمِدَ نَفسُهُ واستحمِد إلى خَلقِهِ ، الحَمدُ لله الّذي فَتحَ بالحَمدِ
كتابَهُ ، وَجَعلَهُ (آخِر)
(1) دَعوى أهل جَنّتِهِ ، وخَتمَ بِه قَضاءه ُ، الحَمدُ لله الّذي لايَزولُ ولايزالُ ، الحَمدُ لله الّذي كانَ قَبلَ كانَ ، ولا يُوجَدُ لَكَانَ مَوضِعُ
قَبلَهُ ، والحَمدُ لله الّذي لا يَكونُ كائِنٌ غَيرُهُ ، لأنِهُ هو الأوَّلُ لا شَيءَ قَبلَهُ ،
وهُو الآخرُ لا شيءَ مِثلهُ ، وهُو الباقي الدّائم بغيرِ غايةٍ ولا فناءٍ .
الحَمدُ لله الّذي لا تدرك الاوهام وصفه ، الحَمدُ لله الّذي ذَهَلَتِ
العُقولُ عن مبَلَغِ كُنهِ عظمَتِهِ حتى رَجعوا إلى ما امتدحَ اللهُ به نَفَسهُ مِن
عِزه وجُودِهِ وطولِه .
الحَمدُ لله الّذي سَد الهواءَ بِالسّماءِ ، ودحا الأرضَ على الماءِ ،
واختارَ لِنَفسِهِ أحسن الأسماءِ . الحَمدُ للهِ الواحِدِ بِغيرٍ تَشبيهٍ ، العالمِ بغيرِ
____________
(1) اثبتناها من نسخة «ن» .
(188)
تكوينٍ ، الباقي بَغيرِ كُلفَةٍ ، الخالِقِ بِغيرِ مَنصبةٍ ، الموصوف بغير غايةٍ،
المعروف بِغيرِ مُنتهى ، الحَمدُ لله رَبِّ العالميَنَ ، رَبّ السّماوات السّبعِ
ورَبّ العرِشِ العظيمِ ، ورَبِّ الأنبياءِ ، ورَبِّ الأوَّلينَ والآخِرينَ ، أحَداً
صَمداً لَم يَلِدْ ولَم يُولَدْ فَيورَثُ ، وَلمْ يَكُنْ لهُ كُفُؤاً أحَدٌ . مَلَكَ المُلوُك بِقدرتِهِ ،
واستَعبَدَ الأربابَ بعزتِهِ ، وسَادَ العُظَماء بِجبروُتِهِ ، واصطنَعَ الفَخَر
والاستكبارَ لِنَفسِهِ ، والفَضلَ والَكَرمَ والجودَ والمَجدَ لَهُ ، جارُ المُستَجيرينَ ،
ولَجأُ المُضطَرينَ ، ومُعتمِدُ المُؤمِنينَ ، وسَبيلُ حاجَةَ العابِدينَ .
اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ بجميعِ مَحامِدكَ كُلها ما قد عَلِمنا منها وما لم
نَعلَم ، ولَكَ الحَمدُ حَمداً يُوفي نِعَمكَ ويُكافي مَزيدكَ ، اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ حمداً
أبلُغُ به رِضاكَ ، وأُؤدّيَ به شُكركَ ، واستوجَبُ بِه المزيدَ مِن عِندِكَ . اللّهُمَّ
لَكَ الحَمدُ على حِلمِكَ بَعدَ عِلمِكَ ، ولَكَ الحَمدُ على عَفوِكَ بَعدَ قُدرَتِكَ
(1) .
اليوم الثامن :
اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ عَددَ الورَقِ والشّجرِ ، ولَكَ الحَمدُ عَددَ الحَصى
والمَدرَ ، ولَكَ الحَمدُ عَددَ الشّعرِ والوَبَرِ ، ولَكَ الحَمدُ عَددَ أيّامِ الدُّنيا
والآخِرَةِ ، ولَكَ الحَمدُ عَددَ نُجُوم السّماءِ ، ولَكَ الحَمدُ عَددَ قَطرِ المَطَرِ ،
ولَكَ الحَمدُ عَددَ قَطر البَحر ، ولَكَ الحَمدُ عَددَ كُلّ شيءٍ خَلَقتَ ، ولَكَ
____________
(1) نقله المجلسي في البحار 97 : 194 باختصار .
(189)
الحَمدُ عَددَ خَلقِكَ ، ولَكَ الحَمدُ مِلء عَرشِكَ ، ولَكَ الحَمدُ مِدادَ كَلِماتِكَ ،
ولَكَ الحَمدُ رِضا نَفسِكَ ، ولَكَ الحَمدُ على ما أحاطَ به عِلمُكَ ، ولَكَ الحَمدُ
في كُلّ شيءٍ احصيتَهُ عَدَداً ، ولَكَ الحَمدُ في كُلّ شيءٍ نَفَذهُ بَصَرُكَ ، ولَكَ
الحَمدُ في كُلّ شَيءٍ بَلَغتهُ عَظَمَتُكَ ، ولَكَ الحَمدُ في كُلّ شيءٍ وسعتهُ رَحمتكَ ،
ولَكَ الحَمدُ في كُلّ شيءٍ خزائِنُهُ بِيدِكَ ، ولَكَ الحَمدُ على ما أحاطَ بهِ
كِتابُكَ ، ولَكَ الحَمدُ حَمداً دائِماً سَرمَداً ، لا يَنقضي أبداً ، ولا تُحصيهِ الخلائِقُ
عَدَداً .
اللّهُمَّ لَكَ الحمدُ على ما تَستجيبُ به لِمن دَعاكَ ، ولَكَ الحَمدُ
بِمحامِدِكَ كُلها على نِعَمِكَ كُلها ، سِرها وعَلانِيتِها ، وأوَّلها واخِرها ،
وظاهِرها وباطِنِها . اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ على ما كانَ وعلى ما لَم يَكُن ، ولَكَ
الحَمدُ على ما هُوَ كائِنٌ ، اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ حَمداً كثيراً ، كما أنَعمتَ عَلَينا
رَبّنا كثيراً .
اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ رَبّنا كُلُّهُ ، ولَكَ المُلكُ كُلُهُ ، وبِيدِكَ الخَيرُ كُلُهُ ،
وإليكَ يَرجَعُ الأمرُ كُلُّهُ ، عَلانيتهُ وَسِرُّهُ ، اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ على بَلائِكَ
وَصَنيعِكَ عِندَنا ، قَديماً وحَدَيثاً ، وعِندِي (خاصة)
(1) . من كَربٍ قَد كَشَفتَهُ
عَنّي ، وَكَم من هَمّ قَد فَرّجتَهُ عَنّي ، وكَم من شِدّةٍ قَد جَعَلتَ بَعدَها رَخاءٍ .
اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ على نِعَمِكَ ما نُسي مِنها وما ذُكِرَ ، وما شُكِرَ مِنها
____________
(1) اثبتناها من نسخة «ن» .
(190)
وما كُفِرَ ، وما مَضى مِنها وما بَقي . اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ عَددَ مَغفِرتِكَ ورَحَمتِكَ ،
ولكَ الحَمدُ عَدَدَ عَفوِكَ وسِترِكَ ، ولَكَ الحَمدُ عَددَ تَفَضُّلَكَ ونعمِكَ ، ولَكَ
الحَمدُ بإصلاحِكَ أمرنا ، وحُسنِ بلائِكَ عِندَنا . اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ رَبّنا أنتَ
أهلٌ أن تُحمد وتُعبدَ وتُشكرَ
(1) .
اليوم التاسع :
اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ على كُلّ خير أعطَيتَناهُ ، ولَكَ الحَمدُ على كُلّ شَرٍّ
صرفتَهُ عَنّا ، ولَكَ الحَمدُ عَددَ ما خَلقتَ وذَرأتَ ، وبَرأتَ وأنشأتَ ، ولَكَ
الحَمدُ عَددَ ما أبليتَ وأوليتَ وأغنيتَ ، وأخَذتَ وأعطَيتَ ، وأمتّ وأحييتَ ،
فكُلّ ذلَكَ لَكَ وإليكَ ، فَتَبارَكَتَ وتَعالَيتَ ، لا يُذلُّ من واليتَ ، ولا يعزُّ من
عاديتَ ، تُبدئ والمعَادُ إليكَ ، وتَقضي ولا يُقضى عَلَيكَ ، وتَستغَني ونَفتقِرُ
إليكَ ، فَلَبيكَ رَبَّنا وسَعدَيكَ ، ولَكَ الحَمدُ على ما وَرّثتَ وأوْرَثتَ ، فَإنّكَ
تَرِثُ الأرضَ وَمَن عَليها وإليكَ يُرجَعُونَ ، وأنتَ كَما أثنيتَ على نَفسِكَ ،
لا يبلغُ مَدحكَ قَولُ قائِلٍ فيكَ .
اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ وليّ الحمد ، ومنتَهى الحَمدُ ، [و] أنتَ حَقيقٌ
بالحَمدِ ، ولَكَ الحَمدُ حمداً لا يَنبغي إلاّ لَكَ . اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ في الليلِ إذا
يَغشى ، ولَكَ الحَمدُ في النّهارِ إذا تَجلّى ، ولَكَ الحَمدُ في الآخرة الأُولى ، ولَكَ
____________
(1) نقله المجلسي في البحار 97 : 195.
(191)
الحَمدُ في السّماواتِ العُلى ، ولَكَ الحَمدُ في الأرضينَ السُّفلى ، وكُلّ شيءٍ
هالَكَ إلاّ وجهكَ .
اللّهُمَّ لَكَ الفَضلُ ، اللّهُمَّ لَكَ الحمدُ في السّراءِ ، ولَكَ الحَمدُ في
الضّراءِ ، ولَكَ الحَمدُ في العُسرِ واليُسرِ ، ولَكَ الحَمدُ في الرّخاءِ والبلاءِ ، ولَكَ
الحَمدُ في الآلاءِ والنعماءِ .
اللّهُمَّ ولَكَ الحَمدُ كما حَمدتَ نَفسَكَ في أُمّ الَكِتابِ وفي التّوارةِ
والإنجيلِ والزّبورِ والقُرآنِ العظيمِ ، ولَكَ الحَمدُ حَمداً لا يَنفذُ أوّلُهُ ،
ولا يَنقطُعِ آخِرهُ ، اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ بالإسلام ، ولَكَ الحَمدُ بالقرآن ، ولَكَ
الحَمدُ بالأهلِ والمالِ والولدِ ، ولَكَ الحَمدُ بالمعافاةِ والشُّكرِ ، ولَكَ الحَمدُ
وإليكَ يَعوُدُ الحَمدُ ، لا شَريك لَكَ .
اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ على حلمِكَ بَعدَ عِلمِكَ ، ولَكَ الحَمدُ على عَفوِكَ
بَعدَ قُدرتِكَ ، ولَكَ الحَمدُ على نعمَتِكَ عَلَينا ، ولَكَ الحَمدُ على فَضلِكَ عَلَينا .
اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ لَن تُعدّ نعمُكَ ولا يُحصيها غَيرُكَ ، اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ كما
ظَهرَت نِعمَتُكَ ولا تَخفى ، ولَكَ الحَمدُ كما كَثُرَتْ أياديكَ فَلا تُحصى ، ولَكَ
الحَمدُ كما أحصيتَ كُلّ شيءٍ عَدَداً ، واحَطتَ بكُلّ شيءٍ عِلماً ، وانفذتَ
كُلّ شيءٍ بَصراً ، وأحصيت كُلّ شيءٍ كتاباً .
اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ كَما أنت أهلُهُ ، لا إلهَ إلاّ أنتَ ، لا يواري مِنكَ لَيلٌ
داج ، ولا سماءٌ ذاتُ أبراجٍٍ ، ولا أرضٌ ذاتُ فِجاجٍ ، ولا بِحار ذاتُ أمواجٍ ،
(192)
ولا جِبالٌ ذات اثباجٍ
(1) ، ولا ظُلُماتٌ بَعضُها فَوقَ بَعضٍ .
يا رَبّ أنَا الصَغيرُ الّذي رَبَّيتَ فلَكَ الحَمدُ ، وأنا الوضيعُ الّذي
رَفَعتَ فلَكَ الحَمدُ ، وأنا المهانُ الّذي أكرمتَ فلَكَ الحَمدُ ، وأنا الذّليلُ
الّذي أعززتَ فلَكَ الحَمدُ ، وأنا السائِلُ الّذي أعطَيت فلَكَ الحَمدُ ، وأنا
الرّاغِبُ الّذي أرضيتَ فلَكَ الحَمدُ ، وأنا العائلُ الّذي أغنيتَ فلَكَ
الحَمدُ ، وأنا الرّاجِلُ الّذي حَملتَ فلَكَ الحَمدُ ، وأنا الضّالُّ الّذي هَديَتَ
فلَكَ الحَمدُ ، وأنا الجاهِلُ الّذي عَلّمتَ فَلَكَ الحَمدُ ، وأنا الخامِلُ الّذي
شَرّفتَ فلَكَ الحَمدُ ، وأنا الخاطئ الّذي عَفَوتَ فلَكَ الحَمدُ ، وأنا المُذنِبُ
الّذي رَحمتَ فلَكَ الحَمدُ ، وأنا المسافرُ الّذي صَحبتَ فلَكَ الحَمدُ ، وأنا
الغائِبُ الّذي أدَّيت فلَكَ الحَمدُ ، وأنا الشاهِدُ الّذي حَفَظتَ فلَكَ الحَمدُ ،
وأنا المَريضُ الّذي شَفَيتَ فلَكَ الحَمدُ ، وأنا السقيمُ الَّذي أبرأتَ فَلكَ
الحمدُ ، وأنا الجائع الّذي اشبعَتَ فَلَكَ الحمدُ ، وأنا العارِي الّذي كَسوتَ
فلَكَ الحَمدُ ، وأنا الطَريدُ الّذي آويتَ فلَكَ الحَمدُ ، وأنا الوحيدُ الذي
عَضدتَ فَلكَ الحَمدُ ، وأنا المخذولُ الَّذي نَصرتَ فَلَكَ الحمدُ ، وأنا المهمومُ
الّذي فَرّجتَ فلَكَ الحَمدُ ، وأنا المَغمومُ الّذي نَفّستَ فلَكَ الحَمدُ ، ولَكَ
الحَمدُ كثيراً كثيراً كثيراً كَما أنعمتَ عليَّ كثيراً .
اللّهُمَّ
(2) وهذهِ نِعمٌ خَصصْتني بها مَعَ نِعمِكَ عَلى بني آدمَ فيما
____________
(1) اثباج : جمع ثبج ، وهو المكان الَكَثير الرمل . الصحاح ـ ثبج ـ 1 : 301 .
(2) اثبتناها من نسخة «ن» .
(193)
سَخّرتَ لَهُم ، ودَفَعت عَنهُم ، وأنعمتَ عَليهِم ، فلَكَ الحَمدُ رَبّ العالَمينَ
كَثيراً ، اللّهُمَّ وَلَم تؤتني شَيئاً مّما آتيتني بِعَمل خَلا مِني ، ولا لَحِق استَوجبتُهُ
مِنكَ ، ولَم تصرِف عنّي شيئاً من هُموم الدُّنيا وكربِها وأوجاعِها وأنواعِ
بَلاياها وأمراضِها وأسقامِها (لشيءٍ)
(1) اكَونُ لُهُ أهلاً ، ولَكَن صَرفَتهُ عَنّي
رَحمةً مِنكَ لي ، وحجّةً لَكَ عَليّ يا أرحمَ الرّاحمينَ . فلَكَ الحَمدُ كثيراً ، كَما
أنعمتَ عَليّ كثيراً ، وصَرَفتَ عنّي البلاءَ كثيراً
(2) .
اليوم العاشر:
إلهي كَم من شيءٍ غِبتُ عَنهُ فَحضَرتَهُ ، فَيسّرَت لي فيهِ المنافع ،
ودَفعتَ عَني فيه السوء ، وحَفَظِتَ مِنّي فيهِ الغيبِةَ ، وَوَفيتَني فيهِ بلا عِلمٍ
مِني ، ولا حَولَ ولا قُوةَ ، فلَكَ الحَمدُ على ذلَكَ والطّولُ والمَنّ . وكم من شيءٍ
لم أغب عنهُ يا إلهي (فَتَوليتَهُ)
(3) لي وسَدَدتَ لي فيه الرأي ، وأعَطَيتَني فيهِ
القَبُول ، وأنَجحتَ فيهِ الطّلبَةَ ، وقَربتَ فيهِ المعونَةَ ، فلَكَ الحمدُ يا إلهي
كَثيراً ، ولَكَ الحَمدُ يا رَبّ العالمينَ .
اللّهُمَّ صَلّ على مُحمّدِ النَّبي المَرضِي الرَّضيّ ، الطَّيبِ التَّقي ،
المُبارَك النَّقي ، الطاهِرِ الزَّكي ، المُطهر الوفي ، وعلى آل مُحمّدٍ الطّيبينَ
____________
(1) في نسخة «ك» : الا ، واثبتنا ما في نسخة «ن» .
(2) نقله المجلسي في البحار 97 : 196 .
(3) في نسخة «ك» : وتوليت ، واثبتنا ما في نسخة «ن» .
(194)
الأخيارِ ، كما صَلَّيتَ على إبراهيمَ وآلِ إبراهيمَ إنّكَ حميدٌ مجيدٌ .
اللّهُمَّ إني أسألَكَ على أثرِ مَحامِدِكَ ، والصّلاةُ على نَبيك مُحمّدٍ
وآلهِ ، أن تَغفرَ لي ذُنوبي كُلّها ، قَديمها وحديثها ، صِغيرِها وكبيرَها ، سِرِّها
وعَلانِيتَها ، ما عَلمِتُ مِنها وما لم أعلَم ، وما أحصَيتَ عَليّ وحَفَظتَهُ ونَسيتُهُ
أنا من نَفسي .
يا الله يا الله ، يا رَحمانُ يا رَحمانُ ، يا رحيمُ يا رحيمُ ، سُبحانَكَ اللّهُمَّ
وَبِحمدِكَ ، لا إلهَ إلاّ أنتَ ، أستَغفِركَ وأتوبُ إليكَ ، أنتَ يا إلهي موضِعُ كُلّ
شَكوى ، ومُنتهى الحاجاتِ ، وأنتَ أمرَتَ خَلقكَ بالدّعاءِ ، وتَكَفّلتَ لَهٌم
بالإجابةِ ، أنتَ قَريبٌ مُجيبٌ ، سُبحانَكَ اللّهُمَّ وبحمدِكَ ، ما أعظمَ أسمكَ
في أهلِ السّماءِ ، وأحَمدَ فِعالَكَ في أهلِ الأرضِ ، وأفشى
(1) خَيُركَ في البرِ
والبحرِ .
سُبحانَكَ اللّهُمَّ وبحمدِكَ ، لا إله إلاّ أنتَ ، أستغفِرُكَ وأتوبُ إليكَ ،
أنتَ الرؤوفُ وإليكَ المرغَبُ ، تُنزِلُ الغَيثَ بِقَدرِ الأقواتِ . وأنتَ قاسِمُ
المعاشِ ، قاضي الآجالِ ، رازِقُ العِبادِ ، مُروي البلادِ ، مُخرِجٌ الثَمراتِ ،
عَظيُم البَركاتِ .
سُبحانَكَ اللّهُمَّ وبحمدِكَ ، لا إلهَ إلاّ أنتَ ، أستغفِرُكَ وأتوبُ
إليكَ ، أنتَ المُغيثُ وإليكَ المَرغبُ ، مُنزلُ الغيث يُسبّحُ
الرَّعُد بحمدِكَ والملائِكةُ من خيفَتِكَ والعرش الأعلى والعموُدُ الأسفَلُ
____________
(1) في نسخة «ك» : وانشاء ، واثبتنا ما في نسخة «ن» .
(195)
والهَواء وما بَينَهُما وما تَحتَ الثَّرى ، والشمسُ والقمرُ ، والنُّجومُ والبُحوُرُ،
والضّياءُ والظُّلمةُ ، والنُّورُ والفيءُ ، والظلُ والحرُورُ . سُبحانَكَ أنتَ تُسيِّرُ
الجِبالَ ، وتهب الرِّياحَ .
سُبحانَكَ اللّهُمَّ وبِحمدِكَ ، لا إلهَ إلاّ أنتَ ، أستغفِرُكَ وأتوبُ
إليكَ ، سُبحانَكَ أسألَكَ باسمِكَ المرهوبِ حامِلُ مَن في سمائِكَ وأرضِكَ ،
وَمَن في البُحورُ والهواءِ ، ومن في الظّلمةِ ، ومن في لُجج البِحارِ ، ومن تحتِ
الثَّرى ، وما بَينَ الخافقين ، سُبحانَكَ ما أعظَمَكَ .
سبحانك اللّهُمَّ وبحمدك ، لا إله إلاّ أنت ، أستغفِرُكَ وأتُوبُ إليكَ ،
سُبحانَكَ لا إلهَ إلاّ أنت ، أسألَكَ إجابَةَ الدُّعاءِ في الشّدَّةِ والرَّخاءِ ،
سُبحانَكَ اللّهُمَّ وبِحمدِكَ ، لا إلهَ إلاّ أنتَ ، نَظَرتَ إلى السّماواتِ العُلى
فَأوثقتَ أطباقَها، سُبحانَكَ ونَظَرتَ إلى عِمادِ الأرَضينَ السُفلى فَزلزلت
أقطارَها، سُبحانّكَ ونَظَرتَ إلى ما في البُحورِ ولُججِها فَتَمخضَ ما فيها
ـ سُبحانكَ ـ فَرقاً مِنك وهَيبةً مِنكَ ، سُبحانَكَ وَنَظرَتَ إلى ما أحاطَ بالخافِقينِ
وما بَينَ ذلَكَ من الهَواء فَخضَعَ لَكَ (خاشعاً)
(1) ، ولِجلالِ وجهِكَ الَكَريم
أكرم الوجُوه وسيّدِ الوجوهِ خَاضِعاً .
سُبحانَكَ من ذَا الّذي أعانَكَ حينَ بَنيتَ السّماواتِ واستويتَ
على عَرشكَ عرش عَظَمتِكَ ؟ سُبحانَكَ من ذَا الّذي حَضَركَ حين بَسطَتَ
____________
(1) في نسخة «ك» : خاضعاً ، واثبتنا ما في نسخة «ن» .
(196)
الأرضَ فَمددتَها ثُم دَحوَتها فَجَعَلتها فِراشاً ؟ فَمن ذَا الّذي يَقدِرُ
(على)
(1) قُدرَتِكَ ، سبحانَكَ من ذا الّذي رَآك حينَ نَصَبتَ الجبالَ فأثبتَ
أساسها بِأهلِها رَحَمةً مِنكَ لِخلقِكَ ، سُبحانَكَ مَن ذَا الّذي أعانَكَ حين
فَجَّرتَ البُحورَ وأحَطت بها الأرضَ ، سُبحانَكَ لا إله إلاّ أنتَ وبحمدِكَ ،
مَن ذَا الّذي يُضادّك ويغالِبُكَ ، أو يَمنَعُ مِنكَ أو ينجو مِن قَدَرِكَ .
سُبحانَكَ اللّهُمَّ وبِحمدِكَ ، ما للعيونِ لا تبكي لِغفلَةِ القُلوبِ إذا
ذَكرتَ مخافَتكَ ؟! سٌبحانَكَ ما أفضَلَ حلمكَ ، وأمضى حٌكمِكَ ، وأحسنَ
خَلقكَ .
سٌبحانَكَ لا إلهَ إلاّ أنتَ وبِحمدِك من يَبلُغُ مَدحكَ ؟ ويَستَطيعُ أن
يَصفَ كُنهك ؟ أو يَستَطيعُ أن يَنالَ مُلَكَكَ ؟
سُبحانَكَ حارَتِ الأبصار دُونَكَ ، وامتلأَت القُلُوبُ فَرقاً مِنكَ ،
وَوَجلاً من مَخافتِكَ . سُبحانَكَ اللّهُمَّ لا إله إلاّ أنتَ وبِحمدِكَ ، وما
أحكَمكَ وأعدَلَكَ وأرأفَكَ وأرحَمكَ وأبصَركَ ، سُبحانَكَ لا إلهَ إلاّ أنتَ ،
لا تَحرمني رَحَمتكَ ، ولا تُعذْبني وأنا أستغْفِرُكَ ، آمينَ آمينَ رَبِّ العالمينَ
(2) .
* * *
____________
(1) اثبتناها من نسخة «ن» .
(2) نقله المجلسي في البحار 97 : 198 .
(197)
اليوم الحادي عشر:
(
سُبحانَ الّذي أسرى بِعَبدِهِ لَيلاً مِنَ المَسجدِ الحرامِ إلى المَسجِدِ
الأقصى الّذي بارَكنا حَولَهُ لنُريَهُ من آياتِنا إنّهُ هو السَّميعُ البَصيرُ
)
(1) (
سُبحانَهُ وَتَعالى عما يَقوُلُونَ عُلواً كبيراً * تُسبَّحُ لهُ السّماواتُ السّبعُ والأرضُ ومَنَ فيهِنّ وإن مِن شيءٍ إلاّ يُسبّحُ بِحَمدِهِ ولَكِن لا تَفقهوُنَ تَسبيحَهُم إنّه كانَ حَليماً غَفُوراً
)
(2) (
سُبحانَهُ إذا قَضى أمراً فَإنّما يَقُولُ لهُ
كُن فَيكُونُ
)
(3) (
فَاصبِر على ما يقُلوٌنَ وَسبح بِحَمدِ رَبّك قَبلَ طُلوعِ الشَّمسِ وقَبلَ غُروبِها ومن آناءِ الليلِ فَسبّح وأطرافَ النّهارِ لَعلَكَ تَرضى
)
(4) (
سُبحان رَبّك رَبّ العزةِ عَمّا يَصِفُونَ * وَسَلام على المُرسلينَ * والحَمدُ لله رَبّ العالمين
)
(5) .
سُبحان اللهِ رَبِّ العرشِ العَظيمِ (
سُبحانَكَ إنّي كُنتُ مِنَ الظّالِمينَ
)
(6) (
سُبحانَهُ وتعالى عَمّا يَصِفُونَ
)
(7) (
سُبحانَهُ وتَعالى عَمّا
____________
(1) الاسراء 17 : 1 .
(2) الاسراء 17 : 43 ـ 44 .
(3) مريم 19 : 35 .
(4) طه 20 : 130 .
(5) الصافات 37 : 180 ـ 182 .
(6) الأنبياء 21 : 87 .
(7) الأنعام 6 : 100.
(198)
يُشرِكوُنَ
)
(1) (
سُبحانَهُ هُوَ اللهُ الواحِدُ القَهٌارُ
)
(2) (
فَسُبحانَ الّذي بيدِهِ مَلَكُوتُ كُلّ شيءٍ وإليهِ تُرجَعوُنَ
)
(3) (
سُبحانَ رَبّ السّماواتِ والأرضِ رَبّ العَرشِ عَمٌا يَصِفُونَ
)
(4) سَبٌحَ للهِ ما في السّماوات واْلأرضِ يُحيي
وَيُميتُ وَهُو حَيٌّ لا يَموُتُ بيدِهِ الخَيرُ وَهُو على كُلّ شَيءٍ قَديرٌ(
هُو الأوَّلُ والآخِرُ والظّاهِرُ والباطِنُ وَهُوَ بكُلّ شيءٍ عَليمٌ * هُو الّذي خلق السّماواتِ
والأرضَ في سِتَةِ أيّامٍ ثُمّ استَوى عَلى العَرشِ يَعلمُ ما يَلِجُ في الأرضِ وما
يَخُرجُ مِنها وما يَنزِلُ من السَّماءِ وما يَعرُجُ فيها وَهُوَ مَعَكُم أين ما كُنتُم واللهُ بِما
تَعَملُون بَصيرٌ * لَهُ ملَكَ السّماواتِ والأرضِ وإلى الله تُرجَعُ الأمورُ * يُولجُ
الليلَ في النّهارِ ويُولِجُ النّهارَ في الليلِ وَهُو عَليمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ
)
(5) (
سَبَّح للهِ ما في السّماواتِ وَهُوَ العَزيزُ الحكيمُ)
(6)
(
وَهُوَ اللهُ الخالِقُ
البارئُ المُصوِّرُ لهُ الأسماءُ الحُسنى
)
(7) (
يُسبِّحُ لَهُ ما في السّماواتِ والأرضِ
لَهُ المُلَكُ ولهُ الحَمدُ وُهو على كُلّ شيءٍ قَديرٌ
)
(8) (
ومِنَ الليلِ فاسجُد لَهُ
____________
(1) الروم 30 : 40 .
(2) الزمر 39 : 4 .
(3) يس 36 : 83 .
(4) الزخرف 43 : 82 .
(5) الحديد 57 : 3 ـ 6 .
(6) الحشر 59 : 1 .
(7) الحشر 59 : 24 .
(8) التغابن 64 : 1.
(199)
وسَبّحْهُ لَيلاً طَويلاً
)
(1) (
فَسبّح بحمدِ رَبّكَ واستَغفِرهُ إنّهُ كانَ تَوّاباً
)
(2) سُبحانَكَ أنتَ الّذي يُسبِّحُ لَكَ بِالغدُوّ والآصالِ (
رِجالٌ لا تُلهيهِم تجارَةٌ ولا بَيعٌ عَن ذِكِرِ الله وَإقامِ الصَّلاةِ وإيتاءِ الزّكاةِ يَخافُونَ يوماً تَتَقلّبُ فيهِ القُلُوبُ والأبصارُ
)
(3) .
يُسبِّحُ لَهُ ما في السّماواتِ وجلاً ، والملائِكةُ شَفَقاً ، والأرضٌون طبقاً ،
وكُلّ يُسبّحونَ داخِرينَ . فَلَهُ الجمالُ أبدأً سُبحانهُ بالجمالِ مُتوحِّداً ،
وبالتوحيدِ مَعروفاً ، وبالمعروُفِ مَوصُوفاً ، وبالصِّفَةِ على لِسانِ كُلّ قائِل
رَبّاً ، وبالرّبوُبيّةِ على العالمينَ قاهِراً ، فَلَهُ البهجة والحمال أبداً
(4) .
اليوم الثاني عشر :
سُبحانَ الّذي في السّماء عَرشُهُ ، سُبحانَ الّذي في الأرضِ
بَطشهُ ، سُبحان الّذي في البرّ والبَحرِ سَبيلهُ ، سُبحانَ الّذي في السّماءِ
سَطواتُهُ ، سُبحانَ الّذي في القبورِ قَضاؤهُ ، سُبحان الّذي لا يموتُ ، سُبحان الله
حينَ تُمسونَ وحينَ تُصبحونَ ، سُبحانَ من في الجَنّةِ رحمتُهُ ، سُبحانَ الّذي
في النار نَقمتهُ ، سُبحانَ الّذي لا مَنجا مِنهُ إلاّ إليهِ (
سُبحانَ اللهِ حينَ تُمسونَ
____________
(1) الانسان 76 : 26 .
(2) النصر 110 : 3 .
(3) النور 24 : 37 .
(4) نقله المجلسي في البحار 97 : 200 ـ 201 .
(200)
وحينَ تُصبحونَ * ولَهُ الحَمدُ في السّماواتِ وَعشيّاً وحينَ تُظهِرونَ *
يُخرِجُ الحَيّ من الميّتِ ويُخرجُ المَيّتَ من الحَيّ ويُحيَ الأرضَ بَعدَ مَوتها
وكذِلَكَ تُخرَجُونَ)
(1)(
الحَمدُ لله الّذي لم يِتَخِذ وَلَداً ولم يَكُن لَهُ شَريكٌ في الملَكِ ولَم يَكن وَليّ مِنَ الذُّلِّ وكَبّرهُ تَكبيراً)
(2) .
سُبحانهُ عَددَ كُلّ شيءٍ وزِنَةَ كُلّ شيءٍ اضعافاً مضاعفةً سَرمدَاً
كما يَنبغي لِعظمةِ رَبّي ، سُبحانكَ لا إله إلاّ أنتَ وبِحمدكَ ، سُبحانَ الله العظيمِ ،
وبِحمدِهِ ، سُبحانَ اللهِ الحَيّ الحليمِ الَكَريمِ ، سُبحانَ اللهِ العَليّ العظيمِ ،
سُبحانَ مَن هُوَ الحقُّ ، سُبحانَ القابِضُ الباسِطُ ، سُبحانَ الضَارُّ النَافعُ ،
سُبحانَ القاضِي بالحَقّ ، سُبحانَ الرّفيعِ الأعلى ، سُبحانَ اللهِ العَظيمِ ،
الأكبرِ ، الظّاهِرِ الباطِنِ ، الّذي هُوَ بكُلّ شيءٍ عَليمٌ .
سُبحانَ مَن هُوَ هكذا ولا يَكُون هكذا غَيرُهُ ، سُبحانَ مَن هُوَ دائِمٌ
لا يَسهوُ ، سُبحانَ مَن هُوَ قائِمٌ لا يَلهو ، سُبحانَ من هُوَ غَنيٌ لا يَفتقِرٌ،
سُبحانَ مَن هُوَ جَوادٌ لا يَبخلُ ، سُبحانَ مَن هُوَ قَويٌ لا يَضعَفُ ، سُبحانَ
مَن هُوَ شَديدٌ لا يَضعَفُ ، سُبحانَ مَن هُوَ رَقيبٌ لا يَغْفلُ ، سُبحانَ الّذي لا
يَموُتُ ، سُبحانَ الحَيُّ القَيُّومُ لا تَاخُذُهُ سِنَةٌ ولا نَومٌ ، سٌبحانَكَ لا إلهَ إلاّ
أنتَ وَحَدكَ لا شَريكَ لَكَ .
____________
(1) الروم 30 : 17 ـ 19 .
(2) الاسراء 17 : 111.