الباب السّادس والتّسعون
(مَن نَأَتْ دارُه وبَعُدتْ شُقَّته(1) كيف يزوره صلوات الله عليه)
1 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن سعد؛ ومحمّد بن يحيى ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن أبي عُمَير ـ عمّن رواه ـ «قال : قال أبو عبدالله عليه السلام:
إذا بَعُدَتْ بأحَدِكم الشُّقَّة ونَأتْ به الدّار فليَعلِ أعلى منزلٍ له فيصلّي رَكعتين وليؤمَّ بالسَّلام إلى قبورنا ، فإنَّ ذلك يصير إلينا» .
2 ـ حدَّثني عليُّ بن الحسين ؛ وعليُّ بن محمّد بن قولُوَيه جميعاً ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن حَمدان بن سليمان النّيسابوري ، عن عبدالله بن محمّد اليمانيّ ، عن مَنيع بن الحجّاج ، عن يونسَ بن عبدالرَّحمن ، عن حَنان بن سَدير ، عن أبيه ـ في حديث طويل ـ «قال : قال أبو عبدالله عليه السلام :
يا سَدِيرُ وما عليك أن تزور قبر الحسين عليه السلام في كلِّ جُمُعة خمسَ مرَّات(2) ؛ وفي كلِّ يوم مَرَّةً؟ قلت : جُعِلتُ فِداك إنَّ بيننا وبينه فراسخ كثيرة ، فقال : تصعد فوق سطحك ، ثمّ تلتفتُ يُمنةً ويُسرة ، ثمّ ترفع رأسك إلى السّماء ، ثمَّ تتحوَّل نحو قبر الحسين ، ثمَّ تقول :
«السَّلامُ عَلَيكَ يا أبا عَبْدِالله ، السَّلامُ عَلَيكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ» ، يكتب لك زَورة ، والزَّورة حَجّة وعُمرة ، قال سَدِيرُ : فربما فعلته في النّهار أكثر مِن عشرين مَرّة» .
3 ـ حدَّثني حكيم بن داود ، عن سَلَمة بن الخطاب ، عن عبدالله بن محمّد
[عن عبدالله بن محمّد بن سِنان](3) ، عن مَنيع ، عن يونسَ بنِ عبدالرَّحمن ، عن
____________
1 ـ النّأْيُ : البعد . نَأَى يَنْأَى : بَعُد . والشِّقَّة والشُّقَّة : المسافة الّتي يشقّها السّائر.
2 ـ يفهم من ظاهره أنّه يسلّم عليه بعد كلِّ صلاة.
3 ـ الظّاهر أنّ ما بين المعقوفين زيادة من النّاسخ ، و «عبدالله بن محمّد» مشتركٌ بين النّهيكي واليمانيّ . وجاء الخبر في الكافي وسنده هكذا : «سلمة بن الخطّاب ، عن عبدالله بن
( 302 )
حَنان بن سَدير ، عن أبيه «قال : قال أبو عبدالله عليه السلام : يا سَدير تزور قبر الحسين عليه السلام في كلّ يوم؟ قلت : جُعِلت فِداك لا ، قال : ما أجفاكم ! أفتزورُه في كلِّ شَهر ؟ قلت : لا ، قال : فتزورُه في كلِّ سنةٍ ، قلت : يكون
ذلك ، قال : يا سَديرُ ما أجفاكم بالحسين عليه السلام أما
عَلِمتَ أنَّ لله ألفُ ألف مَلَك شُعثاً غُبراً يبكون ويزورون لا يفترون؟ وما عليك يا سَديرُ أن تزورَ قبر الحسين عليه السلام في كلِّ جُمعة خمس مرّات؟ ـ وذكر مثل الحديث الأوّل ـ » .
4 ـ وروى سليمان بن عيسى ، عن أبيه «قال : قلت لأبي عبدالله عليه السلام : كيف أزورك إذا لم أقدر على ذلك؟ قال : قال لي : يا عيسى إذا لم تقدر على المجيء ، فإذا كان يوم الجُمُعة فاغتسل أو توضَّأ وَاصْعَد إلى سَطْحِك ، وصَلِّ ركعتين وتَوجَّه نحوي ، فإنّه مَن زارني في حَياتي فقد زارَني في مَماتي ، ومَن زارَني في مَماتي فقد زارني في حياتي»(1) .
5 ـ حدَّثني محمّد بن جعفر الرَّزَّاز ، عن محمّد
بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن عبدالله بن محمّد
الدَّهقان(2) ، عن مَنيع بن الحجّاج ،
عن حَنان بن سَدير ، عن أبيه «قال : قال لي
أبو عبدالله عليه السلام : يا سَدير تكثر(3) مِن زيارة قبر أبي عبدالله الحسين ؟ قلت : إنّه مِن الشّغل ، فقال : ألا اُعلّمك شيئاً إذا أنتَ فعلتَه كتبَ الله لك بذلك الزّيارة؟ فقلت : بلى جُعِلتُ فِداك ، فقال لي : اغتسلْ في منزلك وَاصْعَدْ إلى سطح دارِك وأشِرْ إليه بالسَّلام ، تكتب لك بذلك الزِّيارة» .
____________
=
الخطّاب ، عن عبدالله بن محمّد بن سنان ، عن مسمع ،
عن يونس» ، وفي التّهذيب : «سلمة ابن الخطّاب ، عن عبدالله بن الخطّاب ، عن محمّد بن حسّان ، عن منيع بن الحجّاج ، عن يونس» ، وسيأتي الخبر في الباب السّابع والتّسعين تحت رقم 9 بهذا السّند.
1 ـ قال العلاّمة المجلسيّ ـ رحمه الله ـ : «هذا الخبر يدلّ على أنّ زيارة الإمام الحيّ أيضاً تجوز بهذا الوجه . فهذا مستند لزيارة القائم صلوات الله عليه في أيّ مكان أراد ، ويتوجّه إلى السّرداب المقدّس» . وقال الأمينيّ ـ رحمه الله ـ مثله.
2 ـ في بعض النّسخ : «الدّهّان».
3 ـ في مقام السّؤال عن ترك إكثار الزّيارة كما يفهم من جوابه . (الأمينيّ)
( 303 )
6 ـ حدّثني محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصّفّار ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن إسماعيلَ بن سَهل ، عن أبي أحمدَ(1)
ـ عمّن رواه ـ «قال: قال لي أبو عبدالله عليه السلام : إذا بَعُدَتْ عليك الشُّقَّة ونَأَتْ بك الدَّار فلتَعلِ على أعلى منزلك ولتُصَلِّ رَكعتين ، فلتؤمَّ بالسَّلام إلى قبورنا فإنَّ ذلك يصل إلينا» .
7 ـ حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريّ ، عن أبيه ، عن أحمدَ بن أبي عبدالله البرقيِّ ، عن أبيه ـ رفع الحديث إلى أبي عبدالله عليه السلام ـ «قال : دخل حَنان ابن سَدِير الصَّيرَفيُّ على أبي عبدالله عليه السلام ـ وعنده جماعةٌ من أصحابه ـ فقال : يا حَنانَ بنَ سَدير تَزورُ أبا عبدالله عليه السلام في كلِّ شَهر مَرَّةً ؟ قال : لا ، قال : ففي كلِّ شَهرين مرَّة ؟ قال : لا ، قال: ففي كلِّ سَنَةٍ مرَّةً؟ قال : لا ، قال : ما أجفاكم لسيّدكم ! فقال : يا ابن رَسول اللهِ قلَّةُ الزَّاد وبُعدُ المسافة ، قال : ألا أدلّكم على زيارة مقبولة وإن بَعُد النّأي ؟ قال : فكيف أزورُه يا ابن رسول الله ؟ قال: اغتسل يوم الجُمُعة أو أيّ يوم شئت ، والبس أطهرَ ثيابك واصْعَد إلى أعلى موضعٍ في دارِك أو الصَّحراء ، فاستقبل القٍبلَةَ بوَجهك بعد ما تبيّن أنَّ القبرَ هنالك(2) ، يقول الله تبارك وتعالى: «أيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَ وَجْهُ اللهِ(*)» . ثمَّ قل :
____________
1 ـ يعني محمّد بن أبي عمير .
* ـ البقرة : 115 . وفي المصحف : «فأينما تولّوا ـ الآية».
2 ـ قال العلاّمة المجلسيّ ـ رحمه الله ـ : قوله عليه السلام : «فاستقبل القبلة بوجهك» ، لعلّه عليه السلام إنّما قال ذلك لمن أمكنه استقبال القبر والقبلة معاً ، ولما ظهر من قوله : «بعد ما تبيّن أنّ القبر هنالك» ، أنّ استقبال القبر أمرٌ لازم ، وإن لم يكن موافقاً للقبلة ، استشهد بقوله تعالى : «أينما تولّوا فثمّ وجه الله» أي نسبته تعالى إلى جميع الأماكن على السّواء ، واستقبال القبر للزّائر بمنزلة استقبال القبلة ، وهو وجه الله ، أي جهته الّتي اُمر النّاس باستقبالها في تلك الحالة ، والقرينة عليه قوله عليه السلام : «ثمّ تتحوّل على يسارك» فإنّ قبر علي بن الحسين
إنّما يكون على يسار من يستقبل القبر والقبلة معاً . ويحتمل أن يكون المراد بالقبلة هنا جهة القبر مجازاً ، ويحتمل أيضاً أن يكون المراد استقبال القبلة على أيّ حال ، ويكون المراد بقوله : «بعد ما تبيّن أنّ القبر هنالك» تخيّل القبر في تلك الجهة ، والاستشهاد بالآية بناء على أنّ المراد بوجه الله هم الأئمّة عليهم السلام ، ونسبتهم أيضاً إلى
( 304 )
«السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَولايَ وَابْنَ مَولايَ ، وَسَيِّدي وَابْنَ سَيِّدي ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَولايَ الشَّهيدَ بْنَ الشَّهيدِ ، وَالْقَتِيلَ بْنَ الْقَتيلِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ ، أنَا زائِرُكَ يا ابْنَ رَسُولِ الله بِقَلْبي وَلِساني وَجَوارِحي ، وَإنْ لَمْ أزُرْكَ بِنَفْسي مُشاهَدَةَ لِقُبَّتِكَ(1) ، فَعَليْكَ السَّلامُ يا وارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ الله ، وَوارِثَ نُوح نَبيِّ اللهِ ، وَوارِثَ إبراهيمَ خَليلِ الله ، وَوارِثَ مُوسى كَليم اللهِ ، وَوارِثَ عيسى رُوح الله ، وَوارِثَ مُحَمَّدٍ حَبيبِ اللهِ وَنَبيِّهِ وَرَسُولِهِ ، وَوارِثَ عَليِّ أمير المؤمنين وَصيّ رَسُولِ اللهِ وَخَليفَتِهِ ، وَوارِثَ الحسَنِ بْن عَليّ وَصيِّ أمِير المؤمِنينَ ، لَعَنَ اللهُ قاتِليكَ ، وَجَدَّدَ عَلَيْهِمْ الْعَذابَ في هذِهِ السّاعَةِ وَفي كُلِّ ساعَةٍ ، أنَا يا سَيِّدي مُتقَرِّبٌ إلى اللهِ جَلَّ وَعَزَّ ، وإلى جَدِّكَ رَسُولِ اللهِ ، وَإلى أبيكَ أمِيرِ المُؤْمِنينَ ، وإلى أخِيكَ الحسَنِ ، وَإلَيْكَ يا مَولايَ ، فَعَلَيْكَ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ ، بِزيارَتي لَكَ بِقَلْبي وَلِساني وَجَميع جَوارِحي ، فَكُنْ لي يا سَيِّدي شَفيعي لِقَبُولِ ذلِكَ مِنِّي ، وَأنَا بِالْبَراءَةِ مِنْ أعْدائِكَ وَاللَّعْنَةِ لَهُمْ وَعَلَيْهِمْ أتَقَرَّبُ إلى اللهِ وَإلَيكُمْ أجْمَعِينَ ، فَعَلَيْكَ صَلَواتُ اللهِ وَرِضْوانُهُ وَرَحْمَتُهُ» .
ثمَّ تتحوَّل على يسارك قليلاً وتحوَّل وجهك إلى قبر عليِّ بن الحسين عليهما السلام ، وهو عند رِجل أبيه ، وتسلّم عليه مثل ذلك ، ثمَّ ادعُ الله بما أحببتَ من أمر دينك ودُنياك ، ثمَّ تصلّي أربع رَكعات فإنَّ صَلاة الزِّيارة ثمان أو سِتَ أو أربع أو ركعتان ، وأفضلها ثمان ، ثمَّ تستقبل نحوَ قبر أبي عبدالله عليه السلام وتقول :
«أنا مُوَدِّعِكُ يا مَولايَ وَابْنَ مَولايَ ، وَيا سَيِّدِي وَابْنَ سَيِّدي ، وَمُوَدِّعُكَ يا سَيِّدي وَابْنَ سَيِّدي يا عَليَّ بْنَ الحسَينِ ، وَمُوَدِّعُكُمْ يا ساداتي ، يا مَعاشِرَ
الشُّهَداءِ ، فَعَلَيْكُمْ سَلامُ اللهِ وَرَحْمَتُهُ وَرِضْوانُهُ وَبَرَكاتُهُ»» .
____________
الأماكن على السّويّة لإحاطة علمهم ونورهم بجميع الآفاق ، ويكون التّحوّل إلى اليسار لأنّ في تخيّل القبر للمستقبل يكون قبر عليّ بن الحسين عليهما السلام على يسار المستقبل كما إذا كان عند القبر واستقبل القبلة يكون كذلك . ولا يبعد أن يكون «القبلة» تصحيف «القبر».
والأظهر هو الوجه الأوّل كما فهمه الشّيخ ـ رحمه الله ـ وغيره ، وحكموا باستقبال القبر مطلقاً وهو الموافق للأخبار الاُخر الواردة في زيارة البعيد ، والله يعلم .
1 ـ المراد بالقبّة هنا بناء مسقّف .
( 305 )
الباب السّابع والتّسعون
(ما يكره من الجفاء(1) لزيارة قبر الحسين عليه السلام)
1 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن سعد بن عبدالله
، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن عليّ بن الحكم ـ عن بعض أصحابه ـ عن أبي جعفر عليه السلام «قال : كم بينكم وبين قبر الحسين؟ قلت : سِتَّة عشر فرسخاً ، قال : أوَما تأتونه ؟ قلت : لا ، قال : ما أجفاكم!» .
2 ـ وعنه ، عن سعد ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن موسى بن الفضل(2) ، [عن عليّ بن الحكم] ـ عمّن
حدَّثه ـ عن حَنان بن سَدير ، عن أبي عبدالله عليه السلام
«قال : قلت له : ما تقول في زيارة قبر الحسين عليه السلام ؟ فقال : زُرْه ولا تجفه ، فإنَّه سيِّد الشُّهداء وسيِّد شباب أهل الجنَّة ، وشبيه يحيى بن زَكريّا ، وعليهما بَكَتِ السَّماء والأرض» .
3 ـ وحدَّثني محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصّفّار ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن أحمدَ بنِ أبي داودَ ، عن سعد بن أبي عمر [و] الجلاّب(3) ، عن الحارث الأعور «قال : قال عليٌّ عليه السلام : بأبي واُمّي الحسين المقتول بظهر الكوفة ، والله لَكَأنّي أنظر إلى الوحْش مادّة أعناقها على قبره من أنواع الوحش يبكونه ويَرْثُونَه ليلاً حتى الصّباح ، فإذا كان ذلك فإيّاكم والجفاء»(4) .
____________
1 ـ الجفاء : البعد عن الشّيء ، وترك الصّلة والبرّ ، وغلظ الطّبع.
2 ـ هو غير مذكور في كتب الرّجال ، والظّاهر كونه تصحيف «موسى بن القاسم» وهو أبو عبدالله ابن معاوية بن وهب ، مِن أصحاب الرِّضا عليه السلام ، له كتاب ، روى عنه أحمد بن محمّد بن عيسى . (جش) وتقدّم مثله في ص 96 ، وليس في سنده «عليّ بن الحكم».
3 ـ في البحار : «ابن عيسى ، عن أبي داود ، عن سعد ، عن أبي عمر الجلاّب ، عن الحارث الأعور».
4 ـ أي بترك زيارته عليه السلام .
( 306 )
4 ـ حدَّثني أبي ؛ وأخي ؛ وعلي بن الحسين ؛ ومحمّد بن الحسن ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن حَمدانَ بن سليمانَ النّيسابوريِّ ، عن عبدالله بن محمّد اليمانيّ ، عن مَنيع بن الحجّاج ، عن يونسَ بن عبدالرَّحمن ، عن حَنان بن سَدير ، عن أبيه سَدِير «قال : قال أبو عبدالله عليه السلام : يا سَدِير تَزورُ قبر الحسين عليه السلام في كلِّ يوم؟ قلت : لا ، قال : ما أجفاكم ، قال : أتزورُه في كلِّ جُمْعة ، قلت : لا ، قال : فتزوره في كلِّ شهر ؟ قلت : لا ، قال : فتزورُه في كلِّ سنةٍ؟ قلت : قد يكون ذلك ، قال : يا سَدير ما أجفاكم بالحسين عليه السلام ، أما علمتَ أنَّ للهِ ألفَ ملكٍ شُعثاً غُبراً يَبكونه ويَرْثُونَه ، لا يَفترونَ زُوَّاراً لِقبر الحسين ، وثوابهم لِمَن زارَه ـ وذكر الحديث ـ » .
5 ـ حدَّثني الحسن بن عبدالله بن محمّد بن عيسى ، [عن أبيه] عن الحسن
بن محبوب ، عن حَنان بن سَدِير «قال : كنت عند أبي جعفر عليه السلام فدخل عليه رَجلٌ فسلّم عليه وجَلَس ، فقال أبو جعفر
عليه السلام : مِن أيِّ البُلدان أنتَ ؟ فقال له الرَّجل : أنا رَجلٌ من أهل الكوفة ، وأنا مُحبٌّ لك ؛ مُوالٍ ، فقال له أبو جعفر عليه السلام : أفتزورُ قبر
الحسين عليه السلام في كلِّ جُمْعة ؟ قال : لا ، قال : ففي كلِّ شَهر ؟ قال : لا ، قال : ففي كلّ سَنَةٍ ؟ قال : لا ، فقال له أبو جعفر عليه السلام : إنّك لمحروم من الخير ـ وذكر الحديث(1) ـ » .
6 ـ وحدَّثني محمّد بن جعفر(2) قال : حدَّثني
محمّد بن الحسين ، عن جعفر بن بَشير ، عن حَمّاد بن عيسى ، عن رِبعيّ بن عبدالله ، عن الفضيل بن يَسار «قال : قال أبو عبدالله عليه السلام : ما أجفاكم يا فضيل ؛ لا تزورون الحسين عليه السلام ، أما علمتَ أنَّ أربعةَ آلاف ملكٍ شُعْثاً غُبراً يبكونه إلى يوم القيامة ؟!» .
7 ـ وعنه ، عن محمّد بن الحسين ، عن جعفر بن بَشير ، عن حمّاد ، عن محمّد بن مسلم ، عن زُرارةَ ، عن أبي جعفر عليه السلام
«قال: كم بينكم وبين قبر
____________
1 ـ تقدّم الخبر بطوله في ص 27 تحت رقم 12 ، بتفاوت يسير في السّند.
2 ـ يعني الرّزّاز القرشيّ.
( 307 )
الحسين عليه السلام ؟ قال : قلت : سِتّة عشر فرسخاً ، أو سبعة عشر فرسخاً ، قال : أما تأتونه ؟ قلت : لا ، قال : ما أجفاكم» .
8 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن الحسين
بن الحسن بن أبان ، عن محمّد بن اُورَمَة ، عن أبي عبدالله المؤمن ، عن ابن مُسكانَ ، عن سليمانَ بن خالد «قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : عجباً لأقوام يزعمون أنّهم شيعة لنا ويقال : إنّ أحدهم يمرُّ به دَهُره ولا يأتي قبر الحسين عليه السلام ، جَفاءً منه وتَهاوناً وعَجزاً وكَسَلاً ، أما والله لو يعلم ما فيه من الفضل ما تهاون ولا كسل ، قلت : جُعِلتُ فِداك وما فيه من الفضل ؟ قال : فضل وخير كثير ، أمّا أوَّل ما يُصيبه أن يغفر له ما مضى من ذنوبه ، ويقال له : استأنفِ العملَ» .
9 ـ حدَّثني حكيم بن داود بن حكيم ، عن سَلَمةَ بنِ الخطّاب ، عن عبدالله بن الخطّاب ، عن عبدالله بن محمّد بن سنان(*) ، عن منيع بن الحجّاج ، عن يونسَ بن عبدالرَّحمن ، عن حنان ، عن أبيه «قال : قال أبو عبدالله عليه السلام : يا سَدير تزورُ قبر الحسين عليه السلام في كلِّ يوم ؟ قلت : جعلت فِداك لا ، قال : ما أجفاكم ! فتزورُه في كلِّ جمعة ؟ قلت : لا ، قال : فتزورُه في كلِّ شَهر ؟ قلت : لا ، قال : فتزورُه في كلِّ سَنَةٍ ، قال : قد يكون ذلك ، قال : يا سَدِير ما أجفاكم بالحسين عليه السلام ـ
وذكر الحديث (1) ـ » .
10 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ وجماعة مشايخي ، عن سعد ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن محمّد بن ناجية ، عن محمّد بن عليِّ ، عن عامر بن كثير السَّرَّاج النَّهْديّ ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه السلام «قال : قال لي : كم بينك وبين قبر الحسين عليه السلام ؟ قلت : يوم للرَّاكب ويوم وبعض يوم للماشي ، قال : أفتأتيه كلّ جُمْعة؟ قلت : لا ما آتيه إلاّ في حين ، قال : ما أجفاكم ! أما لو كان قريباً مِنّا لأتَّخذناه هجرة ـ أي نهاجر إليه ـ » .
حدَّثني جماعة مشايخي ، عن أحمدَ بن إدريس ، عن محمّد بن أحمدَ ، عن محمّد
____________
1 ـ تقدّم الخبر في ص 301 تحت رقم 3 مع بيانٍ في سنده.
* ـ مرّ الكلام فيه.
( 308 )
ابن ناجيةَ ، عن محمّد بن عليٍّ ، عن عامِر بن كثير النَّهديّ السَّرَّاج ، عن
أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه السلام ـ مثله .
الباب الثّامن والتّسعون
(أقلّ ما يزار فيه الحسين عليه السلام)
(وأكثر ما يجوز تأخير زيارته للغنيّ والفقير)
1 ـ حدَّثني جعفر بن محمّد بن إبراهيم بن عبدالله الموسويُّ ، عن عبيدالله ابن نَهيك ، عن محمّد بن أبي عُمَير ، عن أبي أيّوب(1) ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : حقٌّ على الغَنيّ أن يأتي قبر الحسين عليه السلام في السَّنة مَرَّتين ، وحَقٌّ على الفقير أن يأتيه في السَّنَةِ مَرَّة»(2) .
2 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن عليِّ بن الحكم ، عن عامِر بن عُمَير ؛ وسعيد الأعرج ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : ائتوا قبر الحسين عليه السلام في كلِّ سَنَةٍ مرّةً» .
3 ـ حدَّثني أبو العبّاس(3) ، عن محمّد بن الحسين ، عن جعفر بن بَشير ، عن مسلم(4) ، عن عامر بن عُمَير؛ وسعيد الأعرج جميعاً ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : ائتوا قبر الحسين عليه السلام في كلِّ سَنَةٍ مرّةً» .
4 ـ حدَّثني جعفر بن محمّد بن عبدالله الموسويُّ ، عن عبيدالله بن نَهيك ، عن ابن أبي عُمَير ، عن حمّاد ، عن الحلبيّ «قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن زيارة
____________
1 ـ يعني إبراهيم بن عثمان.
2 ـ قال الفيض ـ رحمه الله ـ : «لعلّ الحكم مخصوص بمن كان قريباً ، أو كان متيسّراً له ، فإنّ الظّاهر أنّ الخطاب لأهل الكوفة ومَن بحواليها» . وقال العلاّمة المجلسيّ ـ رحمه الله ـ مثله .
3 ـ يعني محمّد بن جعفر الرّزّاز .
4 ـ كذا ، ويأتي الخبر بعينه تحت رقم 9 وفيه : «جعفر بن بشير ، عن حمّاد ، عن ابن مسلم» وكأنّ فيه سقطاً ، وهو «حمّاد ، عن ابن» .
( 309 )
قبر الحسين صلوات الله عليه ، قال : في السَّنة مَرَّة ، لأنّي أكره الشُّهرة» .
5 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن سعد بن عبدالله ، عن يعقوب بن يزيدَ ، عن ابن أبي عُمَير ـ عن بعض أصحابنا ـ عن ابن رِئاب(1) ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : حقُّ على الفقير أن يأتي قبر الحسين في السَّنة مرَّةً ، وحقٌّ على الغنيّ أن يأتيه في السَّنة مرَّتين» .
6 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ ومحمّد بن الحسن ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عُمَير ، عن حمّاد بن عثمان ، عن الحلبيّ ، عن أبي عبدالله عليه السلام «في زيارة قبر الحسين عليه السلام قال : في السّنة مَرَّة ، إنّي أكره الشُّهرة» .
7 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن سعد بن عبدالله ، عن الحسن بن عليّ بن عبدالله بن المغيرة ، عن العبّاس بن عامِر قال : قال عليُّ بن أبي حمزة ، عن أبي الحسن عليه السلام «قال : لا تجفوه ، يأتيه الموسر في كلِّ أربعة أشهرٍ ، والمعسِر لا يُكَلِّفُ الله نَفْساً إلاّ وُسْعَها ، قال العبّاس : لا أدري قال هذا لـ «عَليِّ» أو لـ «أبي ناب»(2)» .
8 ـ حدَّثني محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصّفّار ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عُمَير ، عن حَماد بن عثمان ، عن الحلبيّ ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : سألته عن زيارة الحسين عليه السلام ، قال : في السَّنة مَرَّة ، إني أخاف الشُّهرة» .
9 ـ حدَّثني أبو العبّاس ، عن الزيّات(3) ،
عن جعفر بن بشير ، عن حمّاد ، عن ابن مسلم ، عن عامر
بن عُمير ؛ وسعيد الأَعرج ، عن أبي عبدالله عليه السلام
«قال : أيتوا قبر الحسين عليه السلام في كلِّ سنة مرَّة» .
10 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن سعد ، عن عليِّ بن إسماعيلَ بن عيسى ،
____________
1 ـ في بعض النّسخ : «أبي أيّوب» ، وفي بعضها : «أبي ناب» ، وفي التّهذيب
(ج6 ص 49) كما في المتن ، وهو عليَّ بن رئاب الكوفيّ ، له أصل كبير ، ثقةٌ جليل القدر.
2 ـ المراد بهما الحسن بن عطيّة وعلي بن أبي حمزة.
3 ـ يعني ابن أبي الخطّاب ، وراويه الرزّاز .
( 310 )
عن صفوانَ بن يحيى ، عن العِيص بن القاسم «قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام : هل لزيارة القبر صلاة مفروضة؟ قال : ليس له صلاة مفروضة(1) ، قال : وسألته في كم يوم يزار؟ قال : ما شئت» .
11 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن عبدالله بن جعفر الحِميريّ
بإسناده ـ رفعه إلى عليِّ بن ميمون الصّائغ ـ عن أبي عبدالله
عليه السلام «قال : يا عليُّ بلغني أنَّ قوماً مِن شيعتنا يمرُّ بأحدهم السَّنة والسَّنتان لا يزورون الحسينَ عليه السلام ، قلت : جُعِلتُ فِداك
إنَّي أعرف اُناساً كثيرةً بهذه الصِّفة ، قال: أما والله لحظّهم أخطأوا ، وعن ثَواب اللهِ زاغوا ، وعن جِوار محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم تَباعدوا ، قلت : جُعلتُ فداك في كم الزيارة؟ قال : يا عليُّ إن قدرتَ أن تَزورَه في كلِّ شهر فافعل ، قلت : لا أصل إلى ذلك ، لأنّي أعمل بيدي واُمور النّاس بيدي ، ولا أقدر أن اُغيّب وجهي عن مَكاني يوماً واحداً ، قال : أنت في عُذر ومَن كان يعمل بيده ، وإنّما عَنَيت مَن لا يعمل بيده ممَّن إن خرج في كلِّ جمعةٍ هانَ ذلك عليه(2) ، أما إنّه ماله عندالله مِن عُذر ولا عند رَسوله مِن عذر يوم القيامة ، قلت : فإن أخرج عنه رَجلاً فيجوز ذلك؟ قال : نَعَم وخروجه بنفسه أعظم أجراً وخيراً له عند ربّه ، يراه رَبّه ساهِرَ اللّيل ، له تعب النّهار ، ينظر الله إليه نظرةً
توجب له الفردوس الأعلى مع محمّدٍ وأهل بيته ، فتنافسوا
في ذلك وكونوا مِن أهله» .
12 ـ حدَّثني الحسن بن عبدالله بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن صَبّاح الحَذّاء ، عن محمّد بن مَروان ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : سمعته يقول : زُوروا قبر الحسين عليه السلام ، ولو كلَّ سَنَة مَرَّة ـ وذكر الحديث ـ » .
13 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن أحمدَ بن إدريسَ ؛ ومحمّد بن يحيى ، عن العَمركي بن عليِّ البوفَكيِّ قال : حدَّثنا يحيى ـ وكان في خدمة أبي جعفر الثّاني ـ عن عليِّ ، عن صَفوانَ بن مِهرانَ الجمّال ، عن أبي عبدالله
عليه السلام ـ في حديث طويل ـ «قلت له : مَن يأتيه زائراً ثمّ ينصرف متى يعود إليه؟ وفي كَمْ [يوم]
____________
1 ـ في بعض النّسخ : «شيء مفروض».
2 ـ أي سهل عليه .
( 311 )
يؤتى؟ وكَمْ يسع النّاس تَركه ؟ قال : لا يسع أكثر من
شَهر(1) وأمّا بعيد الدَّار ففي كلِّ ثلاث سنين ، فما جاز ثلاث سِنين فلم يأته فقد عقَّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وقطع حرمته ، إلاّ من علّة» .
14 ـ حدَّثني عليُّ بن الحسين بن موسى ـ رحمه الله ـ عن عليِّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن ابن فَضّال ، عن عليِّ بن عُقبة ، عن عبيدالله الحلبيِّ ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : قلت : إنّا نَزور قبر الحسين عليه السلام في السَّنة مرَّتين أو ثلاثة ، فقال أبو عبدالله عليه السلام : أكره أن تكثروا القصد إليه ؛ زُورُوه في السَّنة مَرَّة ، قلت : كيف اُصلّي عليه ؟ قال : تقوم
خلفه عند كتفيه ، ثمَّ تصلّي على النَّبيِّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وتصلّي على الحسين عليه السلام» .
15 ـ وقال العَمَركي بإسناده قال : قال أبو عبدالله عليه السلام : إنّه يصلّي عند قبر الحسين أربعة آلاف ملكٍ مِن طلوع الفجر إلى أن تغيب الشَّمس ، ثمَّ يَصعَدون ، وينزل مثلهم فيصلّون إلى طلوع الفجر ، فلا ينبغي للمسلم أن يتخلّف عن زِيارة قبره أكثر من أربع سنين» .
16 ـ وبإسناده عن محمّد بن الفضل ، عن أبي ناب(2) ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : سألته عن زيارة قبر الحسين صلوات الله عليه ، قال : نَعَم تَعدِل عُمرة ، ولا ينبغي التَّخلُّف عنه أكثر مِن أربع سنين»(3) .
17 ـ حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريُّ ، عن أبيه ، عن عليِّ بن محمّد بن سالم ، عن محمّد بن خالد ، عن عبدالله بن حمّاد البصريِّ ، عن عبدالله بن عبدالرَّحمن الأصمّ ، عن صفوان الجمّال «قال سألت أبا عبدالله عليه السلام ـ ونحن في طَريق المدينة نُريد مَكّة ـ فقلت له : يا ابن رسول الله ما لي أراك كَئيباً
____________
1 ـ يعني أمّا القريب فلا يسع أكثر من شهر ، وسيأتي بلفظه تحت رقم 17 .
2 ـ الظّاهر هو الحسن بن عطيّه ، المعنون في رجال الشّيخ من أصحاب الصادق عليه السلام ، ثقة.
3 ـ يمكن حمل الثّلاث على المتوسّط في البعد ، والأربع على ما كان أبعد منه ، أو على اختلاف النّاس في القدرة . (البحار)
( 312 )
حَزيناً مُنْكَسِراً ؟ فقال لي : لو تَسمع ما أسمع لَشَغلَك عن مسائلي ، قلت : فما
الَّذي تسمع ؟ ! قال: ابتهالَ الملائكة إلى الله عزَّوجلَّ على قتلة أمير المؤمنين وقتلة الحسين عليهما السلام ، ونَوحَ الجنَّ وبُكاءَ الملائكة الَّذين حَولَه وشدَّة حُزنهم ، فمَن يتهنّأ مع هذا بطعام أو بشراب أو نوم ؟!! قلت له: فمن يأتيه زائراً ثمَّ ينصرف فمتى يعود إليه ؛ وفي كَمْ [يوم] يؤتى وفي كَمْ يسع النّاس تركه ؟ قال : أمّا القريب فلا أقلَّ مِن شَهر ، وأمّا بَعيد الدَّار ففي كلّ ثلاث سنين ، فما جاز الثّلاث سنين فقد عَقَّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وقطع رحمه إلاّ من عِلة ، ولو يعلم زائر الحسين عليه السلام ما يدخل على رسول الله [صلّى الله عليه وآله وسلّم] وما يصل إليه من الفَرَح وإلى أمير المؤمنين وإلى فاطمة والأئمّة والشّهداء منّا أهل البيت وما ينقلب به من دعائهم له ؛ وما له في ذلك من الثَّواب في العاجل والآجل والمذخور له عند الله لأحبّ أن يكون ما ثَمَّ داره ما بقي (1) .
وإنَّ زائره ليخرج مِن رَحله فما يقع فيه على شيءٍ إلاّ دعا له ، فإذا وقعتِ الشَّمس عليه أكلَتْ ذنوبَه كما تأكل النّار الحَطَبَ ، وما تُبقي الشّمسُ عليه من ذنوبه شيئاً ، فينصرف وما عليه ذنبٌ وقد رفع له من الدَّرجات ما لا يناله المتشحّط بدمه في سبيل الله ويوكّل به ملك يقوم مقامه ويستغفر له حتّى يرجع إلى الزِّيارة أو يمضي ثلاث سِنين أو يموت ـ وذكر الحديث بطوله ـ » .
حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن أحمدَ بن إدريسَ ؛ ومحمّد بن
يحيى جميعاً ، عن العَمْركي بن عليِّ البوفكيِّ قال : حدَّثنا يحيى ـ وكان في خدمة أبي جعفر الثّاني ـ عن عليٍّ ، عن صَفوانَ بن مِهران الجمّال ، عن أبي عبدالله
عليه السلام قال : سألته في طريق المدينة ـ وذكر
الحديث بطوله ـ .
*****
____________
1 ـ قال العلاّمة المجلسيّ ـ رحمه الله ـ : «لأحبّ أن يكون ماثمَ داره» أي يكون داره عنده عليه السلام لا يفارقه ، وفي بعض النّسخ بالتّاء المثنّاة ، أي مأتمّ وما استقرّ في داره .