الباب الأربعون
(دعاء رسول الله وعليٍّ وفاطمة والأئمّة عليهم السلام لزُوّار الحسين عليه السلام)

1 ـ حدَّثني أبي ؛ ومحمّد بن عبدالله؛ وعليُّ بن الحسين ؛ ومحمّد بن الحسن ـ رحمهم الله ـ جميعاً ، عن عبدالله بن جعفر الحِميريّ ، عن موسى بن عُمَرَ ، عن حَسّان البَصريّ(1) ، عن مُعاوية بن وَهْب ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : قال لي : يا معاويةُ لا تَدَع زيارةَ قبر الحسين عليه السلام لخوف ، فإنَّ مَن ترك زيارَته رأى من الحَسْرَة ما يتمنّى أنَّ قبره كان عِنده(2) ، أما تُحبُّ أن يرى اللهُ شخصَك وسوادَك فيمن يدعو له رَسولُ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وعليُّ وفاطمَةُ والأئمّة عليهم السلام» .
2 ـ وبهذا الإسناد ، عن موسى بن عُمَرَ ، عن حَسّان البصريّ ، عن معاويةَ بن وَهْب «قال : استأذنت على أبي عبدالله عليه السلام فقيل لي : اُدخل ، فدخلت فوجدته في مصلاّه في بيته فجلست حتّى قضى صلاته فسمعته يناجي رَبَّه وهو يقول : «اللّهُمَّ يا مَنْ خَصَّنا بالْكَرامَةِ؛ وَوَعَدَنا بالشَّفاعَةِ؛ وَخَصَّنا بالوَصيَّةِ؛ وأعْطانا عِلمَ ما مَضى وعِلْمَ ما بَقيَ؛ وَجَعَلَ أفْئدَةً مِنَ النّاسً تَهْوِي إلَيْنا ، اغْفِرْ لي ولإخْواني وَزُوَّارِ قَبر أبي الحسين ، الَّذين أنْفَقُوا أمْوالَهُمْ وَأشخَصُوا أبْدانَهم رَغْبَةً في بِرِّنا ، وَرَجاءً لِما عِنْدَكَ في صِلَتِنا ، وسُروراً أَدْخَلُوهُ عَلى نَبِيِّكَ ، وَإجابَةً مِنهُمْ لأمْرِنا ، وَغَيظاً
____________
1 ـ قال العلاّمة الأميني ـ رحمه الله ـ : كذا في نسخ الكتاب؛ وفيما نقل عنه ، لكن الصّحيح كما في الكافي [وفي التّهذيب أيضاً] : «غسّان البصريّ» بقرينة موسى بن عمر ومعاوية بن وهب ، فما في النّسخ تصحيف كما لا يخفى . وسيأتي أيضاً كراراً .
2 ـ أي يتمنّى التّاركُ أن يكون قبره عند قبر الحسين عليهما السلام ، وقال الفيض (ره) : قولوه : «إنّ قبره كان عنده» البارز في «قبره» راجع إلى الحسين عليه السلام؛ وفي : «عنده» إلى مَن تركه ، وإنّما يتمنّى ذلك يكون متمكّناً مِن كَثرة زيارته ، ويحتمل العكس ، يعني يتمنّى أن يكثر زيارته بحيث يموت هناك . (الوافي) أو يتمنّى أن يكون قتل لزيارته عليه السلام فصار قبره عنده . ويأتي الخبر في الصّفحة الآتية تحت رقم 3 .

( 126 )

أدْخَلُوهُ عَلى عَدُوِّنا ، أرادُوا بذلِكَ رِضاكَ ، فَكافِئْهُمْ عَنّا بالرِّضْوانِ ، واكْلأُهُم(1) باللَّيلِ وَالنَّهارِ ، واخْلُفْ عَلىُ أهالِيهم وأولادِهِمُ الَّذين خُلّفوا بأحْسَنِ الخَلَفِ وأصحبهم ، وَأكْفِهمْ شَرَّ كلِّ جَبّارٍ عَنيدٍ؛ وَكُلّ ضَعيفٍ مِنْ خَلْقِكَ وَشَديدٍ ، وَشَرَّ شَياطِينِ الإنْس وَالجِنِّ ، وَأعْطِهِم أفْضَلَ ما أمَّلُوا مِنْكَ في غُرْبَتِهم عَنْ أوْطانِهِم ، وَما آثَرُونا(2) بِهِ عَلى أبْنائهم وأهاليهم وقَراباتِهم ،
اللّهُمَّ إنَّ أعْداءَنا عابُوا عَلَيهم بخُروجهم ، فَلم يَنْهِهم ذلِكَ عَنِ الشُّخوصِ إلينا خِلافاً مِنْهم(3) عَلى مَنْ خالَفَنا ، فارْحَم تِلْكَ الْوُجُوهَ الَّتي غَيْرتها الشَّمْسُ ، وَارْحَم تِلكَ الخدُودَ الَّتي تَتَقَلّبُ علىُ حُفْرَةِ أبي عَبدِاللهِ الحسينِ عليه السّلام ، وَارْحَم تِلكَ الأعْيُنَ الَّتي جَرَتْ دُمُوعُها رَحمةً لَنا ، وارْحَم تِلْكَ الْقُلُوبَ الَّتي جَزَعَتْ واحْتَرقَتْ لَنا ، وارْحَم تِلكَ الصَّرْخَةً الَّتي كانَتْ لَنا ، اللّهمَّ إني اسْتَودِعُكَ تلْكَ الأبْدانَ وَتِلكَ الأنفُس حتّى تَرْويهمْ عَلى الحَوضِ يَومَ العَطَشِ [الأكبر
]» :
فما زال يدعو عليه السلام وهو ساجدٌ بهذا الدُّعاء ، فلمّا انصرف قلت : جُعِلتُ فِداك لو أنَّ هذا الَّذي سَمعتُ منك كان لِمن لا يَعرفُ اللهَ عزَّوجَلَّ لَظننتُ أنَّ النّار لا تطعم منه شَيئاً أبداً!! والله لقد تمنَّيتُ أنّي كنتُ زُرْتُه ولم أحُجّ ، فقال لي : ما أقربك منه؛ فما الَّذي يمنعك مِن زيارته؟ ثمَّ قال : يا معاويةُ لَم تدع ذلك ، قلت : جُعلتُ فِداك لَم أرَ(4) أنَّ الأمر يبلغ هذا كلّه ؟ فقال : يا معاوية [و] مَن يدعو لزُوَّاره في السَّماء أكثر ممّن يدعو لهم في الأرض» .
وحدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريّ ، عن أبيه ، عن عليِّ بن محمّد بن سالم ، عن عبدالله بن حمّاد البصريّ ، عن عبدالله بن عبدالرَّحمن الاُصمّ ، عن معاوية بن وَهْب قال : استأذنت على أبي عبدالله عليه السلام ، وذكر مثله .
____________
1 ـ أي احفظهم . وفي اللّغة : «كلاه الله : حفظه وحرسه ، يقال : اذهب في كلاءة الله».
2 ـ آثره إيثاراً : اختاره واكرمه ، وفضّله ، وكذا بكذا: أتبعه.
3 ـ في بعض النّسخ : «خلافاً عليهم ، فارحم تلك الوجوه».
4 ـ في بعض النّسخ : «لم أدر».

( 127 )

3 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن سعد بن عبدالله ، عن موسى بن عُمَرَ ، عن حَسّان البَصريِّ(1) ، عن معاوية بن وَهْب ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : قال لي : يا معاويةُ لا تَدَع زيارةَ الحسين عليه السلام لخوفٍ فإنَّ مَن تركه رأى مِن الحسرة ما يتمنّى إنَّ قبرَه كان عِنده(2) ، أما تحبُّ أن يَرَى الله شخصَك وسوادَك فيمن يدعو له رَسولُ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وعليٌّ وفاطمةُ والأئمّة عليهم السلام ؟! أما تحبُّ أن تكون ممّن ينقلب بالمغفرة لما مضى ويغفر لك ذنوب سَبعين سَنة؟! أما تحبّ أن تكون ممّن يخرج مِن الدُّنيا وليس عليه ذنبٌ تتبع به؟! أما تحبُّ أن تكون غداً ممّن يصافِحُه رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه وآله وسلّم» .
حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ وجماعة مشايخي ، عن سعد ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن عبدالله بن حمّاد ، عن عبدالله الأصمّ ، عن معاويةَ بن وَهْب قال : استأذنت على أبي عبدالله عليه السلام ـ وذكر الحديث والدُّعاء لزوَّار الحسين عليه السلام ـ .
وحدَّثني محمّد بن الحسين بن متّ الجوهريّ ، عن محمّد بن أحمدَ بن يحيى ، عن موسى بن عُمَرَ ، عن غَسّان البَصريّ ، عن معاويةَ بن وَهْب . وحدَّثني محمّد ابن يعقوبَ؛ عن عليُّ بن الحسين ، عن عليِّ بن إبراهيم بن هاشم ـ عن بعض أصحابنا ـ عن ابراهيم بن عُقْبَةَ ، عن معاوية بن وَهْب قال : استأذنت على أبي عبدالله عليه السلام ـ وذكر مثل حديث الدُّعاء الّذي في زوّار الحسين عليه السلام ـ .
حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ وعليُّ بن الحسين ؛ وجماعَة مشايخنا ، عن أحمدَ بن إدريسَ؛ ومحمّد بن يحيى جميعاً ، عن العَمْركي بن عليٍّ البوفكيِّ ، عن يحيى خادم أبي جعفر الثّاني عليه السلام ـ ، عن ابن أبي عُمَير ، عن معاوية بن وَهْب قال : استأذنت على أبي عبدالله عليه السلام ـ وذكر الحديث ـ .
4 ـ حدَّثني حكيم بن داود ، عن سَلَمَة بن الخطّاب ، عن الحسن بن عليٍّ
____________
1 ـ كذا ، والصّواب: «غسّان البصريّ» كما تقدم .
2 ـ في بعض النّسخ : «كان بيده» ، وفي بعضها : «كان نبذه» ، والصّواب ما في المتن ، وتقدّم الخبر في ص125 تحت رقم 1 إلى قوله : «والأئمة عليهم السلام» مع بيانه .

( 128 )

الوَشّاء ـ عمّن ذكره ـ عن داودَ بن كثير ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : إنَّ فاطمة عليها السلام بنت محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم تحضر لزوَّار قبر ابنها الحسين عليه السلام فتستغفر لهم ذنوبهم» .

الباب الحادي والأربعون
(دعاء الملائكة لزُوَّار الحسين عليه السلام)

1 ـ حدّثني محمّد بن جعفر الرَّزّاز الكوفي ، عن خاله محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن موسى بن سَعدانَ ، عن عبدالله بن القاسم ، عن عُمَرَ بن أبان الكَلبيِّ ، عن أبان بن تَغلِب «قال : قال أبو عبدالله عليه السلام : أربعة آلاف ملك عند قبر الحسين عليه السلام شُعْثٌ غُبْرٌ يبكونه إلى يوم القيامة ، رئيسهم مَلَكٌ يقال له : منصور ، ولا يَزوُرُه زائِر إلاّ استقبلوه ، ولا يودّعه مُوَدّع إلاّ شَيّعوه ، ولا يمرض إلاّ عادوه ، ولا يموت إلاّ صلّوا عليه [و] على جنازته ، واستغفروا له بعد مَوته»(1) .
2 ـ وحدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ ومحمّد بن الحسن؛ وعليُّ بن الحسين ؛ عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن عليِّ بن الحكم ، عن عليِّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : وكّل الله تبارك وتعالى بالحسين عليه السلام سبعين ألف ملك يصلّون عليه كلّ يوم شُعثاً غُبراً ، ويدعون لمن زارَه ويقولون : يا ربِّ هؤلاء زُوَّار الحسين عليه السلام؛ افعل بهم ، وافعل بهم ـ كذا وكذا ـ » .
3 ـ حدّثني حكيم بن داود ، عن سَلَمةَ ، عن موسى بن عُمَرَ ، عن حَسّان البصري(2) ، عن معاوية بن وَهْب ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : لا تدع زيارة الحسين عليه السلام ، أما تحبّ أن تكون فيمن تدعو له الملائكة» .
____________
1 ـ هذا الحديث رواه ابن أبي الفوارس في أربعينه كما أوعز إليه العلاّمة الأميني (ره) سابقاً.
2 ـ تقدّم الكلام فيه ، راجع ص125 ذيل الخبر 1 .

( 129 )

4 ـ حدَّثني محمّد بن الحسن بن أحمدَ بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصّفّار ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن عليِّ بن الحكم ، عن عليِّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : وكّل اللهُ تعالى بقبر الحسين عليه السلام سبعين ألف ملك يصلّون عليه كلّ يوم شُعثاً غُبراً مِن يوم قُتل لى ما شاء الله ـ يعني بذلك قيام القام عليه السلام ـ ، ويدعون لمن زارَه ويقولون : يارَبِّ هؤلاء زُوَّار الحسين عليه السلام افعل بهم وافعل بهم» .
5 ـ حدَّثني الحسين بن محمّد بن عامِر ، عن أحمدَ بن إسحاقَ بن سعد ، عن سَعدانَ بن مسلم ، عن عُمَرَ بن أبان ، عن أبان بن تَغلِب ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : كأنّي بالقائم [عليه السلام] على نجف الكوفة وقد لبس دِرْع رَسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فينتفض هو بها فتستدير عليه ، فيغشيها بِحِداجة مِن اسْتبرق ، ويركب فَرَساً أدهم بين عينيه شِمراخ فينتفض به انتفاضة(1) لا يبقى أهل بلد إلاّ وهم يرون أنّه معهم في بلادهم ، فينتشر راية رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، عَمودها مِن عمود العرش ، وسائرها من نصر الله ، لا يهوي بها إلى شيءٍ أبداً إلاّ أهْلَكه الله ، فإذا هزَّها(2) لم يبق مؤمن إلا صار قلبه كزبر الحديد ، ويعطى المؤمن قوة أربعين رجلا ، ولا يبقى مؤمن ميّتٌ إلاّ دَخلتْ عليه تلك الفَرْحة في قبره ، وذلك حين يتزاوَرُون في قبورهم(3) ، ويتباشرون بقيام القائم ، فينحطّ عليه ثلاث عشر آلاف مَلَك وثلاثمائة وثلاث عشر مَلَكاً ، قلت : كلُّ هؤلاء الملائكة؟ قال: نَعَم؛ الّذين كانوا مع نوح في السّفينة ، والّذين كانوا مع ابراهيم حين اُلقي في النّار ، والّذين كانوا مع موسى حين فلَقَ البحر لبني إسرائيل ، والّذين كانوا مع عيسى حين رَفَعه الله إليه ، وأربعة آلاف مَلَك مع النَّبيِّ صلّى الله عليه وآله وسلّم مُسَوِّمين ، وألف مُردفين(4) ،
____________
1 ـ انتفض الثّوب : حرّكه ليزول عن الغبار ، والحداجة ـ بالكسر ـ : ما تركب فيه النِّساء على البعير كالهودج ، والشِّمْراخ : غُرّة الفرس إذا دقّت وسالت وجلّلت الخَيْشوم ولم تبلغ الجَحفَلَة .
2 ـ أي حرّكها.
3 ـ تزاور القومُ : زار بعضهم بعضاً.
4 ـ قوله : «مُسَوِّمينَ» أي معلمين مِن التّسويم الّذي هو إظهار سيماء الشّيء ، و «مُرْدِفين» .

( 130 )

وثلاثمائة وثلاثة عشر ملائكةً بَدْرِيّين ، وأربعة آلاف ملك هبطوا يريدون القِتال مع الحسين عليه السلام ، فلم يؤذن لهم في القتال فهم عند قبره شُعثٌ غُبر يبكونه إلى يوم القيامة ، ورئيسهم ملكٌ يقال له : منصور ، فلا يزوره زائرٌ إلاّ استقبلوه ، ولا يودّعه مودّع إلاّ شَيّعوه ، ولا يمرض مريض إلاّ عادوه ، ولا يموت ميّت إلاّ صلّوا على جنازته ، واستغفروا له بعدَ مَوته ، وكلُّ هؤلاء في الأرض ينتظرون قيام القائم عليه السلام إلى وقت خروجه صلوات الله عليه».

الباب الثّاني والأربعون
(فضل صلاة الملائكة لزُوّار الحسين عليه السلام)

1 ـ حدّثني الحسن بن عبدالله بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي المَغرا ، عن عَنْبَسَة ، عن أبي عبدا‏ عليه السلام «قال : سمعته يقول : وكّل الله بقبر الحسين بن عليِّ عليهما السلام سبعين ألف ملك يعبدُون الله عنده ، الصّلاة الواحِدَة من صلاة أحدهم تعدل ألف صلاة من صلاة الآدميّين ، يكون ثواب صلاتهم لزوّار قبر الحسين بن عليِّ عليهما السلام وعلى قاتله لعنة الله والملائكة والنّاس أجمعين أبد الآبدين» .
2 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه ، عن سيف بن عَمِيرَة ، عن بكر بن محمّد الأزديِّ ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : وكّل الله تعالى بقبر الحسين عليه السلام سبعين ألف ملكٍ شُعثاً غُبراً يبكونه إلى يوم القيامة ، يصلّون عنده ، الصّلاة الواحدة من صلاة أحدهم تَعدِل ألف صلاة من صلاة الآدميّين ، يكون ثوابُ صلاتهم وأجرُ ذلك لمن زارَ قبرَه عليه السلام »(1) .

*****

____________
أي متبعين المؤمنين ، أو بعضهم بعضاً ، من أردفتُه أنا إذا جئت بعده ، أو متبعين بعضهم بعضاً المؤمنين . (البيضاوي) .
1 ـ تقدّم الخبر في ص90 تحت رقم 14 .

( 131 )

الباب الثّالث والأربعون
(إنّ زيارة الحسين عليه السلام فرض وعهد لازم له)
(ولجميع الأئمّة عليهم السلام على كلّ مؤمن ومؤمنة)

1 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ ومحمّد بن الحسن ، عن الحسن بن مَتِّيل . وقال محمّد بن الحسن : وحدَّثني محمّد بن الحسن الصّفّار جميعاً ، عن أحمدَ بن أبي عبدالله البرقيّ قال : حدَّثنا الحسن بن عليِّ بن فضّال قال : حدَّثني أبو أيّوب إبراهيم بن عثمان الخَزَّاز ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه السلام «قال : مُروا شيعتَنا بزيارة قبر الحسين عليه السلام ، فإن إتيانه مفترض على كل مؤمن يقر للحسين عليه السلام بالإمامة مِن الله عزَّوجلَّ»(1) .
2 ـ حدَّثني أبي ؛ وأخي ؛ وعليُّ بن الحسين ؛ ومحمّدُ بنُ الحسن ـ رحمهم الله ـ جميعاً ، عن أحمدَ بن إدريسَ ، عن عبيدالله بن موسى ، عن الوَشّاء «قال : سمعت الرِّضا عليه السلام يقول : إنَّ لِكلِّ إمام عَهدا في عنق أوليائه وشيعته ، وإنَّ مِن تمام الوَفاء بالعهد وحُسن الأداء زيارة قبورهم ، فمن زارهم رَغبة في زيارتهم وتَصديقاً لما رَغّبوا فيه كان أئمّتُهم شُفعاءَهم يوم القيامة» .
حدَّثني محمّد بن يعقوب الكلينيُّ ، عن أحمدَ بن إدريس بإسناده مثله سواء(2) .
3 ـ حدَّثني محمّد بن جعفر الرَّزَّاز قال: حدَّثني محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن أبي داود المسترقّ ، عن اُمّ سعيد الاُحْمَسِيّة ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قالت : قال لي : يا اُمّ سعيد تزورين قبر الحسين؟ قالت : قلت : نَعَم ، فقال لي :
____________
1 ـ الخبر بهذا السّند مذكور في التّهذيب (ج6 ص48 تحت رقم 1) بزيادة وهي : «فإنّ إتيانه يزيد في الرّزق ، ويمدّ في العمر ، ويدفع مدافع السّوء وإتيانه مفترضٌ ـ إلخ» . وسيأتي الخبر بتمامه في الباب 61 تحت رقم 1.
2 ـ راجع الكافي المجلّد الرّابع ص567 تحت رقم 2.

( 132 )

زوريه؛ فإنَّ زيارة قبر الحسين واجبة على الرّجال والنّساء» .
4 ـ حدَّثني أبي ؛ ومحمّد بن الحسن ـ رحمهما الله ـ جميعاً ، عن الحسن بن مَتّيل ، عن الحسن بن عليِّ الكوفيّ ، عن عليّ بن حسّان الهاشميّ ، عن عبدالرَّحمن بن كثير مولى أبي جعفر(1) ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : لو أنَّ أحدكم حجّ دَهْره ، ثمّ لم يَزُرِ الحسين بن عليِّ عليهما السلام لكان تاركاً حقّا مِن حقوق الله وحقوق رَسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، لاُنَّ حقَّ الحسين فَرِيضة مِن اللهِ ، واجبةٌ على كلِّ مسلم» .

الباب الرِّابع والأربعون
(ثواب مَن زار الحسين عليه السلام بنفسه أو جهّز إليه غيره)

1 ـ حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريّ ، عن أبيه ، عن عليِّ بن محمّد بن سالم ، عن محمّد بن خالد ، عن عبدالله بن حمّاد البَصريّ ، عن عبدالله بن عبدالرَّحمن الأصمّ ، عن محمّد البَصريّ ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : سمعت أبي يقول لرجل من مواليه ـ وسأله عن الزّيارة ـ فقال له : مَن تزور ومَن تريد به؟ قال : الله تبارك وتعالى ، فقال : مَن صَلّى خَلفَه صلاةً واحدة(2) يريد بها الله(3) لقي الله يوم يلقاه وعليه من النّور ما يغشى له كلَّ شيءٍ يَراه ، والله يكرم زُوَّاره ويمنع النّار أن تنال منهم شيئاً ، وإنَّ الزَّائر له لا يتناهى له دون الحوض وأمير المؤمنين عليه السلام قائمٌ على الحوض يصافحه ويروّيه من الماء ، وما يسبقه أحدٌ إلى وروده الحوض حتّى يروى ، ثمَّ ينصرف إلى منزله من الجنّة ومعه ملك من قبل أمير المؤمنين عليه السلام قائم على الحوض يصافحه ويروّيه من الماء ، وما يسبقه أحدٌ إلى وروده الحوض حتّى يروي ، ثمَّ ينصرف إلى منزله من الجنّة ومعه ملك من قبل أمير المؤمنين يأمر الصّراط أن يذلَّ له ، ويأمر النّار أن لا تصيبه من لَفْحها(4) شيء حتّى يجوزها ، ومعه رسوله الّذي بعثه أمير المؤمنين عليه السلام» .
____________
1 ـ يعني المنصور العبّاسيّ.
2 ـ في بعض النّسخ : «صلاة واجبة» وفي البحار كما في المتن.
3 ـ أي التّقرّب إلى الله تعالى.
4 ـ أي حرّها واحتراقها .

( 133 )

2 ـ وبإسناده عن الأصمّ(1) قال : حدَّثنا هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليه السلام ـ في حديث طويل ـ «قال : أتاه رَجل فقال له : ياابن رسول الله هل يُزار والدُك؟ قال : فقال : نَعَم ويصلّى عنده ، وقال : يصلّى خلفَه ولا يتقدَّم عليه ، قال : فما لمن أتاه؟ قال : الجنّة إن كان يأتمُّ به ، قال : فما لمن تركه رَغبةً عنه؟ قال: الحَسرة يوم الحسرة ، قال : فما لمن أقام عنده؟ قال : كلُّ يوم بألف شهر ، قال: فما للمُنفق في خروجه إليه والمنُفق عندَه؟ قال : درهم بألف درهم؛
قال : فما لِمَن مات في سَفره إليه؟ قال: تُشيّعه الملائكة ، وتأتيه بالحنوط والكسوة مِن الجنّة ، وتصلّي عليه إذ كفّن وتكفّنه فوق أكفانه ، وتفرش له الرّيحان تحته ، وتدفع الأرض حتّى تصوّر من بين يديه(2) مسيرة ثلاثة أميال ، ومِن خَلفِه مثل ذلك ، وعند رَأسه مثل ذلك ، وعند رِجليه مثل ذلك ، ويفتح له باب من الجنّة إلى قبره ، ويدخل عليه رَوحها ورَيحانها حتّى تقوم السّاعة؛
قلتُ : فما لِمَن صلّى عنده؟ قال : مَن صلّى عنده رَكعتين لم يسألِ الله تعالى شيئاً إلاّ أعطاه إيّاه ، قلت : فما لِمَن اغتسل مِن ماءِ الفُرات ، ثمّ أتاه؟ قال : إذا اغتسل مِن ماءِ الفرات وهو يريده تساقَطَتْ عنه خطاياه كيوم ولَدَتْه اُمّه ، قال : قلت : فما لِمَن يجهز إليه ولم يخرج لعلّه تُصيبه؟ قال : يعطيه الله بكلِّ دِرْهم أنفقه مثل اُحُد مِن الحَسَنات ، ويخلف عليه أضعاف ما أنفقـ]ـه ، ويصرف عنه من البلاء ممّا قد نزل ليصيبها ، ويدفع عنه ، ويحفظ في ماله؛
قال : قلت : فما لَمَن قُتل عنده ، جار عليه سلطانٌ فقتَله؟ قال: أوّل قطرة مِن دَمِه يُغفَر له بها كلُّ خطيئة ، وتَغسلُ طِينتَه الّتي خُلق منها الملائكةُ حتّى تخلص كما خلصتِ الأنبياء المخلصين ، ويذهب عنها ما كان خالطها مِن أجناس طين أهل الكفر ، ويغسل قلبه ويشرح صدره ويملأ إيماناً فيلقى الله وهو مخلَص مِن كلِّ ما تخالطه الأبدان والقلوب ، ويكتب له شفاعة في أهل بيته
____________
1 ـ يعنى عبدالله بن عبدالرّحمن المسمعيّ.
2 ـ على بناء التّفعّل بحذف إحدى التّاءين أي تسقط وتنهدم .

( 134 )

وألف مِن إخوانه ، وتولّى الصّلاة عليه الملائكة مع جَبرئيل وملك الموت ، ويؤتى بكفنه وحنوطه مِن الجَنّة ، ويوسّع قبره عليه ويوضع له مصابيح في قبره ويفتح له بابٌ من الجَنَّة ، وتأتيه الملائكة بالطُّرَف مِن الجَنّة ، ويرفع بعد ثمانية عشر يوماً إلى حَظيرة القُدْس ، فلا يزال فيها مع أولياء الله حتّى تصيبه النّفخة الّتي لا تبقى شيئاً؛
فإذا كانت النّفخة الثانية وخرج من قبره كان أوَّل مَن يصافحه رَسولُ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وأمير المؤمنين والأوصياء عليهم السلام ويُبشّرونه ويقولون له : ألزمنا ، ويقيمونه على الحوض فيشرب منه ويسقي مَن أحبّ .
قلت : فما لمن حُبس في إتيانه؟ قال : له بكلِّ يوم يحبس ويغتمّ فَرْحَةٌ إلى يوم القيامة ، فإن ضُرِب بعدَ الحَبْس في إتيانه كان له بكلِّ ضربةٍ حَوراء وبكلِّ وَجَع يدخل على بَدَنه ألفُ ألف حَسَنةٍ ، ويُمحا بها عنه ألفُ ألف سيئةٍ ، ويرفع له بها ألفُ ألف دَرَجةٍ ، ويكون مِن محدّثي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم حتّى يفرغ مِن الحساب ، فيصافحه حملة العرشِ ويقال له : سَلْ ما أحببتَ؛
ويؤتى ضاربه للحساب فلا يسأل عن شيء ولا يحتسب بشيء ويؤخذ بضَبْعَيه حتّى ينتهي به إلى ملك يَحبوه ويتحفه(1) بشربةٍ مِن الحميم ، وشربةٍ مِن الغِسلين ، ويوضع على مقال في النّار ، فيقال له : ذُقْ ما قَدَّمَتْ يداك فيما أتيتَ إلى هذا الَّذي ضربته ، وهو وَفدُ الله ووَفدُ رسوله ويأتي بالمضروب إلى باب جهنّم فيقال له: انظر إلى ضاربك وإلى ما قد لقي فهل شَفيت صَدرك ، وقَدِ اقتُصَّ لك منه؟ فيقول : الحمد ‏لله الَّذي انتصر لي ولولد رَسوله منه» .
3 ـ وبهذا الإسناد عن الاُصَمّ ، عن عبدالله بن بُكَير ـ في حديث طويل ـ «قال : قال أبو عبدالله عليه السلام : يا ابن بُكير إنَّ الله اختار مِن بقاع الأرض سِتّةً : البيت الحرام ، والحَرَم ، ومقابر الأنبياء ، ومقابر الأوصياء ، ومقاتل الشُّهداء(2) ،
____________
1 ـ «يحبوه» من الحبوة بمعنى العطيّة ، وذلك على سبيل التّهكّم ، وفي بعض النّسخ : «فيحيّزه» .
2 ـ في بعض النّسخ : «ومقابر الشّهداء» .

( 135 )

والمساجد الَّتي يذكر فيها اسم الله ، ياابن بُكير هل تَدري ما لِمَن زارَ قبرَ أبي عبدالله الحسين عليه السلام إن جهله الجاهلون ، ما مِن صباح إلاّ وعلى قبره هاتفٌ من الملائكة يُنادي : يا طالب الخير(1) أقبل إلى خالِصة الله تَرحل بالكرامة وتأمن النَّدامة ، يسمعُ أهل المَشرِق وأهلُ المغرب إلاّ الثّقَلَين ، ولا يبقى في الأرض مَلكٌ مِن الحفظة إلاّ عطف عليه عند رُقاد(2) العبد حتّى يسبّح اللهَ عنده ، ويسألُ اللهَ الرّضا عنه ، ولا يبقى ملكٌ في الهوا يسمع الصّوت إلاّ أجاب بالتّقديس لله تعالى ، فتشتد أصوات الملائكة ، فيجيبهم أهل السّماء الدُّنيا ، فتشتدُّ أصوات الملائكة وأهل السَّماء الدُّنيا حتّى تبلغ أهل السّماء السّابعة فيَسْمَعُ أصواتَهم النَّبيّون(3) فيترحَّمون ويُصلّون على الحسين عليه السلام ويدعون لمن زارَه»(4) .

الباب الخامس والأربعون
(ثواب مَن زار الحسين عليه السلام وعليه خوفٌ)

1 ـ حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر ، عن أبيه ، عن عليِّ بن محمّد بن سالم ، عن محمّد بن خالد ، عن عبدالله بن حمّاد البصريّ ، عن عبدالله بن عبدالرَّحمن الأصمّ ، عن حمّاد ذي النّاب ، عن رُوميّ(5) ، عن زُرارةَ «قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام : ما تقولُ فيمن زارَ أباك على خوف؟ قال : يؤمنه الله يوم الفَزَع الأكبر ، وتلقّاه الملائكة بالبِشارة ، ويقال له : لا تَخَفْ ولا تَحزَنْ هذا يومك الَّذي فيه فَوزُك» .
2 ـ وبإسناده ، عن الأصمّ ، عن ابن بُكَير ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : قلت له : إنّي أنزل الأرَّجان(6) وقلبي ينازِعُني إلى قبرِ أبيك ، فإذا خرجت فقلبي
____________
1 ـ في بعض النّسخ : «يا باغي الخير».
2 ـ رَقَدَ الرّجل رَقْداً ورُقاداً : نام.
3 ـ في بعض النّسخ : «فيُسمع الله أصواتهم النَّبيِّين».
4 ـ في بعض النّسخ «لمن أتاه».
5 ـ هو ابن زرارة بن أعين الشّيبانيّ ، وراويه حمّاد بن عثمان ، وهما ثقتان.
6 ـ تقدّم الكلام فيه ، راجع ص110 ذيل الخبر 7 .

( 136 )

وَجِلٌ مشفقٌ حتّى أرجع خَوفاً من السّلطان والسُّعاة وأصحاب المَسالِح(1) ، فقال : ياابن بُكير أما تحبّ أن يَراك الله فينا خائفاً؟ أما تعلم أنّه مَن خاف لخوفنا أظلَّه الله في ظلِّ عرشه ، وكان محدِّثه الحسين عليه السلام تحت العرش ، وآمنه الله مِن أفزاع يوم القيامة ، يفزع النّاس ولا يفزع ، فإن فزع وَقّرَته الملائكة وسَكنتْ قلبه بالبِشارة» .
3 ـ حدّثني حكيم بن داودَ بن حَكيم السَّرَّاج ، عن سَلَمة بن الخطّاب ، عن موسى بن عُمَرَ ، عن حَسّان البصريّ(2) ، عن معاوية بن وَهْب ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : قال: يا مُعاوية لا تَدَع زيارة قبر الحسين عليه السلام لخوفٍ ، فإنَّ مَن تركه رأى مِن الحسرة ما يتمنّى أنّ قبره كان عنده ، أما تحبّ أن يرى الله شخصك وسَوادك فيمن يدعو له رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وعليٌّ وفاطمة والأئمّة عليهم السلام؟ أما تحبُّ أن تكون ممّن ينقلب بالمغفرة لما مضى ويفغر له ذنوب سبعين سنة ؟ أما تحب أن تكون ممن يخرج مِن الدُّنيا وليس عليه ذنب يتبع به؟ أما تحبّ أن تكون غداً ممّن يصافِحُه رَسولُ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ؟» .
4 ـ حدّثني عليُّ بن الحسين ـ رحمه الله ـ عن سعد بن عبدالله ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن إسماعيلَ بن بزيع ، عن الخيبريِّ ، عن يونسَ بن ظَبيان ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : قلت له : جعلت فداك زيارة قبر الحسين عليه السلام في حال التّقيّة؟ قال : إذا أتيت الفرات فاغتسل ثمَّ ألبس أثوابَك الطّاهرة(3) ثمّ تمرَّ بإزاء القبر وقل : «صَلّى اللهُ عَلَيكَ يا أبا عَبْدِاللهِ ، صَلّى اللهُ عَلَيْكَ يا أبا عَبْدِالله ، صَلّى الله عَلَيْكَ يا أبا عَبْدِاللهِ» ، فقد تمّت زيارتك» .
5 ـ حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريّ ، عن أبيه ، عن عليِّ بن
____________
1 ـ السّعاة جمع ساعي وهو عامل الصَّدقات والوالي . والمسالح جمع مَسْلحة ـ بفتح الميم ـ وهي الحدود والثّغور الّتي يرتّب فيها أصحاب السّلاح .
2 ـ كذا في النّسخ ، ومرّ هذا الحديث بسند آخر في الباب الأربعين ، ولنا فيه كلام.
3 ـ في بعض النّسخ : «ثوبيك الطّاهرين» .

( 137 )

محمّد بن سالم ، عن محمّد بن خالد ، عن عبدالله بن حمّاد البَصريّ ، عن عبدالله بن عبدالرَّحمن الأصمّ قال : حدَّثنا مُدْلِج ، عن محمّد بن مسلم ـ في حديث طويل ـ «قال : قال لي أبو جعفر محمّد بن عليِّ عليهما السلام: هل تأتي قبر الحسين عليه السلام؟ قلت : نعم على خوفٍ ووَجلٍ ، فقال : ما كان مِن هذا أشدّ ، فالثّواب فيه على قدر الخوف ، ومَن خاف في إتيانه أمن الله روعته يوم القيامة يوم يقوم النّاس لربِّ العالمين ، وانصرف بالمغفرة ، وسَلّمتْ عليه الملائكة وزاره النَّبيُّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ودعا له ، وانقلب بنعمةٍ من الله وفَضْلٍ لم يمسَسْه سوءٌ واتّبع رَضوان الله ـ ثمَّ ذكر الحديث ـ » .

الباب السّادس والأربعون
(ثواب ما للرَّجل في نفقته إلى زيارة الحسين عليه السلام)

1 ـ حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريّ ، عن أبيه ، عن عليِّ بن محمّد بن سالم ، عن محمّد بن خالد ، عن عبدالله بن حمّاد البصريِّ ، عن عبدالله بن عبدالرَّحمن الأصمّ قال : حدَّثنا مُعاذ ، عن أبان «قال : سمعته يقول : قال أبو عبدالله عليه السلام : مَن أتى قبر أبي عبدالله عليه السلام فقد وَصَلَ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ووَصَلَنا وحرمتْ غيبتُه ، وحرم لحمه على النّار ، وأعطاه بكلِّ درهم أنفقه عشرة آلاف مدينة له في كتاب محفوظ(1) ، وكان الله له مِن وراء حوائجه ، وحفظ في كلِّ ما خَلّف ، ولم يسألِ الله شيئاً إلاّ أعطاه وأجابه فيه ، إمّا أن يعجّله وإمّا أن يؤخّره له» .
وحدَّثني بذلك محمّد بن همّام بن سُهيل ـ رحمه الله ـ عن جعفر بن ـ محمّد بن مالك ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن عبدالله بن حمّاد ، عن عبدالله بن عبدالرَّحمن الأصمّ ، عن معاذ ، عن أبان ، عن أبي عبدالله عليه السلام مثله .
____________
1 ـ كذا في النّسخ ، وما أدري ما المراد به ، ولعلّ المعنى كتب الله له إنفاق أهالي عشرة آلاف مدينة مضبوطة في الكتاب ، والله يعلم .
( 138 )

2 ـ وحدّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريّ ، عن أبيه ، عن عليِّ بن محمّد بن سالم ، عن محمّد بن خالد ، عن عبدالله بن حمّاد البصري ّ ، عن عبدالله بن عبدالرَّحمن الأصَمّ ، عن الحسين(1) ، عن الحلبيّ ، عن عبدالله عليه السلام ـ في حديث طويل ـ «قال: قلت : جُعلتُ فِداك ما تقول فيمن ترك زيارته وهو يقدر على ذلك؟ قال : أقول : إنّه قد عَقّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وعقّنا واستخفّ بأمر هُوَ لَه(2) ، ومَن زاره كان الله له من وراء حوائجه ، وكفى ما أهمّه من أمر دنيا ، وأنّه ليجلب الرّزق على العبد ، ويخلف عليه ما أنفق ويغفر له ذنوب خمسين سنة ، ويرجع إلىُ أهله وما عليه وِزْرٌ ولا خطيئةٌ إلاّ وقد مُحيتْ مِن صحيفته ، فإن هلك في سفره نزلِت الملائكة فغسّلتْه ، وفُتِحتْ له أبواب الجنّة(3) ، ويدخل عليه رَوْحها حتّى ينشر ، وإن سلم فتح له الباب الَّذي ينزل منه الرِّزق ويجعل له بكلِّ درهم أنفقه عَشَرَةَ آلاف دِرهم ، وذُخِرَ ذلك له فإذا حُشِرَ قيل له : لك بكلِّ درهم عشرة آلاف دِرهم ، وإنَّ الله نظر لك وذَخَرَها لك عنده» .
3 ـ وبإسناده عن الأصمّ ، عن هِشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليه السلام «إنَّ رَجلاً أتاه فقال له : يا ابن رسول الله هل يُزار والدُك(4)؟ قال : فقال: نَعَم ويصلّى عنده ، ويصلّى خلفه ولا يُتقدَّم عليه ، قال : فما لمن أتاه؟ قال : الجنّة إن كان يأتمُّ به ، قال : فما لمن تَرَكه رَغبة عنه؟ قال: الحَسْرَة يوم الحَسْرَة ، قال : فما لمن أقام عنده؟ قال : كلّ يوم بألف شهر ، قال : فما لِلمُنفق في خروجه إليه والمنفق عنده؟ قال: الدِّرهم بألف دِرهم ـ وذكر الحديث بطوله(5) ـ » .
4 ـ وبإسناده عن الأصَمّ ، عن ابن سِنان «قال : قلت لأبي عبدالله عليه السلام : جُعلتُ فِداك إنَّ أباك كان يقول في الحجّ : يحسب له بكلِّ درهم أنفقه ألفُ دِرهم ،
____________
1 ـ كذا في النّسخ ، والظاهر كونه تصحيف «حمّاد» .
2 ـ أي هو نافع له ، أو اللاّم بمعنى على ، أي لازم عليه . (البحار)
3 ـ في نسخة : «وفتح له باب إلى الجنّة يدخل عليه رَوْحها» ـ بفتح الرّاء وسكون الواو ـ أي نسيمها.
4 ـ المراد به الحسين عليه السلام.
5 ـ مرّ الخبر في ص 132 تحت رقم 2 .

( 139 )

فما لمن يُنفق في المسير إلى أبيك الحسين عليه السلام؟ فقال : يا ابن سِنان يُحْسَب له بالدّرهم ألفٌ وألف ـ حتّى عَدَّ عَشرَة ـ ، ويرفع له من الدَّرجات مثلها ، ورضا الله تعالى خيرٌ له ، ودعاءُ محمّد ودعاءُ أمير المؤمنين والأئمّة عليهم السلام خَيرٌ له» .
5 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن أحمدَ بن إدريسَ ؛ ومحمّد بن يحيى العطّار ، عن العَمْرَكي بن عليٍّ قال: حدّثنا يحيى ـ وكان في خدمة أبي جعفر الثّاني عليه السلام ـ عن عليٍّ ، عن صَفوانَ الجمّال ، عن أبي عبدالله عليه السلام ـ في حديث طويل ـ «قال : قلت : فما لن صَلّى عنده ـ يعني الحسين عليه السلام ـ ؟ قال : مَن صلّى عنده رَكعتين لم يسألِ الله تعالى شيئاً إلاّ أعطاه إيّاه ، فقلت : فما لمن اغتسل مِن ماء الفُرات ثمَّ أتاه؟ قال : إذا اغتسل مِن ماء الفرات وهو يريده تساقَطَتْ عنه خَطاياه كيوم وَلَدَتْهُ اُمُّه ، قلت : فما لمن جَهّز إليه ولم يخرج لِعلّة؟ قال: يعطيهِ اللهُ بكلِّ دِرهم أنفقه مِن الحسنات مثل جَبل اُحُد ويخلف عليه أضعاف ما أنفق ، ويصرف عنه من البلاء ممّا نَزَل فيدفع ويحفظ في ماله ـ وذكر الحديث بطوله(1) ـ ».

الباب السّابع والأربعون
(ما يكره اتّخاذه لزيارة الحسين بن عليٍّ عليهما السلام)

1 ـ حدَّثني أبي ؛ وعليُّ بن الحسين ؛ وجماعة مشايخي ـ رحمهم الله ـ عن سعد بن عبدالله بن أبي خَلَف ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن عليِّ بن الحكم ـ عن بعض أصحابنا ـ «قال : قال أبو عبدالله عليه السلام : بلغني أنَّ قوماً أرادوا الحسين عليه السلام(2) حملوا معهم السُّفَر فيها الحَلاوى والأخبصة وأشباهها ، لو زاروا قبورَ أحبّائهم ما حملوا معهم هذا» .
2 ـ وحدَّثني محمّد بن الحسن بن أحمد ؛ وغيرهِ ، عن سعد بن عبدالله ، عن
____________
1 ـ تقدّم الحديث بطوله بسندٍ آخر في ص133 تحت رقم 2.
2 ـ أي زيارته عليه السلام .

( 140 )

موسى بن عُمَرَ ، عن صالِح بن السِّنديّ الجمّال ، عن رَجل من أهل الرَّقَّة(1) فقال له : أبو المضا » قال : قال لي أبو عبدالله عليه السلام : تأتون قبرَ أبي عبدالله عليه السلام؟ قلت : نَعَم ، قال : أفتتّخذون لذلك سُفَراً(2)؟ قلت : نَعَم ، فقال : أما لو أتيتم قبورَ آبائكم واُمّهاتكم لم تفعلوا ذلك ، قال : قلت : أيُّ شيء نأكل؟ قال : الخبز واللّبن ،
قال : وقال كِرام(3) لأبي عبدالله عليه السلام: جعلت فداك إنّ قوماً يزورون قبرَ لحسين عليه السلام فيطيبون السُّفَر ، قال : فقال لي أبو عبدالله عليه السلام : أما إنّهم لو زاروا قبورَ آبائهم ما فعلوا ذلك» .
3 ـ حدَّثني حكيم بن داود ، عن سَلَمة بن الخطّاب ، عن أحمدَ بنِ محمّد(4) ، عن عليِّ بن الحكم ـ عن بعض أصحابنا ـ «قال : قال أبو عبدالله عليه السلام : بلغني أنَّ قوماً إذا زاروا الحسين بن عليٍّ حَملوا معهم السُّفَر فيها الحَلاوى والأخبصة(5) وأشباهها ، لو زاروا قبور أحبّائهم ما حملوا ذلك» .
4 ـ حدَّثني محمّد بن أحمدَ بن الحسين(6) قال : حدَّثني الحسن بن عليِّ بن مَهزيار ، عن أبيه ، عن الحسن بن سعيد ، عن زُرْعَةَ بن محمّد الحَضرَمي ّ ، عن المفضّل بن عُمَر «قال : قال أبو عبدالله عليه السلام : تَزورونَ خيرٌ من أن لا تزورون ، ولا تَزورونَ خيرٌ من أن تزورون(7) ، قال : قلت : قَطعتَ ظهري ، قال : تالله إنَّ أحدكم ليذهب إلى قبر أبيه كئيباً حَزيناً وتأتونه أنتم بالسُّفَر ، كلاّ حتّى تأتونه شُعثاً غُبراً» .
____________
1 ـ الرَّقَّة ـ بفتح أوّله وثانيه وتشديده ـ : مدينة مشهورة على الفرات . (المعجم)
2 ـ جمع السُّفْرة وهي طعام المسافر.
3 ـ كِرام ـ بكسر الكاف وتخفيف الرّاء المهملة ـ لقب عبدالكريم بن عمرو الخثعمي . وما في بعض نسخ الكتاب : «ضرّام» و «خزّام» و «خرام» و «حزام» كلّهم تصحيف ، والصواب ما أثبتناه .
4 ـ المراد به أبو جعفر الأشعريّ .
5 ـ الخبيص : الحلواء المخبوصة معروف.
6 ـ هو الزّعفراني العَسكريّ ، يكنّى أبا عبدالرّحمن ، روى عنه التّلعكبريّ ، سمع منه سنة خمس وعشرين وثلاثمائة ، وله منه إجازة .
7 ـ كذا في جميع النّسخ.

( 141 )

الباب الثّامن والأربعون
(كيف يجب أن يكون زائرَ الحسين بن عليٍّ صلوات الله عليهما)

1 ـ حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريّ ، عن أبيه ، عن عليِّ بن محمّد بن سليمان ، عن محمّد بن خالد ، عن عبدالله بن حمّاد البصريِّ ، عن عبد بن عبدالرَّحمن الأصَمّ قال : حدَّثنا مُدْلِج ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال: قلت له: إذا خرجنا إلى أبيك أفكنّا(1) في حجٍّ ؟ قال : بلى ، قلت فيلزمنا ما يلزم الحاجّ ؟ قال : مِن ماذا؟ قلت : مِن الأشياء الّتي يلزم الحاجّ ، قال يلزمك حسن الصَّحابة لمن يصحبك ، ويَلْزِمُكَ قلَّة الكلام إلاّ بخير ، ويَلْزِمُك كَثرة ذِكر الله ، ويلْزِمُك نظافة الثِّياب ، ويَلْزِمُكَ الغُسْل قبل أن تأتي الحائر ، يلزِمُك الخشوعُ وكثرةُ الصَّلاةِ ، والصّلاةُ على محمَّدٍ وآل محمَّد ، ويَلْزِمُكَ التَّوقيرُ لأخذ ما ليس لك ، ويَلْزِمُكَ أن تغضَّ بَصَرَك(2) ، ويَلْزِمُكَ أن تَعودَ أهل الحاجة مِن إخوانك إذا رأيتَ مُنْقَطِعاً(3) والمُواساة ، ويَلْزِمُكَ التَّقيَّة الَّتي قمة دِينك بها(4) ،
والورع عمّا نُهيتَ عنه والخصومة وكثرة الأيمان والجدال الَّذي فيه الأيمان فإذا فعلتَ ذلك تمَّ حَجُّك وعُمْرَتُك ، واستوجبتَ مِن الَّذي طلبتَ ما عنك بنفقتك ، واغترابك عن أهلك ، ورغبتك فيما رغبت : أن تنصرف بالمغفرة والرَّحمة والرّضوان » .
2 ـ حدَّثني محمّد بن أحمدَ بن الحسين ، عن الحسن بن عليِّ بن مَهزيار ،
____________
1 ـ في بعض النّسخ : «أفلسنا».
2 ـ غَضَّ بصرَه : منعه ممّا لا يحلّ له رؤيته.
3 ـ أي الَّذي انقطع عن إدامة العمل بعدم النَّفقة أو بأيّ سببٍ.
4 ـ القِوام ـ بالكسر ـ : نظام الأمر وعماده وملاكهُ الَّذي يقوم به .

( 142 )

أبيه ، عن الحسن بن سعيد ، عن زُرْعَةَ بنِ محمَّد الحضرَميّ ، عن المفضَّل بن عُمَرَ «قال : قال أبو عبدالله عليه السلام: تزورون خيرٌ من أن لا تزورون ، ولا تزورون خيرٌ من أن تزورون ، قال : قلت : قطعتَ ظَهري ، قال : تالله إنَّ أحدكم ليذهب إلى قبر أبيه كَئيباً حَزيناً ، وتأتونه أنتم بالسُّفَر ، كلاّ حتّى تأتونه شُعثاً غُبراً»(1) .
3 ـ حدَّثني أبي ؛ وأخي ؛ وعليُّ بن الحسين ؛ وغيرهم ـ رحمهم الله ـ عن سعد بن عبدالله بن أبي خَلَف ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى الأشعريّ ، عن عليِّ بن الحكم ـ عن بعض أصحابنا ـ عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : إذا أردت زيارة الحسين عليه السلام فزره وأنتَ كَئيبٌ حَزين مَكروبٌ ، شُعثاً مغبراً جائعاً عَطْشاناً ، فإنَّ الحسين قُتِلَ حَزيناً مَكروباً شُعثاً مُغْبراً جائعاً عَطْشاناً ، وسَلْه الحوائج وانصرف عنه ، ولا تتّخِذْه وَطَناً » .
4 ـ وبهذا الإسناد ، عن سعد بن عبدالله ، عن موسى بن عُمَرَ ، عن صالح ابن السِّنديّ الجمّال ـ عمّن ذكره ـ عن كِرام(2) بن عَمرو «قال : قال أبو عبدالله عليه السلام : الكرام ! إذا أردت أنتَ قبر الحسين عليه السلام فزُرْه وأنت كئيبٌ حزين ، شُعْث غُبر ، فإنَّ الحسين عليه السلام قُتل وهو كئيب(3) حَزينٌ شُعثٌ ، غُبْرٌ جائعٌ عَطْشانٌ».

الباب التّاسع والأربعون
(ثواب مَن زار الحسين عليه السلام راكِباً أو ماشياً)
(ومُناجاة الله لزائره)

1 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ وجماعة مشايخي ، عن سعد بن عبدالله ؛ ومحمّد بن يحيى؛ وعبدالله بن جعفر الحميريّ ؛ وأحمدَ بن إدريسَ جميعاً ، عن الحسين بن عُبَيداللهِ ، عن الحسن بن عليِّ بن أبي عثمان ، عن عبدالجبّار النَّهاونديّ
____________
1 ـ تقدّم الخبر بعينه بالسّند والمتن في ص 140 تحت رقم 4.
2 ـ تقدّم أنّه عبدالملك.
3 ـ الكَئِب والكَئيب : المنكسر مِن الحزن.

( 143 )

عن أبي سعيد ، عن الحسين بن ثُوَيْرِ بن أبي فاخِتَةَ «قال : قال أبو عبدالله عليه السلام: يا حسين مَن خرج مِن منزله يريد زيارةَ قبر الحسين بن عليٍّ عليهما السلام إن كان ماشياً كتب الله له بكلِّ خُطْوةٍ حَسَنةً ومَحى عنه سَيّئة(1) ، حتّى إذا صارَ في الحائر كتبه اللهُ مِنَ المفلحين المُنجِحين ، حتّى إذا قضى مَناسِكه كتبه الله مِن الفائزين ، حتّى إذا أراد الانصراف أتاه ملكٌ فقال : إنَّ رَسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يُقرِؤك السَّلامَ ويقول لك : استأنف العَمَلَ فقد غُفِر لك ما مَضى» .
2 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن سعد بن عبدالله ؛ ومحمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن صالِح بن عُقْبَة ، عن بشير الدَّهّان ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : إنَّ ا لرَّجل ليخرج إلى قبر الحسين عليه السلام ، فله إذا خرج مِن أهله بأوَّل خُظْوَةٍ مَغْفرةٌ لذنوبه ، ثمَّ لم يزل يقدَّس بكلِّ خطوةٍ حتّى يأتيه ، فإذا أتاه ناجاه الله تعالى فقال : عَبدي سَلْني اُعطِك؛ اُدْعُني اُجِبْك ، اُطلب منّي اُعْطِك ، سَلْني حاجةً أقضيها لك! قال: وقال أبو عبدالله عليه السلام : وحقٌّ على الله أن يعطي ما بذل» .
3 ـ وبهذا الإسناد عن صالِح ، عن الحارث بن المغيرة ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : إنّ لله ملائكة موكِّلين بقبر الحسين عليه السلام ، فإذا همَّ الرَّجل بزيارته أعطاهم ذُنوبه ، فإذا خَطا محوها ، ثمَّ إذا خَطا ضاعَفُوا له حَسَناتِه ، فما تزال حَسَناتُه تُضاعَف حتّى تُوجب له الجنَّةُ ، ثمَّ اكتنفوه وقدَّسوه ، وينادون ملائكة السَّماء أن قَدِّسوا زُوَّار حَبيبِ حبيب اللهِ ، فإذا اغتسلوا ناداهم محمّدٌ صلّى الله عليه وآله وسلّم : يا وَفْدَ الله أبشِروا بمُرافقَتي في الجنَّة! ثمَّ ناداهم أميرُ المؤمنينَ عليه السلام : أنا ضامِنٌ لِقَضاء حوائجكم ودَفْع البَلاء عنكم في الدُّنيا والآخرة ! ثمَّ التقاهم النَّبيُّ صلّى الله عليه وآله وسلّم عن أيمانِهم ، وعن شَمائِلِهم حتّى ينصرفوا إلى أهاليهم» .
4 ـ وحدّثني عليُّ بن الحسين بن موسى بن بابويه ؛ وجماعة ـ رحمهم الله ـ
____________
1 ـ كأنّ فيه سقطاً ، وفي ثواب الأعمال للصّدوق ـ رحمه الله ـ : «وإن كان راكباً كتب الله له بكلّ حافر حسنة ، وحطّ بها عنه سيّئة ، حتّى إذا صار ـ إلخ» .
( 144 )

عن سعد بن عبدالله ، عن الحسن بن عليِّ بن عبدالله بن المُغِيرة ، عن العبّاس بن عامر ، عن جابر المكفوف ، عن أبي الصّامت(1) «قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام وهو يقول : مَن أتى قبر الحسين عليه السلام ماشياً كتب الله له بكلِّ خُطْوَةٍ ألفَ حسنة ، ومحا عنه ألفَ سيّئة ، ورفع له ألف دَرَجة ، فإذا أتيت الفُرات فاغتسِل وعلِّق نَعلَيك وامشِ حافياً ، وامش مَشي العبدِ الذَّليل ، فإذا أتيتَ باب الحائر فكبّر أربعاً ثمَّ أمْشِ قليلاً ، ثمّ كبّر أربعاً ، ثمّ أئْتِ رَأسه فَقِف عليه فكبّر أربعاً وصلِّ عنده ، واسألِ الله حاجتَك» .
5 ـ حدَّثني محمّد بن جعفر الرَّزَّاز ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن صالِح بن عُقْبة ، عن عبدالله بن هِلال ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال: قلت له : جعلت فداك ما أدنى ما لزائر قبر الحسين عليه السلام ؟ فقال لي : يا عبدالله إنَّ أدنى ما يكون له أنّ الله يحفظه في نفسه وأهله حتّى يردَّه إلى أهله ، فإذا كان يوم القيامة كان الله الحافظ له» .
6 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن محمّد بن اُورَمَة ـ عمّن حدَّثه ـ عن عليِّ بن ميمون الصّائغ ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : يا عليُّ زُرِ الحسين عليه السلام ولا تَدَعْهُ ، قال : قلت : ما لمن أتاه مِن الثّواب؟ قال : مَن أتاه ماشياً كتبَ الله له بكلِّ خُطْوَةٍ حَسَنةَ ، ومحىُ عنه سيِّئةً ، ورفع له درجةً ، فإذا أتاه وكَّل الله به مَلَكين يكتبان ما خرج مِن فيه مِن خير ، ولا يكتبان ما يخرج مِن فيه مِن شَرِّ ولا غير ذلك ، فإذا انصرف وَدَّعاه ، وقالا : يا وليَّ الله مغفوراً لك أنتَ مِن حِزب اللهِ وحزبِ رَسولِه وحزبِ أهلِ بيت رَسولِه ، واللهُ لا ترى النّارَ بعَينك أبداً ، ولا تَراكَ ولا تطعمك أبداً» .
7 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن سعد بن عبدالله؛ وعبدالله بن جعفر الحِميريّ ، عن أحمدَ بن محمّد بن خالِد البَرقيّ ، عن أبيه ، عن عبدالعظيم بن عبدالله بن الحسن ، عن الحسن بن الحكم النَّخعيّ ، عن أبي حمّاد الأعرابيّ ، عن سَدِيرٍ
____________
1 ـ تقدّم ذكره في ص16 ذيل الخبر 3.
( 145 )

الصّيرفي «قال : كنّا عند أبي جعفر عليه السلام فذكر فتى قبر الحسين عليه السلام فقال له أبو جعفر عليه السلام: ما أتاه عبدٌ فخطا خُطْوَةً إلاّ كتب الله له حَسَنةً ، وحطَّ عنه سَيّئةً» .
8 ـ حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحميريّ ، عن أبيه ، عن عليِّ بن محمّد بن سالم ، عن محمّد بن خالد ، عن عبدالرَّحمن بن حمّاد البصري (1) ، عن عبدالله بن عبدالرَّحمن الاُصَمِّ ، عن عبدالله بن مُسكانَ ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : مَن زارَ الحسين عليه السلام مِن شيعتنا لم يرجع حتّى يُغفَر له كلّ ذَنْبِ؛ ويُكتَبْ له بكلِّ خُطْوَة خَطاها وكلِّ يدٍ رَفعتْها دابَّتُه ألفُ حَسَنة ، ومَحا عنه ألفُ سيّئة ، وتُرفَع له ألف دَرَجة» .
9 ـ حدَّثني محمّد بن جعفر القُرشيُّ الرَّزَّاز ، عن خاله محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن أحمدَ بن بشير السَّرّاج ، عن أبي سعيد القاضي «قال : دخلت على أبي عبدالله عليه السلام في غريفة له وعنده مُرازِم(2) ، فسمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : مَن أتى قبر الحسين عليه السلام ماشياً كتب الله له بكلِّ خُطْوَة وبكلِّ قدم يرفعها ويضعها عِتقَ رَقبةٍ من ولد إسماعيل ، ومَن أتاه بسفينة فكفِئَت(3) بهم سفينتُهم نادى منادٍ مِن السَّماء : طِبتم وطابَتْ لكم الجنَّة!» .
10 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ وعليِّ بن الحسين ، عن سعد بن عبدالله ، عن محمّد بن أحمدَ بن حمدان القَلانِسيِّ(4) ، عن محمّد بن الحسين المحاربيِّ ، عن أحمدَ بن ميثَم ، عن محمّد بن عاصِم ، عن عبدالله بن النَّجار «قال : قال لي أبو عبدالله : تَزورون الحسين عليه السلام وتركبون السُّفُن؟ فقلت : نَعَم ، قال : أما علمتَ أنّها إذا انكفأت بكم نوديتم : ألا طِبتم وطابَتْ لكم الجنّة !» .
____________
1 ـ كذا في النسخ ، ومرّ السّند كراراً ومكانه : «عبدالله بن حمّاد» ، والظّاهر تصحيفه.
2 ـ هو مُرازِم ـ بضمّ الميم وكسر الزّاي المعجمة بعد الألف ـ ابن حُكيم ـ بضمّ الحاء ـ المدائني الثّقة.
3 ـ كفأه أي قلبه ، وانكفأ : انقلب.
4 ـ في البحار: «محمّد بن أحمد بن محمّد بن حَمدان القَلانسيّ» .