فراشا )
(1) ، وقوله سبحانه : (
الم نجعل الأرض مهادا)
(2) وقوله جل
شانه : (
وإلى الأرض كيف سطحت)
(3)،
وأمثال ذلك ، ولا دلالة في شيء منها على ما ينافي الكروية.
**
قال في الكشاف عند تفسير الاية الأولى ، فإن قلت : هل فيه دليل على أن
الأرض مسطحة وليست بكرية ؟ .
![](xblank.gif.pagespeed.ic.qg0m1FQs_a.png)
قلت : ليس فيه إلا أن الناس يفترشونها كما يفعلون بالمفارش ، وسواء
كانت على شكل السطح أو شكل الكرة فالافتراش غير مستنكر ولا مدفوع ؟
لعظم حجمها، واتساع جرمها ، وتباعد أطرافها . وإذا كان متسهلا في الجبل
وهو وتد من أوتاد الأرض ، فهو في الأرض ذات الطول والعرض أسهل
(4) .
إنتهى كلامه .
**
وقال
(5) في التفسير الكبير: من الناس من يزعم أن الشرط في كون الأرض
فراشا أن لا تكون كرة ، فاستدل بهذه الاية على أن الأرض ليست كرة ، وهذا
بعيد جدا ، لأن الكرة إذا عظمت جدا كان كل قطعة منها كالسطح
(6) ، انتهى .
![](xblank.gif.pagespeed.ic.qg0m1FQs_a.png)
وكيف يتوهم متوهم أن القول بكروية الأرض خلاف ما عليه أهل
الشرع !! وقد ذهب إليه كثيرمن علماء الإسلام ، وممن قال به صريحا من فقهائنا
- رضوان الله عليهم - العلامة اية الله ، وولده فخر المحققين قدس سرهما .
____________
(1)البقرة ، مدنية ، 2 : 22.
(2) النبأ ، مكية ، 78 : 6 .
(3) الغاشية ، مكية ، 88 : 20
(4) تفسير الكشاف 1 : 94
(5) أبوعبدالله محمد بن عمر بن الحسين الطبرستاني الرازي ، ابن الخطيب الشافعي الأشعري . العالم الاصولي
المتكلم المشارك في العلوم . أخذ عن والده والكمال السمناني والجيلي . له التفسير ، المباحث
المشرقية، الملخص ، المحصل . توفي سنة 606 هـ = 1209 م بهراة.
له ترجمة في : تاريخ الحكماء: 1 29 | وفيات الأعيان 4 : 48 2 ت | طبقات السبكي 5: 23 | وانظر
سيرأعلام النبلاء 21 : 500 ت 261 ومصادره .
(6) التفسير الكبير للفخر الرازي 2 : 154 .
( 80 )
**
قال العلامة في التذكرة : إن الأرض كرة ، فجاز أن يرى الهلال في بلد ولا
يظهر في اخر ؛ لأن حدبة الأرض مانعة لرؤيته ، وقد رصد ذلك أهل المعرفة ،
وشوهد بالعيان خفاء بعض الكواكب الغربية لمن جد في السيرنحو المشرق
وبالعكس
(1) ، إنتهى كلامه زيد إكرامه [10 | أ] .
**
وقال فخر المحققين في الإيضاح : الأقرب أن الأرض كروية ؟لأن الكواكب
تطلع في المساكن الشرقية قبل طلوعها في المساكن الغربية ، وكذا في الغروب.
![](xblank.gif.pagespeed.ic.qg0m1FQs_a.png)
فكل بلد غربب بعد عن الشرقي بألف ميل يتأخر غروبه عن غروب الشرقي
بساعة واحدة .
![](xblank.gif.pagespeed.ic.qg0m1FQs_a.png)
وإنما عرفنا ذلك بأرصاد الكسوفات القمرية ، حيث ابتدأت في ساعات أقل
من ساعات بلدنا في المساكن الغربية ، وأكثر من ساعات بلدنا في المساكن
الشرقية ، فعرفنا أن غروب الشمس في المساكن الشرقية قبل غروبها في بلدنا ،
وغروبها في المساكن الغربية بعدغروبها في بلدنا ، ولو كانت الأرض مسطحة لكان
الطلوع والغروب في جميع المواضع في وقت واحد .
![](xblank.gif.pagespeed.ic.qg0m1FQs_a.png)
ولأن السائر على خط من خطوط نصف النهار على الجانب الشمالي يزداد
عليه ارتفاع القطب الشمالي وانخفاض الجنوبي ، وبالعكس
(2) ، انتهى كلامه
رفع الله مقامه ؛ وهو خلاصة ما ذكره صاحب المجسطي ، وغيره في هذا الباب .
![](xblank.gif.pagespeed.ic.qg0m1FQs_a.png)
ولا يخفى أن قوله رحمه الله : ولأن السائر ، إلى آخره ، من تتمة الدليل ؛
لأن اختلاف المطالع والمغارب لا يستلزم كروية الأرض بل استدارتها فيما بين
الخافقين فقط ، فيتحقق لوكانت اسطوانية الشكل مثلا كما لا يخفى .
![](xblank.gif.pagespeed.ic.qg0m1FQs_a.png)
ولنشرع الآن في شرح الدعاء .
____________
(1) تذكرة الفقهاء 1 : 603 .
(2) إيضاح الفوائد 1 : 252 .
( 81 )
**
قال مولانا وإمامنا سيد العابدين ، وقبلة أهل الحق واليقين ، سلام الله
عليه وعلى آبائه الطاهرين .
**
« أيها الخلق المطيع ، الدائب السريع ، المتردد في منازل
التقدير ، المتصرف في فلك التدبير » .
**
لفظة « أي » : وسيلة إلى نداء [10 | ب ] المعرف باللام ، كما جعلوا « ذو»
وسيلة إلى الوصف بأسماء الأجناس ، و« الذي » وسيلة إلى وصف المعارف
بالجمل ؛ لأن إلصاق حرف النداء بذي اللام يقتضي تلاصق أداتي التعريف ،
فإنهما كمثلين كما قالوا ، وإنما جاز في لفظ الجلالة للتعويض ولزوم الكلمة
المقدسة ، كما تقرر في محله ، واعطيت حكم المنادى ، والمقصود بالنداء وصفها ،
ومن ثم التزم رفعه ، واقحمت هاء التنبيه بينهما تاكيدا للتنبيه المستفاد من النداء ،
وتعويضا عما تستحقه « أي » من الإضافة .
**
« والخلق » : في الأصل مصدر بمعنى الإبداع والتقدير ، ثم استعمل بمعنى
المخلوق ، كالرزق بمعنى المرزوق .
**
« والدائب » - بالدال المهملة واخره باء موحدة - : اسم فاعل من دأب
فلان في عمله أي جد وتعب .
![](xblank.gif.pagespeed.ic.qg0m1FQs_a.png)
وجاء في تفسير قوله تعالى : (
وسخر لكم الشمس والقمر
دائبين )
(1) ، أي مستمرين في عملهما على عادة مقررة جارية
(2) ، والمصدر
____________
(1) إبراهيم ، مكية ، 14 : 33.
(2) تفسير التبيان 6 : 297 | مجمع البيان 3 : 316 | تفسير الفخر الرازي 19 : 128 | الجامع لأحكام
=
( 82 )
« دأب » باسكان الهمزة وقد تحرك ، ودؤب بضمتين
(1).
**
« والسرعة » : كيفية قائمة بالحركة ، بها تقطع من المسافة ما هو أطول في
زمان مساو أو أقصر ، وما هو مساو في زمن أقصر .
**
ووصفه عليه السلام القمر بالسرعة ربما يعطي بحسب الظاهر أن يكون
المراد سرعته باعتبار حركته الذاتية ، وهي التي يدور بها على نفسه .
![](xblank.gif.pagespeed.ic.qg0m1FQs_a.png)
وتحرك جميع الكواكب بهذه الحركة مما قال به جم غفير من أساطين
الحكماء ، وهو يقتضي كون المحو المرئي في وجه القمر شيئا غيرثابت في جرمه ،
وإلا لتبدل وصفه ، كما قاله سلطان المحققين
(2) قدس الله روحه في شرح
الإشارات
(3) ، وستسمع فيه كلاما إن شاء الله .
![](xblank.gif.pagespeed.ic.qg0m1FQs_a.png)
والأظهر أن ما وصفه به عليه السلام من السرعة إنما هو باعتبار حركته
العرضية التي بتوسط فلكه ، فإن تلك الحركة على تقدير وجودها غيرمحسوسة ولا
معروفة ، والحمل على المحسوس المتعارف أولى .
____________
=
القرآن 9 : 367 | المفردات : 174 .
(1) الصحاح 1 : 23 1 | تاج العروس 1 : 242 مادة ( دأب ) فيهما .
(2) سلطان المحققين ، الخواجه نصير الدين الطوسي ، محمد بن محمد بن الحسن الجهروردي القمي .
حجة الفرقة الناجية ، فخر الشيعة الإمامية ، ناموس دهره ، فيلسوف عصره ، افضل الحكماء
والمتكلمين ، سلطان العلماء والمحققين ، علامة البشر ، نصير الملة والدين ، الذي ارتفع صيته في
الافاق ، خضع له الموافق والمخالف ؟ له مكتبة تناهز الأربع مئة ألف كتاب ، أقام المنجمين
والفلاسفة ، ووقف عليهم الأوقاف ، أسس المرصد المعروف بمراغه ، زها العلم في زمنه ؛ له
مؤلفات منها تحرير اقليدس ، تحرير المجسطي ، شرح الاشارات ، الفصول النصيرية ، الفرائض
النصيرية ، التذكرة النصيرية ، وغيرها .
مات سنة 2 67 هـ = 1273 م ودفن في الروضة المطهرة الكاظمية .
انظر: روضات الجنات 6 : 300 رقم 588 | تاسيس الشيعة :395 | تنقيح المقال 3 : 179 رقم
11322| شذرات الذهب 5: 339 | البداية والنهاية 13 : 267 | جامع الرواة 2 :188 | تاريخ
مختصر الدول : 286 | فوات الوفيات 3 : 246 رقم 414 | تاريخ آداب اللغة العربية 2 :245
رقم 1 | أعيان الشيعة 9 : 414 | نقد الرجال : 331 رقم 691 | أمل الآمل 2 : 299 رقم904 .
(3) شرح الاشارات والتنبيهات 2 : 34 .
( 83 )
![](xblank.gif.pagespeed.ic.qg0m1FQs_a.png)
وسرعة حركة القمر
(1) بالنظر الى سائر الكواكب ؟ أما الثوابت فظاهر ،
لكون حركتها أبطأ الحركات حتى أن القدماء لم يدركوها ؛ وأما السيارات فلأن
زحل[11 | أ] يتم الدور في ثلاثين سنة ، والمشتري في اثنتي عشرة سنة ، والمريخ
في سنة وعشرة أشهر ونصف ، وكلا من الشمس والزهرة وعطارد في قريب سنة ،
وأما القمر فيتم الدور في قريب من ثمانية وعشرين يوما .
![](xblank.gif.pagespeed.ic.qg0m1FQs_a.png)
هذا ولا يبعد أن يكون وصفه عليه السلام القمر بالسرعة باعتبار حركته
المحسوسة على أنها ذاتية له ، بناء على تجويز كون بعض حركات السيارات في
أفلاكها من قبيل حركة الحيتان في الماء ، كما ذهب إليه جماعة ، ويؤيده ظاهر قوله
تعالى : (
والشمس والقمر كل في فلك يسبحون )
(2).
**
ودعوى امتناع الخرق على الأفلاك لم تقرن بالثبوت ، وما لفقه الفلاسفة
لاثباتها أوهن من بيت العنكبوت ؛ لابتنائه على عدم قبول الأفلاك باجزائها
للحركة المستقيمة ، ودون ثبوته خرط القتاد
(3) ، والتنزيل الإلهي الذي لا ياتيه
الباطل من بين يديه ولا من خلفه ناطق بانشقاقها
(4).
![](xblank.gif.pagespeed.ic.qg0m1FQs_a.png)
وما ثبت من معراج نبينا صلى الله عليه واله بجسده المقدس الى السماء
السابعة صاعدا شاهد بانخراقها .
____________
(1) في هامش بعض النسخ ما لفظه : نقل عن بعض الأكابر أن ما يدل على سرعة حركة القمر
- أيضا - التناسب العددي ببن «القي » واسم « السريع »، إذ كل منهما ثلاثمائة وأربعون ، والتناسب
بحسب النقاط أيضاً ، هو من الأسرار ! ! !.
(2) ا لأ نبياء ، مكية ، 21 : 33 .
(3) قوله : « دون ثبوته خرط القتاد » مثل مشهور يضرب للدلالة على استحالة حصول شيء ما
والقتاد : شجر شاك صلب فيه مثل الابر ، والخرط نزع قشر الشجر جذبا بالكف . والمعنى أن
تحمل نزع قشر القتاد أهون من حصول العمل .
انظر : لسان العرب 3: 342 و 7: 284| مجمع الامثال 1 :265 ت 1395 .
(4) المراد بانشقاقها : انشعاب فيها في القيامة ، كقوله تعالى ( وانشقت السماء فهي يومئذ واهية )
[ الحاقة، مكية، 69 : 16 ] وقوله تعالى : (
إذا السماء انفطرت ، وإذا الكواكب انتثرت )
[ انفطار، مكية، 82 : 1 و 12 ] إلى غير ذلك من الآيات ، « منه » . قدس سره ، هامش الأصل .
( 84 )
تكملة:
أراد عليه السلام بمنازل التقدير منازل القمر الثمانية والعشرين ، التي
يقطعها في كل شهر بحركته الخاصة ، فيرى كل ليلة نازلا بقرب واحد منها ، قال
إلله تعالى : (
والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم)
(1) .
![](xblank.gif.pagespeed.ic.qg0m1FQs_a.png)
وهي : الشرطا ن ، والبطين ، والثريا ، والدبران ، والهقعة ، والهنعة ،
والذراع ، والنثرة [ 11 | ب ]، والطرف والجبهة ، وا لزبرة ، وا لصرفة ،
وا لعواء ، وا لسماك الأعزل ، والغفر ، والزبانا ، والإكليل ، والقلب ،
والشولة ، والنعائم ، والبلدة ، وسعد الذابح ، وسعد بلع ، وسعد السعود ،
وسعد الأخبية ، والفرغ المقدم ، والفرغ المؤخر ، والرشاء.
**
وهذه المنازل مشهورة فيما بين العرب ، متداولة في محاوراتهم ، مذكورة في
أشعارهم ، وبها يتعرفون الفصول
(2) ، فإنهم لما كانت سنوهم - لكونها باعتبار
الأهلة - مختلفة الأوائل لوقوعها في وسط الصيف تارة وفي وسط الشتاء اخرى ،
احتاجوا إلى ضبط السنه الشمسية ، ليشتغلوا في أشغال كل فصل منها بما يهمهم
في ذلك الفصل ، فوجدوا القمر يعود إلى وضعه الأول من الشمس في قريب
من ثلاثين يوما ، ويختفي في أواخر الشهر ليلتين أو ما يقاربهما ، فاسقطوا يومين
من زمان الشهر فبقي ثمانية وعشرون ، وهو زمان ما بين ظهوره بالعشيات في
أول الشهر وآخر رؤيته بالغدوات في أواخره ، فقسموا دور الفلك على ذلك ،
فكان كل قسم اثنتي عشرة درجة وإحدى وخمسين دقيقة تقريبا ، فسموا كل قسم
منزلا ، وجعلوا لها علامات من الكواكب القريبة من المنطقة ، وأصاب كل برج
من البروج الاثني عشر منزلان وثلثا .
![](xblank.gif.pagespeed.ic.qg0m1FQs_a.png)
ثم توصلوا إلى ضبط السنة الشمسية بكيفية قطع الشمس[ 12 | أ ] لهذه
____________
(1) يس ، مكية ، 36 : 39 .
(2) للتوسعة في معرفة ذلك أنظر: عجائب المخلوقات : 33 ذيل حياة الحيوأن | وعلم الفلك .
( 85 )
المنازل ، فوجدوها تقطع كل منزل في ثلاثة عشر يوما تقريبا .
![](xblank.gif.pagespeed.ic.qg0m1FQs_a.png)
وذلك لأنهم رأوها تستتر دائما ثلاثة منها ما هي فيه بشعاعها ، وما قبلها
بضياء الفجر، وما بعدها بضياء الشفق.
![](xblank.gif.pagespeed.ic.qg0m1FQs_a.png)
فرصدوا ظهور المستتر بضياء الفجر ، ثم بشعاعها ثم بضياء الشفق فوجدوا
الزمان بين ظهوري كل منزلين ثلاثة عشر يوما بالتقريب ، فأيام المنازل ثلاثمائة
وأربعة وستون ، لكن الشمس تعود إلى كل منزل بعد قطع جميعها في ثلاثمائة
وخمسة وستين يوما ، وهي زائدة على أيام المنازل بيوم ، فزادوا يوما في منزل
الغفر ، وانضبطت لهم السنة الشمسية بهذا الوجه ، وتيسر لهم الوصول إلى تعرف
أزمان الفصول وغيرها .
تذنيب :
![](xblank.gif.pagespeed.ic.qg0m1FQs_a.png)
القمر إذا أسرع في سيره فقد يتخطى منزلا في الوسط ، وإن أبطأ فقد يبقى
ليلتين في منزل ، أول الليلتين في أوله ، وآخرهما في اخره ، وقد يرى في بعض
الليالي بين منزلين .
![](xblank.gif.pagespeed.ic.qg0m1FQs_a.png)
فما وقع في الكشاف ، وتفسير القاضي عند قوله تعالى : (
والقمر قدرناه
منازل)
(1) من أنه ينزل كل ليلة في واحد منها لا يتخطاه ولايتقاصر عنه
(2) ،
ليس كذلك فاعرفه .
إكمال :
![](xblank.gif.pagespeed.ic.qg0m1FQs_a.png)
الظاهر أن مراده عليه السلام بتردد القمر في منازل التقدير ، عوده اليها في
الشهر اللاحق بعد قطعه إياها في السابق ، فتكون كلمة « في » بمعنى إلى ، ويمكن
أن تبقى على معناها الأصلي بجعل المنازل ظرفا للتردد ، فان حركته التي يقطع بها
تلك المنازل لما كانت مركبة من شرقية وغربية جعل كانه لتحركه فيها بالحركتين
____________
(1) يس ، مكية ، 36 : 39 .
(2) تفسير الكشاف 4 : 16 ، انوار التنزيل 4 : 188 1 .
( 86 )
المختلفتين متردد يقدم رجلا ويؤخر أخرى .
![](xblank.gif.pagespeed.ic.qg0m1FQs_a.png)
وأما على رأي من يمنع جواز قيام الحركتين المختلفتين بالجسم ، ويرى أن
للنملة المتحركة بخلاف حركة الرحى سكونا حال حركة الرحى ، وللرحي سكونا
حال حركتها ، فتشبيهه بالمتردد أظهر كما لا يخفى .
إيضاح :
![](xblank.gif.pagespeed.ic.qg0m1FQs_a.png)
« الفلك » ، مجرى الكواكب ، سمي به تشبيها بفلكة المغزل
(1) في
الاستدارة والدوران .
![](xblank.gif.pagespeed.ic.qg0m1FQs_a.png)
قال : الشيخ أبو ريحان البيروني
(2) : إن العرب والفرس سلكوا في تسمية
السماء مسلكا واحدا ، فإن العرب تسمي السماء فلكا تشبيهأ لها بفلك الدولاب
والفرس سموها بلغتهم آسمان ، تشبيها لها بالرحى فإن « آس » هو الرحى
بلسانهم ، و« مان » دال على التشبيه
(3) ، انتهى [12 | ب] .
**
والمراد بـ « فلك التدبير » ، أقرب الأفلاك التسعة إلى عالم العناصر ، أي :
الفلك الذي به تدبر بعض مصالح عالم الكون والفساد .
![](xblank.gif.pagespeed.ic.qg0m1FQs_a.png)
وقد ذكر بعض المفسرين في تفسير قوله تعالى : (
فالمدبرات أمرا)
(4)
أن المراد بها الأفلاك
(5) ؛ وهو أحد الوجوه التي أوردها الشيخ الجليل أمين
____________
(1) انظر : لسان العرب 10 : 478 ، مادة ( فلك ) .
(2) محمد بن أحمد البيروني الخوارزمي ، من نوابغ العلماء ، فيلسوف رياضي ، سكن الهند فترة ، له
المام بالفلسفة اليونانية والهندية ، اشتهر بالهيئة ، له مؤلفات كثيرة محصورة في فهرست مخصوص
بها ، يقع في ستين صفحة ، منها : التفهيم ، الآثار الباقية ، الجماهر.
والبيروني قيل نسبة إلى سكناه خارج خوارزم ، بناءاً على قراءتها بالتخفيف ، وقيل أنها مدينة في
الشد . مات سنة 440 هـ = 1048 م له ترجمه في : اللباب 1 :197 | عيون الأنباء: 459 | الأعلام
5: 314 | معجم الادباء 17 : 180 رقم 62 | تاريخ مختصر الدول : 186 | روضات الجنات 7 : 351
رقم 669 | الذريعة 1 : 507 رقم 2501 | وانظر مقدمة التفهيم الفارسية .
(3) التفهيم لأوائل صناعة التنجيم : 45 | وانظر فرهنك جامع آنندراج 1 : 72 .
(4) النازعات ، مكية ، 79 : 5 .
(5) اختلفت مذاهب المفسرين في قبول ذلك ورده أنظر كلاّ من : القرطبي في تفسيره
=
( 87 )
الإسلام أبو علي الطبرسي رضي الله عنه في تفسيره الكبير الموسوم بمجمع البيان ،
عند تفسيرهذه الآية
(1).
![](xblank.gif.pagespeed.ic.qg0m1FQs_a.png)
ويمكن أن يكون على ضرب من المجاز ، كما يسمى ما يقطع به الشيء
قاطعا.
![](xblank.gif.pagespeed.ic.qg0m1FQs_a.png)
وربما يوجد في بعض النسخ : « المتصرف في فلك التدوير » ، وهو صحيح
أيضا ، وإن كانت النسخة الأولى أصح ، والمراد به رابع أفلاك القمر ، وهو
الفلك الغير المحيط بالأرض ، المركوز هو فيه ، المتحرك - أسفله على توالي
البروج ، وأعلاه بخلافه ، مخالفا لسائر تداوير السيارة - كل يوم ثلاث عشرة
درجة وثلاث دقائق وأربعا وخمسين ثانية . وهو مركوز في ثخن ثالث أفلاكه
المسمى بالحامل ، المباعد مركزه مركز العالم بعشر درج ، المتحرك على التوالي كل
يوم أربعا وعشرين درجة واثنتين وعشرين دقيقة وثلاثا وخمسين ثانية .
![](xblank.gif.pagespeed.ic.qg0m1FQs_a.png)
وهو واقع في ثخن ثاني أفلاكه المسمى بالمائل الموافق مركزه مركز العالم ،
المماس مقعره محدب النار الفاضل عن الحامل الموافق له في ميل منطقته عن منطقة
البروج بمتممين متدرجي الرقة إلى نقطتي الأوج والحضيض ، المتحرك على خلاف
التوالي كل يوم إحدى عشرة درجة وتسع دقائق وسبع ثوان.
![](xblank.gif.pagespeed.ic.qg0m1FQs_a.png)
وهو واقع في جوف أول أفلاكه المسمى بالجوزهر الموافق مركزه مركز العالم ،
ومنطقته منطقة البروج ، والمماس محدبه مقعر ممثل عطارد ، المتحرك كالثاني كل
يوم ثلاث دقائق واحدى عشرة ثانية .
*
*
*
____________
=
91 : 491 | والفخر الرازي في تفسيره 31: 27 - 32 بتفصيل فيهما ، وتفسير أبو السعود
9 : 96 | والبيضاوي 5: 171 | والبحر المحيط 9 : 491 | والنهر الماد 8 : 418 | الكشاف
4 : 693 .
(1)مجمع البيان 5: 430
( 88 )
وهم وتنبيه :
![](xblank.gif.pagespeed.ic.qg0m1FQs_a.png)
من غرائب الأوهام ما حكم به صاحب المواقف
(1) ، من أن غاية الغلظ في
كل من المتممين مساوية لبعد مركز الحامل عن مركز العالم
(2) .
**
وهذا مما يكذبه العيان ويبطله قاطع البرهان [13 | أ] ، وكونها ضعفا له مما
لا ينبغي أن يرتاب فيه من له أدنى تخيل ، ويمكن إقامة البرهان عليه بوجوه
عديدة .
![](xblank.gif.pagespeed.ic.qg0m1FQs_a.png)
ويكفي في التنبيه عليه أن التفاضل بين نصفي قطري الحامل والمائل بقدر
ما بين المركزين ، فيكون ضعف ذلك تفاضل القطرين
(3) .
![](xblank.gif.pagespeed.ic.qg0m1FQs_a.png)
ولنا على ذلك برهان هندسي أوردناه في شرحنا على شرح الجغميني
(4).
![](xblank.gif.pagespeed.ic.qg0m1FQs_a.png)
والعجب من المحقق الدواني
(5) كيف وفق صاحب المواقف على ذلك الوهم ،
____________
(1) عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الغفار ، عضد الدين الفارسي ، ألشافعي ، الملقب بالعضدي أو
العضد الايجي ، نسبة الى بلدة في نواحي شيراز ، أخذ عن مشايخ عصره أمثال الشيخ الهنكي ،
ولازمه ، ولي القضاء للمماليك ، برع في المعقول والأصول والمعاني والعربية ، له شرح المختصر ،
والمواقف في الكلام ، تلمذ عليه الكرماني ، والعفيفي ، والتفتازاني . له محنة مع صاحب كرمان
حبسه على أثرها فمات في الحبس سنة 756 هـ = 1355م .
له ترجمة في : الدرر الكامنة 2 : 322 رقم 2278 | طبقات الشافعية الكبرى 6 : 08 1 | شذرات
الذهب 6 : 174 | هدية ألأحباب : 218 | بغية الوعاة 2 : 75 رقم 1476 | روضات افي ت 5: 49
رقم 438 | معجم المؤلفين 5: 119 | الأعلام 3 : 295 | الكنى والألقاب 2 : 472 .
(2) الموا قف : 208 .
(3) تاتي الإشارة إلى البرهان على ذلك قريبا ، وأورد الاعتراض بصورة مفصلة مع البرهان في
الكشكول 2 : 348 .
(4) ألجغميني : تسمية للكتاب باسم نسبة المؤلف ، إذ اسمه الأصلي ملخص الهيئة أو الهيئة البسيطة
ومؤلفه محمود بن محمد بن عمر الجغميني ، وجغمين من قرى خوارزم له شروح ولشروحه شروح
منها شرح الشيخ المصنف قدس سره ولا زأل الشرح مخطوطا .
(5) محمد بن أسعد الصديقي الدواني ، جلال الدين الحكيم المتكلم ، من أفاضل المحققين والفلاسفة
=
( 89 )
وأصر على حقيته قائلا : إن البرهان القائم على خلافه مخالف للوجدان فلا
يلتفت إليه .
![](xblank.gif.pagespeed.ic.qg0m1FQs_a.png)
وأعجب من ذلك أنه استدل على حقية ما زعمه حقا بأنه لو فرض تطابق
المركزين ثم حركة الحامل إلى الأوج فبقدر ما يتباعد المركزان يتباعد المحيطان
(1) .
![](xblank.gif.pagespeed.ic.qg0m1FQs_a.png)
وأنت ، وكل سليم التخيل تعلمان أن دليله هذا برهان تام على نقيض
مدعاه ، فإيراده له من قبيل إهداء السلاح إلى الخصم حال الجدال ، وصدور
مثله عجيب من مثله .
تبصرة:
![](xblank.gif.pagespeed.ic.qg0m1FQs_a.png)
لا يبعد أن تكون الإضافة في « فلك التدبير» من قبيل إضافة الظرف إلى
المظروف ، كقولهم مجلس الحكم ، ودار القضاء ، أي الفلك الذي هو مكان
____________
=
في القرن التاسع ، سطع نجمه في بلدته شيراز مهد الفلسفة ، استبصر آخر أمره ، له كتب منها
شرح هياكل ألنور ، ألأربعون السلطانية ، شرح خطبة الطوالع ، وغيرها تصل الى ألستين مؤلفا
اختلف في تاريخ وفاته فقيل : 902، 609، 907، 908، 918، 928 هـ = 1496 ـ 1521 . -
له ترجمة في : هدية الأحباب : 154 | الضوء اللامع 7 : 133 | شذرات ألذهب 8 : 170 ، معجم
المؤلفين 9 : 47 | الأعلام 6 : 32 .
(1) حاصل البرهان على ما جاء في الكشكول 2 : 204 هو:
إذا تماست دأئرتان من داخل صغرى وعظمى ، فغاية البعد بين محيطيهما بقدر ضعف ما بين
مركزيهما ، كدائرتي «أ ب حـ ، أ د هـ » ألمتاستين على نقطة «أ»، وقطر العظمى«أ هـ»، وقطر
الصغرى «ا حـ » وما بين المركزين «رح » . فخط «حـ هـ» ضعف خط « رح »؛ لأنا إذا توهمنا حركة
الصغرى لينطبق مركزها على مركز العظمى ، ونسميها حينئذ دائرة « ط ي » فقد تحرك محيطها على
قطر العظمى بقدر حركة مركزها فخطوط « أ ط رح حـ ى » متساوية ، وخطا « أ ط ى هـ »
متساويان أيضا ، لأنهما الباقيان بعد أسقاط نصفي قطر الصغرى من نصفي قطر العظمى، فخط
« رح » ألذي كان يساوي خط «أ ط » يساوي خط «ي هـ » أيضا ، وقد كان يساوي خط «حـ ي » ،
فخط «حـ هـ» ضعف خط «رح » وذلك ما أردناه ، والتقريب ظاهر كما لا يخفى .
لاحظ الشكل :
=
( 90 )
التدبير ومحله ، نظرا إلى أن ملائكة سماء الدنيا يدبرون أمر العالم السفلي فيه ، أو
إلى أن كلا من السيارات السبع تدبر في فلكها أمرا هي مسخرة له بأمرخالقها
ومبدعها ، كما ذكره جماعة من المفسرين [13 | ب] في تفسير قوله تعالى :
(
فالمدبرات أمراً)
(1)(2) .
**
ويمكن أن يراد بـ « فلك التدبير» مجموع الأفلاك التي تتدبر بها الأحوال
المنسوبة إلى القمر بأسرها ، وتنضبط بها الأمور المتعلقة به بأجمعها ، حتى تشابه
حركة حامله حول مركز العالم ، ومحاذاة قطر تدويره نقطة سواه إلى غيرذلك .
![](xblank.gif.pagespeed.ic.qg0m1FQs_a.png)
وتلك الأفلاك الجزئية هي الأربعة السالفة مع ما زيد عليها لحل
ذينك الإشكالين ، ومع ما لعله يحتاج إليه أيضا في انتظام بعض أموره وأحواله
التي ربما لم يطلع عليها الراصدون في أرصادهم ، وإنما يطلع عليها المؤيدون بنور
الإمامة والولاية .
____________
(1)النازعات ، مكية ، 79 : 5 .
(2) تقدمت الإشارة إليهم في الهامش رقم «5 » صحيفة : 15 وقد جاء في هامش الأصل ما لفظه :
روى الثيخ الجليل أبو علي في تفسيره الصغير [ جمع الجوامع 2 : 600]قولا : بان المقسمات في
قوله تعالى ( فالمقسمات أمرا )[ الذاريات ، مكية ، 51: 4 ] هي الكواكب ، منه . قدس سره .
( 91 )
![](xblank.gif.pagespeed.ic.qg0m1FQs_a.png)
وحينئذ يراد بالتدبير التدبير الصادر عن الفلك نفسه ، وتكون اللام فيه
للعهد الخارجي ، أي التدبير الكامل الذي ينتظم به جميع تلك الأمور ، والله
أعلم .
تتمة:
![](xblank.gif.pagespeed.ic.qg0m1FQs_a.png)
لا يبعد أن يراد بـ « فلك التدبير» الفلك الذي يدبره القمر نفسه ، نظرا
إلى ما ذهب إليه طائفة من أن كل واحد من السيارات السبع مدبر لفلكه ،
كالقلب في بدن الحيوان .
![](xblank.gif.pagespeed.ic.qg0m1FQs_a.png)
قال سلطان المحققين ، نصير الملة والحق والدين قدس الله روحه ، في
شرح الإشارات : ذهب فريق إلى أن كل كوكب منها ينزل مع أفلاكه منزلة حيوان
واحد ذي نفس واحدة ، تتعلق بالكوكب أول تعلقها ، وبأفلاكه بواسطة
الكوكب ، كما تتعلق نفس الحيوان بقلبه أولا ، وبأعضائه الباقية بعد ذلك ، فالقوة
المحركة منبعثة عن الكوكب الذي هو كالقلب في أفلاكه ، التي هي كالجوارح
والأعضاء الباقية
(1) ، انتهى كلامه زيد إكرامه .
![](xblank.gif.pagespeed.ic.qg0m1FQs_a.png)
ويمكن أن يكون هذا هومعنى ما أثبته له [14 | أ] عليه السلام من التصرف
في الفلك ، والله أعلم بمقاصد أوليائه سلام الله عليهم أجمعين .
خاتمة:
![](xblank.gif.pagespeed.ic.qg0m1FQs_a.png)
خطابه عليه السلام للقمر ، ونداؤه له ، ووصفه إياه بالطاعة والجد ،
والتعب والتردد في المنازل ، والتصرف في الفلك ، ربما يعطي بظاهره كونه ذا حياة
وإدراك ، ولا استبعاد في ذلك نظرا إلى قدرة الله تعالى، إلا أنه لم يثبت بدليل
عقلي قاطع يشفي العليل ، أو نقلي ساطع لا يقبل التأويل ، نعم أمثال هذه
الظواهر ربما تشعر به ، وقد يستند في ذلك بظاهر قوله تعالى : (
والشمس
____________
(1) شرح الإشارات والتنبيهات 2 : 32 .
( 92 )
والقمر كل في فلك يسبحون )
(1) ، فإن الواو والنون لا تستعمل حقيقة
لغير العقلاء .
**
وقد أطبق الطبيعيون على أن الأفلاك بأجمعها حية ناطقة عاشقة ، مطيعة
لمبدعها وخالقها ، وأكثرهم على أن غرضها من حركاتها نيل التشبه بجنابه ،
والتقرب إليه جل شأنه ، وبعضهم على أن حركاتها لورود الشوارق القدسية عليها
اناً فآنا ، فهي من قبيل هزة الطرب والرقص الحاصل من شدة السرور والفرح .
![](xblank.gif.pagespeed.ic.qg0m1FQs_a.png)
وذهب جم غفير منهم إلى أنه لا ميت في شيء من الكواكب أيضا ، حتى
أثبتوا لكل واحد منها نفسا على حدة تحركه حركة مستديرة على نفسه ، وابن
سينا
(2) في الشفاء مال إلى هذا القول ورجحه
(3) وحكم به في النمط السادس من
الإشارات
(4) ، ولو قال به قائل لم يكن مجازا، فإن كلام ابن سينا وأمثاله وإن لم
يكن حجة يركن إليها الديانيون في أمثال هذه المطالب ، إلاّ إنه يصلح للتأييد .
**
ولم يرد في الشريعة المطهرة - على الصادع بها وآله أفضل الصلوات وأكمل
التسليمات - ما ينافي ذلك القول ، ولا قام دليل عقلي على بطلانه .
**
وإذا جاز أن يكون لمثل البعوضة والنملة فما دونها حياة ، فأي مانع من أن
____________
(1) الأنبياء ، مكية ، 21 : 33 .
(2) ابن سينا ، الحسين بن عبد الله بن سينا البخاري ، أبو علي الملقب بالشيخ الرئيس ، الفيلسوف
الشهير ، نادرة الزمان ، أعجوبة الدهر ، له مشاركة في أغلب العلوم والفنون ، افتى على المذهب
الحنفي وعمره اثنتا عشرة سنة ، صنف القانون في الطب ولما يبلغ السابعة عشرة ، له الشفاء ،
والإشارات ، وغيرها كثير ، أخذ الفقه عن أسماعيل الزاهد ، والفلسفة والمنطق ، عن النائلي ،
وأعتمد على نفسه في حل أكثر المطالب ، مات سنة 427 وقيل 28 هـ = 1035 - 1036 م .
له ترجمة في روضات الجنات 3 : 170 ت 268 | وفيات الأعيان 2 : 157 ت 190 | مرآة الجنان
3 : 47 | الكنى وألألقاب 1 : 320 | عيون الأنباء : 437 | خزانة ألأدب 4 : 466 | لسان الميزان
2 : 291 ت 1218 | سير أعلام النبلاء 17 : 531 ت 356 | الجواهر المضية 2 : 63 | البداية والنهاية
12 : 42 | ميزان ألاعتدال 1 : 539 ت 2014 | دائرة ألمعارف الاسلامية 1 : 203 | وغيرها كثير.
(3) الشفاء 2 : 45 ، الفصل السادس ، حركات الكواكب من السماء والعالم ، قسم الطبيعيات .
(4) الاشارات والتنبيهات 2 : 34 .
( 93 )
يكون لمثل تلك الأجرام الشريفة أيضا ذلك ،
![](xblank.gif.pagespeed.ic.qg0m1FQs_a.png)
وقد ذهب جماعة إلى أن لجميع إلأشياء نفوسا مجردة ونطقا ، وج علوا قوله
تعالى : (
وإن من شيء إلا يسبح بحمده )
(1)محمولا على ظاهره .
![](xblank.gif.pagespeed.ic.qg0m1FQs_a.png)
وليس غرضنا من هذا الكلام توجيح القول بحياة الأفلاك ، بل كسر سورة
استبعاد المصرين على، إنكاره وردّه ، وتسكين صولة المشنعين على من قال به أو
جوزه.
**
وقد قدمنا في فواتح هذا هذا الشرح - الذي نسأل الله أن يوفقنا لإتمامه - كلاما
مبسوطاً في هذا [ 14 | ب ] الباب ، ذكرنا ما قيل فيه من الجانبين
(2) ، والله
الهادي .
____________
(1) الا سراء ، مكية ، 17 : 44 .
(2) هذا وغيره كثير مما يأتي يدل على أنه كتب غير هذا الشرح أيضا لباقي الأدعية ، ولكن لم تصل الينا
لحد ألآن ، نسأل الله التوفيق للعثور على الباقي .
( 94 )
![](xblank.gif.pagespeed.ic.qg0m1FQs_a.png)
قال مولانا وإمامنا عليه السلام :
**
« امنت بمن نور بك الظلم ، وأوضح بك البهم ، وجعلك آية
من ايات ملكه ، وعلامة من علامات سلطانه ، وامتهنك بالزيادة
والنقصان ، والطلوع والأفول ، والإنارة والكسوف ، في كل ذلك
أنت له مطيع ، وإلى إرادته سريع » .
**
« الإيمان » ، وان اختلفت الأمة في أنه التصديق القلبي وحده ، أو الإقرار
اللساني وحده ، أو كلا الأمرين معا ، أو أحدهما ، أو مع العمل الأركاني ، كما
تقدم تفصيله وتحقيق الحق فيه في فواتح هذا الشرح
(1) .
____________
(1) الإيمان في اللغة هو التصديق أو إظهار الخضوع والقبول . يقال : آمن بمحمد صلى الله عليه وآله
وآمنت به ، اي صدقته وأظهرت له الخضوع والقبول لما يقوله .
انظر : الصحاح 5: 2071 | القاموس 1518 | مجمل اللغة 1 : 102 | ومعجم مقاييس اللغة .
وبتفصيل في لسان العرب 13 : 23 .
وفي عرف أهل الكلام من ألمسلمين على أربعة معان هي :
1 ـ الإيمان : فعل قلبي ، وهو قسمان :
أ- تصديق خاص أي تصديق الرسول الأعظم بما جاء به من الله تعالى مع حفظ المظاهر-إجمالا أو
تفصيلا - ذهب ط إليه الأشاعرة والماتريديه ، ومن المعتزلة الصالحي وابن الراوندي .
ب - معرفة الله تعالى مع توحيده بالقلب ، وأضاف قسم منهم : وما جاء به الرسل . والإقرار
اللساني لير بركن فيه عندهم . ذهب إليه الجهمية ، وبعض الفقهاء.
2 ـ الإيمان عمل لساني ، وهو قسمان :
أ - إضافة المعرفة القلبية ، واليه ذهب غيلان الدمشقي .
ب - الإيمان مجرد الإقرار اللساني لا غير ، واليه مال الكرامية
.=
( 95 )
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
____________
=
3 - الإيمان عمل القلب واللسان معا ، وفيه أقوال :
أ - إقرار باللسان ، ومعرفة بالقلب ، واليه ذهب أبو حنيفة ، وأغلب الفقهاء ، وقسم من
المتكلمين .
ب - تصديق بالقلب واللسان معا ، وهو قول الأشعري ، والمريسي .
ج - اقرار باللسان واخلاص بالقلب .
4 - الإيمان فعل بالقلب واللسان وسائر الجوارح ، واليه ذهب أصحاب الحديث ، ومالك ،
والشافعي ، وأحمد ، والاوزاعي ، والمعتزلة ، والخوارج ، والزيدية .
ولآراء الجميع تفصل! في كتبهم .
هذا ، وما لنا ولأقوألهم وارائهم ، هاك قول أمير المؤمنين عليه السلام : « الإيمان : معرفة
بالقلب ، وإقرار باللسان ، وعمل بالأركان » نهج البلاغة ، الحكمة 227 .
وقول الإمام الصادق عليه السلام :
« ليس الإيمان بالتحلن ، ولا بالتمني ، ولكن الإيمان ما خلص في القلب وصدقه الأعمال » .
وهكذا عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : « الإيمان قول وعمل أخوان شريكان » .
وقول الإمام الرضا عليه السلام :
« الإيمان : عقد بالقلب ، ولفظ باللسان ، وعمل بالجوارح ، لا يكون ألإيمان إلآ هكذا » .
ولا يخفى أن الإيمان أمر - مفهوم - إعتباري ، قابل للزيادة والنقصان ، والشدة وألضعف ، وعليه
شواهد من القران الكريم والروايات .
والاسلام : يتحقق بإظهار الشهادتين فقط لا غير ، فتكون النسبة بينه والإيمان هي العموم
والخصوص المطلق ، إذ كل مؤمن مسلم وزيادة . وليس كل مسلم مؤمنا . والقرآن الكريم شاهد
عليه ، قال الثه تعالى : ( قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا وظا يدخل الإيمان في
قلوبكم ) [ الحجرات ، مدنية ، 49 : 14]
وهكذا قول الإمام الصادق عليه السلام : « الإسلام : شهادة أن لا إله إلآ الله ، والتصديق برسول
الله (ص ) ؛ به حقنت الدماء ، وعليه جرت المناكح والمواريث ، وعلى ظاهره جماعة الناس .
والايمان : الهدى، وما ثبت في القلوب من صفة الإسلام ، وما ظهر من العمل ، وألإيمان أرفع
من الإسلام بدرجة » .
وإلى الفرق بينهما اشار عليه السلام كما في الكافي « الإيمان إقرار وعمل ، والإسلام إقرار بلا
عمل ».
هذا هو رأي الشيعة الإمامية الإثني عشرية بنحو الإجمال ، وللتوسعة في جميع ما تقدم ينظر:
الكافي 2 : 24 - 28 | معاني الأخبار: 186 ، باب معنى الاسلام والايمان | حق اليقين للسيد شبر
2 : 331 بتفصيل لطيف | تفسير ألقرآن الكريم للمولى الشيرازي 1 : 245 | بحار الأنوار
65 : 225 - 309 | إرشاد الطالبين إلى نهج المسترشدين : 436 | تجريد الاعتقاد : 309 | كشف
=
( 96 )
![](xblank.gif.pagespeed.ic.qg0m1FQs_a.png)
إلا أن الإيمان المعدى بالباء لا خلاف بينهم في أنه التصديق القلبي بالمعنى
اللغوي .
**
و«النور»والضوء مترادفان لغة، وقد تسمى تلك الكيفية إن كانت من ذات
الشيء ضوءا ، وإن كانت مستفادة من غيره نورا ، وعليه قوله تعالى: (
جعل
الشمس ضياء والقمر نورا (
(1).
**
و« الظلم » : جمع ظلمة ، ويجمع على ظلمات أيضا ، وهي عدم الضوء
عما من شأنه أن يكون مضيئا
(2).
**
و« البهم » - بضم الباء الموحدة وفتح الهاء- : جمع بهمة ، بضم الباء
وإسكان الهاء ، وهي مما يصعب على الحاسة إدراكه إن كان محسوسا، وعلى الفهم
إن كان معقولا
(3) .
**
و « الاية » : العلامة .
**
و« السلطان » : مصدر بمعنى الغلبة والتسلط ، وقد يجىء بمعنى الحجة
والدليل ، لتسلطه على القلب وأخذه بعنانه.
**
و « المهنة » - بفتح الميم ، وكسرها ، واسكان الهاء -: الخدمة والذل والمشقة ،
والماهن : الخادم .
![](xblank.gif.pagespeed.ic.qg0m1FQs_a.png)
و«امتهنه »: استعمله في المهنة .
**
و«طلوع »الكوكب : ظهوره فوق الأفق أومن تحت شعاع الشمس .
____________
=
المراد : 454 | توضيح المراد : 874 | تفسير القمي 1 : 30/مقالات الاسلاميين : 132 | 266 |
الفصل في الملل والنحل 3 : 225 | 39 | الذريعة إلى مكارم الشريعة 1 : 126 - 130 | فتح
القدير 1 : 34 | الكشاف 1 : 37 | كشاف اصطلاحات الفنون 1 : 94 | المفردات : 25 | حاشية
الكنبوي على شرح الجلال 1 : 195 . وغيرها من كتب الكلام والتفاسير في تفسير الآية 3 من
سورة البقرة .
(1) يونس ، مكية، 10 : 5 .
(2) الصحاح 5: 1978 | تاج العروس 8 : 374 | المفردات :315 . وانظر للتفصيل، لسان العرب
12 : 377 .
(3) معجم مقاييس اللغة 1 : 311 | تاج العروس 8 : 206 | لسان العرب 12 : 56.
( 97 )
**
« وافوله غروبه تحته» .
**
و« الكسوف » ، زوال الضوء عن الشمس أو القمر للعارض المخصوص ،
وقد يفسر الكسوف بحجب القمر ضوء الشمس عنا ، أو حجب الأرض ضوء
الشمس عنه ، وهو تفسير للشيء بسببه .
![](xblank.gif.pagespeed.ic.qg0m1FQs_a.png)
وقال جماعة من أهل اللغة : الأحسن أن يقال في زوال ضوء الشمس
كسوف ، وفي زوال ضوء القمر خسوف
(1)[15 |أ] ، فإن صح ما قالوه فلعله
عليه السلام أراد بالكسوف زوال الضوء المشترك بين الشمس والقمر لا المختص
بالقمر وهو الخسوف ، ليكون خلاف الأحسن
(2) فتدبر .
**
ولا يخفى أن امتهان القمر حاصل بسبب كسف الشمس أيضا ، فانه هو
الساتر لها ، ولما كان شمول الكسوف للخسوف أشهر من العكس اختاره
عليه السلام ، والله أعلم .
كشف نقاب :
![](xblank.gif.pagespeed.ic.qg0m1FQs_a.png)
لما افتتح عليه السلام الدعاء بخطاب القمر ، وذكر أوصافه وأحواله ، من
الطاعة والجد والسرعة ، والتردد في المنازل ، والتصرف في الفلك ، وأراد أن
يذكر جملا اخرى من أوصافه وأحواله سوى ما مر ؛ جرى عليه « السلام على النمط
الذي افتتح عليه الدعاء من خطاب القمر ، ونقل الكلام من أسلوب إلى اخر ؛
على ما هودأب البلغاء المفلقين من تلوين الكلام في أثناء المحاورات كما ذكره
صاحب المفتاح في بحث الالتفات
(3) ؛جعل تلك الجمل - مع تضمنها لخطاب
القمر وذكر أحواله - موشحة بذكر الله سبحانه ، والثناء عليه جل شأنه ، تحاشيا
____________
(1) ينظر صحاح اللغة 4 : 1350 و 1421 | القاموس : 1097 | تاج العروس 6 : 84، 232 | وانظر
المفردات : 148 المواد ( خسف ، كسف ) .
(2) والذي جعله أهل اللغة خلاف الأحسن هو إطلاق الكسوف على الخسوف ، وحده الأعلى الأمر
الشامل له ولغيره ، وهذا كما قالوه : من أن تعدية ألصلاة بعلى إذا أريد بها مجموع المعاني الثلاثة لا
تدل على التضمنية . ( منه ) .
(3) مفتاح العلوم : 86 ، 181 .
( 98 )
عن أن يتمادى به الكلام خاليا عن ذكر المفضل المنعام ، فقال : « آمنت بمن نور
بك الظلم . . . » إلى آخره ، معبرا عن المؤمن به جل شأنه بالموصول ليجعل
الصلة مشعرة ببعض أحوال القمر ، ويعطف عليها الأحوال الأخر فتتلائم جمل
الكلام ، ولا تخرج عن الغرض المسوق له من بيان تلك الأوصاف والأحوال .
**
والتعبير بالنكرة الموصوفة وإن كان يحصل به هذا الغرض أيضا إلآ أن المقام
ليس مقام التنكيركما لا يخفى .
**
فإن قلت : مضمون الصلة لا بد أن يكون أمرا معلوما للمخاطب ،
معهودا بينه وبين المتكلم انتسابه إلى الموصول قبل ذكر الصلة ، ولذلك لم يجز كونها
إنشائية كما قرروه ، والمخاطب هنا هو القمر وهو ليس من ذوي العلم فكيف
يلقى إليه الموصول مع الصلة ؟ .
**
قلت : كونه من غيرذوي العلم ليس أمرا مجزوما به ، وقد مر الكلام فيه
قبيل هذا
(1) ، سلمنا ، لكن تنزيل غير العالم منزلة العالم لاعتبار مناسب غيرقليل
في كلام البلغاء ، فليكن هذا منه ، على أن التنزيل المذكور لا مندوحة عنه في
أصل نداء القمر وخطابه ، فإن الخطاب توجيه الكلام نحو الغير للإفهام ، فلا بد
من تنزيله منزلة من يفهم .
**
واللام في « الظلم » للاستغراق ، أعني : العرفي منه لا الحقيقي ، والمراد
الظلم المتعارف تنويرها بالقمر ، من قبيل جمع الأمير الصاغة .
ويمكن جعله للعهد الخارجي .
![](xblank.gif.pagespeed.ic.qg0m1FQs_a.png)
والحق أن لام الاستغراق العرفي ليست شيئا وراء لام العهد الخارجي ،
فإن المعرف بها هوحصة معينة من الجنس أيضا ، غايته أن التعيين فيها نشأ من
العرف ، وقد أوضحت هذا في تعليقاتي على المطول
(2) .
____________
(1) انظر صحيفة : 91 ، بحث « خاتمة» .
(2) مخطوط لم ير النور بعد .
( 99 )
تتمة : [15]
![](xblank.gif.pagespeed.ic.qg0m1FQs_a.png)
التنكير في قوله عليه السلام : «
وجعلك آية من آيات ملكه » ، يمكن
أن يكون للنوعية ، كما قالوه في قوله تعالى : (
وعلى أبصارهم
غشاوة)
(1)(2) ، والأظهر أن يجعل للتعظيم .
**
فإن قلت : احتمال التحقير أيضا قائم ، وهذا كما قالوه في قوله تعالى:
(
إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمان )
(3) : إن التنكير فيه يحتمل
التعظيم والتحقير معا ، أي عذاب شديد هائل ، أو عذاب حقير ضعيف ، فلم
طويت عنه كشحاً !؟ .
![](xblank.gif.pagespeed.ic.qg0m1FQs_a.png)
قلت : الاحتمالان في الاية الكريمة متكافئان بحسب ما يقتضيه الحال ،
فلذلك جوزهما علماء المعاني من غيرترجيح ، بخلاف ما نحن فيه ، فان الحمل
على التحقير وان كان لا يخلو من وجه -أيضا - نظرا إلى ما هو أعظم منه من آيات
ملكه جل شأنه ، إلا أن الحمل على التعظيم كأنه أوفق بالمقام ، وأنسب بمقتضى
الحال ، فلذلك ضربت عن ذكره صفحا .
![](xblank.gif.pagespeed.ic.qg0m1FQs_a.png)
وإن أبيت إلا أن تساوي الأمرين في ذلك فلا مشاحة معك ، وللناس فيما
يعشقون مذاهب .
**
وقوله عليه السلام : « وامتهنك . . . » إلى اخره ، مبين ومفسر للآية
والعلامة ، وكون إحدى الجملتين مبينا ومفسرا لبعض متعلقات الأخرى لا يوجب
كمال الاتصال بينهما المقتنر لفصلها عنها ، إنما الموجب له أن تكون الثانية مبينة
وكاشفة عن نفس الأولى ، كما في قوله تعالى : (
فوسوس إليه الشيطان قال
____________
(1) البقرة ، مدنية ، 2 : 7 .
(2)أنظر الكشاف للزمخشري 1 : 53 .
(3)مريم ، مكية، 19 : 45.
( 100 )
يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد)
(1) فان القول المذكور مبين للوسوسة
وكاشف عنها .
![](xblank.gif.pagespeed.ic.qg0m1FQs_a.png)
وأما امتهان القمر بالأمور المذكورة فهو نفس علامة الملك والسلطنة ،
لانفس جعله علامة لهما ، فلا مانع من وصل جملته بجملة الجعل فتدبر ، على أن
أحوال القمر التي هي علامات لملكه وسلطانه جل شأنه ليست منحصرة في
الامتهان بالأمور المذكورة بل لها أفراد أخر ، وكذلك الجعل المذكور ، فوصل جملة
الامتهان بما قبلها يجري مجرى عطف الخاص على العام كما لا يخفى .
![](xblank.gif.pagespeed.ic.qg0m1FQs_a.png)
وتقديم الظرفين في قوله عليه السلام : » أنت له مطيع وإلى إرادته سريع «
للدلالة على الاختصاص ، كما في قوله تعالى : (
له الملك وله
الحمد)
(2).
![](xblank.gif.pagespeed.ic.qg0m1FQs_a.png)
ويمكن أن يكون رعاية السجع أيضا ملحوظة ، والله أعلم [16 | أ] .
إيضاح :
![](xblank.gif.pagespeed.ic.qg0m1FQs_a.png)
الباء في قوله عليه السلام « نور بك الظلم » إما للسببية أو للالة .
**
ثم إن جعلنا الضوء عرضا قائما بالجسم - كما هو مذهب أكثر الحكماء
(3) ،
ومختار سلطان المحققين قدس الله روحه في التجريد
(4) - فالتركيب من قبيل
سودت الشيء وبيضته ، أي صيرته متصفا بالسواد والبياض .
**
وإن جعلناه جسما - كما هو مذهب القدماء من أنه أجسام صغار شفافة
تنفصل عن المضيء وتتصل بالمستضيء - فالتركيب من قبيل لبنته وتمرته ، أي
صيرته ذا لبن أو تمر
(5).
____________
(1) طه، مكية ،120:20.
(2) التغابن ، مدنية ، 64 : 1 .
(3) منهم الفخر الرازي ، انظر التفسير الكبير 17 :35 .
(4) تجريد الاعتقاد : 167 .
(5) للتوسعة في بحث الضوء أنظر مطالع الأنظار شرح طوالع الأنوار 1 : 245، كشاف اصطلاحات
=