الباب الرَّابع
(فضل الصّلاة في مسجد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم)
(وثواب ذلك)
1 ـ حدَّثني أبي ؛ ومحمّد بن الحسن بن أحمدَ بنِ الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصَفّار ، عن أحمد بن الحسن بن عليِّ بن فضّال ، عن عَمرو بن سعيد ، عن مُصدّق بن صَدَقة ، عن عمّار بن موسى السّاباطيِّ ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : سالته عن الصّلاة في مسجد الرَّسول صلّى الله عليه وآله وسلّم ؛ هي مِثلُ الصّلاة بالمدينة؟ قال عليه السلام : لا لأنّ الصّلاة في مسجد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بألف صَلاة ، والصّلاة بالمدينة مِثلُ الصّلاة في سائر الأمصار» .
2 ـ حدَّثني أبي ، عن سعد بن عبدالله بن أبي خلف القمّي الأشعري ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن موسى بن القاسم البَجَليّ ـ عمّن حدّثه ـ عن مُرازِم « قال : سالت أبا عبدالله عليه السلام عن الصّلاة في مسجد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ؟ فقال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : صلاة في مسجدي تعدل ألف صلاة في غيره ، وصلاة في المسجد الحرام تعدل ألف صلاة في مسجدي ، ثمّ قال : إنّ الله فضّل مكّة وجعل بعضها أفضل من بعض ، فقال : « واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى (1) » أقواماً وأمر باتّباعهم وأمر بمودَّتهم في الكتاب» .
3 ـ حدّثني عليُّ بن الحسين بن موسى بن بابويه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن أبيه إسماعيل ، عن ابن مُسكانَ ، عن أبي الصّامت(2) «قال : قال أبو عبدالله عليه السلام : صلاة في مسجد النَّبيِّ صلّى الله عليه وآله وسلّم تعدلُ بعشرة آلاف صلاةٍ» .
4 ـ حدَّثني جماعة من مشايخي ، عن عبدالله بن جعفر الحِميريَ ، عن إبراهيم
____________
1 ـ البقرة: 124 .
2 ـ عدّه الشّيخ في رجاله من أصحاب الباقر والصادق عليهما السلام .
( 17 )
ابن مَهزيار ، عن أخيه عليِّ ، عن الحسن بن سعيد ، عن صَفوانَ بن يحيى ؛ وابن أبي عُمَير ؛ وفَضالَةَ بن أيّوبَ جميعاً ، عن معاويةَ بن عمّار «قال : قال أبو عبدالله عليه السلام لابن أبي يَعفور : أكثر مِن الصَّلاة في مسجد رسول الله ، فإنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: صَلاةٌ في مسجدي هذا كألف صلاةٍ في مسجد غيره إلاّ المسجد الحرام ، فإنَّ صلاةً في المسجد تَعدِلُ الف صلاة في مسجدي» .
5 ـ محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصَفّار ، عن سَلَمة . وحدَّثني حكيم بن داود بن حكيم ، عن سَلَمةَ بنِ الخَطاب ، عن عليًّ بن سَيف ، عن جميل بن دُرَّاج «قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : صلاةٌ في مسجدي تَعدلُ الف صلاةٍ في غيره» .
6 ـ حدَّثني حكيم بن داودَ بن حكيم ، عن سَلَمةَ بنِ الخَطاب ، عن مُصدِّق بن صَدَقة ، عن عمّار بن موسى السّاباطيّ ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : سالته عن الصّلاة في مسجد الرَّسول صلّى الله عليه وآله وسلّم هل مثل الصَّلاة في المدينة؟ قال عليه السلام : لا لأنَّ الصَّلاة في مسجد الرَّسول صلّى الله عليه وآله وسلّم بالف صلاة والصّلاة بالمدينة مثل الصّلاة في سائر الأمصار»(1) .
7 ـ حدَّثني حكيم بن داودَ بن حكيم ، عن سَلَمةَ ، عن عليِّ بن سَيف ، عن أبيه ، عن داودَ بن فَرقَد «قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : صلاةٌ في مسجدي تعدل الف صلاةٍ في غيره» .
8 ـ وعنه ، عن سَلَمة ، عن إسماعيلَ بن جعفر ، عن بعض أصحابه ، عن مُرازِم(2) ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : صلاةٌ في مسجد المدينة أفضل مِن الف صلاةٍ في غيره من المساجد» .
____________
1 ـ تقدّم الخبر في أوّل الباب بسندٍ آخر .
2 ـ هو مُرازم ـ بضم الميم وكسر الزّاي المعجمة بعد الالف ـ بن حُكيم ـ بضمّ الحاء ، الأزديّ المدائني ، مولى ثقة .
( 18 )
الباب الخامس
(زيارة حمزة عَمّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم)
(وقبور الشّهداء)
1 ـ حدَّثني حكيم بن داود بن حكيم ، عن سَلَمةَ بن الخَطاب ، عن عبدالله بن أحمد ، عن بكر بن صالح ، عن عَمرو بن هِشام ـ عن رَجل من أصحابنا ـ عنهم عليهم السلام «قال : ويقول عند قبر حمزة :
«السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَمَّ رَسُولِ اللهِ وخَيْرَ الشُّهَداء ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا يا أسَدَ اللهِ وَأسَدَ رَسُولِهِ، أشْهَدُ أنَّكَ قَدْ جاهَدْتَ فِي الله حَقَّ جِهادِه ، وَنَصَحْتَ لله ولرَسُوله(1)
وجُدْتَ بِنَفْسِك وطَلَبتَ ما عِندَ اللهِ ، ورَغِبْتَ فيما وَعَدَ اللهُ» ،
ثمَّ ادخل فَصَلِّ ولا تستقبل القبرَ عند صلاتك ، فإذا فرغتَ من صلاتك فانكبَّ على القبر وقل :
«اللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وعَلى أهلِ بَيْتِه، اللّـهُمَّ اِنّي تَعَرَّضْتُ لِرَحْمَتِكَ بِلُزُوقي بِقَبْرِ عَمِّ نَبِيِّكَ صَلواتك عَلَيْهِ وعلى أهل بيته
لتُجيرَني مِنْ نِقْمَتِكَ وَسَخَطِكَ وَمَقْتِكَ
ومِن الأزْلال في يَوْمٍ تَكْثُرُ فيهِ الاَْصْواتُ ، والمَعرّاتُ ،
وَتَشْغَلُ كُلُّ نَفْسٍ بِما قَدَّمَتْ، وَتُجادِلُ
كُلُّ نَفْس عَن نَفْسِها، فَاِنْ تَرْحَمْنِي الْيَوْمَ فَلا خَوْفٌ عَلَيَّ وَلا حُزْنٌ، وَاِنْ تُعاقِبْ فمولاي لَهُ الْقُدْرَةُ عَلى عَبْدِهِ،
اللّهمَّ فلا تُخَيِّبْني الْيَوْمِ وَلا تَصْرِفْني بِغَيْرِ حاجَتي، فَقَدْ لَزِقْتُ بِقَبْرِ عَمِّ نَبِيِّكَ، وَتَقَرَّبْتُ بِهِ اِلَيْكَ ابْتِغاءَ مَرْضاتِكَ،
وَرَجاءَ رَحْمَتِكَ، فَتَقَبَّلْ مِنّي، وَعُدْ بِحِلْمِكَ عَلى جَهْلي، وَبِرَأفَتِكَ عَلى جِنايَةِ نفْسي فَقَدْ عَظُمَ جُرْمي، وَما
أخافُ أنْ تَظْلِمَني وَلكِنْ أخافُ سُوءَ الْحِسابِ، فَانْظُرِ الْيَوْمَ إلى تَقَلُّبي عَلى قَبْرِ عَمِّ نَبِيِّكَ ، صلواتُكَ على محمَّد وأهلِ بيته ، فَبِهم
فُكَّني وَلا تُخَيِّبْ سَعْيي ، وَلا يُهوَّنْ عَلَيْكَ ابْتِهالي،(2) وَلا تَحجُب مِنك
____________
1 ـ في بعض النسخ : «ونصحت لرسول الله» .
2 ـ في البحار: «ولا يهوننّ عليك ابتهالي » .
( 19 )
صَوْتي، وَلا تُقَلِّبْني بِغَيْرِ حَوائِجي ؛ يا غِياثَ
كُلِّ مَكْرُوبٍ وَمَحْزُونٍ، وَيا مُفَرِّجَ عَنِ الْمَلْهُوفِ الْحَيْرانِ الْغَريب الْمُشْرِفِ عَلَى الْهَلَكَةِ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وأهل بَيْته الطّاهرين ،
وَانْظُر اِلَيَّ نَظْرَةً لا أشْقي بَعْدَها أبَداً، وَارْحَمْ تَضَرُّعي
وغُرْبَتي وَانْفِرادي، فَقَدْ رَجَوْتُ رِضاكَ
وَتَحَرَّيْتُ الْخَيْرَ الَّذي لا يُعْطيهِ أحَدٌ سِواكَ، ولا تَرُدَّ أمَلي»» .
وحدَّثني محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصَفّار ، عن سَلَمة مثله .
2 ـ حدّثني محمّد بن الحسن بن أحمد ، عن محمّد بن الحسن الصَفّار ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن عبدالله بن هِلال ، عن عُقْبَة(1) ، عن أبي عبدالله عليه السلام ـ في حديثٍ له طويل ـ «قال: إنّي آتي المساجد الّتي حول المدينة فبأيّها أبدء؟ فقال: ابدء بـ «قُبا» فصَلِّ فيه وأكثر ، فإنّه أوّل مسجد صلّى فيه رسول الله صلّى الله عليه وآله في هذه العَرصة ، ثمَّ أئتِ مَشْرَبةَ اُمِّ إبراهيم فصلِّ فيها فإنّه مسكن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ومُصلاه ، ثمّ تأتي مسجد الفضيخ فصَلِّ فيه ركعتين فقد صلّى فيه نبيُّك ، فإذا قضيت هذا الجانب فائتِ جانبَ اُحُد فبدءتَ بالمسجد الّذي دون الحرَّة فصلّيت فيه ، ثمَّ مَرَرْتَ بقبر حمزة بن عبدالمطلب فسلّمت عليه ، ثمَّ مَرَرْتَ بقبور الشُّهداء فقمت عندهم فقلت :
«السَّلامُ عَليكم يا أهل الدِّيارِ ، أنتم لَنا فَرَطٌ وإنّا بكم لاحِقونَ» ،
ثمّ تأتي المسجد الّذي في المكان الواسط إلى جنب الجبل عن يمينك حتّى تدخل «اُحُد» فتصلّي فيه ، فعنده خرج النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى اُحد حيث لقى المشركين فلم يبرحوا حتى حضرت الصّلاة فصلّى فيه ، ثمَّ مُرَّ أيضاً حتّى ترجع فصلِّ عند قبور الشّهداء ما كتب الله لك ، ثمَّ
أمْضِ على وجهك حتّى تأتي
مسجد الأحزاب فتصلّي فيه ، فإنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم دعا فيه يوم الأحزاب وقال : «يا صَريخَ المكْروبينَ ، ويا مُجيبَ دَعْوَةِ المُضْطَرِّينَ ، ويا غِياثَ المَلْهوفينَ ، اكشِفْ هَمّي وكَرْبي وغَمّي فقد تَرى حالي وحال أصحابي»» .
____________
1 ـ هو عقبة بن خالد الأسديّ ، كوفيٌّ ، روى عن أبي عبدالله عليه السلام ، له كتاب .
( 20 )
الباب السّادس
(فصل إتيان المشاهد بالمدينة وثواب ذلك)
1 ـ حدَّثني محمّد بن الحسن بن عليِّ بن مَهزيار ، عن أبيه ، عن جدِّه عليِّ بن مَهزيار ، عن الحسن بن سعيد ، عن صفوان بن يحيى ؛ وابن أبي عُمَير ؛ وفضالة بن أيّوب جميعاً ، عن معاوية بن عمّار «قال : قال أبو عبدالله عليه السلام : لا تدع إتيان المشاهد
كلّها ومسجد قبا ؛ فإنّه المسجد الَّذي اُسّس على التَّقوى من أوَّل يوم ، ومَشْرَبَة اُمّ إبراهيم ، ومسجد الفَضِيخ وقبور الشُّهداء ومسجد الأحزاب ؛ وهو مسجد الفتح ، وبلغني أنَّ النَّبيِّ صلّى الله عليه وآله وسلّم كان إذا أتى قبور الشُّهداء قال :
«السَّلامُ عليكم بما صَبَرْتُمْ فنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ» ،
وليكن فيما تقول في مسجد الفتح :
«يا صَريخَ المَكرُوبينَ ، ويا مجيبَ دَعْوَةِ المُضْطَرِّينَ اكْشِفْ عَنّي غَمّي وَكَرْبي وهَمّي كما كَشَفْتَ عَن نَبيِّكَ هَمَّهُ وغَمّه وكَرْبه ، وكَفَيتَه هَوْلَ عدُوِّه في هذا المكان»».
حدّثني به محمّد بن يعقوب ؛ وعليُّ بن الحسين جميعاً ، عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عُمَير . وقال محمّدُ بن يعقوبَ: وحدَّثني محمّد بن إسماعيلَ ، عن الفَضل بن شاذان ، عن صَفوانَ بن يحيى؛ وابن أبي عُمَير ، عن مُعاوية بن عمّار قال : قال أبو عبدالله عليه السلام : ـ وذكر مثله .
2 ـ حدّثني أبي ؛ ومحمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريّ ـ رحمهما الله ـ ، عن عبدالله بن جعفر الحِميريّ ، عن إبراهيم بن مَهزيار ، عن أخيه عليِّ بن مَهزيار ، عن الحسن(1) ، عن
عبدالله بن بَحر ، عن حريز ـ عمّن أخبره ـ عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : من أتى مسجدي مسجد قُبا فصلّى فيه رَكعتين رجع بعُمْرَة» .
____________
1 ـ الظاهر هو الحسن بن سعيد الأهوازي .
( 21 )
3 ـ حدَّثني جماعة من مشايخنا ، عن عبدالله بن جعفر الحميريّ ، عن إبراهيم بن مَهزيار ، عن أخيه عليَّ ، عن الحسن بن سعيد
، عن صَفوانَ بن يحيى؛ وابن ـ أبي عُمَير ؛ وفَضالَة بن أيّوب جميعاً ، عن معاوية بن عمّار «قال: قال أبو عبدالله عليه السلام لابن أبي يَعفور : ولا تدعنَّ إتيان المشاهد كلّها ومسجد قُبا ، فإنّه المسجد الّذي اُسّس على التَّقوى مِن أوَّلِ يوم ، ومَشْرَبَة اُمّ إبراهيم ، ومسجد الفَضيخ ، وقبور الشّهداء ، ومسجد الأحزاب ـ وهو مسجد الفتح ـ » .
4 ـ وروي عن بعضهم عليهم السلام «قال : إذا كان لك مقام بالمدينة ثلاثة أيّام فأتِمَّ الصَلاة ، وكذلك أيضاً بمكّة إن أقمت ثلاثة أيّام فأتِمّ الصّلاة ، فإذا كان لك مقام بالمدينة ثلاثة أيّام صمتَ ثلاثة أيّام صمت يوم الأربعاء ، وصلِّ ليلة الأربعاء عند اُسطوانة التَّوبة ـ وهي اُسطوانة أبي لُبابَةَ الّتي كان رَبَط إليها نفسه حتّى نزل عُذره من السّماء ـ وتقعد عندها يوم الأربعاء ، ثمَّ تأتي ليلة الخميس الّتي تلاها ممّا يلي مقام النَّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم فتقعد عندها لَيلَتَك ويومَك وتصوم يوم الخميس ، ثمَّ تأتي الاُسطوانة الّتي تلي مقام النّبيِّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ليلة الجمعة فتصلِّ عندها لَيلتَك ويومَك وتصوم فيه يوم الجمعة ، فإن استطعت أن لا تتكلّم بشيءٍ في هذه الثّلاثة أيّام فافعل إلاّ ما لابدّ لك منه ، ولا تخرج من المسجد إلاّ لحاجة ولا تنام في
ليل ولا نهار فافعل ، فإنّ ذلك ممّا يعد فيه الفضل ، ثمّ احمدِ الله في يوم الجمعة وَأثْنِ عليه وصلِّ على النَّبيّ ، وسَلْ حاجتَك ، وليكن فيما تقول :
«اللّهُمّ ما كانَتْ لي إليكَ مِنْ حاجَةٍ سارَعْتُ أنَا في طَلَبِها وَالْتماسِها أو حاجَةٍ لم أسْرَعْ ، سألتُكَها أو لَم أسألْكَها ، فإنّي أتَوَجَّهُ إليك بنَبِيِّك محمَّدٍ نَبيِّ الرَّحمةِ في قَضاءِ حَوائجي صَغيرِها وكَبيرِها»» .
5 ـ حدّثني جماعة مشايخي ، عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسن الصّفّار(1) ، عن محمّد بن عبدالله بن هِلال ، عن عُقْبَةَ بن خالد «قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام
إنّي آتي المساجد الّتي حَولَ المدينة فبأيّها أبدء ؟ قال: ابدء بقُبا فصلِّ
____________
1 ـ كذا ، والظّاهر سقط من السَند : «عن محمّد بن الحسين» هنا كما تقدّم تحت رقم 2 .
( 22 )
فيه وأكثر ، فإنّه أوّل مسجد صلّى فيه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في هذه العَرْصَة ، ثمّ أئت مَشْرَبَة اُمّ إبراهيم فصلِّ فيها فإنَّه مسكن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ومُصلاّه ، ثمّ
تأتي مسجد الفضيخ فتصلّي فيه رَكعتين فقد صلّى فيه نبيّك ، فإذا قضيت هذا الجانب فَائْتِ جانب اُحُد فابدء بالمسجد الَّذي دون الحرَّة فصلّيت فيه ثمَّ مَرَرت بقبر حمزة ـ والحديث ـ طويل»(*) .
الباب السابع
(وَداع قبر رسول الله صلّى الله عليه وآله
1 ـ حدَّثني محمّد بن الحسن بن عليِّ بن مَهزيار ، عن أبيه ، عن جَدّه عليًّ ، عن الحسن بن سعيد ، عن صَفوانَ بن يحيى ؛ وابن أبي عُمير ؛ وفَضالَة ، عن معاويةَ بن عمّار «قال : قال أبو عبدالله عليه السلام : إذا أردت أن تخرج من المدينة فاغتسل ثمّ ائتِ قبر النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بعد ما تفرغ من حوائجك فودِّعْه واصنعْ مثل ما صنعت عند دخولك وقل :
«اللّهمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ العَهْدِ مِن زيارَتي قَبْر نَبيِّكَ ، فَإنْ تَوَفَّيتَني قَبلَ ذلك فَإنّي أشْهَدُ في مَماتي عَلىُ ما أشهدُ عَلَيهِ في حَياتي(1) أنْ لا إلهَ إلاّ أنْتَ وأنّ محمداً عَبدُكَ ورَسولُكَ»» .
2 ـ حدّثني جماعة مشايخي ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بنِ محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن فَضّال ، عن يونسَ بنِ يعقوبَ «قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن وَداع قبر رَسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فقال: تقول : «صلّى اللهُ عَلَيكَ ، السَّلامُ عَلَيكَ ، لا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ تَسليمي عَلَيَكَ»» .
3 ـ وبإسناده ، عن الحسن بن عليِّ بن فَضّال «قال : رأيت أبا الحسن(2) عليه السلام ـ وهو يريد أن يودِّع للخروج إلى العُمْرة ـ فأتى القبرَ مِن موضع رأس
____________
1 ـ في الكافي والتّهذيب : «على ما شَهِدْتُ عليه في حياتي ـ إلخ » .
2 ـ المراد به الرّضا عليه الصّلاة والسّلام . * ـ تقدّم الخبر بطوله في ص 19 تحت رقم 2 .
( 23 )
رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بعد المغرب فسلّم على النَّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ولَزِق بالقبر ، ثمَّ أتى المنبر ثمَّ انصرف حتّى أتى القبر فقام إلى جانبه فصلّى وألزق مَنْكِبَه الأيسر بالقبر قريباً من الاُسطوانه ـ الّتي دون الاُسطوانة المخلّفة عِند رأس النَّبيِّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ فصلّى ستّ رَكعات ، أو ثمان ركعات في نعليه ، قال : فكان مقدار ركوعه وسجوده ثلاث تسبيحات أو أكثر ، فلمّا فرغ من ذلك سَجَد سِجدةً أطال فيها السّجود حتّى بلّ عَرقُهُ الحَصىُ ، قال: وذكر بعض أصحابنا أنّه رأه ألصق خدّه بأرض المسجد» .
الباب الثّامن
(فضل الصَّلاة في مسجد الكوفة ومسجد سَهلة وثواب ذلك)
1 ـ حدّثني محمّد بن الحسين بن متّ الجوهريّ ، عن محمّد بن أحمدَ بن يحيى بن عمرانَ ، عن أحمدَ بن الحسن ، عن محمّد بن الحسين ، عن عليِّ بن الحديد ، عن محمّد بن سِنان(1) ، عن عَمرِو بن خالد ، عن أبي حمزة الثّماليِّ «أنّ عليَّ بن الحسين عليهما السلام أتى مسجد الكوفة عمداً من المدينة(2) فصلّى فيه رَكعتين ، ثمَّ جاء حتّى ركب راحلته وأخذ الطّريق» .
2 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن سَعد بن عبدالله ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن إسماعيلَ بن بَزيع ، عن منصور بن يونسَ ، عن سليمانَ مولى طِرْبال ؛ وغيره «قال : قال أبو عبدالله عليه السلام : نفقة دِرهم بالكوفة تحسب بماءتـ[ـي] دِرهم فيما سِواه ، وركعتان تحسب بمائة ركعة» .
3 ـ حدّثني محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصّفّار ، عن أحمدَ بن محمّد ، عن الحسن بن عليّ
بن فضّال ، عن إبراهيمَ بنِ محمّد ، عن الفضل بن زَكريّا ، عن نَجم بن حُطَيم ، عن ابي جعفر(3)
عليه السلام «قال : لو يعلم النّاس ما في
____________
1 ـ في التّهذيب: «محمّد بن سليمان».
2 ـ أي كان ذلك أيضاً مقصوده عليه السلام ، وإلاّ فالظّاهر أنّه كان المقصد الأصلي زيارة آبائه الطّاهرين عليهم السلام . (قاله العلاّمة المجلسي ـ رحمه الله ـ ) .
3 ـ يعني الباقر عليه السلام .
( 24 )
مسجد الكوفة لأعدُّوا له الزَّاد والرَّاحِلة من مكان بَعيد ، وقال: صلاة فريضة فيه تعدلُ حَجَّة ، ونافلة فيه تعدلُ عَمرة» .
4 ـ حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريَ ، عن أبيه ـ عمّن حَدَّثه ـ عن عبدالرَّحمن بن أبي هاشم ، عن داودَ بن فَرْقَد ، عن أبي حمزة(1) ، عن أبي جعفر عليه السلام «قال: صلاة في مسجد الكوفة؛ الفريضة تَعدِلُ حجّة مقبولة ، والتّطوُّع فيه تعدلُ عمرة مقبولة» .
5 ـ حدَّثني الحسن بن عبدالله بن محمّد ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن عبدالله بن جَبَلَة ، عن سَلاّم بن أبي عَمْرَة ،
عن سعد بن طَريف ، عن الأصبغ بن نُباتَةَ ، عن عليٍّ عليه السلام
«قال : النّافلة في هذا المسجد تعدل عُمرَة مع النَّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ، والفريضة فيه تعدلُ حَجّة مع النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وقد صلّى فيه ألف نبيٍّ وألف وصيٍّ» .
6 ـ حدّثني محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصَفّار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عَمرو بن عثمان ـ عمّن حَدّثه ـ عن هارون بن خارجة «قال : قال أبو عبدالله عليه السلام
: أتصلّي الصّلاة كلّها في مسجد الكوفة؟ قلت : لا ، قال : أما لو كنتُ بحضرته لَرَجَوتُ أن لا تفوتني فيه صَلاةٌ ، قال : وتدري ما فضله؟ قلت : لا ، قال : ما مِن عبدٍ صالح ولا نبيٍّ إلاّ وقد صلّى في مسجد الكوفان حتّى أنَّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لمّا اُسرِي به قال له جبرئيل عليه السلام : أتدري أين أنت السّاعة يا محمّد؟ قال : لا ، قال : أنت مقابل مسجد كوفان ، فقال : استأذن ربَّك حتّى أهبط فاُصلي فيه ، فاستأذن فأذن له فهبط فصلّى فيه ركعتين ، وإنّ الصّلاة المكتوبة فيه تعدلُ بألف صلاة ، وإنّ النّافلة فيه تعدل بخمسمائة صلاة ، وإنّ مقدّمه لروضةٌ مِن رياض الجنّة ، وإن ميمنته رَوضةٌ من رياض الجنّة ، وإنّ ميسرته روضةٌ من رياض الجنّة ، وأنَّ مُؤخّره رَوضةٌ من رياض الجنّة ، وإنّ الجلوس فيه بغير صَلاةٍ ولا ذكر لَعِبادةٌ ، ولو علم النّاس ما فيه لاُتوه ولو حَبْواً» .
____________
1 ـ يعني الثُّمالي ثابت بن دينار ، كما صرّح به في البحار .
( 25 )
7 ـ حدّثني محمّد بن الحسن بن عليِّ بن مَهزيار ، عن أبيه ، عن جدِّه عليِّ بن مَهزيار ، عن الحسن بن سعيد ، عن ظريف بن ناصح ، عن خالد القَلانسي (1) «قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : صَلاةٌ في مسجد الكوفة ألف صلاة» .
8 ـ وبهذا الإسناد ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : مكّة حرم الله وحرم رسوله وحرم عليٍّ ، الصَّلاة فيها بمائة ألف صلاةٍ ، والدِّرهم فيها بمائة ألف درهم ، والمدينة حَرَم الله وحرم رسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم وحرم عليٍّ أمير المؤمنين عليه السلام ، الصّلاة فيها في مسجدها بعشرة آلاف صَلاةٍ ، والدِّرهم فيها بعشرة آلاف درهم ، والكوفة حرم الله وحرم رسوله وحرم أمير المؤمنين عليٍّ ـ صلوات الله عليهما ـ ، الصَّلاة في مسجدها بألف صلاة» .
9 ـ حدّثني محمّد بن الحسين بن متَ الجوهريّ ، عن محمّد بن أحمدَ بن يحيى ، عن أحمدَ بن محمّد ، عن أبي محمّد(2)
، عن عليِّ بن أسباط ـ عن بعض أصحابنا ـ عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : حدُّ مسجد السَّهلة الرّوحاء» .
حدّثني محمّد بن الحسن بن أحمدَ بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصّفّار ، عن محمّد بن الحسين ، عن عليِّ بن أسباط مثله .
10 ـ حدّثني أخي علي بن محمّد بن قُولوَيه ، عن أحمد بن إدريس ، عن عمران بن موسى ، عن الحسن بن موسى الخَشّاب ، عن عليِّ بن حسّان ، عن عمّه عبدالرَّحمن بن كثير ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : سمعته يقول لاُبي حمزة الثّماليّ : يا أبا حمزة هل شهدتَ عمّي ليلة خرج؟ قال : نعم ، قال : فهل صلّى في مسجد سُهَيل؟ قال : وأين مسجد سُهَيل ؛ لعلّك تعني مسجد السَّهلة ؟ ! قال : نعم ، قال : أما إنّه لو صلّى فيه ركعتين ثمَّ استجار الله لأجاره سنة ، فقال له أبو حمزة : بأبي أنت واُمّي هذا مسجد السَّهلة ؟ قال : نعم ؛ فيه بيت إبراهيم الَّذي كان
____________
1 ـ هو ابن مادّ ـ بتشديد الدّال المهملة ـ القلانسيّ الكوفيّ ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن عليهما السلام ، مولى ثقة .
2 ـ يعني الحسن بن عليّ بن فضّال .
( 26 )
يخرج منه إلى العمالقة ؛ وفيه بيت إدريس الّذي كان يخيط فيه ، وفيه مناخ الرّاكب ، وفيه صخرة خَضراء ؛ فيها صورة جميع النَّبيّين ، وتحت الصَخرة الطّينة الّتي خلق الله عزَّوجلَّ منها النَّبيّين ، وفيها المعراج ، وهو الفاروق الأعظم موضع منه ، وهو مَمرٌّ النّاس ، وهو من كوفان ، وفيه يُنفخ في الصّور ، وإليه المحشر ، يحشر من جانبه سبعون ألفاً يدخلون الجنّة بغير حساب ، أولئك الّذين أفلج الله حججهم(1) ، وضاعف نِعَمَهم ، فإنّهم المستبقون الفائزون القانتون ، يحبّون أن يدرؤوا عن أنفسهم المفَخَر ، ويجلون بعدل الله عن لِقائه ، وأسرعوا في الطّاعة فعملوا وعلموا أنّ الله بما يعملون بصير ، ليس عليهم حساب ولا عذاب ، يُذْهِبُ الظِّغْن يُطَهِّر المؤمنين ، ومن وسطه سارَ جبلُ الأهواز(2) وقد أتى عليه زَمان وهو معمور»(3) .
11 ـ حدَّثني أبي ، عن سعد بن عبدالله ، عن أبي عبدالله محمّد بن أحمدَ الرَّازيّ الجامورانيّ ، عن الحسين بن سيف بن عميرة ، عن أبيه سَيف ، عن أبي بكر الحَضرَميِّ ، عن أبي عبدالله ؛ أو عن أبي جعفر عليهما السلام «قال: قلت له : أيّ بقاع الأرض أفضل بعد حرم الله عزَّوجلَّ وحرم رسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم ؟ فقال : الكوفة ؛ يا أبا بكر هي الزَّكيّة الطّاهرة ؛ فيها قبور النَّبيّين المرسلين ، وقبور غير المرسلين والأوصياء الصّادقين ، وفيها مسجد سُهيل الّذي لم يبعثِ اللهُ نبيّاً إلاّ وقد صلّى
____________
1 ـ قال الفيروزآبادي في القاموس : الفَلْج : الظَّفر ، والفَوزُ ، وأفلَجَهُ : أظْفَره . وأفلج برهانَه : قَوَّمَه وأظْهره .
2 ـ في بعض النّسخ وفي البحار : «جبل الأهوان».
3 ـ قوله عليه السلام : «فيه المعراج» لعلّ المراد أنَّ النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم لما نزل ليلة المعراج وصلّى في مسجد الكوفة أتى هذا الموضع وعرج منه إلى السّماء ، أو المراد أنّ المعراج المعنويّ يحصل فيه للمؤمنين ، وقوله : «وهو الفاروق موضع منه» أي المعراج وقع من موضع منه وهو المسمّى بالفاروق ، أو المراد أنّ في موضع منه يفرق القائم عليه السلام بين الحقّ والباطل ، كما ورد في خبر آخر: أنّ فيها يظهر عدل الله ، وقوله : «وهو ممرّ النّاس» أي إلى المحشر . وكان الخبر أكثره سقيماً مصحّفاً ، فأثبتناه ما وجدناه . (البحار) .
( 27 )
فيه ، ومنها يظهر عدل الله ، وفيها يكون قائمه والقوّام من بعده ، وهي منازل النَّبيّين والأوصياء والصّالحين» .
12 ـ حدَّثني محمّد بن الحسن بن عليِّ بن مَهزيار ، عن أبيه ، عن جدِّه ، عن الحسن بن محبوب ، عن حنان بن سدير «قال : كنت عند أبي جعفر عليه السلام فدخل عليه رَجلٌ فسلّم وجلس ، فقال له أبو جعفر عليه السلام: مِن أيِّ البلاد أنت؟ فقال الرَّجل : أنا مِن أهل الكوفة وأنا لك محبٌّ موالٍ ، قال: فقال له أبو جعفر عليه السلام : أتصلّي في مسجد الكوفة كلَّ صَلاتك؟ قال الرَّجل : لا ، فقال أبو جعفر عليه السلام : إنّك لمحرومٌ من الخير ، قال : ثمّ قال أبو جعفر عليه السلام : أتغتسل كلَّ يوم من فُراتِكم مَرَّة؟ قال : لا ،
قال : ففي كلِّ جمعةٍ؟ فقال : لا ، قال : ففي كلِّ شهر؟ قال : لا ، قال : ففي كلّ سنة؟ قال: لا ، فقال له أبو جعفر عليه السلام : إنّك لمحرومٌ من الخير : قال: ثمّ قال : أتزور قبر الحسين عليه السلام في كلِّ جمعة؟ قال : لا ، قال: ففي كلِّ شهر؟ قال : لا ، قال : ففي كلِّ سنة؟ قال : لا ، فقال أبو جعفر عليه السلام : إنّك لمحرومٌ من الخير» .
13 ـ حدَّثني محمّد بن الحسن بن عليّ بن مهزيار ، عن أبيه ،
عن جدّه عليِّ بن مهزيار ، عن الحسن بن محبوب ، عن عليِّ بن رئاب ، عن أبي عبيدة الحَـذّاء «قال : قال أبو جعفر عليه السلام : لا تدع يا أبا عبيدة الصَّلاة في مسجد الكوفة ولو أتيتَه حَبْواً ، فإنّ الصَّلاة فيه بسبعين صلاة في غيره من المساجد» .
14 ـ حدّثني أبو عبدالرّحمن محمّد بن أحمد بن الحسين العَسكريّ ، عن الحسن بن عليِّ بن مَهزيار ، عن أبيه ، عن الحسن بن سعيد ، عن محمّد بن سنان «قال : سمعت الرّضا عليه السلام يقول : الصَّلاة في مسجد الكوفة فُرادى أفضل من سبعين صلاة في غيره جماعةً» .
15 ـ وعنه ، عن الحسن بن عليّ بن مهزيار ، عن أبيه ، عن الحسن
بن سعيد ، عن ظريف بن ناصح ، عن خالد القلانسي «قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : صلاة في مسجد الكوفة ألف صلاة» .
( 28 )
16 ـ حدّثني أبي ؛ ومحمّد بن عبدالله جميعاً ، عن عبدالله بن جعفر الحميريّ ، عن إبراهيم بن مَهزيار ، عن أخيه عليٍّ
، عن الحسن بن سعيد ، عن عليِّ بن الحكم ،
عن فضيل الأعور ، عن ليث بن أبي سليم(1)
«قال : استقبلته وقد صلّى النّاس العصر ، فقال : إنّي لم اُصلِّ الظّهر بعدُ فلا تحبسني وامض راشداً ، قال : قلت : لِمَ أخّرتها إلى السّاعة؟ قال : كانت لي حاجة في السّوق فأخّرت الصّلاة حتّى اُصلّي في المسجد للفضل الَّذي بلغني فيه ، قال : فرجعت فقلت : أيّ شيءٍ رُوّيت فيه ، قال : أخبرني فلان عن فلان ، عن عائِشة ، قالت : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول : عرج بي إلى السَّماء وإني هبطت إلى الأرض ، فأهبطت إلى مسجد أبي نوح عليه السلام وأبي إبراهيم وهو مسجد الكوفة فصلّيت فيه ركعتين ، قال : ثمَّ قالت : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : إنّ الصَّلاة المفروضة فيه تَعدل حجّة مبرورة ، والنّافلة تعدل عمرة مبرورة» .
17 ـ حدّثني محمّد بن الحسن بن عليَّ بن مهزيار ، عن أبيه ، عن جدّه عليِّ بن مهزيار ، عن عثمان بن عيسى ، عن محمّد بن عجلان ، عن مالك بن ضَمرة العَنبريّ «قال : قال لي أمير المؤمنين عليه السلام : أتخرج إلى المسجد الّذي في ظهر دارك(2) تصلَّي فيه؟ فقلت له : يا أمير المؤمنين ذاك مسجد تصلّي فيه النِّساء ، فقال لي : يا مالك ذاك مسجد ما أتاه مكروبٌ قط فصلّى فيه فدعا الله إلاّ فرَّج الله عنه وأعطاه حاجته ، فقال مالك: فوالله ما أتيته ولا صلّيت فيه ، فلمّا كان ليلة أصابني أمرٌ اغْتنمتُ منه فذكرت قولَ أمير المؤمنين عليه السلام وقُمتُ في اللَّيل وانْتعلتُ فتوضّأتُ وخرجت فإذا على بابي مصباحُ فمرّ قدَّامي ، ومررت حتى انتهيت إلى المسجد فوقف بين يديّ وكنت اُصلّي فلمّا فرغت انتعلت وانصرفت فمرَّ قدَّامي حتى انتهيت إلى الباب فلمّا أن دخلت ذهب فما خرجت ليلة بعد ذلك إلاّ وجدت المصباح على بابي وقضى الله حاجتي » .
____________
1 ـ عدّه الشيخ في رجاله من أصحاب الصّادق عليه السلام .
2 ـ أي مسجد السّهلة ، كما في المزار الكبير لابن المشهديّ .
( 29 )
18 ـ حدّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى قال : حدّثني أبو يوسُف يعقوبُ بن عبدالله
من ولد أبي فاطمة ، عن إسماعيل بن زيد مولى عبدالله بن يحيى
الكاهلي(1)
، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : جاء رجلٌ إلى أمير المؤمنين عليه السلام ـ وهو في مسجد الكوفة ـ فقال : السَّلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ، فردَّ عليه [السّلام] ، فقال : جعلت فداك إنّي أردت المسجد الأقصى فأردت أن اُسلّمَ عليك واُودّعَكَ ، فقال : أيّ شيء أردتَ بذلك؟ فقال : الفضل جُعلت فداك ، قال : فبِع راحِلَتك ، وكُلْ زادك ، وصلِّ في هذا المسجد ، فإنّ الصّلاة(2) فيه حجّة مبرورة ، والنّافلة عمرة مبرورة ، والبركة منه على اثني عشر ميلاً ، يمينه يمنٌ ، ويسارُه مَكرٌ ، وفي وسطه عينٌ من دُهْن وعينُ من لَبن وعينٌ من ماءٍ شراباً للمؤمنين ، وعينٌ من ماء طهوراً للمؤمنين ، منه سارت سفينة نوح وكان فيه نَسْر ويَغوث ويَعوق(3) وصلّى فيه سبعون نبيّاً وسبعون وصيّاً أنا أحدهم ـ وقال بيده في صدره(4)
ـ ما دعا فيه مكروبٌ بمسألة في حاجة من الحوائج إلاّ أجابه اللهُ وفَرَّج عنه كُربَتَه»(5) .
____________
1 ـ كذا وفي الكافي أيضاً ، وفي التهذيب ج3 باب فضل المساجد تحت رقم 9 : «عن إسماعيل بن زيد مولى عبدالله بن يحيى الكاهلي ، عن عبدالله بن يحيى الكاهليّ ، عن أبي عبدالله عليه السلام» ، ولعلّه سقط من قلم النّاسخ .
2 ـ في الكافي والتّهذيب : «فإنّ الصّلاة المكتوبة».
3 ـ قال العلاّمة المجلسي ـ رحمه الله ـ : يدلّ على أنّ هذه الأصنام كانت في زمن نوح عليه السلام كما ذكره المفسّرون ، وذكروا أنّه لمّا كان زمن الطّوفان طَمَّها الطّوفان فلم تزل مدفونة حتّى أخرجها الشّيطان لمشركي العرب ، والغرض من ذكر ذلك بيان قدم المسجد إذ لا يصير كونها فيه علّة لشرفه ، ولعلّ التّخصيص بالسّبعين ذكر لإعظامهم أو لمن صلّى فيه ظاهراً بحيث اطّلع عليه النّاس . (المرآة).
4 ـ أي أشار.
5 ـ جاء في تاريخ ابن أعثم الكوفيّ نظير هذا الخبر ولفظه . فمن أراد الاطّلاع فليراجع الجزء الثّاني من مجلّد الأوّل ص 221 ، طبع دار الكتب العلميّة ـ بيروت؛ لبنان ـ .