وفاته
كما اختلف المؤرخون في ولادته ومحلها، فقد اختلفوا في سنة وفاته ، ويومها
دون محلها .
**
اذ من الثابت أنها كانت في أصفهان ، في الثاني عشر او الثامن عشر من
شهر شوال .
**
أما السنة فهناك أقوال خمسة هي :
1 ـ أنها كانت سنة 1029، ومستنده التاريخ الذي صنعه الشيخ صالح
البحراني ، المعاصر للسيد الجزائري وهو:
بدر العـراقين خبا ضوؤه * ونير الشام وبــدر الحجاز
أردت تاريخــاً فلم أهتد * له فالهمت قل:(الشيخ فاز)(1)
ويدفعه وجود نسخة من الإثني عشريات الخمس بخط تلميذه محمد
هاشم الاتكاني فرغ منها في شوال 1029، وعليها إجازة للشيخ البهائي في العشر
الأوسط من أول ربيعي1030، وفى اخر الصلاتية بلاغ مؤرخ في العشر الأول من
شهررجب من عام 1030
(2).
2 ـ كونها سنة 1030، وهو المنقول عن جمع ، منهم تلميذه ومصاحبه السيد
حسين بن السيد حيدر بن الحسيني الكركي حيث يقول على ما حكي عنه :
«وتوفى قدس الله روحه - الشيخ البهائي - في أصفهان في شهر شوال سنة ألف
وثلاثين وقعت رجوعنا من زيارة بيت الله الحرام »
(3) .
وقد تساءل المحقق الحجة السيد المهدي من ال الخرسان في مقدمته عن
هذه الزيارة وماهيتها قائلاً:
____________
(1) روضات الجنات 7 : 79 | زهر الربيع 2 : 9 | كشكول البحراني 2 : 245.
(2) انظر الذريعة 1 : 239 ت 1266 | الروضة النضرة : 630 . وقد رأيت مصورتها لدى العلآمة السيد
أحمد الحسيني دام عزه .
(3) روضات الجنات 7 : 59.
( 54 )
«أهي عمرة رمضانية؟ أم هي حج ؟ ولا يكون الرجوع منه في شوال .
أم أنها كانت في سنة 1029 ولم يصرح به أحد»؟
(1) .
والذي يبعد احتمال سفر الشيخ أساساً هو ما عثرعليه من كتب كان
أوقفها على الروضة المقدسة الرضوية، وإجازات أجازها لتلامذته وغيرهم في هذه
الفترة وهي اواخرسنة 1029 وأوائل 1030 .
نعم عود الضمير في قول السيد الكركي «رجوعنا» كان سبباً في عدم
وضوح الكلام إذ اخذ متكلماً مع الغير.
ولكن أخذه للمتكلم لوحده بقصد التعظيم - ولا مانع منه إذا عرف مقام
المتكلم - يصير الزيارة زيارته هو، ولا بد أنها كانت سنة 1029 فيصح ما نقل
عنه .
ويؤيده ما ذكره الخواساري في روضاته : من أنه راى في بعض التعليقات
القديمة على كتاب توضيح المقاصد للشيخ البهائي أنه توفي ثاني عشر شوال سنة
1030 وتاريخه بالفارسية :
بي سر وبا گـشت شرع * وأفسر فضل اوفتاد(2)
وممن ذهب إلى أنها في سنة 1030 تلميذه المولى المجلسي الأول حيث
يقول : ومات سنة 1030 في اصفهان ونقل جثمانه إلى مشهد الامام الرضا
(3) .
والشيخ القمي في هديته وضبطه بقوله : «تلخ »
(4).
والنصر ابادي في تذكرته
(5) .
____________
(1) مقدمة الكشكول الطبعة النجفية : 97 .
(2) روضات الجنات 7: 79، وانظر التذكرة للنصرآبادي : 151 ، وبهجة الآمال 6 : 405 ، وريحانة
:الادب 3 : 319، ومعنى البيت هكذا
اترك من كلمة «شرع » الرأس إشارة الى حرف الشين ، والرجل إشارة الى حرف العين ، وأفسر أي
اترك الفاء من كلمة فضل فالباقي من الأول الراء وهي (200) والضاد واللام وهما (830)
فالمجموع 1030 . أمل الآمل 25 | 1 ت .
(3) روضة المتقين 14 :435 بتصرف .
(4) هدية الاحباب : 124 .
(5) تذكرة النصرآبادي : 151 .
( 55 )
وبه جزم جمع منهم محمد قاسم بن مظفر المنجم المعاصرللشيخ البهائي في
كتابه التنبيهات
(1) .
والمنشىء في كتابه تاريخ عالم آرا، حيث ضبط الوفاة في حوادث عام
1030 وقال ماترجمته : (توفى يوم الثلاثاء 12 شوال سنة 1030) ، ولكنه بعيد
ذلك ينقل تاريخين :
أحدهما ، بعد حسابه يكون 1030 ، وهو التاريخ الذي صنعه محمد صالح
ابن اخ المنشىء وهو: (أفسوس زمقتداي دوران )- والثاني : 1031
(2) وهوإما
غفلة أو ليظهر الترديد، ومنه بعيد.
والتفرشي في نقده
(3).
3 ـ أنها كانت سنة1031. واليه مال جمع منهم المحبي في خلاصته
(4)
والسيد المدني في سلافته وحدائقه
(5) واقدم منهما معاصر الشيخ وتلميذه
نظام الدين الساوجي متمم الجامع العباسي
(6) . ومن هنا يتصف هذا القول بنحو
من القوة والشيخ يوسف البحراني في لؤلؤته
(7) وآخرون .
____________
(1) بما أن المنجم هذا لضبطه الحوادث الفلكية أهمية خاصة وخاصة إذا أراد أن يستدل منها على حدوث
امور فلابد أن تكون مضبوطة لايتطرق إليها الشك والاحتمال ، أضف إلى ذلك كونه معاصراً
للحادثة المستدل عليها، فانظره يقول ما: إن رجوع المريخ في برج العقرب دليل على بروزحادثة في
دنيا الاسلام تكون سبباً لحصول وهن وضعف فيه ، وقد عاد سنة 1030 وحال المشتري في ألضعف ،
وبعد التفكر والتدبر وقع في خاطري أنه يموت من العلماء . . . وهذا ما حصل بوفاة الشخ البهائي قدس
سره . وانظرمجلة نورعلم 7 س 2 : 76.
(2) تاريخ عالم آرا 2 :968، إن المؤرخ الاسكندر ببك تركمان والملقب بالمنشىء له أهمية خاصة بسبب
كونه مؤرخ الدولة في حينه ، والذي كان يسجل الحوادث أولاً بأول ، ولمعاصرته لها ، ولذا فان ما
يكره له من الأهمية مكان خاص . وانظرمجلة نورعلم 7 س 2 : 76 .
(3) نقد الرجال : 303 ت 206 .
(4) خلاصة الأثر 3 :454 .
(5) سلافة العصر: 291 | الحدائق الندية : 4 .
(6) حيث يقول مامعّربه : . . . وعند اتمام الباب الخامس في الثاني عشرمن شهرشوال سنة 1031
هجري انتقل الى جوار ربه الرحيم .. . . انظر الجامع العباسي : 137 ، مقدمة الباب السادس .
(7) لؤلؤة البحرين : 22، ونسب 1030 للقيل.
( 56 )
ويؤيده التاريخ الذي وضعه اعتماد الدولة ميرزا ابوطالب حيث يقول :
فيه : (شيخ بهاء الدين واي )
(1) ، وبحسابه الأبجدي يكون 1031 . وهو الظاهر من
زبدة المقال وشرحها حيث جاء فيها:
وابن الحسين سبط عبد الصمد * بهاء ديننــا جليـــل أوحدي
حـاز العلوم كلها واستكمـلا * وعمره : ملح ،توفي في : غلا(2)
واليه مال القمي في كناه
(3) والشيخ الطهراني في مصفى المقال
(4).
4 ـ أنها كانت سنة 1032 واليه ذهب صاحب رياض العارفين
(5) .
5 ـ كونها سنة1035 وقد نسبه في الأمل الى مشايخه
(6) ، وهو بعيد.
وقد نقل في الروضات عن الأمل أنه سمع من المشايخ أنها كانت سنة ثلاثين بعد
الألف
(7) ، ولعله في الأمل من تصحيفات النسخة ومنه سرت الى الباقين
(8) .
الرأي الاخر
وعلى أية حال فان المعتمد المشهور هو القول الثاني ، أي أن وفاة الشيخ
قدس سره كانت سنة 1030 ، لقوة القرائن والمصادر الذاهبة إليه المعاصرة له .
عمره الشريف :
وأما سني عمره الشريف فهي بعد ذلك معلومة، اذ هي على المختار 77
سنة .
بناء على أن ولادته كانت سنة 953 كما هو الحق المشهور.
وأما بناء على أنها سنة 951 فيكون عمره الشريف : 79 سنة .
____________
(1) عالم آرا 2 : 968 ولعل همزة بهاء زائدة تكتب ولا تحسب او لا تكتب . فيتحد مع الذي قبله .
(2) انظر بهجة الآمال في شرح زبدة المقال 6 : 391.
(3) الكنى والألقاب 2 : 101.
(4) مصفى المقال : 404 .
(5)رياض العارفين ، وانظر ريحانة الأدب 320:3 .
(6) أمل الآمل 1 | 158 .
(7) روضات الجنات 7 | 62 .
(8) إذ أن الصفر كانت كتابته اقرب الى ألخمسة .
( 57 )
**
ومهما يكن من أمر- كما عرفت - فإن الشيخ لبى نداء ربه الكربم في
مدينة أصفهان . . يصف الشيخ المولى المجلسي الأول الصلاة عليه قائلاً: «تشرفت
بالصلاة عليه في جميع الطلبة والفضلاء وكثير من الناس ، يقربون من خمسين ألف »
(1).
**
ونقل جثمانه الشريف الطاهرإلى مرقده الأخير في مشهد الإمام الرضا عليه
الاف التحية والثناء، ليدفن في داره المجاورة للحرم الشريف وتصبح فيما بعد جزءاً منه
كماهوالمشاهد اليوم ، حيث يمرمن عنده آلاف الزائرين مترحمين على ذلك الذي
كان امة لوحده . . امة في كل شيء .
فسلام عليه يوم ولد، ويوم مات ، ويوم يبعث حياً
وليكن هذا آخرما نورده في هذه المقدمة، والحمد لله رب العالمين أولاً
وآخراً و باطناً وظاهراً، وصلى الله على سيدنا محمد النبي واله الطيبين الطاهرين .
* * *
____________
(1) روضة المتقين 14 : 436 .
( 58 )
منهج التحقيق
اعتمدت في عملي على نسخة الأصل ، التي هي بخط المصنف قدس سره ،
والتي أرشدني إليها سماحة العلامة المتتبع السيد عبدالعزيز الطباطبائي دام مجده
مشكوراً، بعد أن كدت أتيه في بحر اختلافات أربع نسخ - محفوظة في خزانة المكتبة
الرضوية العامرة- لما في الرسالة من بحوث في الهيئة، وغيرها، مما تحتاج إلى
مقدمات لاتعزب عن القارئ المطلع ، ولما فيها من أخطاء.
والنسخة المعتمدة محفوظة في خزانة المكتبة المركزية لجامعة طهران العامرة
برقم (1) ،فاعتمدتها أصلأ للعمل ،كما هوالمتبع مع نسخة المصنف لدى
العثور عليها عادة .
والنسخة هي بطول 31 سنتمتر، وعرض 5 | 20 سنتمتر، وتحوي كل
صفحة 21 سطرا، و15 كلمة في كل سطرتقريبا. ومجموعها 33 ورقة .
وخطها نسخ وتاريخها سنة 1003 .
وهي السنة الي تشرف فيها لزيارة العتبات المقدسة في العراق وكان في
هذا التأريخ في مدينة الكاظمية المقدسه لزيارة مرقد الامامين الكاظمين
عليها السلام .
وكان عملي فيها كالآتي :
1 ـ توزيع النص و ضبطه بصورة صحيحة كما يراه القارئ العزيز.
2 ـ توزيع الأعلام الواردة في الرسالة .
3 ـ شرح ما لعله بحاجة إلى شرح .
4 ـ إثبات جميع ما على النسخة من هوامش في محلها.
5 ـ إرجاع الأقوال إلى المصادر المنقولة عنها.
6 ـ إرجاع الأحاديث إلى المصادرالحديثة الام .
7 ـ الاشارة إلى موارد الآيات الكريمة.
8 ـ عمل الفهارس الفنية اللازمة للرسالة .
( 59 )
شكر وتقدير
وأنا أختم مقدمتي هذه أرى لزاماً علي أن أشكر الذوات الذين ساعدوني
في عملي هذا، ومنهم :
سماحة اية الله الشيخ حسن حسن زاده الاملي ، على مراجعته الكتاب
ونقده له .
فضيلة الأخ الكبير الاستاذ أسد مولوي ، لما لمست لديه من طيبة ومحبة،
حيث كان لي خيرمعين ومرشد في مراحل العمل .
ولما تبذله مؤسسة ال البيت -عليهم السلام - لاحياء التراث من جهود
مشكورة في مجال عملها الذي لايعلم بما تتحمله في سبيل أداء رسالتها إلآ الله العلي
القدير.
ولما بذلته لكي ترى هذه الرسالة النور.
فلها مني ومن كل المعنيين بتراث أهل البيت عليهم السلام جميل الشكر
والتقدير.
علي بن ابراهيم الخراساني
( 60 )
* صورة الصفحة الاولى من نسخة الأصل بخط الشيخ البهائي
( 61 )
* صورة الصفحة الأخيرة من نسخة الأصل بخط الشيخ البهائي
( 62 )
( 63 )
سلسلة مصادر بحار الأنوار
(9)
الـحـديـقـة الـهـلالـيـة
شـرح دعـاء الـهـلال
مـن الصحـيـفـة السّجّـاديـّـة
تأليف
المحقق الكبير العلاّمة الشيخ محمّد بن الحسين العاملي
المعروف بالشيخ البهائي
953 ـ 1030هـ
تحقيق
السيد الموسوي الخراساني
مؤسسة آل البيت عليهم السلام لأحياء التراث
( 64 )
( 65 )
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه الاستعانة
نحمدك يا من أطلع في فلك الهداية شمس النبوة ، وقمر الولاية ، ونصلي
على قطب مداره واله ، أهلة سماء الإهتداء ، ونسلم تسليماً كثيراً. وبعد :
فيقول أقل الخلائق محمد المشتهر بهاء الدين العاملي عامله الله بإحسانه :
هذه الحديقة الثالثة والأربعون من كتابنا الموسوم بحدائق الصالحين في شرح
صحيفة مولانا وإمامنا قبلة أهل الحق واليقين علي بن الحسين زين العابدين سلام
الله عليه وعلى آبائه الطاهرين ، تتضمن شرح الدعاء الثالث والأربعين ، وهو
دعاؤه عليه السلام عند الاستهلال أمليتها مع وفور الملال ، لتوزع البال ،
واختلال الحال ، راجياً من الله تعالى أن يوفقني لإكمال بقية الحدائق ، إنه مفيض
الخير وملهم الحقائق .
وكان من دعائه عليه السلام إذا نظر إلى الهلال :
**
سمي هلالاً لجريان عادتهم برفع الأصوات عند رؤيته ، مأخوذ من
الإهلال ، وهو رفع الصوت ، ومنه قولهم : أهل المعتمر ، إذا رفع صوته
بالتلبية ، واستهل الصبي إذا صاح عند الولادة .
**
وقد اضطربوا في تحديد الوقت الذي يسمى فيه بهذا الاسم ، فقال في
( 66 )
« الصحاح » : الهلال أول ليلة ، والثانية والثالثة ، ثم هو قمر
(1) .
**
وزاد صاحب القاموس فقال [4 | أ] : الهلال غرة القمر ، أو إلى ليلتين ، أو
إلى ثلاث ، أو إلى سبع ، ولليلتين من آخر الشهر ست وعشرين وسبع
وعشرين ، وفي غيرذلك قمر
(2) . إنتهى .
**
قال الشيخ الجليل أبو علي الطبرسي
(3) نور الله مرقده - في تفسيره الموسوم
بمجمع البيان عند قوله تعالى : (
يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت
للناس والحج)
(4)- : اختلفوا في أنه إلى كم يسمى هلالاً ، وإلى كم يسمى
قمراً؟.
فقال بعضهم : يسمى هلالاً لليلتين من الشهر ، ثم لا يسمى هلالاً إلى
أن يعود في الشهر الثاني .
وقال آخرون : يسمى هلالاً ثلاث ليال ، ثم يسمى قمراً.
وقال اخرون : يسمى هلالاً حتى يحجر ، وتحجيره أن يستدير بخيط
دقيق ؛ وهذا قول الأصمعي
(5) .
____________
(1) صحاح اللغة5: 1851 مادة ( هلل ) .
(2) القاموس المحيط 4 : 71 مادة ( هلل ) .
(3) الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي المشهدي ، أبو علي الطبرسي ، أمين الإسلام ، عالم
فاضل ، مفسر فقيه ، ثقة جليل القدر ، بيته بيت علم ومعرفة ، فولده مؤلف مكارم الأخلاق ،
وسبطه صاحب المشكاة ، وهكذا سائر أقاربه . روى عن جمع منهم : أبو علي بن الشيخ
الطوسي ، وعبد الجبار بن علي المقرىء . وممن عنه روى ابن شهر أشوب ، ومنتجب الدين ،
والقطب الراوندي ، والدروستي . له مصنفات كثيرة منها : مجمع البيان ، جوامع الجامع ، اعلام
الورى .مات سنة 48 هـ = 1153 م في سبزوار ، وحمل جثمانه إلى المشهد الرضوي .
انظر : رياض العلماء 4: 340 | روضات الجنات 5: 357 ت544 | الكنى والألقاب
2 : 444 | أعيان الشيعة 8 : 3398 | تنقيح المقال 2 : 7 ت 9461 | شهداء الفضيلة :45 | مجالس
المؤمنين 1: 490 | مستدرك الوسائل ( الخاتمة ) 3 : 387 | معالم العلماء :135 ت 920 | المقابر :
10 | نقد الرجال : 366 .
(4) البقرة ، مدنية ، 2 : 189 .
(5) أبو سعيد ، عبد الملك بن قريب - بضم القاف ، وقيل عاصم - بن علي بن أصمع الباهلي
=
( 67 )
وقال بعضهم : يسمى هلالاً حتى يبهر ضوؤه سواد الليل ، ثم يقال
قمراً ، وهذا يكون في الليلة السابعة
(1) . إنتهى كلامه زيد إكرامه.
ولا يخفى أن قوله - وهذا يكون إلى آخره - يخالف بظاهره
(2) قول صاحب
القاموس « أو إلى سبع » ، ووجه التوفيق بينهما غيرخفي
(3) .
**
قالوا : وإنما يسمى بعد الهلال قمراً لبياضه ، فإن الأقمر هو الأبيض
(4) .
وقيل : لأنه يقمر الكواكب ، أي يغلبها بزيادة النور.
ويسمى في الليلة الرابعة عشرة بدراً ، قال في الصحاح : سمي بذلك
لمبادرته الشمس في الطلوع كأنه يعجلها المغيب
(5).
وقال بعضهم : سمي بدراً لكماله ، تشبيها له بالبدرة الكاملة وهي عشرة
آلاف درهم
(6) .
____________
=
البصري ، عالم لغوي ، راوية لشعر ألعرب ، لقب بشيطان الشعر ، يحفظ عشرة آلاف ارجوزة ،
روى عن سليمان التميمي ، وأبي عمرو بن العلا ، ومسعر بن كدام ، وسلمة بن بلال ، وكثير
غيرهم ؟ وعنه حدث أبو عبيد ، ويحيى بن معين ، وإسحاق الموصلي ، وسلمة بن عاصم ، وأبو
حاتم السجستاني ، وأبو العيناء ، وخلق كثير . كان قليل الرواية للحديث ، مكثر التأليف ، له :
الإبل ، الأضداد ، خلق الانسان ، المترادف ، الفرق ، الشاء ، الوحوش وغيرها.
مات سنة 216 هـ = 831 م .
انظر : تاريخ بغداد 10 :410 ت 5576 | الأنساب : 42 ،أ | وفيات الأعيان 3 : 170 ت
379 | ميزان الاعتدال 2 : 662 ت 5240 | مرآة الجنان 2 : 64 | طبقات القراء 1 : 470 ت1965 |
تهذيب التهديب 6 : 368ت 771 | بغية الوعاة 2 : 112 ت 1573 | سيرأعلام النبلاء 10 :175
ت 32 | أخبارأصفهان 2 : 130 .
(1) مجمع البيان 1 : 283 . وفي هامش الأصل : الإشارة إلى بهر ضوئه سواد الليل « منه » قدس
سره .
(2) إذ الظاهر خروج ما بعد ( حتى ) عما قبلها ، ويؤيده أن بهر ضوئه سواد الليل يمتد ليالي كثيرة ليس
هوفيها هلالاً ألبتة « منه » . هامش الأصل .
(3) بجعل ما بعد ( حتى ) داخلاً فيما قبلها ، وإرادة البهر في الليلة الاولى منه فقط ، أعني السابعة
« منه » . قدس سره ، هامش المخطوطة .
(4) أنظر : الصحاح 2 : 798 - 799، القاموس المحيط : 598 ، مادة ( قمر ) فيهما .
(5) الصحاح 2 : 586 ، مادة ( بدر ) .
(6) أنظر : تاج العروس 3 : 34 - 35 .
( 68 )
مقدمة :
**
لا ريب في استحباب الدعاء عند رؤية الهلال ، تأسياً بالنبي صلى الله عليه
واله ، وقد فعله أمير المؤمنين عليه السلام ، والأئمة من ولده سلام الله
عليهم
(1) [4 | ب]
**
وذهب ابن أبي عقيل
(2) رحمه الله إلى وجوب الدعاء عند رؤية هلال شهر
رمضان
(3) .
وهو قول نادر لا نعلم له فيه موافقاً ، وربما حمل قوله بالوجوب على إرادة
تأكيد الاستحباب صوناً له عن مخالفة الجمهور.
**
والدعاء الذي أوجبه هو هذا :
«
الحمد لله الذي خلقتي وخلقك ، وقدر منازلك ، وجعلك
مواقيت للناس ؛ اللهم أهله علينا إهلالاً مباركاً ؛ اللهم أدخله علينا
بالسلامة والإسلام ، واليقين والإيمان ، والبر والتقوى ، والتوفيق لما
____________
(1) راجع : الكافي 4 : 70، باب ما يقال في مستقبل شهر رمضان ، الأحاديث 1 - 8 | من لا يحضره
الفقيه 2 : 62 باب 29 ، القول عند رؤية هلال شهر رمضان ، ألأحاديث 268 - 270 | التهذيب
4 : 196 باب 50 ، الدعاء عند طلوع الهلال ، الأحاديث 562 - 564 | أمالي الصدوق : 48
حديث 1 | عيون أخبار الرضا عليه السلام 2 : 71 حديث 329 | أمالي الشيخ الطوسي2 : 109 .
(2) الحسن بن علي بن أبي عقيل العماني ، أبو محمد الحذاء ، فقيه متكلم ، جليل القدر ، من وجوه
أصحابنا ، ثقة ، من أوائل من استعمل ألنظر ، وبحث الأصول والفروع عند ابتداء الغيبة
الكبرى ، يعد من مشايخ جعفر بن قولويه ، يعبر عنه وابن الجنيد ، في كتب الفقه ، بالقديمين ،
له : ألمتمسك بحبل آل الرسول ، والكر والفر في الإمامة . من أعيان المائة الرابعة ، ومن
معاصري الشيخ الكليني ، انظر : رجال النجاشي :48 رقم 100 | الفهرس للشيخ : 54 رقم 193
و 194 رقم 886 | رياض العلماء 1 :203- 209 | أعيان الشيعة5 :157 | أمل الآمل 2 : 61،
68 ، 74 | السرائر : 99 | تنقيح ألمقال 1 : 291، رقم 2519 | روضات الجنات 2 : 259 رقم
193 | المقابيس : 7 | نقد الرجال : 93 رقم 92، معالم العلماء : 37 رقم 222 | الخلاصة : 40
رقم 9.
(3) حكاه عنه العلامة في المختلف : 236 .
( 69 )
تحب وترضى » .
**
وكانه - قدس الله روحه - وجد الأمر بهذا الدعاء في بعض الروايات فحمله
على الوجوب ، كما هو مقرر في الاصول ، ولم يلتفت إلى تفرده بين الأصحاب
رضوان الله عليهم بهذا الحكم .
وهذا كحكمه - رحمه الله - بعدم انفعال الماء القليل بملاقاة النجاسة ما لم
يتغير
(1) ، ولا يعرف به قائل ، من أصحابنا رضي الله عنهم ، سواه .
وحسن الظن به -أعلى الله قدره - يعطي أنه لم ينعقد في عصره إجماع على
ما يخالف مذهبه في المسألتين ، أو أنه انعقد ولم يصل إليه ، والله أعلم بحقيقة
الحال .
تتمة:
يمتد وقت الدعاء بامتداد وقت التسمية هلالاً ، والأولى عدم تاخيره عن
الأولى ، عملاً بالمتيقن المتفق عليه لغة وعرفاً . فإن لم يتيسر فعن الثانية ؟ لقول
أكثرأهل اللغة بالامتداد إليها ؛ فإن فاتت فعن الثالثة ؛ لقول كثير منهم بانها آخر
لياليه .
**
وأما ما ذكره صاحب القاموس ، وشيخنا الشيخ أبو علي رحمه الله - من
اطلاق الهلال عليه إلى السابعة -
(2) فهو خلاف المشهور لغة وعرفاً ، وكأنه مجاز ،
من قبيل إطلاقه عليه في الليلتين الأخيرتين ، والله أعلم .
____________
(1) انفرد العماني ( قدس سره ) بفتاوى نادرة ، أوردها الفقهاء وأغلب من ترجم له ، منها : قوله
بعدم نجاسة الماء القليل بمجرد الملاقاة . ومنها : عدم نجاسة ماء البئر بمجرد الملاقاة . ومنها :
جواز تفريق ألسورة من دون الحمد على ركعات السنن . وغيرها انظر : ذكرى الشيعة : 195 ،
المسألة الخامسة | والمختلف : 1 ، 4 .
(2) تقدم كلامهما في صحيفة :66 .
( 70 )
تبصرة:
حكم العلامة
(1) - أعلى الله مقامه - باستحباب الترائي للهلال ليلتي
الثلاثين من شعبان وشهررمضان على الأعيان ، وبوجوبه فيهما على الكفاية .
**
واستدل - طاب ثراه على الوجوب - بان الصوم [5 | ] واجب في أول شهر
رمضان ، وكذا الإفطار في العيد ، فيجب التوصل إلى معرفة وقتهما ، لأن ما لا
يتم الواجب إلا به فهو واجب
(2) . هذا كلامه زيد اكرامه .
**
وأقول : للبحث فيه مجال ، لأنه إنما يجب صوم ما يعلم أو يظن أنه من
شهر رمضان ، لا ما يشك في كونه منه ، وهكذا إنما يجب إفطار ما يعلم أو يظن
أنه العيد ، لا ما يشك في أنه هو
(3) ، كيف والأغلب في الشهر أن يكون
تاماً
(4) ، كما يشهد به التتبع ؟! .
____________
(1) الحسن بن يوسف بن المطهر الحلي ، الشهير بالعلامة ، حاله في الجلالة ، والفقاهة ، والوثاقة ،
ووفور العلم في الفنون ، مشهود لها ، كفاه فخراً تلقيبه بالعلامة ، أول من قسم الأخبار إلى أربعة
أقسام . له مؤلفات منها : الخلاصة في الرجال ، منتهى ألمطلب ، تحرير الأحكام ، المختلف ، نهاية
الوصول ، الألفين في الإمامة ، مختصر شرح نهج البلاغة ، القواعيد وغيرها . توفي سنة
726= 1325 م ونقل جثمانه الشريف إلى النجف الأشرف ، ودفن عند المنارة اليسرى للداخل
للحرم العلوي الشريف ومرقده الطاهر يزار ويتبرك به .
انظر : رجال العلامة :45 رقم 52 | روضات الجنات 2 : 269 رقم 198 | تنقيح المقال 1 : 314
رقم2794 | الدرر الكامنة 2 : 49 رقم 1578 وأيضاً 2 : 71 رقم1618 | لسان الميزان 2 : 317
رقم 1295 | مرآة الجنان 4 : 276 رجال أبن داود: 78 رقم 466 | لؤلؤة البحرين : 210
رقم 82 | رجال بحر العلوم 2 : 257 | نقد الرجال : 99 رقم 175 | امل الآمل : 1 | 81 رقم
224 | رياض العلماء 1: 358 | جامع الرواة 1 : 230 | مصفى المقال : 131 .
(2) انظر : تذكرة الفقهاء 1 : 268 في الفصل السابع من أقسام الصوم | منتهى المطلب 2 : 590.
(3) وأيضاً فدليله لوتم لدل على الوجوب العيني ، فتامل ، ( منه ) . قدس سره ، هامش المخطرط .
(4) وأما ما يوجد في بعض الروايات ،«من أن شعبان لا يتم أبداً ورمضان لا ينقص أبداً » فلم يقل به
علماؤنا رضي الله عنهم ، وإثما هو قول بعض الحشوية ، والقول به لا يجامع القول بوجوب
الترائي للهلال ليلتي الثلاثين من الشهرين . فلا استحباب ، ( منه ) . قدس سره ، هامش
الأصل .
( 71 )
هداية :
الأدعية المأثورة عند النظر إلى الهلال كثيرة ، فبعضها يعم كل الشهور ،
وبعضها يختص بشهر رمضان .
فمن القسم الأول :
**
ما رواه الشيخ الصدوق ، عماد الإسلام ، محمد بن علي بن بابويه
(1) رحمه
الله في كتاب من لا يحضره الفقيه ؛ ورواه أيضا شيخ الطائفة ، أبو جعفر محمد بن
الحسن الطوسي
(2) عطر الله تربته ، في كتاب تهذيب الأخبار ، ومصباح المتهجد ،
عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال : « إذا رأيت الهلال فلا تبرح ، وقل :
( اللهم إني أسألك خير هذا الشهر ، وفتحه ونوره ، ونصره ،
وبركته ، وطهوره ورزقه ؛ وأسألك خير ما فيه وخير ما بعده ، وأعوذ
____________
(1) أبو جعفر ، محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي ، رئيس المحدثين ، جليل القدر ، حافظ
للحديث ، ثبت ، بصير بالرجال ، كفاه فخراً ولادته بدعاء الحجة عجل الله فرجه ، نزل
الري ،وورد بغداد سنة355، حدث بها ، وسمع فه جمع كثيرمن الفريقين ، له اكثرمن 300
مصنفاً، رحل إلى الأمصار لطلب الحديث ، حتى بلغ عدد شيوخه اكثر من 250 شيخاً ، تخرج
عليه جمع من أعيان الطائفة ووجوهها ، أمثال الشيخ المفيد ، والتلعكبري ، وابن القصار ،
والنجاشي ، والمرتضى ، من كتبه : من لا يحضره الفقيه ، التوحيد ، كمال الدين ، الأمالي ،
عيون الأخبار ، الخصال ،مات سنة 381 = 991 م .
انظر : الفهرست : 156 رقم 695 | رجال النجاشي : 389 رقم1049 | معالم العلماء: 111 رقم
764 | رجال بن داود : 179 رقم 1455 | رجال العلامة : 147 رقم | 44 | روضات الجنات 6 :
132 رقم574 | تنقيح المقال 3 : 154 رقم 11104 | أمل الآمل 2 :283 | تاريخ بغداد 3 :
89 رقم 1078 رجال بحر العلوم 3 : 192، وغيرها كثير.
(2) أبو جعفر الطوسي ، محمد بن الحسن بن علي بن الحسن الطوسي ، نسبة إلى طوس خراسان ،
شيخ الإمامية بلا منازع ، ووجههم ، جليل القدر ، عظيم المنزلة ، ثقة ، عين صدوق ، له اليد
الطولى في الأخبار ، والرجال ، والفقه . له اكئر من 40 مؤلفا لا زالت تحتل المكانة السامية بين
الاف المؤلفات ، غرة ناصعة في جبين الدهر ، منها : كتاب الخلاف ، الأبواب في الرجال ،
التهذيب ، الاستبصار ، التبيان في التفسير ، الاقتصاد وغيرها روى عن ابن الحاشر ، وابن
الصلت الاهوازي ، وابن الغضائري ، وابن الجنيد ، وشيخ الأمة المفيد ، وغيرهم . أخذ عنه
=
( 72 )
بك من شر ما فيه وشر ما بعده ؛ اللهم أدخله علينا بالأمن والإيمان ،
والسلامة والإسلام والبركة ، والتوفيق لما تحب وترضى ) » (1).
**
ومنه ما رواه الشيخ الصدوق أيضاً ، في كتاب عيون أخبار الرضا
عليه السلام ، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : « كان رسول الله صلى الله
عليه وآله إذا رأى الهلال قال : «
أيها الخلق المطيع ، الدائب السريع ،
المتصرف في ملكوت الجبروت بالتقدير ، ربي وربك الله . أللهم أهله
علينا بالأمن والإيمان ، والسلامة والإسلام والإحسان ، وكما بلغتنا
أوله فبلغنا آخره ، واجعله شهرا مباركا ، تمحو فيه السيئات ، وتثبت
لنا فيه الحسنات ، وترفع لنا فيه الدرجات ، يا عظيم الخيرات )
»
(2) .
**
ومنه ما أورده السيد الجليل الطاهر ، ذو المناقب والمفاخر ، رضي الدين
علي بن طاووس
(3) قدس الله نفسه ، ونور رمسه ، في كتاب الزوائد
____________
=
جمع منهم ولده ، وابن شهر آشوب ، وابن البراج ، وحسكا ، وأبو الصلاح ، والطبري ،
والآبي ، والطرابلسي ، توفي سنة 460 هـ = 1067 م ودفن بداره في النجف الأشرف .
انظر : البداية والنهاية12 : 97 | لسان الميزان 135:5 رقم 452 | الكامل 10 : 24 | المنتظم
8 : 173 | جامع الرواة 2 :92 | مقابيس الأنوار: 4 | معالم العلماء :114 رقم 766 | تنقيح المقال
3: 104 رقم80563 | الخلاصة : 148 رقم 46 | رجال النجاشي : 403 رقم 1068 | الفهرست
للطوسي : 159 رقم 699 .
(1) من لا يحضره الفقيه 2 : 62 حديث 268 | التهذيب 4 : 197 حديث 564 | ومصباح المتهجد :
486 وفيهما هكذا ( والبركة والتقوى والتوفيق ) .
(2) عيون أخبار الرضا 2 : 71 حديث 329.
(3) رضي الدين ، علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاووس الحسني العلوي ، البيان والقلم
أعجز من أن يذكره بشيء ، إذ جلالته وفضله ، وزهده وعبادته ، وعظم منزلته شيء لا يحاط به .
كان كثير ألحفظ ، نقي الكلام ، شاعراً بليغاً ، له مصنفات كثيرة منها : فرج ألهموم ، رسالة في
الإجازات ، مصباح الزائر ، فرحة ألناظر ، الطرائف ، الطرف ، غياث سلطان الورى لسكان
الثرى ، وغيرها كثير، مات سنة 664 هـ = 1265 م .
انظر : روضات الجنات 4 :325رقم 405 | عمدة الطالب : 219 | تنقيح المقال 2 : 310 رقم
8529/ المقابيس : 12 | نقد الرجال : 244 رقم241 | جامع الرواة 2 : 653 | رياض العلماء
4 : 161 | لؤلؤة البحرين :235 رقم 84 | خاتمة المستدرك 3 : 467 | معجم رجال الحديث
=
( 73 )
والفوائد
(1) . وهو أن يقول عند رؤيته [6 |] : «
ربي وربك الله رب العالمين .
اللهم صل على محمد وآل محمد،وأهله علينا وعلى أهل بيوتاتنا، وأشياعنا
بأمن وإيمان ، وسلامة وإسلام ، وبر وتقوى ، وعافية مجللة ، ورزق
واسع حسن ، وفراغ من الشغل ، واكفنا بالقليل من النوم ، ووفقنا
للمسارعة فيما تحب وترض وثبتنا عليه ؛ اللهم بارك لنا في شهرنا
هذا ، وارزقنا بركته وخيره ، وعونه وغنمه ، ونوره ويمنه ، ورحمته
ومغفرته ، واصرف عنا شره وضره ، وبلاءه وفتنته ؛ اللهم ما قسمت
فيه من رزق أو خير أو عافية أو فضل ، أو مغفرة أو رحمة فأجعل
نصيبنا منه الاكثر ، وحظنا فيه الأوفر »(2) .
**
ومنه ما أورده أيضا في الكتاب المذكور وهو أن يقول عند رؤيته :
« الله أكبر - ثلاثا - ربي وربك الله لا إله إلا هو رب العالمين ،
____________
=
188 : 12 | الأعلام 5 : 26 | معجم المؤلفين 7 : 248 وغيرها.
(1) اختلفت الآراء في مؤلف الكتاب ( الزوائد والفوائد ) ، وكذا في اسمه ، حيث ورد تارة : الزوائد
والفوائد ، وأخرى : زوائد الفوائد .
وأما المؤلف فقد نسبه العلامة المجلسي في البحار 1 : 13 ، وصاحب الروضات 4 : 338، وشيخ
الذريعة 12 : 59 ، الى رضي الدين علي بن علي بن طاووس ، اي « الابن » . واليه مال السيد
المشكاة كما حكى عن مقدمته للصحيفة السجادية .
ونسبه الشيخ البهائي لرضي الدين علي بن طاووس « الأب » كما هنا وفي موضع آخر وهو واضح .
ثم إن ما نسبه صاحب الروضات الى الشيخ البهائي من نسبته الكتاب الى الابن في الحديقة الهلالية
فهو كما ترى . ولا أعلم كيف استفاد ذلك من هذه العبارة الصريحة .
والحق موقوف على الحصول على نسخة كاملة للكتاب لمعرفة المؤلف إذ النسخة ألموجودة في جامعة
طهران « على ما جاء وصفها في فهرستها للمخطوطات 1 : 127 - ناقصة الأول والآخر ، والكاتب
امي والنسخة مغلوطة جدا ، ومع هذه الصفات لا يمكن الركون والاعتماد في النسبة عليها .
هذا كله اضافة إلى ما كرره في الإقبال من النقل عن كتاب الزوائد والفوائد صريحاً .
ومع اعتراف شيخ الذريعة قدس سره بذلك لا أعرف وجها لحمله كلام ابن طاووس على إرادة
المعنى اللغوي الوصفي وصرفه عن ظاهره حيث يقول السيد في عمل ذي الحجة ما لفظه : [ وقد
ذكرنا في كتاب الزوائد والفوائد في عمل . . . ] تلاحظ .
(2) الزوائد والفوائد : مخطوط ، ألإقبال : 18 .
( 74 )
الحمد لله الذي خلقني وخلقك ، وقدرك منازل ، وجعلك اية
للعالمين ، يباهي الله بك الملائكة ؛ اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان ،
والسلامة والإسلام ، والغبطة والسرور ، والبهجة والحبور ، وثبتنا
على طاعتك ، والمسارعة فيما يرضيك ؛ اللهم بارك لنا في شهرنا
هذا ، وارزقنا خيره وبركته ، ويمنه وعونه وقوته ، واصرف عنا
شره وبلاءه وفتنته ، برحمتك يا أرحم الراحمين »(1) .
ومن القسم الثاني :
**
ما رواه ركن الملة ، ثقة الإسلام ، محمد بن يعقوب الكليني
(2) -سقى الله
ضريحه صوب الرضوان - في كتاب الكافي ؛ ورواه آية الله العلآمة طاب ثراه في
التذكرة ، ومنتهى المطلب ؛ عن الإمام أبي جعفر محمد بن علي الباقر
عليهم السلام قال : « كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا أهل شهررمضان
استقبل القبلة ورفع يديه فقال
: ( اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان ،
والسلامة والإسلام والعافية المجللة ، والرزق الواسع ، ودفع
الأسقام ؛ اللهم ارزقنا صيامه وقيامه وتلاوة القرآن فيه ، وسلمه لنا ،
____________
(1) الزوائد والفوائد : مخطوط ، الإقبال : 19 .
(2) أبو جعفر الرازي ، محمد بن يعقوب بن اسحاق الكليني ، المشهور بثقة الإسلام ، شيخ الطائفة
ووجههم في الري ، القلم عاجز عن بيان فضله ، وجلالة قدره ، وورعه وعلو منزلته ، هو اشهر .
من أن يحيط به بيان ، له كتب منها الكافي اشهرها ، أحد الاصول الحديثية المعتمدة لدى الطائفة ،
صنفه في عشرين سنة ، يعد من مجددي المذهب على رأس المائة الثالثة ، توفي والصيمري آخر
السفراء في سنة واحدة ، وسميت بسنة تناثر النجوم .
مات ببغداد سنة 328 = 939 م ودفن في بقعة على يسار العابر من الرصافة .
انظر : تنقيح المقال 3 :201 رقم 11540 | رجال بحر العلوم 3 : 325 | رجال الشيخ : 495 رقم
27 | الفهرست : 135 رقم 591 | رجال النجاشي : 377 | 1026 | فلك النجاة : 337 | جامع
الأصول 11 : 323 | روضات الجنات 6 : 108 رقم
8 | تاج العروس 9 : مادة كلين | عوائد
الأيام : 297 | الكامل 6 : 274 | لسان الميزان 5 : 433 رقم 1419 | وانظر مقدمة الكافي بقلم
البحاثة الأستاذ حسين محفوظ في طبعة 1388 لدار الكتب الاسلامية .
( 75 )
وتسلمه منا ، وسلمنا فيه ) »
(1) .
**
ومنه ما أورده الشيخ الصدوق طاب ثراه في كتاب من لا يحضره الفقيه
أيضا ، نقلا عن أبيه رضي الله عنه في الرسالة - وذكر السيد الجليل الطاهر
المشار إليه [7 | ] أنه مروي عن الصادق عليه السلام - قال : إذا رأيت هلال
شهر رمضان فلا تشر إليه ، ولكن استقبل القبلة وارفع يديك إلى الله عز وجل
وخاطب الهلال ، وقل :
« ربي وربك الله رب العالمين ؛ اللهم أهله علينا
بالأمن والإيمان ، والسلامة والإسلام ، والمسارعة إلى ما تحب وترضى ؛
اللهم بارك لنا في شهرنا هذا ، وارزقنا عونه وخيره ، واصرف عنا
ضره وشره ، وبلاءه وفتنته » (2) .
تنبيه:
يستفاد من هذه الروايات بعض الآداب التي ينبغي مراعاتها حال قراءة
الدعاء عند رؤية الهلال :
فمنها : أن تكون قراءة الدعاء قبل الانتقال من المكان الذي رأى فيه
الهلال ، كما تضمنته الرواية الأول ، فإن قوله عليه السلام « لا تبرح » أي لا تزل
عن مكانك الذي رأيته فيه
(3).
ومنها : استقبال القبلة حال الدعاء ، كما تضمنه الحديث المروي عن
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أنه كان يفعل ذلك
(4) .
ومنها : رفع اليدين إلى الله عز وجل وقت قراءة الدعاء ، كما تضمنه
الحديثان الأخيران
(5).
____________
(1) الكافي 4 : 70 حديث 1 | تذكرة الفقهاء 1 : 268 | منتهى المطلب 2 : 590 وفي المصادر هكذا
( اللهم سلمه لنا ) | الفقيه 2 :62 حديث 269 .
(2) الفقيه 2 : 62 ذيل الحديث 269 ، والاقبال : 18 .
(3) انظرصحيفة 71، وهي ما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام .
(4) انظر صحيفة 74 ، وهي رواية الامام الباقر عليه السلام .
(5) انظر صحيفة 74 ، 75 وهما روايتا الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام .
( 76 )
ولا خصوصية لهذين الأمرين بهلال شهر رمضان ، وإن تضمن الخبران أن
فعل النبي صلى الله عليه واله ذلك كان في هلاله ، وكذلك أمر الصادق
عليه السلام بذلك ، بل لا خصوصية لهما بدعاء الهلال ، فانهما يعمان كل
دعاء [ 8| ] .
ومنها : أن لا يشير إلى الهلال بيده ولا برأسه ، ولا بشيء من جوارحه ،
كما تضمنته الرواية الأخيرة
(1) ، ولعل هذا أيضا غيرمختص بهلال شهر رمضان .
ومنها : أن يخاطب الهلال بالدعاء ، ولعل المراد خطابه بما يتعلق به من
الألفاظ ، نحو « ربي وربك الله رب العالمين » وكأول الدعاء الذي أوجبه ابن أبي
عقيل رحمه الله
(2) ، وكاكثرألفاظ هذا الدعاء الذي نحن بصدد شرحه .
**
وقد يظن التنافي بين مخاطبة الهلال واستقبال القبلة في البلاد التي قبلتها على
سمت المشرق .
وليس بشيء ، لأن الخطاب ليس إلا توجيه الكلام نحو الغير للإفهام ،
وهو لا يستلزم مواجهة المخاطب واستقباله ، إذ قد يخاطب الإنسان من هو
وراءه .
ويمكن أن يقال : استقبال الداعي الهلال وقت قراءة ما يتعلق بمخاطبته من
فصول الدعاء ، واستقبال القبلة في الفصول الأخر .
وأما رفع اليدين فالظاهر أنه في جميع الفصول ، وإن كان تخصيصه بما عدا
الفصول المخاطب بها الهلال غير بعيد ، والله أعلم .
تذكرة فيها تبصرة :
قد عرفت أنه يمتد وقت الدعاء بامتداد وقت التسمية هلالا ، ولو قيل
بامتداد ذلك إلى ثلاث ليال لم يكن بعيدا ، فلو نذر قراءة دعاء الهلال عند
____________
(1) انظر صحيفة75 . وهي رواية الإمام الصادق عليه السلام .
(2) انظر صحيفة 68 ، و 73 .
( 77 )
**
رؤيته ، وقلنا بالمجازية فيما فوق الثلاث [9 | أ] ، لم تجب عليه القراءة برؤيته فيما
فوقها ، حملا للمطلق على الحقيقة ؛ وهل تشرع ؟ ألظاهر نعم إن رآه في تتمة
السبع ، رعاية لجانب الاحتياط ، أما فيما فوقها فلا ، لأنه تشريع .
ولو رآه يوم الثلاثين فلا وجوب على الظاهر لعدم تسميته حينئذ هلالا .
وما في حسنة حماد بن عثمان
(1) -عن الصادق عليه السلام من إطلاق إس
الهلال عليه قبل الغروب
(2) - لعله مجاز ، إذ الأصل عدم النقل .
**
ولو لم يره حتى مضت الثلاث فاتفق وصوله إلى بقعة شرقية هو فيها هلال
فرآه هناك لم يبعد القود بوجوبه عليه حينئذ ، كما لا يبعد القول بوجوب الصوم
على من رأى هلال شهر رمضان فصام ثلاثين ثم سافر إلى بلد مضى فيه من شهر
رمضان تسعة وعشرون ولم ير فيه الهلال ليلة الثلاثين ، وهو مختار العلامة طاب
ثراه في القواعد
(3) .
وقد استدل عليه - ولده فخر المحققين
(4) رحمه الله في الإيضاح بأن
____________
(1) حماد بن عثمان بن زياد الرواسي ، الملقب بالناب ، من أصحاب الأئمة الصادق والكاظم والرضا
عليهم السلام ،من الثقات الأجلاء ، وهكذا اخوته ، فهم من بيت فضل وعلم من خيار
الشيعة ، وهو ممن أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنه ، وأقرو له بالفقه ، لم يختلف في
توثيقه اثنان ، روى عنه ابن أبي عمير ، والوشاء ، والحسن بن علي بن فضال ، وفضالة ، وغيرهم
مات سنة 190 هـ =805 م .
راجع : تنقيح المقال 1 :365 رقم 3313 | رجال الشيخ : 173 رقم 139 و 346 رقم 2 و 371
رقم 1 | الفهرست :60 رقم 230 | الخلاصة : 56 رقم 3 | جامع الرواة 1 : 271 | مجمع الرجال 227:2
(2) التهذيب 4 : 176 حديث 488 | والاستبصار 2 : 73 حديث 225 ألكافي 78:4 حديث 10 .
والغروب اشارة الى آخر الشهر .
(3) قواعد الأحكام : 69 ـ 70 .
(4) أبو طالب ، محمد بن الحسن بن يوسف بن المطهر الحلي ، فخر المحققين وجه وجوه الطائفة ،
جليل القدر ، عظيم المنزلة ، رفيع الشأن ، جيد التصنيف لما امتاز به من وفور العلم والفقاهة ،
وطول الباع في كثير من ألعلوم ، أوصى اليه والده العلامة في آخر القواعد - الذي صنفه له ولما يبلغ
العاشرة - باتمام ما بقي ناقصاً من كتبه ، بلغ رتبة الاجتهاد في العاشرة من عمره ، له مصنفات
=
( 78 )
الاعتبار في الأهلٌة بالموضع الذي فيه الشخص ألآن لا بموضع كان يسكنه ، وإلاٌ
لوجب على الغائب عن بلده الصوم برؤية الهلال في بلده ، وهو باطل إجماعا
(1) ،
هذا ملخص كلامه .
وأقول : فيه بحث ، فإن من اعتبر موضعاً كان يسكنه لم يعتبره من حيث
سبق سكناه فيه ، بل من حيث رؤيته الهلال فيه سابقأ ، فكلفه العمل بمقتضى
تلك الرؤية ، فمن أين يلزمه وجوب الصوم على الغائب عن بلده برؤية غيره
الهلال فيه ؟! فتأمل .
بسط كلام لإبراز مرام :
تحقق أمثال هذه المسائل المبنية على تخالف الآفاق في تقدم طلوع الأهلة
وتأخرها ظاهر ، بناء على ما ثبت من كروية الأرض ، والذين أنكروا كرويتها فقد
أنكروا تحققها ، ولم نطلع لهم على شبهة في ذلك فضلا عن دليل.
**
والدلائل الآتية المذكورة في المجسطي
(2) - وغيره - شاهدة بكرويتها ، وان
كانت شهادة الدليل اللمي المذكور في الطبيعي مجروحة [9 | ب].
**
وقد يتوهم أن القول بكرويتها خلاف ما عليه أهل الشرع ، وربما استند
ببعض الآيات الكريمة كقوله تعالى : (
الذي جعل لكم الأرض
____________
=
منها : ايضاح الفوائد ، شرح خطبة القواعد ، الفخرية في النية ، حاشية الارشاد ، الكافية في
الكلام ، مات سنة 771 هـ = 1369 .
انظر : هدية الأحباب : 288 | روضات الجنات 6 : 330 رقم 591 | جامع الرواة 2 : 96 تنقيح
المقال 3 : 106 رقم 10581 | الفوائد الرضوية : 486 | خاتمة المستدرك 3 : 459 نقد
الرجال : 302 رقم 253 أمل الآمل 2 : 260 رقم 768 | أعيان الشيعة 9 : 159 .
(1) إيضاح الفوائد 1 : 252 .
(2) المجسطي ـ بكسر الميم والطاء وفتح الجيم وتخفيف الياء - كلمة يونانية ، اصلها ماجستوس ، اسم
لأهم بل لأشرف ما صنف في عالم الهندسة الفلكية بادلتها التفصيلية ، وكل من جاء بعد كان
عيالاً عليه من دون استثناء ، مؤلفه الحكيم بطليموس الفلوزي ، عرب قديماً بواسطة جمع ، ونقح
أيضا وشرح . للتفصيل راجع كشف الظنون 2 : 1594 | ولغة نامه دهخدا 41 : 455 | وفرهنك
جامع فارسي ( آنندراج ) 6 : 3854 .