الباب الثّمانون
(كيف الصّلاة عند قبر الحسين عليه السلام)
1 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ وجماعة مشايخي ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن خالد البرقيِّ . وحدَّثني محمّد بن عبدالله ، عن أبيه عبدالله بن جعفر الحِميريِّ ، عن أبي عبدالله البرقيِّ ، عن جعفر بن ناجية ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : صلِّ عند رأس قبر الحسين عليه السلام» .
2 ـ وحدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ وعليُّ بن الحسين ؛ وجماعة مشايخي ، عن سعد بن عبدالله ، عن موسى بن عُمَر ؛ وأيّوب بن نوح ، عن عبدالله بن المغِيرةً ، عن أبي اليَسَع(1) «قال : سأل رجلٌ أبا عبدالله عليه السلام ـ وأنا أسمع ـ قال : إذا أتيتُ قبر الحسين عليه السلام أجعله قبلة إذا صلّيتُ ؟ قال : تَنحَّ هكذا ناحية(2)» .
3 ـ حدّثني عليُّ بن الحسين ـ رحمه الله ـ عن عليِّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي نَجران ، عن يزيدَ بن إسحاقَ ، عن الحسن بن عطيّة ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال: إذا فرغت من التّسليم على الشّهداء أئت(3) قبر الحسين عليه السلام ، ثمَّ تجعله بين يديك ثمَّ تصلّي ما بدالك» .
4 ـ وعنه ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن فضّال ، عن علي بن عُقْبة ، عن عبيدالله بن علي الحلبيِّ ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : قلت : إنّا نزور قبر الحسين عليه السلام فكيف نصلي عنده(4)؟ قال : تقوم خلفه عند كتفيه ، ثمَّ تصلّي على النّبيّ وتصلّي على الحسين عليه السلام» .
5 ـ حدَّثني محمّد بن جعفر ، عن محمّد بن الحسين ، عن أيّوب بن نوح ؛ و
____________
1 ـ الظّاهر هو عيسى بن السّري الكرخيّ ، مولى ثقة ، روى عن أبي عبدالله عليه السلام.
2 ـ قال العلاّمة المجلسيّ ـ رحمه الله ـ : «لعلّ الأمر بالتّنحّي محمولة على التّقيّة ، ويحتمل أن يكون المراد المنع عن السّجود على قبره عليه السلام ، بل يبعد منه قليلاً ويصلّي خلفه» .
3 ـ في بعض النّسخ : «فأت» .
4 ـ في البحار : «كيف نصلّي عليه» .
( 260 )
غيره ، عن عبدالله بن المغِيرَة قال : حدَّثنا أبو اليَسَع «قال : سأل رَجلٌ أبا عبدالله عليه السلام ـ وأنا أسمع ـ عن الغُسل إذا أتى قبر الحسين عليه السلام ، قال : أجعله قبلةً إذا صلّيت؟ قال: تنحَّ هكذا ناحية ، قال : آخذ مِن طِين قبره ويكون عندي أطلب بَرَكته؟ قال : نَعَم ـ أو قال : لا بأس بذلك ـ » .
6 ـ حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر ، عن أبيه ، عن عليِّ بن محمّد بن سالم ، عن محمّد بن خالد ، عن عبدالله بن حمّاد البَصريِّ ، عن عبدالله بن عبدالرَّحمن الأصَمّ قال : حدَّثنا هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليه السلام «أنّه أتاه رَجلٌ فقال له : يا ابن رسول الله هل يُزار والدك؟ قال : فقال : نَعَم ، ويصلّي عنده ، وقال : ويصلّى خلفه ولا يتقدّم».
الباب الحادي والثّمانون
(التّقصير في الفريضة والرّخصة في التّطوّع عنده وجميع المشاهد)
1 ـ حدَّثني أبي ؛ ومحمّد بن الحسن(1) ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد الجوهريّ ، عن عليِّ بن أبي حمزة «قال : سألت العبد الصّالح عن زيارة قبر الحسين بن عليٍّ عليهما السلام ، فقال : ما اُحب لك تركه ، قلت : ما تَرى في الصّلاة عنده وأنا مقصّر؟ قال : صَلِّ في المسجد الحرام ما شِئتَ تَطوُّعاً ، وفي مسجد الرَّسول ما شِئت تطوُّعاً ، وعند قبر الحسين [عليه السلام] ، فإنّي اُحبُّ ذلك ، قال : وسألته عن الصّلاة بالنّهار عند قبر الحسين عليه السلام تَطَوُّعاً ، فقال : نَعَم» .
2 ـ حدَّثني جعفر بن محمّد بن إبراهيم الموسويّ ، عن عبيدالله بن نَهِيك ، عن ابن أبي عُمَير ، عن أبي الحسن عليه السلام «قال : سألته عن التّطوُّع عند قبر الحسين عليه
السلام وبمكّة والمدينة وأنا مقصّر ، قال : تَطوَّعْ عنده وأنتَ مقصِّرٌ ما شئتَ ، وفي المسجد الحرام وفي مسجد الرَّسول وفي مشاهد النَّبيِّ صلّى الله عليه وآله وسلّم فإنّه خير» .
____________
1 ـ يعني ابن الوليد . وما في بعض النّسخ : «محمّد بن الحسين» ـ مكبّراً ـ تصحيف .
( 261 )
حدَّثني عليُّ بن الحسين ، عن عليِّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عُمَير ؛ وإبراهيمَ بن عبدالحميد جميعاً ، عن أبي الحسن عليه السلام مثله .
حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن سعد بن عبدالله ، عن الحسن بن موسى الخشّاب ، عن جعفر بن محمّد بن حَكيم الخَثعميِّ ، عن إبراهيم بن عبدالحميد ، عن أبي الحسن عليه السلام مثله .
3 ـ حدَّثني عليُّ بن محمّد بن يعقوبَ الكِسائيُّ قال: حدَّثنا عليُّ بن الحسن بن فَضّال ، عن عَمْرِو بن سعيد ، عن مُصدِّق بن صَدَقَهَ ، عن عمّار بن موسى السّاباطيِّ «قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن الصَّلاة في الحائر ، قال : ليس الصّلاة إلاّ الفرض بالتّقصير ، ولا تصلّي النّوافل(1)» .
4 ـ حدثني أبي ـ عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بنِ محمّد بن ـ عيسى ، عن عليِّ بن إسماعيل ، عن صَفوانَ بن يحيي ، عن إسحاقَ بنِ عمّار ، عن أبي الحسن عليه السلام «قال : سألته عن التَّطوُّع عند قبر الحسين عليه السلام ومشاهد النَّبيِّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ، والحرمين ، والتَّطوُّع فيهنَّ بالصّلاة ونحن مقصّرون ، قال : نَعَم تَطَوَّعْ ما قَدَرتَ عليه ، هو خيرٌ» .
5 ـ حدَّثني محمّد بن الحسن بن أحمدَ بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصّفّار ، عن محمّد بن الحسين بن ابي
الخّطاب ، عن صَفوانَ بن يحيى ، عن إسحاقَ بنِ عمّار «قال : قلت لأبي الحسن عليه السلام : جُعِلت فداك أتنقَّل في الحَرَمين(2) وعند قبر الحسين عليه السلام وأنا اُقصّر؟ قال : نَعَم ما قَدَرتَ عليه» .
6 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ ومحمّد بن الحسن ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد الجوهريّ ، عن عليِّ بن أبي حمزة ، عن أبي إبراهيم عليه السلام «قال : سألته عن التّطوُّع عن قبر الحسين عليه السلام ومشاهد النَّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم والحرمين في الصَّلاة ونحن نقصِّر ، قال : نعم تطوِّعْ
ما قدرت عليه» .
____________
1 ـ في البحار: «ولا يصلّي النّوافل».
2 ـ تنفّل المصلّي : تطوَّع ، وهو يصلّي
النّافلة والنّوافل .
( 262 )
حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن سعد بن عبدالله قال : سألت أيّوبَ بنِ نوح عن تقصير الصّلاة(1) في هذه المشاهد : مكّة والمدينة والكوفة وقبر الحسين عليه السلام الأربعة ، والَّذي روي فيها ، فقال : أنا اُقصّر ، وكان صَفوانُ يقصّر ، وابن أبي عُمَير وجميع أصحابنا يُقصّرون.
الباب الثّاني والثّمانون
(التّمام عند قبر الحسين عليه السلام وجميع المشاهد(2))
1 ـ حدَّثني أبي ؛ ومحمّد بن الحسن ، عن الحسن بن مَتِّيل ، عن سَهل بن زياد الآدميِّ ، عن محمّد بن عبدالله ، عن صالِح بن عُقْبة ، عن أبي شِبْل(3) «قال : قلت لأبي عبدالله عليه السلام : أزورُ قبر الحسين عليه السلام؟ قال : زُرِ الطَّيِّب ، وأتمَّ الصَّلاة عِندَه ، قال : أتمُّ الصَّلاة عِنده؟ قال ، أتمَّ ، قلت : فإنَّ بعضَ أصحابنا يروي التَّقصير ، قال : إنّما يفعل ذلك الضَّعَفَة(4)» .
حدَّثني محمّد بن يعقوبَ ـ رحمه الله ـ عن جماعة مشايخه ، عن سَهل بن زياد بإسناده مثله سَواء(5) .
2 ـ حدَّثني أبو عبدالرَّحمن محمّد بن أحمد العسكريّ ، عن الحسن بن علي بن مَهزيارَ ، عن أبيه عليِّ ، عن الحسن بن سعيد ، عن إبراهيمَ بن أبي البِلاد ، عن
____________
1 ـ في البحار : «عن تقصير الصّلوات».
2 ـ قال العلاّمة الأمينيّ (ره) : «ليس في أخبار الباب ما يدلّ على الإتمام في غير المواطن الأربع ، فالتّعبير بجميع المشاهد لا وجه له» . أقول : الظّاهر مراده المشاهد الأربعة المذكورة.
3 ـ هو عبدالله بن سعيد الاُسديّ بيّاع الوشي ، ثقة . (صه)
4 ـ في بعض نسخ التّهذيب: «الضّعفاء» ، والضَّعْفَة في الدّين الجاهلين بالأحكام ، أو المراد يفعل ذلك من يكون له ضعف لا يمكنه الإتمام ، أو يشقّ عليه فيختار الأسهل ، وإن كان مرجوحاً ، والأخير أظهر . (ملاذ الأخيار)
5 ـ راجع الكافي ج4 ص587 ح6 .
( 263 )
رَجل مِن أصحابنا يقال له : الحسين ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : تتمّ الصّلاة في ثلاثة مواطن : في مسجد الحرام ومسجد الرَّسول صلّى الله عليه وآله وسلّم وعند قبر الحسين عليه السلام».
3 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ وأخي ؛ وعليُّ بن الحسين ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بنِ محمّدِ بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد(1) ، عن عبدالمَلِك القمّيِّ ، عن إسماعيلَ بن جابر ، عن عبدالحميد ـ خادم إسماعيلَ بن جعفر ـ عن أبي عبدالله عليه السلام «قال: تتمّ الصّلاة في أربعة مَواطِن : في المسجد الحرام ومسجد الرَّسول صلّى الله عليه وآله وسلّم ومسجد الكوفة وحرم الحسين عليه السلام» .
4 ـ حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريُّ ، عن أبيه ، عن أحمدَ بن أبي عبدالله البرقيِّ ، عن أبيه ، عن حمّاد بن عيسى ـ عن بعض أصحابنا ـ عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : من الأمر المذخور إتمام الصّلاة في أربعة مَواطِن : بمكّة والمدينة ومسجد الكوفة والحائِر» .
قال ابن قولُوَيه: وزاده الحسين بن أحمدَ بن المغِيرَة عقب هذا الحديث في هذا الباب بما أخبره به حيدر بن محمّد بن نُعَيم السَّمرقنديُّ بإجازته بخطّه باجتيازه للحجّ :
5 ـ عن أبي النَّضر محمّد بن مسعود العياشيّ ، عن عليّ بن محمّد قال : حدَّثني محمّد بن أحمد ، عن الحسين بن عليِّ بن النّعمان ، عن أبي عبدالله البرقيِّ ؛ وعليِّ بن مَهزيار ؛ وأبي عليِّ بن راشد جميعاً ، عن حمّاد بن عيسى ، عن أبي عبدالله عليه السلام «أنّه قال: مِن مخزون عِلم اللهِ الإتمام في أربعة مواطن : حَرَم الله وحَرَم رسوله وحَرَم أميرِ المؤمنين وحَرَم الحسين صلوات الله عليهم أجمعين» .
6 ـ حدَّثني محمّد بن هَمّام بن سُهَيل ، عن جعفر بن محمّد بن مالك الفزاريّ قال : حدَّثنا محمّد بن حَمدانَ المدائنيِّ ، عن زياد القنديِّ «قال : قال أبو الحسن موسى عليه السلام : اُحبُّ لك ما اُحبُّ لِنفسي ، وأكرِهُ لك ما أكرِهُ لِنفسي ، أتمُّ الصّلاة في الحَرَمين وبالكوفة وعند قبر الحسين عليه السلام» .
____________
1 ـ كذا ، والظّاهر سقط هنا «عن محمّد بن سِنان» .
( 264 )
7 ـ حدَّثني عليُّ بن حاتم القزوينيُّ قال : أخبرنا محمّد بن أبي عبدالله الأسديّ قال : حدَّثنا القاسم بن الرَّبيع الصَّحّاف ، عن عَمرِو بن عثمان ، عن عَمرِو بن مَرزوق «قال : سألت أبا الحسن عليه السلام عن الصّلاة في الحَرَمين وفي الكوفةَ وعند قبر الحسين عليه السلام ، قال : أتمَّ الصَّلاة فيهم» .
8 ـ حدَّثني محمّد بن يعقوبَ ؛ وجماعَةُ مشايخي ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن سِنان ، عن حذيفةَ بنِ منصور قال : حدَّثني مَن سمع أبا عبدالله عليه السلام يقول : «تتمّ الصّلاة في المسجد الحرام ومسجد الرَّسول ومسجد الكوفة وحرم الحسين عليه السلام» .
9 ـ ومن زيادة الحسين بن أحمدَ بن المغِيرة ما في حديث أحمدَ بن إدريس ابن أحمدَ بن زكريّا القمّيِّ قال : حدَّثني محمّد بن عبدالجبّار ، عن عليِّ بن إسماعيل ، عن محمّد بن عَمرو ، عن فائد الحنّاط ، عن أبي الحسن الماضي عليه السلام «قال : سألته عن الصّلاة في الحَرَمين ، فقال تتمّ
ولو مَرَرْت به مارّاً» .
10 ـ حدَّثني أحمد بن إدريس(كذا) قال : حدّثني أحمد بن أبي زاهِر ، عن محمّد بن الحسين الزَّيّات ، عن الحسن(1) ، عن عمران بن حمران «قال : قلت لأبي الحسن عليه السلام : اُقصّر في المسجد الحرام أو أتمّ؟ قال: إن قصّرتَ فلك ، وإن أتممتَ فهو خير ، وزيادة في الخير خَيرٌ».
الباب الثّالث والثمانون
(إنَّ الصَّلاة الفريضة عنده تَعدل حَجَّة ، والنّافلة عُمرة)
1 ـ حدَّثني جعفر بن محمّد بن إبراهيم الموسويُّ ، عن عبيدالله بن نَهيك ، عن ابن أبي عُمَير ـ عن رجل ـ عن أبي الحسن(2) عليه السلام «قال : قال لرجل : يا فلانُ ما يمنعك إذا عرضت لك حاجَة أن تأتي قبر الحسين عليه السلام فتصلّي عنده أربعَ
____________
1 ـ هو ابن حمّاد بن عديس.
2 ـ في جلّ النّسخ : «عن أبي جعفر» وهذا سهوٌ أو تصحيف.
( 265 )
رَكعات ثمَّ تسأل حاجَتَك(1) فإنَّ الصّلاة الفريضة عنده تَعدِل حجَّة ، والنّافلة تَعدِل عُمرَة» .
2 ـ حدَّثني أبي ؛ وجماعة مشايخي ، عن سعد بن عبدالله ، عن أبي عبدالله الجامورانيّ الرَّازيّ ، عن الحسن بن عليِّ بن أبي حمزة ، عن الحسن بن محمّد بن عبدالكريم أبي عليٍّ ، عن المفضّل بن عُمَر ، عن جابر الجعفيِّ «قال : قال أبو عبدالله عليه السلام للمفضّل(2) ـ في حديث طويل ـ في زيارة قبر الحسين عليه السلام : ثمَّ تمضي إلى صلاتك ولك بكلِّ رَكعةٍ رَكعتَها عنده كثواب مَن حجّ ألفَ حجِّةٍ واعتمر ألفَ عُمرةٍ وأعتق ألفَ رَقَبةٍ ، وكأنَّما وقف في سبيل الله ألفَ مرَّةٍ مع نَبيٍّ مُرسَل ـ وذكر الحديث ـ » .
3 ـ حدَّثني عليُّ بن الحسين ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن محمّد بن أحمد ؛ وحدَّثني محمّد بن الحسين بن متّ الجوهريُّ
، عن محمّد بن أحمد ، عن هارونَ بن مسلم ، عن أبي علي الحَرّانيِّ «قال : قلت لأبي عبدالله عليه السلام : ما لمن زار قبر الحسين عليه السلام؟ قال : مَن أتاه وزارَه وصلّى عنده رَكعتين أو أربع رَكعات كَتَب اللهُ له حَجّة وعُمرةً ، قال: قلت : جَعِلتُ فِداك وكذلك لكلِّ مَن أتى قبر إمامٍ مفترض طاعتُه؟ قال : وكذلك لكلِّ مَن أتى قبر إمام مُفترض طاعتُه» .
حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن سعد بن عبدالله ، عن أبي القاسم ، عن أبي علي الخزاعي « قال : قلت لأبي عبدالله عليه السلام ـ وذكر مثله ـ.
4 ـ حدثني الحسن بن عبدالله بن محمّد بن عيسى ، أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن العَلاء بن رَزين ، عن شُعيب العَقْرَقُوفيِّ(3) ، عن أبي عبدالله عليه السلام
____________
1 ـ أي من الله تعالى ، لأنّ الدّعاء عند قبّته مستجاب.
2 ـ كذا ، وتقدّم الكلام فيه ، فمن أراد الاطّلاع فليراجع ص 225 ذيل الخبر 5 .
3 ـ بفتح أوَّله وسكون الثّاني ـ مركّب من «عَقْر» و «قُوف» كبَعلَبَكَ ، قريةٌ مِن نواحي دُجَيل بينها وبين بغداد أربعة فراسخ وإلى جانبها تَلٌّ عظيم من تراب يرى من خمسة فراسخ كأنّه قلعة عظيمة ، وعن بعض أنّه مقبرة الملوك الكيانيّين الّذين كانوا قبل آل ساسان من النّبط ، وذكر أهل السِّيَر أنّ عَقرقوف تنسب إلى عقرقوف بن طهمورث؛ الملك المشهور . (من العجم)
( 266 )
«قال : قلت له : مَن أتى قبر الحسين عليه السلام ما له من الثَّواب والأجْر جُعِلتُ فِداك؟ قال : يا شُعيبُ ما صَلّى عِنده أحدٌ الصَّلاة إلاّ قَبِلَها اللهُ مِنه ، ولا دَعا عنده أحدٌ دَعوةَ إلاّ اسْتُجيبَ له عاجِلةً وآجِلةً ، فقلتُ : جُعلتُ فِداك زِدني فيه ، قال : يا شعيب أيْسَرُ ما يقال لزائر الحسين بن عليّ
عليهما السلام : قد غفر [الله] لك يا عبدالله فاستأنف [اليوم] عَملاً جديداً» .
الباب الرَّابع والثّمانون
(وَداع قبر الحسين بن عليِّ عليهما السلام)
1 ـ حدَّثني أبي ؛ ومحمّد بن الحسن ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن الحسين بن سعيد . وحدَّثني أبي ؛ وعليُّ بن الحسين ؛ ومحمّد بن الحسن ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد . وحدّثني
محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصّفّار ، عن أحمدَ بنِ محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن فَضالَةَ بن أيّوب ، عن نُعَيْم بن الوليد ، عن يوسفَ الكُناسيِّ ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : إذا أردتَ أن تُودِّعَ الحسين بن عليِّ عليهما السلام فقل : «السَّلامُ عَلَيْكَ ورَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ ، أَسْتَودِعُك اللهَ وَأقْرَءُ عَلَيْكَ السَّلامَ ، آمَنّا بِاللهِ وَ
وَبِالرَّسُولِ وَبِما جِئتَ بِهِ وَدَلَلْتَ عَلَيهِ ، وَاتَّبَعْنا الرَّسُولَ ، فَاكْتُبنا مَعَ الشّاهِدينَ ، اللّهُمّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنّا وَمِنْهُ ، اللّهُمَّ إنّا نَسْأَلُكَ أنْ تَنْفَعَنا بِحُبِّهِ ، اللّهُمَّ ابْعَثْهُ مَقاماً مَحْمُوداً تَنْصُرُ بِهِ دِينَكَ وَتَقْبُلُ بِهِ عَدُوَّكَ ، وَتُبِيرُ بِهِ مَنْ نَصَبَ حَرْباً لآلِ مُحَمَّدٍ(1) فَإنَّكَ وَعَدْتَهُ ذلِكَ ، وَأنْتَ لا تُخلِفُ المِيعادَ ، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ ، أشْهَدُ أنَّكُمْ شُهَداءُ نُجَباءُ ، جاهَدْتُمْ في سَبيل اللهِ َقاتلتُمْ عَلى مِنْهاج رَسُولِ الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ تَسْليماً ، أنْتُمُ السّابِقُونَ وَالمهاجِرُونَ وَالأنْصارُ ، أشْهَدُ أنَّكُمْ أنْصارُ اللهِ وأنْصارُ رَسُولِهِ ، فَالحَمْدُ للهِ الَّذي صَدَقَكُمْ وَعْدَهُ وأراكُمْ ما
____________
1 ـ أباره أي أهلكه .
( 267 )
تُحبُّونَ ، وَصَلّى اللهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ ، اللّهُمَّ لا تَشْغَلْني في الدُّنْيا عَنْ ذِكْرِ نِعْمَتِكَ ، لا بإكْثارِ تُلْهِيَني عَجائِبُ بَهْجَتِها ، وَتَفْتِنَني زَهَراتُ زينَتِها(1) ، وَلا بإقْلالٍ يَضُرُّ بِعَمَلي كَدُّهُ ، وَيَمْلأُ صَدْري هَمُّهُ ، أعْطِني مِنْ ذلِكَ غِنىً عَنْ شِرارِ خَلْقِكَ ، وَبَلاغاً أنالُ بِهِ رِضاكَ ، ياأرْحَمَ الرَّاحِمينَ ، وَصَلّى اللهُ عَلى رَسُولِهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِاللهِ ، وَعَلى أهْلِ بَيْتِهِ الطَّيِّبينَ الأخْيارِ ، وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ»» .
2 ـ حدَّثني أبو عبدالرَّحمن محمّد بن أحمدَ بنِ الحسين العَسكريُّ ـ بـ «عَسْكَر مُكْرَم»(2) ـ عن الحسن بن عليِّ بن مَهزيار ، عن ابيه ، عن محمّد بن أبي عُمير ، عن محمّد بن مَروانَ ، عن أبي حمزة الثُّماليّ ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : إذا أردتَ الوداع بعد فَراغِك مِن الزِّيارات فأكثر منها مَا اسْتَطَعتَ ، ولْيَكنْ مقامك بالنِّينوى أو الغاضِريَّة ، ومتى أردتَ الزِّيارة فاغتسل وزُرْ زَرْوَة الوَداع ، فإذا فَرَغْتَ مِن زيارتك فاستقبل بِوجْهِك وَجْهَه والتمس القبر وقل :
«السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَليَّ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا عَبْدِاللهِ ، أنْتَ لي جُنَّةٌ مِنَ الْعَذابِ ، وَهذا أوانُ أنْصِرافي عَنْكَ ؛ غَيرَ راغِبٍ عَنْكَ ، وَلا مُسْتَبْدِلٍ بِكَ سِواكَ ، وَلا مؤثِرٍ عَلَيْكَ غَيرَكَ ، وَلا زاهِدٍ في قُرْبِكَ(3)
، جُدْتُ بِنَفْسي لِلْحَدَثانِ(4) ، وَتَرَكْتُ الاُهْلَ
وَالأوطانَ ، فَكُنْ لي يَومَ حاجَتي وَفَقْرِي ،
وَفاقَتي ، يَومَ لا يُغْني عَنّي والِدي وَلا وَلَدي ، وَلا حَميمِي ولا
قَرِيبي ، أسْألُ اللهَ الَّذي قَدَّرَ وَخَلَقَ أنْ يُنَفِّسَ بِكَ كَرْبي ، وَأسْألُ اللهَ
____________
1 ـ قال في النّهاية : «الزّهرة : البياض النيِّر ، وزهرة الدُّنيا وزينتها ، أي حُسْنها وبَهْجَتِها وكَثْرة خَيْرها».
2 ـ عَسْكَرُ مُكْرَم ـ بضمِّ الميم وسكون الكاف وفتح الرّاء ـ : وهو بلد مشهور من نواحي خوزستان منسوب إلى مكرم بن معزاء الحارث أحد بني جَعْوَنَة بن الحارث بن نُمَير بن عامر بن صَعْصَة . (من معجم البلدان).
3 ـ زهد فيه ، كمنع وسمِع وكرم : ضدُّ رَغِبَ . (القاموس).
4 ـ أي بذلت نفسي لحدثان الزّمان ، وجعلتها عرضة لها باختيار السّفر لا سيّما هذا السّفر في تلك الأزمان المخوفة . (ملاذ الأخيار) وفي القاموس : «جاد بنفسه : قارب أن يقضي» .
( 268 )
الَّذي قَدَّر عَليَّ فِراقَ مكانِكَ أنْ لا يَجْعَلهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنّي وَمِنْ رَجْعَتي(1) ، وَأسْألُ اللهَ الَّذي أبْكى عَلَيْكَ
عَيْني أنْ يَجْعَلَهُ سَنَداً لي(2) ، وَأسْألُ اللهَ الَّذي
نَقلَني إلَيْكَ مِنْ رَحْلي وَأهْلي أنْ يَجْعَلَهُ ذُخْراً لي ، وَأسْألُ اللهَ الَّذي أراني مَكانَكَ وَهَداني للتَّسْليم عَلَيْكَ وَلِزيارَتي إيّاك أنْ يُورِدَني حَوْضَكُمْ ، وَيَرْزُقَني
مُرافِقَتَكُمْ في الجِنانِ مَعَ آبائِكَ الصّالِحينَ صَلّى اللهُ عَلَيْهِمْ أجْمَعين ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفْوَةَ اللهِ [وَابْنَ صَفْوَتِه] ،
السَّلامُ عَلى رَسُولِ اللهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِاللهِ ، حَبيبِ اللهِ وَصَفْوَتِهِ ، وَأميِنِه
وَرَسُولِهِ ، وَسَيِّدِ النَّبِيِّينَ ، السَّلامُ عَلى أمير المؤمنين وَوَصيّ رَسُولِ رَبِّ العالمين ، وَقائدِ الغُرِّ المحجِّلينَ ، السَّلامُ عَلَى الأئمَّةِ الرَّاشِدينَ والمَهْدِيّينَ ، السَّلام عَلى مَنْ في الحائِر مِنْكُم(3) [وَرَحمةُ اللهِ وَبركاتُهُ] ، السَّلامُ عَلى مَلائِكَةِ اللهِ الباقِينَ المقِيمِينَ ، الَّذينَ هُمْ
بِأمْرِ رَبِّهِمْ قائِمونَ ، السَّلامُ عَلَيْنا وَعَلى عِبادِ اللهِ الصّالِحينَ ، وَالحمْدُ لله رَبِّ العالَمِين» .
وتقول :(4) «سَلامُ اللهِ وَسَلامُ مَلائِكَتِهِ المُقرَّبينَ وَأنْبِيائِهِ المُرْسَلينَ ، وَعِبادِهِ الصّالِحينَ عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ اللهِ وَعَلى رُوحِكَ وَبَدَنِكَ وَعَلى ذُرِّيَّتك وَمَنْ حَضَرَكَ مِنْ أوليائِكَ ، أسْتَودِعُكَ اللهَ وَأسْترعِيك(5) وَأقْرَءُ عَلَيْكَ السَّلامَ ، آمَنّا
بِاللهِ وَبِرَسُولِهِ وَبما جاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِاللهِ ، اللّهُمَّ
اكْتُبْنا مَعَ الشّاهِدِينَ» ،
وتقول(6) : «اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآل
مُحَمَّدٍ وَلا تَجْعَلُهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِن زيارَتي ابْن رَسُولِكَ ،
وَارْزُقني زيارَتَهُ أبَداً ما أبْقَيْتَني ، اللّهُمَّ انْفَعْني بِحُبِّهِ يا رَبَّ
العالمِينَ ، اللّهُمَّ ابْعَثْهُ(7)
مَقاماً محمُوداً إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ ، اللّهُمَّ
إنّي أسْألُكَ بَعْدَ الصَّلاةِ وَالتَّسْلِيمِ أنْ تُصَلّي عَلى
مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأنْ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ
زيارَتي إيّاهُ ،
____________
1 ـ في بعض النّسخ : «رجوعي».
2 ـ أي معتمداً . (المجلسيّ ـ ره ـ) وفي القاموس : «السَّنَد محرّكة : مُعْتَمد الإنسان».
3 ـ الظّاهر أنّ الخطاب متوجّهٌ إلى الأئمّة ، والمراد الحسين عليه السلام ، أو المراد من أهل بيتكم وأولادكم . (ملاذ الأخيار)
4 ـ في التّهذيب : «ثمّ أشر إلى القبر بمسبحتك اليُمنى وقلْ : إلخ».
5 ـ أي اطلب من الله حفظك ، واسترعاه إيّاه استحفظه.
6 ـ في التّهذيب : «ثمّ ارفع يديك إلى السّماء وقل : ـ إلخ».
7 ـ زيد في بعض النّسخ : «أبعثني معه» .
( 269 )
فَإِنْ جَعَلْتَهُ يا رَبِّ فَاحْشُرني مَعَهُ وَمَعَ آبائِهِ ، وَإنْ أبْقَيْتَني يا رَبِّ فَارْزُقْني الْعَوْدَ إلَيْهِ ثُمَّ الْعَوْدَ بِرَحمتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمين ، اللّهُمَّ اجْعَلْ لي لِسانَ صِدْقٍ في أولِيائِكَ ، وَحَبِّبْ إليَّ مَشاهِدَهُمْ(1) ،
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ ، وَلا تَشْغَلْني عَنْ ذِكْركَ بإكْثار مِنَ الدُّنْيا تَلْهِيَني عَجائبَ بَهْجَتِها وَتُفْتِنَني زَهْراتُ زِينَتها ، وَلا بإقْلالٍ يَضُرُّني بِعَمَلي كَدُّهُ ، وَيَملأُ صَدْري هَمُّهُ ، وَأعْطِني بِذلِكَ غِنىً عَنْ شِرارِ خَلْقِكَ ، وَبَلاغاً أنالُ بِهِ رِضاكَ يا رَحْمُنُ ، والسَّلامُ عَلَيْكمْ يا مَلائِكَةَ اللهِ وزُوّارَ قَبرِ أبي عَبْدِالله عَلَيْه السّلامُ» ،
ثمّ ضَع خَدَّك الأيمن على القبر مرَّةً والأيسر مرَّة ، وألحَّ في الدُّعاء والمسألة ، فإذا خرجت فلا تُوَلِّ وَجْهَك عن القبر حتّى تخرج» .
الباب الخامس والثّمانون
(زيارة قبر العبّاس بن عليٍّ عليهما السلام)
1 ـ حدَّثني أبو عبدالرَّحمن محمّد بن أحمدَ بن الحسين العَسكريُّ بالعسكر ، عن الحسن بن عليٍّ بن مَهزيار ، عن أبيه عليٍّ بن مهزيار ، عن محمّد بن أبي عُمَير ، عن محمّد بن مَروانَ ، عن أبي حمزة الثّماليِّ «قال : قال الصّادق عليه السلام : إذا أردت زيارة قبر العبّاس بن عليِّ عليهما السلام ـ وهو على شطِّ الفُرات بحَذاء الحائِر ـ فقف على باب السَّقيفة وقل :
«سَلامُ الله وَسَلامُ مَلائِكَتِهِ المُقَرَّبِينَ ، وَأنْبِيائِهِ المُرْسَلينَ ،
وَعِبادِهِ الصّالِحينَ وَجَميع الشُّهَداءِ وَالصِّدِّيقِينَ ، وَالزَّاكياتُ الطَّيِّباتُ فيما تَغْتَدي وَتَروحُ عَلَيْكَ يا ابْنَ أمِيرِ المؤْمِنينَ ، أشْهَدُ لَكَ بالتَّسْليمِ وَالتَّصدِيقِ وَالوَفاءِ وَالنَّصِيحَةِ لِخَلَفِ النَّبيِّ المرْسَل ، وَالسِّبْطِ المنْتَجبِ ، وَالدَّليلِ العالِمِ ، وَالْوَصِيِّ المُبَلِّغِ ، وَالمظْلُومِ المهْتَضَمِ ، فَجَزاكَ اللهُ عَنْ رَسُولِهِ وَعَنْ أميرِ المؤمنين وَعَنِ الحَسَنِ والحُسين صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِمْ أفْضَلَ الجَزاءِ بِما صَبَرْتَ وَاحْتَسَبْتَ ، وَأعَنْتَ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ، لَعَنَ اللهُ مَنْ قَتَلَكَ ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ جَهِلَ
____________
1 ـ قوله : «مشاهدهم» أي مواطن حضورهم وظهورهم أحياء وأمواتاً . (البحار)
( 270 )
حَقَّكَ ، وَاسْتَخَفَّ بِحُرْمَتِكَ ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ حالَ بَيْنَكَ وَبَين ماءِ الْفُراتِ ، أَشْهَدُ أنَّكَ قُتِلْتَ مَظْلُوماً ، وَأنَّ اللهَ مُنْجِزٌ لَكُمْ ما وَعَدَكُمْ ، جِئتُكَ يا ابْنَ أمير المؤْمِنينَ وافِداً إلَيْكُمْ ، وَقَلْبي مُسَلّمٌ لَكُمْ ، وَأنا لَكُمْ تابِعٌ ، وَنُصْرَني لَكُمْ مُعدَّة حَتّى يحكُمَ اللهُ وَهُوَ خَيرُ الحاكِمينَ ، فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لا مَعَ عَدُوِّكُمْ ، إنّي بِكُم وَبإيابِكُمْ مِنَ المؤمِنينَ ، وَبِمَنْ خالَفَكُمْ وَقَتَلَكُم مِنَ الكافِرينَ ، قَتَلَ اللهُ اُمَّةً قَتَلَتْكُمْ بِالأيْدِي وَالألْسنِ» .
ثمَّ ادخل وانكبّ على القبر وقل :
«السَّلامُ عَلَيْكَ أيُّها الْعَبْدُ الصّالِحُ ، المُطِيعُ للهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأمِيرِ المؤمِنينَ ، وَالحَسَنِ وَالحُسَين عَلَيهمُ السَّلامُ ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ وَرِضْوانُهُ ، وَعَلىُ رُوحِكَ وَبَدَنِكَ ، وَاُشْهِدُ اللهَ أنَّكَ مَضَيْتَ عَلىُ ما مَضىُ عَلَيهِ الْبَدْرِيُّونَ ، المُجاهِدُونَ في سَبِيل اللهِ ، المُناصِحُونَ لَهُ في جِهادِ أعدائِهِ ، المُبالِغُونَ في نُصْرَةِ أولِيائِهِ ، الذَّابُّونَ عَنْ أحِبّائِهِ ، فَجزاكَ اللهُ أفْضَلَ الجَزاءِ ، وَأكْثَر الجَزاءِ ، وَأوْفَرَ الجَزاءِ ، وَأوْفىُ جَزاءِ أحَدٍ مِمَّنْ وَفى بِبَيْعَتِه ، وَاسْتَجابَ لَهُ دَعْوَتَهُ ، وَأطاعَ وُلاةَ أمْرِهِ ، أشْهَدُ أنَّكَ قَدْ بالَغْتَ في النَّصيحَةِ ، وَأعْطَيْتَ غايَةَ المَجْهُودِ ، فَبَعَثَكَ اللهُ في الشُّهَداءِ ، وَجَعَلَ رُوحَكَ مَعَ أرْواحِ الشُّهَداءِ(1) ، وَأعْطاكَ مِنْ جِنانِهِ
افْسَحَها مَنْزِلاً ، وَأفْضَلَها غُرَفاً ، وَرَفَعَ ذِكْرَكَ في عِلِّيِّينَ ، وَحَشَرَكَ مَعَ النَّبِيِّينَ ، والصِّديقِينَ وَالشُّهَدآءِ وَالصّالِحينَ ، وَحَسُنَ أولئِكَ رَفيقاً ، أشْهَدُ أنَّكَ لَمْ تَهنْ وَلَمْ تَنْكُلِ ، وَأنَّكَ مَضَيْتَ عَلى بَصيرةٍ مِنْ أمْرِكَ ، مُقْتَديّاً بِالصّالِحينَ وَمُتَّبِعاً لِلنَّبيِّينَ ، فَجَمَعَ اللهُ بَيْنَنا وَبَيْنَكَ ، وَبَينَ رَسُولِهِ وَأوْلِيائِهِ في مَنازِلِ المُخْبِتينَ ، فَإنَّهُ أرْحَمُ الرَّاحِمينَ»»(2) .
____________
1 ـ في البحار : «مع أرواح السّعداء».
2 ـ قال العلاّمة المجلسيّ ـ رحمه الله ـ : ذكر الأصحاب في زيارته عليه السلام
الصّلاة ، والخبر خال عنها ، ولذا بعض المعاصرين يمنع من الصّلاة لغير المعصوم لعدم التَّصريح في النُّصوص بالصَّلاة لهم عند زيارتهم ، لكن لو أتى الإنسان بها لا على قصد أنّها مأثورة على الخصوص بل للعمومات
الّتي في إهداء الصّلاة والصّدقة والصّوم وسائر الاُفعال الخير
للأنبياء والأئمّة والمؤمنين والمؤمنات ، وأنّها تدخل على المؤمنين في قبورهم وتنفعهم لم يكن به بأس وكان حسناً ، مع أنّ المفيد و