السيد العميدي
"أنّه قد يستغرب البعض من إقامة المهرجان في هذه الظروف الصعبة التي يمرّ بها البلد، والتي نخوض فيها جميعاً إعلامياً وعسكرياً وسياسياً قتالاً مريراً، مع المجرمين من الإرهابيين في مناطق عديدة من هذا البلد المبارك، وكما تعلمون أنّ لنا إخوة يتعرّضون هنا وهناك الى مآسي وحربٍ شرسة من قبل من تلبّس بالإجرام، ممّن عُرِفوا بأن لا دين لهم ولا ضمير ولا أخلاق ولا إنسانية، في خضمّ هذه الأجواء نقيم احتفالاً في مدينة الديوانية بمولد الإمام الحجّة(عجّل الله فرجه)".
مُتسائلاً: "هل يُعتبر هذا أمراً غريباً أنّنا نحتفل وهناك من يُقاسي ويُعاني في هذا البلد؟ أقول: لا غرابة في ذلك ولا تنافي فإنّما احتفالنا هو اجتماع للدعاء وإظهار الولاء بالارتباط بأهل البيت(عليهم السلام)، الذين من أجلهم يتمّ الاعتداء على أتباعهم ومحبّيهم، ولأنّنا نُعلن الولاء لهم جهاراً وإعلاناً فهذه المهرجانات هي بصيص أملٍ وإشعاع بأنّنا مرتبطون ومتمسّكون براعٍ عظيم وقائدٍ هُمام هو الإمام صاحب العصر والزمان(عجّل الله فرجه)، فلا ينبغي للمؤمن أن يهن أو يضعف أو يقلّ صبره وعزيمته في هذه الظروف".
مُضيفاً: "المهرجان هو إعلان عن الارتباط بالإمام المهدي(عجّل الله فرجه) وتأكيد على ولائنا له ولأهل بيته، فهو إشعارٌ منا وجهد بأنّنا لن نتخلّى عن ولائنا وارتباطنا المصيري بأهل البيت(سلام الله عليهم)، مهما عملوا وفعلوا بنا من تهجيرٍ وقتلٍ وذبحٍ، فإنّنا إن شاء الله تعالى وباستشعارنا برعاية الإمام(عجّل الله فرجه) صامدون وثابتون ومستقرّون ومطمئنون بولائنا لهذا البلد، ونفديه بأرواحنا ودمائنا، ونرخصها في سبيل الحفاظ على مقدساتنا".
وأوضح العميدي: "ينبغي لهذا المهرجان أن يكون فيه بيان وإعلان بأنّنا مستمرّون وباقون على هذا النهج -نهجِ محمّدٍ وآلِ بيته الطاهرين-، لا يُزعزعنا ما يجري هنا وهناك ولن نتخلّى عن رسالة الحقّ والدين مهما كانت الظروف والأحوال".
واختتم العميدي كلمته قائلاً: "إنّ عتبات العراق المقدسة تمدّ يد العون والمساندة لكلّ من يُحيي ذكر أهل البيت(عليهم السلام)، ويعظّم شعائرهم في مهرجان أو مؤتمر أو أيّ نشاط ثقافي آخر، في هذه المدينة أو غيرها، في داخل العراق أو خارجه، فهذه العتبات المقدسة تحوّلت الى منارات الإشعاع لبثّ روح العزيمة والهمّة في المؤمنين مادياً ومعنوياً لكي يُحيُوا أمر الله في الأرض، وهي لا تألو جهداً ولا تبخل بشيءٍ من أجل إحياء ذكرى أهل البيت، وتشدّ على أيادي القائمين بهذا المهرجان وللسنة السادسة على التوالي، آملين من الله سبحانه وتعالى وببركة صاحب هذه الذكرى أن يستمرّ هذا النشاط ويتوسّع، لأنّ استمراره وتواصله حاله حال أيّ مهرجان آخر هو شوكة في عين المُخالفين والمُبغضين لأهل البيت(عليهم السلام)، وإنّ الحضور والمشاركة فيه هي من باب (أحيوا أمرنا رحم الله من أحيى أمرنا)".