 وهذه نادرة تدلنا على مدى ما للمظاهر من تأثير في النفوس ، وهي حادثة
جرت للشيخ في دمشق الشام مع الشيخ البوريني الصفوري(1) يحكيها لنا
المحبي(2) وخلاصتها:
وهذه نادرة تدلنا على مدى ما للمظاهر من تأثير في النفوس ، وهي حادثة
جرت للشيخ في دمشق الشام مع الشيخ البوريني الصفوري(1) يحكيها لنا
المحبي(2) وخلاصتها:
 أن الشيخ البهائي لما ورد دمشق نزل عند بعض التجار الكبار في محله
تبريز، واجتمع مع صاحب الروضات في مزارات تبريز الحافظ حسين
الكربلائي القزويني التبريزي(3).
أن الشيخ البهائي لما ورد دمشق نزل عند بعض التجار الكبار في محله
تبريز، واجتمع مع صاحب الروضات في مزارات تبريز الحافظ حسين
الكربلائي القزويني التبريزي(3).
 ثم إن الشيخ طلب من مضيفه الاجتماع بالشيخ البوريني ، فأعد التاجر
.
ثم إن الشيخ طلب من مضيفه الاجتماع بالشيخ البوريني ، فأعد التاجر
. دعوة تأنق فيها، ودعا غالب أهل الفضل من محلته ومنهم البوريني 
دخل البوريني المجلس ، والبهائي بهيئة السياح متصدراً له ، والجمع محدق 
به بأدب .
دعوة تأنق فيها، ودعا غالب أهل الفضل من محلته ومنهم البوريني 
دخل البوريني المجلس ، والبهائي بهيئة السياح متصدراً له ، والجمع محدق 
به بأدب .
 عجب البوريني من ذلك ، لعدم معرفته وسماعه بقدوم الشيخ ، فلم يعبأ
به، ونحاه عن مجلسه ، وجلس فيه غير ملتفت إليه ، شارعا في بث معارفه الى أن
حانت صلاة العشاء.
عجب البوريني من ذلك ، لعدم معرفته وسماعه بقدوم الشيخ ، فلم يعبأ
به، ونحاه عن مجلسه ، وجلس فيه غير ملتفت إليه ، شارعا في بث معارفه الى أن
حانت صلاة العشاء.
 مات سنة 1024 هـ .
مات سنة 1024 هـ .
 خلاصة الأثر 2: 51/ ريحانة الألباء 1 : 42 .
خلاصة الأثر 2: 51/ ريحانة الألباء 1 : 42 . ثم جلسوا، فابتدر الشيخ البهائي في نقل بعض القضايا والأبحاث ، وهكذا
الى أن أورد بحثاً في التفسير عويصا، فتكلم عليه بعبارة سهلة فهمها الجميع ، ثم
دقق العبارة حتى لم يفهم ما يقوله إلا البوريني ، ثم أغمض في العبارة فلم يفهم
حتى البوريني .
ثم جلسوا، فابتدر الشيخ البهائي في نقل بعض القضايا والأبحاث ، وهكذا
الى أن أورد بحثاً في التفسير عويصا، فتكلم عليه بعبارة سهلة فهمها الجميع ، ثم
دقق العبارة حتى لم يفهم ما يقوله إلا البوريني ، ثم أغمض في العبارة فلم يفهم
حتى البوريني .
 هذا والجمع صموت جمود، لا يدرون ما يقولون ، غير أنهم يسمعون تراكيب
واعتراضات وأجوبة تأخذ بالألباب .
هذا والجمع صموت جمود، لا يدرون ما يقولون ، غير أنهم يسمعون تراكيب
واعتراضات وأجوبة تأخذ بالألباب .
 عندها نهض البوريني واقفا على قدميه فقال : إن كان ولابد فأنت
البهائي الحارثي ، إذ لا أحد اليوم بهذه المثابة إلا هو.
عندها نهض البوريني واقفا على قدميه فقال : إن كان ولابد فأنت
البهائي الحارثي ، إذ لا أحد اليوم بهذه المثابة إلا هو. فاعتنقا، وأخذا في إيراد أنفس ما يحفظان .
فاعتنقا، وأخذا في إيراد أنفس ما يحفظان .
 وسأله الشيخ البهائي كتمان أمره ، وافترقا، ولم يقم بعدها، بل رحل الى
حلب (1).
وسأله الشيخ البهائي كتمان أمره ، وافترقا، ولم يقم بعدها، بل رحل الى
حلب (1).
 ويذكر العرضي (2) في ترجمته قال : قدم (حلب ) مستخفيا في زمن
السلطان مراد بن سليم (3) ، مغيراً صورته بصورة رجل درويش ، فحضردرس الوالد
الشيخ عمر(4) ، وهولايظهر أنه طالب عالم ، حتى فرغ من الدرس .
ويذكر العرضي (2) في ترجمته قال : قدم (حلب ) مستخفيا في زمن
السلطان مراد بن سليم (3) ، مغيراً صورته بصورة رجل درويش ، فحضردرس الوالد
الشيخ عمر(4) ، وهولايظهر أنه طالب عالم ، حتى فرغ من الدرس .
 فسأل الوالد عن أدلة تفضيل الصديق على المرتضى، فذكر أحاديث منها
حديث «ما طلعت الشمس » وغيرها.
فسأل الوالد عن أدلة تفضيل الصديق على المرتضى، فذكر أحاديث منها
حديث «ما طلعت الشمس » وغيرها.
 فرد عليه ، ثم ذكرأشياء كثيرة تقتضي التفضيل للمرتضى، فشتمه
الوالد!!! وقال له : رافضي شيعي ، وسبه وسكت !!
فرد عليه ، ثم ذكرأشياء كثيرة تقتضي التفضيل للمرتضى، فشتمه
الوالد!!! وقال له : رافضي شيعي ، وسبه وسكت !!
 ثم إن الشيخ البهائي أمر بعض التجار أن يصنع وليمة يجمع فيها بين الشيخ
عمر وبينه .
ثم إن الشيخ البهائي أمر بعض التجار أن يصنع وليمة يجمع فيها بين الشيخ
عمر وبينه .
 امتثل التاجر ذلك ، ودعاهما وأخبر الشيخ الوالد أن هذا هو الملا
بهاء الدين عالم بلاد العجم .
امتثل التاجر ذلك ، ودعاهما وأخبر الشيخ الوالد أن هذا هو الملا
بهاء الدين عالم بلاد العجم .
 وعندما استقر المقام بهما .
وعندما استقر المقام بهما .
 قال الشيخ البهائي للوالد: شتمتمونا.
قال الشيخ البهائي للوالد: شتمتمونا.
 فقال : ما علمت أنك الملا بهاء الدين !!! ولكن إيراد مثل هذا الكلام
بحضور العوام لايليق !
فقال : ما علمت أنك الملا بهاء الدين !!! ولكن إيراد مثل هذا الكلام
بحضور العوام لايليق !
 بعد هذه الفترة الطويلة عاد الى محطته الاولى أصفهان ، فتوجهت اليه
أنظار الأعاظم ، منتهلة من نميره الصافي العذب ، مستفيدة من أنوار أفكاره البكر،
حتى اختصه الشاه عباس الصوفي حضراً وسفراً حتى صحبه معه في سفره الى التربة
المقدسة، حيث مرقد الإمام الثامن سيراً على الأقدام وفاءاً  لنذر كانه نذره .
بعد هذه الفترة الطويلة عاد الى محطته الاولى أصفهان ، فتوجهت اليه
أنظار الأعاظم ، منتهلة من نميره الصافي العذب ، مستفيدة من أنوار أفكاره البكر،
حتى اختصه الشاه عباس الصوفي حضراً وسفراً حتى صحبه معه في سفره الى التربة
المقدسة، حيث مرقد الإمام الثامن سيراً على الأقدام وفاءاً  لنذر كانه نذره .
 وقد اشتهرت عنه حكايات في سياحته كثيرة، منها ممكنة، ومنها
مستبعدت أو ملحقة بالخرافات .
وقد اشتهرت عنه حكايات في سياحته كثيرة، منها ممكنة، ومنها
مستبعدت أو ملحقة بالخرافات . اعترف عامة من ترجم للمصنف -قدس سره - بل وجميع من تأخرعنه ،
بعظم شخصيته العلمية العملاقة في افق العلم ، وسماء المعرفة، تقدم اليك نبذاً
يسيرة:
اعترف عامة من ترجم للمصنف -قدس سره - بل وجميع من تأخرعنه ،
بعظم شخصيته العلمية العملاقة في افق العلم ، وسماء المعرفة، تقدم اليك نبذاً
يسيرة:
 قال شيخ الحفاظ والمحدثين العلامة الأميني :
قال شيخ الحفاظ والمحدثين العلامة الأميني :
 . . . بهاء الملة والدين ، واستاذ الأساتذة و المجتهدين ، وفي شهرته الطائلة
وصيته الطائر في التضلع من العلوم ، ومكانته الراسية من الفضل والدين ، غنى عن
تسطير ألفاظ الثناء عليه ، وسرد جمل الإطراء له .
. . . بهاء الملة والدين ، واستاذ الأساتذة و المجتهدين ، وفي شهرته الطائلة
وصيته الطائر في التضلع من العلوم ، ومكانته الراسية من الفضل والدين ، غنى عن
تسطير ألفاظ الثناء عليه ، وسرد جمل الإطراء له .
 فقد عرفه من عرفه ، ذلك الفقيه المحقق ، والحكيم المتأله ، والعارف
البارع ، والمؤلف المبدع ، والبحاثة المكثر المجيد، والأديب الشاعر، والضليع من
الفنون بأسرها، فهو أحد نوابع الامة الإسلامية، والأوحدي من عباقرتها
الأماثل (1) .
فقد عرفه من عرفه ، ذلك الفقيه المحقق ، والحكيم المتأله ، والعارف
البارع ، والمؤلف المبدع ، والبحاثة المكثر المجيد، والأديب الشاعر، والضليع من
الفنون بأسرها، فهو أحد نوابع الامة الإسلامية، والأوحدي من عباقرتها
الأماثل (1) .
 ويصفه المحبي بقوله :
ويصفه المحبي بقوله :
 .. . بطل العلم والدين الفذ، صاحب التصانيف والتحقيقات ، وهو
أحق من كل حقيق بذكر أخباره ، ونشر مزاياه ، واتحاف العالم بفضائله وبدائعه .
.. . بطل العلم والدين الفذ، صاحب التصانيف والتحقيقات ، وهو
أحق من كل حقيق بذكر أخباره ، ونشر مزاياه ، واتحاف العالم بفضائله وبدائعه .
 وكان امة مستقلة في الأخذ بأطراف العلوم ، والتضلع بدقائق الفنون ،
وما أظن الزمان سمح بمثله ، ولا جاد بنده ، وبالجملة فلم تتشنف الأسماع
بأعجب من أخباره(2) .
وكان امة مستقلة في الأخذ بأطراف العلوم ، والتضلع بدقائق الفنون ،
وما أظن الزمان سمح بمثله ، ولا جاد بنده ، وبالجملة فلم تتشنف الأسماع
بأعجب من أخباره(2) .
  وقال شيخ الأمل في ترجمته :
وقال شيخ الأمل في ترجمته :
 حاله في الفقه والعلم والفضل والتحقيق والتدقيق وجلالة القدر وعظم
الشأن وحسن التصنيف ورشاقة العبارة وجمع المحاسن أظهر من أن يذكر،
وفضائله أكثر من أن تحصر، وكان ماهراً متبحراً جامعاً كاملاً شاعراً أديباً منشئاً
حاله في الفقه والعلم والفضل والتحقيق والتدقيق وجلالة القدر وعظم
الشأن وحسن التصنيف ورشاقة العبارة وجمع المحاسن أظهر من أن يذكر،
وفضائله أكثر من أن تحصر، وكان ماهراً متبحراً جامعاً كاملاً شاعراً أديباً منشئاً
 ويطريه السيد التفرشي بقوله :
ويطريه السيد التفرشي بقوله :
 جليل القدر، عظيم المنزلة، رفيع الشأن ، كثير الحفظ ، ما رأيت بكثرة
علومه ووفور فضله وعلو رتبته في كل فنون الاسلام كمن له فن واحد، له كتب
نفيسة جيدة (2) .
جليل القدر، عظيم المنزلة، رفيع الشأن ، كثير الحفظ ، ما رأيت بكثرة
علومه ووفور فضله وعلو رتبته في كل فنون الاسلام كمن له فن واحد، له كتب
نفيسة جيدة (2) .
 وأما الأردبيلي فيطريه قائلاً:
وأما الأردبيلي فيطريه قائلاً:
 جليل القدر، عظيم المنزلة، رفيع الشأن ، كثير الحفظ ، ما رأيت بكثرة
علومه ووفورفضله ، وعلومرتبته أحدا في كل فنون الاسلام كمن كان له فن
واحد، له كتب نفيسة جيده منها. .. (3) .
جليل القدر، عظيم المنزلة، رفيع الشأن ، كثير الحفظ ، ما رأيت بكثرة
علومه ووفورفضله ، وعلومرتبته أحدا في كل فنون الاسلام كمن كان له فن
واحد، له كتب نفيسة جيده منها. .. (3) .
 ويصفه المجلسي الأول قائلاً:
ويصفه المجلسي الأول قائلاً:
 الشيخ الاعظم ، والوالد المعظم ، الامام العلامة، ملك الفضلاء والادباء
والمحدثين ، بهاء الملة والحق والدين .. (4) .
الشيخ الاعظم ، والوالد المعظم ، الامام العلامة، ملك الفضلاء والادباء
والمحدثين ، بهاء الملة والحق والدين .. (4) .
 وفي مورد اخر يقول :
وفي مورد اخر يقول :
 شيخنا واستاذنا ومن استفدنا منه ، بل كان الوالد المعظم ، كان شيخ
الطائفة في زمانه ، جليل القدر، عظيم الشأن ، كثير الحفظ ، ما رأيت بكثرة علومه ،
ووفورة فضله ، وعلو مرتبته أحداً .. (5) .
شيخنا واستاذنا ومن استفدنا منه ، بل كان الوالد المعظم ، كان شيخ
الطائفة في زمانه ، جليل القدر، عظيم الشأن ، كثير الحفظ ، ما رأيت بكثرة علومه ،
ووفورة فضله ، وعلو مرتبته أحداً .. (5) .
 ووصفه السيد المدني في سلافته قائلاً:
ووصفه السيد المدني في سلافته قائلاً:
 «علم الائمة الأعلام ، وسيد علماء الاسلام ، وبحر العلم المتلاطمة
بالفضائل أمواجه ، وفحل الفضل الناتجة لديه أفراده وأزواجه ، وطود المعارف
الراسخ ، وقضاؤها الذي لاتحد له فراسخ ، وجوادها الذي لايؤمل له لحاق ،
«علم الائمة الأعلام ، وسيد علماء الاسلام ، وبحر العلم المتلاطمة
بالفضائل أمواجه ، وفحل الفضل الناتجة لديه أفراده وأزواجه ، وطود المعارف
الراسخ ، وقضاؤها الذي لاتحد له فراسخ ، وجوادها الذي لايؤمل له لحاق ،
 فهو علامة البشر، ومجدد  دين الأئمة على رأس القرن الحادي عشر، اليه
انتهت رياسة المذهب والملة، وبه قامت قواطع البراهين والأدلة،جمع فنون العلم
وانعقد عليه الاجماع ، وتفرد بصنوف الفضل فبهر النواظر والأسماع ،فما من فن إلا
وله فيه القدح المعلى والمورد العذب المحلى، إن قال لم يدع قولاً لقائل ، أو طال لم
يأت غيره بطائل ، وما مثله ومن تقدمه من الأفاضل والأعيان إلا كالملة المحمدية
المتأخرة عن الملل والاديان ، جاءت اخر ففاقت مفاخراً وكل وصف قلته في غيره
فإنه في تجربة الخواطر»  (1) .
فهو علامة البشر، ومجدد  دين الأئمة على رأس القرن الحادي عشر، اليه
انتهت رياسة المذهب والملة، وبه قامت قواطع البراهين والأدلة،جمع فنون العلم
وانعقد عليه الاجماع ، وتفرد بصنوف الفضل فبهر النواظر والأسماع ،فما من فن إلا
وله فيه القدح المعلى والمورد العذب المحلى، إن قال لم يدع قولاً لقائل ، أو طال لم
يأت غيره بطائل ، وما مثله ومن تقدمه من الأفاضل والأعيان إلا كالملة المحمدية
المتأخرة عن الملل والاديان ، جاءت اخر ففاقت مفاخراً وكل وصف قلته في غيره
فإنه في تجربة الخواطر»  (1) .
 ويطريه صاحب نسمة السحر قائلاً:
ويطريه صاحب نسمة السحر قائلاً:
 « . . . رجل الدهر، وجامع الفخر، ورب الشوارد، وقيد الأوابد، فهو
وارث علم الرئيس ابن سينا في تلك الفنون والحال لاهل الطريقة حقيقة نور
طور سيناء فيه يهتدون ، لم يلحق في طريق ، ولم يرفع في فريق ، فهوحيناً وزير
السيف والعلم ، وإذ به وزير الدفتر والنون والقلم » (2) .
« . . . رجل الدهر، وجامع الفخر، ورب الشوارد، وقيد الأوابد، فهو
وارث علم الرئيس ابن سينا في تلك الفنون والحال لاهل الطريقة حقيقة نور
طور سيناء فيه يهتدون ، لم يلحق في طريق ، ولم يرفع في فريق ، فهوحيناً وزير
السيف والعلم ، وإذ به وزير الدفتر والنون والقلم » (2) .
 ويطريه شيخ الخزانة الشيرازي بقوله :
ويطريه شيخ الخزانة الشيرازي بقوله :
 «بهاء الحق وضياؤه ، وعزالدين وعلاؤه ، وافق المجد وسماؤه ، ونجم
الشرف وسناؤه ، وشمس الكمال وبدره ، وروض الجمال وزهره ، وبحر الفيض
وساحله ، وبر البر ومراحله ، وواحد الدهر ووحيده وعماد العصر وعميده ، وعلم
العلم وعلامته ، وراية الفضل وعلامته ، ومنشأ الفصاحة ومولدها، ومصدر
البلاغة وموردها، وجامع الفضائل ومجمعها، ومنبع الفواضل ومرجعها، ومشرق
الافادة ومشرعها، وسلطان العلماء وتاج قمتهم ، وبرهان الفقهاء وتتمة أئمتهم ،
وخاتم المجتهدين وزبدتهم ، وقدوة المحدثين وعمدتهم ، وصدر المدرسين واسوتهم ،
وكعبة الطالبين وقبلتهم ، مشهورجميع الآفاق ، وشيخ الشيوخ على الاطلاق ، كهف
«بهاء الحق وضياؤه ، وعزالدين وعلاؤه ، وافق المجد وسماؤه ، ونجم
الشرف وسناؤه ، وشمس الكمال وبدره ، وروض الجمال وزهره ، وبحر الفيض
وساحله ، وبر البر ومراحله ، وواحد الدهر ووحيده وعماد العصر وعميده ، وعلم
العلم وعلامته ، وراية الفضل وعلامته ، ومنشأ الفصاحة ومولدها، ومصدر
البلاغة وموردها، وجامع الفضائل ومجمعها، ومنبع الفواضل ومرجعها، ومشرق
الافادة ومشرعها، وسلطان العلماء وتاج قمتهم ، وبرهان الفقهاء وتتمة أئمتهم ،
وخاتم المجتهدين وزبدتهم ، وقدوة المحدثين وعمدتهم ، وصدر المدرسين واسوتهم ،
وكعبة الطالبين وقبلتهم ، مشهورجميع الآفاق ، وشيخ الشيوخ على الاطلاق ، كهف
 ويطريه الخفاجي قائلاً:
ويطريه الخفاجي قائلاً:
 «.. . زين بمآثره العلوم النقلية والعقلية، وملك بنقد ذهنه جواهرها
السنية، لاسيما الرياضيات . . . وهوفي ميدان الفصاحة فارس وأي فارس ، وإن
غصنه أينع وربا بربوة فارس فإن شجرته نبتت عروقها بنواحي الشام الزاهية
المغارس ، والعرق نزاع وإن أثر الجوارفي الطباع » (2) .
«.. . زين بمآثره العلوم النقلية والعقلية، وملك بنقد ذهنه جواهرها
السنية، لاسيما الرياضيات . . . وهوفي ميدان الفصاحة فارس وأي فارس ، وإن
غصنه أينع وربا بربوة فارس فإن شجرته نبتت عروقها بنواحي الشام الزاهية
المغارس ، والعرق نزاع وإن أثر الجوارفي الطباع » (2) .
 وهذا الحنفي في شرحه على رائية المصنف والمسماة «وسيلة الفوز
والامان » يقول في حقه :
وهذا الحنفي في شرحه على رائية المصنف والمسماة «وسيلة الفوز
والامان » يقول في حقه :
 « . . . صاحب التصانيف والتحقيقات ، وهوم حق من كل حقيق بذكر
أخباره ونشر مزاياه ، واتحاف العالم بفضائله وبدائعه ، وكان امة مستقلة في
الأخذ بأطراف العلوم والتضلع من دقائق الفنون ، وما اظن أن الزمان سمح بمثله
ولا جاد بنده ، وبالجملة فلم تتشنف الأسماع بأعجب من أخباره » (3) .
« . . . صاحب التصانيف والتحقيقات ، وهوم حق من كل حقيق بذكر
أخباره ونشر مزاياه ، واتحاف العالم بفضائله وبدائعه ، وكان امة مستقلة في
الأخذ بأطراف العلوم والتضلع من دقائق الفنون ، وما اظن أن الزمان سمح بمثله
ولا جاد بنده ، وبالجملة فلم تتشنف الأسماع بأعجب من أخباره » (3) .
 وقد ذكره الشهاب في كتابيه وبالغ في الثناء عليه (4) وقد أطال أبو
المعالي الطالوي في الثناء عليه وكذلك البديعي (5) .
وقد ذكره الشهاب في كتابيه وبالغ في الثناء عليه (4) وقد أطال أبو
المعالي الطالوي في الثناء عليه وكذلك البديعي (5) .
 هذا غيض من فيض مما قيل أويمكن أن يقال في حق شيخنا المصنف ،
علم الأعلام ومن عرفت مكانته السامية في دنيا الفضل والفضيلة والدين ، حتى
قيل في حقه : « .. . لايدرك بحر وصفه الاغراق ، ولا تلحقه حركات الأفكار،
هذا غيض من فيض مما قيل أويمكن أن يقال في حق شيخنا المصنف ،
علم الأعلام ومن عرفت مكانته السامية في دنيا الفضل والفضيلة والدين ، حتى
قيل في حقه : « .. . لايدرك بحر وصفه الاغراق ، ولا تلحقه حركات الأفكار،
 نعم هناك من اجترأ الوقيعة فيه ، وما ذاك إلا لقلة دين ، وإلا
فلم ؟!!!!
نعم هناك من اجترأ الوقيعة فيه ، وما ذاك إلا لقلة دين ، وإلا
فلم ؟!!!!
 هذا يوسف المغربي (2) له هجاء للشيخ البهائي ، وليس ذلك لسبب
ظاهر سوى الغيرة والحسد من علمه ومعرفته وشهرته ، أو لغلبته له في ميادين العلم
حيث يقول :
هذا يوسف المغربي (2) له هجاء للشيخ البهائي ، وليس ذلك لسبب
ظاهر سوى الغيرة والحسد من علمه ومعرفته وشهرته ، أو لغلبته له في ميادين العلم
حيث يقول : هذا، ولون اخرمن الوقيعة فيه ، هو للمحبي مع اعترافه بفضله وعلمه ،
ومع هذا ينسبه الى الغلو في الحب ! حب من ؟ حب آل البيت عليهم السلام ،
وينسب الزندقة الى موال آخر، ويعتذر للشيخ حيث يقول : « ... إلا أنه لم يكن
على مذهب الشاه في زندقته !! ! - والسبب في ذلك - انتشار صيته - البهائي - في
سداد دينه إلا أنه غالى في حب ال البيت »(4) .
هذا، ولون اخرمن الوقيعة فيه ، هو للمحبي مع اعترافه بفضله وعلمه ،
ومع هذا ينسبه الى الغلو في الحب ! حب من ؟ حب آل البيت عليهم السلام ،
وينسب الزندقة الى موال آخر، ويعتذر للشيخ حيث يقول : « ... إلا أنه لم يكن
على مذهب الشاه في زندقته !! ! - والسبب في ذلك - انتشار صيته - البهائي - في
سداد دينه إلا أنه غالى في حب ال البيت »(4) .
 نعم ، ما أجرأه على الوقيعة في مؤمن يقول : ربي الله .
نعم ، ما أجرأه على الوقيعة في مؤمن يقول : ربي الله .
 لكن الرجل مندفع بدافع البغضاء ، فيقذف ولا يكترث ، ويقول ولا
يبالي .
لكن الرجل مندفع بدافع البغضاء ، فيقذف ولا يكترث ، ويقول ولا
يبالي .
 وليت شعري أي غلو وقف عليه في حب الشيخ الأجل -البهائي - لآل
بيت نبيه الأطهر؟!
وليت شعري أي غلو وقف عليه في حب الشيخ الأجل -البهائي - لآل
بيت نبيه الأطهر؟!
 نعم ، لم يجد شيئاً من الغلو، لكنه يحسب كل فضيلة رابية جعلها الله
سبحانه لآل الرسول صلى الله عليه وآله ، وكل عظمة اختصهم بها غلواً، وهذا من
نعم ، لم يجد شيئاً من الغلو، لكنه يحسب كل فضيلة رابية جعلها الله
سبحانه لآل الرسول صلى الله عليه وآله ، وكل عظمة اختصهم بها غلواً، وهذا من
 له ترجمة في خلاصة الأثر 4 : 501-503/ نفحة الريحانة 4: 406 -409الاعلام 8: 231/ هدية
العارفين 2 : 566/ معجم المؤلفين 13: 301/ كشف الظنون 1 : 829 ريحانة الألبا 2 : 32 رقم 186.
له ترجمة في خلاصة الأثر 4 : 501-503/ نفحة الريحانة 4: 406 -409الاعلام 8: 231/ هدية
العارفين 2 : 566/ معجم المؤلفين 13: 301/ كشف الظنون 1 : 829 ريحانة الألبا 2 : 32 رقم 186. نعم ، إنها وكما قيل :
نعم ، إنها وكما قيل : 
 ولعل بهذا أمكن القارىء من تكوين صورة واضحة عن الشيخ البهائي
قدس سره .
ولعل بهذا أمكن القارىء من تكوين صورة واضحة عن الشيخ البهائي
قدس سره .
 **
ثم إن بعض الحوادث والقصص فيها من الدلالة على سمو الخلق وصفاء
الباطن الشيء الكثير، بالخصوص سموخلق العلماء، فانه فوق كل اعتبار.
**
ثم إن بعض الحوادث والقصص فيها من الدلالة على سمو الخلق وصفاء
الباطن الشيء الكثير، بالخصوص سموخلق العلماء، فانه فوق كل اعتبار.
 والقصة هي :
والقصة هي :
 أن الشاه عباس ركب يوماً إلى بعض متنزهاته ، وكان الشيخ البهائي وألمير
الداماد في موكبه ، إذ كان لايفارقهما غالباً، وكان الداماد عظيم الجثة، والبهائي
نحيفها .
أن الشاه عباس ركب يوماً إلى بعض متنزهاته ، وكان الشيخ البهائي وألمير
الداماد في موكبه ، إذ كان لايفارقهما غالباً، وكان الداماد عظيم الجثة، والبهائي
نحيفها .
 فأراد الشاه أن في خبر صفاء الخواطر بينهما .
فأراد الشاه أن في خبر صفاء الخواطر بينهما .
 فقال للداماد وهو راكب فرسه في مؤخرة الجمع ، وقد ظهرت عليه اثار
الإعياء والتعب ، والبهائي في مقدمة الجمع :
فقال للداماد وهو راكب فرسه في مؤخرة الجمع ، وقد ظهرت عليه اثار
الإعياء والتعب ، والبهائي في مقدمة الجمع :
 يا سيدنا، ألاتنظر الى هذا الشيخ كيف تقدم بفرسه ، ولم يمش على وقار
كما تمشي أنت ؟
يا سيدنا، ألاتنظر الى هذا الشيخ كيف تقدم بفرسه ، ولم يمش على وقار
كما تمشي أنت ؟
 فقال الداماد: أيها الملك ، إن جواد الشيخ قد استخفه الطرب بمن ركبه ،
فهو لايستطيع التأني ، ألا تعلم من الذي ركبه ؟
فقال الداماد: أيها الملك ، إن جواد الشيخ قد استخفه الطرب بمن ركبه ،
فهو لايستطيع التأني ، ألا تعلم من الذي ركبه ؟
 ثم قال الملك للبهائي : يا شيخنا ألا تنظرالى هذا السيد كيف أتعب
مركبه بجثمانه الثقيل ؟ والعالم ينبغي أن يكون مرتاضاً مثلك خفيف المؤنة .
ثم قال الملك للبهائي : يا شيخنا ألا تنظرالى هذا السيد كيف أتعب
مركبه بجثمانه الثقيل ؟ والعالم ينبغي أن يكون مرتاضاً مثلك خفيف المؤنة .
 فقال البهائي : أيها الملك إن جواد الشيخ أعيى بما حمل من علمه الذي
لايستطيع حمله الجبال .
فقال البهائي : أيها الملك إن جواد الشيخ أعيى بما حمل من علمه الذي
لايستطيع حمله الجبال .
 فعند ذلك نزل الشاه عن جواده وسجدلله شكراً على ان يكون علماء دولته بهذا الصفاء.
فعند ذلك نزل الشاه عن جواده وسجدلله شكراً على ان يكون علماء دولته بهذا الصفاء.
 فأكرم به من ملك كامل وسلطان عادل ! وأكرم بهما من عالمين
مخلصين!
فأكرم به من ملك كامل وسلطان عادل ! وأكرم بهما من عالمين
مخلصين!
 لكن هناك من يدعي وجود نفرة بينما، وهي بعيدة كل البعد، ويدلنا
على ذلك صورة رسالة عثرنا عليها(1) موجهة من الشيخ البهائي الى السيد الداماد
قدس سرهما اليك هي :
لكن هناك من يدعي وجود نفرة بينما، وهي بعيدة كل البعد، ويدلنا
على ذلك صورة رسالة عثرنا عليها(1) موجهة من الشيخ البهائي الى السيد الداماد
قدس سرهما اليك هي :
 طوبى لك أيها المكتوب ، حيث تتشرف بملامسة سيدنا ومخدومنا، بل
مخدوم العالمين ، سمي خامس أجداده الأئمة الطاهرين سلام الله عليهم اجمعين  (2) .
طوبى لك أيها المكتوب ، حيث تتشرف بملامسة سيدنا ومخدومنا، بل
مخدوم العالمين ، سمي خامس أجداده الأئمة الطاهرين سلام الله عليهم اجمعين  (2) .
 سلام الله عليكم .
سلام الله عليكم .
 لاحاجة الى ما استقرعليه العرف العام ، واستمربه الرسم بين الأنام ،
من توشيح الخطاب ، وترشيح مبتدأ الكتاب ، بذكر المزايا والألقاب ، ونشر معالي
المآثرفي كل باب ، إذ هو فيما نحن فيه كفت شهرته مؤنة التصدي لتحريره ، وأغنى
ارتكازه في الخواطر عن التعرض لشرحه وتقريره ، ولوأنا أطلقنا عنان القلم في
هذا المضمار، وأجرينا فلك البيان في ذا البحر الزخار لكنا بمنزلة من يصف
الشمس بالضياء، أوينعت حاتم بالسخاء ، ولنا دنيا المقام بأفصح لسان ، إن
العيان يغني عن البيان .
لاحاجة الى ما استقرعليه العرف العام ، واستمربه الرسم بين الأنام ،
من توشيح الخطاب ، وترشيح مبتدأ الكتاب ، بذكر المزايا والألقاب ، ونشر معالي
المآثرفي كل باب ، إذ هو فيما نحن فيه كفت شهرته مؤنة التصدي لتحريره ، وأغنى
ارتكازه في الخواطر عن التعرض لشرحه وتقريره ، ولوأنا أطلقنا عنان القلم في
هذا المضمار، وأجرينا فلك البيان في ذا البحر الزخار لكنا بمنزلة من يصف
الشمس بالضياء، أوينعت حاتم بالسخاء ، ولنا دنيا المقام بأفصح لسان ، إن
العيان يغني عن البيان .
 وأما شرح شدة التعطش الى رشف راح الوصال ، وحدة التحرق والتلهف
الى شرف الإتصال فأعظم من ان يحويه نطاق الكلام ، أو تنبىء عنه ألسنة
ألأقلام ، فلذلك طوينا كشحاً عن مد أطناب الاطناب في ذلك ، فضربنا صفحاً
عن إنارة شهاب الاسهاب في تلك المسالك ، واقتصرنا على إهداء طرائف
صحائف تسليمات تنهل عن رياض الوداد هواطلها ، وشرائف لطائف تحيات
تتبختر في مسالك الاتحاد قوافلها وخوالص خصائص دعوات تتهادى في جادة
وأما شرح شدة التعطش الى رشف راح الوصال ، وحدة التحرق والتلهف
الى شرف الإتصال فأعظم من ان يحويه نطاق الكلام ، أو تنبىء عنه ألسنة
ألأقلام ، فلذلك طوينا كشحاً عن مد أطناب الاطناب في ذلك ، فضربنا صفحاً
عن إنارة شهاب الاسهاب في تلك المسالك ، واقتصرنا على إهداء طرائف
صحائف تسليمات تنهل عن رياض الوداد هواطلها ، وشرائف لطائف تحيات
تتبختر في مسالك الاتحاد قوافلها وخوالص خصائص دعوات تتهادى في جادة
 هذا وإن مجاري أحوال المحب القديم ، الذي هو خالص بالوداد، مقيم على
ما يوجب مزيد الحمد ويستدر أخلاف الشكر، والأوقات ! - بتوفيق الله سبحانه -
مصروفة في تدارك ما فات ، والاستعداد لما هوعن قريب آت .
هذا وإن مجاري أحوال المحب القديم ، الذي هو خالص بالوداد، مقيم على
ما يوجب مزيد الحمد ويستدر أخلاف الشكر، والأوقات ! - بتوفيق الله سبحانه -
مصروفة في تدارك ما فات ، والاستعداد لما هوعن قريب آت .
 والمأمول من الألطاف القدسية الاجراء على صفحة الخاطر الأنور ،
والضمير الأطهر بما يسنح من صوالح الدعوات المعطرة مشام الاجابات ، وفتح
أبواب المكاتبات والمراسلات الجالية عن القلب صدأ الآلام والكربات ، الجالبة
الى النفس أعظم الأفراح والمسرات .
والمأمول من الألطاف القدسية الاجراء على صفحة الخاطر الأنور ،
والضمير الأطهر بما يسنح من صوالح الدعوات المعطرة مشام الاجابات ، وفتح
أبواب المكاتبات والمراسلات الجالية عن القلب صدأ الآلام والكربات ، الجالبة
الى النفس أعظم الأفراح والمسرات .
 والسلام عليكم وعلى العاكفين ببابكم ، واللائذين بأعتابكم ورحمةالله
وبركاته .
والسلام عليكم وعلى العاكفين ببابكم ، واللائذين بأعتابكم ورحمةالله
وبركاته .
مخلصكم حقا وصدقاً
بهاء الدين
 أما جواب السيد الداماد قدس سره فهو اية من آيات الود والصفاء والمحبة
والاخلاص اليك هو وإنك خيرحكم :
أما جواب السيد الداماد قدس سره فهو اية من آيات الود والصفاء والمحبة
والاخلاص اليك هو وإنك خيرحكم :
 ياليتني كنت شيئا من هذه الأرقام ، حيث يلحظها بعين عنايته شيخنا
الأفخم الأعظم ، ومخدومنا الأعلم الأكرم ، نطاق الايمان ، وعروة الدين ، قدوة أهل
الحق واسوة أهل اليقين ، لازال مجده وبهاؤه ممدوداً بالتظليل على رؤوس المؤمنين
وعلى مفارق العالمين (1) .
ياليتني كنت شيئا من هذه الأرقام ، حيث يلحظها بعين عنايته شيخنا
الأفخم الأعظم ، ومخدومنا الأعلم الأكرم ، نطاق الايمان ، وعروة الدين ، قدوة أهل
الحق واسوة أهل اليقين ، لازال مجده وبهاؤه ممدوداً بالتظليل على رؤوس المؤمنين
وعلى مفارق العالمين (1) .
 لقد هبت ريح الانس من سمت القد س ، فاتتني بصحيفة منيفة كأنها
بفيوضها بروق العقل بوموضها، وكأنها بمطاويها أطباق الأفلاك بدواريها، وكأن
أرقامها باحكامها طبقات الملك والملكوت بنظامها، وكأن ألفاظها برطوباتها أنهار
العلوم بعذوباتها ، وكأن معانيها بأفواجها بحار الحقائق بأمواجها . وأيم الله إن
لقد هبت ريح الانس من سمت القد س ، فاتتني بصحيفة منيفة كأنها
بفيوضها بروق العقل بوموضها، وكأنها بمطاويها أطباق الأفلاك بدواريها، وكأن
أرقامها باحكامها طبقات الملك والملكوت بنظامها، وكأن ألفاظها برطوباتها أنهار
العلوم بعذوباتها ، وكأن معانيها بأفواجها بحار الحقائق بأمواجها . وأيم الله إن
 فاستقبلتها القوى الروحية، وبرزت اليها القوى العقلية، ومدت لها، قطنة
سوامع الشعر أعناقها من كوى الحساس ، وروازن المدارك وشبابيك المشاعر،
وكادت حمامة النفس الناطقه تطير من وكرها شغفاً وهزازا، وتستطار الى عالمها
شوقا واهتزازا، فلعمري لقد ترويت ولكني لفرط ظمئي ما ارتويت .
فاستقبلتها القوى الروحية، وبرزت اليها القوى العقلية، ومدت لها، قطنة
سوامع الشعر أعناقها من كوى الحساس ، وروازن المدارك وشبابيك المشاعر،
وكادت حمامة النفس الناطقه تطير من وكرها شغفاً وهزازا، وتستطار الى عالمها
شوقا واهتزازا، فلعمري لقد ترويت ولكني لفرط ظمئي ما ارتويت .
 فلازالت مراحمكم الجبليلة مدركة للتائقين بأضواء الألطاف الخفية
والجلية .
فلازالت مراحمكم الجبليلة مدركة للتائقين بأضواء الألطاف الخفية
والجلية .
 ثم إن صورة مراتب الشوق والإخلاص ، التي هي ما وراء ما يتناهى بما
لايتناهى، أظنها لهي المنطبعة كما هي عليها في خاطركم الأقدس الأنور، الذي هو
لاستجرار الوجوه كمرآة مجلوة، ولغوامض أفانين العلوم ومعضلاتها كمصفاة
مسطرة .
ثم إن صورة مراتب الشوق والإخلاص ، التي هي ما وراء ما يتناهى بما
لايتناهى، أظنها لهي المنطبعة كما هي عليها في خاطركم الأقدس الأنور، الذي هو
لاستجرار الوجوه كمرآة مجلوة، ولغوامض أفانين العلوم ومعضلاتها كمصفاة
مسطرة .
 وإنكم لأنم بمزيد فضلكم المؤملون لامرار المخلص على حواشي الضمير
المقدس المستنير عند صوالح الدعوات السانحات في مئنة الاستجابة ومظنة
الاجابة، بسط الله ظلالكم وخلد مخدمكم وخلانكم .
وإنكم لأنم بمزيد فضلكم المؤملون لامرار المخلص على حواشي الضمير
المقدس المستنير عند صوالح الدعوات السانحات في مئنة الاستجابة ومظنة
الاجابة، بسط الله ظلالكم وخلد مخدمكم وخلانكم .
 والسلام على جنابكم الأرفع الأبهى، وعلى من يلوذ ببابكم الألمع
الأسمى، ويعكف بفنائكم الأوسع الأسطع الاسنى ، ورحمة الله وبركاته أبداً
سرمدا.
والسلام على جنابكم الأرفع الأبهى، وعلى من يلوذ ببابكم الألمع
الأسمى، ويعكف بفنائكم الأوسع الأسطع الاسنى ، ورحمة الله وبركاته أبداً
سرمدا.
مخلصكم الملتاع
محمد باقر الداماد الحسيني
 وحكايات ما وقع بينهما من المصافاة والمصادقة كثيرة، وهكذا يسعد
الزمان وأهله بامثال هؤلاء العلماء وهؤلاء الملوك .
وحكايات ما وقع بينهما من المصافاة والمصادقة كثيرة، وهكذا يسعد
الزمان وأهله بامثال هؤلاء العلماء وهؤلاء الملوك .
 **
ويؤكد ذلك السمو والصفاء أيضا ما نقله السيد الأمين عن المنشىء في
عالمه حيث يقول :
**
ويؤكد ذلك السمو والصفاء أيضا ما نقله السيد الأمين عن المنشىء في
عالمه حيث يقول :
 **
تقلد الشيخ منصب شيخ الإسلام في اصفهان ، زمن الشاه عباس الكبير
خلفاً للشيخ علي المنشار، وتبوأ مكانته المعروفة في عهد الشاه المذكور، ولم يكن
لأحد من كبار الرجال الصفويين مركز يداني مركزه ، ولذلك كثر حساده ومناوئوه
وكثر الدس حوله ، حتى تمنى أن والده لم يخرج به من جبل عامل الى الشرق ، في
كلمة قوية عبر بها عن تبرمه من فساد الأخلاق في كثيرمن أبناء زمانه
و معاصريه .
**
تقلد الشيخ منصب شيخ الإسلام في اصفهان ، زمن الشاه عباس الكبير
خلفاً للشيخ علي المنشار، وتبوأ مكانته المعروفة في عهد الشاه المذكور، ولم يكن
لأحد من كبار الرجال الصفويين مركز يداني مركزه ، ولذلك كثر حساده ومناوئوه
وكثر الدس حوله ، حتى تمنى أن والده لم يخرج به من جبل عامل الى الشرق ، في
كلمة قوية عبر بها عن تبرمه من فساد الأخلاق في كثيرمن أبناء زمانه
و معاصريه .
 فقال طيب الله ثراه : لولم يأت والدي قدس الله روحه من بلاد العرب ،
ولولم يختلط بالملوك، لكنت من اتقى الناس وأعبدهم وأزهدهم ، لكنه طاب ثراه
أخرجني من تلك البلاد وأقام في هذه الديار، فاختلطت بأهل الدنيا،
واكتسبت أخلاقهم الرديئة، واتصفحت بصفاتهم ، ثم لم يحصل لي من الاختلاط
بأهل الدنيا إلا القيل والقال ، والنزاع والجدال ، وآل الأمر أن تصدى لمعارضتي
كل جاهل ، وجسرعلى مباراتي كل خامل (1) .
فقال طيب الله ثراه : لولم يأت والدي قدس الله روحه من بلاد العرب ،
ولولم يختلط بالملوك، لكنت من اتقى الناس وأعبدهم وأزهدهم ، لكنه طاب ثراه
أخرجني من تلك البلاد وأقام في هذه الديار، فاختلطت بأهل الدنيا،
واكتسبت أخلاقهم الرديئة، واتصفحت بصفاتهم ، ثم لم يحصل لي من الاختلاط
بأهل الدنيا إلا القيل والقال ، والنزاع والجدال ، وآل الأمر أن تصدى لمعارضتي
كل جاهل ، وجسرعلى مباراتي كل خامل (1) .
 هذا نص عبارة الشيخ ، وهي نفثة مصدور، عبربها - كما قلنا - عن آلامه
وامتعاضه وتكاثر حساده ومنافسيه وما كان أكثر هؤلاء الحساد والمنافسين بلا
شك إلا من ذوي الأطماع وعباد المصالح الشخصية والجاه الزائف ، ولكنهم مع
ذلك لم ينالوا منه منالا ولا استطاعوا أن يزعزعوا من مركزه الكبير.
هذا نص عبارة الشيخ ، وهي نفثة مصدور، عبربها - كما قلنا - عن آلامه
وامتعاضه وتكاثر حساده ومنافسيه وما كان أكثر هؤلاء الحساد والمنافسين بلا
شك إلا من ذوي الأطماع وعباد المصالح الشخصية والجاه الزائف ، ولكنهم مع
ذلك لم ينالوا منه منالا ولا استطاعوا أن يزعزعوا من مركزه الكبير.
 انظره يقول :
انظره يقول :
 قد جرى ذكري يوماً في بعض المجالس العالية، والمحافل السامية، فبلغني
أن بعض الحضار- ممن يدعي الوفاق وعادته النفاق ، ويظهر الوداد ودأبه العناد-
جرى في ميدان البغي والعدوان ، وأطلق لسانه في الغيبة والبهتان ، ونسب إلي
من العيوب ما لم تزل فيه ، ونسي قوله تعالى : (أيحب أحدكم أن يأكل لحم
قد جرى ذكري يوماً في بعض المجالس العالية، والمحافل السامية، فبلغني
أن بعض الحضار- ممن يدعي الوفاق وعادته النفاق ، ويظهر الوداد ودأبه العناد-
جرى في ميدان البغي والعدوان ، وأطلق لسانه في الغيبة والبهتان ، ونسب إلي
من العيوب ما لم تزل فيه ، ونسي قوله تعالى : (أيحب أحدكم أن يأكل لحم
 فلما علم أني علمت بذلك ، ووقفت على سلوكه في تلك المسائل ، كتب
إلي رقعة طويلة الذيل ، مشحونة بالندم والويل ، يطلب فيها الرضا، ويلتمس
الاغماض عما مضى .
فلما علم أني علمت بذلك ، ووقفت على سلوكه في تلك المسائل ، كتب
إلي رقعة طويلة الذيل ، مشحونة بالندم والويل ، يطلب فيها الرضا، ويلتمس
الاغماض عما مضى .
 فكتبت اليه في الجواب : جزاك الله خيراً فيما أهديت إلي من الثواب ،
وثقلت به ميزان حسناتي يوم الحساب ، فقد روينا عن سيد البشر، والشفيع
المشفع في المحشر أنه قال :
فكتبت اليه في الجواب : جزاك الله خيراً فيما أهديت إلي من الثواب ،
وثقلت به ميزان حسناتي يوم الحساب ، فقد روينا عن سيد البشر، والشفيع
المشفع في المحشر أنه قال :
 (يجاء بالعبد يوم القيامة، فتوضع حسناته في كفة، وسياته في كفة،
فترجح السيئات فتجيء بطاقة فتقع في كفة الحسنات فترجح بها. فيقول : يارب ما
هذه البطاقة؟!! فيقول غزوجل : هذا ما قيل فيك وأنت منه بريء ).
(يجاء بالعبد يوم القيامة، فتوضع حسناته في كفة، وسياته في كفة،
فترجح السيئات فتجيء بطاقة فتقع في كفة الحسنات فترجح بها. فيقول : يارب ما
هذه البطاقة؟!! فيقول غزوجل : هذا ما قيل فيك وأنت منه بريء ).
 فهذا الحديث قد أوجب بمنطوقه علي أن أشكر ما أسديته من النعم إلي ،
فكثرالله خيرك وأجزل مبرك .
فهذا الحديث قد أوجب بمنطوقه علي أن أشكر ما أسديته من النعم إلي ،
فكثرالله خيرك وأجزل مبرك .
 مع أني لو فرض أنك شافهتني بالسفاهة والبهتان ، وواجهتني بالوقاحة
والعدوان ، ولم تزل مصراً على شناعتك ليلاً ونهاراً، مقيما على سوء صناعتك
سراً وجهاراً، ما كنت اقابلك إلا بالصفح والصفا، ولا اعاملك إلا بالمودة
والوفاء، فإن ذلك من أحسن العادات ، وأتم السعادات ، وإن بقيت مدة الحياة
أعز من أن تصرف في غيرتدارك ما فات ، وتتمة هذا العمر القصير لاتسمع
مؤاخذة احد على التقصير(2) .
مع أني لو فرض أنك شافهتني بالسفاهة والبهتان ، وواجهتني بالوقاحة
والعدوان ، ولم تزل مصراً على شناعتك ليلاً ونهاراً، مقيما على سوء صناعتك
سراً وجهاراً، ما كنت اقابلك إلا بالصفح والصفا، ولا اعاملك إلا بالمودة
والوفاء، فإن ذلك من أحسن العادات ، وأتم السعادات ، وإن بقيت مدة الحياة
أعز من أن تصرف في غيرتدارك ما فات ، وتتمة هذا العمر القصير لاتسمع
مؤاخذة احد على التقصير(2) .
 نعم هذه أخلاق لومزجت بها البحر لعذب ماؤه طعماً.
نعم هذه أخلاق لومزجت بها البحر لعذب ماؤه طعماً.
 وكان ذلك من بواعث تنغيص عيشه ، وتكدير صفو حياته أحياناً،
وطالما نفس عن كربه بالعزلة أو بالسياحة والرحلة .
وكان ذلك من بواعث تنغيص عيشه ، وتكدير صفو حياته أحياناً،
وطالما نفس عن كربه بالعزلة أو بالسياحة والرحلة .
 إن شيخنا المصنف قدس سره على توغله في العلوم عامة، وتسنمه المناصب
العالية، لم يكن تاركاً لحلبة الأدب نظماً ونثراً. يصف أدبه المدني قائلاً:
إن شيخنا المصنف قدس سره على توغله في العلوم عامة، وتسنمه المناصب
العالية، لم يكن تاركاً لحلبة الأدب نظماً ونثراً. يصف أدبه المدني قائلاً:
 « . . . وأما أدبه فالروض المتأرج أنفاسه ، المتضوع بنثره ونظمه ورده
وآسه ، المستعذب قطافه وجناه ، والمستظرف لفظه ومعناه..» (1) .
« . . . وأما أدبه فالروض المتأرج أنفاسه ، المتضوع بنثره ونظمه ورده
وآسه ، المستعذب قطافه وجناه ، والمستظرف لفظه ومعناه..» (1) .
 لم لايكون كذلك وهو«تسجيل حي لخواطر يعيشها الأديب وتثيرها
أماني مضطرمة، والام محمومة ، فينظمها ليؤدي بها خدمة انسانية، وواجباً أخلاقياً
أصلاحياً بطريقة النقد البناء» (2) .
لم لايكون كذلك وهو«تسجيل حي لخواطر يعيشها الأديب وتثيرها
أماني مضطرمة، والام محمومة ، فينظمها ليؤدي بها خدمة انسانية، وواجباً أخلاقياً
أصلاحياً بطريقة النقد البناء» (2) .
 نعم إن «شعره الحسن النائب مناب سلامة الرحيق ، فيه ماشئت من رقة
الألفاظ ولطافة معان تتعلم منها السحر غمزات وألحاظ  وتفنن » (3) .
نعم إن «شعره الحسن النائب مناب سلامة الرحيق ، فيه ماشئت من رقة
الألفاظ ولطافة معان تتعلم منها السحر غمزات وألحاظ  وتفنن » (3) .
 هذا وقد نظم الشيخ قدس سره باللغتين الفارسية والعربية فأجاد فيها
وأفاد .
هذا وقد نظم الشيخ قدس سره باللغتين الفارسية والعربية فأجاد فيها
وأفاد .
 وأما نثره ، فهوكما قال المحبي :
وأما نثره ، فهوكما قال المحبي :
 « . . . إذا طلعت أغصان أقلامه في رياض أدبه الجنية الغروس ، سجدت
لها، الأقلام سجدة الشكرفي محاريب الطروس ، فأقلام إفاداته لانسب باعياء قط ،
وصحائف فجره لم تسنن من حسود بنقط . . . »(4).
« . . . إذا طلعت أغصان أقلامه في رياض أدبه الجنية الغروس ، سجدت
لها، الأقلام سجدة الشكرفي محاريب الطروس ، فأقلام إفاداته لانسب باعياء قط ،
وصحائف فجره لم تسنن من حسود بنقط . . . »(4).
 مع كل هذا لم نجد لم ديوان شعرمجموع ، غير أن شعره مبثوث في كشكوله
وغيره من مؤلفاته ، نعم جمع شعره بالعربية الشيخ محمد رضا بن الشيخ الحر العاملي
في ديوان (5) ، ولم نعثر عليه .
مع كل هذا لم نجد لم ديوان شعرمجموع ، غير أن شعره مبثوث في كشكوله
وغيره من مؤلفاته ، نعم جمع شعره بالعربية الشيخ محمد رضا بن الشيخ الحر العاملي
في ديوان (5) ، ولم نعثر عليه .
 وقد تجمع لدينا مجموع لابأس به ، نرجو التوفيق لجمع أكثر منه ونشره
مع شرح قصيدته -التي هي من غررشعره - رائيته الشهيرة التي يمدح فيها الامام
الحجة المنتظر صلوات الله عليه وعجل فرجه تناهز الخمسين بيتاً.
وقد تجمع لدينا مجموع لابأس به ، نرجو التوفيق لجمع أكثر منه ونشره
مع شرح قصيدته -التي هي من غررشعره - رائيته الشهيرة التي يمدح فيها الامام
الحجة المنتظر صلوات الله عليه وعجل فرجه تناهز الخمسين بيتاً.
 وهي :
وهي : وقد جاراها جمع وشرحها آخرون فممن جاراها :
وقد جاراها جمع وشرحها آخرون فممن جاراها :
 العلامة الأمير السيد علي بن خلف المشعشعي الحويزي (1) بقصيدة
مطلعها:
العلامة الأمير السيد علي بن خلف المشعشعي الحويزي (1) بقصيدة
مطلعها: والعلآمة الشيخ جعفر بن محمد الخطي المعاصرللشيخ البهائي إجتمع معه
في اصفهان فانشده الشيخ رائيته طالباً منه مجاراتها، فطلب الشيخ الخطي تاجيله
ثلاثة أيام ثم لم يرتض ذلك لنفسه فقام في المجلس مرتجلاً قصيدته العصماء التي
أولها :
والعلآمة الشيخ جعفر بن محمد الخطي المعاصرللشيخ البهائي إجتمع معه
في اصفهان فانشده الشيخ رائيته طالباً منه مجاراتها، فطلب الشيخ الخطي تاجيله
ثلاثة أيام ثم لم يرتض ذلك لنفسه فقام في المجلس مرتجلاً قصيدته العصماء التي
أولها : ومنهم الشاعر الفذ الفاضل علي بن زيدان العاملي المتوفى 1260 بمعركة
(جنوب لبنان ) جارى قصيدة الشيخ بعصماء أولها:
ومنهم الشاعر الفذ الفاضل علي بن زيدان العاملي المتوفى 1260 بمعركة
(جنوب لبنان ) جارى قصيدة الشيخ بعصماء أولها: وممن شرحها:
وممن شرحها:
 الشيخ أحمد بن علي المنيني الدمشقي وطبع الشرح آخر الكشكول في الطبعة
المحرفة المصرية .
الشيخ أحمد بن علي المنيني الدمشقي وطبع الشرح آخر الكشكول في الطبعة
المحرفة المصرية .
 ومنهم العلامة الجليل حجة البحث والتأريخ الشيخ جعفر النقدي
قدس سره وبكتابه الذي أسماه منن الرحمان .
ومنهم العلامة الجليل حجة البحث والتأريخ الشيخ جعفر النقدي
قدس سره وبكتابه الذي أسماه منن الرحمان .
 يقع بجزين طبع في النجف الأشرف سنة 1344 في المطبعة المرتضوية،
والان قيد التحقيق نأمل من العلي القدير التوفيق لا تمامه .
يقع بجزين طبع في النجف الأشرف سنة 1344 في المطبعة المرتضوية،
والان قيد التحقيق نأمل من العلي القدير التوفيق لا تمامه . *
  *    *
  * مما لاشك فيه أن تأريخ العلم ومعاجم التراجم تحفل بذكر عدد كبير من
علماء المسلمين ، منهم من نراه قد اقتصرعلى فن من فنون المعرفة، أوعالم من علوم
الشريعة؛ ومنهم من انقطع لعلوم الدنيا لاغير، وكل منهم عاش إطارفنه وعلمه
وما كتبه فيه .
مما لاشك فيه أن تأريخ العلم ومعاجم التراجم تحفل بذكر عدد كبير من
علماء المسلمين ، منهم من نراه قد اقتصرعلى فن من فنون المعرفة، أوعالم من علوم
الشريعة؛ ومنهم من انقطع لعلوم الدنيا لاغير، وكل منهم عاش إطارفنه وعلمه
وما كتبه فيه .
 ولكن نرى الشيخ البهائي قدس سره جمع من العلوم أكثرها، واختص
بكتابة المختصرات الحاوية لعصارة مجلدات وتفوق فيها .
ولكن نرى الشيخ البهائي قدس سره جمع من العلوم أكثرها، واختص
بكتابة المختصرات الحاوية لعصارة مجلدات وتفوق فيها .
 فنراه فقيها مع الفقهاء، محدثاً مع أهل الحديث ، مفسراً مع المفسرين ،
أديبا مع الادباء، ورياضياً وفيلسوفاً مع أصحاب التعاليم ، وو وو. . . وإن قسما
من آثاره في الرياضيات والفلك لازالت مرجعاً لكثيرين من علماء المشرق
والمغرب ومعيناً يرتشف منه طلاب المدارس والجامعات وعلوم الدين .
فنراه فقيها مع الفقهاء، محدثاً مع أهل الحديث ، مفسراً مع المفسرين ،
أديبا مع الادباء، ورياضياً وفيلسوفاً مع أصحاب التعاليم ، وو وو. . . وإن قسما
من آثاره في الرياضيات والفلك لازالت مرجعاً لكثيرين من علماء المشرق
والمغرب ومعيناً يرتشف منه طلاب المدارس والجامعات وعلوم الدين .
 وما ذاك إلا لأنه «زين بماثره العلوم العقلية والنقلية، وملك بذهنه
جواهرها السنية ، لا سيما الرياضيات فانه راضها وغرس في حدائق الألباب
رياضها » (1) .
وما ذاك إلا لأنه «زين بماثره العلوم العقلية والنقلية، وملك بذهنه
جواهرها السنية ، لا سيما الرياضيات فانه راضها وغرس في حدائق الألباب
رياضها » (1) .
 إذن هو بحق مشارك عجيب في جميع ألوان الصرفة والعلوم من عقلية
ونقلية، وقد وفق في أغلب ما كتبه ، بدليل ما نراه من اهتمام العلماء في شرح
كتبه واثاره ، وفعاليتها مع مرور الزمن ، وبقاؤها جديدة طريفة .
إذن هو بحق مشارك عجيب في جميع ألوان الصرفة والعلوم من عقلية
ونقلية، وقد وفق في أغلب ما كتبه ، بدليل ما نراه من اهتمام العلماء في شرح
كتبه واثاره ، وفعاليتها مع مرور الزمن ، وبقاؤها جديدة طريفة .
 عزيزي القارئ كنا قد هيئنا سرداً لما عثرنا عليه من أسماء مؤلفات
الشيخ وشروحها وما علق عليها، وحيث اقترح علينا بعض .الفضلاء إلحاقها
بأمكنة وجود المخطوط منها وبيان المطبوع ، ارتأينا إرجاء نشرها حيث لنا موعد مع
الشيخ المصنف في شرح قصيدته (سرى البرق) فإلى هناك آملين منها الدعاء
بالتوفيق للوصول للمأمول .
عزيزي القارئ كنا قد هيئنا سرداً لما عثرنا عليه من أسماء مؤلفات
الشيخ وشروحها وما علق عليها، وحيث اقترح علينا بعض .الفضلاء إلحاقها
بأمكنة وجود المخطوط منها وبيان المطبوع ، ارتأينا إرجاء نشرها حيث لنا موعد مع
الشيخ المصنف في شرح قصيدته (سرى البرق) فإلى هناك آملين منها الدعاء
بالتوفيق للوصول للمأمول .