غروب يوم عرفه بين الحرمين الشريفين
ورُوي أنّ الإمام زين العابدين(صلوات الله وسلامه عليه) سمع في يوم عرفة سائلاً يسأل الناس فقال له: (ويلك أتسأل غير الله في هذا اليوم وهو يُرجى فيه للأجنة في الأرحام أن يعمّها فضلُ الله تعالى فتسعد)
ومن أهمّ الأعمال في هذا اليوم هي زيارة الإمام الحسين(عليه أفضل الصلاة والسلام) فإنّها تعدل ألف حجّة وألف عمرة وألف جهاد بل تفوقها، والأحاديث في كثرة فضل زيارته(عليه السلام) في هذا اليوم متواترة ومن وُفّق لزيارته والحضور تحت قبّته المقدسة فهو لا يقلّ أجراً عمّن حضر عرفات بل يفوقه.
وهذا ما دأب عليه محبّو وأتباع أهل البيت(عليهم السلام) من شتّى البقاع والأصقاع بالتوجّه لزيارة الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس(عليهما السلام) وشهدت الزيارة هذا العام توافد أعداد إيمانية غفيرة، حيث لم تُثنِهِم التحديات الإرهابية التي صاحبتها إجراءات أمنية مشدّدة فاقت جميع الإجراءات السابقة في كربلاء وخارجها من قطوعات كثيرة وعدم توفّر أيّ وسائل للنقل حتى الوصول للقطوعات الداخلية التي تكفّلت العتبتان المقدستان فيهما بنقل الزائرين، ممّا اضطرّهم الى المسير لعدة كيلو مترات من أجل الوصول الى القطوعات الداخلية للمدينة القديمة، فضلاً عن أنّ الوضع العام للبلد وما تركه من تأثيرٍ نفسي لم يكن عائقاً لهم فإنّ هدفهم الإمام الحسين(عليه السلام)، ومن كان هدفه هذا يسهل عليه الطريق وتذلّ له الصعاب.
يُذكر أنّ العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية قد أعدّتا خطّةً أمنية وخدمية خاصة بيوم عرفه العيد المباركة واستنفرت طاقاتهما كافة لاستقبال زوّار الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس(عليهما السلام) من أجل تقديم أفضل الخدمات لهم بهذه المناسبة.