وأضاف: "بحمد الله تبارك وتعالى نحن لا نريد دائماً أن نذكر الماضي إنّما نذكره فقط من باب التحفيز والهمّة، ومن باب تعويض ما فات قامت العتبات المقدّسة بعددٍ من المشاريع ومنها المشاريع الفكرية، وفي كلٍّ منها هناك قسم خاصّ يسمّى بقسم الشؤون الفكرية وله نتاجات واسعة وكبيرة بالإضافة الى أقسام الشؤون الدينية التي بين فترةٍ وأخرى أيضاً تطلع علينا برأيٍ وبفكرةٍ وبكتيبٍ وبكتابٍ وبمجموعةٍ من الإرشادات، أيضاً تحتاج الى من يتبنّاها فكان لابُدّ للعتبات المقدّسة أن تنهض مكمّلة لذلك المعنى عن طريق الطباعة".
وتابع السيد الصافي: "هذا المشروع واقعاً يتكوّن من ثلاث مراحل المرحلة الأولى التي هي فعلاً قائمة وابتدأ العمل بها على نحوٍ جدّيّ لعلّه قبل سنوات، والمرحلة الثانية اليوم نشهد افتتاح هذا الخطّ الإنتاجي وهو خطّ التجليد الفنيّ الذي لم يكن موجوداً، والمرحلة الثالثة إن شاء الله تعالى ستكون في المستقبل القريب وهي توفير بعض الأماكن المتطوّرة جداً لغرض طباعة المصحف الكريم، وهذا الهدف واقعاً نسعى جادّين الى تنفيذه بالإضافة الى أعمال طباعية أخرى".
وأضاف: "من خلال الإخوة الحاضرين أحبّ أن أبيّن شيئاً وهو واقعاً رسالة لكلّ الإخوة المسؤولين في الدولة العراقية، إنّ العقل العراقيّ هو عقلٌ مفكّرٌ ومُبدِعٌ يحتاج الى رعاية -وقد ذكرنا في أكثر من مرّة-، بعض الكلام الإخوة يسمعونه ولا يعيرونه أهمية والبعض يسمعونه ويهملونه، والواقع نحن ليس لدينا مصلحة إلّا أن ينهض البلد، العقول العراقية عقولٌ غير قاصرة عقولٌ تنهض بالبلد لو توفّرت لها الإمكانات الممكنة ولو شعرت هذه العقول برعايةٍ خاصة، فالتاريخ الآن يسجّل ونحن نمرّ بمرحلةِ استثارة العقول ومرحلة استنهاض الهمم وحلّ الكثير من مشاكلنا عن طريق أبنائنا، لا مانع من الاستعانة بخبرات أجنبية وكثير من الدول قد سبقتنا بمجالات معينة وهذا حقّ، ولكن لابدّ أن نستثمر ذلك من أجل أن ينهض هذا البلد، وتعلمون البلد يمرّ بظروف صعبة سواءً من جهة أمنية ابتُلينا بعصابات الدواعش والمشاكل الأمنية التي سبقتها، ومشاكل اقتصادية، ونحن واثقون أنّ هذه المشاكل يستطيع أن يحلّها أبناءُ البلد مع الإرادة الحقيقية ومع النية الصادقة، ومع الاستعانة بأهل الخبرة من الذين يحملون همّ هذا البلد نستطيع أن نتجاوز المحنة، مسألة طبيعية كلُّ بلدٍ يمرّ بمحنٍ ومشاكل لكن هناك همم كبيرة هي من يحيي البلد".
وفي الختام توجّه السيد الصافي بالشكر الجزيل للإخوة المسؤولين عن هذه الدار وأن يشدّوا على أيادي بعضهم بعضاً في سبيل تطوير هذا العمل والنهوض به".